قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثاني والعشرون

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثاني والعشرون

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثاني والعشرون

هزت رأسها بلا لقد رفضت عرضه، عاشت عمرها ولم تتمنى أن تنتقم هي لا تريد ألا العيش بسلام، بعيداً عن البشر...
حاولت أن تتخلص من الاجابة الذي ينتظرها منها، عقدت حاجبها ثم تنهدت وقالت بجدية: -
بس أنا مش هنتقم من حد يا جواد أنا متأكدة إنهم هيجوا في يوم من الأيا...
قاطع حديثها بغضب شديد، هي لا تعرف كيف يعني له الانتقام منهم، يريد أن يهدأ قلبه، ويبتسم حين يعود ثمن كل دموع عينه...

إنتي عارفة معنى كلامك إيه معنى إنك عمرك ما زعلتي على أمك اللي فضلت تضحي عشانك...
اقتربت منه بدموع كثيرة، هو أوجعها بشدة، كيف لها ألا تشعر لما قدمته أمها، بوجعٍ كبير أخرجت كلماتها: -
أنا عمري ما خليت تعب أمي يضيع أبداً أبداً يا جواد بس مش في الانتقام في النجاح في حب الناس وفي الاعتماد على النفس في التسامح يا جواد.

هز رأسه بعدم اقتناع ولكن من اليوم ولن يكون قط جلادها يكفي ما حدث، قبل أن يتعامل معها بسوء أصبح يعرف كل شيء...
خرج من الغرفة بعد أن قال بعض الكلمات بلطف شديد: -
طب البيت بيتك بقى، والأوضة دي من النهاردة أوضتك وأنا من انهاردة صديق ليكي...
بعد أن تأكدت من اختفاء طيفه قالت بهمس: -
حاسة إنه صادق بكل كلمة قالها...!

تنهدت بقوة وعادت تركز مع الغرفة، فوجدت جميع صوره على الحائط وهو صغير وهو كبير، تيقنت بأن هذه غرفة طفولته، تخلى عنها حتى لا يتذكر أي شيء من الماضي ولكن ما غايته من ادخالها بها، يريد أن يذكرها بما مروا به...

فاقت أخيراً، كان ينتظر فتحت عيناها بلهفة، وبعد طول انتظار فتحت، شعرت بأن الأرض تدور من حولها، لا تعلم أين هي ومن جلبها إلى هنا...
بصوت متقطع سألت: -
أنا فين؟
اقترب منها ثم أمسك يدها وقال بخوف: -
فرحة إنتي كويسة فيكي حاجة تعبانة من حاجة؟
هزت رأسها بلا ثم استقامت قليلاً من هذه النومة، تذكرت ما حدث بداخل المصعد، تتذكر بأنه من جاء وانقذها
ابتسمت في وجهه ثم قالت ببكاء: -.

شكراً بجد أنا مش عارفة لو مكنتش موجود كان حصل فيا إيه...!
هز رأسه ثم غمز لها وقال: -
يا ست لا شكر ولا حاجة وبعدين مافيش شكر بين الحبايب
ابتسمت عليه وعلى تمرده واصراره هذا، لقد فاز بالجولة الأولى وهو ارضائها...
بتلك اللحظة اقترب محمد والذي كان يشعر بالضيق الشديد من تقرب هذا البغيض من فرحة
باقتضاب قال: -
حمدلله على السلامه يا فرحة قلقتيني عليكي.

شعرت فرحة من نبرة صوته الذي يتحدث بها أنه غاضب من قرب شريف منها، هو صديقها المقرب ولا يحب من يضايقها لذا هي تفهم شعوره.

حل المساء ومازالت نائمة بعمق، أسبوع لم تنعم بالراحة، تقلبت بنومها حين سمعت بعض الدقات المتتالية على باب الغرفة، هي لا تحب قط من يفعل هكذا ويقلق نومها...
قامت وهي تتثاؤب ثم قالت بنعس: -
مين...؟
تذكرت بأنها ليست في منزلها، قامت واعدلت ملابسها ثم فتحت الباب فوجدت مريم وأم زوجها يبتسمون لها
اتجهت مريم للداخل وهي تقول بحب: -.

احنا اسفين يا جميل إننا قلقنا نومك بس لأزم تقومي في قاعدة تحت مستنياكي لأزم تتعرفي على صحابنا وقرايبنا إنتي بقيتي واحدة من العيلة...
أول مرة تشعر بهذا اللقب، العائلة، أصبح لها عائلة، كل هذا من تخطيط وعذاب المنتقم...
بخجل شديد قالت: -
بس أنا مش بحب افرض نفسي على حد ومش عارفة هي حفلة ولا قاعدة
غمزت مريم إلى نبيلة حتى تكمل ما بدأت في قوله: -.

بصي هي مزيج بالاتنين تمام هنظبط بقى شوية حاجات وكدا سيبي نفسك بقى
اعترضت على حديثها وقالت: -
لا أنا مليش إني أنزل وبعدين لما أشوف جواد
هزت نبيلة رأسها بالرفض ثم قالت: -
هو أصلاً مجمعنا عشان الكل يشوفك يالا بقى نشوف لك حاجه تلبسيها
فتحت مريم الدولاب الخاص بها فلم تجد إلا ملابس نهارية فقط لا تليق مع جلستهم، حملقت ب نبيلة وقالت: -
جواد مجبلهاش هدوم للسهرة يا طنط زي ما توقعنا
ابتسمت نبيلة ومن ثم أجابتها: -.

أنا جايبة ليها فستان هدية هيعجبها
هي حتى الآن تستغربهم، قاطعتها بهدوء: -
طنط الفساتين بنلبسها في فرح عيد ميلاد لكن دي قاعدة بين الأصدقاء والأقارب يعني ممكن أنزل بلبس جاكول عادي
هزت نبيلة رأسها بالرفض ثم اقنعتها ب: -
بصي يا بنوتة يا حلوة إنتي أنا مش عاوزكي تكوني أقل مننا وكمان عاوزة أشوف ردت فعل جواد لما يشوفك
هي لا تستطيع أن تفهمها بأن هي لا تهتم باعجابه بها...
ردت عليها بخجل: -.

أنا وهو أصدقاء وهو متقبلني كدا يا طنط ولا كان عاوز يجب فساتين كان جاب لي هو مجبش وجاب هدوم كتير يبقى هو مش عاوز دا...
أمسكت مريم الفستان القصير الذي كان يصل إلى بعد الركبة قليلاً ثم قالت بكل برأة: -
هو دا اللي هتلبسيه ومع شوية مكياب صغيرة هتكوني عسل...

جهزت آيلا حيثُ عزمتها مريم صديقتها على هذه الجلسة الجماعية وأيضاً عزمها عادل، تنهدت بقوة قبل أن يرن هاتفها، نظرت إلى الشاشة فوجدته يتصل بها، استغربت رنته، كادت ألا ترد ولكن ردت ببرود: -
نعم يا عادل عاوزني في حاجة
استغرب طريقتها معه، بغضب شديد رد عليها: -
كل دا عشان تردي مكنتش أعرف الصراحة إن ضغطت الرد بتتعب أوي...
تأففت بشدة هو يطلبها ويريد أن يقيد حريتها مع رنين هاتفه، تكلمت بتمرد: -.

والله برحتي ارد زي ما أنا عاوزة إنت هتضربني مثلاً
ثم جاءت في مخيلتها فكرة فقالتها ببرود: -
اصل الصراحة كنت بفكر اتصل بخطيبي
صرخ في الهاتف بقوة: -
مش عاوز اتعصب عليكي هضربك أقسم بالله خدي اقنعي كريم ينزل معانا وأنا هعدي أخدك بالعربية
ردت بكل هدوء: -
لا خالد كان جاي يوصلني وكان هيدخل يقعد عشان يتعرف عليكم
تيقن بأن هذا الخالد هو الذي تقدم لخطبتها، جذ على أنيابه بقوة وهو يقول: -.

لو جبتي سيرته تاني مش عارف هعمل فيكي إيه لخصي نفسك اتكلمي مع الواد وأنا جاي لك في الطريق
كاد أن يعطي لاخيه الهاتف ولكنه تذكر شيءٍ ف قال: -
أنا مش عاوز مكياج كتير ها وياريت ما تحطيش...

تركهم في الحديقة ودلف حتى يرأها ويتأكد من عدم نقص شيءٍ لها، نزلت مريم فوجدته يتجه إلى السلم مما جعلها تقول بخبثٍ: -
رايح فين ها...؟
كاد أن يرد عليها ولكنها وقفت بطريقة وقالت: -
القمر هو اللي هينزلك دلوقتي!
نظر لها بضيق هو لا يفهم كلامها ولكن هو يعلم بما تخطط له هي وأم زوجها لذا كان يجب أن يحذرها: -.

مريم أنا و يقين هنكون صحاب بس أنا ولا عاوز أخليها مراتي ولا هي كمان عاوزاني ابقى جوزها احنا هنبقى عيلة لبعض يا مريم فما تخليش اللي بالك يلعب في دماغك
ابتسمت مريم حيثُ تيقنت أكثر بما يدور في مخيلتها، بتلك اللحظة نزلت يقين ومعها نبيلة
لقد سحرته بجمالها، هي س تخرج لهم هكذا لن يسمح لها أبداً، اتجه لها ثم أمسكها من يدها وعاد مرة ثانية للغرفة...
لا يعلم ما الذي أغضبه، أحمرت عينه ثم صرخ بخفوت: -...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة