قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل السادس

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل السادس

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل السادس

استدارت حتى ترحل ولكنها صُدمت بوجود ابنها الذي استمع لما قالته ل يقين، اقتربت منه وقالت بغضب مصطنع: -
أمك اتهانت يا شريف بسبب البنت اللي إنت عاوز تتجوزها عشان تعرف بس إنها مش من مستواك!
كادت يقين أن ترد عليها، ولكن أوقفها شريف بحركة من يده، اقترب قليلاً من أمه وقال بغضب: -
ليه جيتي هنا ليه جيتي تقبليها هي أصلاً متعرفش مشاعري ناحيتها وكل اللي قالته ليكي متعرفهوش أنا كنت هفتحها أما توافقكم.

كانت يقين منزهلة بكلامه، كيف؟ ولما؟ كانوا عناوين لأسئلتها، هي لا تريد أن تصبح سببٍ في تلك الحرب، اقتربت بثبات، رفعت رأسها بكل تعالي فهي تحترم نفسها بقوة، تكلمت بهدوء شديد: -
أنا بعتبرك صديقي بس مامتك غلطت صحيح بس دا ما يدلكش الحق أبداً إنك تكلمها بالطريقة دي أنا أصلاً مش هقبل واحد أهله مش راضين عني وأنا أصلاً مش بحبه
صمتت قليلاً، تفكر في باقي الحديث التي ستكمل بيه، رفعت سبابتها ثم أكملت: -.

لو حبيت مين أوعى تكلم أمك بالطريقة دي قدمها هي أكيد عاملة على مصلحتك وعلى فكرة هي أصلا كانت جاية تسألني إذا كنت بحبك بس أنا قولتلها لا عشان كدا اتعصبت
يعلم بأنها تكذب، سمع حديثهم دون معرفتهم بذلك، ولكنها محقة، هو يجب عليه أن يعامل أمه باحترام، هز رأسه بهدوه ثم قال: -
أنا رايح استلم شغلي...
بالفعل ذهب من أمامهم، نظرت فاطمة لها وقالت بصوتٍ هامس: -
حلو أوي تمثيلك أنا انبهرت وصدقتك بس برضه مش هجوزهولك.

تركتها يقين ورحلت بعد أن قالت بحنق: -
عن إذنك يا مدام
تركتها ورحلت، لا تسطيع أن تكتم دموعها أكثر من ذلك لهذا ذهبت من أمامها...

نزل هو وزوجته، فوجد أمه تحضر لهم أشهى الاكلات، تبتسم بشدة ف لقد اشتاقت لهم بشدة، تحدث والده بحب: -
وسع كدا اللي وحشاني البونبوني بتاع البيت؟!
ابتسمت مريم بحب دائماً يناديها هكذا، تعشق منه الدلال الذي حرمت منه في الصغر، عوضها الله به، محب كثيراً، تحدثت بود: -
وحشتني يا بابا عامل إيه؟!

نظر لها على باستغراب، يشعر بالحيرة من تغيرها، على مضاض وافقت على النزول، مجبرة من صرامته، والآن اكتشف إنها تشتاق إليهم، هز رأسه بعدم استعياب، تحدثت بمشاكسة: -
وحشوكي أو...
نظرت له باحراج وقالت بتلعثم: -
اا، مش على حاجة يا بابا بس أنا تعبانة!
شعر بأنه أحرجها ولكن تخابث ليعاقبها على ما تفعله معه، رد والده بحد: -
ولد أكيد عارفين مين حبسها فوق ومحبوس معاها بنتي ما بتبعدش عن أبوها وأمها.

ضحكت مريم بطفولة وقالت بحب: -
والله إنت يا بابا حبيبي ربنا يخليك ليا يا غالي أنا هدخل أشوف ماما
بعد أن سمح لها مراد بالمغادرة، اتجهت نحو المطبخ وبشقاوة نظرت ل نبيلة وقالت: -
بلبل قلبي وحشاني
نظرت لها بعتاب، أمسكت السكين و وجهتها بوجهها وقالت بحد: -
أنا زعلانة كل دي غيبة أنا مردتش أطلع لك عشان عارفة إن خصوصيتكم ماينفعش ادخل أبداً فيها لكن تعرفينا تعبانة ولا مالك.

وضعت السكين على رخامة المطبخ، ثم اقتربت من زوجة ابنها، أمسكت يدها و واصلت حديثها بخوفٍ: -
يا حبيبتي إيه اللي حصل بس؟! آخر مرة كنتِ قاعدة معانا فيها كنتِ بتضحكي وكويسة جداً إيه اللي اتغير
تنهدت مريم بقوة ثم سرحت في مصيرها، حدقت بها مرة أخرى وفكرت في تلك الحنونة التي تقف أمامها، حقها تكون جدة، تلهو وتلعب مع أطفال ابنها الوحيد
ابتسمت وقالت: -
كنت تعبانة شوية يا ماما مش أكتر.

انهت حديثها وجاءت حتى تخرج من المطبخ ولكن أوقفتها نبيلة بحديثها الحنون: -
أنا عارفة إن موضوع الخلفة مقصر معاكي يا مريم ومقصر جداً صح
شعرت مريم أن على قال لأمه شيءٍ عن عدم الانجاب الخاص بهم، انتابها الخوف أن يكون زوجها يتمنى الأطفال ولا يظهر لها هكذا، نظرت في الأرض وقالت بتساؤل، وصوتها مليء بالحزن: -
هو كلمك في حاجة يا طنط قال زعلان صح؟! أنا كان قلبي حاسس بس كان يقول إنه زعلان.

كادت أن تترك يدها وترحل ولكن سرعان ما أمسكتها نبيلة وقالت: -
لا يا بنتي هو ما قالش حاجة أنا بس حسيت دا
نكست مريم وجهها للأسفل بخجلٍ شديد، حاولت أن تمنع ما ينزلق من أعيونها ولكنها لا تقاوم دموعها، ليت هذا الإختبار ينتهي تشعر بأن الرسوب منه يحتل بابها، رفعت نبيلة رأسها بسبابتها والابهام، ابتسمت بحنو ثم واصلت حديثها: -.

إنتوا لسة صغيرين والله يا بنتي هو ما قال الموضوع دا في زمنكم سهل تخلفوا وبعدين ربنا لو رايد لواحدة بتخلف ما تخلفش ولو واحدة العكس بتخلف لسة يا قلبي
ارتمت باحضانها وبكت بشدة، صرخت بخفوت: -
آااااه يا ماما تعبانة وهموت على بيبي نفسي أوي نخلف و يبقى له عيل مني
ملست على شعرها وقال بحب: -
يا قلبي هتخلفي والله بس الصبر.

أراد أن يتحدث مع شريف و يطمئن على عادل، ذهب إلى العمل الذي يعمل به صديقه كتسلية وليس إلا، أوقف سيارته ونظر إلى ساعة يده وقال بثقة: -
أكيد شريف هيكون موجود أنا مش عارف هما مش بيردوا على التلفون ليه بدل ما اتزفت ووروح لكل واحد
نزل من السيارة واتجه نحو المطعم، صُدم بأم صاحبه تخرح من المطعم، انكمش حاجبه باستغراب وقال: -
طنط فاطمة بتعملي إيه هنا؟!

هو يعلم أنها تبغض هذا العمل الذي يعشقه ابنها، تمنت كثيراً أن يعود لشركته مع أصدقائه ولكنه يتركهم ويعود في تواجد كثافة في العمل...
أجابته بحد: -
عقل صاحبك يا جواد قول له يتعلم منك شوية تعبني عاوز يتجوز بنت بتشتغل معاه ما تسويش قرش أكيد طمعانة فينا...
أمسك يدها بهدوء وقال بأمر: -
روحي إنتي دلوقتي وأنا هدخل أشوفه لأني عاوزه في شغل
هزت رأسها ثم رحلت والغضب يملأ وجهها، تحدث جواد بسخط: -.

ناقصكي إنتي كمان الستات هتفضل نكدية ابنك بيهرب منكم وإنتي بتعكنني عليه حياته
دخل فوجدت ما لم يتوقعه قط، الفتاة المتمردة تعمل مع صديقه، تلك اليقين الذي يتيقن من معملته معها والتي ستكون قاسية، اقترب منهم فسمع شريف يقول لها: -
خلاص يا يقين بقى والله ما كنت هعرف إن دا هيحصل أنا آسف!
ببكاء شديد تحدثت يقين: -.

يا شريف أنا باجي شغلي وكافية خيري شري أنا مش عاوز أحب ولا أتحب أنا أصلا رافضة الجواز بتمنى أحقق ذاتي الأول وأنجح في حياتي
تيقن بأنها حبيبته التي مال لها صديقه، اقترب منهم وقال بحنق: -
طب قومي حضرتك دلوقتي خليني اتكلم مع صاحبي يالا وياريت تروحي بدري عشان التدريب هيبدأ الساعة 8
لقد ذهلت منه، مسحت دموعها وقامت من مكانها وقالت بتحذير: -.

بقولك إيه ابعد عني الساعة دي وبعدين إنت ليك اروح على التدريب بدري يبقى بكرة الساعة 8
مد شفته للأمام ببرود وقال: -
أما نشوف!
قام شريف من مكانه وقال باندهاش: -
إنتوا تعرفوا بعض
نظر كل منهم له وقالوا معًا: -
لا طبعاً
ثم عادوا يحدقان لبعضهم، فتحدث جواد بغضب: -
بت اتكلمي عدل مجرد واحدة هتدرب فياريت تعدلي نفسك وإنتي بتتكلمي
شعر شريف بالفرحة لوجود يقين بالتدريب، قام بلهفة من مكانه وقال: -.

هو المتدربين اللي اختارتهم كانوا من كلية يقين
جذ جواد على أنيابه بحد وقال: -
إنت تعرف إيه غير القرف اللي شغال فيه شركتنا متعقدة مع الكلية من أربعة سنين والمفروض إننا محتاجينك معانا السنة دي عشان تدرب معانا
بفرحة عارمة قال: -
أكيد معاكم
بينما يقين ف نظرت إلى جواد بكره ثم قالت باستهجان: -
مغرور وهيفضل مغرور أعوذه بالله عليه!
جاءت حتى ترحله ولكن توقفت حين قاطع جواد خطوات سيرها ب: -.

سمعتك على فكرة ومبسوطة إن غروري فرسك كدا
شعر شريف أن يقين استفزت جواد لذلك هو لا يحبها قط، تمنى أن تنتهي معركتهم بوقتٍ قريب حتى يتقرب من يقين أكثر من ذلك.

بعد أن رحل والد زوجته و ولدتها، اتجه بغضب نحو الغرفة المتواجدة بها، دلف لها فوجدتها تبكي بشدة وخائفة من وجودها بالغرفة، انتبهت لصوت الباب حين فتح، نظرت له وصرخت بشدة: -
أنا آسفة والله مش حمل تعب تاني ممكن تسبني بقى الله يخليك
أمسك بأقرب مقعده وجده، ثم قرب منها وجلس عليه، قهقه بقوةٍ ثم قال بحد: -
وأما إنتي مش حمل تعب عملتي اللي عملتيه ليه ها.

بكت بشدة، أول مرة تركز في شرار عينه، تمنت لو كانت تعلم غضب زوجها لكانت ابتعد عن كل ما فعلته، ياليتها أبقت حبه واحترامه
اقترب من شعرها وأمسكها من خصلاتها وقال بصراخ: -
أمك كانت عارفة على حبيب القلب صح
هزت رأسها بهلعٍ ثم قالت بخوف: -
بس والله هي كانت بتحذرني متعملهاش حاجة
يعلم أنها كانت تحذرها، يحب والدتها ولا يريد أن يعاقبها على أفعال ابنتها، تحدث بصرامة: -
طب تعالى معاي...

ولكن رنين هاتفه قاطع حديثه، رد عليه حيثُ كان الاتصال ضروري: -
إيه؟! طب أنا جاي حالا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة