قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثامن

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثامن

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثامن

نظرت له بحد، كيف له أن يتعدى حدوده ويتكلم على عائلتها، ومن أين علم تفاصيل حياتها الإجتماعية، رفعت سبابتها في وجهه بغضبٍ ثم تحدثت من بين أنيابها: -
هو إنت كمدير شركة محترمة زي دي ليك تتكلم في حاجة زي كدا أظن ولا فقري أو غناية هيزيدك في حاجة ثانيا معلوماتي تخصك في إيه عشان تجبها أصلا وتبحث ورأها...؟!

كان يقف يستمع لها ببرود شديد، وكأنها لم تتحدث، مال قليلاً عليها فَ فرق الطول بينهم كبير، همس بكل وقاحة: -
أنا لأزم أعرف اللي داخلين شركتي دول كويسين ولا شمال
لا تتحمل كرامتها تنهان منه بشدة، حدقت به ثم قالت بتحذير: -
حدودك بلاش يا جواد بيه تتعدها أنا أشرف من عشرة زيك
رفع حاجبه ثم مد شفتاه للأمام وقال: -
والمحترمة تعلق بيها واحد يحارب أمه وأبوه عشانها وتيجي الصبح راكبة مع حاببها التاني.

صرخت بوجهه بانفعال: -
شريف صديقي و منذر جاري والإتنين أخواتي أنا ماروحتش قولت ل شريف يحبني
كانت ستغادر المكان ولكن قدوم أصدقائها أوقفها، دلفت معهم، بينما هو فبعد أن رحلت علم بأنها أشرس من أي يوم آخر...

دلف بشموخه لشركتة، جميع الموظفين قاموا احتراماً له، كانت يقين تجلس مع أصدقائها بغرفة الاستقبال، ترى كل هذا وتشعر بالاستهجان، كيف له أن يكون مغرور لهذا الحد، بتلك اللحظة دلف شريف والبسمة على وجهه، ابتسمت بتلقائية وقامت من مكانها تنتظر قدومه لها، نظرت لها فرحة وقالت بضيق: -.

استنى هنا وبعدين ما ينفعش ما تقوميش ل جواد المسؤول عن التدريب وتروحي لاسمه إيه دا وبعدين إنتي لسة بتقوليلي على اللي قاله جواد ما تبينش له إنك ملهوفة كدا...!
تجاهلت كلامها وتقدمت للأمام وقالت بسعادة: -
إزيك يا شريف
نظر لها شريف ببسمة صغيرة ثم انتبه إلى جواد الذي قال بصرامة: -
يا ريت يا شريف تشوف شغلك وخليك عارفة إن هنا مافيش واسطة لحد
هز شريف رأسه وقال: -.

طب كدا عادل مش هيجي النهاردة فأنا بقول أنا هدرب يقين لإني عارف المستوى بتاعها ولإني كنت بذاكر لها...
ابتسم جواد بسخرية ثم قال بهدوء: -
لا ولأن الشروط بتلازم إن المتدربين مايكونش يعرفوا بعض لذلك إنت هيكون معاك فرحة و عادل هيكون معاه أحمد وأنا يقين
يكفى كل ما يفعله، هو يعاندها، يعلن عن الحرب يتحدها، كاد شريف أن يرفض ويصير على رأيه حيثُ قال بحد: -
وأنا حابب اشترك مع يقين يا جواد.

أوقفته يقين بحركة من يدها وقالت بجدية: -
لا استنى يا شريف أنا موافقة جدا الأستاذ بيتحداني وأنا قبلت التحدي هو عاوز يثبت إني مش قده ومش قد إني أكون مهندسة ناجحة وأنا هثبت دا...
السخرية التي كان يحدث بها نفسه أكبر من تحديها، برغم ذكائها الذي أعجب به ولا ينكر هذا إلا إنه لا يهمه غير شيء واحد فقط، الصفقة التي يريد نجاحها مع يقين وسيصل لها من خلالها.

انشغل مع قصة أخيه، من الليلة الماضية وهو يقف خلف زجاج النافذة الشفاف، ينظر لأخيه الذي لا حول له ولا قوة، دمعت عينه عليه، ف أخيه نقطة ضعفه، راقب الخوف الذي يظهر عليه حين يدخل له الممرضين، كور يده بشدة ثم قال بغضب: -
آااه يا كريم لو أعرف البنت اللي عملت فيك كده لاحطها جنب هايدي واقتل الاتنين
استمعت له الدكتورة آيلا التي جاءت على غفلة، تحدثت بسخط: -
مش أخو بس اللي عاوز مصحة هو كمان عاوز مصحة.

شعر بوجودها، ف رائحتها مميزة، استدار لها فوجدها تحدق به، نظر لها باستهجان ثم قال ب أمر: -
واقفة كدا ليه وبعدين روحي شوفي شغلك واعملي اجراءت الخروج
تأففت بشدة، ف طريقته بالحديث تستفزها بقوة، حدقت به من أعلى رأسه لأخمص أقدامه بحنق، تحدثت بغضب: -.

أولاً تصريح الخروج مع مدير المستشفى، ثانياً لأزم تدخل ل كريم وتحاول تتعامل معاه تشوف هيتجاوب ولا لاء خليه يعيش بدعمك وما يحسش مجرد احساس إنه بيحارب الموت لوحده.

نعم هي محقة للغاية، لقد ترك أخيه وانشغل بعمله، ولأول مرة يشعر بكل جزء يمر به شقيقه، كريم حبيبته تركته وهو زوجته خانته، هو أيضاً تعب ولكنه انشغل بالانتقام ولكن شقيقه من من س ينتقم، يجب أن يعود لحياته، يجب أن يتعايش مع الوضع الجديد، لقد هزمته آمرأة مرة ولكنه سيعود لينتصر ب جولته، تركها واقفة، ودلف لغرفة أخيه.

قام كريم من فراشه حين رأه ثم ابتعد عنه ووقف أمام نافذت الغرفة، لا يريد أن يراه، أعطى له ظهره، اقترب منه عادل وقال برجاء: -
كريم بلاش تديني دهرك أنا بحاجتك وإنت بحاجتي ارجع لي تاني ارجع معايا البيت
لم يجد من أخيه رداً يفرح قلبه، الصمت فقط كان رفيقه بهذا الوقت، مد يده ثم قال ببكاء: -
عمرك ما سبت إيدي يا كريم مع إنك الصغير هتسبها دلوقتي وأنا محتاج لك ارجع لي.

استدار له كريم ف شعر عادل ببعض الأمل، ولكنه مازال لا يتكلم، صرخ به عادل بنفاذ صبر: -
هتموت نفسك وإنت هنا مش هتحلق تخلي الناس تعرفك أثبت يا كريم لأي حد سابك إنك كبير
أجشع كريم في البكاء وقال بتمني: -
ياريت يا عادل أموت مش عشان بس قمر سابتني بالعكس الناس كلها اللي بتقرب بتاعت مصلحتها حتى إنت يا أخويا.

صعق عادل من اتهام شقيقه له، أنا، كيف ذلك، الهلع، والخوف، الفزع، أصيب بكل شيء، يشعر بأن هذا الاتهام إذا ظل يسير في مخيلة أخيه س يخسره وهو لا يريد ذلك...

قام واتجه نحو عمله بدون أن يعيرها أي انتباه، استيقظت من نومها فلم تجده بالمنزل باكمله، ولأول مرة لا يقظها حتى تفطر معه، يقول لها دائماً بأنها من قطعة السكر التي تحلي يومه، واليوم استغنى عن سكره، وكأنها أصبحت مرض يريد الابتعاد عنه، جلست على أقرب مقعد منها، جلست تفكر بالضيق الذي أصابها، هي من جعلته يبتعد عنها والآن لا تعلم هل تلومه أم تلوم نفسها: -.

أول مرة يمشي من غير ما يآكل ولا يشرب حتى لو كدا بيبوسني قبل ما يمشي ويقول ماشي
قامت من مكانها وقالت بعزم: -
بس أنا مضايقة ليه مش عارفة المفروض دلوقتي أكون مبسوطة هو دا اللي كنت عاوزاه
اتجهت نحو خزانة ملابسها، جمعتها بأجمعها ثم اتجهت نحو الباب، وجاءت حتى تفتحه فوجدت علي يدخل، سمعت صوت المفتاح فعلمت بأنه كان يقيدها بالشقة حتى لا تخرج، ابتسمت بخوف وقالت: -
جيت ليه؟ اااه أقصد مروحتش شغلك ليه؟

سار بطريقه ولم يرد عليها ولكنه توقف حين وجد حقيبتها، انكمش حاحبه ثم أشار نحوها وسألها بغضبٍ: -
ممكن بعد إذن الهانم تفهمني إيه دا؟!
حدقت به، تستغرب طريقة تعامله معها، أول مرة ينفعل عليها، يعنفها بطريقة جديدة، يستخدم معها أسلوب التجاهل، أسلوبه ينهش قلبها، تجمدت مشاعرها، حاولت أن تخبى الضيق الذي يحرقها بالداخل، تحدثت ببرود: -
أظن طلبت الطلاق منك يا علي !

ابتسم عليه ببرود حيثُ أصبح يتعامل معاها بنفس طريقتها، رد عليها باستفزاز: -
وأظن أنا قولت مافيش خروج من البيت وأظن كمان قولتلك أنا قاعدلك خلاص مافيش شغل ولا أي حاجة غيرك
حدقت به بحنق مصطنع، ولكن كل ما بداخلها يعكس ما تظهر، قلبها يقفز من شدة الفرحة لأنه يعلم كم يهتم بها علي، يفعل كل هذا حتى لا تتركه...
هتفت من بين نواجذها: -
علي أنا فعلاً راحة يومين عند تيتا مش طايقاك يا أخي.

كيف لها أن تقول له هكذا، نظر لها ثم قال بحنق: -
مافيش زفت ولا عاوزك تحبيني وشوفي إيه اللي هيحصل بقى
صمت قليلاً ثم وبشرار وانتقام قال: -
مش إنتي عاوزة تخسرني تحملي بقى وعلى العموم حكمت هانم عازمنا لو مش هيضايق جانبك رايح.

انهى حديثه ورحل من أمامها، لتجلس بعدها على الأريكة تبكي بشدة، هل بالفعل س يُحب غيرها، وضعت يدها على جمجمتها التي ألمتها، لا تسطيع أن تقتنع بفكرة وجوده مع غيرها ولكن له الحق حتى يُصبح أبً.

بعد أن تحرك شريف بالمتدربة التي أختارها جواد وأخذ معه من س يدربه عادل، تفرغ جواد ل يقين
جلس على مقعده بغرورو واريحية، أشار لها نحو المقعد المقابل له وقال بأمر: -
اقعدي حضرتك؟
بالفعل جلست أمامه، تريد أن تعرف ما الذي يريده منها، لما يتحدها هكذا، تشعر بأن كل هذا مجرد غيرة منها
ركزت فيما يفعل، حيثُ كان يضبط مكتبه، وكل شيء به، ظلت هكذا تنتظره يبدأ في حديثه أكتر من ربع ساعة، مالت ولم تقاوم ف قالت: -.

هو لو مافيش تدريب انهاردة أمشي؟
تجاهلها ولم يرد عليها، رفع سماعة هاتفه وأمر السكرتيرة ب: -
هاتي عقد المتدربين يا شهد من عندك!
عاد ونظر ل يقين ومن ثم تحدث ببرود: -
كنتِ بتقولي إيه يا أستاذة يقين
كما فعل معها فعلت معه وتجاهلته بشدة، بتلك اللحظة دلفت شهد بعد أن دقت على باب المكتب: -
اتفضل يا فندم؟!
حطيهم على المكتب وخليهم يعملولي قهوة
استمعت لطلبه ورحلت بعد أن أومأت برأسها، أمسك جواد بالورق ثم قال بتنهيد: -.

دا عقد التدريب أقرئيه كويس قبل ما تمضي لتكوني مش واثقة في الشركة مثلاً
هو يفعل هكذا ليغلطها وليس أكثر، الجميع يشكر في شركته، لن يفعل شيء يضر سمعته، لذلك وبعد تفكير فعلت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة