قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الثامن عشر

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الثامن عشر

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الثامن عشر

في المساء في شقة كرم الذي
كان مغمض العينين عابس الوجه يفكر فيما قالته له ماهي وما أخبرتها بها الطبيبه وضرورة ذهابه للفحص وعمل التحاليل...
نكزته ماهي لتقول بدلال: كيمو حبيبي نمت
ليظل صامتآ
لتتنهد وتقول تخيل يا كركر إننا يبقي عندنا بيبي جميل يملا حياتنا
عاوزاها بنوته بس لازم تعرف لا هنسمي علي إسم ماما ولا طنط فاطمه
عارف هسميها إيه
هسميها، قمر وأقولها روحي يا قمر تعالي يا قمر
و عارف كمان ؛؛؛؛.

ليلتفت لها كرم وينهرها بصوت هادر: إيه ما بتفصليش خلاص رحتي للدكتوره وواثقه قوي من نفسك
إيه التفاهه بتاعتك دي متروحي تذاكري أحسن بدال ما تعيدي السنه تاني
أطفال إيه وزفت إيه
لتنهار ماهي غير مستوعبه مايقوله زوجها وتصيح باكيه
معقول إنت كرم ال بيتكلم إنت الإنسان ال حبيته وإختارته من بين الناس
بتكلمني بالطريقه دي إزاي. إزاي يا كرم
لتنهض وهي تقول.
أنا هنام بره ومش هتكلم معاك تاني أبدآ.

زفر كرم وهوينهض ليجذبها من يدها وتتململ هي ليقول لها آسف
معلهش يا حبيبتي حقك عليه أنا أعصابي تعبانه يا ماهي اليومين دول وطالع من محاولة إغتيالي. ومضروب بالرصاص.

ليعانقها ويهمس لها ببعض الكلمات التي تجعلها تبتسم...
في فيلا الخرافي
جلست ليلى مع همس في ردهة المنزل تضحكان معا...
حينما هبط ممدوح الدرج وهو يصطحب بيري التي إبتسمت عندما رأت همس. فقد تعمدت زيزي الخروج والذهاب إلى النادي مع مجموعه من صديقاتها بعدما فعلت ما فعلت حتى تكون بعيده عن أي شبهه إذا حدث شئ لليلي أو همس
بعد قليل دخل مراد الذي كان مازال جالسآ علي الأريكه بالحديقه لبعض الوقت.

ألقي السلام وجلس الجميع معا لتقول همس أنا جعانه يا ماما وتقلدها بيري
قالت ليلى لممدوح ومراد: أكيد إنتم كمان جعانين وداد راحت أوضتها مع عم صالح شويه وهتيجي...
أنا هحضر العشا
بالفعل جهزت العشاء البسيط ووضعته علي المائده وجلست تطعم همس كما تفعل دائمآ
قال ممدوح لمراد: أنادي بابا بقي يتعشي
مراد بهدوء: بابا قال إنه طالع ينام يا ممدوح يلا إحنا ناكل لأني عندي شغل هطلع أخلصه.

قطع رنين هاتف ممدوح الصمت ليرد علي زيزي التي قالت بتردد
إزيك يا ممدوح إنتو كلكم كويسين
تعجب ممدوح فلم تعتاد زيزي الإطمئنان عليهم أثناء وجودها بالخارج
ممدوح بتعجب: آه الحمد لله إنتي مرجعتيش ليه يا زيزي
زيزي بدلال: معلهش يا دوحه هروح أبات مع باباه وماماه لوحشوني
متخليش بيري تسيب آني خليها تنيمها بدري
مع السلامه يا زيزي قالها ممدوح بملل وهوينظر لبيري ضاحكآ ويقول.

إفراج النهارده يا بيري هتتعشي معانا يا حبيبتي وتطلعي لآني تنيمك...
بيري بتعاسه: إشمعني أنا يا بابي آني ال تنيمني
همس مامتها بتنيمها وتحكي لها حدوته...
وكمان بتأكلها وآني مبتنيمهاش ليه زيي
لتعترض همس بحزن: طب يا بيري إنتي عندك بابا كمان وأنا معنديش...
شعرت ليلى بوخزه في قلبها لكلمات صغيرتها البريئه الصادقه...
وكادت أن تجيب حينما إبتسمت همس إبتسامه واسعه وهي تنظر لمراد وتقول بطريقه طفوليه.

خلاص عمو مراد هيبقي ببايا صح يا عمو مراد
ممكن أقولك يا بابا ويبقي عندي بابا وماما زي بيري
إرتسمت ملامح الصدمه والمفاجأه علي وجه الجميع
لقد مست الطفلتان مشاعرهم ببرائتهم وصدق حديثهم الطفولي
إنتظرت همس أن يرد عليها مراد الذي إلتقط أنفاسه ونظرإلي ليلى المذهوله...
وقال بحنان: موافق يا همس خلاص. أنا بابا
همس بسعاده وهي تشير للجميع.

بابا مراد وماما كمان وعموممدوح وضحكت وهي تقول بعناد طفولي وهي تهز رأسها: وبيري هتقول عمو مراااد
ليضحك الجميع بعد أن تناول الجميع طعامه تناول مراد بعض الفاكهة وصعد بصحبة بيري لجناحهم...
نظرات مراد لليلي جعلها ترتبك فنهضت لتقول
إحنا كمان هنطلع ننام قولي لعمو تصبح علي خير يا همس
همس بإعتراض وهي تقترب من مراد لتقبله
تصبح علي خير يا بابا.
وإنتو من أهله قالها مراد بحنان وبعد صعودهن.

جلس يردد كلمة همس الجديده كأنها يتذوقها
بابا، بابا مراد
في شقة سالم
جلست شهد علي أريكه مريحه لتتحدث مع زيزي هاتفيآ...
ضحكت شهد بصوت عالي وقالت: يخرب عقلك يا زيزي دا إنتي طلعتي فظيعه
بس غلطانه إنك مافضلتيش ف البيت
زيزي بضحكه أنثويه ماكره: بدري عليكي يا شودي
دلوقتي مستحيل حد يشك إن الموضوع بفعل فاعل لأني بره البيت من قبل المغرب.

أكيد الزفته دي تحت طول النهار بدال مجرلهاش حاجه لسه تبقي قاعده مع حبيب القلب تحت أو ف الجنينه
لتشتعل نار الغيره في قلب شهد وتهمس: تفتكري
زيزي بجديه: طبعآ
يلا سلام يا شودي هحاول أضرب علي ممدوح وأقوله إني بطمن علي بيري
سلام قالتها شهد لتنهي المكالمه
في فيلا الخرافي
بجناح ليلى
بدلت ليلى ملابسها المحتشمه بمنامه قطنيه بأكمام قصيره.

جعلتها تبدو فتاه صغيره وأبرزت قصر قامتها وتركت شعرها التي تجمعه طوال اليوم تحت حجابها لينساب علي ظهرها
وقالت لهمس يا هموستي بدلي هدومك علشان تدخلي تغسلي أسنانك وننام
وتحكي لي حدوته: قالت همس
آه يا حبيبتي، : قالتها وهي تدلف إلى المرحاض لتستدير لتغلف الباب وما أن تحركت خطوه حتى إنزلقت قدماها بعنف.

نعومة أرض الحمام مع الزيت جعلها تتزلج لتهوي وهي تصرخ ليصاب رأسها بقاعدة الحوض وتثني قدماها تحتها لتتألم بشده وتصيح
آآآه
ماما ماما قالتها همس المذعوره
نظرت همس لأمها لتصرخ بهلع لرؤية الدماء تسيل من رأسها
تهزها همس وتصيح: ماما، حبيبتي، ماما
متخافيش حبيبتي قالتها ليلى قبل أن تفقد الوعي ويبهت لونها
لتهرع همس إلى الأسفل وهي تنهنه ولا تستطيع أن تعبر
همس، قالها مراد الذي نهض من أمام اللاب توب.

ليلتقط الصغيره المفزوعه التي تبكي بهستريا
مالك يا حبيبتي
لتنطق بصعوبه من شدة الإنفعال والتأثر
راس ماما فيها دم، في الأرض، ماما، وقعت.
ليصعد مسرعآ وقد شعر بالفزع من تعبيرات همس
بينادي، شمس، شمس، ولا مجيب
ليدلف إلى الداخل وتشير همس إلى المرحاض
ليقترب بتحفظ: وسرعان ما يصيح علي جميع من الفيلا
وداد، ممدوح...
تسمع وداد صوته الهادر فتصعد لتتبين الأمر لتصرخ بكل ما فيها من قوه ليصيح مراد
إخرسي يا وداد.

لينحني ويحمل ليلى ويحاول التحامل رغم مشاعره المضطربه
ليصيح بوداد معايا يلا إمشي معايا ولا أقولك إسبقي إفتحي باب العربيه
مشي بهروله إلى أن وصل للسياره فنظر لوداد وقال بلهجة آمره
إدخلي يلا
وداد بتعجب: أدخل
أيوه إدخلي ليضع ليلى علي المقعد الخلفي بجوارها
ويستقل مقعده الأمامي بسرعه
وتجلس بجواره همس الباكيه
إسكتي يا همس
همس بحسره: هيه ماما هتروح عند ربنا
لأ يا حبيبتي هتبقي كويسه، قال مراد.

وداد برعب: دي راسها بتنزف يا سي مراد
مراد بغضب: الأرض مزحلقه شوفي انتي مسحاها بزفت صابون ولا إيه
وداد بتعجب: والله بنشف الأرض علي طول
مراد وهو يصر علي أسنانه ويقود بسرعه جنونيه، خلاص مش عاوز أسمع صوت
من أن وقف بسيارته أمام المستشفي الكبير حتى إندفع تجاهها لينحني ويحملها علي كتفه ليتدلي رأسها علي ظهره
ويهرول إلى الداخل وهو يصيح
دكتور بسرعه
دكتور بسرعه
وبالفعل يتجمع حوله العاملين بالمستشفي.

لتجلب إحدي الممرضات سرير متحرك وتصيح
نيمها علي السرير بسرعه لتجري وتجذب السرير ورائها لتدخل غرفه مخصصه لإسعاف مثل تلك الحالات.

ليحضر أكثر من طبيب ليتجمعو حولها ويطلبو من الجميع الإنصراف ليظلو هم وحدهم معها
جلست وداد تحمل همس التي نامت من كثرة البكاء وكم الهلع الذي واجهته، برؤية أمها بتلك الحال المزريه
وظل مراد يجوب الإستراحه ذهابآوإيابآ بعصبيه، ليفكر
هل ستموت شمس تاركه الصغيره بلا أم أيضآ كانت تبحث عن والد منذ ساعات وتطلب منه أن تناديه بابا
هل ستبحث أيضآ عن أم.

وشمس، شمس ذات الوجه البرئ والكبرياء هل ستغرب لقد دخلت فيلتهم هي وهمس لتجعل فيها حياه وتملأ قلبه بمشاعر أبدا لم تراوده من قبل
سيجن، كاد، أن يجن
شمس قالها كالصرير من بين أسنانه وهويلكم الحائط بعصبيه...
أخرج هاتفه من جيبه بعصبيه ليتصل بأمه
التي هالها الخبر وقالت، إنت في أي مستشفي يا مراد، ليجيبها...
طيب هاجي أنا وماهي حالا...
كان يمرر يده علي وجهه ببطئ وهو مغمض العينين.

ينتظر خروج الأطباء بعد نصف ساعة صاح بعصبيه
هوماحدش بيخرج ليييييييه يقول إيه ال حصل
موقف مراد وإنهياره أكد له صدق مشاعره
بعد نصف ساعه أخري فتح شخص ما باب الغرفه ليخرج الطبيب
ليتجه نحوه مراد متسائلا بلهفه...
إيه يا دكتور فيها ايه
تعالي معايا المكتب
ليتبعه مراد فورا
جلس الطبيب وأشار لمراد ليجلس وقال
الحمد لله بالنسبه لراسها إرتجاج خفيف وجرح أسفل الرأسي خيطناه وهيألمها شويه أكيد لحد ما يلتئم.

وللأسف رجلها اليمين إتكسرت وبتتجبس حاليآ.
الوقعه واضح إنها شديده جدآ بس ربنا لطيف بعباده
مراد والخياطه دي، أقصد هي إتألمت
الطبيب بإبتسامه: هيه جايه فاقده الوعي أصلا من شدة الخبطه
بس فوقناها وطبعآ خدرناها موضعي قبل الخياطه
ألف سلامة عليها، مش حضرتك مراد بيه الخرافي
أيوه
وهيه أخت حضرتك. مراد بشرود أيوه أردف بسرعه
لا دي، مرات مجدي أخويه الله يرحمه...
حضرت نوال وماهي وأخبرهم مراد بما حدث...

ودخلت نوال لتلقي عليها نظره
كانت نائمه والجبس يغطي قدمها المرفوعه قليلا علي وساده...
نظرت لها نوال بتأثر وخرجت لمراد لتقول بإستياء: إنت جايبها بالبجامه العيالي دي يا مراد وراسها مكشوفه...
هتضايق يا بني لما تصحي
مراد بملل: يا ماما قلت لك همس نزلت تعيط وطلعت لقيت دمها سايل ماكنش فيه وقت
ماهي بحزن: مسكينه قوي يا عيني دي مدشدشه
مش تاخدي بالك يا وداد وإنتي بتمسحي الحمامات ماتسبيش صابون يزحلق.

نفت وداد أن تكون تركت صابون ولم يخطر علي أحدهم أن يتعمد أحد فعل ذلك
فاقت، قالتها ممرضه متهجه إليهم لتدخل ماهي مسرعه
لتستمع إلى تأوهات ليلى وندائها المتكرر
همس...
ماهي بتأثر، همس كويسه يا حبيبتي ألف سلامة عليكي
لتنتبه ليلى وتقول بعينن شبه مغلقتين من ضغط الضماده وألم الجرح أسفل رأسها، بضعف شديد
هاتيها يا ماهي علشان كانت خايفه
ماهي بود، نايمه يا حبيبتي مع وداد بره.

لم يدخل مراد وظل بالخارج يعرف أخبارها من ماهي ووالدته
بعد ساعه كامله
قال لهم الطبيب الذي جاء ليطمئن علي ليلى
ويحقنها بمسكن ليخفف آلام جرحها
لماهي ونوال: كده ممكن تتفضلو ترتاحو في البيت
المريضه هتستني معانا شويه
لتقبلها نوال وكذلك ماهي وتنصرفا لتخبرا مراد ما قاله الطبيب
ماشي يلا أوصلكم علشان وداد تنيم همس
ماهي بتوسل: خلي همس معايا لحد ما مامتها تقوم بالسلامة.

مراد برفض: بلاش علشان البنت متتخضش يا ماهي خليها في المكان ال إتعودت عليه...
صح كلام أخوكي وأنا هروح البيت بقي يا ماهي علشانها
إنصرف الجميع وإستقلت ماهي سيارتها لتتجه لشقتها
وقاد مراد سيارته، بشرود
وعند الفيلا ترجلت نوال ووداد تحمل همس
وإستدار مراد بسيارته ليعود إلى المستشفى
في فيلا الخرافي
دخلت نوال متأثره بما حدث لليلي لتجد شاكر قد إستيقظ ونزل للأسفل ليتناول ثمرة تفاح.

قالت بحزن، إنت معرفتش ال حصل يا شاكر وقصت له ماحدث
ليقول بغلاظه ؛: وإنتي متأثره ليه هيه كانت من بقيت عيلتنا يا نوال
نوال بإعتراض: لأ بس إنسانه يا شاكر عايشه معانا يا أخي إيه معدش إنسانيه
تنحنح وقال بلا مبالاه: أخبار ماهي إيه
لتزفر نوال ونتركه لتدخل حجرتها وتأمر وداد أن تضع همس في فراشها...
في المستشفي
صف مراد سيارته ودلف مسرعآ إلى الداخل
وعند حجرتها
طرق الباب برفق لتقول بضعف إدخل
ألف سلامة عليكي.

مراد قالتها بهمس
ليقترب بجوار الفراش ويجلس علي حافته ويناولها كيس صغير
إيه ده
مراد بتأثر، طرحه أقصد حجاب إشتريته لأني جبتك بسرعه...
حاولت أن ترفع يدها لوضعه ولكنها تألمت
فقام لينحني قليلا ويضع الحجاب حول رأسها ويرفع الضماده قليلا حيث كانت تضغط علي عيناها...
ليلمح دموع في عيناها ويقول
ليه زعلتي
ليلى بتنهيده، متعودتش حد يهتم بيه يا مراد
بلاش تقرب مني بلاش تتعلق بيه وتعلقني بيك
علشان هننجرح جامد.

ليه بتقولي كده، قال مراد
لتهمس بضعف، أكيد هقولك ليه بقول كده
بس مش دلوقتي...
تنهدت فسألها: الجرح بيوجعك
شويه قالتها وهي تدفع يدها تحت الوساده
لتمسك خصله كبيره من الشعر
إيه دي
ليلى بحزن: خصله قصوها علشان يعرفو يخيطوالجرح كويس
لتتغير ملامح مراد ويجذب خصلة الشعر منها ليقول
طيب أنا هرميها بره في الصندوق ولا عاوزاها
لتبتسم بضعف وتقول، يعني هلزقها تاني في راسي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة