قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل العشرون

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل العشرون

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل العشرون

ظل مراد جالسآ بجوار ليلى الممدده علي فراشها وهويحمل همس علي ركبتيه.

فقال بهدوء: طيب إحنا هنمشي عاوزه حاجه.
ردت ليلى برقه: شكرآ يا مراد بس فيه طلب صغير
هز رأسه ليستفسر عما تريده
قالت بوجل وهدوء: بلاش تتكلم مع عيلتك في موضوع ارتباطنا دلوقتي أجل الموضوع ده شويه
ليه، مش فاهم، سأل بتعجب
لتجيبه: شويه لما أخف وأرجع البيت إحنا لسه في كلام كتير لازم نتكلمه مع بعض أرجوك إصبر شويه
حاضر يا شمس
تعجب حينما إمتعض وجهها وأغمضت عينا ها
لتشرد وتتحدث مع نفسها.

لا تقل لي شمس أنا لست شمسآ أنا ليلاك يا مرادي فلا تفطر قلبي بأن تهمس بإسم غيري
أتساءل وهل يغير الأحياء من الأموات؟
نعم يا شمس أحقد عليكي لوتسمعين كيف ينطق حبيبي إسمك بعزوبة ورقه
تراه يقول به الأشعار وتظل ليلاه في المجهول خارج إطار عقله وشريان قلبه وبعيدآ عن مخارج حروفه...
أفاقت من شرودها حينما ناداها وقال
شمس، سرحتي في إيه، ال واخد عقلك
لتبتسم بشرود: وتقول بوداعه، هات همس لما أبوسها قبل ماتمشو.

قرب منها همس لتقبلها وهو يقول بمرح: يا بختك يا همس
ليتلون وجه ليلى وتغمض عيناها كعادتها عندما تخجل: ليبتسم مراد ويخرج بهدوء حاملآ الصغيره
في الصباح إستيقظت ليلى علي ضجة العاملات والممرضات بالمستشفي
وكلآ منهن تدخل لتبتسم لها بطريقه مريبه ومنهن من يتمازحن وهي تتعجب لما تفعلن ذلك.
وحينما دخلت الطبيبه الشابه التي تتابعها
قالت ليلى بتعجب: هما مالهم يا دكتوره سما بيبصو لي كده ليه ويضحكو.

لتبتسم الطبيبه وتقول بمرح: أصل جايلك ورد
ليلى بتساؤل: ورد
سما ضاحكه: آه حد باعت لك ورد أخليهم يدخلوه
ليلى بموافقه: أيوه خليهم يجيبوها
سما تتسائل: يجيبو إيه
ليلى بتعجب: بقول خليهم يجيبو باقة الورد أشوفها من مين وليه بيضحكو
سارت سما خطوات نحو الباب وقالت بلهجه آمره
دخلوه يلا
شهقت ليلى حينما وجدت عدد كبير من العاملات والممرضات تحمل كلا منها باقه رائعه من الزهور بأنواعها
لتضعها بجوار ليلى.

لتجد نفسها محاطه بباقات الزهور من كل جانب حيث صفوا الباقات الجميله كدائره حولها وتم وضع باقي الزهور علي الأرض بجوار فراشها لتصبح كمن تنام داخل حديقه من الزهور
لتلتقط سما لليلي، عدة صور بكاميرا هاتفها
وعلامات الذهول مرسومه علي وجهها حيث تنفرج شفتاها بإبتسامه متعجبه
ناولتها الدكتوره سما وهي تغمز بعينيها ظرف صغير يحمل بطاقه من المرسل
لتعتصره ليلى بين راحتيها بخجل دون أن تفتحه لتري المكتوب بداخله...

وأخيرآ قالت سما بإبتسامه جميله: بصي بقي إحنا خليناكي تشوفي كل الورود ال جاتلك.
لكن طبعا مش هنقدر نسيبهم كده إيه رأيك نحط شوية باقات ورد قدام الأوضه بتاعتك
قالت ليلى بتفهم: لأ يا دكتوره سما سيبي لي الورد البلدي والفل وممكن واحده من الياسمين
وشيلي باقي الورد وزعيه علي باقي المرضي علشان يفرحو زي ما أنا فرحت
لتربت الدكتوره سما علي كتفها بحنان
وتخرج وتتركها مع زهورها...

نظرت ليلى للظرف الصغير المغلق وإزدردت لعابها بترقب
وفتحت البطاقه الصغيره لتقرأ تلك الكلمات التي خطت بيد من أرسل الزهور
قذفتي زهورك تحت قدماي لتكوني الورده الوحيدة بقلبي
.
همست برقه وكأنها تتذوق حروف إسمه: مراد، أكيد مراد
في فيلا الخرافي
جلست زيزي في البهو الداخلي للفيلا وهي تزفر من الضيق وتتحدث مع وداد
إنتي مش امبارح قلتي لي هتقولي لي حاجه عن شمس وقاعده من امبارح تلفي وتدوري عليه.

وشوية تقوليلي إن شمس بتكلم واحده إسمها سحر في التليفون
وأنا مالي ومال بتكلم سحر ولا سعاد كنتي عاوزه تقولي إيه امبارح ورجعتي في كلامك وألفتي القصه دي
وداد بخوف: والله سمعتها بتكلم واحده وبتقولها طنط سحر
صرخت زيزي: إنتي مش قلتي لي حاجه مهمه
معقول المهم، ده إنها كلمت واحده إسمها سحر قلبي حاسس من امبارح إنك كنتي جايه تقوليلي حاجه ورجعتي خوفتي
هخاف من إيه بس يا ست زيزي: قالت ودا برعب.

زيزي وهي تصر علي أسنانها، إسمعي يا وداد أنا صبرت عليكي امبارح علشان وقفتي تعيطي وترتعشي
بس خلاص أنا هعلمك الأدب روحي دلوقتي
إنتبهت زيزي لصراخ بيري القادمه نحوها تتبعها آني
فيه أيه يا بيري صوتك عالي ليه
فيه إيه يا آني
آني بحزن: هو ا بيري هبيبي (حبيبي) نام زعلان بالليل، الصبح كمان هو قام من النوم زعلان أنا مش عملتو فيه أي حاجه مدام زيزي صدقني أنا مش عارف هوا ليه متأصب (متعصب).

هبط مراد الدرج ببطئ وكسل ليستمع إلى صياح الصغيره الباكيه التي قالت بحزن
مامي أنا مش عاوزه آني أنا عاوزه آكل لوحدي وألعب لوحدي
آني وحشه، آني مش بتحضني، مش بتحكي لي حدوته قبل النوم، وكمان مش بتتكلم زينا أردفت ببكاء
مامي همس عندها ماما بتلعب معاها بالكوره والعرايس وتأكلها وكمان
صمتت الصغيره حينما هبط كف زيزي الغاضبه علي وجنتها لتضع بيري يدها الصغيره علي وجهها البرئ
إرتجفت زيزي عندما سمعت صوت مراد الهادر.

زيزي إنتي إتجننتي
زيزي بعتاب، : أنا يا مراد بتكلمني كده علشان بربي بنتي
مراد بحنق وإستياء: إنتي عقدتي بنتك في عيشتها بإستهتارك
كذب، صرخت زيزي. وأردفت هما الحثاله ال عاشو معانا هما السبب بيري عمرها ماعملت كده ال لما شافت ال إسمها شمس وبنتها
إنحني مراد ليعانق الصغيره ويقبلها وقال آمرآ آني
خدي بيري فطريها يلا
لتطيعه منفذه الأمر
ليلتفت مراد إلى زيزي ويقول بصوت غاضب سمعه كل من في البيت.

بنتك لما شافت همس وأمها عرفت يعني إيه أم يا زيزي
عرفت إن فيه حنان من نوع تاني غير ال بتاخده من آني
فوقي لبنتك وربيها بكره تكبر ومتقدريش تضربيها بالقلم
زيزي بصراخ: إنت إزاي تكلمني كده أنا جايه لها مربيه بالعمله الصعبه مثقفه وخريجة جامعات وبتتكلم أربع لغات
مراد وهو يتركها ليسير إلى غرفة الطعام، هاتيلها أم أحسن.

سامع يا ممدوح سامع يا عمي مراد بيقولي إيه، قالت ذلك لممدوح وشاكرالذين هبطا الدرج ليستمعا إلى ما قاله مراد
ممدوح بغضب: إنتي إزاي تضربيها علشان بتتكلم معاكي أنا سمعت كل حاجه
لتصيح: أخوك مراد ده مش من حقه يتدخل في تربية بنتي
ليرفع ممدوح يده يهم بضربها ليدفع والده يد إبنه ويقول
إيه يا ممدوح التفاهم مش كده طول عمرك هادي وصبور
قرفت، قرفت، قالها ممدوح وهو يتجه صوب الباب ليخرج
ويتبعه بسرعه شقيقه
،.

هم ممدوح أن يستقل سيارته حينما ربت مراد علي كتفه وقال بود
إهدي يا دوحه متكبرش المواضيع و بلاش تسوق وإنتي متضايق تعالي أوصلك بعربيتي
ممدوح بغضب: منه لله أبوك هو السبب في الوقعه المنيله دي عمل ثوره لما عرف إني بحب ساره بنت عم كامل الموظف في المصنع وراح بسرعه خطب لي بنت سيادة السفير علشان خاف أعمل زي مجدي الله يرحمه.

آهي ساره بقت دكتوره وإتجوزت دكتور جامعي وأنا جبت بنت السفير ال مورهاش إلا النادي و الكوافير والسهرات
مش راضيه تخلف غير بيري وياريتها عارفه تربيها أنا زهقان قوي يا مراد!
مراد يحاول ممازحة أخيه: إنت لسه فاكر ساره يا ممدوح الله يخرب عقلك...
ممدوح بحنق: إيه ال في حياتي يخليني أنساها يا مراد أنا بحاول كتير أكبر رأسي مع زيزي علشان لو وقفت لها بيري هتدفع التمن؛.

مراد بطريقه مرحه: واد يا ممدوح متعملناش فيها ضحيه: ويلا هعمل بأصلي وأعزمك علي الفطار
ليبتسم ممدوح
ويصيح مراد مازحا: مادي متعفن
.
بعد أسبوع
وقفت ماهي في ردهة شقتها تصيح بود
يلا كرم، كرومي هنتأخر علي الدكتور
خرج كرم من الغرفه بكامل أناقته وقال بجديه
إهدي شويه يا ماهي يعني راحه الجنه ومستعجله ديمآ محسساني إننا هنروح للدكتور نرجع بعيل في إيدينا.

قول يا رب قالتها ماهي برجاء وهبطا الدرج لتجلس بجواره ويقود هو هذه المره...
ظلت ماهي تدعو الله سرآ أن يهبها من فضله العظيم.
وعندما وصلا لعيادة الطبيب
قالت ماهي بهدوئها المعهود: أنا هسبقك يا حبيبي خطوات علشان أفهم السكرتيره تدخلنا علي طول
أشار برأسه موافقآ
وسار بخطوات هادئه إلى أن دخل العياده المزدحمه بالمرضي
جلس بهدوء وبعد دقائق نادت السكرتيره إسم ماهي ليدخلا معآ للطبيب.

رحب بهم الطبيب الحاذق وأخذ يقلب بعض الأوراق أمامه ببطئ إلى أن قال: أنا شفت نتيجة الفحوصات والتحاليل وبعت نسخه منها كمان لزميل مختص بيعمل منذ سنوات طويله في أكبر مستشفيات ومراكز بفرنسا وقالي نفس النتيجة
كرم بجديه: أي نتيجه
تنحنح الطبيب وقال بهدوء: يا كرم بيه
أنا آسف لكن حضرتك مصاب بعقم مستعصي!
لتشهق ماهي وتجحظ عيناها
ويقول كرم بثبات: مش فاهم ممكن تفاصيل؟

قال الطبيب بهدوء وصبر: عقم مستعصي مع غياب كامل للحيوانات المنوية
دا يا كابتن كرم حصل نتيجة ضمور جزئي في الخصيه مع تخاذل الأنطاف فيها
دا الوصف العلمي المبسط لحالتك
للحظه شعر كرم أنه طعن بسكين بارد فظل جامدآ دون حراك
إلا أن قال الطبيب بكياسه
في نظر الطب الحالات دي مستعصيه لكن رحمة ربنا واسعه وبتحصل معجزات نقف قدامها عاجزين.

يلا يا ماهي، شكرا يا دكتور قالها كرم وهو بتصنع الثياب ليسير بخطوات سريعه تتبعه ماهي لينصرفا ويعودا لمنزلهم...
في شركة مراد
نهض مراد من مقعده ليبحث في أحد الرفوف عن ملفات مهمه. بعد قليل دخل إليه رامي
ليطلب منه أن يوقع له بعض الأوراق
فجلس مره أخري وأخذ يقرأ الأوراق بتمعن
حينما سمع رنين هاتفه
ليجدإسم المتصل شمس فينظر لرامي قائلا
طيب إتفضل إنت يا رامي وتعالي بعد خمس دقايق
ليفعل رامي بإبتسامه رضا.

لير د مرادالسلام علي ليلى
لتقول: يعني ال يجيب ورد يروح يجمع الورد ال في جمهورية مصر العربية كله يبعته المستشفي
عجبك: قالها بإبتسامه جذابه
لترد ليلى: عجب المستشفى كلها دي الدكتوره سما صورتني وأنا في وسط السرير والورد حواليه شكل الصورة يضحك جدا
لا دا أنا لازم أشوف الصورة دي ملاك وسط ورود قالها مراد ذلك لتخجل ليلى وتصمت
أردف مراد ماتسيبيش صورتك مع الدكتوره لأني بغير
لتضحك ليلى: بتغير من الدكتوره سما.

مراد ضاحكآ: لأ بس ممكن هيه توريها لحد
أنا هعدي عليكي قبل ما أروح
ليلى بخجل: مالوش لازمه يا مراد علشان محدش...
قطع حديثها وقال، مش عاوزه تشوفيني
لتهمس ؛ بالعكس
يلا مع السلامه وأنهت المكالمه، ليدخل رامي مره أخري ويعاود مرادعمله بحماس...

في فيلا الخرافي
قام صالح بإعداد طعام الغداء وقال لزوجته أن تضعه علي المائده حينما تجتمع الأسره
لتتذوق وداد الحساء وتقول بإعجاب: تسلم إيدك ياصالح الأكل حلو قوي
خرج للذهاب إلى حجرته وصعدت وداد لتنظيف الطابق العلوي
لتنتهز زيزي الفرصه وتدخل المطبخ لتفتح أواني الطعام وتضع كميات كبيره من البهارات و الملح وتقلبهم
وتهرول إلى الخارج
نزلت وداد الدرج لتناديها زيزي.

يلا جهزي الأكل علشان هاكل أنا وبيري يا وداد لأني عاوزه أصالحها
لتضع وداد الطعام بعنايه كعادتها وتجلس زيزي علي الطاوله وتقول بخبث: إطلعي إندهي لبيري يا وداد وقبل أنا تبلغ وداد أعلي الدرج
صرخت بها زيزي لتهبط الدرج بسرعه
لتأمرها زيزي أن تتذوق الطعام
فتفعل وداد ليشمئز وجهها وتسعل: وتقول زيزي بكبريا ء: جوزك كبر وخرف يا وداد ولما يجي عمي شاكر لازم يطردكم من هنا
لتبكي وداد التي تكهنت بما فعلته زيزي.

وتقول بتوسل: لاء بالله عليكي متقطعي عيشنا
هقول لك كل ال أنا أعرفه
تتسع ابتسامة زيزي المنتصره: وتقول بزهو أيوه كده تعجبيني يا وداد. وكمان هديكي الفلوس ال وريتهالك لو طلعتي المره دي شاطره وحكيتي ال تعرفيه
لتقص عليها وداد كل الحوار الذي سمعته من ليلى وجدتها وتقول، هو دا ال سمعته يا ست زيزي
لتتسع عينا زيزي غير مستوعبه ما تقصده وداد لتقول
تقصدي إن همس دي مش بنت مجدي.

وداد بنفي، : لا يا ست زيزي همس بنت مجدي بيه الله يرحمه بس شمس مش شمس
إنتي هتجنينيني: يعني إيه شمس مش شمس قالت زيزي بحيره
وداد وهي تشير بيدها: شمس إدت همس أمانه ل ل ل، يا دي النيله نسيت إسمها
وال هنا دي عامله نفسها شمس لكن شمس ماتت
صرخت زيزي: ماتت مرات مجدي ماتت يعني ال عامله ام همس دي نصابه...
وداد بحزن ووخزة ضمير: لا والله دي قالت لجدتها إن هيه ربت همس ومتقدرش تسيبها.

زيزي بإهتمام: إنت عارفة لو كلامك ده طلع حقيقي يا وداد هعمل لك كل ال نفسك فيه
لتبتسم وداد برضا وتقسم
والله حقيقي وبكره تعرفي
لتتعالي ضحكات زيزي التي شعرت وكأنها عثرت علي كنز ثمين
وهمست لنفسها بشرود، : الموضوع ده عاوز تكتكه بقي روحي يا وداد
خلي جوزك يطبخ أكل تاني وسبيني أفكر
وأخطط...
تسير زيزي بإتجاه الدرج وتصعد برشاقه لتدخل جناحها وتقف أمام المرآه الكبيره المثبته أعلي طاولة الزينه الخاصه بها.

لتنظر لنفسها وتبتسم بنشوي
وتهمس: أخيرآ وقعتي في إيدي يا شمس لتقهقه بصوت عالي وتردف قصدي يا نصابه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة