قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الخامس والعشرون

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الخامس والعشرون

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الخامس والعشرون

تأبطت يدها بيده ودخلت للشركة رافعة رأسها، اليوم س تعود كرامتها أخيراً، شموخها اكتسبته منه، قاموا جميعاً احترامًا لهم، لم يعيرهم من انتباه، اتجه لمكتبه، فوجد شهد تنتظره بكامل انقاتها، ولكنها تفاجئت بدخوله مع يقين، كل ما يدور في رأسها هو ما السبب في تصالحهم، هي كانت تنوي أن تتقرب منه عن طريق تلك الفتاة، أغمضت عينها بشدة ثم عادت تفتحهما وتسألهم ببرود: -
حمدلله على سلامتك يا جواد باشا.

ثم وبدون خجلٍ قالت ل يقين : -
أهلاً بيكي
عادت تحدق بمديرها وسألته بخبثٍ: -
أكيد الشغل كله هيكون عليها أحضر نفسي للأجازة
هما الإثنان صمتوا ولم يردوا عليها، أمسك زوجته ثم دلف مكتبه، وقال بأمر: -
الحقيني يا شهد عاوزك!
ما هو السبب الذي يطلبها من أجله، ابتلعت ما في حلقها بتوتر ثم وبالفعل اتجهت ورأه وقالت بتلعثم: -
نعم يا جواد باشا...

حدق بها بغلٍ، تلك التي تقف أمامه فتاة تحمل في قلبها غل وكراهية ولا يعلم ما السبب، لاحظ هذا منذ أن جاءت يقين مكتبه، يرأ أنها تبغضها ولا تريده معاها...
بهدوءٍ شديد ومخيف في آن واحد قال: -
يقين هانم عاملة لك إيه...؟
خرجت أنفاسها بصعوبة الآن أعلن السيد المدير الحرب عليها، تصالح مع زوجته، وأصبح ينتقم لها...
ابتلعت ما في حلقها ثم أجابته بهدوء: -
هعمل لها إيه هو أنا بشوفها يا فندم...!

ضرب سطح مكتبه بيده، قام من مكانه ثم اقترب من موظفته وقال بحد: -
شهد متلفيش ودوري عملتي إيه أكيد الشارع اللي ساكنة في يقين معرفش لوحده حوار الجواز اللي عملته...
ابتلعت ما في حلقها، كيف علم بأنها وراء ما حدث مع زوجته، كان هذا محبب له ف ما السبب وراء دفاعه عنها الآن...
عاد وسألها بنفور: -
هي إجابة السؤال محتاجة لكل الوقت دا مكنتش أعرف دا والله؟

تلعثمت في حديثها، ارتبكت و توترت، شبكت أناملها ببعضها وهي ترد ب: -
م، ع، رفش يا فندم أحم، حتى...
صمتت قليلاً حتى تكمل بنبرة متزنة، : -
بس أنا كنت زيي زي زمايلي اتفاجئت بخبر جوازك يا فندم.

ضحك بعلو وكأنه يقول لها أنه لا يقتنع قط باجابتها، ظلت يقين تنظر لها وله، غير مقتنعة باجابة تلك الشهد، وتستغربه، لا تعلم ما سبب قهقهته وما ورأها، سرعان ما تفوه ببعض الكلمات التي تخرج من فمه بعصبية، انتبهت له وركزت لملامح وجه شهد التي تتغير مع كلامه: -
والله مقتنعة طب الكاميرات بتكدب وجبتك وإنتي في الحلم أنا شوفتك وإنتي بتشوفي ورق يقين ومتاكد جدا إنك روحتي لأهل حارتها.

ثوانٍ معدودة فكرت فيهم، نعم هي فعلت كل هذا، لقد تناست الكاميرات الذي يضعهم من أجل مراقبة الجميع، اتسعت حدقة يقين مستغربة ما فعلته السكرتيرة، هي لم تفعل لها أي شيء ف لم تتعامل معها ك عدو...
اقتربت شهد من يقين ثم وبدموع التماسيح قالت: -
سامحيني يا هانم أنا كنت حابة أساعد جواد باشا..
بعدت عنها يقين بهدوء ثم قالت: -
ولا يهمك
بينما جواد ف لم يكفيه أعتذارها، نظر لها ثم أمرها ب: -.

هتروحي معانا سكن يقين القديم تمام
هزت رأسها بالموافقة بينما يقين ف فتحت فاهها بصدمة، هل يعقل هذا، كيف س يقنع أهل حارتها، هم لن يصدقوا قط...
كادت أن ترفض ولكنه حزم الأمر، اتجه للخارج بعد أن قال: -
تعالوا ورايا...

ابتسم بهدوء، صغيرته تتمرد عليه، تعاقبه، نظر لها ثم نظر لأمها التي اقتربت منها وقالت بصراخ: -
بت إنتي هبلة صح؟
رفعت حاجبها ببرود، لا يهمها أي شيء، جلست على الأريكة تراقب ردت فعله، وضعت رجل على الأخرى ورفعت رأسها بثقة وانتظرت ما س يقول...
رفع يده وبدأ في العد وكأنه يعاملها كالأطفال: -
واحد، اتنين، تلاتة لو متعدلتيش أقسم بالله هعدلك...
قامت من مكانها ثم قالت باستفزاز: -.

تعد وتعد ليه يا حبيبي ها أنا بحقق لك أمنيتك
أخرج أنفاسه بهدوء وكأنه لا يهمه رأيها، تحدث بحد: -
الخميس الجاي الخطوبة أنا مش هأخد رأيك حضري نفسك يا أم خديجة
قهقهت خديجة ثم قالت بدلال ساخر: -
ضحكتني على أساس إني هوافق مثلاً لا يعني لا
انهت كلامها ثم دلفت غرفتها وقفلت الباب ورأها لتسمعه يقول بتحدي: -
لا هتجوزك وهتكوني خطبتي كمان وهنروح نجيب الفستان والبدلة وأنا أهو وإنتي أهو وابقى شوفي كلام مين اللي هيشمشي.

رق قلبها فَ هو حبيب الفؤائد لا تتحمل البعد عنه أكثر من ذلك، سمعته يقول بعلو: -
أقسم بالله لهتجوز أمك يا خديجة
لا تستطيع أن تمنع ابتسامتها من الاتساع، سمعت صوت باب المنزل ينغلق مما جعلها تفتح باب غرفتها وتقول بتمرد: -
يبقى يورينا هيعمل إيه وأنا أهو وهو أهو!

انتظرها تحت المنزل، مازال يريد أن يحدثها، س يبرر لها كل شيء، هي أحبته هو متأكدة من هذا الشيء وبشدة، أغمض عينه ثم قال بنفاذ صبر: -
مش هتنزل بقى...!
جاء في مخيتله فكرة الصعود لها ولكن أمام أبيها وأمها من س يكون، تحدث بصوتٍ مسموعٍ: -
هتجوزها وأكون خاطبها لازم أرجع حبي دا لأزم...

بتلك اللحظة وجدها، نزلت زهرته، تشبه وردة عباد الشمس بفستانها الأصفر، اليوم لأحظ جمالها، كيف كان مغفلٍ، من من يريد الانتقام، اليوم فقط فهم أن يقين مجرد صديقة يفضفض معها بما يتعبه وأن زهرته التي تهل هي حبيبته بل تخطى مراحل الحب والآن أصبح عاشق ولاهان، متيم بوجه القمر والشمس فرحة التي دلفت حياته وغيرت بها الكثير والكثير...
نزل من السيارة بسرعة حتى لا تغادر من أمامه ولا يلحقها، بصوتٍ عالٍ قال اسمها: -.

فرحة...!
توقفت عن السير عند سماع صوته، أغمضت عيناها بشدة ثم رفعت رأسها ونظرت في عينه بتحدي، وكأنها تقول له بأنها ما عادت تحبه، وأنها نسيت كل ما حدث، تحدق به بثقة أخافته، دقات قلبه تزايدت لا يعلم ما الواجب عليه فعله، يشعر بأن خسارتها تقترب ولكن قلبه لا يشعر إلى بالقوة، س يعيدها ولم يفقد الأمل قط...
ردت عليه باقتضاب: -
نعم...!
بكل ندم قال: -
آسف...!

لا يهمها أسفه، لاحت على ثغرها بسمة السخرية، ليست مقتنعة بهذا الاعتذار الذي يقدمه لها، ربطت يدها في بعضهما ثم قالت: -
ضحكتني بالله عليك بلاش تصتنع اللي انت بتعمله واطلع من دماغي...
كادت أن ترحل ولكنه أمسك يدها، نظرت له بحد ثم سحبت يدها بقوة وقالت بغضب: -
أوعى تلمسني ووأعك تحاول إنك تمثل عليا
بملامح حزينة قال: -
أنا والله بعتذر من قلبي أنا هنا من أمبارح واقف ومستنيكي كمان
صفقت بيدها ثم قالت: -.

بطل بقى تمثل إنت لو موت نفسك قدامي حتى مش هصدقك أنا النهاردة هقدم اعتذار عن التدريب والموال دا خلاص هيخلص...

جلس في حديقة منزله، يفكر في تلك الفتاة التي قابلها بليلة الماضية، عيونها مازالت في ذهنه لا ترحل، بتلك اللحظة جلس عادل بجانبه، انكمش حاجبه باستغراب، لم ينتبه له شقيقه، تحدث بتساؤل: -
مالك يا حبيبي!؟
سرعان ما نظر له، وأخيراً جاء من س يجاوبه على ما يريد، لم يجب على سؤال أخيه بل رد بسؤال آخر: -
كان في بنت قاعدة لوحدها ومشيت مع علي وعيلته مين دي؟
تنهد بقوة ثم قال بضيق: -.

دي ضحى خاربة حياته البت بتحبه برغم إنه متجوز
هز كريم رأسه ثم انتبه إلى دخول آيلا التي ابتسمت ما أن رأتهم متجمعين هكذا، تحدث بهدوء: -
ماشاء الله شكلكم تحفة وإنتوا قاعدين مع بعض بتتكلموا في إيه بقى...؟
تنهد كريم ثم سرد لها ما حدث بينه وبين ضحى، شعرت بأن ما س يحدث س يكون نقطة نهائية في علاجه، كما أنها س تضحية كتير من الممكن أن تخسره ومن الممكن أن تجد مكسب كبير من تلك الخطة، لذا قالت: -.

بص يا كريم أنا حاسة إن البنوتة دي محتاجة لك أوي قرب منها وصاحبها
كاد أن يقاطعها عادل ولكنها حدقت به بحد...
هز كريم رأسه باقتناع ثم قال: -
عندك حق يالا عن إذنكم هخرج
ترك لهم المجال للانفراد بنفسهم، نظرت له باستغراب ثم سألته: -
مش معاد شغلك دلوقتي
هز رأسه وقال بغرور: -
أنا المدير وعادي أجي في أي وقت محدش هيتكلم..
قهقهت بسخرية ثم قالت بصرامة: -.

غلط اللي بتقوله المدير هو الوجه يعني المفروض تروح قبل العمال والموظفين
لم يرد عليها قط، ف عادت تقول بصراخ: -
لا أنا همشي أحسن
غمز لها ثم قال ببرود: -
جهزي نفسك يا عروستي أنا جاي لكم انهاردة.

في الطريق لسكن زوجته كادت أن تصدم سيارته بشاب، صرخت يقين بقوة: -
جواد حاسب في شاب قدامك
فرمل سيارته بسرعة ثم نزل من سيارته وصرخ بالولد الذي لم يتعدى عمره الثامن عشر: -
إنت أهبل يا بني هتموت نفسك
رفع رأسه ونظر له وابتسم بشقاوة: -
عادي يا شبح الاشباح كنت عاوز الحق المدرسة
بتلك اللحظة نزلت يقين من السيارة ووقفت بجانب زوجها وقالت بحنو: -
بص يا حبيبي غلط إنك تعمل كدا.

مد يده وصافحها لتتبادل المصافحة وتبادله البسمة وهي تقول: -
اسمك إيه يا شبح؟
جاسم...!
وقف جواد مستغربها بشدة، غضب منها ولكن لا يريد أن يحرجها أمام أحد وخصوصاً شهد
من بين أنيابه أمرها ب: -
مش يالا عشان نخلص
هزت رأسها ثم سلمت على جاسم متمنية أن ترأه مرة أخرى
عادوا وصعدوا السيارة، بأقصى سرعة وصل إلى المنطقة السكنية، لقد وضع جموح غضبه في السواقة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة