قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثاني بقلم أسماء صلاح الفصل الأول

رواية نيران أشعلت الحب الجزء 2 بقلم أسماء صلاح

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الثاني بقلم أسماء صلاح الفصل الأول

اخذ سالم السلاح و صوبه في اتجاه نور و لكن تلاقي سليم الرصاصة مكانها، سقطت نور على الأرض و هي تمسك بيده و صرخت بقوه سليم...، وضع يده الأخرى على موضع الإصابة و التي استقرت بالقرب من قبله... "روحي مع اهلك يا نور"... تعالت صرخاتها مره أخرى و قالت ببكاء مرير لا مش هسيبك...

نظر سامح إلى ابنته بتعجب و تأكد انها تحبه فعلا، و قال زين خذ الرجالة و أمشوا...، كان في تلك اللحظة اتصل سيف بالإسعاف، ظلت نور على وضعها بالطبع كانت كل البلد تشاهد ذلك الموقف الذي لم يستطيع أحد السيطرة عليه، امسك سامح ذراعها و قال قومي يا نور الناس بتتفرج علينا يا بنتي...، وصلت الإسعاف و عندما أصرت نور أن تذهب معه، منعها والدها و لكنها لم تستجيب له...، و ظلت متعلقة بيده... قال سليم بتعب وسط انفاسه المتلاحقة روحي يا نور...

-لا انا عايزة ابقى معاك...، اوصد عينه بتعب بالغ و قال روحي مع ابوكي يا نور، اسمعي الكلام عشان خاطري...، تركت نور يدها و كأنها، ذهبت سيارة الإسعاف و ذهب لم يتبقى سواها هي و الدها ... نظر له سامح فابنته لم تستجيب لكلامه و تستجيب لسليم، كان يشعر بالضيق و لكن تظاهر بعكس ذلك لكي لا تزمجر نور و قال يلا يا بنتي...

ذهبت نور معه و وصلوا إلى المنزل و كانت تبكي بحرقة شديده... نظر لها الجميع بدهشة و قال عبد الحليم اتصرف مع بنتك يا سامح... و بعد ما فترة العدة تخلص هنجوزها .. نظرت نور لهم بعدم اهتمام و صعدت إلى غرفتها فهي لا تفكر سوى بيه الان... صعدت رنا خلفها و دلفت إلى الغرفة و قالت انا هكلم سيف و نطمن عليه متخافيش.

-انا عايزة اروح لسليم يا رنا...، نظرت لها رنا و قالت حاضر استنى بس لما البيت يهدي...، بكت نور بشده و قالت لو سليم حصله حاجه هكون انا السبب...، ظلت رنا ترتب عليها بحنان...

في المستشفي انتظر بالخارج سالم و سيف... و تحدث سيف قائلا مش عايز حد من البيت يعرف مش ناقصه عويل حريم..، نظر له سالم و قال ماشي يا ابني بس و الله ما هسيب حقه و هقتل بنت ال... لم يكمل كلمته و زمجر سيف قائلا اوعي تفكر تيجي جانبها فاهم... عشان لحظة كمان و هنسي انك عمى...
اصدم سالم من طريقه سيف معه و قال انت ازاي تتكلم معايا أكدة... و انا مكنتش جاصد (قاصد) اخوك.

-قاصد و لا مش قاصد انا كلامي انتهى و ياريت تروح على البيت و مش عايز حد يعرف حاجه تمام... و قسما بالله لو كلامي متنفذش لأندمك يا سالم يا بنهاوي... و ادعي ان سليم يبقى كويس عشان لو حصله حاجه هشرب من دمك...، رمقه سالم بغضب و لكنه لم يردف بشي و غادر و تركه...
اجاب على هاتفه قائلا لسه في العمليات يا رنا...
-طب انا و نور هنيجي، تنهد سيف بحنق و قال هتعملوا ايه؟
-سلام احنا جايين...

نزلت نور و رنا من فوق، و القى سامح نظرته عليها و قال انتم رايحين فين؟.. اتجهت نور و وقفت أمامها والدها و قالت برجاء هروح لسليم...، رفض سامح بشدة وقال بعصبيه مفيش مروح لحد...

توسلت نور إليه  و قالت ببكاء: خليني اروح بس و بعد كدا مش هيبقي ليا علاقة بي والله بس خليني اشوفه...، كان سامح لا يصدق الحالة التي وصلت إليها ابنته كيف لها أن تحبه إلى تلك الدرجة... و أكملت مش هشوفه بعد كدا تاني... بس خليني ابقى معها دلوقتي...، سمح لها سامح بالخروج و هو يشعر بالشفقة عليها من تلك الحالة و ظل يتوعد اكتر بداخله إليه فهو اخذها منه...، ذهبت نور و رنا إلى المستشفى و بالتأكيد لم تصمت نور عن البكاء، لم يندهش سيف كثيرا فهو رآها في تلك الحالة من قبل، بعد مرور ساعات خرج سليم من غرفة العمليات و انتقل الى غرفة العناية المركزة...

و أخبرهم الطبيب قائلا هيفضل تحت الملاحظة و أهم حاجه يتجاوز مرحله الخطر، لأن الرصاصة كانت قريبة جدا من القلب و دا عمل بعض المشاكل... لم تستحمل نور أكثر و وقعت مغشيا عليها...
-نور؟!؟... اسندها سيف قبل أن تسقط من الغرفة و ادخلها احدي الغرف و دلف خلفه الطيب و قال انهيار عصبي...
قالت رنا ببكاء طيب هي هتفوق امتى؟

-اما اديتها مهدي و الله اعلم هتفوق امتى... بعد اذنكم... جلست رنا بجانبها و ظلت تبكي هي الأخرى...
-مش كفايه عياط بقا... نظرت له رنا فهو بالتأكيد ليست لديه مشاعر أو احساس كالبشر و قالت انت مش مبتحسيش، اخوك بين الحياة و الموت... و نور تعبت... نظر لها و قال دي مشاعر تافهة و سخيفة يا رنا...في حاجات أهم من العياط لاني مش هستفاد حاجه لما اقعد اعيط زي النسوان... كل الناس اللي حولينا مستنينا نوقع... و انا مستحيل اديهم الفرصة دي... و محدش قال اني مش زعلان على اخويا...و خرج بعد ذلك من الغرفة فهو حتى و إن كان صلبا... فهو بداخله حزنا عميقا على ما حدث لشقيقه... ظلت رنا بجانبها نور هكذا لفترة و بعد ذلك خرجت من الغرفة، كان سيف جالس و يدفن وجه بين راحه يده..."سيف"
نظر لها و قال نعم؟

-اسفه على كلامي بس انا خايفه على نور و زعلانه على سليم...
-عادي و أكني سمعت حاجه اصلا... المهم خليكي جنب نور لحد ما تقوم و ياريت بلاش مجهود كبير عشان الحمل...، هزت رأسها و قالت طب هو سليم هيقوم امتي؟
-الله اعلم...

عندما ذهب سالم إلى المنزل اتصدم عندما علم بما حدث لابنته التي طلقها زوجها... صاح بصوت عالي قائلا يعني الكلام دا عاد... هو فاكر ايه ان  ملكيش أهل؟، كانت رغدة مازالت تبكي و منهارة، و هاجر ترتب عليها فهي الأخرى في خيبة أخرى، تدخلت توحيده و قالت اهدي بس يا سالم و سليم هيرجع لعقله تاني...، نظر لها بتهكم قائلا لا يا توحيده ابنك خلاص اتجنن بحته العيلة اللي ملهاش لازمه دي و انا مش هسيب حق بنتي اللي ضاع دا؟

نظرت منيرة لهم و قالت بحقد حق بنتنا مش هيضيع يا توحيده و اللي ابنك عمله دا مش هيعدي بالساهل ، سبها مرميه و مدخلش عليها و قمان (كمان) يطلقها...، تنهدت توحيد و قالت ليها حل يا منيرة...، تركهم سالم و ذهب إلى غرفته...، نظرت منيرة إلى توحيده و قالت ياريت تعقلي ابنك بدل ما هتبقى دبايح يا توحيده، فقدت توحيده اعصابها و قالت بضيق و بحده احفظي كلامك يا منيرة عشان انا مش هقبل كلام الماسخ دا...

أخذت هاجر شقيقتها و ذهبوا إلى غرفتهم...
-البيت شكله هيولع في بعضه يا رغدة و لسه عمك لما يعرف...، نظرت رغدة و هي مازالت تبكي و قالت ما يولع انا مش هسامح سليم واصال.. كفايه اللي عمله يطلقني انا عشانها، هي فيها احسن مني بس و عهد الله ما هسيبها، تعجبت هاجر من حديثها و قالت انتي اتخبلتي صوح، يعني ايه مش هتسيبها...
-يعني هي السبب في دا كله... ضحكت عليه و خدته... و اكيد هي اللي طلبت منه انه يطلقني
-و سليم هيسمع كلامها كيف عاد، و بعدين انتي خابره زين ان سليم مبيسمعش كلام لحد...

نيرة بقلق انا خايفه اوي على البنت ليعملوا فيها حاجه يا سامح...، تنهد سامح قائلا بنتك مش هتسكت انتي عارفه ان نور عنيدة و بعدين سليم مش هيعملها حاجه...، نظرت له بتعجب من تلك الثقة و قالت دا ليه؟

-بيحبها و بيحبها أوي كمان لدرجه انه فادها النهارده قدام البلد كلها...، لم تفهم نيرة شي منه حديثه و قالت برضو ايه العلاقة و بين سليم هيجيها ازاي؟ أهم حاجه بنتي ترجع لحضني يا سامح
تنهد سامح بحيرة و شعر بقليل من السخرية فابنته الان تحت تأثير سليم  و قال بنتك مش هترجع لحضنك تاني غير ما حب سليم يتشال من قلبها...، لم تكن نيرة مصدقه ان نور تحبه إلى بهذه الدرجة التي يتحدث عنها سامح و قالت انا مش مصدقة والله! و هنخليها تكره ازاي؟

-هجوزها مازن... و خلي يخدها و يسافروا أمريكا ... و مع الوقت هتنسي..
-بالعافية؟... نظر لها و قال ايوه بالعافية و انا هحبسها في البيت لحد ما العدة تخلص و مازن يكتب عليها...
-و سليم هيسكت؟...
-مش عارف والله... بس انا مستحيل اسيب بنتي لي... كفايه اللي عمله و الذل اللي شافته معها...

صرخت نور صرخة مفزعة و قامت، انتفضت رنا من مكانها و قالت بقلق نور اهدي يا حبيبتي...
بدات نور في نوبة البكاء و قالت سليم فين؟ لسه مفاقش، نظرت لها بشفقه و حزن و قالت لسه هيبقى كويس يا نور متقلقيش...، نظرت لها بعدم تصديق و قالت حصله حاجه طيب؟

-والله سليم كويس... و بإذن الله هيبقى احسن متقلقيش بس المهم احنا نروح و نيجي بكرا...، نظرت نور لها و قالت بحزم انا مش هتحرك من المستشفى غير لما سليم يقوم يا رنا...، تنهدت فذلك الإصرار سوف ينتج عنه مشاكل و من الممكن يرفض سامح ذلك و لكن ان احد أجبرها شي الان فحتما ستنهار...، استجابت رنا لطلبها و اتصلت بخالها و أخبرته موافق سامح و تعجبت رنا من ذلك و عملت بأنه يخطط لشي و لكن لم يهم الان...

خرجت نور من الغرفة و أوقفها سيف قائلا رايحه فين؟
-داخله عند سليم، زفر سيف بحنق و قال نور ممكن تدخلي جواه...، صاحت به بقوة  و قالت ببكاء  ملكش دعوه انا عايزة اشوف سليم، نظر لها بدهشه و شعر بنظراته الناس له و قال ادخلي يا نور يا رب نخلص... تركته نور و ذهبت الي غرفة العناية، فتحت الباب و دخلت و عندما رأيته في تلك حاله شعرت بدموعها تنهال بشده على وجنتها... و اختراق قلبها، جلست بجانبه و أمسكت يده و قالت ببكاء يحطم القلب... بلاش يحصلك حاجه يا سليم انا بحبك اوي مش هقدر اعيش من غيرك والله.. و اجهشت بالبكاء بشدة والله مستعدة اعمل ايه حاجه بس انت تبقى كويس...بلاش تسيبني...

دلف سيف إلى الغرفة و كانت رنا جالسه على المقعد
-رنا لوسمحتي عقلي نور شوية... نظرت له رنا ببرود و قالت هقولها بطلي تحبي و لا اعمل ايه؟
-لا بس مينفعش اللي بيحصل دا؟، نظرت إليه و قالت انت بس لسه اللي أعصابك باردة... و ملكش في الحب...، نظر لها بتكهم و قال حب ايه دا جنان...؟
-لا مش جنان الحب تضحية و وفاء، لم يعجب بحديثها و قال بس مش لدرجه اني اضحي بحياتي يعني!،

تنهدت رنا و قالت لما تحب هتعرف أن حياتك بدون قيمة غير مع اللي بتحبه و ساعتها هتبقى مستعد تضحي بحياتك...، عقد حاجبه وقال اممم دا واضح انك عندك خليفة كتير عن الموضوع دا؟، نظرت له بتعجب و قالت يعني انا بتكلم في ايه و انت بتفكر في ايه!... نظر لها قائلا ماانا مش كيس جوافة و بعدين انا لو شكيت فيكي هقتلك...

نظرت له بتعجب و قالت انت روحت أجوزت عليا و انا متكلمتيش و لا عملت حوار فكبر دماغك مني انت كمان...، زفر سيف بضيق و قال هو اللي يعرفك يعرف يتجوز بلا خبيه، لم تعلم كيف تبسمت في ذلك الموقف و شعرت بالشماتة فيه و قالت يا خساره ازاي كدا بس؟... يعني عدي اسبوع... لا صعبت عليا والله
-انت فرحانه فيا؟

-اوي والله احسن...تعيش و تاخد غيرها بقا... و بعدين لما انتم مش قد الحاجه تعملوها ليه؟... نظر لها بضيق و قبل أن يرد عليها قطع حديثه رنين هاتفه و أجاب على والدته خير؟
توحيده ببكاء انت فين يا سيف... اخوك مش بيرد عليا ليه؟
-مش عارف اول ما اوصله هكلمه في حاجه و لا إيه...

-عمك قالب البيت يا ابني، زفر بغضب و قال طيب قوليله يخرس عشان انا مش طايق نفسي و لو جيت لي هقتله، تعجب توحيده من نبرة سيف و قالت عيب أكده يا ولدي دا عمك و في مقام ابوك و ابوه مراتك...
-بلا مراتي بلا زفت انا مش طايقها و لا هي و لا ابوها...

-حرام عليك يا ولدي هاجر بتحبك.. و انت أكده بتظلمها معاك.. و بعدين اوعي تكون عملت زي اخوك و مدخلتش عليها... تنهد بضيق و قال و لا دخلت و لا خرجت و سلام دلوقتي عشان عندي شغل و لو الكلب اللي اسمه سالم دا عمل حاجه كلميني... و اوصد المكالمة، كانت رنا استمعت للمكالمة بالكامل و لكنها تظاهرت بانشغالها في الهاتف... شعرت بالفضول و قالت هو انت ليه؟ قصدي يعني...؟! نظر لها و قال عادي مش ناقصه بلاوي..

-بس دي بنت عمك...!
-عادي مش حابب و بعدين انا عارف تفكير هاجر و اكيد هتبقى عايزة تربطني بعيال و شغل الحريم دا...، نظرت له و قالت اومال انتم متجوزين ليه؟ اكيد هي هتبقى عايزة تخلف ايه بنت بتكون كدا...

-طب ما انتي مكنتش عايزة؟، نظرت له و قالت اخلف من راجل متجوزني لمتعه و بس دا انا ابقى عبيطة و بعدين مكنتش اتمنى ان يبقى ليا ابن منك بس للأسف كل حاجه اتقفلت في وشي... بس على فكره احنا لسه فيها ممكن اعمل العملية..، تنهد بضيق و قال اني عمليه؟
-خلينا منطقين اولا الطفل دا احنا مش عارفين مصيره ايه و انا مستحيل اكمل معاك.. و أهلي ميعرفوش حاجه و بكدا انا هكون بدمر حياة طفل للأبد...فانت تقدر تقنع ايه دكتور يعمل العملية دي حتى لو بشكل غير قانوني... عشان نرتاح..

-انسى الموضوع دا يا رنا مفيش عمليات هتتعمل و زي ما قولتلك عايزة تسيبي سيبي و انا هتصرف، زفرت رنا بضيق و قالت و هتقوله امك رميتك و مشيت و لا هتقوله ميته...؟
نظر لها بغضب قائلا اللي انتي عايزها فيهم...، و خرج سيف من الغرفة و تركها في حيرتها فالأنجاب منه ليس أمر سهلا و كذلك تركها لطفل لمجرد أن سيف هو والده فهي من المستحيل أن تكمل حياتها مع سيف...

لم تشعر بعدد الساعات التي مرت عليها و لم تهتم إليها فظلت بجانبه مستيقظة حتى صباح اليوم التالي...،خرجت نور من غرفة العناية و اتجهت إلى الغرفة التي تجلس بها رنا و لم تجد سيف بالداخل فعلمت انه ذهب... ايقظت رنا قائلة رنا... رنا..، انتفضت رنا فالظروف لم تساعدها على الاسترخاء و قالت بقلق في ايه يا نور حصل حاجه...؟!

-لا سليم لسه مفاقش... تنهدت رنا و قالت لها لكي تبعث إليها بعض الاطمئنان هيبقى كويس بإذن الله متقلقيش.. هو سيف راح فين؟
-مش عارفه... تلاقي مشي...
المهم دلوقتي احنا لازم نروح ابوكي سكوته مش مريحني يا نور...

-يعمل اللي عمله بقا المهم اطمن على سليم الأول... كفايه انه حصله كدا بسببي...نظرت لها رنا و قالت نور متنسيش انكم اطلقتوا و وجودك هنا... قطعها نور قائلة انا هنا عشان حصله كدا بسببي و عايزة اطمن عليه...، عقد رنا حاجبها و قالت يعني مش عشان بتحبي...؟

-لا خلاص مبقتش بحبه... كل واحد راح لحاله...،لم تقتنع بكلامها و قالت اكيد طبعا كل شي انتهى واضحه يعني! نظرت لها بغيظ و قالت على فكرة انا مش بهزر يا رنا... دا اتجوز عليا... و انا مستحيل اسامحه على كدا خالص...
-اممممم ايوه اوعي تسامحي انا عارفه ان قلبك قاسي اوي...

اتنرفز سامح و قال ايه يا عمي اللي بتقوله دا؟
-عندك حل تاني... انت مش هتعرف تقف قدام سليم و انت عارف انه هيرجعها تاني...
-مستحيل اعمل في بنتي كدا...؟

-سمعه العلية بتاعتنا كلنا يا سامح و انا مش هسكت على اللي حصل و انت لازم توافق مش بكيفك فاهم... و لما تتجوز أبن فاطمة تبجي تعملوا اللي عاوزينه غير أكدة قسما بالله لأقتلها بأيدي مش ناقصة فضايح... و لو مش عجبك كلامي هتمشي من اهني و هتنسي أن ليك عيله و مش هتاخد و لا مليم من فلوس السويفي و اظن انك عارف ان كل حاجه تحت يدي يا ابن اخوي

دلفت نور إلى سليم مره أخرى و لكنها وجدت الطبيب بالداخل.. سألته قائلة هو كويس؟
-اهااا المؤشرات كويسه و تجاوز مرحله الخطر... تنهدت نور و قالت شكرا...، خرج الطبيب.. اتجهت نور لتجلس على المقعد...، شعرت بتحرك يده و تكلم بصوت خافت يدل على ما يشعر به من تعب "انا كويس يا نور"... خفق قلبها بشده عندما استمعت إليه و قالت سليم انت كلمتني صح؟، ابتسم بوهن و قال اممم
زفزت الدموع من عينها و قالت طب متتكلمش غلط عليك...
-سيف فين؟
-مش عارفه استنى هطلع اشوفه و اجي...
طرق سيف الباب و دخل...
-كنت فين؟

-برا  و وضع الشنطة على الطاولة و قال دا اكل ليكي انتي و نور...، فتحت نور الباب و دخلت و قالت سيف سليم عايزك، خرج سيف معها و ذهب إلى شقيقه
دلفوا إليه و كان سليم اعتدل في جلسته، تعصبت نور و قالت بحده انت قومت ليه؟، التفت سيف  ليها عاقدا حاجبه بدهشه  فهي تتصرف كأنها والدته و لم يعلق فهو اعتاد على تصرفاتها الغريبة.

ابتسم سليم فهو يعلم بأنه شقيقه لا يستطيع السيطرة عليها و قال بهدوء يتناسب مع ذلك الألم الذي يشعر به فتلك الإصابة لن تجد هينه "متخافيش يا نور انا كويس"..
نظرت نور ليهم و قالت بنبره أمره ياريت بلاش كلام كتير و الدكتور هو اللي قال كدا... انا خارجه و راجعه بعد عشر دقائق تمام... اومأ سليم برأسه، خرجت نور و نظر إلى سيف و قال عمك خد بالك منه لأنه مش هيكون ناوي على خير..

-عارف متقلقش انت انا هتصرف معها لو فكر يعمل حاجه هتصرف معها و انا نبهت عليه ميجبش سيره لحد من البيت
-و مش عايز ابوك يوصله الأخبار دي...
-هحاول...، دلفت نور إليهم و قالت الوقت خلص...

زفر سيف و قام و قال والله لو ما سكتي لأحبسك في اوضه الفيران (يقصد بها الفئران)، نظرت له نور بغيظ و قالت مبخافش على فكره و اتفضل بقا، تعجب سيف من لسانه السليط و علم بأن لم تكن رنا فقط و لم يتحدث و نظر إلى سليم قائلا ربنا يعينك...
اتجهت نور ناحيه سليم و جلست بجانبه و قالت ممكن ترتاح بقا...

-خايفه عليا؟، رمقته بغيظ و قالت لا طبعا هخاف عليك ليه؟
-بحبك والله...
نظرت له بحيره فهي رغم ما حدث يخفق قلبها لكلماته، فالكلمة منه كفيلة بتحريك مشاعرها بالكامل و قالت و انا لا مش بحبك و مش طايقك و بكرهك...، ارجع راسه إلى الخلف بوهن و اوصد عينه، قلقت نور عليه بشده و قالت بلهفة سليم؟

-تعبان جدا و شكلي هموت...، انهالت دموعها مره أخرى و قالت بقلق و بكاء لا هتبقى كويس...، امسك يدها و قال والله بحبك و انا مكنتش اعرف حاجه... و مفيش حد هياخد مكانك
-كفايه كلام عشان متتعبش...

-مش تعبان طول ما انتي جنبي...، نظرت له بحزن و قالت شكلنا مش هنعرف نبقى مع بعض تأني خلاص كفايه مشاكل لحد كدا.. انت هتعيش حياتك و انا هعيش حياتي و خلاص بقا
-بجد؟ يعني انتي شايفه كدا...

رددت بجدية لا تتناسب مع ذلك الألم الذي يغزو قلبها فهي لم تريد الابتعاد و لكن ذلك ما قررته الظروف
-اهاا و بعدين انت اتجوزت رغدة خلاص و انا كدا مليش لازمه هعمل معاك ايه...؟
-أولا  هنتكلم بالموضوع دا بعدين يا نور... ثانيا ملكيش لازمه ازاي مش فاهم...؟!

-عادي يا سليم هكون معاك بعمل ايه و انت متجوز؟! و المشاكل بين أهلنا مبتخلص و لا هتخلص و انت عارف كدا كويس و مش هبقي فرحانه بالمشاكل دي و أفضل عايشه في قلق...
تنهد سليم و قال براحتك يا نور بس على فكرة انا لو عايز اعمل حاجه هعملها
زفرت بحنق و قالت انت بتهددني؟

-لا بس انا بحبك و انتي عارفه كدا... بس عادي عايزة كدا تمام... يلا قومي امشي بقا
رمقته بنظره حارقه و قالت مش ماشيه... ملكش دعوه...
ابتسم و قال خلاص خليكي...
-على فكرة انا مش هسامحك على اللي انت عملته و نفسي اقطعك ميت حته...
-طب هون عليكي تعملي معايا كدا؟
-اهاا تهون... مش انت بتتجوز عليا...

-اممم و هتجوز مرتين كمان لو فضلتي كدا...
-تعرف ان ممكن اموتك دلوقتي...، ابتسم و قال موتني...
-بارد اوي على فكرة... و بكرهك...و اردفت بضيق و غيرة  يارب تكون مرتاح و انت متجوزها كدا؟
-طب انتي مش هتروحي...؟
-لا مش هروح لما اطمن عليك الأول...

عندما فتحت توحيده الباب و دخلت انتفضت تقي من مكانها و لاحظت توحيده ذلك و قالت مالك يا بت اتخضيتي أكدة ليه؟، تلعثمت تقي و قالت و لا حاجه يا امي...، جلست توحيده فهي تلاحظ تغير ابنتها منذ أسبوع و قالت حالك مش عاجبني يا بت... علي طول جاعده اهني و محدش سامعلك حس و لا اللي اكنك عامله مصيبة.

توترت تقي و قالت مفيش حاجه بس رغدة كانت مشغولة مع سليم
-يا اختي اخوكي طلقها اول ما ابوكي مشي انتي و لا اكنك عايشه حدانا في البيت... و عمك قالب وشه و حاجه هم... ابجي (ابقى) روحي اقعدي مع رغدة و هاجر يا بنتي...، هزت تقي رأسها، خرجت توحيده و تركتها
تنهدت تقي و أمسكت هاتفها مره أخرى و اجابت عليه قائلة عايز ايه يا زين؟

-في طريجه (طريقه) احسن من أكده تتحددي بيها معايا بدل ما اعملك فضحية يعرف و سيرتك تبجي (تبقى) على كل لسان، زفرت تقي بحنق و قالت يعني انت عايز ايه؟
-هقولك بعدين بس هزعلك قوي لما تجاهلتي اتصالاتي تاني...، قفلت معه و رمت هاتفها على الأرض و هويت بجسدها على الفراش منهارة...

دلف مازن الي مكتب مصطفى و قال انت هتسافر امتي؟
-مش هينفع نسافر كلنا يا مازن.. انا هفضل هنا عشان الشغل...
-طب عايزني معاك؟
-عادي سافر انت... و انا لو لاقيت نفسي فاضي هاجي
-انت في حاجه مضايقك يا مصطفى؟

-لا تمام بس الشغل كتير اوي...
-هو مين الشريك الجديد اللي في الشركة لحد دلوقتي يعني مظهرش
-عادي هو لي نسبة من الأرباح...

في الصباح استيقظت تقي و دخلت إلى المرحاض و أخذت ذلك الشي الذي وضعته أمس قبل نومها ... و لكنها وجدت كارثة أخرى تحطم حياتها للأبد... و يأتي الاسواء من السيء...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة