قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل العاشر

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل العاشر

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل العاشر

كان نضال ينظر الى شاشة هاتفه متابعا الأخبار حين رآها تخرج من الحمام، كانت صورة مجسمة للإغراء، تلبس قميصا قصيرا أبيضا يظهر قدميها الجميلتين وروبا قصيرا تحاول ان تضمه على صدرها بتوتر خجول. شعرها الندى يتساقط على وجهها بنعومة، لا تضع على وجهها أى مساحيق تجميل فبدت بريئة للغاية، فاتنة للغاية ومغرية للغاية، جلست امام المرآه تسرح شعرها، رأته في المرآه ينهض ليقترب منها، تسارعت دقات قلبها، أغمضت عينيها ولم تنظر اليه، وقف خلفها تماما وأمسكها من كتفيها وهو يميل عليها هامسا في أذنها قائلا:.

شعرك حلو أوى يارهف.

فتحت عينيها لتتلاقا عينيهما في المرآه، لم تستطع أن تشيح بنظرها عنه بل وقعت تحت تأثير عينيه، أوقفها وهو يديرها اليه لينزع عنها روبها فيقع على الأرض ويظهر جمالها المخفى عنه، امتلأت عيناه بالرغبة عندما عضت شفتها السفلى في خجل ورأى أنفاسها المتسارعة التى ظهرت في علو صدرها وانخفاضه، فنزل بيديه من كتفيها يتلمس ذراعيها العاريتان ببطئ حتى أمسك يديها بكلتا يديه ورفعهما الى شفتيه يقبلهما بنعومة، ثم قلبهما ليقبل باطن كفيها وهو ينظر الى عينيها مباشرة لتقع تحت تأثير نظرة عينيه، أحست بدقات قلبها المتسارعة تندمج مع دقاته، ليأخذ بيدها ويتوجه بها الى السرير ليجلسها عليه، أخفضت نظراتها خجلا، تأمل ملامحها بشغف وهو يقول بهمس:.

بصيلى يارهف
رفعت عينيها اليه فتلاقت الأعين، وجدت بعينيه مشاعر جامحة أرادت تصديقها، تأمل وجهها بافتتان حتى وصل الى عينيها الحائرتين ليقول بصوت هامس:
خايفة؟
ازدردت ريقها بصعوبة وهي تومئ براسها فاقترب منها أكثر قائلا:
متخافيش، أنا مش هأذيكى.

اشاحت بوجهها خجلا عندما اقترب ليقبلها فظنها هو اشمئزازا من تشوهه ونفورا منه فأصابته حركتها في الصميم، عاد اليه قناعه الجليدى وتحول الى الوحش ليحمى قلبه وهو يقول في حدة:
مش بإيدى ولا بإيدك وحتى لو مش حابة تقربى منى، بس لازم نكمل عشان نجيب وريث لعيلة الجبالى
نظرت اليه في صدمة وترقرقت الدموع في عينيها من كلماته الحادة لتقول في همس حزين:
وأنا تحت أمرك.

آلمه اضطرارها لتحمل زواجها منه، آلمه شعوره بأنها لا تبادله رغبته فيها وانما تفعل ذلك من أجل أمها، كاد أن ينهض ويتركها ولكن رغبته بها جعلته يتجاوز عن ذلك الألم في قلبه ويغلق النور لتنتفض هي قائلة:
مبحبش الضلمة
مددها على السرير قائلا:
وأنا اتعودت عليها.

شعرت به يخلع تيشيرته ويقترب منها ليقبلها، كان في بادئ الأمر عنيفا في قبلاته وكأنه يفرغ فيها غضبه ثم بدأت قبلاته ترق تدريجيا، حتى أصبحت ناعمة شغوفة، تثير أحاسيسها وتجعلها تتجاوب معه بخجل، رقته وخبرته في تقبيلها جعلاها تستسلم لمشاعرها التى اجتاحتها بجنون وتتجاوب معه أكثر لتضمه بيدها بخجل، شعرت بجروح بارزة على ظهره، كادت ان تسأله عنها وهي تفيق من تأثير لمساته إلا أنه أسكتها بقبلة أطاحت بمشاعرها وجعلها لا تدرك سوى أن هذا هو نضال فارس أحلامها لتضم رأسه بيدها تطالبه بالمزيد ليغدقها بالمزيد من القبلات واللمسات التى سارعت من دقات قلوبهم ليشعروا بأنهم في ملحمة، لا يكتفى أحدهما من الآخر ليتم اتحادهما وتهدأ أنفاسهم المتسارعة وليبتعد عنها نضال على الفور دون كلمة ويعطيها ظهره لينام، مالت الى الجانب المضاد له وقد ادمعت عيناها، قالت لنفسها بسخرية:.

وانتى كنتى فاكراه هياخدك في حضنه مثلا أو يقولك كلمة حلوة، انتى هابلة اوى يارهف، ده مش نضال اللى بتحلمى بيه، فوقى يارهف، فوقى.

فتحت نيرة الباب لتفاجأ بصديق زوجها سامى يقف امامها وينظر اليها نظرة لم تريحها على الاطلاق، قالت بتوتر:
خير ياأستاذ سامى
قال سامى:
انا جاى آخد ملفات لنائل، نسى ياخدها الصبح والملفات مهمة جدا لاجتماع انهاردة، هتلاقيها في دولاب اوضته
أومأت برأسها قائلة:
لحظة واحدة أجيبهملك
واتجهت لغرفة نائل لكى تحضر الملفات، وبينما كانت تبحث عنهم فوجئت بمن يضمها من الخلف قائلا بصوت اقشعر له بدنها اشمئزازا:.

متتعبيش نفسك، مفيش ملفات ونائل مبعتنيش، أنا اللى جمالك جابنى على ملا وشى
انتفضت مبتعدة عنه وهي تقول في غضب:
ابعد عني ياحيوان، نظرتى فيك كانت صح، ياما حذرت نائل منك بس هو مسمعنيش
نظر اليها يتأملها برغبة جامحة وهو يقول:.

وماله ياقطة، حيوان حيوان، بس عايزك وهاخدك، من يوم ما شفتك وانا عينى منك، سنة وانا شايفك عايشة مع واحد زى نائل ميستاهلش ضفرك، سنة وأنا بتمناكى بس مانع نفسى عنك عشان مخسرش صاحبى اللى بكسب من وراه أد كدة، بس خلاص معنتش محتاجله، لكن انتى أكيد محتاجالى، هو انتى فاكرة يعنى انى مش عارف كل حاجة، أسرار نائل كلها معايا يانيرو
نظرت اليه باحتقار قائلة:.

ما انتوا شبه بعض، لكن انا مش شبهكم، انا انضف منكم كلكم، ولا يمكن توصلى ولا تمس شعرة منى، الموت عندى أرحم من انك تلوثنى بايديك دول
ابتسم سامى بسخرية قائلا:
متستعجليش، مش يمكن أعجبك؟
كان يقترب منها فأحست بالخوف وحاولت ألا يظهر عليها وهي تقول بحدة:
خليك عندك
اقترب اكثر وهو يقول:
متخافيش منى يانيرة، ده انا بحبك
أمسكت الأباجورة الموجودة على الكومود وهي تقول بتهديد:
لو قربت منى هقتلك، والله العظيم هقتلك.

ابتسم بسخرية قائلا:
لو الايدين الناعمة دى اللى هتموتنى، فأنا معنديش مانع
وقبل ان تضربه بها أمسك بيدها في قوة وكتفها لتسقط الأباجورة، ليقبلها بعنف فضربته أسفل بطنه بقوة، تأوه وامسك بجسده في الم لتنتهزها نيرة فرصة وتهرب من الحجرة الى باب المنزل فاصطدمت بنائل الذى عقد حاجبيه لمرآها على تلك الحالة قائلا:
فيه ايه؟مالك؟

التقطت أنفاسها وهي تشير الى سامى الذى كان يجرى خلفها والذى أخفض عينيه لمرأى نائل الذى اتسعت عينيه في دهشة وهو يرى سامى، لتقول هي بانهيار:
الزفت ده جه البيت بحجة انك عايز ملفات وكان عايز، كان عايز...
لم يحتاج نائل لكلماتها التى لم تستطع نطقها ليفهم ما حدث، التفت الى سامى بغضب قائلا:
الكلام ده صحيح ياسامى؟
نظرت اليه نيرة في صدمة، أيحتاج الى تأكيد من صديقه، ألا يكفيه كلماتها وحالتها، أيكذبها هي؟

قال سامى مدافعا عن نفسه وهو يمثل البراءة:
هي يانائل، هي اللى كانت دايما بتشاغلنى ومكنتش بحب اقولك عشان مجرحكش وانهاردة قالتلى عايزانى في موضوع يخصك، جيت، ولما جيت قالتلى انها هتورينى حاجة لقيتها في اوضتك ولما طلعت حاولت تغرينى بكل الطرق بس رفضت، واول ما سمعت صوتك جرت وبتمثل عليك التمثيلية الحقيرة دى
قالت نيرة بصراخ:
كداب، والله العظيم كداب، هو اللى...
قاطعها نائل قائلا:
اخرسى
ثم نظر الى سامى قائلا:.

امشى ياسامى دلوقتى ولينا كلام بعدين
نظرت اليه نيرة في صدمة في حين أسرع سامى بالهروب، اقترب منها نائل وعلى وجهه تبدو اقصى علامات الغضب، ابتعدت عنه نيرة وهي تقول:
والله العظيم بيكدب، والله مظلومة
قال لها في حدة:
أكيد في كلامه حاجة من الحقيقة، أكيد شاف منك اللى خلاه يتجرأ ويعمل كدة
قالت في مرارة:
اللى جرأه كلامك معاه، اللى جرأه انك حاكيتله كل حاجة يانائل، مطلعتش راجل حتى في دى
صفعها بقوة قائلا:
اخرسى.

قالت بغضب من وسط دموعها:
لأ مش هخرس، أنا خرست كتير لغاية ما وصلت للحالة اللى أنا فيها دلوقتى، متجوزة واحد زيك انت
صفعها بقوة أكبر قائلا:
قلتلك اخرسى
أحست بجرح وجهها من الصفعة ولكنها لم تستطع أن تصمت فلقد فاض بها الكيل عندما اتهمها في أعز ماتملك، شرفها، لذا قالت باحتقار:
هو ده اللى بتقدر عليه، بتضرب ست ضعيفة عشان تغطى على ضعفك
انهال عليها بالصفعات والركلات وهو يقول في ثورة:
اخرسى، اخرسى، اخرسييييى.

توقف فجأة وهو يراها مغمضة العينين، مضرجة في دمائها التى تسيل من كل مكان في جسدها، ناداها في خوف قائلا:
نيرة
لم ترد عليه فانحنى يهزها قائلا:
نيرة، فوقى يانيرة
لم يجيبه سوى الصمت، فوقف في فزع ونظر اليها نظرة أخيرة قبل أن يخرج من المنزل مهرولا وكأن شياطين الدنيا تجرى ورائه.

اصطدم بزينب العائدة من السوق ولكنه لم يبالى بها فعقدت حاجبيها وهي تراه على هذه الحالة ثم تنهدت وهي تتجه الى المنزل لترى الباب مفتوحا، انتابها القلق ودخلت بسرعة لتجد نيرة واقعة على الأرض مضرجة في دمائها، وقعت الأكياس من يدها وهي تخبط على صدرها قائلة:
ياندامتى، ست نيرة، عينى عليكى ياضنايا
أسرعت اليها وانحنت عليها تضع يدها أسفل أنفها لتشعر بها تتنفس، أمسكت هاتفها المحمول واتصلت بفهد قائلة في خوف:.

الحقنى ياسى فهد، انا لقيت ست نيرة غرقانة في دمها
قال فهد فزعا:
انتوا فين يادادة زينب؟
قالت زينب وهي تبكى:
في البيت ياسيدى
قال لها:
اتصلى بالاسعاف حالا وانا جاى علطول
أغلق الهاتف فقال يزيد بقلق:
خير يافهد، الاسعاف لمين؟
أخذ فهد مفاتيحه وهاتفه وهو يقول بجزع:
نيرة يايزيد لقيتها الدادة غرقانة في دمها.

اتسعت عينا يزيد بصدمة، حبيبته نيرة، مضرجة بالدماء، هل سيخسرها؟لا ياإلهى ابقها على قيد الحياة حتى ولو لم تكن لى، يكفينى أنها حية تتنفس
اتجه فهد للخارج في حين أفاق يزيد من صدمته قائلا:
استنى يافهد، أنا جاى معااك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة