قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الحادي والعشرون

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الحادي والعشرون

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الحادي والعشرون

وصلت إلى منزله، لقد رأت عالم جديد عليها، مازالت تشعر بالهلع ولكن لا تريد أن تقول إحساسها حتى لا يغضب عليها، أوقف محرك السيارة أمام البوابة الداخلية ثم أمرها بالنزول: -
انزلي يا يقين؟
أقدامها لا تحملها، متوترة بشدة، تتذكر بيتها الصغير، والجيران الذين لم يقف منهم غير منذر صديق الطفولة.

الآن هي في حياة جديدة، هل جدته س تتقبل وجودها، مازالت لا تعلم، تقدم عنها في السير بينما هي ف لم تسير إلا خطوتين فقط
نظر خلفه حيثُ شعر بأنها لا تلحقه، شعر بخوفها لذلك ابتسم في وجهها وقال بطمأنينة: -
كل حاجة هتتحل حكمت هانم حقنية واستحالة تتعامل وحش معاكي وإنتي عارفة دا كويس
انتابتها الراحة الآن انتهى الشعور بالخوف، اتجهت نحوه ف أمسك يدها، شعرت بالقشعر، ولكن أجبرت على السير معه.

اتجه نحو مجلس جدته التي كانت تقرأ كتابً عن التنمية البشرية، تحدث بصوتٍ عالٍ: -
يا بختهم والله الكتب دي محظوظة؟!
حدقت به بفرحة وأخيراً هل القمر والنجوم، حبيب قلبها الوحيد التي تشتاق له بكل الأوقات، اصتنعت الحزن، هتفت باقتضاب وكأنها تعتمد هذا الشيء: -
لا زعلانة منك أسبوع بعيد طب مريم وفي بتها دا إنت حتى يا بني آدم ما تصلتش بيا
أمسك يدها ثم قبلها بحب ومن ثم قال بحزنٍ: -
عارف والله يا حبيبتي بس كنت مشغول.

كان يقول هذا وهو ينظر إلى يقين، نظرت لها حكمت
بحب ثم فتحت ذراعيها وقالت بحنو: -
تعالي يا يقين
كانت يقين تشاهد ما يحدث بينهم وتبتسم، رأت في القاسي حنان، أول مرة ترى ابتسامته، اتجذبت لها لقد كان وسيمً بها، اقتربت من الجدة، وابتسمت لها ثم قالت بهدوء: -
نعم يا حكمت هانم
ضربتها حكمت بخفة على رأسها ثم قالت بحنو: -
طب هو متكبر يقولي كدا إنتي بقى متكبرة أنا تيتا
هزت يقين رأسها بطاعة، بينما حكمت ف أكملت: -.

يالا يا حبايبي روحوا ارتاحوا وبليل هقولكم حاجات مهمة عن أهلكم...
أصابهم الفضول، ما هو الشيء الذي تريد أن تخبره به، ظلت تنظر لها والفضول مرتسم على وجهها بشدة، بينما جواد ف لا يهمه شيء غير توضيح ما س يحدث ل يقين...

وأخيراً قدر أن يفتح الباب بيده، أصابته الصاعقة حين رأها مغشى عليها وحبات العرق متجمعة على وجهها، ترتعد بشدة، أنفاسها تخرج بصعوبة، صرخ بهلعٍ: -
دكتور بسرعة يالا
بالفعل أسرعت موظفة لتتحدث مع طبيب الشركة المتواجد من آجل اتباع صحة الجميع أول بأول
حمل شريف فرحة واتجه بها نحو المكتب، وحين وصل ظل يمسك يدها ويدفئها لها، بتلك اللحظة دلف محمد زميلها والدموع في عينه متقيدة، بلهفة شديدة سأله: -.

مالها يا أستاذ شريف
ثم اقترب منها وأمسك يدها وقال بلهفة: -
فرحة مالك ردي عليا أنا محمد سماعني...
حدق شريف به بغضب، أكلته النيران بداخله، صرخ به بانفعال: -
محمد اطلع برا متهيالي عادل مشي يعني معندكش حاجه في الشركة
لم يستطع محمد ألا يغضب عليه، هذه صديقته، أصبح لا يطيقه، منذ أن جاءت للتدريب وهو يتعامل معها بأسلوب غير لأئق، بانفعال شديد رد على حديثه: -.

أظن مش إنت اللي بتدربني وأظن مش إنت اللي جايبني عشان تقول لي أمشي من ساعة ما جينا وإنت بتتعامل معاها بطريقة وحشة
انهى كلامه وكاد أن يحمل فرحة ولكن يد شريف منعته هو لن يسمح بذلك، لن يسمح أن يلمسها غيره، جذ على أضراسه ومن ثم قال بأمر: -
اطلع برا عشان مارتكبش معاك جريمة!
ازدات الجمرات، من هو حتى يتحكم بصديقته هكذا، ازدات الغضب للدرجة التي جعلته يقترب من شريف حتى يمسكه من ياقة قميصه: -.

وسع من وشي فرحة مش هتقعد هنا تاني ومش هنيكي التدريب دا الأستاذ الكبير ومش عارفين خفى يقين فين وإنت وبتحارب صاحبتي وخلاص وأنا ومش عارف مين ملتزم بيا أصلا شركة ناجحة بالكدب
كان يستطيع أن يرد ولكنه تعامل مع الموضوع بصمت حيثُ دلف الطبيب مسرعاً حتى يفحص فرحة
بلهفةٍ شديد نطق شريف كلماته: -
دكتور شوف مالها هي كانت نازلة في الأسنسير وفجاة عطل بيها.

هز الطبيب رأسه بينما محمد ف ظل يحملق بها والدموع مازالت في عينه...
أخيراً انتهى الطبيب من الفحص، نظر إلى شريف وقال بهدوء: -
هي بس انصدمت من اللي حصل ليها وشوية وهتفوق.

استمعت آيلا لحديثه بكل إيجابيه، هي لا تنكر أنه أحزنها ولكنها س تفعل أي شيء من آجل هذا الحب
تنهدت بقوةٍ ثم قالت بضحك: -
أنا كنت بهزر معاك صدقت ولا إيه؟
نظر لها بعدم تصديق، شعر بأنها تمثل هذا حتى لا تشعر بالإحراج، رد على ما تقول بهدوء: -
قصدك إيه إنتي زعلتي ولا إيه؟!
هزت رأسها بلا ثم أجابته بكل برود: -.

لا بس كنت بشوف لو قولتلك كدا هتعمل إيه أصلي شايفاك عمال تقول لي كنتي فين كنت هقولك إن في حد متقدملي وبابي ومامي وافقوا وأنا بفكر
رد عليها بلهفةٍ: -
سيبك من أمك وابوكي إنتي قولتي إيه...؟
لاحت بسمة السخرية على فمها ثم وبنفس النبرة قالت: -
وإيه اللي مخليك ملهوف تعرف ردي دا يا صديقي...!
ابتلع ما في حلقه بكل هدوء ثم أجابها على ما سألته بتوتر: -
مافيش بس فضول.

هو لا يستطيع أن يعرف لما يريد أن يقتلها هي وعقلها الذي يفكر وهذا الذي تقدم لخطبتها، دقات قلبها تتزايد ومن كثرتها أصبح يرتعد بقوة
بتلك اللحظة هتفت بثقة: -
طب قول لفضولك وعرفه إني وافقت عليه...
كور يده بشدة ثم هب واقفاً وقال: -
طب يالا هوصلك عشان رايح لصحبي.

حدقت به ببرود، هي لن ترد عليه، هذا هو عقابه، س ترد له كل شيء، اليوم عرفت وتأكدت بأنها لا تستطيع أن تضيع حب حياتها، لقد كان معها في مراحل حياتها، طفولتها، ومراهقتها، والآن...
عاد يسألها وهو يصرخ: -
ما تردي يا هانم...!
هزت في رأسها ببرود ثم قالت بكل هدوء: -
ممكن توسع عشان في ناس في الشارع وماينفعش اقف مع حد ما بحبهوش أصلاً
رفع حاجبه بقوة ثم قال بغيظ: -
ما بتحبهوش!
جذ على أنيابه ثم قال بتحذير: -.

أوعي تتكلمي معايا بطريقة تخليني أمد أيدي عليكي أنا غلطان إني أعتبرتك عاقلة واتعملت معاكي وكأنك كبيرة
وضعت يدها على خصرها ثم قالت بضيق: -
أوعى تتكلم عليا بالطريقة دي أنا مش صغيرة فاهم ولا لاء...
أمسك يدها ثم سحبها لداخل المدخل، ولكنها تركت يده بعصبية وقالت بانفعال: -
وسع بقى عاوزة أمشي
أشار بعينه نحو السلم حتى تغير ملابسها ولكنها اصتنعت عدم الفهم: -
بتشاور ليه في صرصار ولا حاجة يا أستاذ منذر.

تنهد تنهيد عميق حيثُ فقد الصبر الذي يمتلكه، بأمر حدثها: -
اطلعي غيري لشيلك واطلعك وأغير لك أنا...!
ضربت أقدامها بالأرض ثم اتجهت نحو السلم حتى تصعد ثم قالت بحنق: -
مش هروح دروس خلاص قفلتني
ابتسم بسعادة ثم قال بكل برود: -
أحسن برضه دا أحلى حاجة عملتيها.

جلس بالغرفة المجاورة لغرفته، حدق بها حيثُ كانت واقفة بعيد عنه، تحملق بكل شيء في الغرفة...
يمكن يكون هذا المسكن الجديد أكبر بكتير من مسكنها القديم...
كان لا يستطيع أن يعبر عما بداخله، لا يعلم من أين يبدأ الحديث، كلما أرد قول شيء يعود ويصمت، ولكن تشجع أخيراً وقال: -
يقين أنا...!

عاد وتوقف عن الحديث، أما عنها ف نظرت له وهي مستعدة تمامًا لسماع حديثه، تريد أن تنتهي من تلك الدراما التي تحدث لها بسبب أبيها المصون...
هزت رأسها وكأنها تحاوره وتقول إنها تسمعه
أكمل حديثه بتوتر: -
أنا آسف أنا غلطان أنا مكنش ينفع أعمل كدا معاكي
أنا كنت فاكر لما أجيبك وانتقم أبوكي هيتوجع..
ابتلع ما في حلقه وهو ينظر لملامحها التي انقلبت للسخرية بعد سماع كلمته الأخيرة.
واصل حديثه بحزن: -.

بس نسيت إن الأم اللي كلها حنين سابت ابنها عشان واحد هو بقى الأب الراجل اللي بيتعامل بعقله هيفكر فيكي، حسيتك شبهي لما قولتي إنه عمره ما هيزعل عليكي
ردت عليه بكل هدوء: -
عشان كدا جبتني هنا، حسيت إن البنت اللي أبوها داس عليها والناس والكل المفروض متجيش عليها
هز رأسه بلا وأجابها بانفعال: -.

لا يا يقين بس حسيت إني شبهك وإن الصدفة اللي خلتني اعرف إنك موجودة هي اللي عاوزانا نتجمع بس أنا عمري ما تعملت مع ست لأني بشفهم كلهم زيها عشان كدا مش هعرف أكون صديقك ولا حتى حبيبك أنا بس هحترمك
هي لا تريد أن تكون صديقته ولا حتى حبيبته، تنهدت بكل برود ثم قالت بنبرة جادة: -
يا باشمهندس إحنا لو صفينا لبعض هنرجع نكره بعض أنا هشوف فيك أمك اللي أخدت أبويا من حضن أمي وإنت هتشوف العكس.

هز رأسه ثم قالت بنبرة تحمل النيران: -
انتقامي وانتقامك واحد أنا وإنتي شربنا من نفس الكاس يا يقين عشان كدا أنا وإنت لأزم نتقم منهم هما...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة