قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية همس السكون للكاتبة فاطمة علي محمد الفصل الخامس والثلاثون

رواية همس السكون للكاتبة فاطمة علي محمد

رواية همس السكون للكاتبة فاطمة علي محمد الفصل الخامس والثلاثون

منزل عبد العزيز - تحديداً غرفة "عمر".
إنكب على كتبه الدراسية بذلك المكتب الخشبي المستطيل، الذي إفترش سطحه بالكثير من الأوراق والكتب. ليستذكر دروسه بكل همه ونشاط، رغم أن حلمه أن يلتحق بكلية الشرطة، إلا أنه يبذل قصارى جهده للتفوق والنجاح، بل حلمه أن يحصد الأرقام النهائية بجميع مواده الدراسية .

ساعات طويلة متواصلة و" عمر" لازال يدرس وبإخلاص ، فقد دخل معسكر مغلق بغرفته، لايغادرها إلا نادرًا، حتى طعامه فأغلب الأوقات تحضره والدته إليه، حتى والده ربما يدلف إليه في بعض الأحيان للإطمئنان عليه وإعطائه دفعة معنوية قوية للمثابرة والإلتزام بمذاكرته.
دقات رزينة تصدح بالأنحاء، ليتبعها دلوف "عبد العزيز " ببشاشة وجهه المعهودة، ليردف بمحبة وود وإشياق :
-السلام عليكم يا "عمر"... إزيك يا إبني .

تسللت تلك الكلمات إلى مسامع "عمر" فجذبته من تركيزه هذا ، ليرفع أنظاره نحو باب الغرفة، فيجد والده بطالته الحنونة، فيهب من مقعده، خاطيًا خطى واسعة نحو والده، فيدنو من يده ويقبلها بحبٍ وتقديرٍ وإحترام، ويردف بسعادة :
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... إزيك يا "زيزو"... إيه الأخبار؟... وحشني والله .

مسد " عبد العزيز " على شعر ولده بحنان وعطف، لتزيد إبتسامته إشراقًا، فيردف برضا :
-الحمد لله على كل حال يا إبني، الصحة بقت عال العال .... المهم أخبارك إيه في المذاكرة؟... عايزين مجموع يرفع الراس.
أخذ "عمر" بيد والده ليُجلسه إلى طرف فراشه، ويجلس إلى جواره، مردفًا بمزاح :
-فعلًا يا "زيزو" شكل صحتك جت على العملية وصغرت يجي عشرين سنة كده، وبقيت زي القمر .

ليميل بجذعه نحوه هامسًا بخفوت :
-بقولك يا "زيزو" سيبك من مذاكرتي ومجموعي والكلام اللي مايأكلش عيش ده ، خالينا في المهم، إيه رأيك نشوفلك عروسة حلوة وصغيرة كده تدلعك، وتاخد بالها منك ، طالما القلب بقا جديد وزي الفل.
فيهمس "عبد العزيز" بخفوت مُقلدًا إبنه :
-طب و"نونا" نعمل فيها إيه؟!

حينها إلتفت "عمر" يمينًا ويسارًا بترقب، ليستقر بأنظاره نحو والده هامسًا بخفوت أكبر :
-مش لازم تعرف حاجة... بص... إنت تجيبلك شقة بره، وتتجوز فيها ولا من شاف ولا من درى، بس أهم حاجة أكون شاهد على عقد الجواز، وأوافق على العروسة كمان .
ليلتفت" عبد العزيز " يمينًا ويسارًا كما فعل" "عمر" ويهمس بخفوت وغموض :
- حلو قوي، على بركة الله وأهي تجيبلنا واد صغير كده نلعب بيه، ويجدد شبابنا معاه.

حينها إتسعت حدقتي "عمر" صدمة، ليبتعد عن والده، وعلامات الجدية تكسو ملامحه، فيربت على كتف والده بقوة، مردفًا :
-شباب مين ياراجل!... دا أنا كنت بهزر معاك، وبعدين إحنا لسه مظبطينلك القلب، والدكتور حذرك من المجهود الزايد، يعني يدوب تتمشي في الصالة كده، وعلى أقل من مهلك .

ليستقيم "عبد العزيز " بصدره، فيملأه هواء و بقوة، وكذلك استقام بجلسته واضعًا ساق فوق الأخرى بزهو وتعالٍ، ليردف بصرامة وتباهي :
-دكتور إيه ده يا فسل إنت؟!!!... أنا قلبي حديد... وبعدين كبرت في دماغي خلاص وهتجوز يعني هتجوز.
صوت إرتطام شيئ ما بالأرض جعلهم يتجهون بأنظارهم نحو باب الغرفة، ليجدا "حنان" تضع كلتا يديها على وجنتيها بصدمة، وذهول، وإستنكار، أما أرضًا فصينية وكأس عصير مهشم، وبعض الساندوتشات تكسو أرضية الغرفة بفوضي وعشوائية ، لتصرخ "حنان" بصدمة :
-تتجوز يا" عبد العزيز"!... عايز تتجوز عليّا يا" عبد العزيز"؟!

نهض" عبد العزيز" من مجلسه ليخطو نحوها بقلق وتوتر، وهو يردف نافيًا :
-لا والله يا "نونا"، أنا بهرز، حتى إسألي الواد "عمر".
ليلتفت نحو "عمر" بأعين زائغة، هاتفًا بجدية :
-مش إحنا كنا بنهزر يا "عمر"؟!!.... قول لماما.

علامات الجدية تكسو ملامحه، لتزداد تجهمًا وأسي و ألم ، ويقترب من والدته مردفًا بحزن :
-والله يا نونا من ساعتها بقوله صحتك يا "زيزو"، والدكتور مانعك من المجهود.... يقولي إسكت إنت يا فسل ، أنا هتجوز وهجيب كمان عيل صغير عشان يجدد شبابنا..... أقوله يا "زيزو" طب و"نونا"؟!

يقولي هجيب شقة بعيد وأتجوز فيها ولا من شاف ولا من درى، أقوله أنا مش موافق يا "زيزو"، يقولي هتشهد على الجواز غصب عنك، وراسه وألف سيف إنه يتجوز عليكي بنت صغيرة تجدد شبابه .
صاحت "حنان" بكلمات يختنقها البكاء :
-عايز تتجوز عليا بعد عشرة العمر ده يا "عبد العزيز "؟!...

لتسحب نفسًا عميقًا وتحتبسه قليلًا وتغمض عيناها للحظات بتفكير عميق ، فتزفره بقوة، مردفةً بكبرياء وشموخ :
-طلقني يا "عبد العزيز"... طلقني
وتستدير مغادرة الغرفة قبل أن تتهاوي دمعاتها وينفضح أمرها أمامهما.

لكمة قوية من قبضة "عبد العزيز " إستقرت بفك "عمر" الذي ترنح وإختل توازنه من قوة الضربة، ليهتف "عبد العزيز" بصرامة وتحذير :
-وحياة أمك اللي مشيت دي بعد ما طلبت مني الطلاق لأول مرة من ٢٥ سنة، لأربيك من أول وجديد يا إبن "عبد العزيز ".... أصلك عيل ناقص تربية، وأنا اللي كنت غلطان من الأول... و حاضر... هصلح غلطتي.

ويغادر الغرفة مهرولًا لمصالحة "نونا"، ليصيح" عمر" بمزاح ومشاكسة :
-مش إنت اللي قولت إنها طلعت في دماغك يا "زيزو"، وبعدين بعد البُونية دي إتأكدت إنك حديد يا حاج.....وإن القلب زي الفل كمان.
ليهتف بتذكر :
-أه... والنبي صالح "نونا" عشان أنا مش هتشرد في السن ده، وكمان شكل البت "همس" قدام جوزها وعيلته هيكون وحش قوي .
وبعدين... أهي جتلك على جتلك مصلحة إنك تدلع "نونا" وإنتي بتصالها، بدل ما الست خايفة عليك كده.

قصر السيوفي
حالة من السكون والهدوء تعم القصر، فالفتيات كل منهن بغرفتها لمراجعة دروسها إستعدادًا لإمتحان آخر مادة دراسية لدي كل منهن، أما "فريدة" و "نجلاء" فقد سافرتا للمزرعة للإستجمام والراحة بعض الشئ بعد الإطمئنان على أحوال رجالهم وإستقرارهم مع زوجات ملكت الفؤاد وإحلته بكبرياء وشموخ، وكذلك "حاتم" بعدما طرح عليهم رغبته في الزواج من "هايدي" التي لاقت ترحيب ومباركة من الجميع، وسعادة وفرحة من الفتيات لإكتمال ذلك الفريق الذي إحتل قلاع رجال "السيوفي" الشامخة، ودكّ حصونها بسهام نظراته العاشقة. أما "هايدي" فقد أغلقت الحديث بهذا الأمر حتى إنتهاء إمتحاناتها، وها قد أوشكت على الإنتهاء، فلم يعد هناك سوي إمتحان واحد فقط يفصلهن عنه يومين فقط.

بينما دلفت السيارات من البوابة الرئيسية للقصر، لتصطف تباعًا ويترجل عنها أربعتهم، فيستند "ثائر" بجذعه إلى سيارته عاقدًا كلتا ساعديه أعلى صدره، ليزفر زفرة قوية، مردفًا بثبات :
-حمدالله على السلامة يا شباب.
ويتجه إليه "حمزة" الذي أردف بإبتسامة عريضة :
-الله يسلمك يا "ثائر"، الحمد خلصت الإجتماع مع العميلة على خير، ووقعت عقود الصفقة.

ليبتسم إبتسامة غامضة، ويكمل غامزًا بإحدى عينيه :
-بس كانت راسمة على توقيع عقد تاني خالص.... ، بس على مين؟!..... أخوك ثبتها بشياكة وخرجت من الباب التاني للمطعم وركبت العربية وجيت على هنا صاروخ.
ليجدا "خالد" يصيح بمشاكسة ومزاح :
-طيب ما البنت صاروخ أهي يا "ميزو"، ليه تضيعها من إيدك يا بس ، كنت أمضى على العقد يا راجل.

فيجد "حاتم" يربت على كتفه بقوة، صائحًا بإستنكار :
-طول عمرك بتعشق الجمال يا "لودي"، قولنا الجواز هيأدبك وينسيك الكلام ده، بس للأسف زي ما أنت ما إتغيرتش.
ويجاور "ثائر" مستندًا بجذعه هو الآخر إلى السيارة، واضعًا كلتا يديه بجيبي بنطاله، وتلك الإبتسامة المُهلكة تزين ثغره ببذخ وإفراط.
ليميل إلى "ثائر" مردفًا بسعادة :
-مساء الجمال يا "ثائر"، إيه الأخبار؟

بينما إلتفت له "ثائر" عاقدًا جبينه بغموض وثبات للحظات، حتى مط فمه بلامبالاة مردفًا بجدية :
-مساء الخير يا "حاتم".... الحمد لله تمام، أخبارك إنت؟
ليجدا "خالد" يمط عنقه نحوهما، وهو يردف بصرامة وجدية :
-أكيد زي الفل، إنت مش شايف شركته بقت تاخد مننا مناقصات إزاي!!!! يعني بعد كده ده بقى منافس لينا، يعني من هنا ورايح مانتكلمش قدامه في أي حاجة خاصة بالشغل.

ليعقد "حمزة" جبينه بغضب ، ورافعًا أحد حاجبيه بإستنكار، مردفًا بحنق :
-بقا إنت يا "حاتم" تقف قصادنا في السوق، وتاخد مننا المناقصة الأخيرة كمان ، وده عمره ماحصل في تاريخ "السيوفي جروب "، يوم ما يحصل يحصل منك إنت!.

بينما سحب "حاتم" نفسًا عميق، ليطرح رأسه وجذعه للخلف قليلًا، ويزفره، بتقطع مردفًا بكبرياء وتعالي :
-مش "حاتم السيوفي " اللي تضيع منه مناقصة يا إبني..... زي ما بيقول المثل وإحنا كنا راجعين، كنتوا إنتوا رايحين...... يعني الليلة دي كلها عندي ومفاتيحها في إيدي.
ليميل بعنقه نحو "ثائر" مردفًا بغمزة مشاكسة :
-ولا إيه يا "ثائر"؟!

نظف "ثائر" فمه بلسانه، ليذم فاهه بمكر مردفًا بثبات وغموض :
-أعتقد إنك ماكونتش راجع لوحدك وهما رايحين!!!.
ويفض إشتباك ساعديه، مغادرًا بكبرياء وشموخ، وسط نظرات الدهشة والإستنكار من الجميع.

غرفة "ثائر و همس"
إحتلت الفراش بحالة مزرية من التوتر والإرتباك، فجميع كتب وأوراق المادة تواري فراشها وتحجبه، مشتته بين هذا وتلك .
جلست طارحةً ساقيها للخلف كالضفدع المشاكس، بتلك المنامة القطنية التي تتشح باللون الوردي وتتوسطها تلك الرسوم الكارتونية لأميرات ديزني. لتخر ساجدة أعلى أوراقها فتنسدل خصلاتها الناعمة بعشوائية، لتلتهم أوراقها وتُواريها بجاذببة مُهلكة.

بينما فتح "ثائر" باب غرفته بهدوئه المعهود ودلف إليها دون أن تشعر به تلك الساجدة بين أوراقها، ليضق عيناه بإستنكار من حالتها تلك، فيخطو نحوها بهدوء أكثر ليتسلل إلى مسامعه تذمرها الطفولي وسخطها :
-يارب... بقا "همس عبد العزيز " اللي طول عمرها من الأوائل على الدفعة يجي عليها الوقت وماتعرفش تذاكر مادة هبلة زي التخطيط الإذاعي ده؟!

ليتعالي صوتها نسبيًا بلوم وعتاب وإستياء وسخط :
-وهتذاكري إزاي يا ست هانم وإنتي بقالك شهور مافتحتيش ملزمة ولا كتاب حتى ؟!!!!
بس هتفتحي إزاي وإنتي عايشة حياة الأكشن دي؟!
لتتنهد بسعادة وعشق :
-وبعدين كفاية القمر اللي متجوزاه ده، ده ينسيني إسمي ، مش هينسيني المذاكرة والكلية والجامعة بحالها .

تسللت تلك الكلمات إلى مسامعه، لتتمرد ضحكات رجولية كبتها ولجمها بصعوبة، ليميل إليها هامسًا بإبتسامة عاشقة :
-"همس ".
ذمت فمها بتذمر وما زالت بحالتها تلك، لتردف بإستنكار وسخط وتذكر :
-مين؟!

جاهد كثيرًا للحفاظ على ثباته وجموده، إلا أن تلك الإبتسامة أصرت على التمرد والتحرر، ليتكأ بإحدى ركبيته على طرف ذلك الفراش، ويميل بجذعه نحوها، ليهمس بعشق وخبث :
-القمر اللي متجوزاه.

إتسعت مقلتاها صدمة، لتنهض مستقيمة بجذعها بشكل مفاجئ، فتتطاير خصلاتها العطرة وتلفح خلايا وجنتاه بنعومة وإغراء، ليستوطن شذاها المهلك أنفاسه الحارقة، وتقابله بملامحها المندهشة، وكلماتها الهاذية بفعل رجولته ووسامته وجاذبيه الآسرة، لتردف بخفوت :
-صح!.. إنت القمر اللي متجوزاه!... اللي ناساني المذاكرة وسنينها.... واللي هينسيني إسمي كمان.

لكنه بعالم آخر، عالم ساحر جذبه نحوه بقوة براءتها وطفولتها بتلك الرسوم الكارتونية، وذلك المشهد الفوضوي، ليردف بخفوت وعشق :
-إنتي اللي نستيني دنيتي ونفسي وكل حاجة يا "همس".
لترمقه بنظرات عاشقة، متيمة، وتستدير جزئيًا فتكون مقابلة له، لترفع كلتا ذراعيها وتحاوط عنقه بغرام، هامسةً بهيام وخفوت :
-إنت إزاي كده؟!

بينما حاوط هو خصرها النحيل بكلا ذراعيه القوية، ليهمس وتلك الإبتسامة العاشقة تكسو ملامحه :
-كده اللي هو إزاي يعني ؟!
غاصت بعيناه المتيمية فجذبتاها إلى عالمه الآسر بعشق، لتهمس بلا وعي :
-يعني قمر كده،.... وسيم،..... جذاب،... طيب،... جدع،.... صاحب صاحبك، وشايل مسئولية الكل، وكل ده بكل حب، ومن غير ماتشتكي ولا تمل حتى........ والأهم من ده كله..... إزاي لما بشوفك بحس إن روحي كانت رايحة مني ورجعتلي تاني؟!...

قلبي بيرفرف بين ضلوعي وبيبقي عايز يترمي في حضنك..... حضنك وطن يا "ثائر".
في تلك الأثناء كانت نظراته العاشقة تحتضن ملامحها بحنان، ليُزيل خصلاتها المتمردة التي تحجب عينيها المتيمة، ويضعها خلف أذنها، هامسًا بوله :
-إنتي اللي عنيكي وطني..... أنفاسك هي الهوا اللي بيحيني... إنتي السكون اللي برجعله بعد يوم شقا طويل..... إنتي همسه اللي دايما بيطمني ويقويني على الجاي..... إنتي أنا يا "همسي"... إنتي أنا.

ليجدها تندفع إلى وطنها الذي أقسمت أن تُحيه وتحيا به، فتعانقه بقوة وعنف، حنان وأمان، لهفة و إشتياق، وتغمض عينيها مستنشقةً عبق عطره الذي يُسكرها ويفقدها إحساسها بكل مايدور حولها، لتهمس بعشق :
-إنت السكون اللي بياخدني لعالم إنت وحدك سلطانه، وأنا كل شعبه..... بحمد ربنا في كل صلاة إنك جوزي وحبيبي وعمري... وبدعي ربنا يحميك ويحفظك من كل شر... ويخليك ليّا لآخر العمر يا "ثائر".

ليشدد "ثائر" من إحتضانها بقوة وحرص، ويغمض عيناه مستنشقًا عبيرها بقوة، ليحتبسه بأنفاسه للحظات، ويتهند براحة نادرًا ما تتسلل إلى قلبه، فقلبه دائما ما كان آلة عمل لا تهدأ قط.

ويفتح عيناه بسعادة وراحة، فيلمح تلك الأوراق التي تغطي فراشه، فيضيق عيناه بدهشة مصطنعة، ليقرر أن يشاكسها بعض الوقت حتى يخرج من حالته تلك، التي إذا إستسلم لها، ألقى بكل أوراقها أرضًا، وجذبها إلى عالمه الخاص ، ليردف بإستنكار و ضيق مصطنع أيضًا، ونبرة محتدة بعض الشئ :
-إيه المنظر ده؟!!!.... فيه حد يذاكر على السرير بالشكل ده؟!

إبتعدت عنه قليلًا، لتستدير بجذعها رامقةً الفراش بتوتر :
-مش بعرف آذاكر غير كده والله،... أصلها مادة رخمة قوي زي الدكتور بتاعها.
ليرفع أحد حاحبيه بإستنكار، ويهتف بصرامة :
-دكتور إيه ده يا "همس" اللي شايفاه؟!
فتلتفت نحوه لتردف بطفولية :
-مش شايفاه والله، ده دكتور رخم قوي ومادته رخمة زيه، وأنا مش بطيقه أصلًا.

تصنع "ثائر" الغضب، ليقطب جبينه رافعًا أحد حاجبيه بغضب، مردفًا بحدة :
-كمان بتطيقي ومش بتطيقي!!!!!.... لا كده كتير، ومش لطيف بالمرة.
ليستدير كليّا ويتجه نحو غرفة ملابسه وهو يخوض حرب شرسة مع تلك الإبتسامة التي أوشكت على التمرد والإنهيار أمام ملامحها الفزعة بطفولية أهلكته وكادت أن تؤدي بحصونه إلى الإنهيار، ليجدها تقفز من أعلى فراشها وتركض خلفه مهرولة، بهتاف وأسف :
-والله مش قصدي يا "ثائر" بس ده الحقيقي والله.... عشان خاطري ماتزعلش مني.

سيطر هو على ضحكاته الرجولية بمجهود أقوى، ليرسم تلك الجدية المصطنعة، رافعًا أحد حاجبيه، مستديرًا نحوها بغضب :
-تاني يا"همس" بتجيبي سيرته قدامي... تاني !
تشبثت بكلتا يديه بيديها، لترتفع على أطراف أناملها، مردفة برجاء :
-والله ولا هجيب سيرته تاني، وبعدين أنا لسة عندي مادة واحدة وأسيب الجامعة بحالها... يعني خلاص.

ليُدير وجه يمينًا، ويكبت إبتسامته التي أوشكت على الإنحياز لها، لترفع هي جسدها نحو وجنته وتدمغ قبلة إعتذارها، ليستدير هو بشكل مفاجئ فتستقر قبلتها بين شفتاه التي همت بالإبتسام، لتتسع مقلتاها صدمة فتحاول الإبتعاد، لتجد من يتشبث بها بقوة ذراعيه، وتتسع إبتسامتها العاشقة لتبادله قبلة إستمرت للحظات حتى إنتهت ما إن صدح هاتفها برنين مميز معلنًا هوية صاحبه.

غرفة "حمزة وهيا".
جلست أمام حاسوبها النقال الذي يتوسط سطح مكتبها، لتستند بذقنها على يدها، وباليد الأخرى تعمل على أزرار الحاسوب بسرعة ومهارة، لتجمع كل المعلومات الخاصة بمجال بحثها الذي تعمل عليه لتقدمه بآخر إختباراتها.

دلف "حمزة" إلى الغرفة بسعادة عاشق باللقاء بعد طول غياب، ليجدها بتلك الحالة الجادية، فأخذ يحمحم بقوة مقصودة ليلفت إنتباهها نحوه. رفعت "هيا" أنظارها نحوه بإبتسامتها العذبة، لتردف بسعادة :
-حمدالله على سلامتك يا حبيبي.

ليبتسم "حمزة" بدهشة وإستنكار، فعادة ماتركض نحوه بسعادة لتستقر بين ذراعيه فور عودته من العمل.
ألهذا الحد ماتقوم به إحتل كامل عقلها وتركيزها؟!!
أم أنها كانت فترة ببداية الزواج وبعد ذلك أصبح زواجهما إعتيادي؟!!!
أيعقل أن تكون مشاعرها نحوه هدأت وبردت، بينما مشاعره هو توهجت وإشتعلت؟!!!

عشرات التساؤلات دارت برأسه، ليجدها تجذبه نحوها بعذوبة صوتها، حينما تفوهت برقة ونعومة :
-واقف كده ليه يا "ميزو"؟!!!.... مالك يا حبيبي؟!!
أومأ برأسه نافيًا وتلك الإبتسامة الباهتة بالكاد تصل إلى عيناه، ليخطو نحوها بخطي مترددة، ويرمقها، ولازالت تقوم بعملها بذلك الحاسوب، ليدنو منها ويدمغ قبلة مشتاقة على وجنتها، هامسًا بعشق :
-وحشتيني "يوكا".

رفعت عينيها نحوه بسعادة، لتدمغ هي الأخرى قبلتها بوجنته المشتعلة شوقًا لها، لتردف بعشق ولازالت تجلس بمقعدها :
-وإنت كمان وحشتني يا "ميزو".... إيه الأخبار؟
لتلتفت نحو حاسوبها مرة أخرى، وسط نظرات "حمزة" الحانقة، فيبعتد عنها متجهًا صوب غرفة ثيابه، ويبدل حلته بثياب أكثر راحة وشبابية، مردفًا بجدية حانقة:
-الحمد لله يا حبيبتي، كله تمام.... إنتي بتعملي إيه على اللاب توب؟!

ضغطت أزراره بخفة ومهارة، لتردف بجدية :
-بعمل بحث عشان هقدمه في الإمتحان، بس بحث مهم قوي متوقعة إني آخد بيه إمتياز، زي بحث السنة اللي فاتت.
ليومأ "حمزة" برأسه وهو يلتقط بعض ثيابه بحنق :
-إن شاء الله ياحبيبتي... بس البحث ده هتقدميه إمتى؟
رفعت "هيا" صوتها نسبيًا بعض الشئ، هاتفةً بثبات وجدية :
-بعد ٣ أيام .

لتنفرج إبتسامته وتزداد إشرقًا، فيترك ما بيده من ثياب، ويتجه نحوها، ليميل بجذعه مستندًا على ساعده أعلى سطح ذلك المكتب، مردفًا بإبتسامة متيمة :
-طيب لسه بدري على ماتقدميه، يعني ممكن تقفلي اللاب توب ده دلوقتي وتقومي تجهزي ونخرج نتعشا بره.
بينما رفعت أنظارها نحوه، محركة رأسها بنفي، وهي تردف بثبات :
-مش هينفع يا حبيبي .... البحث طويل جدًا ومهم وماينفعش أسيبه فـ نصه... يعني لازم أكمله النهارده وكمان عشان ألاقي وقت أقدر أراجعه وأعدل فيه.

وتنهض من مقعدها، لتجلس على سطح المكتب مقابلةً له، فتحاوط عنقه بكلتا ذراعيه، مردفة بدلال :
-معلش يا حبيبي، هخلص البحث ده والإمتحان وهفضالك خالص، ولو حبيت نسافر كمان أنا معنديش مانع إطلاقًا.
بس النهاردة.... للأسف مش هينفع.

إرتسمت إبتسامة خفيفة بملامحه، ليقترب منها مقبلًا جبينها بعشق، مردفًا بحنان ورفق :
-مفيش مشكلة يا حبيبتي، الأيام جاية كتير.... خليكي إنتي في شغلك وأنا هاخد شاور وأنزل الجنينة شوية على ماتخلصي.
لتدمغ قبلة بوجنته، وتعانقه بقوة، مردفة بسعادة وغرام :
-حبيبي يا "ميزو"... وأنا إن شاء الله أخلص على طول وأتفرغلك يا حبيبي.

غرفة "خالد وضحي"
إفترشت الأرض بكتبها وأوراقها مربعةً ساقيها أمامها، لتجمع خصلات شعرها بذلك القلم الرصاص بشكل عشوائي، فتتمرد بعضهن وتنسدل على عينيها بشكل أكثر جاذبية ونعومة.

رفعت تلك الأوراق أمام عينيها لتحفظ بعض المعادلات والنظريات المحاسبية، مغمضةً عيناها بتركيز شديد. لتجد من يلتهم شفتاها بقبلته المشاكسة ، ل
فتتسع تلك الإبتسامة بسعادة، ولازالت مستسلمة، لتفتح عينيها بعدما إبتعد قليلًا عنها فتردف بسعادة :
-حمدالله على سلامتك "لودي".

إعتدل بجلسته جوارها مربعًا ساقيه هو الآخر، ويردف بعشق واضعًا يده أعلى مضخته :
-الله يسلمك يا قلب "لودي" وعقل "لودي" و عيون "لودي".... ممكن بقا تسيبي اللي بتعمليه ده وتفضيلي شوية..... أنا طول النهار في الشغل، وماصدقت آجي البيت عشان أشوفك يا "دودي".

لتبتسم له إبتسامة مصطنعة وتميل برأسها مع كل كلمة تتفوه بها بدلال :
-طب ممكن بقا قلب "دودي" ، وعقل "دودي"، و عيون "دودي" يسيبها تذاكر.
أنا مصدقت أقدر ألم المادة دي، ممكن "لودي".... بلييييز.
ذم فمه بطفولية، ليرفع كتفاه، بلا مبالاة، ويجمع أوراقها وكتبها بيديه، وينهض مستقيمًا بوقفته، فيردف بتذمر :
-مش ممكن ياقلب "لودي".... أنا جيت يعني مفيش مذاكرة.... فـ أنا وبس.

لتهب من جلستها بحنق وتضع كلتا يديها بخصرها، متأففةً بضيق أطاح بخصلات شعرها بعيدًا عن وجهها، لتهتف بتذمر :
-هات يا "خالد" الورق عشان أخلص مذاكرة، لسه يومين على إمتحان المحاسبة، ودي مادة رخمة وصعبة.
بينما رفع "خالد" يده بالأوراق، وأقبل عليها بجذعه، مردفًا بغمزة وقحة :
- على نفسها.... مفيش حاجة صعبة على "خالد السيوفي " يا "دودي".... وبعدين أنا أهم من المذاكرة والإمتحان والكلام الفاضي ده.... إسمعي مني.

تشبث بيده المرفوعة لأعلى، لترفع جسدها بأطراف أنامله في محاولة يائسة للحاق بأوراقها، وتصيح بسخط :
-هات بقا يا "خالد"، حرام عليك عايزة أذاكر كلمتين ينفعوني في أم الإمتحان ده.
ليحاوط خصرها بيده الأخرى ويحملها عن الأرض، ويُديرها إلى ظهره، مردفًا بجدية مشاكسة:
- يابت سيبك من الورق ده وأنا هذكرهالك أحسن..... أينعم أنا خريج إدارة أعمال بس هعرف أذاكرلك برضه.

لتلوح بساقيها في الهواء صائحةً بحنق:
-عاااااااا. نزلني يا"خالد".... قال تذاكرلي قال... أراهنك لو عرفت تفرق بين الدائن والمدين أصلًا .
أدارها إلى الأمام، لتصبح مقابلة له، واستقر بأنظاره العاشقة نحو شفتاها، ليهمس بوقاحة :
- يعني لما تكوني مدينة ليّا بعشرين بوسة ولازم أخدها دلوقتي تبقى مدين، ولما أكون عليا ليكي ميت بوسة ولازم أردهالك حالًا أبقى دائن.

لتضيق عيناها بدهشة، هامسة بإستنكار :
-يا راجل؟!!!.... ودي قوانين "خالد السيوفي " برضه؟!!!
أومأ لها برأسه قبل أن يدنو من شفتيها بهيام، لتقترب منه بإبتسامتها العاشقة، وتهمس بدلال :
- "لودي"... غمض عنيك يا بيبي.
إتسعت إبتسامته، ليغمض عيناه مُنصاعًا لأوامر معشوقته، فتقترب من وجنته وتلثمها بعشق ونعومة مغمضةً عيناها بوله.

لتفتح عينيها بشكل صادم، وتفترس وجنته بقضمة قوية، ومؤلمة... فيُفلتها "خالد" على إثرها هي وأوراقها التي كانت بيده ، صارخًا بألم :
-يابنت العضاضة، إنتي بتعضي يا بت!!!! .
جمعت أوراقها سريعًا لتركض نحو حمام الغرفة وتوصده بقوة، بضحكات مدوية :
-أيوه بَعُض .... ولو ماسبتنيش أذاكر يا"خالد" هعضك تاني..... بس هتكون أقوى من دي كمان .

لكنه خطى بخطي واسعة نحو المرآة، ليستكشف أثر تلك القضمة ، فيجدها تركت أثرًا واضحًا بوجهه، فتشتعل عيناه غضبًا، ويركض نحو حمام الغرفة، لينهال عليه بالطرقات القوية، صارخًا بغضب :
-إفتحي يا "ضحي"..... إفتحي بدل ما أكسر الباب عليكي.... إفتحي يا بنت العضاضة.
بينما صاحت "ضحي" ببكاء مصطنع :
-عايز تضربني يا "لودي"!!!!.... بتخليني أعيط في الحمام عشان يحصلي حاجات وحشة يا "لودي"!

لتتعالي شهقاتها المصطنعة :
-إنت مابقيتش تحبني يا"لودي" خلاص.... ولا أنا عشان ماليش حد هتفتري عليّا وتكسر باب الحمام عشان تضربني.... إنت بتكرهني دلوقتي يا"لودي"... صح؟
سحب "خالد" نفسًا عميقًا ليزفره بقوة مشددًا على خصلات شعره، وهو يردد بنبرة أقل حدة وغضب :
-طيب إفتحي وأنا مش هعملك حاجة.... إفتحي يا "ضحي"...
ويهمس بخفوت :
-حسبي الله ونعم الوكيل في غبائك.... أوري وشي للناس إزاي دلوقتي؟!

لتهتف بصوت باكي :
-حط عليها تلج وكريم وهي مش هتبان ... وبعدين إحنا بليل محدش هيشوف حاجة.
شدد على خصلات شعره بقوة، ليردف بسخرية وتهكم :
-تلج وكريم!!!!.... يعني مركزة معايا أهو وبتلمعي أوكر كمان!
بشهقات متقطعة تردف :
-عشان بحبك وخايفة عليك يا "لودي".... بس إنزل بسرعة حط عليها تلج قبل ما تزرق.... بسرعة يا بيبي.

إتسعت حدقتاه صدمة، ليردد بإستنكار :
-تزرق!!!!.... هار إسوح!!!... طب والشغل؟!!!.. والإجتماع بتاع بكرة؟!
ليركض مهرولًا قاصدًا المطبخ، ليحضر بعض مكعبات الثلج ليضعها على تلك القضمة .
بينما إلتصقت "ضحي" بأذنها على باب الحمام حتى إستشعرت إبتعاد خطواته المهرولة، لتفتح الباب بهدوء وحرص، وتمط عنقها داخل الغرفة، لتطوفها بنظراتها المترقبة، حتى تأكدت من مغادرته، فركضت مغادرة الحمام إلى باب الغرفة لتوصده جيدًا بالمفتاح، لتتقافز بسعادة وإنتصار، هامسةً بإنتصار :
Yes..... Yes. -

حديقة القصر.
أجري "حاتم" إتصالًا هاتفيًا بأحدهم ، وهو يتجول بخطاه الرزينة في تلك الحديقة ذهابًا وإيابًا، وعلامات الجدية والصرامة تكسو ملامح وجه.
ليرفع أنظاره نحو تلك القادمة إليه بإبتسامتها المرحة، فتتسع إبتسامته شوقًا، ويُنهي إتصاله سريعًا، ليخطو هو الآخر نحوها و يطوي تلك المسافة الفاصلة بينهما، مردفًا بسعادة وترحيب ومفاجأة أيضًا :
-"ديدا"!!!!... أهلا بيكي حبيبتي.

شددت "هايدي "من إحتضانها لكتبها وأوراقها، لتخفي تلك الرجفة الخفيفة بأوصالها....
نعم... فقربه مُهلك لها.... يعزف على أوتار قلبها بإبتسامته هذه.
أما نبرته الحنونة فتعصف بثباتها وقوتها لتُذيبها بإنتصار.
ووسامته الخاطفة للأنفاسها بإحترافية وثبات، لتُشعلها عشقًا وهيامًا، لتردف بخجل :
-أهلا بيك... إيه الأخبار؟

لتتسع إبتسامته عشقًا وهيامًا ، فيردف بسعادة :
-الحمد لله... أنا كويس قوي.... ودلوقتي بقى قوي... قوي.. كمان.
ويُشير نحو تلك الطاولة المستديرة، ليردف بسعادة أكبر :
-تعالي نقعد الأول، وبعدين نكمل كلامنا .
ليتجها نحو الطاولة، فتردف بإرتباك وتوتر :
- أوك..... أومال "همس" فين؟!...
سحب "حاتم" مقعدها، وأشار لها برأسه أن تجلس، ليضيق عيناه بدهشة، وهو يردد بإستنكار :
-"همس"؟!.
يعني إنتي جاية لـ "همس"؟!

وأنا اللي فاكرك جاية تشوفيني وعاملهالي مفاجأة، وعشان كده ماقولتيش وأنا بكلمك.
جلست بمقعدها ووضعت كتبها أعلى الطاولة، لتستند بكلتا ساعديها على الطاولة، متنهدة ببعض الإرتباك مردفةً :
-فعلًا أنا حبيت أعملهالك مفاجأة.... بس كمان أنا و"همس" هنذاكر مع بعض، وده طبعًا بعد إلحاح شديد مني ومن "همس" على ماما عشان توافق إني آجي هنا..... وكمان لو كانت تعرف موضوعنا كانت أكيد رفضت إني آجي هنا طبعًا.

جلس بالمقعد المقابل لها بإسترخاء، ليضيق عيناه بدهشة ، مردفا بإستنكار :
-رفضت!!!!.
ليزفر زفرة قوية، مردفًا بثبات :
-عمومًا هانت، والموضوع يبقى رسمي ونتجوز على طول بإذن الله، لأن أنا مش بفكر في فترة خطوبة .... طالما كل حاجة جاهزة...
وإقترب بجذعه نحو الطاولة مردفًا بصدق :
-وبعدين حياتي في بعدك كئيبة ومملة جدًا ، محتاجك جانبي عشان تنوريها وتديها معنى وروح .

لتشتعل وجنتاها خجلًا، وتتسارع دقاتها لاهثةً، فتطرق رأسها أرضًا، لاهيةً بأناملها، لتجد من يتلمس يدها بعشق هامسًا بوله :
-بحبك... وكلام التليفون ده بيضايقني جدًا... لأني كل مرة عارف بمجرد مانقفل السكة كل واحد فينا هيكون لوحده، وبعيد عن التاني... بعدك عني قتلني يا "منة".
كلمة دوت بمسامعها بقسوة، لتطعن قلبها بخنجر مسموم، وتجذبها لقاع بئر سحيق، فتهوي بها بآمال وأحلام محطمة.
كم أنت قاسي سيدي!...

أتأهذي بإسمها حتى الآن؟!!
أمازالت تحمل عشقها بين ثنايا قلبك؟!!!
دمعات لعينة تحجرت بمقلتيها، أنفاس متقطعة سحبت روحها، قلب ممزق نزف بأنين مكتوم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة