قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل التاسع عشر

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل التاسع عشر

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل التاسع عشر

عاد إلى القاهرة، ومعه يقين هو لا يستطيع أن يجعلها تدخل منزله بملابس ممزجة، أهان كبريائها بما يكفي ولا يستطيع أن يهينه أكثر من ذلك قط، حاول أن يفوقها: -
يقين!
تقلبت في نومتها على المقعد، قرب يده منها وبهدوء ملس على كتفها وقال بحنو: -
يقين!

فتحت عيناها بتثاقل لا تعلم كيف غفلت هكذا، من الممكن أن يكون من كثرة البكاء، أو من تعبها طوال الأسبوع، كانت خائفة أن يفعل بها شيء ولكن لا تعلم ما السبب وراء الطمأنينة التي انتابتها منذ أن أخذها في أحضانه...
استقامت من نومتها ثم ردت عليه باقتضاب: -
نعم...!
بحنان كبير تحدث: -
هننزل نجيب ليكي كام طقم واما نروح هتكلم معاكي في موضوع مهم...
هي لا تعلم هل تغيره معها مجرد شفقة أو خطة جديدة.

تنهدت بقوةٍ ثم قالت: -
هي نظراتك ليا وحنيتك شفقة ولا خطة جديدة
كور يده بعصبية هو لا يحب أن يظن بيه أحد ظن خاطئ،
كاد أن يرد ولكنها أوقفته ب: -
بص هو في الحالتين أنا مش هقبل بدأ لو خطة ف أنا مش عاوزة تمثيلك خلص انتقامك وسبني ولو شفقة ف اللي مني ما شفقش عليا وأنا طول عمري مش مستنية النظرات دي
صرخ في وجهها بانفعال: -
هو إنتِ بتسألي وبتجوبي نفسك ما تشلنيش يا يقين أنا هقولك بس نروح يالا بقى ننزل نشتري.

بوجهٍ ممتنع قالت بضيق: -
لا شكرا مش عاوزة
ثم حركت رأسها للجهة الأخرى حتى لا تراه، تنهد بقوة ثم تركها وقفل عليها السيارة ورحل بمفردة
دلف داخل المول ولأول مرة في حياته يجلب ملابس نسائية هو لا يحب الصنف الآخر لذلك لا يهتم بأشيائهم..
ببسمة مجاملة قابلتة موظفة المتجر، قائلةٍ بتساؤل: -
في حاجة معينة بتدور عليها يا فندم أقدر أساعدك
بقلة معرفة أجابها: -.

بصي أنا عمري ما أشتريت لبس لبنت وحاليا عاوز أجيب لمراتي هدوم جديدة وتكون حلوة
عادت تسأله مرة أخرى حتى تستفسر منه عن بعض الأشياء التي تخص زوجته: -
هي رفيعة ولا تخينة؟
بتلبك قال: -
هي رفيعة يعني
طب بتحب تلبس إيه؟
كيف يعلم هذا وهي كانت بسيطة في ملابسها، هو يريد أن يجعلها مختلفة عن الجميع...
بهدوء شديد أجابها: -
بصي أنا عاوز حاجة كلاسيكي بسيطة وحاجة كاجول وحاجة بنوتاتي بقى فساتين وحاجات كتيرة.

هزت راسها وابتسمت ثم قالت: -
تعالى ورايا يا فندم
أخذته معها وبدات تختار له بعض الفساتين إلا أن أختارت فستان قصير س يظهر مفاتن زوجته: -
لا دا لا يا أستاذة قصير لا
ابتسمت بضيق ثم تأففت وعادت تختار له بعض الملابس إلا أن انتهى وخرج
فتح السيارة فوجدها تتحسس جمجمتها، سألها بهلعٍ: -
مالك يا يقين ؟
هزت رأسها بهدوء وقالت: -
مافيش
عاد يقول بأمر: -
طب أنا جبتلك شوية حاجات هنروح عند مريم البسي وبعدين نروح.

باقتضاب شديد قالت: -
شكراً كتر خيرك...

جلس معها بمكانٍ عام خارج الشركة وأجواء العمل، رفع حاجبه ثم قال بتنهيد: -
هتشربي إيه؟!
نظرت له بخوف مما ستقول ردت عليه بتوتر: -
شكرا مش قادرة تسلم لي...؟
حدق بها بضيق وسألها بحنق: -
كنتِ فين؟ الهانم كانت قايلة إنها هتيجي تتكلم معايا أنا و كريم بما إن أنا كمان بقيت مريض نفسي
يحاسبها وكانه زوجًا لها، ابتسمت بتلقائي ثم قالت: -
كان عندي شغل وسافرت وكمان كنت براجع نفسي
هز رأسه بفضول وقال: -.

اللي هو ازاي بقى؟!
تعرف إني مريت بقصة حب غريبة حكتها ل كريم مش فاكرة قولتهالك ولا لاء
شعر بأنها تواسي على خيانة هايدي الذي ألقها خلف ظهره ولم يهتم لأمرها أبداً: -
لا هايدي ما بقتش تعني لي وأكيد كمان اللي كنتي بتحبيه
هزت رأسها ثم قالت ببرود: -
أنا عارفة إنك طلعت هايدي لأني كنت عارفة ومن زمان ومن قبل ما يحصل المشكلة اللي كانت بنكم إن حب كل واحد فيكم كان وهم..
عاد يسألها باندهاش: -
طب ليه فاكرة حبيبك دا؟

بعد أن أنهى كلمته غضب، شعر بالضيق من نفسه كيف يقول على شخص قريب منها حبيبها هي لا يجب ان يكون لها أحباء، قرر أن يجعلها صديقته وصديقة أخيه موقتًا حتى يشفى...
تنهدت آيلا بقوة ثم أجابته: -
اكتشفت إني في الفترة اللي قاعدها مع نفسي إن الحي اللي كسرني واللي عيط عليه مجرد وهم حب مراهقة ملهوش أي لازمة أنا حللت دا يا عادل
شعر بالسعادة لما تقوله، اتسعت بسمته وظهرت نواجذه بقوة
انكمش حاجبه وقالت: -.

إيه مالك ثبت نفسي على شكلك دا ولا إيه ما تغير يا عم
اعتدل وعادت ملامحه ترسم معالم الجدية، شعر بالخجل قليلاً لذلك غير نبرته وتكلم بعدم أهتمام لما تقوله: -
طب كويس يا آيلا برضه دا ماله بغيابك اقولك مش مشكلة قومي خلينا نمشي صاحبي جه من السفر وبعتلي رسالة إن أروح له تيجي معايا هو عازم الكل.

في منزل علي
انتظر علي كلمة السماح من زوجته، ربما لأنه غلط في حقها برغم من استفزازها له أو لأن بالفعل عاندها بقوة وهو يعلم حالتها، كان يجب أن يتعامل معها بحذر، كان يجب أن يفهمها من آجل حبها أو من آجل المودة المتواجدة بينهم...
اقترب منها وقال بحب: -
أنا غلطان والله بس أنا فقد كل الصبر اللي عندي عملت كدا عشان تفهمي إنك عمرك ما هتستغني عني
ابتسم بشقاوة ثم أكمل: -.

عارف إنك بتغيري من ضحى عشان كدا نزلت صورتها على الاستوري آه هي بنت عمي ومني بس مش أغلى منك أنا بعتبرها أخت ومليش دعوة هي بتعتبرني إيه أنا اللي ليا إن قلبي ما دقش غير ليكي وبس
هي لا تسطيع ألا تبتسم على حديثه المعسول، أو على طريقة كلامه التي جعلتها تبتسم بتلقائية، هي أيضاً لا تنكر غلطاها ولا تنكر أن ما فعلته كان ممكن أن يجعلها تخسر زوجها...
هزت رأسها متقبلة كلامها ثم قالت بخجلٍ: -.

أنا كمان غلطانة يا علي أنا كسرت الثقة اللي حبك كونها
صمتت قليلاً عن الحديث حتى تمسك يده، أكملت حديثها ودموعها تتساقط وهي لا تشعر: -
بس صدقني يا علي أنا كنت عاملة عليك مش عاوزة أكون أنانية في حبي ليك أو لعيلتك
نظر لها بحد ثم قال: -
لا كنتي أنانية عشان أنا لو مش هيكون عندي في دنيتي غيرك مش هتمنى غير كدا أصلا يا مريم أنا اتعذبت وأنا بحاول أخليكي تحبيني بالله عليكي ما تختبرنيش أكتر من كدا...

مازالت علامات الصدمة مرسومة على وجهها، ظلت أكثر من العشر دقائق فاتحة فاهه، هزت رأسها بعدم أستعياب ثم ابتلعت ما في حلقها وقالت: -
مش فاهمة أي حاجة؟!
فتح عينه بقوة وعاد يقول مرة أخرى ولكن بسخرية: -
مش فاهمة إيه هو أنا بقولك تعالى أفهمك الملوخية بتتعمل إزاي أنا بقولك هتجوزك
ابتسمت بضيق ف هي منذ أن جاءت وهي تشعر بالرهبة من هذا البغيض لذلك قالت بمجاملة: -
لا آسفة أنا مش عاوزة اتجوز دلوقتي.

ثم أكملت باستفزاز: -
وبعدين أنا أصلاً مش برتاحلك عشان أصلاً اتجوزك
جذ على أنيابه ثم كتم صوت وقال بسخرية: -
واثقة في نفسك وأنا أصلا مش طايقك
نعم!
قالتها وكأنها سمعت نفسه وهي تتحدث، تلبك من ردت فعلها ف قال بمزح: -
هتخسريني والله!

كادت أن تغلق أم خديجة الباب في وجه منذر ولكنه أمسك الباب بيده وقال بتحذير: -
لو قفلتي هرتكب جناية...!
فتحت الباب بالفعل، ف دلف واقترب من خديجة وقال بعصبية: -
برن عليكي مش بتردي دا اولا ثانيا الكط اللي واقفة بيه دا اسميه إيه حضرتك خروف في الشارع واقف ولا إيه بالظبط ببصلك ما بتفهمش
ثم حول أنظاره إلى والدتها وقال: -
وإنتي بتلقحي عليا يا ست أم خديجة مكنش العشم.

ابتسمت أم خديجة ثم تركت أحبال عصبيتها و أجابته بكل خبث: -
والله يا بني على عيني بس أصلها جاي ليها عريس ولو سمع بس إن في حد بتبص له هيطين عيشتها ماهو بيغير علي...
لم تُكمل كلمتها وإذا بيه يصرخ بقوة: -
كفاية كلامك دا
أمسك خديجة من معصمها بقوة كاد أن يضربها ولكن تماسك قليلاً، تحدث بصراخ: -.

اللي بتقوله أمك دا صح أقسم بالله لو صح هقتلك وهقتله وهقتل أمك قال واحد يتجوزك أنا استحملت خصامك أسبوع لكن إن حد ياخدك لا
وقفت أمها بالنصف وقالت بلوم: -
طب ما إنت كنت عاوز تعمل خير وتتجوز صحبتك وتسبها هي كانت اشتكت أصل هي مش هتفضل من غير جواز يا حبيبي...
لقد لعبت لعبتها بطريقة هادفة، أوصلت له ما في بالها، هي بالفعل محقة، كيف أوجع حبيبته الآن فقد شعر بمذاق جروح القلب.

نظر لهم نظرة أخيرا تحمل الكثير من التحذيرات ثم تركهم ورحل.

وصلت سيارة جواد إلى منزل على
نزل منها واتجه نحو الباب الآخر حتى يفتح ل يقين
أخذ الملابس وحملها، ثم أمسك يدها ودلف إلى الداخل
وجد الجميع جالسون ويمزحون، لقد اشتاق ل تلك الجلسة ولكن ما يحدث مع ابنة عمه جعلهم في حالة من الحزن، حمدالله أن مريم أصبحت هادئة...
بصوتٍ فيه سكينة قال: -
سلامو عليكم
نظر له الجميع، قامت نبيلة من مكانها لترحب به: -
أهلاً أهلاً بالغالي ادخل يا حبيبي.

كادت مريم أن تتكلم ولكن وجود يقين جعلها تصمت وتنظر لزوجها بذهول، تلك الفتاة لا يحبها ابن عمها وكان يتحدث عنها بشر، لما هي معه...
بهدوء تام قال جواد: -
مريم ما تفكريش كتير خلي يقين تطلع تبدل هدومها لأن حصل لها مشكله وهدومها باظت
أومأت له برأسها وبالفعل أمرت يقين ب: -
اتفضلي معايا
هزت رأسها وسارت خلفها...
نظر له مراد وقال بتساؤل: -
مين دي
مراتي يا عمو اتجوزتها للانتقام بس اكتشفت...

وسرد لهم كل شيء ليقول مراد بحد: -
يا بني يا اما قولت لك انسى وعيش حياتك إنت دلوقتي هتعمل إيه
هز رأسه وهو يقول: -
مش عارف
وضع علي يده على كتفه ثم قال بفرحة: -
انسى وافرح هتكون خالو
لم يستوعب ما يقوله هو استغرب فرحتهم وأخيرا حلم مريم س يتحقق الآن هو أسعد مخلوق هو لا يستطيع أن يرا دموع أخته الحبيبة...
حضن علي وقال بسعادة: -
مبروك يا باشا.

كانت نبيلة تتابع ردت فعله وطريقة كلامه، لقد تغير كثيراً، جواد التي تعرفه يعشق الغرور لا يعرف السعادة، جادي في ردود أفعاله
بدون سابق أنذار قالت: -
بتحبها يا جواد!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة