قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل التاسع عشر

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل التاسع عشر

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل التاسع عشر

عندما دخل مراد الفيلا كان الوقت متأخر والجميع داخل أجنحتهم الخاصه
فصعد لجناحه الخاص ليبدل ملابسه دلف إلى المرحاض ثم إغتسل وخرج ليجلس علي فراشه
ثم تمدد ليبتسم قليلا وهو يتذكر كلمات ليلى...
نهض مره أخري ليدخل يده في جيب الجاكت الذي كان يرتديه منذ قليل
ليخرج خصلة الشعر الناعمه ويعاود الجلوس وهو ينظر إليها ويلمسها برفق بأطراف أصابعه.

ثم يستنشق رائحتها بهيام أخير فتح خزانة ملابسه ووضعها بعنايه في علبه جميله كانت ماهي قد أحضرتها له كهديه عند عودته من السفر بها مصحف صغير حمله ليضعه علي الطاوله بجواره ليقرأ فيه وظلت العلبه فارغه بالخزانه
فتح تلك العلبه ووضع فيها خصلة الشعر بعنايه وأغلقها ليضعها داخل الخزانه.
ثم عاد لينام بفراشه مره أخري
بعد نصف ساعة سمع طرقات خفيفه علي الباب وقال إدخل فلم يستجب الطارق.

نهض متكاسلآ ليفتح الباب ولم يحد أحد نظر للأسفل فإذا همس تقف ساكنه وتبكي بصوت غير مسموع بمنظر مؤلم
همس قالها وهو ينحني ليحملها ويسير بإتجاه فراشه ليجلس عليه
أجلسها علي ركبتيه وربت علي وجنتها بحنان ليسألها
مالك يا حبيبتي
همس وهي تتنهد وبصوت متقطع: ماما فقط ماما لم تلفظ غير تلك الكلمه التي عبرت عن الكثير من المشاعر.

مراد بحنان: إنت بقيتي كبيره يا همس وهتدخلي المدرسه قريب وعارفه إن لم حد بيبقي تعبان بيروح المستشفى ولما يطيب بيرجع البيت، صح؟
طيب يا عمو ممكن أروح أقعد مع ماما في المشتفشي دي
ليضحك مراد ويصحح لها الكلمه، إسمها مستشفي مش مشتفشي
أردف بتفهم: وحاضر هبقي أوديكي تزوريها وتقعدي معاها شويه وتيجي تاني
وبعدين إيه عمو دي مش إحنا اتفقنا تقولي بابا.

آاااااااه صحيح قالتها همس بطريقه طفوليه وهي تضع يدها علي جبينها كمن تذكرت شئ. أردفت.

أنا هقول بابا كتير، كتير. كتير علشان أفتكر علي طول
أنا أصلي من زمان ماكنش عندي ولا أي بابا
ليضحك مراد مره أخري ويقول وهو يدغدها لتضحك، إنتي بتجيبي الكلام ده منين...
بعد أن ضحكت تركها وقال، يلا روحي نامي علشان تيته متقلقش عليكي
لتعترض وتلوي أنفها وفمها وتقول
لأ تيته نوال هيه الديب الشرير ال أ كل ذات الرداء الأحمر
لتتسع عينا مراد بدهشه ويقول وهو يقاوم الضحك.

عيب يا همس الأطفال الحلوين مايقولوش كده علي جدتهم...
لتقول غاضبه، هيه السبب ؛
لأنها خوفتني
مراد بتعجب، : تيته نوال خوفتك
همس بسرعه: آه لما صحيت من النوم كانت مغمصه عنيها وبتعمل صوت مرعب
وأنا جريت وجيت
ليضحك مراد بقهقهه ولا يتمالك نفسه
ويقول، دا صوت لأنها نايمه تعبانة وهيه كبيره كمان
أنا هنام معا ك هنا بس متعملش صوت زي تيته، قالت همس بجديه
وبسرعه إنكمشت لتنام وقالت ببراءه
أنا هنام في مكان صغير...

ليجذبها ويحتضنها ثم يدثرها بالغطاء
ويقول مازحآ...
أول مره حد ينام جنبي يا أزعه
لتهمس، بابا
بابا لايعلم مراد لما يشعر بالضعف أمامها حينما تناديه بابا
نعم قالها بهدوء
لتردف، ماما بتحكي لي حدوته كل يوم
مراد بإستنكار، بس أنا مبعرفش حواديت
علشان خاطري يا بابا توسلت إليه همس
ليرتجل بصعوبه...
كان مره فيه
لتصيح، وتقاطعه قول صلي علي النبي الأول...
مراد بملل
صلي علي النبي
همس بهدوء: عليه الصلاة والسلام.

مراد وهويتثائب بكسل ويتحدث بنعاس
كان فيه عصفوره صغيره مامتها قالت لها متنزليش من علي الشجره
وبعدين قول بسرعه، قالت همس
ليردف مراد: ماسمعتش كلام مامتها ونزلت من علي الشجره
قامت القطه وكلاها في بقها هم هم هم
لتصرخ همس، لأ عاوزه العصفوره تعيش هاتها ماتخليش القطه تاكلها...
ياليلتك إل مش فايته يا مراد، قال مراد.

همس ببكاء، خلي القطه متاكلش العصفوره حرام عليك هيه تقول أنا آسفه ومتعملش كده تاني وبس ومامتها تسامحها
مراد بملل. ٌ خلاص العصفوره نزلت ومامتها طلعتها الشجره تاني وقالت لها كده عيب، وخلصت الحدوته
لتصيح همس: والقطه راحت فين
مراد بملل، راحت في داهيه يلا نامي
لتغمض عيناها وتحاول النوم ورغمآ عن مراد يبتسم...
في الصباح عادت زيزي إلى الفيلا لتدخل إلى جناحها وتجد ممدوح نائمآ...

فتوكزه بضيق وتناديه، ممدوح يا ممدوح
ممدوح بنعاس وصوت مبحوح أجش: عاوزه ايه
فوق يا ممدوح وكلمني
نهض ليجلس وقال بضيق: نعم يا زيزي
زيزي بمراوغه: إي إنتو كويسين قصدي بيري كويسه
ممدوح: - أيوه كويسه ونايمه في أوضتها
جذب الغطاء علي رأسه وقال بضيق
أنا عاوز أنام...
أووووف، قالتها زيزي وسارت لتخرج وتهبط الدرج ببطئ وهي تتلفت يمينآ ويسارا لتستطلع الأخبار
جلست في البهو ونادت لوداد بحده
عندما جاءتها وداد.

سألتها: إيه ال حصل وأنا مش هنا يا وداد
وداد بتأثر: مافيش بس الست شمس يا عيني وقعت في الحمام وإتجبست رجلها
بس، قالتها زيزي بغيظ
لتتعجب وداد وتقول: رجلها إتكسرت
زيزي بمكر تصطنع الاهتمام، : وقعت إزاي مش تخلي بالها
وداد وهي تتمصمص: منه لله ال كان السبب
تقصدي إيه يا وداد
وداد بتعاطف، حد مغرق السيراميك زيت
زيت طبيخ
جحظت عينا زيزي وقالت: والتخاريف دي عرفتيها إزاي.

وداد بتأكيد: طلعت أنضف الحمام شفت المنظر وإتأكدت علشان كده سبته لما الهانم تشوفه
صرت زيزي علي أسنانها وقالت بتهديد: غوري نضفي الحمام والكلام ده لو طلع من بقك هاقطع عيشك وعيش جوزك ال عجز وخرف وأقول إن لقيت في الأكل صرصار وإنتي عارفه ستك نوال بتأرف إزاي
وداد بخوف: ليه كدة يا ست زيزي دا أنا خدامتك!
زيزي بإستنكار: قلت لك هديكي فلوس، فلوس كتير وتقوليلي أي حاجة تحصل ومقولتيش حاجه يا وداد.

والنهار ده بتقولي كلام فارغ علشان تعملي مشاكل في البيت!
ولعلمك كمان هقول إنك سرقتيني أيوه سرقتي الخاتم البلاتين بتاعي
وداد بخوف: أعدم نظري ان كنت شفته يا ستي
إطلعي غوري إمسحي الحمام ولو لسانك ده طول هقطعه قالت ذلك زيزي ثم أردفت
يلا غوري
لتصعد وداد لتنظف الحمامات وتخفي آثار الزيت وهي ترتعد خوفآ من زيزي لتفكر مع نفسها
زيزي لو حطتني في دماغها هتدمرني أنا وصالح...
يا ريت قلت لها وخدت الفلوس وإسمي آمنت شرها.

لتتنهد وتقول
آه هوأنا حمل زيزي هانم ولا كنت حملها،
إستيقظت نوال فلم تجد همس بجوارها فنهضت مفزوعه تناديها
وصاحت علي وداد لتبحث عنها بالحديقه وقالت بقلق...
لتكون طلعت بره الفيلا يا وداد
وداد بثقه: لا يا هانم هما الأمن ال علي البوابه هيسبوها تخرج مستحيل
وأخير ا ذهبت نوال لتطرق الباب علي مراد لتسأله
فقال بصوت ناعس: إدخل
لتراه نائم وبجواره همس التي نامت علي ذراعيه بينما هو يحتضنها...
أنا بدور علي همس.

أشار عليها مراد وقال بإبتسامه خفيفه
جت بالليل نامت جنبي
كانت عاوزه تروح لأمها
نوال بإرتياح: طيب الحمدلله أنا قلقت عليها
عموما إصحو يلا علشان نفطر وتوصلني أطمن علي شمس المسكينه بايته لوحدها كده في المستشفي
أنا هنزل وحصلني
حاضر يا ماما، قالها مراد ليعاود النوم من جديد
.
في شقة كرم
وضعت ماهي الطعام وقالت بهدوء
إفتكر إن النهارده معادنا مع الدكتوره
كرم بعناد: أنا لسه تعبان يا ماهي مش خارج.

ماهي بتوسل: إنت بقيت أحسن يا كرم كتير وإحنا هنروح بالعربيه وأنا ال هسوق يعني مش هتتعب
كرم بعناد: أنا مش رايح لدكتوره
ست هروح لراجل يا إما مش رايح
ماهي بتفهم: خلاص يا حبيبي ال تشوفه يا كروم أنا موافقه عليه...

في فيلا الخرافي
جلس الجميع يتناولون طعام الإفطار وكان مراد يقوم بدور ليلى فيحمل بعض الطعام ليضعه في فم همس التي جلست بجواره
نوال بإهتمام: أنا هروح النهارده لشمس
همس برجاء: أنا هاجي معاكي يا تيته
زيزي بحده: مفروض الأطفال ميرحوش المستشفيات أردفت بتصنع، ممكن ياخدو عدوي لا قدر الله
شاكر بصرامه: زيزي معاها حق يا نوال
لتعترض همس: أنا هروح المشتفشي مع تيته
ليضحك الجميع علي طريقة نطق همس للكلمه.

ويقول مراد: مافيهاش حاجه لما تروح تشوف مامتها خديها معاكي يا ماما...
لتزفر زيزي بضيق، دائما مراد يقف ضدها
ودائما يفسد مخططاتها لا يترك هو ولا والدته الطفله لحظه واحده
وكانت تظن أن بعدشمس عن الفيلا سيمنحها الفرصه للتخلص من تلك الطفله التي سلبت لب وعقول أفراد العائله...
،
في المستشفي جلست ليلى علي فراشها
إنها تتلقي رعايه وعنايه مميزه
لكن هناك ما يؤرقها.

إنها قلقه طوال الليل، متوتره نهارا، لقد تبلورت مشاعرها تجاه مراد
أصبحت تنتظر قدومه وتسعد بقربه
إنه حنون وقوي...
ماذا لو أخبرته سرها
تود أن تقول له أنا ليلى تحلم أن يناديها بإسمها
فهي أحيانآ تغار حينما يظهر بعض مشاعره موجهها لشمس...
أخذت تفكر هل تعترف له هنا أم تنتظر إلى أن تشفي لتكون قادره علي التحمل وربما الهروب، إذا لزم الأمر
قطع تفكيرها صوت همس التي أقبلت نحوها تصيح
ماما حبيبتي.

همس قالتها ليلى وهي تفتح ذراعيها لإستقبال صغيرتها التي قفزت بجوارها لتجلس علي بطنها ممده قدميها يمينا ويسارا
لتصيح نوال إنزلي يا همس ماما تعبانه
لأخليها: قالتها ليلى وهي تربت علي ظهر همس بحنان
إزيك يا حبيبتي عامله إيه دلوقتي، قالت نوال
الحمدلله بخير يا هانم، قالت ليلى ثم أردفت
إتفضلي إقعدي وأشارت لمقعد بجوار الفراش
لتجلس نوال وتناولها حقيبه بلاستيكيه وتقول...

دا فستان طويل خليت وداد تجيبه من دولابك علشان تغيري
شكرا: قالتها ليلى بهدوء
ثم قالت بضعف: طنط نوال كنت عاوزه أتكلم مع حضرتك في موضوع
إتفضلي يا بنتي إتكلمي
قالت ليلى: ممكن حضرتك تقفلي الباب لحد يجي فجأه
فعلت نوال ذلك وجلست مره أخري لتستمع لليلي التي قالت بحزن
أنا عرفت حضرتك سري ودوافعي ال خلتني أعمل ال عملته
بس انا مش هعيش طول حياتي في كذبه كبيره زي دي
أنا عاوزه حضرتك تعرفيهم كلهم
أنا...

قاطعتها نوال وقالت بحصافه: إنتي بتحبي مراد يا ليلى لو أنا غلطانه قوليلي
صمتت ليلى وأطرقت برأسها بخجل
فربتت نوال علي ذراعها وقالت بحنان: يا بنتي المشاعر دي مش بإيدينا
فهمست ليلى: مش عارفه دا حصل إزاي أو ليه
بس أنا زعلانه إني بخدعه وف نفس الوقت مش قادره ولا عارفه أقول له إزاي
نوال بإبتسامه: إنت من بعد ماجيتي الفيلا قلتي لي يا ليلى لو إنتي نصابه أو نيتك وحشه ماكنتيش عملتي كده.

أنا مقدره مشاعرك يا بنتي ولما تخفي أنا ال هقول للبيت كله بطريقتي أجلي الكلام ده لحد ما ربنا يشفيكي وترجعي البيت بالسلامة
إقتربت نوال من ليلى وعانقتها لتشعر ليلى بحنان الأمومه وتتذكر جدتها وتبكي رغما عنها.
بتعيطي: قالت نوال بتعجب
لتجيب ليلى بهدوء: أنا شاكره لحنان حضرتك وعطفك...
كم هي رقيقه تلك الفتاه هكذا فكرت نوال مع نفسها وهي تنظر لليلي
يلا ياهمس هنمشي، قالتها نوال
لتتصنع همس النعاس.

فتقول نوال، هيه نامت ولا ايه، يا همس، يا همس
لتطلب منها ليلى أن تتركها معها للمساء
فتقول نوال بإبتسامه ماكره: خلاص هخلي مراد يعدي يجيبها
بعد إنصرافها رفعت همس رأسها النائم علي صدر ليلى وقالت بسعاده
تيته مشت وأنا هفضل معاكي لتحتضنها ليلى وتقول
إنتي مكاره يا مي
،
في شقة كرم
وقف أمام المرآه يرتدي يصفف شعره وهو يزفر بضيق
مرإكثر من إسبوعين علي خروجه من المستشفي، وهذه أول مره يخرج فيها بعد إصابته.

وقفت بجواره ماهي تساعده وتنثر عليه بعض العطر المفضل لديه وقالت
يلا يا كروم هنتأخر، ماصدقنا خدنا الميعاد ده. دكتور كبير قوي. والعياده زحمه
قال كرم بضيق: أنا هروح المره دي بس علشان بعد كده معتيش تجيبي لي السيره دي يا ماهي، فهمتي...
ماهي تدلله: فهمت يا كرومتي يلا بقي
بالفعل هبطا الدرج ليستقل السيارة بجوار ماهي التي تولت القيادة...

ودخلا للعياده المزدحمه بالمرضي وما أن رأتهم الممرضه حتى إقتربت من ماهي تصافحها وبعد قليل سمحت لهم بالدخول لحجرة الطبيب، فقد أجزلت لها ماهي العطاء حينما حضرت من قبل للحجز والإستعلام...
رأي الطبيب الفحوصات الخاصه بماهي وأكدما قالته الطبيبه السابقه
وقام بعمل الفحوصات اللازمه لكرم وطلب منه القيام بعدة أنواع من التحاليل الطبيه.

وأخبرهم بأنه سينتظرهم الأسبوع القادم للإطلاع علي نتائج التحاليل، وإستيفاء الفحوصات اللازمه...
ليخرج كرم من لديه متأفف ويقول بغضب
تحاليل وإشاعات وراحين جايين بقي وفضايح مالهاش لازمه...
ماهي بحنان: معلهش يا حبيبي علشان خاطري
قال بجديه: طيب قبل ما نروح بقي نفوت علي ماما علشان وحشتني...
ماهي بمحبه: طيب مافيش مشكله ال يسعدك يسعدني يا كركر.
في المساء ف المستشفى.

وجود همس مع ليلى جعلها مسروره فقد أخذت تقص عليها أحاديث مسليه وكيف نامت بجوار عمها مراد وقص عليها حدوتة قبل النوم
سمعتا طرق علي الباب فظنته مراد
إعتدلت في جلستها علي الفراش وأصلحت حجابها وجذبت الغطاء الخفيف علي قدميها وقالت إتفضل
ليدخل محمد وهويحمل باقه كبيره من الورود الجميله وضع بها بطاقه صغيره خط عليها بعض الكلمات
محمد، قالتها بذهول.

ليقول محمد بهدوء: ألف سلامه عليكي زيزي لسه قايله لشهد النهارده علي ال حصل
شكرا يا محمد تاعب نفسك ليه، قالت ليلى
ليجلس علي المقعد بجوارها ويربت علي وجه همس ويقول
همس معاكي في المستشفي ليه
لتقص عليه همس بمرح طفولي كيف إدعت أنها نائمه لتتركها جدتها
وتتعالي ضحكات محمد وهمس ليسمعهما مراد الذي حضر للتو ليأخذ همس
مراد، السلام عليكم
ردو عليه السلام
وقال محمد: أهلآ يا مراد
مراد بضيق: بتعمل إيه هنا يا محمد.

محمد بإبتسامه ماكره: إيه ال بتعمل إيه بزور شمس عرفت إنها وقعت فجيت أزورها.
ولا تعلم ليلى لما تذكرته وشهد تطعمه فخطر لها أن تحاول إغاظته
تملكتها الشقاوه، فحملت الورود التي وضعتها بإهمال منذ قليل لتستنشق عبيرها الفواح وتقول بدلال مصطنع
شكرا علي الورد يا محمد إنت أول حد يجيب لي ورد أدإيه بيفرحني الورد
نظرت لهمس القابعه فوق ركبتيها وقالت
شفتي عمو محمد جابلي إيه يا همس...
همس ببراءة: ورد حلو قوي ماما.

لينهض محمد وهو يشعر بالسعادة ويقول
أنا همشي بقي، ألف سلامة عليكي لو عوزتي أي حاجة إطلبيني
باي يا همس...
بمجرد أن إنصرف محمد جذب مراد باقة الور بعنف وأخرج البطاقه ليقرأ ما فيها
بدون صوت
إلى من لا أعني لها شئ وهي بالنسبة لي أغلي شئ، شفاكي الله وعافاكي
ثم قال بصوت غاضب: أنا كنت فاكرك أحسن من كده
لتتسع عيناها وتقول بغضب: تقصد ايه قال بغضب عارم: لو مش بتدي لمحمد وش ماكنش كتب لك كده.

ولا جاب لك الورد ده قال ذلك وهويقذف الورد بجوارها
لتصيح بحنق: بتقصد إن أنا مش كويسه لمجرد إن محمد جاب لي ورد حاطط فيه كارت أنا مشفتوش أصلا
وإنت لما كانت الست شهد بتأكلك وتقولك يا ميرو كان عادي
مراد بصوت هادر، : أنا راجل، راجل فاهمه ولا مش فاهمه
يلا يا همس قالها بحده وهو ينحني ليحمل الصغيره ويهم بالخروج
حينما نادته ليلى بلهفه، : مراد.

إلتفت ليري عيناها تلمع بالدموع وقالت بضعف: محمد وكلام محمد مايعنيش أي شئ بالنسبه لي
ثم قذفت الورود علي الأرض تحت قدميه
ليتفاجئ هو بذلك التصرف
وضع همس علي الأرض وإقترب منها ليجلس علي المقعد المجاور لها وقال بشكل مباغت
وأنا أعني لك حاجه
ليلى بخجل: هتصدق لو قلت لك تعني لي كل حاجه
لينفرج ثغره بإبتسامه راضيه ليقول
كده يبقي هقدر أواجه الدنيا أنا هكلمهم في البيت ونرتبط رسمي
لأن مافيش أجمل من الحلال أردف بحنان.

أنا بحبك...
لتتورد وجنتاها وتغمض عيناها كطفله صغيره خجلي
ويتعجب مراد فمن يري تصرفاتها يشعر أنها طفله بريئه لم تتزوج من قبل
بل يشعر كأنما لم تحب رجلآ قبله
كان بداخله تساؤلات. كثيرة فما سمعه من قبل أنها كانت عاشقه لشقيقه
فلما لاتذكره نهائيا ولو بطريقه عابره...
في فيلا الخرافي
كانت زيزي تتعامل مع وداد بجفاء ودائمة التهديد لها منذ أخبرتها أن أحد تعمد إيذاء ليلى
أخيرآ قررت وداد أن تكسب ودها مرة اخرى.

كانت زيزي تجلس بالحديقه بجوار بيري وآني...
حينما أقبلت عليها وداد وإنحنت لتهمس لها قائله
عاوزه حضرتك يا زيزي هانم
عاوزه ايه، قالت ذلك زيزي بحده
لتقول وداد، حاجه عرفتها علي الست شمس
لتنهض زيزي مسرعه وتقول، تعالي ورايا يا وداد!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة