قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الرابع والعشرون

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الرابع والعشرون

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الرابع والعشرون

فضل أن يكون بعيدًا عنهم، هو حتى الآن غير متقبل جلسوه معهم، بتلك اللحظة انتبه إلى ضحى التي كانت تبكي في مكانٍ بمفردها، وكأنها تشبه بشدة، تريد الإنعزال، ، اقترب منها ثم وضع يده على كتفها ثم سألها بهدوء: -
مالك بعيدة عن قعدتهم ليه كدا محتاجة مساعدة ولا حاجه طيب...؟!
هزت رأسها بالموافقة، وكأنها تريد أن تخرج هذا الحجر المقيد بداخل قلبها، كاد أن يقتلها..
مسحت دموعها بيدها ومن ثم قالت: -.

هو أنا لو بدافع عن حبي يبقى أنا غلطانة
لاحت البسمة على وجهه، يا ليت الجميع مثلها يدافعون عن أحبتهم، رد بانبهار: -
لا طبعاً برافوا عليكي والله...!
ثم أكمل بهدوء: -
اتمسكي طالما حبك متبادل معاه اتمسكي بحبك أوي يا آنسة...
مسحت دموعها وقالت بأسف: -
بس هو متجوز ومستني بيبي في الطريق مابقتش عارفة أعمل إيه أنا بجد تعبت...؟
هز رأسه ثم وبهدوء أرشدها لعلها تفوق من أحلامها الوهمية: -.

بصي أنا عاوزك تفوقي لأن حتى لو حصل واتفرقوا هو مش هيتجوزك فوقي وبلاش تكرهي الناس فيكي
تركها ورحل بعد أن قال كلامه، يتمنى أن تتنازل عما في رأسها...

كلامتها أزعجته لما تلقي الذنب عليه، لم يستطيع أن يكتم غيظه منها، جذ على أنيابه ومن ثم تحدث: -
طب يلا معايا!
وضعت يدها على رأسها وهي تفكر في حلً ما حتى ترضي صديقتها، هزت رأسها بالرفض ثم قالت: -
لا هروح لها حالاً مش هسيب صاحبتي أبداً ممكن يحصل خلاف بيني وبنها
اتجهت نحو البوابة، كادت أن تخرج ولكن لحقها جواد ثم أمسكها من يدها وقال بحد: -
هتروحي فين في نص الليل كدا؟!

كانوا الجميع يحدقون بهم، قوست فاطمة فمها وهي تقول بحنق: -
مش من طبقة متوسطة من حقها تتمرع وتتعامل بقلة آدب
فضل عادل أن ينهي الحديث ب: -
أكيد يا طنط أي بيت بيحصل في مشاكل يالا يا جماعة كل واحد يروح بيته..
بالفعل أخذ علي عائلته ورحل وبعده عادل وأخيراً عائلة شريف..
حاولت حكمت أن تلطف الأجواء التي اندلعت بين حفيدها وزوجته ف قالت: -.

يا حبايبي كل حاجة هتتحل وصحبتك يا روحي هتهدى على بكرا وهتكون تمام وزي الفل...
مازالت تصر على رأيها، يجب عليها ألا تترك صديقتها وهي تحتاج إليها، نظرت له ثم وبكل كبرياء قالت: -
بص يا جواد أنا عارفة إني هنا عشان شفقتك عليا أو عشان بتخلص ذنبك أنا مسامحاك ومتقبلة صدقتك بس معلش أنا مش هكمل في جوازنا أصلاً عشان كدا أنا همشي من دلوقتي وهتصرف ولاقي حتة أنام فيها.

لا يتحمل جنانها الذي انتابها أمسكها من يدها بشدة ثم سحبها معه للداخل
حاولت أن تنقذ نفسها من قيود ولكن بدون أي جدوى، باتت محاولتها بالفشل...
صرخت بحد: -
سبني بقى وبطل تعمل كدا أنا بجد زهقت
بهدوء يسبق العاصفة قال: -
تلاشي عصبيتي أنا خايف عليكي بكرا الصبح هنروح ليها وبعدين سبيها تاخد وقتها وتقعد مع نفسها وتفكر.

سارت بمفردها بطريقٍ لا يوجد به ضوءٍ، دوموعها تنزلق بغزارة من عينها، لقد دق قلبها، لقد فاز وتحقق انتقامه، كيف لها ألا تسمع لحديث محمد، هذا البغيض اللعين جعلها تقع في حبه بسهولة، لعنت نفسها بشدة لأنها لم تأخذ حذرها
صرخت بقوةٍ: -
أنا أستااااهل حبيته وهو ما يستهلش أي حد يقول لي أي حاجة خلاص هموت منها أنا غبية
بتلك اللحظة أقبل عليها شاب وقال بمشاكسة: -.

لا يا قلبي إنتي مش غبية سيبك منه وتعالي لحضني شقتي آخر الشارع
ارتعدت أواصلها، لا تعلم ماذا تفعل، نظرت خلفها ولكن لم تجد من ينقذها، الطريق خالي من البشر، ذلك الشاب وأصدقاؤه فقط
تكلم بهلعٍ: -
بعد إذنك لو سمحت ممكن تبعد أنا مش ناقصا...
لم تكمل كلامها وحيث وجدت الشاب يقع بالأرض وهناك من يضربه، التفتت للخلف، كادت أن تشكر من يساعدها ولكنها وجدت من تريد لكمه على وجهه بشدة..

تركته واتجهت تبحث عن سيارة أجرة تأخذها إلى بيتها لعلها ترتاح من هذ الكابوس
بعد أن فر منه هذا الشاب وأصدقاؤه، لحقها، تحدث برجاء: -
فرحة بالله عليكي اسمعيني أنا عمر ما قلبي وجعني كدا بالله لتبصي لي
لوت فمها بسخرية، لن تفعلها مرة ثانية وتقف في مكان يريد تدميرها، لن تنظر له، لن تسمعه..
اتنرفز بشدة من تجاهلها وبرغم من غلطه الذي قام به إلا أنه أمسكها واتجه إلى سيارته...
بغضب شديد حذرته: -.

سبني يا شريف هتندم باللي هعمله
هو حتى لا يهمه تحذيراتها، فتح لها الباب الأمامي ثم قفل عليها، بالمتاح الأتوماتيكي، هو حتى لا يعطيها الفرصة للهروب...
صعد وجلس على مقعده ثم نظر لها وقال: -
هوصلك وفي الطريق هشرح لك كل اللي حصل وإن شاء الله هتصلحيني...
يثق بنفسه بشدة، نظرت له بذهول، تشعر بأنه أحمق، كيف له أن يتصور بأنها س تسمع منه كلمه واحده
وضعت يدها على أذنها حتى لا يسمع ما س يقال
ولكنه صرخ ب: -.

أنا مش هروحك لو بقيتي عندية
نظرت له بتحدي ثم ردت عليه: -
أنا حتى لو سمعت هخرج كلامك من ودني التانية وبعدين لما الحيوانات بيتكلموا احنا مش بنرد عليهم
أساءت له، شعر بأنه س يضربه ولكنه حاول أن يتماسك ويهدأ، أخيراً غير نبرة صوته وقال بكل هدوء: -
تمام يا فرحة هروحك بس أما تهدي هكلمك.

بصباح اليوم التالي
أشرقت الشمس، ونورت غرفتها، مازالت مستيقظة، بعد أن حجزت حكمت ما يحدث بينهم وهي بتلك الحالة، قالقة على صديقتها التي لا تجيب على الهاتف، لا تعلم ما يولمها
نظرت إلى ساعة يدها فوجدتها السابعة صباحًا، دخلت للداخل حتى ترتدي ملابسها وتتجه إلى بيت صديقتها...
دلفت للمرحاض أخذت حماماً ساخن، ثم خرجت وارتدت ملابسها...

اتجهت للخارج وهي تتسحب، إطمئنت أن زوجها مازال غافل، يجب أن تخرج بدون أن يشعر..
نزل الدرج، فتحت باب المنزل ثم اتجهت إلى البوابة الكبيرة، كادت أن تخرج ولكن سألها الأمن: -
راحة فين يا هانم؟
ارتعدت أوصلها ولكن رفعت رأسها وقالت بحد: -
وإنت بتسأل ليه، افتح الباب خليني أمشي
نظر للأرض ثم قال: -
أخلي سواق حضرتك يجهز عربيتك.

سائق سيارة، منذ متى، هي لن تسمح بالرفاهية التي لا يحق أن تتمتع بها، زوجها لم يتقبلها كزوجة كيف هذا
ردت عليه باقتضاب: -
لا هاخد تاكسي
لا يحق له أن يعطيها الأوامر، فتح لها الأبواب ولكن قبل أن تقدم أقدامها للخارج سمعت جواد يقول بحد: -
مش عيب تخرجي من غير أذن زوجتي المصونة..
التفتت له ثم ابتلعت ريقها وقالت بتوتر: -
انت قولت الصبح وأنا قولت همشي الصبح عشان كدا
أشار للحارس بيده وأمره بيه: -
جهز عربيتي يا بني.

هز برأسه ثم وبالهاتف المتواجد بجانبه طلب سيارة جواد لتأتي في حدود خمس ثواني..
أمرها بالصعود ثم قال للسائق: -
انزل يا محمد أنا هسوق...
بالفعل سمع السائق كلمه، وقبل أن يصعد جواد صرخ بصوت عالٍ: -
أي خادم راجل مستحيل يقف يتكلم مع مراتي تاني لو فيه حاجه تخصها تتكلموا معايا وطالما ماسمحتش ليها تخرج يبقى ما تخرجش
ما الذي يحدث الآن، كيف له أن يقيد حريتها، لن توافق ولن تخضع قط..

في منزل خديجة
وقفت تفكر في منذر، تكلمت أمه وطلبتها للزواج ولكن هي لن توافق عليه، هي الآن تفكر في حال يقين
س تتنازل من أجلها ومن أجل كرامتها
بتلك اللحظة رن هاتفها وكان منذر هو المتصل
ضغط على ذر الموافقة على الرد، وبصوت حزين قالت: -
أيوا يا منذر..!
استغرب نبرة صوتها، رد عليها بحنو: -
مالك يا حبيبتي؟!
تعالى عاوزة اتكلم معا...

وقبل أن تكمل كلمتها رن جرس الباب، اتجهت للخارج وفتحت فوجدت منذر انكمش حاجبيها باستغراب ثم قالت: -
إنت جيت بسرعة!
ابتسم وهو يقول: -
أنا كنت طالع أصلاً المهم أخدي قرارك فيى الجواز أصلك مش هتقعدي الوقت دا كله بتفكري
بهدوء شديد قالت: -
أنا موافقة تتجوز يقين.

في السيارة
طال صمتهم بشدة، هي لا تريد أن تتكلم أولا أما هو فكان منشغل بالطريق..
بتلك اللحظة رنت عليه سكرتيرته، رد عليه بحنق: -
نعم، لا، خلصي مواعيدك وقوليلك، واه أنا عاوزك يا شهد في حاجة مهمة...
تلك الشهد تكرها بشدة، نظرت إلى جهة الطريق باستحقار وضيق، ولكن عادت وانتبهت إلى جواد الذي تحدث ب: -
بصي أنا مش بحبك عنيدة أولاًهنروح لصاحبتك ناخدها ونروح للشركة وكمان نروح المنطقة عندك.

هزت رأسها بضيق ثم قالت بتمرد: -
بس متحرجنيش قدام حد بعد إذنك
يعلم بأنها ستتحدث عن كلامه مع عاملين ببيته لذلك ولكنه صمت ولم يتحدث.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة