قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الثالث والعشرون

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الثالث والعشرون

رواية همس القلوب للكاتبة أميرة الشافعي الفصل الثالث والعشرون

وقفت ليلى خارج الفيلا تبكي شاعره بالضياع لتحضر وداد حقيبتها الجلدية الممتلئه بأغراضها التي تناثرت أرضآوحقيبة يدها
وتناولها إياهم قائله بتأثر بصوت خافت: سامحيني بالله عليكي أنا سبب ال حصلك أنا ال قلت لزيزي بس والله هددتني...
ليلى بضعف: مسمحاكي يا وداد أنا والله كنت هقولهم بالله عليكي خدي بالك من همس ومتخليش زيزي تأذيها
أجهشت بالبكاء وأردفت: أنا عملت كل ده علشانها والله علشانها.

إستدارت وداد لتدخل وتركتها وسط كومه من ملابسها وأغراضها بركت علي الأرض لتضعها بالحقيبه الجلديه الكبيره وتحكم إغلاقها
همت بالإنصراف بخطوات بطيئه متثاقله ولكنها إستدارت مره أخيره للفيلا عسي أن تلمح همس
بينما صعد مراد ليقف في الشرفه وينظر عليها وهويستتر بقماش الستاره السميك
بوجه عابس حزين لتختلط عليه المشاعر حقد تعاطف كراهيه وشفقه كان مصدومآ مذهولآ لايستوعب عقله ماحدث.

أتلك البريئه الرقيقه تخدعه بهذه السهولة
أهي قاسيه إلى درجة أن تجرحه وتصدمه وهو أحبها بصدق وكاد أن يواجه والده بضراوه من أجل الارتباط بها
وضع يده علي قلبه
أأنت أيها القلب تنحني لتلك الكاذبه المدعيه التي إستغلت طفله بريئه للوصول إلى أغراض دنيئه...
سارت ليلى لخطوات بحقيبتها الثقيله علي يدها وحملها الجاثم علي قلبها الجريح، وهي تفكر أين تذهب في هذا الوقت تفقدت مفتاح بيتها في حقيبتها وإطمأنت لوجوده.

هو وبعض الأموال داخل حقيبتها
قررت أن تذهب لمحطة القطار وحجزتذكره لمدينة المنصورة
فليس لها أقارب أو معارف بالقاهره ولكنها ترددت فالوقت متأخر وتخشي السفر ليلآ...
نظرت أمامها لتري أنوار مئذنة المسجد مضيئه وكأنها أشاره من الرحمن إليها فوجدت ساقاها متجهتان تلقائيآ تجاه المسجد
سألت سيده قابلتها عن المدخل الخاص بالنساء فدلتها السيده بإبتسامه هادئه.

صعدت ليلى الدرج ودخلت المسجد وضعت حقيبة ملابسها جانبآ وظلت تحمل الحقيبه الصغيره علي كتفها
دخلت إلى المرحاض ثم توضأت ودخلت المسجد مره أخري
لم تكن قد صلت فريضة العشاء
أخذت تصلي بهدوء وكلما سجدت بثت حزنها إلى الله وهي تبكي وشكت زيزي إلى ربها وقالت بوجل وخشوع
يا رب إني أنا أشعر بالوحده، أعلم يا رب أنني أخطئت وكذبت وأنت يا رب لا تحب الكاذبين.

لم أنوي سوء لأحد ولم أفعل إلا من فرط حبي لهمس وإحساسي بالمسئوليه وخوفآ علي الأمانه
لكنني أقر بذنبي فأغفرلي
اللهم إني أستودعتك الصغيره الضعيفه ولا تضيع ودائعك في الأرض ولا في السماء وأنت السميع البصير
أنهت صلاتها وشعرت بالسكينه والهدوء وكأن الله قد ربط علي قلبها
هكذا هو اللجوء الصادق إلى الله وقت المحنه يزيل الهموم ويجبر الخواطر نزلت الدرج بخطوات هادئه وهي مازالت تفكر أين تذهب.

وكأن الله سبحانه وتعالى ألهمها الصواب فخطرت علي بالها الدكتوره سما...
لم تكن صديقتها بمعني الكلمه لكنها إنسانه ودوده بسيطه وقد أعلمت ليلى برقم هاتفها وطلبت منها التواصل معها أحيانآ
طلبت ليلى الرقم بيد مرتعشه ليأتيها صوت سما الحاني
أهلآ مريضتنا الحلوه لحقت أوحشك
ليلى بخجل: دكتوره سما أنا، أنا محتاجه مكان أبات فيه لحد الصبح علشان خايفه أسافر دلوقتي المنصوره.

تعجبت سما ولكنها قالت: إنتي فين مش روحتي مع حد من عيلة الخرافي
ليلى بضعف: أنا في الشارع
: سما بتفهم: طيب تعرفي تاخدي تاكسي وتجيلي المستشفي
بالفعل إستقلت ليلى تاكسي وعند المستشفى اتصلت مره أخري بسما التي خرجت من المستشفي بسرعه لتقابل ليلى وتستقلا معا سيارة سما...
وتصر سما أن تصطحبها معها لمنزلها لتقضي معها ليلتها
منزل سماعباره عن شقه جميله بالمعادي قريبه من المستشفي التي تعمل فيها.

لتتعرف ليلى علي أسرة سما
والدتها الدكتوره ألفت وطفله في العاشره تدعي أسيل
قالت سما بإبتسامه واسعه: حظك حلو بابا مسافر في مؤتمر علشان متتحرجيش
و مافيش غيري أنا وأسيل والدكتوره الفت
الست الوالدة
دخلت سما مع والدتها لدقائق لتخبرها عن إستضافتها لصديقتها إلى الصباح
وبعدها تفهمت والدتها ورحبت بليلي كثيرا
قالت سما لليلي: إتفضلي يا شمس إدخلي غيري هدومك وإرتاحي أنا وماما هنحضر العشا سوا
وأسيل هتسليكي وتساعدك.

صح يا سولا...
لتتبع الصغيره ليلى التي إلتفتت لسما وقالت بهدوء
أنا إسمي ليلى علي فكره
وشمس سألت سما بتعجب...
لتقول ليلى بإبتسامه حزينه: إسمي الحقيقي ليلى
سما بمرح: هنشوف الموضوع ده بعد العشا إن شاء الله
بدلت ليلى ثيابها وجلست علي فراش سما كانت تشعر بالخجل
وتخشي أن تكون تطفلت عليها ولكن لم يكن أمامها حل آخر
دخلت سما تحمل صينيه عليها الطعام وقالت لأختها الصغيره بحنان.

إطلعي يا سولا إقعدي مع ماما ونامي معاها النهارده...
لتطيعها الصغيره بهدوء
وضعت سما الطعام علي منضده بحجرتها وقالت
تعالي يا شمس أقصد يا ليلى كلي أكيد جعانه
جلست ليلى معها تحاول أن تتناول بعض الطعام ولكن تفكيرها بهمس جعلها شارده
إيه الحكاية ممكن أعرف؟ سألتها سما
وبالفعل كانت ليلى بحاجه لمن يشاركها أحزانها في تلك اللحظه
فقصت علي سما ماحدث منذ قابلت شمس الحقيقيه إلى تلك اللحظه التي تقضيها معها...

في فيلا الخرافي
بعد أن إنصرفت ليلى من أمام المنزل
وقفت سيارة ماهي أمام الفيلا لتترجل ماهي أولآ وتساعد والدتها علي الترجل من السياره
قالت ماهي بعد أن سارت للداخل قليلا
ماما باين خلصوالحفله بدري
نوال بتعجب: يمكن معملوهاش أصلا يا بنتي مالحقوش
قبلت ماهي والدتها وقالت
خلاص يا مامي أنا هروح أطب علي كرم وأخده وتخرج نتعشي بره...
نوال بحنان: تعالي وإطلبيه يجي.

ماهي بإبتسامه هادئة، : لأ أنا عاوزه أعمل مفاجأه وأروح له سلميلي علي شمس
وإستدارت لتستقل سيارتها وتنصرف...
دخلت نوال لتجد شاكر وولديها يجلسون في الردهه.
وزيزي تجلس معهم ويبدو عليها الإرتياح
أخذت زيزي تقص عليها ما حدث...
وقال شاكر بضيق: لولا مراد كان زمانها مرميه في السجن
همس فين: سألت نوال لتجيبها زيزي بضيق، آهي فوق مع بيري علي فكره أنا شاكه إن البنت دي كمان مش بنت مجدي.

إخرسي، قالتها نوال لزيزي ليلتفت إليها الجميع
أردفت نوال وهي تتفرس ملامح زيزي بغضب عارم: البنت ال فوق دي بنت مجدي وإل طردتوها وبهدلتوها دي مش نصابه
ليلى مش نصابه فهمتو ولا لأ
مرادبحيره، ليلى
أيوه ليلي، ليلى علي عبد الرحمن، ليلى مش نصابه ليلى عملت كده علشان همس وحكت لي من أول ما جت الفيلا وأنا ال طلبت منها متقولش حاجه فهمتم ولا لأ
ألجمت الصدمه مراد الذي جحظت عيناه
أمه تعلم ما هذا الذي يسمعه!

نهض شاكر من مقعده وصاح: يعني إنتي مساعده النصابه دي تكذب علينا ليه ما قلتيش يا نوال
نوال بحده وقد نفذ صبر ها: لأنك أناني يا شاكر
مبتفكرش إلا في نفسك
لأن آخر حاجه كنت هتفكر فيها مشاعر طفله يتيمه...
ليلى خدت همس وهيه أقل من تلت سنين كانت جعانه، يتيمه، بائسه، وأمها مريضه بتحتضر
ليلى بنت صغيره لسه ما إتجوزتش بس يتيمه محبتش همس تعيش ال عاشته هيه
أخدتها ربتها وكبرتها لحد ما إنتو عرفتو طريقها...

قالت لك كده يا مراد علشان خافت تاخد منها همس...
ولما جت قالتلي أيوه قالتلي
نظرت لزيزي وقالت بغضب، : مكنش من حقك تهينيها يا زيزي
علي الأقل كنتي إحترميني وخدي رأيي في ال هتعمليه...
مرر مراد يده علي وجهه بعصبيه وقال بوجوم وحزن: كان لازم تقولي يا ماما كان لازم هيه كمان تقول
نوال غاضبه: كان هيطردها أبوك والبنت ممكن تتصدم وتضيع مننا أردفت بحنق ولعلمكم ليلى ما كنتش مستفيده حاجه بوجودها معانا.

كانت بتدينا أكتر ما بتاخد
بتدينا خير وحب وللأسف نظرت لزيزي وأردفت
بتاخد أذي وشر وتكبر
ليلى أطيب بنت شفتها، ليلى إنسانه نقيه مش زيك يا زيزي
صرخت زيزي: كفايه بقي يا طنط، كفايه
شاكر بغضب: أنا مش هسامحك يا نوال علي ال عملتيه
نوال بسخريه: طول عمرك متكبر فظ غليظ القلب يا شاكر ولعلمك إنت السبب في ضياع مجدي وموته جالك يترجاك ويتحايل عليك لكن كبريائك نساك إنك أب وخذلته...

رفع شاكر يده يريد أن يصفع نوال التي فاض بها الكيل
لكن يد مراد كانت الأسرع فدفع يد والده وقال
لأيا بابا ماما مش هتتهان في السن ده
بتقف لي يا مراد؟ قال شاكر بعتاب
مراد بخشونه: العفو يا بابا بس ماما مش صغيره علشان أسيبها تتهان
ماما كانت خايفه علي بنت مجدي والحقيقه إنك فعلا كنت هتتطرد شم. أقصد ليلى لو عرفت حقيقتها والبنت تتصدم...

في شقة سما
قصت ليلى علي سما كل ماحدث معها بالتفصيل لتندهش سما من تلك القصه العحيبه
نظرت لليلي مبتسمه وقالت: كان لازم تقولي لمراد يا ليلى
ليلى بحزن: صدمني قوي مراد يا دكتوره سما
سما بتفهم: إنتي كمان صدمتيه يا ليلى ويا ريت تقولي سما بس من غير دكتوره أظن إحنا قريبين لبعض وعلي فكره أنا كمان عندي سر هقولهولك
محمد بيكلمني، وبيحاول يقنعني نتخطب.

ليلى بإبتسامه: معقول. ال بتقوليه ده. عمومآمحمد من أطيب الناس ال عرفتهم في العيله دي يا سما وافقي يا ريت توافقي
سما بمرح: خلينا فيكي دلوقتي، هقوم أعمل شاي ونمخمخ وتشوف هنعمل إيه...
حديث سما بسيط ومريح وإكتشفت ليلى أنها إنسانه راقية المشاعر متفتحة الذهن
همست سما: إنتي بتحبي مراد يا ليلى
ليلى بحزن: أنا مش هينفع أحب إلا همس بس ميستهلش أي حد غيرها حبي
عمل إيه مراد يا سما طردني زيه زي زيزي زي شاكر.

سما بتعقل: لو مراد معملش كده كان أبوه رماكي في السجن يا ليلى
وأنا شخصيآ متعاطفه مع مراد حاسه إنه إتصدم زيك وأكتركمان
إنت كان لازم تصارحيه كانت هتفرق كتير
ليلى بحزن: إل حصل حصل يا سما
وهتعملي إيه دلوقتي: سألت سما
قالت ليلى بشجن: هرجع بيتي وأكمل دراستي ويمكن أرجع الحضانه لو لقيت لسه ليه مكان
قالت سما لليلي: إسمعي يا ليلى إنتي لازم تخرجي من شخصية شمس المقهوره المنكسره وترجعي ليلى القويه فاهمه ولا لأ.

ليلى بحزن: بس همس يا سما
سما بقوه: همس بنتهم وهما ال هيحتجولك مش إنتي ال هتحتاجي لهم عيشي حياتك. ومتستسلميش
ليلى بإبتسامه: الحمدلله إني إتعرفت عليكي يا سما كأن ربنا فتح لي باب مقفول في وقت الدنيا ضايقه بيه
ما كانش نفسي تبقي همس وحيده زيي
سما بتعقل: همس في وسط عيله كبيره يا ليلى جد وجده وأعمام
همس ظروفها غيرك يا حبيبتي
لمحت سما دموع ليلى الصادقه فضمتها برفق تحاول منحها القوه لتصمد وتتحمل...

في فيلا الخرافي
صعدت بيري لتجد همس تحاول النزول للأسفل و آني تمنعها
فقالت بغيظ: سبيها يا آني تنزل لجدتها
قالت همس ببراءة: ماما جت يا طنط زيزي
لتصيح زيزي بحقد: مامتك ماتت يا همس تنحني زيزي لتضع كفيها علي كتفا همس تهزها بعنف وتقول بصوت أجش كفحيف الأفعي ؛: ال كنتي بتقولي لها ماما دي نصابه وجدك طردها بره وأمك شمس ماتت، فاهمه ماتت
لتصرخ الصغيره وتهرول إلى الخارج لتهبط الدرج وهي تصرخ بأعلي صوتها تنادي أمها.

إلى أن إرتمت في أحضان جدتها وأخبرتها بما قالته زيزي...
وهي تنتحب وتبكي
ربتت نوال علي ظهرها بحنان وأخذت تهدئها ببعض كلمات
قالت همس: عاوزه ماما يا تيته
نوال بحنان بالغ: حاضر يا همس بس إهدي يا حبيبتي إهدي يا همس...
دخل مراد من الخارج ليسمع بكاء همس ويشعر بوخزه في صدره
شعوره بالضياع لا يقل عن شعور ليلى صعدمنهار إلى غرفته.

وجلس علي فراشه يمرريديه بعصبيه علي وجهه بذقنه مرات عديده وهومغمض العينين يشعر بالتوتر والحسره
كان يلوم نفسه ليدور حديث بينه وبين قلبه
بين العقل المفكر والقلب المحب
= ما كانش لازم تتطردها ما كانش لازم تبقي زيك زيهم إنت خذلتها
= لأ لأ لأ هيه ال خذلتني وخدعتني ليه مقالتليش ليه
= كنت حاسس كانت بتخجل من كلمة حب كانت بتقول أول مره تحب كنت حاسس
لكن خدعتني، لو فعلا بتحبني ما كنتش خبت عني.

= لأ يا مراد إنت بتبرر غلطك معاها
= لااااااااااء أنا مغلطتش أنا حبيتها
حبيت شمس و لقيتها ليلى لو مطردتهاش كان بابا سجنها
أنا كنت عاوزها تبعد أنا في عز الصدمه كنت خايف عليهاااااا
حرااااااام ال أنا فيه ده ظلم
= حمل هاتفه لينظر إلى صورتها التي خط عليها
ورده بين الورود
= هاجمه صداع عنيف من شدة التفكير فوضع الهاتف بجواره وبحث عن مسكن ليتناوله نهض متثاقلآ ليغلق الأضواء ويظلم الحجره ليحاول النوم...

في الصباح
قامت سما بإيصال ليلى إلى المكان المخصص لسيارات الأجره المتهجه إلى مدينة المنصوره
ودعتها بعدما ألقت إليها ببعض النصائح لتعود ليلى إلى بيتها وبلدها مره أخري...

سارت بخطوات متثاقله بعد أن فتحت البوابه الخشبيه
لتراودها الذكريات
إحتضنت شجرتها العتيقه بشوق وتذكرت يوم سقطت هي وهمس ليتلقاهما مراد
وفي الداخل دخلت حجرة الجده وكأنها تبحث عنها...
تنهدت بحسره ودخلت حجرتها بعد ذلك
تلك الحجره وذلك الفراش الذي تشاركته مع صغيرتها
فتحت خزانة الملابس وأخرجت ملابس همس الصغيره والمحفوظه بعنايه وعروستها القطنيه والكره التي كانت تحبها كثيرا.

وضعتهم علي الفراش بعنايه وتوسدته لتحتضن تلك الأشياء الصغيره كهمس وتغمض عيناها المبللتين بدموع الإشتياق...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة