قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي عشر

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول بقلم أسماء صلاح

رواية نيران أشعلت الحب الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي عشر

-ايه علاقتك بمازن يا نور... جحظت عينها بصدمه فهو يعلم بشي عنه و ان علم فماذا سيفعل بها الآن...
ابتلعت ريقها و قالت و انت مالك؟
امسك شعرها بقوه و قال انا جوزك و لا انتي ناسية؟، كانت نور تريد أن تعرف كيف علم بذلك و لكن من المؤكد أنه يراقبها أو يراقب هاتفها... و قالت بألم ملكش دعوه...
ابتسم بتهكم و قال زيك زي غيرك كلكم زبالة... لم تفهم نور ما قصده و لكن هي الآن تخشى منه أكثر و تريد أن تترك تلك الغرفة و تذهب... و قالت ببكاء سيبني... لو سمحت...

صفعها سليم بقوة و قال و حيات امي لوريكي و طلاق مش هتطلق و عايز اشوف الدكر بتاعك هيعمل ايه...؟
ظلت نور تبكي و دفنت وجهها بين كفيها و قالت انا معملتش حاجه، انت السبب في كل دا مش انا...
-اقلعي... نظرت له بصدمه... اقترب منها و قال انجزي و لا انتي فكراني هسيبك لي...
ارتعش جسدها بخوف و تعالت شهقاتها الباكية و قالت انت اللي اتجوزتني و انت السبب في كل حاجه انا مليش ذنب، انت اللي خدتني من بيتي و أهلي عشان تنقم لواحدة و برضو و مليش ذنب، طلقني...

جذبها من شعرها و أوقفها أمامه... قائلا براحتي يا نور انا حر
-و انا بكرهك اوي و بقرف منك، و محبتش غير مازن و مش هحبه غيره...،برزت عروقه و شعر بالغضب و دفعها لتسقط على الفراش و قال و انا هخليكي تكرهني اكتر،  و جث عليها قائلا لو قولتي اسمه تأني هقتلك... اوصدت عينها بخوف، قام سليم بنزع فستانها و ما أسفله، ظلت تبكي بشدة و بدأ جسدها في التشنج من البكاء و قالت بخفوت ابوس ايدك سيبني.. لم ينبه سليم لها و قبل شفتيها بعنف.. ابتعدت عنها و مسح دموعها قائلا مش هغتصب مراتي متخافيش... فتحت عينها و أخذت أنفاسها التي أخذت تلتقطها بصعوبة، نام سليم بجانبها و زفر بحنق فهو كان علي وشك اغتصابها... و لكن فكلماتها اهانت رجولته..

-بتحبي؟ أردت نور رأسها له و قالت سليم...
-نعم!
-طلقني أحسن لينا، و قول عليا ايه حاجه بس طلقني...
-انا مش عايزة، مستحيل حياتنا هتكون طبيعة...
-أول ما المدة تخلص هطلقك، و لا مستعجلة اوي عشانه...، تلاقت نظراتهم كانت تشعر أنها تحمل مشاعر له لم تكن كراهية فقط و لكن هذا لم يكون صحيح و قالت لما تحب حد هتعرف؟
-محدش يستاهل الحب اصلا...
-مش كله...
- نامي...
-هتقول ايه لعمتك؟
-هتصرف...

صمتت نور و كانت تريد أن تقوم لارتداء ملابس و لكنها خجلت فهو مازال مستيقظ...رن هاتفها و لسوء الحظ قام سليم ليرى من المتصل و رآه مازن، كبح غضبه و اتجه لها و اعطيها الهاتف، قامت نور و ثبت الشراشف عليها و وضعت الهاتف بجانبها، نام سليم و اعطي ظهره لها، نظرت نور عليه شعرت بدقات قلبها تزاد و كأنها تعنفها على شي ما، زفرت دمعه بحزن... طرق باب غرفتهم... قام سليم ليفتح و لكنه تفاجأ بوجود يسرا...
-انتي بتعملي إيه هنا؟

نظرت له بحزن مش قادرة استحمل فكرة انك مع واحده تاني يا سليم... انا بحبك...
زفر بحنق يسرا روحي و بلاش جنان...، وضعت يدها على صدره العاري و قالت مش بعد دا كله تتجوز واحده تانية...
-يسرا لو حد شافك هنا هتبقى مصيبة...، و لكنه قطعه خروج نور "اتاخرت ليه يا حبيبي"
سعل سليم بشده، و حدقت يسرا بها بغيظ  و نظرت إلى ذلك القميص التي ترتدي و غادرت...
دخل سليم و وقال انتي طالعة كدا ازاي؟
-عادي كنت بشوف في ايه و بعدين هي كانت عايزة ايه دلوقتي؟
-عادي مش موضوعك...

اقتربت منه و قالت بضيق واحده جايه لجوزي ازاي مش موضوعي؟
-مفيش حاجه... انا عايز انام... مسكت نور يده و قالت على فكرة من حقي اعرف...
-لا مش من حقك و اتجه إلى الفراش، شعرت نور بالغضب من تلك و اتجهت إلى الفراش و جلست قائلة  سليم لو سمحت قوم قولي هي كانت عايزة ايه عشان انا  مش هعرف انام...

زفر سليم بضيق و قام "بطلي زن بقا"
-كانت عايزة ايه منك و المفروض انها عارفه ان انهاردة يعني...
-افوووو انتي... قطعته نور بحده أنجز و قول...
تنهد سليم و قال نور انا عايز انام على فكرة... نظرت له بضيق و قامت من على الفراش و أمسكت هاتفها... و اتجهت إلى الشرفة، قام سليم خلفها و قال انتي بتعملي ايه؟

-و انت مالك ادخل نام...، زفر بضيق و قال اولا متقفيش كدا لحد يشوفك ثانيا ادخلي و متخلنيش افقد اعصابي
لم تنتبه له و أسندت على سور الشرفة
-نور لو مدخلتش...
-هتعمل ايه؟ حملها سليم و دلف إلى الداخل و انزلها على الفراش و قال اهمدي بقا... رن هاتف سليم و كان المتصل عبله نظر إلى الشاشة بدهشة و ترك الهاتف...
-مردتيش ليه؟
-عمتي...و اكيد مش هينفع ارد دلوقتي...، ازدارت ريقها بتوتر و قالت طب بكرا هتقول ايه؟
-مش عارف بس اعملي حسابك أنها ممكن تتوقف على كدا...؟
-لا مش هينفع...

-علي فكرة دي اخر حاجه هفكر فيها... نظرت له و قالت و انت اخر واحد هفكر فيه... تنهد سليم و قام و جلس على الاريكه و اشتعل سيجارته... قامت نور و جلست بجانبه و قالت سليم أنا عايزة أسألك علي حاجه؟
-اسألي
-جاوبني بصراحه طيب و انت لو سألت هجوبك بصراحة...
-هنلعب احنا... بس تمام اسألي و بس لو كدبتي هعاقبك...

-انت ليه عملت معايا كدا؟ يعني ليه دورت عليا و خدتني من عند جو؟ و ليه عملت معايا كدا من الأساس و خليت بابا يجي  مع انك كنت ممكن تبعتله الصور و خلاص... و ليه ساعدتني لما طلبت منك ساعت رنا و ليه دلوقتي كنت... صمتت نور لشعورها بالحرج و قالت انت فاهمني صح.؟

-ايه حاجه هقولها هتنسي انها اتقالت...خدتك عند جو عشان عارف انك مكنتيش عايزة تتجوزها و اكيد فكرتي فيه عشان مفيش حل تاني و انا كنت السبب اتجوزتك عشان عارف ان اهلي مش هيسيبوكي يمكن انا حيوان و زبالة زي ما انتي بتقولي بس انا مبظلمش حد، ممكن اكون اتصرفت معاكي غلط كتير و دا كأن من اسباب اني اتجوزك، لكن انا ولا ليا في اغتصب واحده و لا بغصب حد علي حاجه،  و ساعدتك عشان انا عمري ما رفضت اساعد حد و عشان مبحبش طريقة عازم في الشغل، و دلوقتي انتي اسمك مراتي لما اعرف ان مراتي بتحب واحد تأني و مش عايزة جوزها يلمسها عشانه فأكيد دا هيبقى رد فعلى و بعدين هو لو بيحبك كان اتصرف...
-يعني انت لو كنت مكانه كنت هتعمل ايه؟

-مكنتش هسيبك تقضي يوم واحد بعيد عني، نظرت نور له و قالت و لو لاقيت حاجه وقفتك؟
-اللي بيكون عايز حاجه مفيش حاجة بتوقفه...
-اسأل انت...
-لو طلبت منك اننا نفضل مع بعض هتوافقي و لا...؟ اكمل و لا هتجوبي الأول... تحممت نور و قالت كمل...
-و لو اشترطت عليكي قبل ما نطلق انك تبقى مراتي فعلى مش ورق بس هتعملي ايه؟، ازدارت نور ريقها فيبدو انه لم يقول سؤالاً جيد حتى الآن و اكمل  بتحبي مازن ليه؟، لو سنحت ليكي الفرصة انك تخونيني معها  هتقبلي؟

-لا كل الأسئلة لا... نظر لها و قال انتي كدا بتكدبي على فكرة... كانت نور لن تستطيع الإجابة على شي لم تعلم ذلك بسبب انها لم تجد اجابه مناسبة أو أنها لم تجدها من الأساس... "عاقبني" ابتسم سليم كانت نور تعشقه ابتسامته الهادئة التي لا يجد بها أي شي يمتثل إلى السخرية و التهكم و قال انتي اللي قولتي... غمض عينك...اغمضت نور عينها و قالت بتوتر هتعمل ايه؟... اقترب سليم منها و همس إمام شفتيها انتي اللي اختارتي و لو فتحتي عينك هعيد من الاول... قبل شفتيها و انحني بعد ذلك ليقبل عنقها... فتحت نور عينها و قالت سليم...

-نعم...؟
-و لا حاجه...انت ممكن تعملي حاجه وحشه؟ قبل شفتيها و قال انتي شايفه ايه؟
-ما تخليك كدا علي طول... ابتسم سليم و قال لا واضح انك حببتي العقاب جدا... احمرت وجنتها بخجل و قالت انت قليل الادب على فكرة و بعدين انت اللي بتعمل كدا مش انا...
-اممم فعلا...وضعت رأسها على صدره و قالت انا اسفه...
-على ايه؟
-عشان موضوع مازن...

-عادي اعتبرني نسيت... ابتعدت عنه و قالت ايه رايك نبقى صحاب...؟
ابتسم سليم و قال و تبقى فكرة كويسه برضو لما اجي اقولك انا نمت مع واحدة انهاردة و... قطعته نور بحده و قالت بغيرة لا طول ما احنا متجوزين دا مش هيحصل...
-والله لو مكنتش متعرفة انك بتحبي واحد تأني  كنت قولت انك بتغيري عليا...
ضحكت نور و قالت اغير عليك ليه يعني؟ عشان حلو شويه يعني لا عادي دي كلها شكليات بس و لا انت فاكر عشان انت حلو شويه هغير انا شايفك عادي جدا، أقل من العادي...

-بجد يعني لو واحد بتشوفي لأول مره مش هيعجبك، نظرت له نور و قالت هيعجبني...
-كدابة
-بس انت مغرور أوي
-واثق من نفسي اكتر مش مغرور و بعدين ما تحترمي نفسك...
-انا جعانه ما ساعة ما عرفتك و انا مش عارفة أوكل... ابتسم سليم و قال حاضر هطلب اكل حالا... قام سليم و طلب الاكل و طبعا باد ذلك غير خصوصا أن الساعة تخطت الثانية صباحا...
جلس بجانبها مره أخرى و قال شوية و الأكل هيبقى عندك...
-وانت مش هتاكل؟
-لا، هشرب بس...

-وانا عايزة اشرب، نظر لها و قال أظن انك فاكره المرة اللي فاتت...
-خليك جدع بقا و بعدين انا كان نفسي اجرب من زمان...، قام سليم و استلم طاولة الطعام و وضعها أمامها... تناولت نور الطعام و كان سليم يراقبها بهدوء و هو يرتشف كاسه...
نظرت له و قالت مش هتاكل؟ انت الخسران...
ضحك سليم فهي تتصرف بعفوية بالغه عشقها هو و ابتسم...

انتهت نور من تناول الطعام  و أمسكت الكأس لتشرب و قالت لو قولت حاجه بلاش تفكريني بها...، تناولته دفعه واحدة كما يفعل هو، فهي أردت أن تنسي ما حدث و ما يحدث و أيقنت انه حلا جيدا في ذلك... و قالت سليم...

-امممم، نور ما تجوبي على الأسئلة دلوقتي...كان سليم يريد أن يستمع إلى إجابتها فهي الأن لم تقول غير الحقيقه، أعاد هو الأسئلة عليها مره أخرى... ثنت نور ركبتيها و وضعت رأسها على قدمه و قالت حاسه اني عايزة أفضل معاك...، و موضوع اني مراتك على الورق بس ملل جدا و انت رخم بس انا بحبك ، و بكره معاملتك ليا، بتزعقلي كتير اوي و مش بتحبني و زفرت بحنق قائله هو انا ليه كل ما بحب حد مش بيحبني؟، احب مازن و اقوله يقولي انتي صغيرة و زي رنا، احب واحد مجنون زيك ميكنش طايقني اصلا و بينا مشاكل تفرقنا مدى الحياة... بس انا بكرهك برضو...هو انت ساكت ليه ما تبطل برود بقا..

ابتسم سليم فهي اتعرفت بحبها له و لكن ذلك لم يفرق كثيرا و قال بطلي انتي طول لسان...
-هو انت عرفت ازاي؟ موضوع مازن...؟
-أولا باب الاوضه كان مفتوح و انا دخلت و سمعت المكالمة و بعدين خرجت تاني عشان الفرح و الناس...قامت تجلس و قالت انت لئيم اوي على فكرة و بعدين انت السبب في كل حاجه...سحبها إلى صدره و حاوطها بذراعه و قال بحزن فعلا انا السبب في كل حاجه، اسف ...
-هو انت بتعمل كدا ليه؟ يعني كل دا عشان كنت بتحب ميادة و لا ليه؟
تنهد سليم فهي تعيد له ذكريات مضيت من أعوام...
-احكيلي...

-عشان كنت بحب يسرا، ايام ما كنت قدك كدا... كنت بحبها اوي و هي كانت نفس الكلام و في يوم بابا قال إنه عايز ياخد يسرا لفادي... انا وقتها اصدمت  و طبعا مكنتش اعرف هقول اني بحبها و لا هعمل ايه و أبويا اكيد ميكنش هيقبل.. اليوم دا كنت راجع من القاهرة اجازة كل أسبوع عشان كنت قاعد هناك بسبب الجامعة و كدا...

دلف سليم إلى المنزل و سلم على والدته و بعد ذلك صعد إلى غرفته كان يبحث عن يسرا في المنزل و لكنها لم يجدها فلم يسأل و صعد إلى غرفته و كالعادة ذهبت إليهم مثل كل مره .. اوصدت الباب خلفها و احتضنته و لكنها كانت تبكي بشده... استغرب و قال مالك يا حبيبتي في ايه؟
قالت و هي منهارة و تبكي بشده خالي قال إنه عايز يجوزني فادي يا سليم و معرفتش اقول و جدي قال إنه موافق..

تسمر سليم فهو لم يجد حلا حتى أنه لم يخبر احد بذلك غير شقيقته دينا و هي كانت الأقرب له و تعلم عنه كل شي، وشعر بتجمع الدموع في عينه فحبه الأول سوف يسلبه منه الزمن و سوف تكون زوجه أخيه، خرج و تركها... نزل إلى أسفل و دلف إلى غرفة جده... قبل يده و قال انا بحب يسرا...
اتسعت عينها بدهشه و صدمة قائلا ايه اللي بتجوله دا عاد يا ولد انت اتجننت و لا إيه عاد...؟
هتف بغضب و تلك كانت أول مره يرفع صوته علي جده: انا بحبها ليه اتجننت بقا... صفعه جده بقوه و قال بغضب بالغ الكلام الماسخ دا تكتم عليه فاهم...و لا رايد اخوك يعرف..

خرج سليم من المنزل و كأن لم شي أمامه فقد كان يشعر بالضيق و الاختناق... ركب السيارة و كان يقودها بسرعه جنونية، تكرر امامه و كل ما حدث، ضغط على البنزين لكي يزيد سرعته أكثر و لكن اصدمت سيارته بسيارة أخرى...
شعرت نور بالحزن عليه و قالت طب و بعد كدا عملت ايه؟ ايه اللي حصلك...
-اللي حصلي أن دي اخر مره فيها كان عندي احساس فيها بعدها فقدت كل حاجه...

لما فاق سليم من الحادثة وجدهم حوله و لكن كان يبدو عليهم الحزن البالغ... و كانت دينا منهارة، تقريبا كانت اكتر واحده بيحس انها صادقه و ليس لديها مشاعر زائفة... و كانت والدته تبكي عليه... سألهم قائلا في ايه؟

أخبرته دينا ببكاء قائله الحادثة أثرت على رجلك يا سليم و مش هتقدر تلعب كرة تاني... و دينا هي الوحيدة اللي كانت بتشاركني موهبتي لأني كنت بحب الرياضة و بالأخص الكرة بس دي كمان تخليت عنها ... و عرفت من الدكتور ان في احتمال أن رجلي تتقطع لان الإصابة كانت خطيرة اوي و في حل اني هدخل جراحه يا تنجح يا متنجحش و العملية كنت هعملها برا البلد، دينا فضلت معايا اليوم دا و طلبت منهم يمشوا، و فضلنا في المستشفى فترة و بعد كدا اتحدد ميعاد السفر، كنت روحت البيت و بجهز عشان اسافر و سمعت بتتكلم مع صاحبتها في التليفون...

-خايفه سليم يحصله حاجه في العملية دي والله،... يا بنتي احتمال يأجلوا للقطع...، مش عارفه والله؟ اهااا موضوع فادي لسه ماشي تمام... انتي بتقولي ايه؟...إجابتها الطرف الآخر يعني اللي اعرفه انك مش هتقدري تعيشي معها و احتمال نجاح العملية ضعيف و الله اعلم هيرجع أمتي فكدا خلاص انتي اتجوزي فادي و هو مش وحش يعني...

-مستحيل اعمل كدا انا بحب سليم و...،و لكن اقتنعت يسرا بكلام صديقتها و الذي بدأ منطقي نوعا ما و حتى لو كانت تحبه و ان تكلمت و أخبرتهم بحبها له فسوف تحدث مشكله و تخشى أن رفضت فادي فيعجز سليم...

ذهب سليم إلى منزله و هو يحمل الكثير من الخيبة، فهو لم تجاهد من اجله برغم انه كان علي استعداد بالتضحية بالكثير، وصل إلى أمريكا و كان برفقه دينا و سيف... ظل هناك لمده سنه و رجع متعافي... و كانت يسرا تجوزت شقيقه فكانت طول السنه أخبار سليم و دينا مقطوعه و سيف يطمنهم بين الحين و الاخر، تقريبا كانت تلك السنة هي درس قاسي بتعليم كل فنون الحياة، و ان الجميع يستطيع التخيلي و لم يكمل احد للنهاية و رجعت و انا عارف اني كدا خلاص كل حاجه انتهى مشاعري سابتها هناك، كنت عايز اثبت ليها اني هبقي احسن من كل دا رجعت الجامعه كل سنه كنت بجيب امتياز عملت نفسي بنفسي، اتجوزت ميادة بالعند فيها و عشان تبعد عني لاني مستحيل كنت هخون اخويا... و لكن من الواضح أن الخيانة هي اللي كانت بتدور عليا... و خلال كدا راحت دينا و اكمل بألم اللي كنت هقتلها بس مقدرتش... صمت سليم و شعر بذلك الدمعة التي اقتحمت عينه... "نور"...

كانت نور ذهبت في النوم و كانت وجنتها اغرورقت بالدموع، مسح دموعها برفق و قال اسف يا نور على كل حاجه وحشه حصلتلك بسببي و اسف على اللي هعمله معاكي عشان مش بمزاجي... و حملها و وضعها على الفراش و دثرها بالغطاء جيدا  و قبل جبنها...

ظلت يسرا لم يغفل لها جفن فهي تفكر بما حدث و تلك ثالث مره تفقده بها فلما  يعاتبها على شي مضى لما يجرحها بتلك الطريقة القاسية و مع ذلك هي الشريرة، كانت تشعر بتحطيم قلبها...

في الصباح لم تجد عبله سوى تقي و ياسر و توحيده إلى السفرة فقط، تعجب و لكنها عملت أن منيره فرضت الحصار عليهم و لم تتقبل الوضع و كذلك زوجها و حسن و لم تكثر لذلك و قالت ابنك هيجي يا توحيده و مش عايزه مشاكل واصال و البت صغيره فعتقيها للوجه الله
زمت توحيده شفتيها و قالت من تحت الضرس من عينا يا ام ياسر...
كانت عبله تعلم أن المنزل سوف يشتعل و لكن هي كانت تريد اخمادها بايه شكل...

ذهبت رنا إلى شركتها و كانت تفكر في بداية تلك الخطة  و لكن تفاجأ بدخول عازم وقفت في مكانها و قد تصلبت اوصالها و قالت بقلق عازم؟...
دلف بخطواته الواثقة و جلس على المقعد و وضع قدم على الآخرى  و قال اوعي تكوني فاكره اني انا كدا خوفت
-والله انت اللي خلفت كلامنا مع بعض و بعدين يعني مدتنيش فكرة عن الموضوع و بعدين انا مليش في الحرام... ابتسم عازم بمكر و قال بس انا زعلان منك...
قامت رنا من مكانها و جلست أمامه واضعه قدم على الأخرى و قالت اللي يرضيك انا تحت امرك بس عندي شرط صغير اوي
-قولي.

-عايزك تمحي اسم البنهاوي من السوق... بمعارفكم و بعدها انا تحت امرك بس بالحلال...
نظر لها و ابتسم فتلك الفتاة ليست هينه بالمرة و يبدو أنها تفوقه ذكاء بكثير و مع ذلك هو قبل ذلك الشرط قائلا تمام بس سيف لو شم خبر باتفاقنا مش هيطلع علينا نهار
ضحكت رنا بمياعه قائلة والله عيب لما عازم بيه يخاف من واحد ملهوش لازمه زيه...
واضح ان رنا قدرت تتضحك على عازم كويس و لكن هل سوف يحلفها الحظ أم لا... خرج عازم من عندها و أخبرت ندى بما حدث، دلف إليها مازن و قال عملتي ايه في الاجتماع...؟

-ولا حاجه بس وضع الشركة في النازل و خالو لسه مفاقش و بصراحه الدنيا باظت خالص
تنهد مازن بضيق و قال كنتي عارفة ان نور اتجوزت الحيوان دا...
استغربت رنا و قالت اهاا انت عرفت ازاي
-منها جات البيت...
-اممم و انت هتعمل ايه بقا؟ ما خلاص بقيت مراته.

-انا بحب نور يا رنا و مش هسكت غير ما أطلقها من سليم و معنديش غير حلين... اندهشت رنا و اتسعت ملقتيها قائلة والله بتحبها من امتى؟
- مكنش هينفع اقولها حاجه و هي كانت عايشه معانا، و كنت عايز اقولها بس كل حاجه جات ورا بعض و بابا مات...
تنهدت رنا و قالت خلاص خلصها من سليم بقا لو عرفت...
اتعصب عندما شعر أنها تسخر منه و قال ماشي يا رنا انا هقتل سليم... و خرج من المكتب غضبا...

استيقظت نور في الصباح و دلفت إلى المرحاض و أخذت شاور و ارتديت ثيابها، كان سليم سبقها و قال بحده انجزي...
نظرت له نور بتعجب فهو بالكاد لديه انفصام في الشخصية و قالت خلصت على فكرة...
-ياريت ملكيش دعوة بحد في البيت... مش ناقصة قرف...، ابتلعت نور ريقها و قالت حاضر مش هقرفك...
ذهبوا إلى المنزل و بالتأكيد لم يكون الاستقبال حافلا بالنسبة للجميع و كذلك رغدة التي لم تظهر بعد.. و أخذها و صعدوا إلى الغرفة...
-انا مش عايزة انزل ممكن...
-براحتك خليكي محبوسة هنا...

خرج سليم و تنهدت نور بضيق و أمسكت هاتفها و اتصلت برنا...
-سوري يا رنا امبارح معرفتش اكلمك...
-عادي المهم حصل ايه امبارح...
-محصلش حاجه يا رنا و بعدين انا بصراحه مش هقدر أنفذ حاجه انا خايفه...

زمجرت رنا بشدة و قالت نور انتي هيتمسح بيكي الأرض يا نور فوقي، ابوكي مرمى في المستشفى و عمك معرفش حاجه و حتى لو خبر الجواز راحله مش هيعمل حاجه... و حتى مازن مش هيعمل حاجه يا نور، هتسامحي في حقك واحد بهدلك و مسح بكرامتك الأرض و دمر سمعتك و خلي ابوكي يتبرأ منك...
تنهدت نور و قالت بس يا رنا صعب أوي
-بتحبي مازن يعني؟
-مش عارفه والله بصي اقفلي دلوقتي عشان انا مخنوقة جدا...

قفلت نور معها و تنهدت بضيق فهي لا تريد تنفيذ ذلك، عندما سمعت الباب سمحت للطارق بالدخول و كانت عبله...
-اتفضلي حضرتك...
دلفت عبله و شعرت نور بالقليل من التوتر و جلست أمامها... بدأت عبله بالحديث قائلة بصي يا بنتي انتي دلوك (دلوقتي) مراته و هو جوزك فخلاص سيبك من كل حاجه اهني.. و عيشي حياتك مع جوزك... لو حد جي جنبك انا هجبلك حقك
نظرت لها نور بتوتر بس حضرتك عارفه ان محدش في البيت هيتقبلني...

-و محدش في البيت هيعملك حاجه يا بنتي متخافيش طول ما انا موجوده...
-بس سليم هيتجوز بنت عمه و...قطعتها عبله و قالت وماله الراجل من حقه يتجوز...
-لا انا مش عايزة كدا...
-انتي عتحبي (بتحبي) سليم ولا ايه عاد...
-لا طبعا بس من حقي اني أرفض...
-عنتحدد (هنتكلم) بعدين في الموضوع بس المهم عايزة اسمع خبر مليح جريب (قريب)
-زي ايه؟
-انك تجيبلي حفيد...
تلعثمت نور و قالت إن شاء الله...

مر بضع ايام و لم يحدث شي جديد و كانت نور لم تفارق الغرفة لكي لا تتحدث مع احد و كان عمار يظل معها دائما...

دلفت السكرتيرة إلى سيف و قالت سيف بيه في مصيبة حصلت...
سيف بقلق ايه؟
-شحنه الخشب مطلعة، و الشغل واقف باله يومين و تقريبا كدا حد مدى اومر بكدا
اتنرفز سيف بضيق و قال تمام انا هتصرف، زفر بضيق فمن الذي تجرأ و فعل ذلك معه... و أجر بعض الاتصالات و علم أن ما ورا ذلك عارم... ابتسم بسخريه قائلا والله لأدفعك التمن يا عازم الكلب انت، بقى انت تعطل شغلي...

-يلا يا نور ننزل تحت و هنطلع الجنينة كانت نور مترددة و لكنها سئمت من الجلوس بمفردها و نزلت هي و عمار إلى أسفل و خرجت بهدوء إلى الخارج و جلست هي و هو أسفل إحدى الأشجار...
-هو انتي زعلانه ليه؟
ابتسمت نور و قالت مش زعلانه خالص...

-مش واضح يا نور... ابتسمت نور بحزن و قالت يا راجل... ضحك عمار قائلا طب يلا نلعب...و قام ليركض في الحديقة و يختبئ منها  و قامت نور خلفه  و ظلت تبحث عنه قائلا عمار انت فين اطلع بقا بطل رخامه... و لفت انتباها ذلك المشهد و الذي حطم قلبها قبل مسمعها إلى الحديث، انهمارت دموعها بغزارة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة