قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الأول

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الأول

رواية نيران انتقامه للكاتبة أميرة أنور الفصل الأول

نظرات ثاقبة، وحادة، الغرور مرسوم على وجهه، يسير بشموخه المعتاد، لاحت بسمة الاِنتصار على وجهه، اليوم سيحصل على كل ما أرده، فعل هذا المشروع من أجل أن يفوز بتلك الصفقة، منذ أربع أعوام عقد مشروع على كلية الهندسة والتي كانت كليته السابقة، سـ يدرب المتفوفين من الفرقة الرابعة ستكون هذه الفكرة منحة للطلاب والجامعة وسـ يختار أكفى متدرب ويقوم بتعينه في شركته...

في مثل هذا اليوم جميع الطلاب يحضرون المحاضرة المتواجد بها، الجميع يتمنوا أن يحظوا بمثل هذه الفرصة، الفتيات جميعهن يبتسمن حين يأتي، فـهو فتى أحلام كل منهن..

سار بطريقه نحو مكتب عميد الجامعة، يشعر بهمهمات الجميع ولكن لم يلتفت لكلام أحد، أوقفت إحدى الفتيات قائلةٍ بدلال بعد أن قدمت له بيدها وردة حمراء:-
_آسفة جداً إني وقفتك بس حبيت أقدم دي ما تتصورش من يوم ما دخلت الكلية وكنت في سنة أولى وأنا مستنية اليوم دا ونفسي تختارني بأي طريقة ممكن تقبل مني الوردة دي...!

نظر لها ببرود لتلك المشاعر الساذجة والتي جاءت لتقدمها من أجل مصلحتها، هو لا يحب هذا النوع من الفتيات، رد عليها بـ بسمة ساخرة ثم قال بهمس:-
_يبقى هتستني كتير ومش هتتقبلي بلاش أسلوب الدلع معايا لإني مش بحبه!!
تركها ورحل، فنظرت له بضيق بينما هو فـ ابتسم بسخرية وقال لنفسه:-
_إيه جو رد قلبي اللي بتعمله دا؟

اليوم استيقظت من نومها متأخرة، شعرت بأن الحظ ليس معاها، فكل يوم تقوم بنشاط ولكن النوم غلبها حيثُ كان العمل بليلة الماضية مرهق بشدة، ارتدت ملابسها في سرعة ثم نزلت من منزلها، خرجت من بنايتها صاحبة الأساس القديم ووقفت تنتظر سيارة أجرة فاليوم لن يتحمل المواصلات...
بتلك اللحظة وضع أحد يده على كتفها الصغير، مما جعلها تشعر بالرهبة، استدارت بكل خوف بعد أن شهقت قائلةٍ بهلع: -
مين! ست حنان.

ابتسمت الست حنان بنفور ثم قالت ببرود: -
شوفتك من بعيد فقولت أسالك على الأيجار أصل عمك حسان بيلم الإيجار وقالي شوفي يقين
تنهدت يقين بضيق ثم نظرت إلى ساعة يدها خائفة من التأخير، يجب أن تظهر بهذا اليوم التزامها الشديد، أخيراً وبعد أن رأت سيارة أجرة بجانبهم، وبهدوء شديد ردت عليها وقالت: -
هقبض بكرا إن شاء الله وأجيب لك الفلوس واشكري لي عم حسان إنه صبر عليا الأسبوع اللي فات.

لم تمهلها الفرصة حتى ترد عليها، أسرعت من أمامها وأخدت سيارة الأجرة التي مرت من جانبهم، أمرته أن يسرع لمقر كلية الهندسة: -
بسرعة لو سمحت على كلية الهندسة.
وبعد مرور القليل من الوقت وصل السائق وأوقف محرك سيارته أمام الكلية..

نزلت بسرعة رهيبة واتجهت نحو مكتب عميد الكلية، نظرت من النافذة فوجدت الشاب الذي ينحني الجميع لذكاؤه ولسلطته يجلس أمام العميد، أول مرة ترى وجهه عن قرب، الجميع يتحدثون عنه ولكنها لا تبالي إلا بمشروعه الذي سيحقق لها النجاح والمال فيما بعد
عدلت ملابسها وتأكدت بأنها ليست متوترة، دقت على باب المكتب وحين سمح لها بالدخول رفعت رأسها بثقة ودلفت...
بصوتٍ رقيقة قالت: -
صباح الخير يا دكتور مهاب.

ثم نظرت إلى دكتور إحدى المواد الخاص بها والمميز لديها وقالت ببسمة صغيرة: -
صباح الخير يا دكتور أحمد
حدق بها أحمد بنظرات فخورة ثم أشار نحوها ونحو الشاب المشهور وقال: -
أحب أعرفكم ببعض بما إنكم من أشطر الطلاب اللي درستلهم وإن شاء الله يا جواد واثق جدا إن يقين هتكون زيك بالظبط.

حزن، وجع، انقباض، كل هذا يصيبها بشدة، دموعها على خديها لا تتوقف، شعورها بالحرمان يحتل قلبها ليس بحرمانٍ من الطعام أو المال فهي تمتلك كل شيء ولكنها انحرمت من أهم إحساس ممكن أن تعيشه أي فتاة بحياتها، قامت من فراشها واتجهت نحو المرآة، تنظر لنفسها تحدق بجمالها الذي أصبح لا قيمة له، إلى عيناها البنية التي تجذب من ينظر إليهما، ابتسمت بسخرية ثم قالت بحسرة: -.

كل دا مش هيفيد وأنا مش قادرة أجيب عيل أحس وهو موجود بأحلى إحساس ممكن تعيشه الست جمالي قدام علي ولا حاجة قدام كلمة بابا
عادت وجلست مكانها، وشردت في كل أحلامها التي تمنتها وتمنت أن تفعلها مع طفلها..
بتلك اللحظة دلف علي ومعه بعض الزهور التي قطفها من حديقة منزله، لم تشعر به، بدأ يسير باتجاها ببطء حتى لا تنتبه له، جلس خلفها حين وصل للفراش ثم همس بصوت حنون يملؤه الحب: -
حبيبتي بتفكر في مين؟

انتبهت له، ف بتسمت بحب، استدارت لتنظر في عينه وقالت بترحيب: -
حمدلله على السلامة يا حبيبي هقوم أعملك آكل!
قامت من مكانها وكأنها تتلاشى الجلوس معه، يرى خلف ابتسامتها الجميلة والتي تحذبه، شبح نعم الشبح الذي يهدد حياتهما، وهو الحزن، فقط هو من يشعر بما يحدث معها، منذ أن أحبها وسكنت بداخله وهو يشعر بأوجعها، بحبٍ شديد أمسك يدها وقال: -
مريم!

نظرت له مريم ورفعت حاجبيها باستغراب، ما الشيء الذي سيقوله لها، تفكر بشدة، هناك من يوسوس بداخل أذنيها ويخبرها بأنه يريد تركها من أجل أن ينجب، لو كان هذا فهي مستعدة على فعل أي شيء من أجل سعادته.
ردت بهلعٍ:
قول يا حبيبي
وقف أمامها، ملس على وجهها بحب كعادته، ثم قال بحنو: -
مين مزعل أميرتي؟؟
كيف لها أن تقول كل ما بداخلها هي لا تريد أن تسبب له إزعاج، رد عليه باقتضاب: -.

مافيش يا حبيبي متشغلش بالك بيا يالا بقى خليني اجهز لك الاكل إنت كنت سهران في الشركة للصبح أكيد جعان..
تنهد على بقوة ثم قال باقتراح: -
استني بس أنا بكرا عندي أجازة وبابا ممكن لو طلبت منه يديني يومين حلوين نروح و نرجع أيام الفرحة
باعتذار ليس له أي مبرر قالت: -
مليش نفس يا حبيبي
تأفف بشدة ف لقد نفذ صبره رد عليها ب: -.

أنا عارف إن موضوع الخلفة تعبك بس إنتي عندك 24وأنا 30يعني لسة في أول شبابنا هنتعلاج سنة وإتنين وعشرة ولو محصلش نصيب عادي نعمل حقن وبعدين أنا أصلاً مش عاوز أطفال دلوقتي
مد يده ببعض الزهور وقال: -
نسيت اديكي الورد يا وردتي
وكأنه يجعلها تنسى ما قاله، كيف لهم ألا يكون لديهم طفل صغير يملأه حياتهم، ابتسمت بهدوء ثم قالت بلامبالاه: -
شكرا حطه جنبك هروح أعمل الأكل.

عاد للمنزل بعد أن تذكر أنه لم ترك ملف الاجتماع، كاد أن يفتح باب منزله ولكنه سمع صوت، نعم هذا الصوت مألوف عليه بشدة، يعلم بقوة من صاحبه، كان الصوت ضعيف جداً ولكن الضحكة التي تصدر عالية ليس إلا صوت ضحكة زوجته، وضع مفتاح شقته في سرعة وفتح الباب، تأكد بالفعل أن هذا صوتها، كيف هذا وهي تستيقظ بعد العصر وإذا حدثها قبل هذا الوقت تقول له بغضب أنها لا تحب من يوقظها من غفلتها، كان سيبعت سواقه لأخذ هذا الملف منها ولكنه فضل ألا يزعجها، انكمش حاجبه بضيق، تحدث بانفعال طفيف: -.

يعني هي بتصحى تكلم صحابها ولو أنا اللي صاحتها تتعصب
كان س يناديها بتلك اللحظة ولكنه سمع منها ما جعله مصدوم حيثُ قالت: -
يا بني عادل جوزي نزل وبيرجع على بليل تعالى نخرج أصلك وحشني أو أجيلك البيت من يوم ما تفرقنا بسبب وأنا اتجوزت وأنا بقيت عايشة في تعاسة.

ابتلع عادل ما في حلقه بصدمة، أي تعاسة هذه هو كان يعطيها كل شيء، سار ببطء نحو غرفة النوم، كان باب الغرفة مفتوح ولكنها لا تشعر به حيثُ كانت تقف أمام المرآة وتقول بدلع: -
عارف أنا لبسة إيه دلوفتي لبسة قميص نوم باللون اللي بتحبه واللي ما لبستهوش لجوزي
كاد قلبه أن يتوقف عن العمل، رجولته تنهار، زوجته تقتله بخنجر مسموم، تنفس بصعوبة، ماجريمته حتى تفعل هكذا هو كان يقدرها ويعاملها بما يرضي ربه..

لم يستطيع أن ينتظر أكثر، شعر بأن الله بعته بتلك اللحظة حتى لا تخدعه أكثر، زاد أحمرار وجهه بقوة، كور يده بشدة ثم أقترب منها وجلبها من خصلات شعرها قائلاً بقسوةٍ: -
تعالي يا خاينة!

جلست بحديقة الفيلا، تفكر في أحفادها، كلمنهم بداخله ألم كبير، للدرجة التي جعلت قلبها ينزف من الداخل، كادت أن تصاب بازمة قلبية من الحزن، تعيش من أجلهم فقط، وضعت بتلك اللحظة إحدى الخدامات يدها على كتفها وقالت بتساؤل: -
مين مزعلك يا ست هانم!؟
تنهدت بشدة ثم أجابتها بوجعٍ: -
والله يا جميلة خايفة على جواد و مريم حياتهم بقت مرة كل واحد فيهم جوا وجع كبير أوي.

أمسكت جميلة بيدها حيثُ تعلم ما يدور برأس تلك السيدة العجوز، هي لا تريد إلا الاستقرار لاحفادها
طمنتها ب: -
بكرا سي جواد يتجوز وتطمني عليه وست مريم وهي مبسوطة مع جوزها وربنا يفرحهم دايما ودايما
هزت رأسها بلا وكأن قلبها يقول غير ذلك: -
حاسة إنها زعلانة من حاجة بفكر أعزمها بكرا هي وجوزها واتكلم معاها أو أروح لها.
ابتسمت جميلة ثم قالت بتمني: -
إن شاء الله ما فيش حاجة يا ست حكمت!
بلهفة شديدة قالت: -.

يارب يا بنتي يارب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة