قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثاني

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثاني

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثاني

قام من مكانه، يتفحص ملابسها، وقفتها، أسلوبها بالحديث، وبغرور شديد قال: -
والله يا دكتور أحمد اتمنى أصلي وصلت للي أنا فيه في فترة صغيرة جداً
وكأنه يتحدها بحديثه، من هذا ليتحدث معها بتلك الطريقة التي تظهر مدى غروره الشديد، ابتسمت بسخرية ثم رفعت حاجبها وتقدمت باقدامها قليلاً للأمام، بالقرب منه تحديداً، ردت عليه بكل تحدي: -.

لا هكون أحسن كمان مش شرط إني انجح في وقت قصير وساعتها مش هبقى مغرورة زيك عشان الغرور بيخلي صاحبه يرجع زي ما كان!
بداخله بركان من الغضب، لم يتجرأ أحد على الوقوف بتلك الطريقة أمامه، ولكنها تحدته، لن يختار تلك الفتاة أخذ القرار وانتهى الأمر، تحدث أخيراً وقال: -
دكتور أحمد لو فعلا شاطرة كانت ورتني شاطرتها بالفعل مش بالكلام
رد عليه مهاب عميد الكلية بثقة: -
لا يا جواد بيه فعلاً يقين ممتازة.

أيد حديثه الدكتور أحمد الذي قال بفخر: -
فعلاً وبعدين ومن غير زعل يا جواد هي أشطر منك
لا يستطيع أن يتحمل كلامهم عنها، أول مرة يتقارن مع أحد، يمدحون فيها وقد نسوا ما فعله من أجل كليتهم وطلابهم، ابتسم بسخرية ثم قال بخبث: -
يا جماعة خلاص هقبلها عشانكم مش لأزم بقى تمدحوها قدامي آه مش بجب الواسطة بس بحبكم ومش هرفض لكم طلب...!
ضحكت بعلو، تناست وجود المحاضرين، ف قالت بثقة: -.

لا متختارنيش عارف ليه عشان إنت جاي توري الناس نفسك بس ومبسوط بكلامهم ونافش ريشك عليهم محسسهم إنك عامل ليهم جميلة مع إنك أكيد مش هتعمل مشروعك دا الا وإنت أكيد عارف إنك هتكسب منه أنا مطلبتش من حد يرشحني ليك ومش مستنية مع العذر ليهم أصل أنا واثقة في نفسي..
صمتت قليلاً عن الحديث لكي تأخذ أنفاسها ومن ثم أكملت ببرود: -.

أنا هطلع وداخل المحاضرة اللي هتكون فيها وتشوف الدرجات بتاعتي وتسألنا وأنا جاهزة لكل أسئلتك مع إني حاسة إني ضيعت وقتي وجيت على الفاضي...
حدقت ب دكاترتها ببسمة صغيرة ثم وباستئذان قالت: -
عن إذنكم أنا كنت جاية أشوف حضرتك يا دكتور مهاب زي ما حضرتك قولتلي عن إذن حضرتك إنت و دكتور أحمد.

خرجت من المكتب، بينما هو ف مازال ينظر لها ولطيفها، بدأ يتابعها من خلف زوجاج النافذة الشفاف، لا تنتظر للخلف تسير و هي قوية وواثقة من نفسها، متمردة بشدة، وليست ضعيفة أبداً، لاحت بسمة ساخرة على وجهه حيثُ أنها كانت محقة حين قالت بأن وراء مشروعه هذا غاية قوية، ولأول مرة ينحني أمام ذكاء أمرة...
انتبه إلى مهاب الذي قالت بآسف: -
معلش يا جواد بيه هي بس مندفعة شوية
رفع يده حتى يصمت ثم قال باقتضاب: -.

لا عادي أنا بس عاوز أشوف ذكائها دا كلام وبس ولا أفعال...

جلس جميع أفراد عائلته على مائدة الأفطار، كان يفكر هل يفتح معهم الموضوع الذي يشغله بشدة أم لا، انتبه بتلك اللحظة لصوت أمه التي قالت بقلق: -
مالك يا شريف مشغول بالك في إيه؟!
نظر لها برهبة من ردت فعلها، تحدث بنبرة جادة: -
ماما بابا أنا ابنكم الوحيد صح
حدق به والده بسخرية ثم رد ب: -
لا كنا لاقينك على باب جامع!
ثم غير نبرته وقال بصرامة: -
يا بني ما تخلص وتقول اللي في بالك خلينا نخلص.

تنهد بقوةٍ، ونظر إليهم فوجدتهم تركوا طعامهم ونظروا إليه، مستعدين لسماع ما س يقوله، شبك يده ببعضهم لا يعلم من أين س يبدأ، سعل بتوتر ومن ثم أخبرهم عن: -
ماما، بابا أنا عاوز اتجوز
ابتسمت والدته بسعادة فهي تتمنى الإستقرار لابنها، نظرت لزوجها وقالت بفرحةٍ: -
سمعت اللي قاله شريف يا وليد
هز وليد رأسه، ملامحه مازالت متامسكة لم يظهر حتى الآن السعادة لجواز ابنه الوحيد، رد على زوجته بهدوء: -.

سمعت يا فاطمة سمعت بس خلينا نفهم هي مين ولا عاوزنا احنا نخطبله؟
تحولت أنظار فاطمة نحو ابنها وسالته بلهفة: -
هي مين؟ نعرفها ولا إنت عاوزنا نخطبلك إحنا؟
لم تمهله الفرصة حتى يرد عليها نظرت إلى زوجها وقالت: -
طنط حكمت يا وليد عندها واحدة صاحبتها جوزها عنده أكبر محل لبيع السيارات دا غير المشاريع اللي عنده الست دي عندها بنتين بكرا هقابلهم في النادي واتكلم معاها وهشوف بنتها واللي ابنك يختارها اتكلم عليها.

تأفف شريف بقوة، قام من مقعده حتى ينتبهوا له وينهوا حديثهم، حدقت به أمه وقالت: -
قومت ليه يا حبيبي؟
رد عليها بكل هدوء: -
ماما أنا لو كنت عاوز اتجوز بالطريقة اللي إنتي بتقولي عليها دي، فأنت جبتي عرايس كتير حتى كان زماني مختار أول واحدة فيهم...
ابتلعت ما في حلقها ثم اتجهت نحو ووضعت يدها على كتفه وقالت بفضول: -
يعني بتحب حد طب البنت دي اسمها اي من عيلة مين.

انفعل من حديثها شعر بالغضب، كل ما يهمهم المستوى الاجتماعي، لم ينظروا قط إلى قلبه الذي ينزف عشقٍ لحبيبته، تحدث أخيراً بنبرة رافضة لحديثهم هذا: -
البنت دي زميلة في الشغل بحبها جداً وهي كمان حاسس إنها بتحبني!
وضع وليد لقمة صغيرة من الجبن في فمه ثم وببرود قال: -
يعني هي من عيلة كبيرة بس زيك رافضة تشتغل مع أبوها في شركته ولا هي صاحبة المطعم اللي إنت شغال فيه.

كانت والدته تنتظر رده، تحدق به بخوف شديد، أصيب قلبها بالهلع من تفكير واختيارت ابنها الغير صالحة لهم...
بينما شريف فرد بانفعال: -
كفاية اني بحبها هي ولا بتملك مطعم ولا عندها شركة هي من حي شعبي بسيط حبيبت بساطتها جدا
جلست والدته بصدمة على مقعدها، بينما وليد ف قال بغضب: -
اتفضلي ابنك يا هانم بدل ما يزيد وضعنا الاجتماعي رايح يحب واحدة من الشارع، الموضوع دا تشيله من دماغك.

انهى حديثه ثم قام وتركهم بينما شريف فصرخ بتمرد: -
المفروض تزيد سعادة ابنك مش وضعك الاجتماعي.

ببطء شديد سار نحو المطبخ، وجد مريم شاردة، الطعام حرق وهي لا تنتبه له، وقف خلفها، ثم وضع يده حول خصرها وهمس ب: -
بحبك...!
فزعت حين رأته خلفها، لم تشعر به، وضعت يدها على صدرها ثم قالت بغضب: -
في حد يفزع حد كدا فيه إيه يا علي مالك اليومين دول قرفني ليه ومش سايبني في حالي
استغرب حديثها، تشاجرا كثيراً ولكن لم يسمع منها هذا الحديث الذي جرح قلبه بشدة، ترك خصرها ف شعرت هي بالندم، تحدث باقتضاب: -.

الأكل اتحرق ما تتعبيش نفسك أنا مش جعان هدخل أنام وما أصحى هنزل أكل مع ماما تحت
استدارت للخلف فوجدته يعطيها ظهره، كادت أن تضع يدها على كتفه ولكنها تراجعت، فقط قالت له: -
هرمي اللي اتحرق وأعملك آكل تاني
رفض بشدة حيثُ قال بصرامة: -
لا أنا هاكل تحت وأعملي حسابك ماما حاسة إنك زعلانة منهم فياريت تنزلي تقعدي معاها على العصر هنقعد تحت شوية.

خرج من المطبخ، نظرت له فوجدته يدلف في غرفة أخرى غير غرفتهم، علمت من فعلته أنه انجرح منها بشدة ولن يعود إلا إءا اعتذرت منه، تحدثت بحزن: -
سامحني يا حبيبي بس أنا مش عاوزة أكون أنانية معاك أو مع عيلتك من حقكم يبقى عندك ولد يشيل اسم العيلة ويملأ حياتكم سعادة
نزلت دموعها وببكاء شديد قالت: -
لأزم تتجوز وتقبل بالوضع دا.

نظرت له بخوف شديد، كيف لها أن تبرر موقفها الآن أغمضت عيناها بخوف ثم قالت بتلعثم: -
ااا. اسم، ع، ن، يي ب، س
صفعة قوية نزلت على وجهه الناعم، رد عليها بجموح: -
اسمعك، اسمع إيه ما أنا سمعت خلاص
أمسكها من ملابسها ثم باستهجان قال: -
مش دا قميص النوم اللي ملبستهوش ليا أبدا ما تنطقي ومش أنا جوزك المغفل اللي جوزكي ليه.

بكت بشدة، خائف من مجتمعها، إذا علم أحد سيناديها بالخائنة، أبيها سيقتلها إذا علم، من الممكن أن يموتها عادل وحينها لن يأخذ ساعة خلف القضبان، ف الزانية تقتل من زوجها وعائلتها ومجتمعها...
تحدثت برجاء: -
عادل باللي عليك ما تقولش لحد طلقني وجيب الحق عليا
ابتسم بسخرية ثم قال بتهكم: -.

ليه إنتي عاوزاني مثلاً أجيب العيب عليا أنا بقى هخلي اللي يشتري يتفرج عليكي على قد ما ريحتك وطاعنتيني على قد ما هعذبك، هتشوفي مني اللي عمرك ما شوفتيه
يا هايدي أنا مش هريحك واطلقك وسيبك له أبدا دا هيكون بعينك أنا يوم ما سيبك هتكوني منتهية
انهى حديثه ثم أمسكها بقوةٍ من معصمها لم يبالي لصرخاتها: -
بالله عليك يا عادل سبني بالله عليك ارحمني.

أحمرت مقلتيه من الغضب، تعلقت الدموع بها، يشعر بأن قلبه ينزف من فعلتها ولن يسامحها أبداً، مشاعرها الكاذبة ارهقته، وهو سينتقم وحين ينتقم القلب يكون أقوى من انتقام العقل بمراحل..

كانت تحاول بشدة أن تسحب معصمها من يده، ولكنها لم تستطيع، كان يسرع بالسير وهي تثقل حركتها حتى لا يستطيع أن يمسكها، ولكن رجولته كانت أقوى من أي شيء، احتک جسدها بالأرض وهو لا يستسلم إلا أن وصل إلى غرفة مظلمة بحديقة منزله، صرخت برفض: -
لاااا إلا الأوضة دي بترجاك يا عادي عشان خاطري
فتح الغرفة وألقها بها ليبدأ عذابها وانتقامه الذي توعد به.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة