قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل السادس والثلاثون والأخير

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل السادس والثلاثون والأخير

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل السادس والثلاثون والأخير

رأت ماهي الملاحظه التي دونتها المعلمه بدفتر همس...
ونظرت لهمس بحنان وقالت
همس المدرسه بتقول إنك مش عارفه إسمك
همس بتعجب: قلت لها بابا مراد
لا يا حبيبتي: بابا كي إسمه مجدي أخو مراد
همس بتساؤل، وبابا مراد
ماهي بحنان: باباكي وعمك بس لما يسألك حدعن إسمك تقولي: همس مجدي الخرافي فهمتي يا حبيبتي
حاضر يا عمتو إسمي في المدرسه همس مجدي الخرافي
لكن في البيت عندي بابا مراد
صح يا حبيبتي، هاتي حضن كبير لعمتو...

في فيلا الخرافي: نظر ممدوح في شاشة هاتفه وقال بإقتضاب موجهآ حديثه لأمه ووالده: مراد بيتصل ؛
أمه بحزن: يبقي عرف الخبر
رد ممدوح علي شقيقه وقال: طيب يا مراد
بيقولك إيه يا بني: سألت نوال
ممدوح بجديه: واقف بره هو ومراته وعاوزني أطلع له بره مش عاوز يدخل
لتصيح نوال: ودا وقته خليه يدخل هو وليلي أردفت وكمان علشان يوصلوني عند ماهي في طريقهم.

ليتدخل شاكر: ما تعقلي بقي يا نوال ماهي إيه ال تروحيلها ما ماهي خدت البنت ومشيت لسه من شويه، متسبيش بيتك يا نوال
معدش بيتي يا شاكر بس أنا مقدرتش أسيب إبني بحالته دي أبدآ
قالت بلهجه آمره: نادي لهم يا ممدوح
صمت شاكر وأردخ لزوجته فلا مجال لإثارة المشاكل
صاحت زيزي التي أصبحت كالشبح بجلبابها الأسود الطويل و شعرها المشعت ووجها الباهت بصوت محشرج من آثر البكاء: خليها تيجي، خلي ليلى تيجي، يا ممدوح.

نظرت لشاكر وقالت بنواح: مقعد الأم الفاشله في بيتك وطردت الأم الكويسه ياعمي!
شاكر بحده: إسكتي يا زيزي إنت مش في وعيك...
كانت زيزي تعاني الأمرين غياب إبنتها الوحيده وإشتياقها لها ناهيك عن شعور
مؤلم بالذنب لتقصيرها يحزنهاويمزق
نياط قلبها...
فهي وإن قصرت وأهملت تظل أم للصغيره...
لم يعد ممدوح يعتابها فحالها أصبح يرثي له...
خرج ممدوح ينادي لشقيقه...
وصاحت زيزي بصوت عالي...
يا رب، يا رب، عقابك صعب قوي يا رب.

يا رب، أنا عارفه يا رب إني أستاهل بس هيه طفله بريئه يا رب...
إرحمها يا رب...
إهدي يا بنتي، قالت نوال
لتقول زيزي بصوت ملتاع: سيبوني أتكلم يمكن ربنا يغفر لي، ويردها
دخل مراد بصحبة ممدوح تتبعه ليلى التي جذبها زوجها من يدها وكأنه يعلن حمايتها، للجميع.
صافح مراد والده وإنحني ليقبل يده كذلك فعل مع أمه...
أما ليلى فعانقت نوال بمحبه ووقفت متردده تصافح شاكر أم لا.

لكن نوال قالت بلهجه حانيه لا تخلو من الأمر: سلمي علي عمك شاكر يا ليلى
مدت ليلى أطراف أصابعها لتصافح شاكر برسميه وتحفظ...
ربنا يرجعها بالسلامه يا زيزي: قالت ليلى وهي تربت علي كتف زيزي فقد هالها منظرها لدرجة أنها لم تتمالك نفسها فبكت كثيرآ...
لتصيح زيزي: بتعيطي علشاني يا ليلي، أنا صعبانه عليكي...
تنهدت بمراره وأردفت بصوت مسموع
لو كان ده ذنبها أنا تبت يا رب والله تبت توبة نصوحه بس رد لي بنتي المسكينه.

سامحوني، إلتفتت لليلي وأردفت. سامحيني يا ليلى
ليلى بتأثر: علشان يوم الحفله طردتيني مسمحاكي والله مسمحاكي
لتجحظ عينا زيزي وتقول بمراره جعلت الجميع منصتين لها...
أنا ال رميت همس في حمام السباحة، أنا كنت عاوزه أقتلها علشان تمشي إنتي من هنا...
همهمات من الجميع الذين تفاجئو بما قالته زيزي
لتردف: وأنا ال رشيت لك زيت في الحمام ووقعتي إنكسرتي
أنا كسرت رجلك لكن ربنا كسرلي قلبي
سامحيني يا ليلى. هاتي رأسك أبوسها.

هاتي إيدك أبوسها يمكن ربنا يخفف عني العقاب الآسي ال أنا فيه ده!
إتسعت عينا شاكر! وقال بذهول
معقول يا زيزي، إنتي تعملي كده
وهم ممدوح أن يركلها بقدمه وهو يقذفها بأبشع الألفاظ
لكن ليلى قالت بحده: خلاص يا ممدوح، خلاص كلكم كفايه عليها ال هيه فيه
وإقتربت من زيزي لتجذبها وتعانقها لتربت علي ظهرها وتقول: إن شاء الله بيري هترجع ربنا كبير يا زيزي
ربنا كبير...
سامحتيني من قلبك، قالت زيزي.

لتبتسم ليلى وتهمس: والله سامحتك من قلبي يا زيزي...
نظر مراد لوالده وهمس: آدي ليلى يا بابا ال طردتها وبهدلتها
ولعلمك يا بابا إنت السبب في خطف بيري
أنا، قالها شاكر بذهول
ليجيب مراد بحزن: مش طه ده حضرتك طلعته من السجن بطريقتك علشان يقتل ليلى أهو خطف بيري
لتصيح زيزي وهي تقترب من شاكر لتنهش وجهه بأظافرها: إنت السبب، إنت ال طلعت المجرم من السجن
جذبها ممدوح قائلآ: إنتي إتجننتي.

ليقول شاكر بألم وحزن: سيبها يا ممدوح أنا فعلا غلطان
صمت الجميع، أنصت الجميع، تعجب الجميع!
ها هو شاكر الخرافي بجبروته يعترف بخطأه لأول مره، فالطفله حفيدته، قطعه من روحه...
بتقول إيه يا بابا: سأل ممدوح
شاكر والألم يعتصره: طه دخل السجن مظلوم أنا إنتقمت من بنته ومنه أنا ال حطيت له مخدرات أوبمعني أصح أمرت حد من رجالتي حط له مخدرات في أوضته في بير السلم في عماره كان شغال فيها بواب.

وبلغت عنه، وإتحكم عليه بخمسه وعشرين سنه...
ولما حبيت أخلص من ليلي، بعت واحد تاني شال التهمه، بمقابل طبعا لأ مجرم ومابيهموش وعليه قضايا تاني وكده كده واخد إعدام فمش هاتفرق معاه يشيل تهمه كمان ويستفيد ويأمن ولاده...
أنا عملت كده، وآهو خطف حفيدتي.
لتصيح زيزي: الله ينتقم منك با شاكر دم بيري في رقابتك...
صفعه من ممدوح ألجمتها وألقتها أرضآ لتعاود النواح...
وأجهش ممدوح في البكاء ليقول: وأنا وبنتي ذنبنا إيه.

نظر ممدوح لشاكر بلوم وقال: ذنب بيري إيه يا بابا. العيله دي ال لسه متعرفش حاجه في الدنيا ذنبها إيه أردف صائحآ ذنبها إيه. اااا حد يقولي
إهدي يا ممدوح، قال مراد
لكن ممدوح إنهار تمامآ ليلقي نفسه علي مقعد مجاو ر له ويصيح، آه يا بنتي...
تركهم شاكر مهرولآ إلى غرفة مكتبه وما أن دخل الحجره وأغلق الباب خلفه
إلا وسمح لمكنونات نفسه العميقه ومشاعره الدفينه أن تظهر
ليبكي بصمت، وندم...
في الكهف المظلم.

نظر طه للصغيره الباكيه بحقد وهو يتذكر الهوان الذي ذاقه بسبب شاكر...
وهمس بغيظ: شمس بنتي جدك ال قتلها زي ما قالت ال إسمها ليلي، مجدي راح له يطلب منه فلوس وعلاج ليها رفض ساب شمس الجميله تموت ويتم بنتها...
حرق قلبي، وأنا هحرق قلبه، لازم أحرق قلبه...
قومي. قالها بغلاظه وهو يجذب بيري
التي كانت ترتعد وتصطك أسنانها ببعضها من الخوف
جذبها ليخرج من الكهف المظلم ويجذبها ليقف أعلي قمة الجبل...

نظر إليهابتمعن وقال: إنتي عيله مالكيش ذنب بس بنتي كمان ماكان لهاش ذنب، كانت غلبانه زي أبوها، والغلابه بيداسو بالرجلين
حفيدتك هتداس بالرجلين يا شاكر
صاح ليسمع صدي صوته القوي لترتطم كلماته العا ئده إليه بآذانه
ويبتسم برضا ليصيح مرة أخري
حفيدتك هتتحدف من علي الجبل يا شاكر
هتتوجع يا شاكر، هتتألم، وهتعرف الظلم مر إزاي يا ظالم، ظالم، ظالممممممممممم.

وترتعد الصغيره لتبول لا إراديآرغمآ عنها من الفزع وتصطك ركبتاها النحيلتين ببعضهما...
يحملها طه من أكتافها ليلوحها في الهواء قبل قذفها لتصيح برعب: هقول لربنا عليك...
ينظر إليها طه يتأمل وجهها لكن وجه شمس إرتسم أمامه، رأي وجه إبنته الباكي
ليضع الصغيره علي الأرض أمامه
ويحتضنها، كاد أن يعتصر ضلوعها الرقيقه، من فرط إنفعاله...
ليقول بتأثر: زمان شمس قالت لربنا علي جدك...

آااااااه، حقك عليه يا بنتي، حقك عليه ولا عليه هو يا بنتي، منه لله
ليستعيذبالله من الشيطان الرجيم
ويعود بها إلى الكهف فيضعها لتتكور علي الأرض...
ويمسك هو قاروره بها ماء ليتوضأ. ويصلي، ويقرأء آيات من الذكر الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) (سورة النساء).

أنهي صلاته التي تمتم فيها مع الله بآلامه وأوجاعه وطلب منه الثبات ليشعر براحه تجتاح قلبه...
فيربت علي الصغيره المذعوره ويقول برحمه: متحافيش يا بنتي، متحافيش.
. في شقة سالم: قال محمد بتعجب: معقول يا شهد هنكتب الكتاب وتسافري من غير أي مظاهرإحتفال
سالم بتفهم: يا بني نعمل إيه مالك لازم يسافر بعد بكره...
وبيت عمك فيهم ال مكفيهم مقدرش أقول لهم رايح أعمل فرح. ومالك مش راضي يأجل سفره.

محمد: مالك معذور يا بابا مش هيضيع البعثه ال بيحلم بيها!
شهد بإبتسامه هادئة: مالك بيقول هيعمل لي هناك حفله وأنا موافقه يا بابا هلبس فستان عروسه وأسافر معاه...
. أنا زعلانه علي بيري كمان يا بابا ومش هينفع نعمل فرح وهيصه وهما بالحالة دي
ليحتضنها والدها وتبكي والدتها تأثرآ
قال محمد: خلاص يا بابا إعكمها مبلغ محترم تعويض بدل فرح، تنهد وقال بمرح
وأخيرآ مش هلاقي حد ألطش له في الرايحه والجايه...

وكزته شهد برفق ودلال وتقول بحنان: ماشي بكره تقول ولا يوم من أيامك يا شودي...
إسبوع كامل قضته بيري مع طه الذي إختفي بمكان آمن بعيد عن البشر.
ولكن ما معه من ماء وطعام أوشك علي النفاذ...
إسبوع بالنسبه. لعائله الخرافي ولزيزي بالتحديد كان عصيب كئيب
شاكر بعد آخر مره تحدث فيها مع أبناؤه وإعترافه لهم بما فعل
ليتلقي ما يكفي من اللوم من زيزي ومن كل فرد من العائله
أصبح يشعربنظراتهم له كأنها أسواط تلسعه.

أصبح دومآ يجلس في حجرة مكتبه لا حول له ولا قوه
ترك المصنع فلم يعد يذهب لمباشرته وترك سالم يتابعه في غيابه. أما ممدوح فلا يترك كرم ولا حضور التحقيقات هو ومراد
ظلت. ليلى مع عائلة زوجها حملت الطعام لتجلس بجوار زيزي الممده كجثه هامده علي فراشها وقالت
قومي يا زيزي كلي مني حاجه، كلي علشان خاطر بيري...
زيزي بضعف: بيري، حاسه إني ظلمتها يا ليلى. إحساس جوايا بيموتني
ما كنتش أتخيل إن ده يحصل...

إن شاء الله هترجع يا حبيبتي، هترجع وتفرحي بيها تاني
زيزي بحزن: إنتي طيبه يا ليلى إزاي بتقابلي الإساءه بالمعروف
ليلى وهي تربت علي كتف زيزي
إذا كان ربنا بيسامح يا زيزي العبيد مش هيسامحو بعض...
في قسم الشرطه
قال مراد: يعني مافيش أمل يا كرم
كرم بغيظ: مش سايب لنا ثغره واحده نوصل منها أكيد كان مخطط لكل شئ كأنه فص ملح وداب
يا خوفي يكون خلص علي البنت.

مراد بتأثر: بابا ظلمه كتير يا كرم بس البنت ملهاش ذنب عمري ما شفت بابا ندمان أول مره في حياتي أشوفه بالحالة دي بينام علي كنبه بأوضة المكتب وحابس نفسه ما بيشوفش حد...
صاح ممدوح ثائرآ: وبعدين يا كرم بنتي راحت مني خلاص!
أردف بتأثر: بابا ظلمه ما نتقمش منه ليه بيتشطر علي طفله صغيره الجبان. الجبان، والله لو شفته لقطعه نساير وأرميه للكلاب...
إهدي شويه يا ممدوح: قال كرم
بعد إنصراف ممدوح ومراد
دخل الشاويش عطيه.

ليقول لكرم: فيه ناس كتير بره معاهم عيل مولود وعاوزين يقابلوك
خليهم يدخلو يا عطيه
دخل رجل وإمر آتان تحمل إحداهما رضيع
بلفافه باليه وقالت ؛: يا سعادة البيه إحنا عندنا قهوه بلدي بنفتح القهوه لقينا حد رامي المولوده دي بكرتونه والكلاب كانت هتنهشها
نظر كرم للرضيعه وقال طيب، ما لبستهوش ليه دا هيموت من البرد
لتقول إحداهما: دي بنت مش واد يا سعادة البيه وأنا هاخدها أربيها رسمي لو سمحت لي يا باشا، دي قمر...

. قمر، ردد كرم الإسم بذهول وتذكر ماهي وهي تقول: وتبقي بنت يا كرم وأسميها قمر...
كرم بجديه: خلاص سبوها وتوكلو علي الله البنت هتروح دار رعايه
هنعمل محضر بالواقعة وتتوكلو علي الله تمشو وتسيبوها
أنا ممكن آخدها، قالت إحدي السيدات
ليصيح كرم...
قلت خلاص، مينفعش
ليصمت الجميع وينصرفو هادئين...
بعد إنصرافهم
وضع كرم الرضيعه التي تمتص أصابعها علي مكتبه وقال بشرود.

سبحان الله ناس بترميكم في الشوارع وناس بتموت كل دقيقه من حسرتها عليكم...
وناس تتمناكم ومش قادره تجيبكم
سبحان مقسم الأرزاق، سبحان الملك...

شرد كرم ليفكر سيتبناها ويطلق عليها إسم قمر لن يمنحها إسمه لأن الإسلام نهي عن ذلك حتى لا تضيع الأنساب والحقوق، لكنه سيمنحها قلبه وبيته وأم حنون سيكفلها بكل ما للكلمه من معاني ساميه ليبتغي الأجر والثواب من الله ويحقق أمنية ماهي فهي ساندته ولم تتخلي عنه وهو مدان لها بالإخلاص والمحبه...
نهض ليستقل سيارته ويعود لشقته وهو يضع الصغيره بعد أن لفها بملاءه قديمه
بجواره علي المقعد.

وعندما وصل لبيته ترجل وصعد شقته فتحت ماهي الباب وقالت
إيه ال معاك ده يا كرم
ليناولها إياها والحزن العميق مرتسم علي ملامحه
ويقول، دي قمر يا ماهي ناس لقوها ملهاش أهل
لتتسع إبتسامة ماهي وهي تحمل الصغيره لتنظر في وجهها وتهمس وهي. تردد اسمها برفق
قمر، قمر، أردفت بسعاده. بقي لها أهل خلاص يا كرم
بقي لها أم، وأشارت إليه وقالت، وأب
. في فيلا الخرافي: قال مراد بإرهاق، : يلا يا ليلى هنروح أنا تعبان وعاوز أنام.

نوال بحنان: كل يوم تاخد مراتك بالليل تروحووترجعوتيجو الصبح ما تبات هنا وخلاص يا مراد مش هينفع نسيب ممدوح وزيزي لوحدهم وأهي ليلى بتاخد بالها من الكل...
حتى أبوك مش راضي يا كل، بيشرب شاي وقهوة وعليها ومابيخدش علاجه كمان
هعمل إيه بس يا ماما: قال مراد
قالت ليلى التي جاءت من المطبخ تحمل صينيه عليها طعام
وبعض حبوب العلاج الخاصه بشاكر وكوب من الماء
أنا ال هعمل:!
راحه فين يا ليلى بالأكل: سأل مراد.

ليلى بتحدي: داخله لعمي شاكر لازم ياكل وياخد علاجه، وداد دخلت له وطردها
مراد ساخرآ: وإنتي داخله علشان تتطردي
آهي محاوله يا مراد. قالت ليلى
لتهمس نوال: إنتي ملاك يا ليلى ربنا بعته للعيله دي علشان يكون البسمه والأمل.
الله يبارك فيكي يا ماما قالتها ليلى وتوجهت لباب حجرة المكتب لتطرق الباب برفق
وتدخل مبتسمه لتقول، تسمح لي أدخل يا عمي
لاء، قالها شاكر بجمود.

لكنها تجاهلت ما قاله وسارت بإتجاهه وهي تقول بس أنا دخلت خلاص يا عمي!، عاوزه إيه، قال شاكر
ليلى برقه: عاوزه حضرتك تاكل وتأخد العلاج
عامله قلبك عليه قوي، يلا إطلعي برا
لكنها ظلت واقفه بإصرار
نظر لها شاكر بتمعن وقال بحده، إنتي عاوزه إيه
ليلى بتأثر: أنا ما كنش ليه أم يا عم شاكر وماما نوال عوضت يتمي كمان ماليش أب ممكن تعتبرني زي ماهي، أردفت
بلا ش زي ماهي، زي زيزي حتى بالنسبه لحضرتك.

تأثر شاكر برقة ليلى وقال: بس أنا أذيتك كتير
أذيتكم كلكم
ليلى بحنان: من كان منكم بلا خطيئه فليرمها بحجر...
كلنا عندنا أخطاء وذنوب يا عمي شاكر وربنا بيتجاوز وبيغفر
ربنا هيغفر كل ال أنا عملته، قال شاكربيأس
لتهمس ليلي، حضرتك فيه ذكر وفيه صلاه وفيه حج وعمره
فيه أبواب كتيره قوي يا شاكر بيه
ممكن تاكل بقي من إيدي وتاخد العلاج كمان
هز شاكر رإسه موافقآ لتطعمه ليلى بيدها وتناوله العلاج فيتناوله ويشكرها بإقتضاب.

ولم تكن المره الأولي التي صممت ليلى أن يأكل شاكر بل مرات عديده حتى إعتاد حنانها ورقة إسلوبها
جلس وحيدا يفكر، هل كان تفكيري حجري عقيم...
ها هي ليلى تلهم المنزل كله السماح والعطف...
ها هي في محنة الأسره ترفض أن تنصرف مع زوجها
وتقول بثقه: لاء ما ينفعش نسيب أهالينا في محنتهم يا مراد، عمي شاكر، ماما نوال، ممدوح، وحتى زيزي نسيبهم إزاي في الفجيعه دي
وإهانتك يا ليلي، قال مراد.

ربنا الواحد الأحد ردلي إعتباري يا مراد ودخلني البيت من منطلق القوه وأنا مرات مراد شاكر الخرافي وأم همس...
ربنا مكني يا مراد ورزقني بزوج حنون وبنت ربيتها وبقت حته من قلبي وأم زوج حنونه رجعتني أنادي أحلي كلمه. ماما وأنا غلطت في البدايه وجيت علي إني شمس يعني كذبت وإنت سامحتني وعذرتني.
في المساء
جلس الجميع في ردهة الفيلا
ومراد وممدوح يقطعون الردهه ذهابآ وإيابآ كلآمنهم عكس الآخر.

ساد التوتر والقلق وبلغ الفزع علي بيري مداه
وجلس كرم بجوار نوال وشاكر الذي جلس متجهم
قال كرم لمراد وممدوح: ما تقعدو بقي جبتولنا حول رايحين جايين
هنعمل إيه ياكرم. قال مراد
كرم: فكرو معايا ممكن يكون طه إختفي فين دا كأن الأرض إتشقت وبلعته...
يا شاكر يا خرافي، يا شاكر يا خرافي
نداء شق ظلام الليل ووصل إلى مسامعهم
لينظر كلآ منهم للآخر بتعجب ليتكرر النداء
يا شاكر يا خرافي، يا شاكر يا خرافي.

تعجب الجميع ونهض شاكر ليخرج إلى الحديقه التي يأتي منها الصوت واضحا
ليقول، مين بينادي عليه؟
إستني إنت با عمي، هشوف أنا مين خرج كرم يتبعه مراد وممدوح
ليسمع الجميع صياح ممدوح الهستيري: بيري بيري بنتي، حبيبتي يا بنتي
سمعت زيزي إسم إبنتهالتقفز الدرج كالمجنونه
وخرجت كل العائله
لتجد طه الذي تسلق سور الحديقه ليدخل هو وبيري التي دفعها أمامه وسلط علي رأسها المسدس ليقول: محدش يقرب.

شاكر بس ال يقف قصادي ولو حاولتو تعملو أي حاجه هطخها وأطخ روحي وأرتاح.
أشار شاكر للجميع ليبتعد ووقف ليقول بثبات...
سيب البنت يا طه سيب البنت!
بابا، بابا صاحت بيري ليهم ممدوح بالإندفاع نحوها ليصيح طه إبعد
فيتراجع ممدوح خوفآ علي إبنته، ويصبح طه سيد الموقف
نظر طه لشاكر وقال: عرفت قيمة الضنا يا شاكر
عرفت إن الظلم وحش
كان فيها إيه لو كنت رحمت بنتي وإبنك.

كان فيها إيه لو سبتني في حالي بدال ما ترميني سنين طويله في السجن. والعذاب
مدفنتش بنتي ومحضرتش جنازتها
أنا كنت فاكر هقدر أنتقم منك وأقتلها لكن هيه بريئه وأنا مقدرتش، ٍ.
لتقول ليلى: ربنا يعوضك خير يا عم طه. دفع طه بيري لتتجه إلى ممدوح في الوقت الذي إختفي كرم وتسلل السور بمهاره
ليمسك يد طه بغته ويحاول أن يقيده لتنطلق رصاصه من المسدس الذي يحمله طه لتستقر في قلب شاكر...

ليصرخ الجميع ويلتفو حوله خرشاكر ليقع علي الأرض وسط بركه من الدماء، وينظر كرم بيده بصدمه أهو الذي أطلق الرصاصه أم طه
ليتحدث شاكربضعف وبحروف متقطعه، وهويشير لكرم
سيبه، سيب طه، إوعو تأذوه. سيبه وإكرموه، أنا ال ظلمته
وخلوه يسامحني، علشان ربنا يسامحني، لقنه مراد الشهادتين باكيآ
ليلفظ أنفاسه الأخيره.
ويترك كرم طه ليذهب إلى حال سبيله
نار أضرمها شاكر ودفع هو الثمن، دفع الثمن حياته.

وتعالي الصراخ والنحيب وركعت نوال بجواره تحتضنه
وهمست. مسمحاك يا شاكر
حمل مراد وممدوح والدهم في مشهد محزن ليدخلاه الفيلا، ويتم التعتيم علي موته قتيلا وشهد الجميع أنه أطلق الرصاصه علي نفسه أثناء تنظيف مسدسه...
وتم تجهيزه ودفنه وعمل العزاء في مشهد مهيب...
. حزين
لتحيا الأسره حاله من الحزن ولكنها حاله فريده تجعلهم يتحدون، معآ
فممدوح أصبح المسئول الأول عن الشركه
ليزيد إنتاجه وتزدهر صناعتهم.

ومراد بالطبع يولي شركته إهتمامه وأنشآ فروعآ أخري في بعض البلاد العربية
لتتوالي الأيام والشهور ويلتئم الجرح.
. وتتعالي ضحكات عائلة الخرافي من جديد...
حاولت نوال أن تقنع مراد أن يقيم معهم في الفيلا مرة أخري ولكنه قال لها أن الفيلا ستكون البيت الكبير الذي تجتمع فيه العائله
في كل نهاية إسبوع.

زيزي، زيزي أصبحت أم ومربيه وها هي تحمل شاكر الصغير طفلها الثاني وعادت آني لبلادها فزيزي هي التي ترعي أبنائها بنفسها...
لقد صممت أن تجمع شمل أسرتها وتحول نفور ممدوح منها! إلى حب وإهتمام فبعد موت والده ظل يجافيها لشهور عرض فيها الزواج علي ساره التي رفضت فهي تحيا فقط لرعاية أبنائها...
وإستطاعت زيزي أن تصلح علاقتها بالجميع
وتغيرت للأفضل وصممت أن تهدي ممدوح طفله الثاني ليقوي رباط الحب بينهما.

وتزوج محمد من سما ويحيا معها حياه مستقره سعيده، لا تخلو من المشاكل أحيانآ شأن كل العلاقات الزوجيه.
وأنجبت شهد مولودها الأول، محمد، فهي لم تنسي فضل شقيقها الوحيد محمد...
. تعالت صرخات ليلى في منتصف الليل
ليفزع مراد النائم بجوارها ويقول بإهتمام
مالك يا حبيبتي
ليلى وهي تئن بألم: بايني بولد يا مراد
إلحقني.
هتولدي إزاي يعني
لتصيخ: إطلب ماهي وطنط نوال حالآ حد يسأل مراته هتولدي! إزاي.

وفي المستشفي وبعد دخول ليلى لغرفة الولاده بساعه واحده، سمعو بكاء الوليد
لتقفز همس، أخويا جه...
ليخرج الطبيب ضاحكآ، ليقول، مبروك، ولد جميل
لتصيح نوال، يوسف، بدال جميل نسميه يوسف، يوسف مراد
ويدخل مراد لليلاه ليطبع قبله علي جبينها ويحمل صغيره يقبله بحنان وتقول له ليلى
اذن في ودنه يا مراد، هتسميه إيه
مراد بتساؤل: ماما بتقول نسميه يوسف.

لتردد ليلى الإسم بسعاده: يوسف مراد بقي عندنا بنت وولد يا مراد بس هتفضل همس الحب الأول...
في حديقة الفيلا إجتمعت العائله وحضرت ماهي بصحبة إبنتها بالتبني قمر التي أصبحت تعشقها بل تعشقها كل العائله فهي جميله وذكيه وأصبح عمرها عام وشهرين
مامي، نانا ه، كاوم، أسماء أعتادت قمر نطقها، لقد إستطاعت الصغيره قمر أن تجعل حياة ماهي وكرم أجمل وعشقتها فاطمه...

ودائمآ تضحك إيناس مع ماهي وتخبرها أن قمر ستصبح زوجة إبنها عمر ليصيح علي
لاااااااء، أنا ال هتجوز قمر
لتقول إيناس: عاجبك كده يا ماهي ولادي هيقطعو بعض علشان الست قمر
لتضحك فاطمه وتقول: قمر ست البنات...
دخل كرم ليحملها عن ماهي ويقبلها بشغف وحنان قائلآ: قمر حبيبة قلب أبوها...
وتهز همس رأسها قائله وأنا هشيل أخويا يوسف هو أحلي من قمر وشاكر...

حالاقاته برجالاته يا رب يا ربنا تكبر وتبقي آدنا، قالتها سحر التي دخلت الحديقه للتو لتحتفل مع ليلى بالمولود السعيد...
حملت ليلى يوسف وجذبت همس بيدها لتتعالي الضحكات، ويلتف حولها الجميع ليرددو جميعآ
حالاقاته برجالته، ويحمل أحيانآ مراد صغيره لينظر له بحنان ثم يرده لأمه
وتجتمع الأسره في الحديقه...
زيزي هي التي أعدت الاحتفال لسبوع يوسف، وأصرت أن تحتفل به جميع الأسره بالحديقه، في بيت العائله.

حضرت الأسره مجتمعه ودعت ماهي حماتها وإيناس
أحضر محمد معه زوجته سما التي إنتفخ بطنها بجنينها الأول...
وجلس سالم وزوجته يتضاحكان مع نوال، وعلا رنين هاتف مراد ليجد المتصل ياسر الذي علم من والدته بالمولود السعيد وإتصل من الكويت لتهنئة ليلى ومراد
لتعم السعادة من جديد علي عائلة الخرافي
ولتهمس القلوب...

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة