قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

وقفت وعد تضع اللمسات الأخيرة على زينتها في المرآه، حين رأت فهد يدلف من الباب وعلى وجهه ابتسامة جذابة وهو يتأملها في عشق، كانت وعد تلبس فستانا أحمر يضيق من عند الصدر وينزل ليحدد جسدها بنعومة ثم ينزل على اتساع محدود، اقترب منها قائلا:
ايه الجمال ده كله؟

ابتسمت في سعادة، كم تعشق هذا الرجل والذى تسعدها أقل كلمة منه، وهو لايبخل عليها بكلماته او افعاله التى تنقلها فوق السحاب، ضمها فهد من الخلف وهو ينحنى ليطبع قبلة رقيقة على عنقها، اغمضت عينيها لتشعر بلمسة شفتيه على بشرتها الناعمة فترفرف داخلها الفراشات و تذوب بين يديه، فتحت عينيها عندما سمعته يقول:
تعرفى، جمالك ده ناقصه حاجة.

نظرت اليه في المرآه في تساؤل فأخرج من جيبه إسوارة من الألماس ولفها حول يدها في رقة ثم أغلقها قائلا وهو يقبلها في خدها بنعومة:
كل سنة وانتى حبيبتى
ظهرت السعادة جلية في عينى وعد وتلمست الإسوارة برقة وقد أدمعت عيناها، أمسك كتفيها ليديرها اليه قائلا في حنان:
لأ، دموع انهاردة مش مسموح
ابتسمت وهي تنظر اليه في عشق قائلة:
دى دموع الفرح ياحبيبى، ربنا يديمك نعمة في حياتى يافهد
ابتسم وهو يبادلها نظرة العشق قائلا:.

ويديمك نعمة في حياتى ياحبيبة فهد
ضمته اليها في سعادة فاحتواها بحنان واقترب من وجنتها ليقبلها قبلة بطيئة ناعمة فتأوهت وعد قائلة في همس:
فهد
همس في أذنها بصوت مغرى:
أنا بقول نلغى الحفلة واحتفل أنا بيكى انهاردة لوحدى ياقلب فهد
أفاقت من تأثير سحره وهي تبتعد عن حضنه ضاحكة وهي تقول:
أدامى يافهد على تحت، الناس مستنيانا
تأفف قائلا:.

فصيلة أوى ياوعد، بس اعملى حسابك، الحفلة دى تخلص بسرعة عشان انا مش هقدر أستحمل كتير
ضحكت بدلال وهي تغادر الغرفة ثم التفتت اليه وهي تلقى له قبلة في الهواء ثم تمشى مجددا، تابعها بعينيه وهو يهمس في عشق قائلا:
بحبك ياوعدى، بحبك.

كانت نيرة ترتدى فستانا باللون البنفسجى الفاتح دون حمالات يصل الى ركبتيها ووضعت شال طويل حول كتفيها وزراعها لتخفى تلك العلامات الزرقاء والتى تركتها يد نائل عليها، اخفت الهالات السوداء حول عينيها من بكائها طوال الليل وخدها الأحمر من صفعته بالماكياج، نظرت الى نفسها بالمرآه نظرة أخيرة، كادت أن تبكى فلم تعد ترى في مرآتها نيرة التى تعرفها، نيرة التى كانت ضحكتها تنير عينيها قبل وجهها، أصبحت صورة باهتة، طيف ربما، حطام أنثى، تمالكت نيرة نفسها قائلة بهمس:.

لأ يانيرة، اجمدى كدة، ومتبينيش حاجة لحد، عشان خاطر اخواتك ع الأقل، مش بعيد يعمل فيهم حاجة لو عرفوا باللى بيحصلك ووقفوله، انتى عارفة هو شرانى أد ايه، خايفة؟، خايفة من ايه؟يشرب مرة ويقتلك، مش مهم، هتفرق ايه لو اختفيتى من الدنيا، بالعكس هترتاحى، لكن اخواتك لأ، لأ يانيرة
اومأت برأسها في تصميم ثم خرجت من غرفتها ونزلت الى الردهة لتجد نائل يتحدث عبر الهاتف وما ان رآها حتى أغلقه قائلا بسخرية وهو يتأملها:.

وأخيرا الهانم خلصت
ابتلعت ريقها في توتر، اقترب منها وحاول نزع شالها قائلا:
شيلى الزفت ده
تمسكت بالشال قائلة:
مش هينفع، ايدك معلمة على دراعى واخواتى هياخدوا بالهم
ظهر التوتر في عينيه فتعجبت نيرة، وتساءلت، هل يخشى نائل من أخواتها؟هل هذا معقول؟ربما يبدو اخواتها قساة ولكنها تعلم كم ان قلوبهم مليئة بالطيبة والحنان، ربما نائل لا يرى ما تراه هي، قرأ أفكارها في عينيها، فقست نظراته وهو يقول بحدة:.

طب امشى يلا أدامى بدل ما أقولك مفيش خروج وتبقى تورينى هتشوفى اخواتك دول فين
أسرعت بالخروج قبل أن ينفذ نائل تهديده لها وهي تعلم انه قادرا تماما على ذلك.

وقف نضال امام سيارته ينتظر خروج رهف من منزلها حتى يأخذها الى حفل عيد ميلاد وعد ليعرفها بأهله، يعلم أنها خطوة جريئة منه فهو لم يظهر بحفلات قط منذ ذلك الحادث ولكنه أصر على الحضور معها ليواجه عائلته دون ضغط من الأسئلة التى سيطرحونها، كان يفكر في خطوته القادمة عندما توقف عقله تماما عن العمل وهو يرى رهف تخرج من المنزل، تلبس فستانا أزرقا في مثل لون عينيها الجميلتين، صدره مزخرف بنقوش وردية يضيق حول خصرها لينزل باتساع وجمعت شعرها على جانب واحد بدبوس فضى، ووضعت بعض لمسات الماكياج الخفيفة فبدت كملكة متوجة وهي تخطوا باتجاهه برقة ومع كل خطوة منها تزداد دقات قلبه، حتى توقفت امامه تماما، فتح لها الباب بهدوء لا يعبر ابدا عما يدور بداخله من مشاعر، دخلت رهف السيارة برقة، فأغلق نضال الباب خلفها واستدار حول السيارة ليدخلها ويقودها باتجاه الحفل، التفتت رهف لترى جانب وجه نضال، كم يبدو وسيما حقا، من يراه من ذلك الجانب لا يتخيل ابدا انه مشوه، أحس نضال أنه مراقب فألقى عليها نظرة ليضبطها متلبسة بتأمله مما أصابها بالارتباك والخجل، تنحنحت قائلة وهي تحاول أن تخرج من تلك الحالة:.

هو مش المفروض اكون عارفة حاجة عن عيلتك؟
نظر أمامه مجددا وهو يقول ببرود:
هو مش المفروض، بس لو حابة تعرفى أقولك
قالت في خجل:
أكيد حابة أعرف
قال بهدوء دون ان ينظر لها مجددا:.

بابا في غيبوبة زى ما انتى عارفة وبروح أزوره كل يوم، لية أخ، اسمه فهد، أصغر منى ب3سنين، ومتجوز بقاله 4سنين من وعد بنت عمى الله يرحمه واللى احنا رايحين عيد ميلادها دلوقتى، متجوزين عن حب، حب الطفولة زى ما بيقولوا بس مع الأسف مخلفوش، فرصة وعد في الخلفة ضعيفة، اما اختى الصغيرة نيرة، دلوعتنا كلنا، متجوزة نائل من سنة، قبل حادثة بابا بأيام، وبردو لسة معندهمش اطفال، دول هم كل عيلتى.

نظر اليها نظرة خاطفة ثم عاد ليركز على الطريق وهو يستطرد قائلا:
عيلة الجبالى
أومأت رهف برأسها قائلة:
طيب ممكن أسألك سؤال؟
عقد حاجبيه وهو يلقى اليها نظرة متساءلة فاستطردت قائلة:
السؤال ده في الحقيقة انا سألتهولك قبل كدة، وانت قلتلى هتقولى اجابته في الوقت المناسب وبتهيألى ان ده الوقت المناسب عشان تقولى ليه اخترتنى أنا؟

ضغط نضال على أسنانه فبسبب جمالها كاد ينسى سبب زواجه منها ولكنها عادت لتذكره فنظر اليها قائلا بصرامة:
وده مش الوقت المناسب، الوقت المناسب مش انتى اللى تحدديه، انا بس اللى هحدده وساعتها هتعرفى كل حاجة، فاهمة ولا لأ؟
ابتلعت ريقها في خوف لمرأى ذلك الوحش يعود مرة أخرى الى ملامحه وتصرفاته فأومأت برأسها موافقة دون ان تتحدث، أخرج علبة كان يحتفظ بها في تابلوه سيارته وقال لها في هدوء:.

دى شبكتك، مينفعش تبقى خطيبة نضال الجبالى ومتكونيش لابساها
توقف بسيارته وهو يقول مستطردا:
يلا البسيها بسرعة عشان نمشى
أخذت منه العلبة بأصابع مرتجفة ثم فتحتها بهدوء لتشهق عند مرأى محتواها كان بها دبلة مرصعة بفصوص الألماس وعقد واسوارة وخاتم مزينون بفصوص زرقاء رائعة الجمال، نظرت اليها بعينين تشعان بالسعادة قائلة:
دول جمال أوى يانضال
نظر الى سحر عينيها وسعادة الأطفال التى تطل منهما ووجد نفسه يقول في شرود:.

دى فصوص الزفير، من أغلى الاحجار الكريمة في العالم، جبتهم مخصوص م الهند، بيفكرونى بعنيكى
تطلعت اليه رهف في دهشة وهي تتساءل عما سمعته؟، هل حقا احضرهم لها خصيصا من الهند وهل حقا تذكره تلك الفصوص الجميلة بعينيها، أفاق نضال من سحر عينيها على كلماتها الملهوفة:
انت بتتكلم جد؟
عاد اليه قناعه الجليدى وهو يقول بسخرية:.

أكيد خطيبة نضال الجبالى مش هتلبس غير أحسن حاجة، البسيها بقى عشان مفيش وقت ولا عايزانى ألبسهالك انا
أحست رهف بخيبة أمل ولكنها قالت بهدوء:
لأ هلبسها أنا
وارتدت رهف شبكتها ودبلتها ورأته يرتدى هو الآخر دبلة تشبه دبلتها.

قاد نضال السيارة مرة أخرى باتجاه بيت أخيه في حين يراود كل منهم أفكار تختلف عن الآخر، فكان نضال يفكر بأن تلك الرهف بدأت تؤثر فيه بشكل خطير، بل انها بدات في ترويض ذلك الوحش بداخله وهذا يعد الأخطر على الاطلاق، بينما كانت رهف تفكر بأن هذا الوحش الذى تعرفه به شئ جميل يحاول أن يدفنه بعيدا ولكن هي وهي فقط من ستعيده الى الحياة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة