قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشر

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشر

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشر

جلست سهام بجوار رفعت تمسك يده بحنان، تقول بهمس:
تعرف انى متأكدة انك حركت ايدك وانك حاسس بية يارفعت، لما الدكتور قالى انى أكيد اتخيلت حركة ايدك انا مجادلتوش، عشان انا متأكدة م اللى حسيته، هو مش عارف ان فيه حاجة اسمها قوة الحب يمكن انت محبتنيش كفاية عشان تتمسك بية بس انا حبيتك ومتمسكة بيك لآخر لحظة في عمرى، ويمكن حبى ده انت حسيت بيه وخلاك تتحرك عشانى
أحست بيده تضغط على يدها مرة اخرى، فقالت بلهفة:.

أهو، بتحرك ايدك أهو، يبقى أنا مبتخيلش يارفعت
مدام سهام!
قال فهد تلك الكلمات بدهشة وهو يرى يد سهام في يد أباه، تركت سهام يد رفعت بارتباك وهي تنظر الى فهد ووعد المندهشين فقال متلعثمة:
اذيكم ياجماعة، أنا، أنا كنت هنا بعمل تحاليل فقلت أمر على باباكم بالمرة واطمن عليه
قالت وعد بابتسامة:
فيكى الخير يامدام سهام
قالت بتوتر:
أسيبكم أنا بقى عشان تكونوا براحتكم.

أومأوا برءوسهم فاتجهت لتغادر الحجرة ولكنها توقفت قائلة:
بالمناسبة يافهد، ايد باباك اتحركت وانا بلغت الدكتور بس هو قالى انى بتخيل، بس انا متخيلتش انا متأكدة
ابتسم فهد قائلا:
شكرا يامدام سهام، متقلقيش انا ههتم بالموضوع ده
اومأت برأسها ثم ودعتهم باابتسامة قبل ان تغادر بهدوء، اقترب نضال من أبيه وقبله بحنان في جبينه متأملا اياه فاقتربت وعد من فهد قائلة:
فهد، انت فاهم حاجة؟
نظر اليها فهد قائلا:.

بصراحة ياوعد، انهاردة الألغاز كتير وياريت قادر افهم حاجة، نيرة وموضوعها ومدام سهام ووجودها هنا واهتمامها الغريب ببابا، وتوترها واحساسى انها تعرف بابا من قبل كدة
قالت وعد:
وايد عمى اللى اتحركت في وجودها
نظر فهد اليها وهو يشير اليها بيده قائلا:
بالظبط
قالت وعد:
طب ايه رأيك، فيه حاجة كمان؟
عقد حاجبيه في تساؤل قائلا:
ايه تاااانى؟
قالت وعد:
يزيد
ازداد انعقاد حاجبيه قائلا:
مالوو؟
قالت وعد:
كان بيعيط برة اوضة اختك.

نظر اليها فهد بدهشة قائلا:
يزيد بيعيط؟
قالت وعد في تأكيد:
آه والله، أنا بشك الصراحة انه بيحب نيرة
عقد فهد حاجبيه بحيرة قائلا:
تفتكرى؟
قالت وعد:
انا شبه متأكدة
قال فهد:
ده بيفسرلى حاجات كتير مخدتش بالى منها غير دلوقتى، زى بعده عن اى حتة كانت بتبقى موجودة فيها بعد ما اتجوزت، ووشه اللى كنت نادر لما اشوفه بيبتسم بعدها، والله ياريت، ده يبقى هو ده عوض ربنا ليها عن اللى شافته مع الحيوان جوزها
ابتسمت وعد قائلة:.

جوزها ايه بقى، البنت لسة بورقة سوليفانها ياحبيبى
وكزها في زراعها قائلا:
اتلمى ياوعد، قعدتك مع حسنية معدتش مطمنانى، بقيتى لوكال اوى
قالت في غيظ:
انا بقيت لوكال، ماشى يافهد
ابتسم وهو يقبلها في خدها قائلا:
ولا تزعلى نفسك ياقمرى، انا اللى لوكال وستين لوكال كمان، مبسوطة كدة
ابتسمت فاستطرد قائلا:.

أدامى ياقدرى، عايزة اشوف الدكتور عشان حركة ايد بابا دى، واهو بالمرة يكشف عليكى، حاسك خاسة كدة اليومين دول مش عارف ليه؟
عقدت حاجبيها قائلة:
قصدك ايه بقى، مش عاجبك شكلى ولا ايه؟
ابتسم قائلا:
وانا قلت حاجة بس، انتى بتتلككى ولا ايه؟
دبدبت بقدميها في الأرض وقالت في غيظ:
ولا بتلكك ولا حاجة، انا ماشية
تقدمته فابتسم على افعالها الطفولية، هكذا يعشقها، فهى زوجته وحبيبته وطفلته.

قالت نيرة في لهفة:
نضال
اقترب نضال منها واحتضنها بسرعة وهو يربت على ظهرها بحنان ورفق قائلا:
سلامتك يانيرة
ضمته قائلة:
انا روحى رجعتلى برجوعك ياأخويا
ابتسم وهو يبتعد عنها قائلا بمزاح:
يابكاشة، يعنى كنتى عايشة من غير روح؟
نظرت اليه بحب قائلة:
انت سندنا يانضال، احنا من غيرك ولا حاجة.

ابتسم وهو ينظر اليها يتأمل ملامحها الجميلة التى شوهها ذلك الحيوان ولكن لا يهم سينتقم منه وستلتئم الجروح وسيرجع كل شئ لطبيعته، قال نضال بهدوء:
أنا عايز أسألك سؤال وتجاوبينى بصراحة ومن غير كسوف يانيرة
قالت نيرة بمرح تخفى به توترها قائلة:
مالكم انهاردة ياعيلة الجبالى، عاملين زى ظباط الشرطة ونازلين فية أسئلة، زى ما اكون حرامية وماصدقتوا مسكتوها، ولا من غير كسوف دى كمان، لأ يااخويا انا بتكسف.

ابتسم يزيد الذي كان يستمع الى حوارهم من فتحة الباب الصغيرة والتى تركه نضال مواربا، فحبييته مازالت رغم ألمها لم تفقد روح الفكاهة التى عشقها بها، قال نضال بهدوء وهو يتأملها:
متحاوليش تهربى، هتجاوبينى بصراحة؟
ابتلعت ريقها وأومأت برأسها، فاستطرد نضال قائلا:
انتى متجوزة من سنة، صح؟
أومأت برأسها في توتر، وهي تخشى سؤاله القادم، ولم يتردد هو بل سألها مباشرة قائلا:
تقاريرك بتقول انك لسة عذراء؟ده حقيقى؟

حبس يزيد أنفاسه وهو ينتظر ردها، أخفضت رأسها وهي تومئ ايجابا في خجل، قال نضال في هدوء:
ازاى؟جاوبينى يانيرة، ازااى؟
قالت في خجل:
نيتى في البداية كانت انى ابعده عني ومخلهوش يقرب منى لغاية ما يكرهنى ويبعد هو عني ويطلقنى، وده حصل فعلا، بس في يوم كان شارب وحاول، حاول...
صمتت تترقرق الدموع في عينيها وهي تتذكر ذلك اليوم، اقترب منها نضال وهو يربت على يدها قائلا في حنان:
كملى يانيرة، حاول ايه؟

اخفضت عينيها قائلة:
حاول يعتدى علية
قبض يزيد يده بقوة واشتعلت عيناه بالغضب في حين جز نضال على أسنانه غضبا وهو يقول:
وبعدين
قالت وقد بدأت تبكى:
مقدرش، وفضل يضرب فيه، ويشتمنى ويقول كلام فارغ عن الستات، لأنه، لأنه...
قال نضال بهدوء يخفى ثورته الداخلية قائلا:
لأنه ايه يانيرة، احكى ياحبيبتى متخافيش
قالت وهي تشهق من وسط دموعها:
لأنه عاجز جنسيا يانضال.

نظر نضال اليها في صدمة شاركه فيها يزيد، أدركوا أنها تزوجت من رجل معقد نفسيا كان من الممكن أن يودى بحياتها، فهو عاجز و يغضبه عجزه ويريد أحدا ليلومه وينفث فيه غضبه وقلة حيلته، ولم يكن ذلك الشخص سوى المسكينة نيرة، ولكن الله أراد لها النجاة، اقترب منها نضال أكثر واحتواها وهو يربت على ظهرها قائلا:
طب اهدى ومتعيطيش، ارتاحى دلوقتى وهنكمل كلامنا بعدين.

اومأت برأسها في حين غادر نضال الحجرة ليجد يزيد خارجا يجلس على الكرسى ويضع رأسه بين يديه، نظر الى قوة مشاعره ليظهر ألمه متعاطفا معه فهو يدرك شعوره الآن، لطالما أدرك ان يزيد يحب نيرة ونيرة تبادله الحب، ولكنه انتظر ان يتحدث يزيد ويزيد ظل صامتا، يخشى البوح، أفاق على صوت يزيد يقول في صدمة:
انت سمعت اللى انا سمعته؟
اومأ نضال برأسه فوقف يزيد يمرر يده في رأسه بعصبية قائلا:.

وانت فاهم شخصية زى شخصية نائل مع عجزه كان بيعمل فيها ايه؟
زفر نضال بقوة وهو يغمض عينيه ألما قائلا:
عارف
ضرب يزيد الحائط بيده بقوة قائلا:
واحنا كنا فين، ازاى سيبناها لوحدها معاه، ازاى ما اخدناش بالنا، ازاى؟
امسكه نضال من كتفيه قائلا وهو ينظر مباشرة الى عينيه قائلا:.

اهدى يايزيد، ده مش وقت الانفعال والغضب، لازم نتصرف بسرعة، روح بس اعمل اللى قلتلك عليه، واوعدك لما نلاقى الزفت ده هيكون حسابه معانا عسير، عسير اوى
اومأ يزيد برأسه وهو يتمالك نفسه بصعوبة، وغادر المستشفى تتبعه عينا نضال الحزينة على هذين العاشقين اللذين ذاقا عذاب الفراق، ومازالا يتألمان حتى تلك اللحظة.

أخذت ميس السيجارة من فم مازن لتضعها في فمها وتأخذ نفسا طويلا لتقول في ملل:
هو نائل هيفضل هنا كتير؟
أزاح مازن الملاءة وهو ينهض من السرير قائلا:
ايه ياميس مش انتى اللى جبتهولى م الاول وقلتيلى خبيه، عموما أهو يومين او تلاتة بالكتير وهلاقيله صرفة أسفره بيها برة، اخوات نيرة دلوقتى بيدوروا عليه في كل مكان، ولو وقع في ايديهم يبقى الله يرحمه
قالت ميس متأففة:.

مايموت ولا يروح في ستين داهية واحنا ايه اللى هيهمنا يعنى؟
قال مازن في سخرية وهو يفرك اصبعيه السبابة والابهام ببعضهم اشارة الى المال قائلا:
الفلوس ياحبيبتى، الفلوس، انتى ناسية انى لو هربته هيكتب نص شركته معاكى باسمى وبكدة هنبقا شركا ياميسو في كل حاجة.

ابتسمت ميس وهي تنهض من السرير لتظهر شبه عارية بذلك القميص القصير الشفاف، لينظر اليها مازن بشهوة، نظرته راقت لها، فاقتربت منه ورفعت يدها تحيط رقبته بدلال قائلة بمياعة:
طب وميسو حبيبتك هيبقى مكافأتها ايه ياميزو؟
أمسكها من خصرها يضمها اليه قائلا في خبث:
ماهى حاجتى هتبقى حاجتك وفلوسى فلوسك لما نتجوز ياميسو، وهو انا بعمل كل ده عشان ايه، مش عشان ابقى أد المقام واتقدملك وانا مطمن ان اهلك مش هيرفضوا.

لمعت عيناها في سعادة وقبلته على فمه فتعمق بقبلتهما وهو يمرر يده على جسدها ليثيرها فتأوهت بسعادة ليميل ويحملها متجها الى السرير ليمارسوا الرزيلة فأمثالهم لا يعرفون للحلال طعم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة