قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الخامس والثلاثون

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الخامس والثلاثون

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الخامس والثلاثون

في مصنع شاكر
دخل سالم لأخيه المكتب ليجده عابسآ قاطبآ بين حاجبيه ويتحدث بعصبيه وهويلقي آوامره علي بعض عمال المصنع بحده وصرامه
جلس سالم علي مقعده المقابل لأخيه الجالس أمام مكتبه...
بعد إنصرافهم قال سالم بتأثر: مالك يا شاكر مش عاجبني أبدآ اليومين دول
شاكر بضيق: والله يا سالم مش عارف أقول لك إيه بس، من ساعة نوال ما مشيت وزيزي مرات إبني قلبت نظام البيت رأسآ علي عقب معدش حاجه بمواعيد ولا بنظام.

يا إما أرجع ألاقيها أمرت الشغالين مايجهزوش الغدا، يا إما وداد تحط الغدا والآقي نفسي قاعد بطولي يا سالم
نوال كانت مخليه البيت زي الساعه ووقت الغدا أو الأكل عمومآ صغير قبل كبير قاعد في مكانه
هز سالم رأسه وهو يتذكر كلمات محمد ونصائحه قائلآ...

فعلآ يا شاكر يا خويا معاك حق مراتك ست عاقله وكامله وبصراحه يا خويا يمكن إنت غلطت لما وقفت لمراد. وهينت مراته، أنا كمان غلطت يا خويا إني منصحتكش خساره البيت كله إتفركش
فعلآ البيت إتخرب يا سالم، قال شاكر بحزن جلي.
سالم بتساؤل: إنت كنت طلقت نوال زي ما طلبت يا شاكر
شاكر بنفي: لاء لسه سايبها لما أشوف أخرتها يا سالم بس عمرها ما تجرأت وتحدتني زي ما عملت دلوقتي
ليلى دي كانت لعنه ودخلت بيتي خربته وفرقتنا...

كلما هم سالم بموافقة أخيه كعادته تذكر حديث محمد معه فصمت أو حاول أن يهدئ أخيه باللين والرفق
تنهد سالم وقال: يعني يا خويا ما إنت بتشكي من زيزي مر الشكوي وأهي من عيله كبيره وإنت ال صممت ممدوح يتجوزها...
زمجز شاكر بغضب وقال: خلاص يا سالم مش ناقص كلامك ده قوم شوف العمال
عاوز أقعد لوحدي شويه، موش طايق نفسي يا سالم...

بالفعل نهض سالم ليخرج تاركآ شقيقه في حيره من أمره، فلم يعتاد شاكر التنازل أو العوده عن قرار إتخذه حتى لو كان مخطئآ.

كان ممدوح بغرفة ماكينات التصنيع يتحدث مع أحد الفنيين...
حينما سمع رنين هاتفه خرج ليستطيع إستقبال المهاتفه بعيدآ عن ضجيج الماكينات...
ثم رفع الهاتف علي إذنه وقال بترحيب، أهلآ يا بونسب...
-أيوه يا كرم. لاء لسه ماروحتش، بروح --بعد العصر النهارده عندنا ورديه بنخلصها
-لا ء الحاج كمان في مكتبه مروحش، فيه إيه
. يا كرم، ماما كويسه ولا إيه قلقتني.
-لاء زيزي ما إتصلتش قالت لي حاجه...

صاح ممدوح بغضب، ما تقول يا كرم فيه إيه معدش فيه أعصاب يا أخي لتكون ماما ولا ماهي فيهم حاجه
جحظت عينا ممدوح وقال بصراخ، /بتقول إيه بيري، بيري بنتي...
بينما قال كرم...
محاولآ تهدئته: طيب إطلب زيزي الأول وإتأكد إنها مروحتش. إهدي يا ممدوح
ممدوح، ممدوح، وضع كرم الهاتف وقال بتأثر، /قفل الخط
هرول ممدوح كالمجنون وهو يتحدث مع نفسه بذهول، بيري بنتي، إتخطفت.
حمل الهاتف بعصبيه، ليتصل بزيزي بيده المرتعشه صائحآ.

إنتي فين يا زيزي
زيزي بصوت عالي: في الجيم يا ممدوح والميوزك عاليه سامعني
ليصرخ ممدوح: بنتك رجعت البيت
زيزي بتعجب: أكيد رجعت آني في البيت
ليصرخ ممدوح بكل قوته: الله ينتقم منك يا زيزي، بنتك إتخطفت يا هانم وإحنا آخر النهار ومحستيش قلبك الحجر محسش
رمي الهاتف وهو يجهش بالبكاء ويصرخ بصوت عالي ؛
بنتي، بنتي، بنتي حبيبتي.

مالك يا ممدوح قالها شاكر وهو يهرول بإتجاهه هو وسالم يتبعهم باقي العمال الذين سمعوا الضجيج حول مراد ليتعجبوا من منظر ممدوح الراكع علي الأرض وهويجهش بالبكاء الحار.
إقترب منه شاكر وقال بفزع: مالك يا بني، مالك يا ممدوح
لينطق بضعف وصوت متحشرج: بنتي إتخطفت يا بابا، خطفو بيري، خدو بنتي الوحيده...
قوم، قوم يا بني، أردف قوم يا ممدوح قوم نشوف الموضوع ده...
قالها شاكر وهو يجذب ممدوح بقوه، ٌ.

لينهض ممدوح بتثاقل ويقسم أن ينتقم لإبنته إذا مسها سوء...
ذهب شاكر وممدوح وسالم لقسم الشرطه للإطلاع علي محضر مديرة المدرسه وما أن رآها ممدوح حتى ثار بوجهها صائحآ: أقسم بالله لوديكم في داهيه لو بنتي مجتش
هحرقكم، هحرقكم كلكم، كلكم
إهدي يا ممدوح، إهدي يا حبيبي قالها كرم وهو يهدئ ممدوح الذي قال، والعمل إيه دلوقتي يا كرم. قولي، العمل إيه
كرم بجديه: بنحقق ونحاول نوصل لأي خيط.

دلوقتي يا ممدوح قولي بينك وبين حد عداوه؟
ليضرب ممدوح كفآ بكف ويهز رأسه بنفي
ويعد ساعه كامله قال كرم: يلا يا عمي خد ممدوح وروحو إرتاحو ولو وصلنا لأي حاجه هوصلكم الأخبار...
أرتاح، قالها ممدوح بسخريه
في مطار القاهره: في المطار وقف مراد وليلي ينتظرون ميعاد طائرتهما المتجهه إلى شرم الشيخ...
لقد فاجئ مراد ليلى بأنه قد قام بالحجز في أفخم الفنادق هناك لمدة إسبوع...

قال مراد وهو يحتوي كتفا ليلى بزراعه إن شاء الله هنلف الدنيا سوا بس دا إسبوع علي السريع لأن لازم أرجع الشركه وأتابع شغلي...
ليلى بسعاده، بس ليه ما قلتليش إلا قبل ما ننزل ونركب العربيه علي طول
عاملها لك مفاجآه يا لولو، قال مراد
ليلى بسعاده: وطبعآ ماما عارفه علشان كده مرضتش تيجي معانا الشقه
مراد بسعاده: ماما وماهي وكرم أمة لا إله الا الله كلها عارفه إلا إنتي يا لولو...

لتتعالي ضحكات ليلي، التي قالت بسعاده، إسبوع كامل هنقضيه سوا قبل ما ترجع الشركه يا مراد، أنا فرحانه قوي...
مراد بمرح: بس بعد كده يا حلوه هتستحملي غيابي طول اليوم في الشغل...
طبعآ يا مراد هستحمل، إنت في عينيه الاتنين.
تعمد كرم ألا يخبر ماهي ونوال حتى لايثير فزعهما وظل في العمل طوال اليوم في تحقيق حول تلك الجريمه لعله يكتشف من هي خاطفة بيري، ولماذا؟

في شقة كرم
قالت نوال لماهي بعد أن لاحظت اهتمامها بهمس
بقولك يا ماهي. مافيش حاجة كدا ولا كده في السكه، شيفاكي مشتاقه للأمومه يا بنتي
لاحظت وجوم ماهي التي جلست بجوار أمها وقالت بجديه: ماما عاوزه أقولك علي حاجه وإحلفي ماتقوليها لحد...
أوعدك يا بنتي، قالت نوال بطيبه.

لتقص عليها ماهي ما قاله الطبيب ليبدو عليها التأثر والإنفعال، ثم. أنهت حديثها وصمتت لتلتقط أنفاسها وتقول بحزن: بس يا ماما، هو دا كل ال حصل وكرم عرض عليه كتير ننفصل بس أنا طلبت منه ميقولش الكلمه دي تاني، لأني بحبه قوي
ومتخيلش حياتي من غيره
يا حبيبتي يا بنتي، قالتها نوال وهي تجذب ماهي التي لاذت بأحضان أمها كطفل صغير.

قالت نوال. بحكمه، أنا كان عندي ولاد يا ماهي بس عمري ماحسيت بحنان شاكر، لأن شاكر بيعتبر التعبير عن مشاعره ضعف يا بنتي لكن كرم بيحبك وبيتعامل معاكي بحنان وذوق...
ما دمتي بتحبي جوزك يا ماهي عيشي يا بنتي. الرضا بالمقسوم عباده ممكن تسبيه وتتجوزي غيره وتخلفي ولاد وبرده تحسي إن ناقصك حاجه، أردفت، وربنا رزقه واسع وفضله عظيم
ماهي بتساؤل: وفكرة التبني يا ماما.

نوال، وماله يا بنتي كله بثوابه هتشبعي غريزتك وتكسبي ثواب في طفل يتيم
تعاطفت نوال مع ماهي وشعرت بوخزه بقلبها ولكنها تعمدت أن تبتسم وتبسط الأمر عليها حتى لا تزيد من أعبائها...

وصل شاكر وممدوح إلى الفيلا
ليسمع نحيب زيزي وعويلها لقد تفاجئت بما قاله له ممدوح وحينما عادت مسرعه للفيلا وتأكدت من عدم عودة بيري. جن جنونها. وأصبحت تصرخ كالبلهاء وتنادي إبنتها...
هرولت بإتجاااه شاكر وممدوح لتقول بفزع: بنتي يا ممدوح لقيتو بنتي
دلوقتي بنتك. قال ممدوح بحزن
ليشير له شاكر قائلآ: خلاص يا ممدوح دي برده أمها يا بني!

إقتربت زيزي من ممدوح لتجذبه برفق من كم قميصه وتقول بلهفه: هنعمل إيه يا ممدوح بيري راحت مننا؟
إبعدي عني، قالها ممدوح وهويدفعها ليتعالي نحيبها، كانت بالفعل ملتاعه وحزينه، لم تأبه بما فعله ممدوح كان تفكيرها بإبنتها يطغي علي أي شيئآ آخر
وظلت تنادي إبنتها كالمجنونه
دخلت حجرة بيري لتحتضن ملابسها وتستنشقها وهي تقول...
تعالي يا بيري، تعالي يا حبيبتي. وأنا مش هسيبك ولا لحظه بعد كده...

تعالي يا بنتي، وأنا هسعدك وأعوضك ليزيد نحيبها وتصيح، هصحي معاكي الصبح، وهوصلك للباص، وهأكلك وألعب معاكي، هعيش علشانك بس إرجعيلي، إرجعيلي...
إقتربت منها كلا من وداد وآني لتهدئتها. بلا جدوي...
في شقة كرم
ما أن عاد كرم من عمله وأخبر نوال وماهي ماحدث حتى قالت نوال وهي تربت علي قلبها بحزن: يا قلبي يا بيري
إخص عليك يا كرم المصيبه دي وتقول محبتش أفزعكم.

يلا وديني عند إبني حالآ فيما تعالي بكاؤها المختلط ببكاء ماهي وهمس التي سمعت حديثهم وقالت بحزن طفولي
أنا خايفه علي بيري من الحراميين ال خدوها...
لتصيخ نوال. وهي تخاطب ماهي، ومعدتيش تودي همس المدرسه يا ماهي لما نشوف
بالفعل إستقلت نوال وماهي وهمس السياره بجوار كرم
وما أن وصلو إلى الفيلا حتى ترجلت نوال ودخلت مهروله وهي تنادي لممدوح...
دخلت لتجده جالس علي مقعد بالردهه وبجواره شاكر.

لتقترب منه وتقول: حبيبي يا ممدوح يا رب يا يرجعها بالسلامه يا قلب أمك!
تعالت صيحات زيزي التي صرخت تقول: شفتي يا طنط بنتي راحت يا طنط! بيري راحت...
رغم إعتراض نوال وماهي علي تصرفات زيزي
إلا أن منظرها أصبح مثيرآ للشفقه
لقد جلست علي الأرض متكوره علي نفسها وظلت تنادي علي إبنتها وتنتحب. بحسره، ولوعه...

فوق الجبل في مكان مخصص للمجرمين المطاردين من العداله أشبه بكهوف في العصور الوسطى...
أفاقت بيري من آثار المخدر ونهضت من نومتها علي الأرض الصلبه المتعرجه لترتعد وهي تري تلك السيده التي قامت بخطفها تقف علي باب الكهف بعبائتها وطرحتها السوداء المتدليه علي وجهها
وما أن نزعت السيده الرداء والطرحه حتى صرخت بيري من منظر الرجل العجوز الذي تخفي بتلك الملابس وإختطفها.

إبتسم طه لتظهر أسنانه الصفراء لتبكي بيري بفزع
ليقترب منها ويحتضنها بحنان قائلآ: ماتخافيش يا همس ماتخافيش يا بنتي أنا جدك طه إنتي بنت شمس بنتي. أنا جدك ومش هأذيكي، لو سبتك معاهم هيقتلوكي زي ما قتلو بنتي، وزي ما حبسني شاكر وعذبني، ما تخافيش يا همس
لتقول الطفله المفزوعه بصوت متهدج: همس مع باباها ومامتها ليلى
إنتي مين.؟ سأل الرجل بتعجب.

أنا بيري، بابا ممدوح شاكر الخرافي وماما زيزي الله يخليك يا عمو وديني هناك هنا وحش وضلمه!
عاوزه أروح بيتنا!
ليشهق الراجل متعجبآ، فيه بنت صغيره غير همس عايشه بالفيلا
بيري برعب: همس راحت لمامتها ليلى
ليقول الرجل وهويتأمل بيري: حكمتك يا رب، والله هتكفر عن خطاياك يا شاكر روح بنتكم قصائد روح بنتي. قصاد شمس، بس إنت الكسبان يا شاكر بنتي كانت شابه، وبنتكم عيله صغيره...

تعالت ضحكاته العاليه، لترتعد بيري وتبكي بصمت خوفآ منه!
في شرم الشيخ
وقف مراد وليلي علي شاطئ البحر لتتنفس ليلى الهواء العليل وتقول بطريقه حالمه...
كان نفسي همس تكون معانا تصوريا مراد بقيت بحس حاجه نقصاني من غيرها...
للدرجه دي بتحبيها، سأل مراد.

لتبتسم ليلى وتقول: همس دي أنا حبيتها من أول ما عيني وقعت عليها، شمس كمان يا مراد كانت إنسانه جميله بس كان جواها حزن كبير قوي، ما شفتش واحده بتحب جوزها زي ما شمس كانت بتحب مجدي...
كده هغير من قصة مجدي وشمس
ليلى بنبره حزينه: تغير ليه دي كانت حكايه قصيره يا مراد
حاول مراد أن يغير الموضوع حتى لا تحزن ليلى فقال. بمرح...
وكنتي بقي بتحكي حواديت للعيال في الحضانه
ليلى مبتسمه: حواديت وأناشيد.

مراد يقلد الأطفال: قوليلي نشيد يا أبله
ليلى وهي تنظر إليه بشغف حاضر هقولك بس نشيد للكبار إنت طفل كبير قوي يا شاطر، أكيد جابوك الحضانه بالغلط...
مراد. بتعجب، هو ا فيه أناشيد للكبار.
ليلى بمرح بصوت طفولي. : ...
عمري ما دقت حنان في حياتي إلا حنانك ولا حبيت يا حبيبي حياتي إلا عشانك
جذبها مراد من خصرها ليضمها إليه، وفي تلك اللحظه...
رن هاتف مراد فقطع حديثهم الهامس
ليجد المتصل، محمد إبن عمه يخبره ما حدث لبيري.

فيقول بجديه: إيه ال بتقوله ده يا محمد
معقول إل بتحكيه ده هو إحنا في غابه
أنهي المحادثة لتتغير ملامح وجهه
فتسأله ليلي، محمد قال إيه يا مراد
مصيبه يا ليلى بيقول بيري إتخطفت
لتصيح ليلى: طه هو طه، طه قالي هينتقم من كل عيلة الخرافي
يلا ياليلي، حضري هدومك هننزل مصر حالآ، قالها مراد بشحن عميق...
في فيلا الخرافي
دخل كرم الذي خرج وترك ماهي مع عائلتها
وقال بجديه...
عرفتو التحقيقات أسفرت عن إيه؟

لتشرئب إليه الأعناق تنتظر الأخبار الجديده
كرم بثقه ؛: الخاطف راجل مش ست بنت من الأطفال قالت إيديه كبيره وسمرا وبيجري بسرعه جدآ.
المواصفات دي لراجل مش ست
نظر لشاكر بحده وقال: وغالبآ هيطلع طه يا عمي هيعمل كده لسببين أولآ
طه البواب مش بعيد يكون عمل كده وهو معتقد إنها همس حفيدته وفي ظنه إنه بيحميها منكم!
ثانيآ: ممكن خطف بيري علشان ينتقم من عيلة الخرافي
قال بآسف، : وف الحالتين في خطوره علي بيري...

ليسمع الجميع صراخ زيزي التي سمعت ما قاله كرم للتو،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة