قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع

رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع

رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع

فرمل مازن السيارة بفزعٍ شديد واتسعت عيناه بدهشةٍ أشد! لقد قفزت نورهان بالفعل من السيارة!
خرج من سيارته بكُل ما يمتلك من سرعة ليجدها تتوجع على أسفلت الشارع، انحنى على ركبتيه آخذًا إياها بين ذراعيه صارخًا في وجهها:
أنتِ اتجننتِ بتعملي كدا إزاي؟!
تجمهر الناس وأصبح هو زوجته في وضع لا يحسد عليه، ..

أسرع يحملها وادخلها إلى السيارة مجددًا صائحًا في هذا الحشد من الناس من فرط عصبيته الشديدة، بينما استقل مازن السيارة وانطلق بها إلى أقرب مستشفى وهو يعنفها بقسوة عارمة، بينما هي تتوجع وهي تمسك ذراعها اليمنى باليسرى وتردد:
دراااااعي درااااعي.
مازن ثائرًا:
بيوجعك صح؟ أكيد اتكسر في وقعة زي دي وتستاهلي عشان مافيش حد عاقل يعمل كدا.
فصرخت بانهيار وهي تبكي بألم:
أخرس بقى أنت إيه معندكش إحساس أنت مش بني آدم.

اصبري عليا يا نورهان دا أنا هكسرلك عضمك كله على اللي عملتيه دلوقتي دا أنا هعرفك إزاي تعملي كدا.
يا أخي أنا بكرهك ومش طيقاك طلقني لو عندك دم انسان بارد.
نظر لها بحدة شديدة:
لسانك كمان عايز قطعه وعشان سكتلك سوقتي فيها.
قالت وهي تتألم من بين دموعها:
هنتظر إيه من واحد خاين زيك!
التزم مازن الصمت القاتل وهو يضغط على أسنانه وأزاد سُرعة القيادة بعد جملتها التي أصابته في مقتل!

جلس يزيد في حديقة القصر صباحًا شاردًا باختناق شديد، بينما حاجباه الكثيفان معقودان بقسوة كما أظلمت جميع ملامحه منذ البارحة وهو على هذه الحالة لم ينم طوال الليل وقضى ليلته في أرقٍ تام.
شعر بيدين تضغطان على كتفه من الخلف فعلم أنه إياد ابتسم دون أن يلتفت وفتح له ذراعه مع قوله:
تعالى.
جلس إياد جوار أبيه متنهدًا قائلا في تساؤل:
حضرتك مش رايح الشغل النهاردة يا بابا؟
يزيد بجديته المعتادة:
تقريبًا كدا.

بقالك كتير مش بتاخد أجازة يا بابا
ابتسم يزيد قائلا:
فعلا وعشان كدا أخدت النهاردة.
إياد في حذر:
بابا حضرتك متضايق كدا عشان ضربت جنات صح؟
يزيد بعد لحظات طويلة من الصمت مجيبًا:
صح، عشان أنا متعودتش أمد إيدي عليكم بس هي اللي اضطرتني أعمل كدا لأنها كلمتني من غير احترام وأنا مربتكوش على كدا يا إياد.
صمت إياد قليلاً قبيل أن يتكلم قائلا:.

أنا حابب أعيش مع حضرتك يا بابا بصراحة أنا بحب عمتو زهراء وبحب البيت دا عشان خاطر هي موجودة فيه، لما بنروح عند ماما مش بتتكلم معايا خالص بتتكلم مع جنات بس وأنا ولا كأني موجود.
لف يزيد ذراعه حول كتفيه وشاكسه قائلا:
ممم يعني انت بتحب البيت دا عشان خاطر زهراء بس؟ اومال بابا ولا حاجة يعني؟
ضحك إياد ببراءة قائلا:
لأ طبعا يا بابا وبحبك أنت كمان بس ساعات بتقعد تزعقلي كدا كتير لكن عمتو لأ..

بزعقلك لما بلاقيك أهملت في مذاكرتك أو أهملت في أي حاجة حلوة علمتهالك لأني عاوز أشوفك أنت وأختك أحسن ناس في الدنيا.
صباح الخيراااات.
قالتها زهراء ببهجة معتادة منها وهي تتقدم منهما وتجلس بينهما بمزاح قائلة:
وسعولي كدا.
ضحك يزيد وصمت بينما قال إياد بمرح:
صباح النور يا عمتو أنتِ خدتي المكان كله!
زهراء بغضب طفولي:
قصدك إني تخينة؟ لأ لأ عيب كدا يا إياد.
قهقه يزيد آنذاك ضاحكًا مع قوله:.

هتزعل عمتك منك كدا يا إياد.
أنا عود فرنساوي أوي يا حبيبي ولا أنتوا ليكوا رأي تاني؟
قالا الاثنان معا:
لأ طبعا ملناش!
فضحكت زهراء قائلة:
طب يا إياد يا روح عمتو اطلع بقى ذاكرلك شويتين كدا عشان عاوزة باباك الزعلان دا في موضوع مهم.
أومأ إياد برأسه وذهب ضاحكًا، فنظرت زهراء إلى أخيها وقالت بعتاب رفيق:
إيه اللي عملته مع جنات دا يا يزيد؟
يزيد آخذًا نفس عميق مع قوله:
مكانش فيه حل تاني كان لازم تفوق.

وفكرك هي كدا فاقت؟ أنا نبهتك قبل كدا وقولتلك لازم تصاحبها لأنها في سن خطر.
انفعل قليلا:
أصاحب إيه؟ طول ما أمها موجودة في الحياة أصلا مش هتتعدل أبدًا.
أنا عارفة كل دا، بس أنت تتعامل بذكاء وتحببها فيك.
مش عارف ومش هعرف الغلط عمري ما هسكت عليه معنى كلامك أني أسكت ومش هسكت.
زهراء بتفهم:
لأ يا يزيد والله مش قصدي تسكت على الغلط قصدي بالتفاهم.
جربت منفعش سبيني أتعامل معاها بالطريقة اللي أنا شايفها صح.

ما أنت شايفها صح بس هي غلط!
زفر يزيد بحدة، فتابعت برفق:
مش قصدي ازعلك بكلامي بس بجد لازم انبهك أنا آسفة، خلاص مش هتكلم دلوقتي في الموضوع وأنا هتكلم مع جنات وأهديها خالص متقلقش أنت.
قال يزيد بجدية شديدة:
وعرفيها إني عمري ما هسيبها لأمها ومش هسمحلها تعمل حاجة غلط.
حاضر يا يزيد هعمل كدا، بص لي كدا بقى عشان عاوزاك في موضوع تاني.
نظر لها بضجرٍ مع قوله:
خير.
العروسة!

ضغط على نواجذه وأدار رأسه إلى الجهة الأخرى، فقالت ضاحكة:
ماما قالتلي أمهدلك الموضوع وبصراحة أنا حابة الموضوع أوي.
عاد ينظر لها باستغراب مع قوله:
ليه حابة الموضوع؟
عشان العروسة إنسانة محترمة وكويسة بنت خالتنا إكرام قبل ما تقول أي حاجة وعارفة إنك مش بتحبها بس بنتها غيرها خالص بجد.
يزيد محاولا ضبط أعصابه:
هو فيه واحدة كويسة أصلا؟
زهراء بعتاب:
يعني أنا وحشة ومش كويسة بقى على كدا؟

حدق يزيد بالفراغ قائلا بتنهيدة طويلة:
أنتِ حاجة والباقيين حاجة!
زهراء مسترسلة:
مافيش الكلام دا وزي ما فيه الحلو فيه الوحش كمان، صدقني فيه بنات حلوة كتير افتح قلبك وجرب..
واشمعنى دي اللي ماما قالت عليها؟
عشان كويسة وبنت محترمة جدا أنا عارفاها كويس هما مش بيجوا كتير عندنا عشان هي بتتكسف تيجي مامتها بتحسسها إننا حاجة وهما حاجة وهي عندها كرامة وكدا بس بجد أنا أضمنها برقبتي
يزيد ساخرًا:.

مش للدرجة دي يا ست زهراء، عموما يا ستي هجرب.
تمام، حلو اوي هما جايين النهاردة زيارة عشان تشوفوا بعض يعني وتتكلموا وكدا..
ضحك يزيد مستطردًا:
والله المعروف إن العريس بيروح للعروسة مش العكس ودا أكبر دليل إن خالتك دي واحدة بتاعة فلوس وجايبة بنتها لحد هنا عشان الفلوس حاجة غريبة.
زهراء بهدوء:.

دا اقتراح ماما وهما وافقوا، وقلتلك رنا غيرهم أنا عذراك عشان أنت مش بتشوفها كتير بس أنا بشوفها وبتكلم معاها وعارفة بقولك إيه.
طيب!
بعد ثلاث ساعات متواصلة من تحاليل وأشعة وتجبيس ذراع نورهان، خرجت أخيرًا من المستشفى بصُحبة مازن الذي قال بحدة:
أبقي كلمي مامتك لأنها مبطلتش اتصال!
ردت عليه بحدة مماثلة:
مش هكلمها لأني هاخد تاكسي دلوقتي وأروحلها!
مازن بنبرة محتدمة:.

كفاية كدا واركبي العربية لأني مش هسيبك وفري على نفسك الفضايح اللي ممكن تحصل دلوقتي في الشارع.
تأففت بضيق واضح:
يا أخي نفسي تعتقني لوجه الله أنا مش عاوزاك هي عافية!
اقترب منها قائلا بهدوء صارم:
عافية..
اووووووف!
اركبي يا هانم
نظرت له باشمئزاز وركبت السيارة مضطرة لذلك، فتنهد بارتياح وصعد جوارها قائلا وقاصدًا إغاظتها:
سلامتك...
فضغطت على أسنانها قائلة بعصبية:
بجح!

ارتدت رنا ملابسها الفضفاضة البسيطة بغير نفس ودموعها لم تجف كلما نظرت إلى المرآة تشعر كمن تُسلب منها روحها..
أيعقل أنها هي من تذهب إلى الرجل وليس هو! إن كان هو متعالي للغاية ف ماذا عن والديها؟
كانت تظن أنها غالية عندهما لكن لم يظهر منهما إلا الخذلان والألم!
دخلت والدتها إلى الغرفة وهي تتفحصها من أسفلها إلى أعلاها قائلة بنزق؛.

إيه اللي أنتِ عاملاه دا وإيه الهدوم الواسعة دي؟ وبطلي ياختي عياط بقى وحطي شوية مكياچ عشان لما يشوفك تعجبيه!
أردفت رنا من بين دموعها:
هو دا اللي عندي ولو مش عاجبكم مش راحة وسبيني في حالي بقى حراااام عليكي.
طب أخرسي خالص وافردي وشك ويلا قدامي كدا عشان منتأخرش!
وسارت معها بلا حيلة...
كذلك ارتدى يزيد ملابسه بشرود أمام المرآة وهو لا يعلم لمَ هو منصاع لهذه الدرجة؟
لمَ؟

لمَ لم يرفض ويفعل ما يحلو له كعادته؟ إنه يفعل لأول مرة شيئاً لا يرغبه..
ربما لأجل سيرين؟!
لأجل أن يمحها من ذاكرته نهائيًا؟
سيرين تلك اللعنة التي أصابته ولم يتخلص منها بعد هو يقاوم بكل قوته لأجل أن ينفي حبها وسينفيه هذا وعده لنفسه...
يصدح رنين هاتفه فجأة معلنًا عن إتصال، ورفع أحد حاجباه متهكمًا عندما وجد أن المّتصل هي سيرين!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة