قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر

عادوا جميعا الى المنزل، أصر نضال ان تسكن نيرة معه ولا تعود لمنزل والدها حيث لا احد هناك لتعيش معه، كانت نيرة تشعر بخيبة الامل عندما غادرت المستشفى ولم ترى يزيد ولكنها اخفت مشاعرها واستأذنت منهم كى تصعد الى حجرتها لترتاح، في حين غادر فهد وزوجته الى منزلهم، اتجه نضال ليصعد الى حجرته متوقعا صعود رهف معه ولكنه وجدها متوقفة، نظر اليها بحيرة قائلا:
مش هتطلعى ترتاحى شوية؟
اومأت برأسها قائلة:.

هحصلك علطول بس هكلم ماما اطمن عليها واقولها انى رجعت من السفر أصلها وحشتنى أوى
شعرت بتغير ملامحه وتحولها للجمود وهو يقول:
براحتك
ثم تركها وصعد في حين تعجبت هي من تغيره، هزت كتفيها في حيرة، وهي تخرج هاتفها لتتصل بوالدتها وما ان أجابتها حتى قالت في سعادة:
اذيك ياحبيبتى، وحشتينى أوى
قالت سهام في سعادة:
انتى كمان ياقلبى، عاملة ايه مع عريسك يابنتى؟
قالت رهف:
كله تمام ياماما، بالمناسبة احنا رجعنا من شرم.

عقدت سهام حاجبيها قائلة في قلق:
رجعتوا ليه يابنتى؟حصل حاجة، نضال عملك حاجة؟
عقدت رهف حاجبيها في حيرة قائلة:
لأ طبعا ياماما، هيعمل ايه يعنى؟، احنا بس رجعنا عشان، عشان نيرة تعبانة شوية
زفرت سهام بارتياح قائلة:
الف سلامة عليها ياحبيبتى، هبقى اجيلك بكرة اخدك ونروحلها عشان نزورها ونعمل الواجب
قالت رهف بتوتر:
هي قاعدة معانا ياماما عشان محتاجة حد ياخد باله منها
قالت سهام:.

كدة أحسن يابنتى، خلاص هجيلك بكرة اشوفها واطمن عليكى انتى كمان
ابتسمت رهف قائلة:
هستناكى بكرة ياست الكل، سلام
قالت سهام:
سلام ياحبيبتى
أغلقت رهف الهاتف وهي تتعجب من قلق امها الذي ظهر في صوتها، الى جانب قلق رهف من كدمات نيرة وتساؤل والدتها عنها، ثم ما لبثت ان اطمأنت وهي تقول لنفسها:
الميكب يارهوفة، هيدارى كل حاجة
ابتسمت وهي تصعد الى الحجرة، في نفس الوقت كان نضال يتحدث هاتفيا مع فهد، قال فهد:.

انا بس نسيت اقولك، الصراحة الموضوع غريب وانا مش فاهم حاجة، لو كنت شفت ارتباك مدام سهام لما دخلنا عليها وايدها في ايد بابا، كنت استغربت زينا
ابتسم نضال في سخرية ففهد لا يعرف ما يعرفه نضال لذا قال بهدوء:
متستغربش يافهد، هي بس مدام سهام
وصمت للحظة ليستطرد قائلا في سخرية:
حنينة حبتين
قال فهد:
تمام يانضال، انا هقفل دلوقتى عشان هنتعشى
ابتسم نضال قائلا:
بألف هنا، سلام يافهد.

وأغلق الهاتف وهو يسمع صوت الباب يفتح لتدخل رهف الحجرة، وتخلع حجابها ليقول نضال في سخرية:
خلصتى مكالمتك مع مامتك، ايه، قلتلها على اخبارنا، ما هي الست الوالدة لازم تعرف كل حاجة، وبعدين تديكى نصايحها الغالية اللى بتعرفى تميلى بيها عقل جوزك، صح؟
عقدت رهف حاجبيها قائلة في صدمة:
مالك يانضال بتكلمنى كدة ليه؟وازاى تتكلم عن ماما بالشكل ده؟انت شارب حاجة ولا ايه؟

اقترب منها بسرعة وامسك يدها بقوة فتأوهت فلم يهتم وهو يقول بغضب:
انتى الظاهر نسيتى نفسك ونسيتى انتى متجوزة مين؟انا نضال ياهانم، نضال اللى الكل بيترعب منه وبيعمله الف حساب ولما بيقلب بيبقى وحش، وحش معندوش قلب
نظرت اليه بأعين دامعة وهي تقول بصوت ضعيف:
انا عملت ايه لكل ده؟
آلمته دموعها وذبحه ضعفها فترك يدها ولكنه ظل متظاهرا بالقسوة وهو يقول:.

انا حبيت بس افكرك عشان متتخطيش حدودك تانى، وياريت أسرار بيتنا متطلعش برة، ويلا نامى عشان عايز انام.

تحركت بجمود واخذت ملابسها من الدولاب ثم دخلت الى الحمام لتأخذ حماما دافئا يريح أعصابها، انهت حمامها وتنفست بعمق قبل أن تخرج من الحمام وجدت نضال يتابعها بعينيه، شعرت بتأثيرها عليه ولكنها لم تهتم، اقتربت من مكان نومها وخلعت روبها لتدخل الى السرير بهدوء، وجدت نضال يقترب منها، يتلمس وجهها برقة ويقبلها بنعومة في رقبتها فأغمضت عينيها، مددها على ظهرها واعتلاها يقبلها قبلات متفرقة على وجهها فلم يجد منها استجابة، أحس بطعم الدموع المالحة على شفتيه، توقف عن تقبيلها ونظر اليها ليراها تبكى، أوجعته دموعها ولكنه أقنع نفسه أنه لا يهتم، عاد لتقبيلها ولكن تلك المرة بقسوة فأشاحت بوجهها ليمسك بذقنها وهو يعيدها اليه لتتواجه مع عينيه الغاضبتين قائلا:.

قلتلك قبل كدة، مش بمزاجك على فكرة، ده كان اتفاقنا، احنا اتجوزنا عشان نجيب وريث
نظرت اليه نظرة باردة وهي تقول:
وانا كمان بقولهالك للمرة التانية، انا تحت امرك
تأملها لثانية يشعر بالمرارة في حلقه لتقسو عينيه ويبتعد عنها قائلا ببرود:
نامى يارهف، نامى قبل ما اعمل حاجة نندم عليها احنا الاتنين.

ثم اولاها ظهره لينام فأولته هي الاخرى ظهرها ودموعها تتساقط بصمت، كم تمنت ان تمنحه نفسها لتذوق معه حلاوة الحب ولكنها اليوم لا تستطيع، فلقد اهان والدتها واظهر لها جانب الوحش الذي تكرهه فيه، ولكن لابد وان هناك سببا يدفعه لذلك، ولابد ان تعرفه، لابد.

كانت نيرة تجلس في حديقة المنزل تتأمل الزهور التى تعشقها، شعرت بيد تربت على كتفها التفتت فوجدتها رهف، ابتسمت لها فبادلتها رهف الابتسامة وجلست بجوارها قائلة في حنان:
عاملة ايه دلوقتى ياحبيبتى؟
قالت نيرة:
احسن الحمد لله
قالت رهف:
الحمد لله ياقلبى، قوليلى فطرتى؟
قالت نيرة:
آه، فطرت مع نضال من بدرى، هو قالى مقلقكيش عشان منمتيش كويس، شكله بيحبك اوى يارهوفة، نضال من يوم ما اتجوزك وبقى واحد تانى خالص.

ابتسمت رهف ابتسامة لم تصل لعينيها وهي في داخلها تقول:
ده بيحبنى حب
، اقتربت الخادمة منهم لتسأل رهف أين تريد ان تضع لها افطارها فقالت رهف:
لو سمحتى تجيبيلى كوباية عصير وبسكويت بس، أنا هفطر هنا
أومأت الخادمة برأسها وهي تذهب لتحضر ما طلبته رهف في حين قالت نيرة:
أنا آسف يارهف لو كنت بوظت عليكم شهر العسل بتاعكم بس غصب عني والله
قالت رهف:
يابنتى هو كدة كدة بايظ.

نظرت اليها نيرة في دهشة فابتسمت رهف بارتباك قائلة:
بهزر انت مبتهزرش يارمضان
ابتسمت نيرة في حين استطردت رهف قائلة:
احنا معندناش اغلى منك يانيرة
ربتت نيرة على يد رهف بحب قائلة:
ربنا يخليكوا لية، انا كان عندى اخت واحدة يارهوفة، مرات اخويا وعد، بس دلوقتى بقى عندى اتنين
ابتسمت رهف قائلة:
وانا كمان يانونة مكنش عندى اخوات خالص او عيلة احبها وتحبنى، مكنش في حياتى غير ماما وبس، دلوقتى بقى عندى كل ده.

ابتسمت نيرة قائلة:
وجوز بيحبك وبيموت فيكى كمان
ابتسمت رهف مرددة كلماتها:
وجوز بيحبنى و بيموت فية كمان
قالت نيرة:
ربنا يسعدكم ويرزقكم الذرية الصالحة
ابتسمت رهف ولم تعقب ولكن بداخلها أحست بالمرارة، فالذرية هي كل ما يهم نضال اما هي فلا تهمه على الاطلاق بعد ان ظنت انها تمثل له شيئا، فوجئوا بصوت يزيد يقول في هدوء:
صباح الخير.

التفت اليه كل من نيرة ورهف، ابتسمت رهف بينما رمقته نيرة بتلك النظرة الطويلة التى تحمل عتابا، تأمل ملامحها بشوق فأشاحت بوجهها عنه وهي تنهض قائلة لرهف ومتجاهلة تماما يزيد:
انا طالعة ارتاح شوية يارهف
اومأت رهف برأسها فغادرت تتبعها عينا يزيد الذي تنهد ثم توجه بكلماته الى رهف قائلا:
نضال بيبلغ حضرتك ان فيه حفلة انهاردة ولازم تستعدى ليها وطالب منى اروح معاكى السوق عشان تشترى فستان مناسب.

احست رهف بخيبة الأمل فيكفيها انها استيقظت صباحا لتجده غادر دون ان يقول لها اى كلمة او حتى يبدى اعتذاره عما قاله لها بالأمس، بل انه أرسل لها صديقه ليقوم بما كان من المفترض ان يقوم هو به، اخفت مشاعرها وابتسمت قائلة:
ثوانى يايزيد هجيب شنطتى وآجى معاك
أومأ برأسه في حين حضرت الخادمة بالبسكوت والعصير فأكلت بسكوتة وارتشفت رشفتين من العصير بسرعة قائلة للخادمة:
شوفى يزيد بيه يشرب ايه؟

واتجهت الى حجرتها، قالت الخادمة:
تحب تشرب حاجة يايزيد بيه؟
هز يزيد رأسه نفيا قائلا:
ولا أى حاجة، شكرا
ابتعدت الخادمة فنظر يزيد باتجاه نافذة نيرة ليجدها واقفة هناك، تلاقت نظراتهم لثوان قاطعتها نيرة بأن أنزلت الستائر ليزفر يزيد بقوة قائلا:
عارف انك بتلومينى، وحاسس بردو انك لسة بتحبينى، بس مش قادر اعبر لك عن اللى جوايا قبل ما تكونى حرة، وقريب اوى هتكونى حرة ياحبيبتى.

فين الزفتة دى كمان؟
نطق مازن بتلك العبارة في غيظ وهو يغلق هاتفه بعد أن هاتف ميس للمرة العشرون وتليفونها خارج التغطية
نظر الى الكأس بيده وهو يقول لنفسه:
مش مهم، هنفذ الخطة من غيرها، مع تبديل بسيط، وانهاردة يانضال، انهاردة هدق اول مسمار في نعشك وهاخد رهف منك بس المرة دى مع فلوسك كمان
وأطلق ضحكة شيطانية تليق بشيطان مثل مازن.

قالت رهف وهي تأخذ من يزيد الحقائب:
شكرا يايزيد، معلش تعبتك معايا شوية
قال يزيد باحترام:
انا تحت امرك يامدام رهف
ابتسمت رهف وهي تتجه الى داخل المنزل ليرن هاتف يزيد، نظر الى الرقم الذي يتصل به ليرد بسرعة قائلا:
ايه الأخبار؟
استمع الى محدثه ليرد قائلا:
لأ كدة تمام اوى، دقايق وهكون عندك
اغلق المحادثة ليتصل بنضال، رد نضال قائلا:
خير يايزيد، كله تمام؟
قال يزيد:.

تمام يانضال ووصلت مدام رهف حالا، بس عندى ليك خبر حلو
قال نضال:
قول بسرعة
قال يزيد:
الأمانة في الفيلا، مستنياك، هسبقك على هناك
قال نضال:
تمام اوى، دقايق وتلاقينى عندك
أغلق يزيد الهاتف وهو يقول في وعيد:
نهايتك قربت يانائل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة