قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل السابع

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل السابع

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل السابع

أنا جاي حالاً؟!
قالها بلهفة شديدة، أنهى المحادثة ثم أسرع إلى الداخل ليبدل ملابسه، أغلق الباب قبل أن يرحل.
اتجه نحو غرفته أخرج من خزانته ملابسه، ارتدها في سرعة ثم نزل من منزله، بتلك اللحظة رن هاتفه برقم جواد الذي ما أن فتح صرخ بوجهه وقال: -
إنت فين الصفقة راحت علينا بسببك إحنا جاينلك تمام
تذكر ما حدث في الصباح، أغمض عينه بغضب وقال: -
أما أشوفك في الشغل بكرا هقولك كل حاجة
لا أنا جاي لك.

قالها جواد بقلق، ليرد عليه عادل بهدوء: -
لا ما تجيش لأزم أروح المصحة يا جواد
تمام وابقى طمني
قالها قبل أن يغلق الهاتف، اتجه الآخر إلى سيارته في سرعة وانطلق بها إلى المكان الذي يقلقه بشدة.
بعد مرور نصف ساعة، نزل أمام مصح نفسي، اتجه إلى الأستقبال وفي لهفة قال: -
ماله كريم أخويا!
نظرت له موظفة الإستقبال وقالت بهدوء: -
دكتورة آيلا مستنية حضرتك في مكتبها روح لها يا فندم؟!

بالفعل بدأ يسير نحو مكتب تلك الطبيبة التي يبغضها بشدة، دائما تحدث حرب بينهم، دق على باب الغرفة حين وصل ثم فتحها وقال بقلق: -
بعتي لي دلوقتي وقلقتيني على كريم إيه اللي حصل؟!
رفعت أنظارها عن الكتاب التي كانت تمسكه بيدها ثم قالت بحد: -
هو أنا سمحت لك بالدخول المفروض تستنى أما أقول ادخول
كور يده بغضب، هو يكفيه ما يحدث معه، نظر لها بضيق حيثُ استقبح هيافتها، تحدث بسخط: -.

ما هو أنا مش ناقصك أنا فيا اللي مكفيني قولي عاوزة إيه خلصي؟!
قامت من مكانها وتنهدت بقوة، ملتزمة بشدة في عملها تعشق النظام، تحدثت بضيق: -
أنا أصلاً مش جايبك لسواد عيونك إنت عارف مش بتنزلي من زوري قصدي حضرتك إنسان خلوق
صمتت قليلاً لتعدل نظراتها، مما دفعها ليقول بنفاذ صبر: -
لا هي مش المصحة المرضة اللي فيهم بيعانوا من حالة نفسية لا دول الدكاترة كمان
سمعته فقالت بانفعال طفيف: -.

اتكلم عدل وافهم بقى إنت ليه مش بتزور كريم
نعم هي محقة بهذا الشيء، أصبح لا يرى شقيقه بسبب العمل، نظر لها بثقة مصطنعة ف هو الآن محرج ولت يريد أن يجعلها ترى ذلك: -
الشغل المهم الحل إيه؟!
التقارب المنزلي يتعايش في بيته ولو على الكشف والنفسية فأنا وإنت ممكن نساعده أنا بمهنتي وإنت بحنيتك كأخ.

في المنطقة الشعبية، هذا الحي البسيط المليء بالمحبة والخير، جلست حنان في محل البقالة الخاص بزوجها، تتحدث مع سيدة من سيدات الحارة: -
والله يا أوختي البت هتطلع من عيني عاوزة أديها ل منذر بس هي توافق
لوت السيدة فمها بحنق ثم قالت بخبث: -
يا أم منذر على يدي شباب المنطقة راحوا يخطبوها وأمها الله يرحمها قالت لا هتيجي عند منذر وتوافق وبعدين هو خسارة فيها.

نظرت لها حنان بسخط، تعلم بأنها تقول هذا الكلام حتى تأخذ ابنتها خديجة لابنها ولكن لن تحقق غايتها: -
بقول إيه يا أم خديجة طلعيها من دماغك وبعدين منذز دبلوم تجارة وهي مهندسة في فرق بس اللي مرتاحله إنهم صاحب
اتسعت بابتسامة أم خديجة والتي يملأها الحقد: -
ااه ربنا يسعدهم
ثم فكرت قليلاً لتشغل بالها، بدأت تواصل حديثها ب: -
خلاص طالما كدا متخلهاش تدفع ايجار
شهقت حنان بفزعٍ، تلون وجهه بالضيق لتجبها بغضب طفيف: -.

بصي يا أم خديجة إنتي عارفة سي حسان فاتح المحل ويدوب باني البيت بالعافية واهو إحنا بنستني عليها لكن تقوليلي سبي الأيجار لا
بتلك اللحظة مرت يقين من أمام بعد أن قالت: -
سلامو عليكم؟!
ابتسمت حنان لها وقالت: -
وعليكم السلام يا حبيبتي ربنا يقف جنبك دايما يا حبيبتي..
بينما أم خديجة فقالت ببرود: -
ازيك يا بت يا يقين عاملة إيه وحشاني والله
تنهدت يقين بشدة ثم قالت بتأفف: -.

ازيك يا طنط عاملة إيه وحشاني إنتي كمان القلوب عند بعدها
ثم نظرت إلى حنان ورسمت على وجهها باسمة صافية لها وقالت بحب: -
تسلملي يا طنط حنان ربنا يخليكي يارب ويسلملي دعواتك الجميلة دي عارفة إن الصبح كنتي متنرفزة عضان الإيجار وأنا الصراحة كان ورايا أختبار في الكلية عشان كدا كلمتك بسرعة ومشيت
ذكرتها بالإيجار، ابتسمت بسمة صفراء وقالت: -.

إنتي عارفة يا يقين والله لولا عمك حسان عليه اقساط وبياخد من هنا يحط هنا لكنت سبتهولك
أومأت يقين برأسها بثقة وقالت: -
عارقة والله المهم عشان أطلع أنام
انتبهت لها حنان ف حدقت يقين في حقيبتها وأخرجت منها مبلغ الايجار، مدت يدها وأعطته لها ومن ثم قالت بشكر: -
شكرا يا ست حنان خيرك سابق
كانت أم خديجة سترحل ولكن قدوم منذر جعلها تقول بسعادة: -
سي منذر عامل إيه؟!
تقدم منذر منهم وقال بارهاك شديد: -
ازيك يا خالتي؟!

نظرت له أمه وقالت بقلق: -
مالك يا ضناية
حدقت به يقين وانكمش حاحبها ثم قالت بصرامة: -
يا بني بلاش ترهك نفسك أكيد إنت مش وآكل
أومأ منذر لها بحب، ف هي صديقة طفولته التي تغضب حين يهمل في نفسه، أسراره جميعها معه وكذلك اسرارها، تحدث بحنو: -
طب يالا هناكل سوا
كانت أم خديجة تنظر لهم بحقد بينهما أمه فتنظر لهم بحب متمنية أن تصبح زوحته...

صعدوا شقتهم معا، بعد أن أنهوا جلستهم مع أهله، نظر علي إلى زوجته وقال بحب: -
بس اليوم مع ماما وبابا حلو جدا يل روحي
نظرت له بضيق، هي تشعر بأنه قال لأمه شيءٍ ما، تشعر بأنه لا يحبها، تشعر بأنه يريد أطفال، ستحقق له ما يريد، ستنهي كل شيء والآن، قامت من مكانها وقالت بهدوء يسبق كل العاصفة التي تحدث قبل الحروب: -
طلقني يا علي!

لقد نزلت تلك الكلمة على مسموعه كالصاعقة الكبيرة، كاد أن يفقد حاسة السمع فيها، لقد مل مما يحدث، روتين حياته أصبح غير محتمل، قام من مكانه هو الآخر وقال بعدم تصديق لحوارها: -
إنتي بتقولي إيه يا مريم؟!
بكبرياء وليس حب، ف لغة الكبرياء لا يهمها أي شيء، ردت ب: -
بقول طلقني؟!
غير نبرته إلى العصبية فتلك الفتاة لن تأتي بالمحايلة، صرخ في وجهها بقوة وقال: -.

بس بقى يا شيخة بقى جننتيني وزهقتيني شوية آاه وشوية لا هو فيه إيه يا مريم ارحميني بقى؟!
ربطت يدها ببعضهم وقالت بكل برود: -
أنا مش عاوزاك شوفلك غيري تجبلك عيال وتحبك
أمسكها من معصمها ثم قال بوجعٍ: -
دا أنا قولتلك يا مريم بلاش انانيتك بس إنت فعلاً أنانية أنا مش هطلقك وهحقق غايتك يا مريم وهتشوفي وطلوع من باب البيت ليكي مافيش!

س يعاقبها على كل ألم تغرزه بداخل قلبه بدون قصد، س يعاقبها على كل نزيف ينزفه بداخله بسبب تمردها، س يعاقبها كما تعاقبه...
تركها ورحل بالغرفة الأخرى، س ينام بعيداً عنها، أغلق الباب بالمفتاح حتى لا تدخل كما تفعل وتعتذر وهو يعلم أنه س يضعف أمامها...
صرخت هي بتذمر: -
هطلقني وهتشوف يا علي أنا عارفة إنك عاوز كل دا يحصل بس بتلعبها صح بتعمل اللي بيضحي...

بصباح اليوم الثاني، أشرق فيه قرص الشمس الذهبي، ليعلن عن يوم جديد، مليء بالمفاجات، استيقظ فيه جواد حتى يذهب إلى عمله يستعد والبسمة تزين ثغره كأن اليوم عيد له، س يحصل أخيراً على كل ما يريد...
ارتدى بدلته الرمادية، ضبط هيئته ثم انطلق إلى الأسفل، نظرت له جدته بفخر وحب التي كانت تجلس على طاولة الأفطار، تحدثت باعتزاز: -
حفيدي القمر والله البنات كلهم مستعدين يترموا تحت رجلك
باقنضاب شديد رد عليها: -.

وأنا مش عاوزهم ومش مستنيهم يترموا تحت رجلي
هزت حكمت رأسها بنفاذ صبر ثم قالت: -
ربنا يهديك!
ابتسم لها وقال بثقة: -
يحصل اللي في بالي وهريحك يا حكمت؟!
نظرت له باستغراب، فماذا يدور في مخيلته يجعله يبتسم، ترى في عينه نظرات مليئة بالشر، هتفت من بين نواجذها بخوفٍ: -
ومالك واثق جدا إيه اللي في دماغك يا جواد قول لي
يعلم بأنها ان توافق على مخططه لذلك قال بصرامة: -
مافيش بس ادعيلي إنتي؟؛.

ربنا يهديك ويقربلك البعيد ولو في شر في دامغك يمحيه يا جواد
قام من مكانه، اقترب منها وقبل رأسها وقال: -
بأي يا قلبي..!

قامت من فراشها حين رن منبها، أسرعت إلا المرحاض لتستعد لذهابها إلى التدريب، لا تعلم ما س يحدث لها، تشعر أن هذا جواد يحضر لها ما يزعجها بشدة، ارتدت ملابسها في عجلة ثم خرجت من منزلها، في هذا الوقت خرج منذر من شقته وقال باستغراب: -
راحة الكلية مش أمبارح كان يوم أضافي بعد الأمتحانات
ابتلعت ما في حلقها ثم تثاؤبت بنعس وأجابته: -.

لا ما أنا اتقبلت في التمرين وصاحب الشركة قال تكوني عندي الساعة 8 فهو بنستعد يا منذر
ابتسم لها ثم قال بأمر: -
طب إنتي مش هتلاقي مواصلات تعالي أوصلك
رفضت وقالت بشكر: -
تسلم يارب هاخد تاكسي
أمرها بصرامة: -
عربيتي موجودة أنا لسة ماشغلتش الأبلكشن بتاع أوبر يعني مافيش حد هيطلبني ف يلا استغليني بقى
بالفعل سارت معه وصعدت سيارته، انطلق بها إلى محل ما تريد، تحدثت معه حتى لا تشعر بأجواء الطريق: -.

ألا قول لي هتعمل إيه في موضوعك مع خديجة
نظر لها وضحك بقوة ثم قال بحنق: -
هموت وأعرف أمي مش بتحبها ليه كل دا عشان لسة في ثانوي ما هي صغيرة وهربيها على ايدي وبحبها وبتحبني
تنهدت يقين ثم أجابته بثقة: -
لا مش عشان كدا أمك مش بتحب حد يمشي كلمته عليها واللي عاوزاه لأزم يحصل وأم خديجة بتين إنها عاوزاك أنا همهد لأمك متقلقش
ابتسم لها ثم رد عليها بنبرة جادة: -
ربنا يخليكي ليا يارب.

أوقف مكبح السيارة حين وصل أمام شركة جواد ابتسم بحب ثم قال بحنو: -
وصلنا خاي بالك من نفسك بالتوفيق
بتلك اللحظة كان جواد يصف سيارته، ف رأهم، ابتسم باستفزاز ثم قرب منها وقال: -
دا السواق ولا صاحبك الغني ولا مين أصله راكب عربية واللي أعرفه إن محدش من عيلتك يمتلك عربية!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة