قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثالث

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثالث

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الثالث

الأصوات عالية بشدة، الجميع غير جالسين بمقاعدهم، في حالة من الهرج تحدث بين الطلاب، جلست يقين في مقعدها بثقة وهدوء، التركيز حلفيها، عكس جميع الطلاب، بتلك اللحظة وضعت صديقتها يدها على معصمها وقالت بتساؤل: -
مبوزة ليه؟ وقاعدة مركزة على البورد أوي ليه؟
مازالت تنظر على المكان الذي يشرح به المحاضر، نظرات ثاقبة، تريد اصطياد الهدف فقط الهدف، ردت بهدوء: -.

روحت يا فرحة والدكتور كان عاوز يعرفني على جواد بيه.

بهيامٍ شديد، ولهفةٍ كبيرة لرؤيته، تحدث فرحة: -
عامل إزاي يا يقين أنا عارفة إنه حلو بس شخصيته أكيد هو شخصية محترمة جداً أصل مافيش حد يعمل حاجة زي كدا إلا إذا كان محترم وابن ناس
تنهدت يقين بقوةٍ ثم ابتسمت بسخرية وقالت: -
شخصية محترمة جداً!
شعرت فرحة بسخرية صديقتها فقالت بفضول: -
هو عملك حاجة؟
نظرت لها يقين بحد ومن ثّم قالت بانفعال: -
محدش يقدر يا فرحة وإنتي عارفة كويس كدا
بس أنا حابة اركز.

توقف عن الحديث قليلاً، تفكر في شيءٍ ما، تثق بشدة إنه سيحدث، حين صمتت هكذا شعرت فرحة بأن هناك خطب ما حدث معها، وضعت يدها على كتفها مرة أخرى ثم قالت بقلقٍ واضح: -
إيه اللي شغال بالك يا يقين
نظرت لها يقين وكادت أن ترد ولكن سمعت أحد يقول ببرود: -
أنا اللي شاغل بالها...!

وضع يده على جمجمته، الصداع احتل رأسه، لا يستطيع أن يفكر، كل شيء مشوه أمام عينه، أغمض مقلتيه بقوةٍ ثم قال بغضب: -
المفروض اني أقف اتفرج عليها بدل ما قتلها.

جذ على أنيابه بحد، كلما تذكر هذا المشهد الذي حدث من قبل، كيف، كيف فعلت هذا، هو كان مخلص لها بشدة، أخلص لحب لها، أخلص لحياتهم الزوحية، عاملها بالمودة والرحمة، كانت زوجته كل شيء بحياته، فعل كل كتب في الأديان التي نزلت على عيسى و موسى و محمد، لا يستطيع أن يصدق، يسمع صرخاتها ويود أن يفتح هذا السجن الذي وضعها به، ولكن قلبه تصلب ولاول مرة لا يقلق عليها، ضميره فقط من يقول له أن يعطيها حريتها ولكن انتاب قلبه جمرات من النيران التي لا ترحم صاحبها، انتهى كل شيء، عادل الحنون توفى في رحلة من الغدر، والآن ولد عادل المنتقم...

قام من مكانه واتجه نحو سيارته، صعد بها وانطلق بأقصى سرعة إلى متجر لبيع الخمور المحرمة، ولحسن حظه كما يشعر كان المتجر مفتوح ولكن هذا أسوء الحظوظ الذي يلقيها الشيطان أمامه...
أوقف مكبح السيارة، ف صدر صوتٍ قوي، نتيجة للإحتكاك التي حدث مع الأرض والسيارة، نزل منها ودفع باب سيارته بشدة، دلف للمتجر وأمر للعامل ب: -
عاوز أقوى حاجة عندك عاوز حاجة تهدي وجعي بس ما تنسنيش أي حاجة حصلت معايا...!

كان يقول حديثه وعينه تنزف دموع، الوجع ظهر على وجهه بشدة...
رد عليه العامل بالمتجر وقال ببسمة تجامله: -
أيوا يا فندم عندنا نوع حلو جدا بس غالي شوية
هز رأسه وصرخ بانفعال: -
أنا قولتلك عاوزه رخيص خلصني بقولك.

جلست شاردة في ابنها الوحيد وزوجته، وضع زوجها يده على كتفها وسألها بحنو: -
مالك يا نبيلة؟!
تنهدت بقوةٍ ثم نظرت له بخوفٍ شديد، فقط هي من تشعر بما يحدث مع أولادها، دمعت عيناها بشدة، الهلع الذي يصيبها لا يشعر به غيرها، وأخيراً أجابته: -
علي بقاله فترة مهموم حتى مريم مابقتش زي الأول
هز زوجها رأسه حيثُ يوافقها على ما تقوله، نعم ابنه في هذه الفترة يشرد كثيراً، بضيق شديد رد عليها: -.

وأنا حاسس بكدا لحد الشهر اللي فات لحد الشهر دا و مريم كانت بتنزل زي الفراشة الجميلة تضحك وتهزر وابنك كان بيضحك على جنانها بقيت حاسس إن البيت خالي من السعادة
اقتربت منه ثم حضنته حتى تشعر بالطمأنينة، تحدثت بحزنٍ جم: -
أنا مش عارفة إيه اللي حصل لهم يا مراد الخوف عليهم تعبني أنا هتصل ب طنط حكمت أسألها عليهم يمكن مريم حكيه ليها حاجة
لم يعتقد ذلك يعلم جيداً تفكير ابنه، أخبرها بهدوء: -.

لا ابنك مش بيطلع ولا هو ولا مراته أسرارهم برا أوضتهم...!
بنبرة جادة قالت: -
أنا كرهت اليوم اللي عملتهم شقة فوق الفيلا وفصلتهم عني كان زماني شايفهم هنا، ابنك بينزل الصبح بيرجع بليل او بليل ويرجع الصبح وهي مش بتنزل خالص
فكر مراد بقوة، يريد أن يجد الإجابة التي يخفوها أولادهم، قام من مكانه وجاوب الغرفة يمينًا ويسارا، إلا أن جاء بزهنه الأجابة والتي اقتنع بها بشدة، تحدث ب لهفة وأجابها: -.

أخر مرة يا نبيلة كانوا راحين لدكتورة النساء وساعتها مريم كانت حاسة إنها حامل مش يمكن بسبب الخلفة وتأخرها
هزت رأسها بعدم اقتناع، يجوب فقط بعقلها سؤال واحد، ما يحزنهم لتاخير الخلفة، ردت على زوجها برفض لما يقول: -
لا يا مراد معتقدش يا شيخ لا هما لسة متجوزين من سنتين قدمهم العمر كبير أنا حاسهم متخانقين أو يمكن ضحى السبب!

جلس حبيس في غرفتها، لا يعلم ما يحدث مع عائلته، لما هما هكذا، ليس المال كل شيء، يتمنى أن يهرب من عالمهم هذا، ذلك العالم الذي لا يعرف معنى المشاعر الصادقة، لا يعلم غير المال والواسطة، لا يحب أحد الآخر، بتلك اللحظة تحدث ب تحدي: -
أنا هتجوزها يعني هتجوزها حتي لو هخسر أهلي
سيفعل كل شيء من أجل الحب، حين يترابط القلب مع الحبيب الذي طال يبحث عنه، حينها فقط يتمرد على الجميع...

بتلك اللحظة دلفت أمه ف نظر لها بضيق وقال: -
بعد إذنك يا ماما اطلعي أنا مش عاوز أشوف حد دلوقتي
اقتربت منه بحنو ثم قالت بثقة: -
يا بني أبوك عاوز مصلحتك إحنا بنعمل كدا عشان تبني أسرة قوية عيالك فيما بعد هيكونوا متشرفين بيكوا
ابتسم شريف بسخرية ثم أجابها: -
وفين راحتي بقى مع اللي هتجوزها فين راحة قلبي أنا ابقى مش راجل لو رجعت في كلامي يا ماما أنا بحبها.

هزت رأسها بعدم اكتراث لما يقوله ابنها، عن أي حب يتحدث، يجب أن يسمع كلامها، هي تخاف عليه، الآن التفكير يقتحم عقلها بشدة، تشعر بأن تلك الفتاة التي فازت بقلب ابنها، هي ليست إلا فتاة لعوبة، ساحرة، بفترة قصيرة قدرت أن تغير تفكير ابنها الذي كان يفضل العزوبية...
شعرت بالكره نحوها، نعم فتاة مثلها لا تمتلك عائلة ولا أب ولا أم، متيقنة بشدة بأنها تريد الجواز من ابنها من أجل المال فقط...

تحدثت بتحذير شديد: -.

مش مهم عندي إنك تتجوزي بس قسماً بالله يا شريف وإنت عارف إن حلفاني سيف لو أخد خطوة الجواز دي ساعتها مش هيحصل لك كويس وهكون ولا أمك ولا أعرف العب شوية روح وتعالى معاها إن شاء الله حتى لو عملت الغلط أنا مش هقولك حاجة بس الجوازة دي بالذات لا.

اتريد أن يفعل كل ما حرمه الله من أجل راحتها، ايغضب ربه ولكن لا يغضبها، ايظلم حبيبته من أجلهم، سيتمرد عليهم تلك المرة، لم يرد عليها وتقلب على جانبه الايسر حتى يعطيها ظهره.

نظرت له باستنكار، كيف جاء إلى هنا، لم ينتبه له أحد، مازال المدرج يشتعل ب الهمهمات التي تحدث، ردت عليه بحد: -
إنت إيه اللي بيدخلك بيتي وبين صاحبتي وليه جاي لحد هنا مش المفروض تدخل مع الدكاترة
وضع يده في جيب بنطاله ثم جلس بجانبها وقال ببرود: -
لا ما المرة دي هتكون التقديمة غير أي سنة هتكون وأنا في وسطكم وبعدين إنتي متقوليش ليا اعمل وبتعملش..!
ردت عليه بتذمر: -.

لا إله الا الله هو فيه إيه يا أستاذ جواد أنا عاملة لك إيه غيران مني ليه؟!
قهقه بشدة، ف حديثها الذي يشبه الأطفال اضحكه بقوة، ب استفزاز شديد قال: -
أغير منك إنتي ليه ها معاكي إيه أكتر مني؟!
قامت من مكانها، أخذت أشيائها ثم قالت بأمر: -
سيبله يا فرحة المكان وتعالي نروح في حتة تاني
كانت فرحة لا تفهم شيء، تحدثت بخفوت: -
هو في إيه يا يقين وليه بتجريني وراكي زي البقرة اللي مش فاهمة حاجة.

رفع جواد حاجبه بانبهار ثم قال بمدح: -
برافو عليكي أنا منبهر بذكائك الصراحة صاحبتك بتمشيكي ورأها وإنتي مش فاهمة حاجةخالص
بغضب شديد ردت عليه يقين التي شعرت بأنه يريد تفريقها عن صديقتها: -
أوعى تتكلم كدا مع صاحبتي أنا عمري ما مشيها ورايا على الفاض...
قاطع كلامها الدكتور أحمد الذي قال بترحيب: -
كلنا نرحب ب جواد بيه...

انتبه الجميع لصوت الدكتور أحمد، انخفض صوت الهمهمات إلا أن انتهت، رفع جواد حاجبه بغرور ثم قال بصوت هامس لها فقط: -
رحبي معاهم...!
نظرت بالجهة الأخرى حتى لا ترأه، صفق الجميع له، صعد ووقف بجانب الدكتور أحمد ثم قال: -
شكراً ليكم جداً أنا مش هتكلم عن نفسي كتير أكيد إنتوا كفرقة رابعة عرفيني كويس من وإنتوا في سنة أولى!
كانت يقين تنظر له بسخط شديد، شعرت بها فرحة فقالت: -.

يقين استحملي شوية وخليكي فاكرة إنه المكسب لينا
بثقة شديدة ردت يقين: -
أنا عارفة وواثقة إنه أصلاً مش هيقبلني وأنا أهو وإنتي أهو وهتشوفي
عادت تنتبه له، فبدأ يسأل الجميع، وحين يشير نحو يقين يصعب لها السؤال وكأنه يتحداها ولكنها تثبت له بقدارة أنها متفوفة...
أخيراً جاء الوقت حتى يختار ثلاث أسماء فقط للتدريب: -
ما شاء الله كلكم متفوقين بس السنة دي بالذات أنا محتاج تلاتة بس وهما فرحة محمد.

شعرت فرحة بالفرحة الشديدة وقامت لتقف بجانب جواد الذي قال الاسم الثاني وجاء عند الاسم الثالث وقال: -
والاسم التالت هيكون لحد يستحق جداً
تعلم بأن لن يختارها بينما الجميع يشعرون بأنه سيختار واحد منهم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة