قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل العاشر

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل العاشر

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل العاشر

الآن جاء في بالها أن تخنقه وتقتله، لا تبالي لما سيحدث لها بعد هذه الفعلة، يفعل هكذا ويعاندها حتى تفشل في هذا التحدي، استدارت له وكورت يدها ثم قالت بتذمر: -
نعم يا جواد بيه قول عاوز إيه ما أنا عارفة إني مش هخلص والله!
وضع يده على رأسه وقال ب برود: -مش فاكر كنت هقول إيه؟
ثم أشار لها نحو الباب وقال ب أمر: -
طب روحي إنتي دلوقتي ولما أفتكر هقول لك!

أمسكت يدها عنه، حيثُ كانت تريد أن تصفعه بشدة، خرجت من المكتب، تتأفف بشدة، سألتها شهد باستغراب: -
المتدربة الجديدة مالها أوعي تكوني زهقتي دا إنتي لسة في الأول
انكمش حاحبها باندهاش، أي بدأية، هل يوجد بدأية أقبح من هذه، لا تتصور أنه لم يقدم لها الحلو لقد بدأ بالمر كله، ابتسمت بهدوء ثم تنهدت بقوةٍ وقالت: -
مافيش شغل سهل يا أستاذة شهد
بتعلي شديد ردت عليها: -.

يمكن بس أنا يا يقين الباشمهندس مايقدرش أبداً يستغنى عني...
رفعت حاجبها ببرود وقالت باستفزاز: -
محدش بيقدر يستغنى عن السكرتيرة اللي بتساعده طبعا لكن الباشمندس اللي زيه بياخد رأيه ويتعامل بيه
انهت حديثها وابتسمت بسمة صفراء، قامت من مكانها واتجهت نحو مكتب شريف
استغلت شهد هذا وقامت حتى تنتقم وتخبر مديرها بذهاب يقين ل شريف، تعلم جيداً أنه لا يريد أن يُحدثها شريف قط...

دقت على باب المكتب ودلفت بعدما سمح لها جواد، شبكت أيديها ببعضهم وقالت بتوتر مصطنع: -
باشمهندس هي الباشمهندسة. يقين كدا خلصت شغلها
رفع رأسه حين سمع أسمها، كيف حدث هذا، لقد أمرها بالجلوس مع السكرتيرة، قام من مكانه بحد شديد، قال بغضب: -
وحضرتها روحت إزاي من غير ما تقول
طأطأت رأسها في الأرض ثم قالت بصوت منخفض: -
لا هي عند أستاذ شريف يا فندم.

لقد طفح الكيل من تصرفاتها وتمردها، يكفي هذا، سيجعلها تندم على ما فعلته، أصبحت سجينته وأصبح هو جلادها الوحيد، قام مندفع من مكانه واتجه نحو مكتب شريف
كادت شهد أن تلاحقه لترأه وهو غاضب على تلك المتعجرفة ولكن لمحت عقد التمرين التي مضت عليه يقين، أقتربت من الورقة وبدأت تقرأها وفجأة ابتسمت بخبث وقالت: -
كنت حاسة إن في حاجة مش عادية من وجودك
فتحت هاتفها وأخذت بعص الصور لتلك الورقة ثم عادت ووضعتها مكانها...

لم ترد عليه مما زاد نبران القلق تقتحم بداخل قلبه، لا يستطيع التنفس، شعر بأن هناك مكره أصابها، أتجه نحو باب المرحاض، بثق جسده انقض عليه ليصرخ باسمها: -
مريم حبيبتي
وجدها مغش عليها من البكاء، هو يعلم جيداً إذا حزنت من شيء، هذا يكون ردت فعلها، حملها وقربها من صدره، لا يستطيع أن يرها بتلك الحالة، يشعر بأن الحياة تتوقف، لا يتنفس وهي بتلك الحالة...
لمس وجهها بيده وبلهفة شديدة قال: -
مريم حبيبتي.

اتجه للخارج ليجلب مياه، تأكدت بأنه خرج وقامت، كانت تتصنع كل هذا، تختبر حبه بشدة، ابتسمت بحب لقد تيقنت أنه يعاقبها فقط، ستتمرد الآن وستفعل ما يحلو لها
سمعت صوت أقدامه المتجهه نحو الغرفة، عادت تغمض عيناها
تقدم علي بلهفة وسندها حتى ترتشف بعض المياه، فتحت مقلتيها شيءٍ ف شيء وقالت: -
أنا فين؟!
بهلعٍ شديد قال: -
في بيتنا يا حبيبتي!
بعدت يدها عنه وقامت من الفراش، عادت تنظر للمرآة وقالت: -.

ما تمثلش إنك زعلان عليا يا علي إنت بتحب حد تاني
تنهدت براحة لآنها بخير، تركها ورحل بعد أن قال ببرود: -
تمام أنا هلبس وهستناكي تحت تمام
وبالفعل ارتدى ملابسه في سرعة وأغلق الباب خلفه ونزل
تأكدت بأنه رحل مما دفعها حتى تفقز كالأطفال، تحدثت بسعادة: -
هنشوف حربي ولا حربك
وكأن ما فعله جعل نيران الغيرة التي إن أنشعلت في قلب المرأة تحديداً من الممكن أن تحرق أي شيء بالعالم كله...

انهى كل أوراق شقيقه، الباسمة عادت من جديد، لقد نسى كل الأوجاع التي بقلبه والتي سببتها زوجته، س يعود شقيقه و س يعود يشارك معه كل شيء يخفيه على العالم بأكمله ولا يستطيع أن يخبيه على شقيقه...
كانت آيلا تراقبه والاندهاش مرسوم على ملامحها، تفكر في قوة الترابط التي تجمع بين هذان الأخوين.

تعلم كم الجمال حين ترى أخوين تؤام ولكن اليوم اقتنعت بأن الأخوات تؤام أو غير ذلك فهم يتشركون بأشياء كثيرة، يتشركون بنفس المنزل الذي جمعهم وهم علقة صغيرة برحم أمهم، يتشركون البيت، الأهل، الألعاب..
تشعر بالفرح لفرحته بعودة أخيه، برغم من إنها لا تحبه ولكن ما ترأه تشعر بأنه فخر...
وضعت الممرضة يدهل على كتفها وقالت: -
مالك يا دكتورة سرحانة في إيه؟!

أشارت لها وقالت: -بشوف كتير أوي يا سحر أخوات مش بيحبوا بعض بس انهاردة اكتشفت إن دول مثال لكل حاجة حلوة، صحيح عادل مكنش بيجي لأخوه بس عرفت من المدير إنه كل يوم كان بيطمن بالفون
هزت سحر رأسها وابتسمت، تنهدت بقوة ثم هتفت ب: -
تعرفي يا دكتور إن أصلاً لما جه كريم هنا عادل كان بيعيط بالساعات وتعرفي إنك بعد ما بتمشي وأخوه بينام كان بيجي جنبه.

لا تستطيع أن تصدق، ولما كان يخفيه حبه هذا عنه، كريم كان يريد فقط أن يشعر بالأمان الذي افقتده مع تلك الخائنة...
هزت رأسها ثم أمرتها ب: -
كب روحي جهزي كل الأدوية اللي كريم بياخدها وفهمي عادل عليها...
بتلك اللحظة اقترب عادل منها وسألها باقتضاب: -
دكتورة آيلا بعد إذنك كنت عاوز حاحة للنوم وحاجة تسكن الألم بس متنسيش الوجع...

فزعت حين شعرت بأن شريف سمع منها كل ما قالته، كيف تنكر هذا...
قامت من مكانها، ابتلعت ما في حلقها وقالت بتوتر: -
هو أنا مكنش قصدي حاجة بس حضرتك سرحان
هي محقة تماماً ولكنه غير رايق لسخريتها لذلك قال بحد: -
حضرتك تلتزمي حدودك ولأزم تعرفي إنك هنا أول حاجة لأزم تتعلميه هي إنك تحترمي اللي أكبر منك في المجال
شعرت بالخجل وخصوصاً أمام زميلها لذلك قالت بهدوء: -
طب أنا بتأسف لحضرتك بس أنا مش هكمل!
ليه؟

كان هذا صوت يقين التي استمعت حديثهم، نظرت إلى شريف فوجدته غاضب وصديقتها نفس الشيء
أجابتها فرحة بحنق: -بصي يا يقين من ساعة ما دخلت وأنا قاعدة زهقت وحضرته سرحان وأنا معرفش سرحان في إيه؟!
جذ شريف على أنيابه وكور يده وقال بانفعال: -
شايف بتعمل إيه وبتقول إيه؟!
حدقت فرحة وقالت باستفزاز: -
والله يا يقين ياباختك معاكي أستاذ جواد واحد كان متفوق دراسته مش زي صاحبه.

وضعت يقين رأسها على جمجتها اتي ألمتها، تريد أن تخبر صديقتها بأن جواد عكس شريف تماماً، كادت أن تتحدث ولكن صوته العصبية والمعروف جعلها تتوقف عن حديثها: -
فتحنها قهوة طالما الباشمهدس شريف عاوز كدا؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة