قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني

رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني

رواية نيران الحب والقسوة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني

وعلى الرغم أنها كانت تتوقع رد والدتها هذا بشأن هذا الشاب إلا أن ردها الآن كان بمثابة طعنة قاسية دخلت إلى قلبها فمزقته..
ابتلعت ريقها وقالت بثبات:
ممكن أعرف يا ماما إيه سبب الرفض؟
أجابتها إكرام بسخط:
شحات! عرفتي سبب الرفض يا رنا؟
بينما تتابع رنا بضيق شديد:
مسمهاش شحات يا ماما إسمها لسة بيكون نفسه..
طيب يا حبيبتي لما يبقى يكونها يبقى يتفضل غير كدا ميلزمناش واحد شغال عامل في سوبر ماركت مش لاقي ياكل..

ابتلعت رنا غصة مررت حلقها الآن وهي تستطرد:
يا ماما محمود بيجتهد وأنا مرتحاله نفسيا بالله عليكي اديله فرصة..
بقولك إيه يا رنا أبوكي زمانه على وصول وأنا عاوزة احضر الغدا قبل ما يجي وتبقى مشكلة وقفلي بقى على الموضوع دا عشان لو سمع ابوكي حاجة زي كدا المشكلة هتبقى اتنين وأنا مش ناقصة..
نهضت رنا عن مجلسها قبيل أن تهتف من بين دموعها:
بس دا ظلم أنا مصدومة من ردك انتوا كل حاجة عندكوا الفلوس وبس..

أسرعت إلى غرفتها عقب إنهاء جملتها وتركت والدتها تتشدق بضيق قائلة:
هو عشان مش عاوزكي تتعبي مع واحد مش لاقي ياكل أبقى كل همي الفلوس، أعوذ بالله منك بت!

أسرع يزيد في خطواته على الدرج في طريقه إلى غُرفة ابنته جنات بعدما أخبره إياد بما حلّ بها، وما إن وصل إلى الغُرفة حتى وجد شقيقته تخرج منها فدفعته برفق إلى الخلف في صدره وهي تقول بهدوء:
إهدى يا يزيد مافيش داعي للقلق.
يزيد متسائلا وهو يلتقط أنفاسه:
مافيش داعي للقلق إزاي؟ اومال إيه اللي إياد قاله لي دا؟
ابتسمت زهراء في هدوء وقالت بحزم هادئ:
روح على أوضتك دلوقتي يا إياد من فضلك.

انصرف إياد بالفعل وقال يزيد بعصبية:
في إيه يا زهراء بتضحكي على إيه دلوقتي؟!
قالت زهراء ومازالت تحتفظ بهذه الابتسامة:
كل الحكاية يا سيدي إن عروستنا جنات بلغت بقت آنسة جالها الألم متحملتوش وعشان مخنوقة زعلانة كمان فداخت شوية بس مش أكتر.
شردت عيني يزيد قليلا وابتسامة صغيرة شقت ثغره، هل مرت الأيام بهذه السرعة وكبرت إبنته الغالية، لم يدرك مرور السنين ولم يحسب لها حساب..
يزيد!

هكذا نطقت زهراء وهي تلكزه بخفة في ذراعه، فانتبه لها مع قوله:
طب هي عاملة إيه دلوقتي؟!
كويسة الحمدلله، بس لازم تعرف تتعامل معاها إزاي خلي بالك دا أخطر سن، البنت بتكبر وحاجات كتير بتتغير فيها وبتبدأ تحس بأنوثتها لو مصاحبتهاش وعاملتها بذكاء مش هتعرف تسيطر عليها يا يزيد...
يزيد وقد قال متنهدا:
وأنا كنت قصرت في إيه يا زهراء؟
ابتسمت وقالت:.

عصبي يا يزيد، عصبي جدا مش بتقدر تتحكم في نفسك لازم تهدى عن كدا وتاخدها في حضنك هي وأخوها، وازن الأمور يا حبيبي..
أومأ يزيد برأسه وقال:
تمام..
ربتت زهراء على كتفه وقالت:
ادخلها وأنا راحة اوضتي...
لكنه أوقفها عندما قال لها بجدية:
زهراء، محل الورد اللي كان نفسك فيه بقى جاهز..
وادخل يده في جيبه ثم أخرجه مع قوله:
ودا مفتاحه، مبروك عليكي..
شهقت زهراء بفرحة عارمة كما وضعت يدها على فمها قائلة:
أنت بتتكلم جد؟ بجد؟

كشر يزيد عن جبينه ثم قال بجدية مصطنعة:
من امتى بهزر..
اندفعت محتضنة إياه بعفوية وقبّلته بتلقائية بينما تهتف:
ميرسي جدا يا يزيد ربنا يخليك ليا يا حبيبي..
أما هو فقد ربت على ظهرها قائلا بحنو:
لو طلبتي عنيا هديهالك يا زهراء أنتِ أختي.
أحسن أخ في الدنيا أنت..

منحها ابتسامة أخيرة قبيل أن يلج إلى غرفة ابنته التي كانت مستلقية على فراشها، وما إن رأت أبيها حتى نهضت جالسة بخجل تام، حيث توهجتا وجنتاها بحمرة شديدة وانتشرت قطرات العرق على جبينها، بينما يجلس يزيد جوارها ويمسح على شعرها قائلا ببسمة حانية:
سلامتك يا قلب بابا..
قالت جنات بصوت متحشرج قليلاً:
الله يسلمك يا بابا.
لسة زعلانة؟
حركت رأسها سلبًا في صمت، فتابع يزيد بنبرة جادة:.

بكرة لما تكبري شوية عن كدا هتعرفي إني اكتر واحد بيحبك في الدنيا، وإن كل تصرفاتي اللي مش عجباكي دي لمصلحتك أنتِ وأخوكي بس..
تنهدت جنات ثم أردفت:
بس مامي بتوحشني وببقى نفسي اقضي معاها يوم على الأقل أنام معاها وأسهر معاها أنا ببقى محتجالها أوي يا بابي..
مسح يزيد على وجنتها المتوردة بكف يده، ثم تابع حازماً:.

عارف وفاهم كل اللي هي بتقوليه أنا مش هقدر اكرهك فيها زي ما هي بتعمل لأنها أولا وأخيرا والدتك وبرضوه هنفذلك رغبتك رغم إني مش راضي عن دا وهخليكي تباتي عندها بس يوم واحد بس في الأسبوع..
جنات بابتسامة:
طب وباقي الأسبوع؟
ممكن زيارة بس بيات لأ والزيارة مش كل يوم طبعًا، تمام؟!
أومأت برأسها في طاعة واضافت بامتنان:
ميرسي جدا يا بابي
نهض يزيد آنذاك قائلاً:
هسيبك ترتاحي.

وانصرف تاركة إياها تتنفس الصعداء وهي تلتقط هاتفها كي تخبر والدتها بموافقة والدها...

محل ورد؟
قالت السيدة ابتهال هذه الجملة وجميع ملامحها في تشنج غاضب، بينما تكمل:
شوفيلك حاجة اعمليها بدل الكلام الفارغ دا وإزاي يزيد يوافق يعملك المشروع الفاشل دا؟
بينما كان يزيد يهبط الدرج فاستمع لها وهي تقول ذلك، فراح يقول بغضب:
المشروع الفاشل دا من وجهة نظرك يا ماما لكن من وجهة نظرها دا حلمها اللي بتحبه وطالما بقى مبتعملش حاجة غلط فأنا هنفذلها كل طلباتها تمام؟

لأ مينفعش كدا يا يزيد تعالى خُد لك قلمين واقف ليه ما هو دا اللي فاضل...
زفر يزيد الهواء على مهل من بين شفتيه واستطاع السيطرة على انفعالاته فقال برفق:
العفو يا ماما جزمتك على راسي ياستي بس رفقا باللي حواليكي شوية مش كدا..
ابتهال ساخرة:
يعني أنا أم قاسية يا يزيد...؟
لأ أنتِ أم زي الفل، بس أنا لازم أرجع الشركة حالا اشوفك بليل بقى سلام!

هكذا انصرف ببساطة وترك والدته بصحبة شقيقته زهراء التي نهضت صاعدة إلى غرفتها أيضا وهي تبتسم بعفوية فاليوم تحقق حلمها الرقيق..

مساءً..
نزل مازن السلم بصحبة زوجته نورهان بعدما قام بمهمة المصالحة على أكمل وجه وانساها ما أحزنها كعادته دوما معها..
قلبها الذي يعشقه بشدة رغم مصائبه سيظل يسامحه ويعفو عنه..
كانت تجلس والدته في الردهة تشاهد التلفاز حين جلسا قبالتها، ، بينما يقول مازن:
مساء الخير يا ماما، أخبارك إيه؟
بخير يا مازن.
ردت باختصار ثم تابعت:
شوفي العشا كدا جِهز في المطبخ ولا لسة يا نورهان..

هزت نورهان رأسها موافقة وذهبت إلى المطبخ بخطواتٍ متمهلة، فيما قالت ابتهال بحدة بعض الشيء:
إيه يا مازن، فكرت في اللي قولتهولك؟
مازن متسائلا:
اللي هو إيه؟
نهرته ابتهال بشدة:
الجواز!
مش هينفع، يا ماما بعد اذنك متفتحيش الموضوع دا تاني عشان نورهان بتضايق جدا!
استطرد ابتهال بغضب:
يعني عشان خاطر نورهان بتضايق جدا تعيش وحيد من غير ولد يسندك؟!
زفر مازن بضيق:.

نورهان معندهاش حاجة تمنع، هي مسألة وقت وهتخلف وهيبقى عندي ولاد وكل حاجة ريحي نفسك أنتِ عشان السكر ميعلاش عليكي!
كشرت ابتهال عن جبينها وقد قالت:
أنت طالع قليل الادب كدا لمين يا ولد؟!
مش عارف! هقوم أشوف الأكل عشان عندي شغل...

تركها واتجه إلى المطبخ أيضا حيث توجد زوجته دخل فوجدها تساعد الخدم هناك في إعداد الطعام، اتجه نحوها واحتضن خصرها من الخلف بينما يهمس في اذنها:
مش قولتلك متعمليش حاجة في المطبخ؟
احمر وجهها خجلا وزاغت عيناها بتوتر قبيل أن تقول بخفوت:
مازن ماينفعش كدا ابعد عني لو سمحت شكلنا بايخ جدا!
طبع قبلة على وجنتها وضمها إليه أكثر ضاحكًا مع قوله:
ملكة النكد ومالكيش في الرومانسية زي جوزك..
يا مازن لو سمحت!

مازن للخدم قاصدا اغاظتها:
كله يبص قدامه..!
لأ بجد انت مش طبيعي ومجنون
بيكي، أنا أصلا اسمي الحقيقي مجنون نورهان..
تركها بعد إنهاء جملته هذه ولم يرحمها بعد، حيث أطلق لها قبلة هوائية وانصرف على ذلك تاركا إياها مبعثرة داخليا وخارجيا...!

يدخل ياسر مأمون إلى مكتب يزيد البحيري في زيارة مفاجئة لم تسُر يزيد قط!
فقد تجهمت قسمات وجهه واظلمت عيناه وهو يصافحه مرغمًا..
يبتسم ياسر باستفزاز وهو يقول:
أنا لقيتك مبتسألش قلت أسأل أنا إيه يا راجل يخونك الصداقة اللي كانت بينا؟!
يبادله يزيد ذات الابتسامة وهو يرد عليه:
كويس إنك أنت اللي بتقول، كانت، كان ياما كان كل واحد فينا دلوقتي له طريق..
بس أنا نفسي نرجع، ونبقى اكتر من الأول...

صعب أو مستحيل، قصر وهات من الآخر يا ترى إيه سبب تشريفك ليا النهاردة؟!
تنهد ياسر وراح يضع قدما على قدم مع قوله:
صفقة، زي ما بيقولوا كدا صفقة العمر، أنا بصراحة محتاج حد تقيل زيك كدا يدخل معايا عارف إن علاقتنا بايظة شوية بس اللي انكسر يتصلح يا يزيد..
يزيد مبتسماً:
صحيح، عندك حق اللي انكسر يتصلح بس بيبقى شكله مش حلو وباين أنه معيوب! قولي دي صفقة من صفقاتك الشمال وإضافة جديدة لفلوسك الحرام ولا إيه؟!

احتدت ملامح ياسر في شراسة قاسية كما احتقن وجهه بالدماء وهو يتابع بعصبية:
الزم حدك يا يزيد أنا ساكت لك بمزاجي بس كدا كتير، و
قاطعه يزيد محتدمًا:
ماحدش قالك اسكت هات اللي عندك يا حبيبي، ولو معندكش يبقى تقوم وتوريني عرض كتافك بالبلدي كدا...
أنت بتطردني، هي حصلت، أنا ياسر مأمون يا يزيد بتطردني من مكتب..
ضحك يزيد متهكما:
لو كرامتك بتنقح عليك يا استاذ ياسر مأمون الباب مفتوح يفوت جمل أهو..

نهض ياسر آنذاك بغضب جلي بعد أن رمقه بقسوة عارمة وراح يخرج من مكتبه في عصبية تامة وكان الشياطين تتلاعب أمام عينيه..

وعندما استقل سيارته أجرى اتصالا على سيرين وكل خلاياه غاضبة..
وما إن ردت عليه حتى قال بعصبية تامة:
إحنا هنتجوز وهنعمل فرح كبير موافقة ولا لأ...؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة