قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشر

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشر

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشر

فهمت هتعمل ايه؟
نطق مازن بتلك العبارة موجها حديثه الى ذلك الرجل الذي يقف أمامه، قال الرجل في هدوء:
متقلقش ياباشا، ده أنا ثروت، فاضل بس أعرف شكل اللى عليها العين
أمسك مازن بهاتفه ثم فتح الاستوديو لتظهر صورتها، أراها لثروت الذي اتسعت عيناه دهشة واعجابا ليقول:
يانهار، دى مزة جامدة اوى
اخذ مازن منه الهاتف بضيق قائلا:
خليك في حالك أحسنلك
تراجع ثروت في توتر قائلا:
أوامرك ياباشا، أنا آسف بس أصلها بجد صارو..

قاطعه مازن قائلا بغضب:
وبعدين بقى!
قال الرجل بسرعة:
خلاص خلاص
أخذ مازن نفسا ليهدئ نفسه وهو يقول:
خد بالك انها اتحجبت دلوقتى وهتلاقيها واقفة جنب نضال الجبالى أصله يبقى جوزها، طبعا غنى عن التعريف
قال ثروت بخوف:
الوحش
ابتسم مازن بسخرية قائلا:
آه، الوحش
قال ثروت:
بس كدة الموضوع كبير ياباشا، دى مرات الوحش والوحش مبيرحمش
ابتسم مازن بسخرية قائلا:
متخافش هزودك ياثروت، ومحدش هيحس بحاجة، ولا حتى الوحش بتاعكم ده.

نظر ثروت الى مازن قائلا في جشع:
اذا كان كدة يبقى اشطة
اشار له مازن بالرحيل قائلا:
روح انت دلوقت واشوفك انهاردة في الحفلة، ومتنساش اللى قلتلك عليه
أومأ الرجل برأسه وهو يغادر تتابعه عينا مازن ثم نظر الى نفسه في مرآة صغيرة أمامه قائلا بزهو:
ده انت عليك افكار ياواد يامازن انما إيه، أفكار شيطان بصحيح.

قال نضال بنظرة صارمة وبنبرة باردة متوعدة اقشعر لها جسد ميس وسامى المقيدين إلى الحائط:
هتنطقوا ولا اخليكوا تنطقوا بطريقتى
نظرت ميس الى نضال قائلة بتوسل:
بقى كدة يانضال، تعمل فية انا كدة، ده انا بنت خالتك وحبيبتك و...
قاطعها نضال صارخا في غضب:
اخرسى
نظرت اليه بخوف فاقترب منها وأمسكها من شعرها بقسوة يكاد يقتلعه من جذوره وهو ينظر الى عينيها مباشرة بنظرة أوقعت قلبها خوفا وألما وهو يقول:.

انتى بالذات مسمعش صوتك غير وانتى بتقوليلى على مكان الزفت نائل والا قسما بالله لأدفنك حية ياميس ومن غير ما يتهزلى شعرة
ابتلعت ريقها في رعب بينما قال سامى في خوف:
طب أنا ذنبى ايه يانضال باشا، والله ما اعرف حاجة عن نائل ومشفتوش من يوم...
وصمت في رعب وهو يدرك سبب ما هو فيه لينظر اليه نضال نظرة جمدت الدماء في شرايينه وهو يترك ميس ليقترب منه قائلا في غضب:.

سكت ليه، ما تكمل، اقولك أنا، من يوم ما حاولت تعتدى على اختى، اختى البريئة اللى وقعت وسط شوية ديابة
قال سامى في رعب:
أبوس ايدك ترحمنى، سامحنى، غلطة وغلطها عيل
اقترب نضال من وجهه قائلا بصوت كالجليد:
المشكلة انك مش عيل، بس مقدرش اقول عليك راجل، لأن الراجل ميعملش كدة، الراجل اللى بجد ما يستقواش على ست ضعيفة ومياخدهاش بالغصب، وانت مش راجل ياسامى، ولازم تحصل صاحبك واهو بالمرة تبقوا تواسوا بعض.

ظهر الرعب في عينى سامى وهو يقول بانهيار:
أبوس ايدك بلاش، موتنى أحسن، موتنى أحسن
، نظر اليه نضال باحتقار وأشار لرجاله قائلا:
خدوه
انهار سامى تماما وهم يأخذونه، اقترب من يزيد متوسلا اليه قائلا:
ابوس ايدك خليه يسيبنى، ابوس ايديكم ترحمووونى
نظر اليه يزيد بغضب وقال وهو يجز على أسنانه:
لو بإيدى كنت قطعتك حتة حتة وانت حى، اللى أذيتوها دى تبقى نيرة ياكلاب، نيرة، وعقاب نضال أرحم بكتير م اللى انا ممكن أعملوا فيك.

ثم عاجله بلكمة أحس بها سامى تحطم أسنانه من قوتها وعنفها وكمية الغضب بها ليصرخ بألم، نظر يزيد الى الرجال قائلا في اشمئزاز:
خدوه من وشى، مش طايق أشوفه
ظل سامى يصرخ حتى أخرجوه من الحجرة فالتفت نضال الى ميس التى امتلأت بالرعب قائلا بصرامة:
ها يا ميس، هتعترفى بقى ولا أدفنك حية؟
قالت في انهيار:
لأ هقول، هقول، بس خرجونى من هنا
قال نضال ببرود:.

بالراحة كدة واحكيلى اللى تعرفيه كله، أما مسألة خروجك من هنا فدى على حسب اللى هسمعه منك هيرضينى ولا لأ؟
نقلت بصرها بين نضال ويزيد بتوتر، ثم ابتلعت ريقها وهي تقول:
نائل مستخبى عند مازن
نظر نضال الى يزيد وملامح كل منهما تنطق بالشر حتى أن كليهما نطق بنفس واحد وبنفس الصوت المتوعد:
مازن.

قال نضال محدثا يزيد في الهاتف:
عملت اللى قلتلك عليه يايزيد
قال يزيد:
كله تمام يانضال، حطيت ميس في اوضة مقفولة كويس وعليها حراسة لغاية ما نخلص من موضوع نائل، وسامى أخد علقة موت وادشدش ع الآخر و رميناه ادام بيته ومراته نقلته المستشفى، كان نفسى نعمل فيه اللى قلنالوا عليه بس انا عارف انك سبته عشان خاطر مراته الغلبانة، ورايح انا والرجالة أهو على بيت مازن هنجيب نائل، ولو مازن في البيت هنجيبه هو كمان.

قال نضال بارتياح:
كدة كله تمام، لما تخلص ادينى ال ok، وانا هخلص الحفلة واحصلكم علطول
قال يزيد:
ماشى يانضال، اشوفك بعدين.

أغلق نضال الهاتف لينزل من سيارته ويدخل الى الفيلا ليصعد الى حجرته كى يبدل ملابسه ويستعد للحفل ليفاجأ بتلك الحورية والتى كلما رآها أبهره ذلك الجمال الذي وهبها الله اياه، كانت ترتدى فستانا ذهبيا ضيقا حتى الخصر لينزل باتساع، له أساور على كمه وتلبس حجابا بنفس لون الفستان، نظر اليها باعجاب عجز عن اخفاءه، وجد نفسه يقترب منها دون وعى فنظرت اليه في المرآه ورأت تلك النظرة التى بعثرتها، وأنستها تماما غضبها منه، كانت تضع اللمسات الأخيرة على مكياجها الرقيق فارتعشت يدها من قربه، أمسك يدها وانزلها الى جوارها قائلا في همس:.

على فكرة انتى مش محتاجة حاجة خالص، انتى لوحدك كدة تجننى
التفتت اليه دهشة من كلامه فأفاق ليدرك ما قاله ليتنحنح قائلا في ارتباك:
احم، انا هدخل آخد شاور وألبس علطول.

أومأت برأسها كالمغيبة لا تدرى هل هي تحلم أم انه هو من قال لها تلك الكلمات، كانت مازالت واقفة كالتمثال عند خروجه من الحمام، يرتدى بنطاله وقميص البدلة، رآها على حالتها تلك فابتسم ابتسامة خفية وقد أدرك أنها مازالت تحت تأثير كلماته، اقترب منها قائلا بهمس:
رهف
نظرت اليه قائلة بهمس مماثل:
نعم.

اقترب منها أكثر حتى كاد ان يلتصق بها يمرر يده على وجنتها بنعومة، دق قلبها بعنف لتشعر بأنفاسه الحارة على وجهها وهو يهمس قائلا:
انا بقول بلاش نروح الحفلة ونقعد انهاردة في البيت نلعب عريس وعروسة
افاقت من حالتها تلك لتنظر اليه في خجل ثم تقول بسرعة:
لا لا لا، عريس وعروسة ايه، انا هستناك تحت
كادت ان تغادر عندما ناداها نضال قائلا:
رهف
التفتت اليه فقال لها بمرح:
نسيتى شنطتك.

خبطت على جبهتها برقة، وأخذت حقيبتها الصغيرة وهي تسرع بمغادرة الحجرة تتبعها ضحكات نضال، توقفت رهف خارج الحجرة واستندت الى الحائط لتضع يدها على قلبها تهدئ من دقاته المتسارعة، ضمت حقيبتها الصغيرة الى صدرها بسعادة، فهذا ليس نضال التى تعرفه، هل ما تسمعه حقا صوت ضحكاته؟هل تلك كلماته؟ابتسمت في سعادة ولكنها ما لبثت ان اختفت ابتسامتها وهي تتنهد قائلة بهمس:.

متفرحيش أوى يارهف، انتى عارفة نضال، ممكن يقلب في ثانية، بس ياريت انهاردة ميقلبش زى عوايده، ما هو أصله بحالات.

كان فهد ووعد يتناولان العشاء، عندما اقتربت حسنية من وعد وهمست لها في في أذنها قائلة:
سيدنا بيقولك الميعاد بكرة الساعة 5
أومأت وعد برأسها في توتر وهي تنظر الى فهد المحدق بهما، قالت وعد بصوت هامس حاولت ان تخفى منه توترها:
طب روحى انتى دلوقتى، الله يخربيتك هتكشفينا
اومأت حسنية برأسها وغادرتهم، حاولت وعد ان تعود لطبيعتها مرة اخرى ولكن نظرات فهد المدققة بها لم تمنحها الفرصة، لذا قالت في هدوء مفتعل:.

فيه حاجة يافهد؟بتبصلى كدة ليه؟
قال فهد دون مواربة:
حسنية كانت بتقولك ايه؟
تفاجأت بالسؤال وظهر توترها على الفور ولكنها تمالكت نفسها قائلة:
أبدا بتسألنى عن حاجة في المطبخ
لم يقتنع فهد باجابتها فهو يلاحظ تغير وعد في الفترة الأخيرة وتوترها الدائم وعلاقتها الغريبة بحسنية، قال لها:
حاجة ايه دى اللى متستناش لغاية ما نخلص أكل، وعد، انتى متأكدة انك مش مخبية عني حاجة؟
قالت وعد بحدة لتخفى توترها:.

هخبى ايه يعنى يافهد؟
ثم نهضت بعصبية، فقال لها بهدوء يخفى به قلقه:
رايحة فين؟
قالت بضيق:
شبعت وطالعة اوضتى ارتاح شوية، فيها حاجة دى كمان؟
جز على أسنانه وهو يقول:
لا أبدا، اتفضلى
غادرت وعد وعينا فهد تتابعانها وقد بات متأكدا من أن وعده تخفى عنه شيئا ولابد من أن يعرفه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة