قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الأول

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الأول

رواية نصفي الآخر للكاتبة شاهندة الفصل الأول

قال يزيد وهو يبتسم في ثقة:
أوامرك اتنفذت بالحرف الواحد يانضال وكل أملاك محمود الشامى بقت باسمك خلاص
لمعت عينا نضال قائلا:
تسلم ايدك يايزيد، ده احلى خبر سمعته انهاردة
اتسعت ابتسامة يزيد قائلا:
انت تؤمر واحنا ننفذ ياباشا، يلا أى أومر تانية انهاردة؟
ابتسم نضال قائلا:
لأ كدة تمام أوى، بالمناسبة أخبار مراته و بنته ايه؟
هز يزيد كتفيه قائلا:.

مراته لسة تعبانة، وحالتها بقت اصعب بعد وفاة جوزها وبيع أملاكه، والدكتور قال لازم تعمل العملية في اسرع وقت، بنته بقى فمش لاقية حد يقف جنبها حتى خطيبها سابها لما عرف انها بقت ع الحديدة
ابتسم نضال و كاد ان يقول شيئا لولا ان سمعوا طرقات على الباب فأمر نضال الطارق بالدخول لتدلف ماجدة سكرتيرة نضال وتقول في هدوء:
الآنسة رهف الشامى برة وطالبة تقابل حضرتك.

نظر نضال الى يزيد الذى بادله النظرات ثم عاد بنظره الى ماجدة قائلا في هدوء:
نص ساعة وتدخليها ياماجدة، مفهوم؟
أومأت برأسها قائلة:
مفهوم يافندم
ثم غادرت الحجرة فالتفت يزيد الى نضال قائلا:
كدة يبقى وصلتها رسالتك يانضال
أومأ نضال برأسه قائلا بسخرية:
وهي ما كدبتش خبر، جت علطول
قال يزيد:
لو تعرف اللى مستنيها مكنتش جت
اتسعت ابتسامة نضال وهو يقول في سخرية:
مفيش أدامها حل تانى
أومأ يزيد برأسه موافقا وهو يقول:.

طب انا همشى دلوقتى وابقى بلغنى بالتطورات
أومأ نضال برأسه وتابع بعينيه يزيد وهو يغادر ثم نظر الى صورة والده التى يضعها على مكتبه قائلا بهمس حزين:
أنا عارف انى السبب في اللى حصلك يابابا، واللى حصلى انا كمان
قال جملته وهو يلمس تلك الندبة البشعة بخده الأيسر والتى تبدأ من فكه وتنتهى فوق حاجبه وتشوه ملامحه الوسيمة، استطرد قائلا:.

ويمكن عشان انا السبب فاحساسى بالذنب مش مخلينى قادر أعمل العملية وأرجع تانى زى ماكنت، ورفضى خلى ميس تبعد عنى و تخونى مع الزفت مازن، تعرف، انا مهمنيش خيانتها، لو كنت بحبها يمكن خيانتها كانت دمرتنى بس اليوم اللى اكتشفت فيه خيانتها اتأكدت بنفسى انى محبتهاش، واكتشفت انها متفرقش معايا من أساسه، تعرف يابابا انا بدأت أصدق كلام ميس عنى لما كانت دايما تقولى انى معنديش قلب.

ابتسم بسخرية وهو يلمس ندبته مرة اخرى قائلا:
أدينى كمان بقيت وحش، وحش معندوش قلب، وعايش بس عشان هدف واحد، أكفر عن ذنبى في حقك، لأنى انا اللى كنت سايق العربية لما عملنا الحادثة وانا السبب في انك بقالك سنة في غيبوبة الله أعلم هتفوق منها امتى؟
نزلت دمعة منه فمسحها وهو يلتفت بكرسيه لينظر الى السماء من النافذة التى تقع خلفه قائلا:.

يمكن تشويهى ده عقابى من ربنا عشان كنت مغرور وأنانى بس انت ذنبك ايه؟لما شفت مذكراتك وقريتها، عرفت أد ايه انت ضحيت عشانا وأد ايه اتعذبت في حياتك، حسيت اد ايه انا كنت أنانى لما مرضتش أتجوز وأجيبلك طفل، وريث ليك يشيل اسمك من بعدك، خصوصا ان الدكتور قال ان فهد ووعد فرصتهم في الانجاب ضعيفة، بس اوعدك اصلح الغلطة دى يابابا، هتجوز وأجيبلك وريث ومن بنت العيلة اللى رفضت تجوزك بنتها عشان حفيدهم ميشيلش اسم عيلة حقيرة وعلى أدها زى ما قالولك، أوعدك انى اتجوز بنت الست اللى اتخلت عنك وسابتك وراحت اتجوزت وقهرت قلبك عليها، اوعدك اجيبلك وريث يجرى في دمه دم العيلة اللى مرضيتش بيك وبكدة هكفر عن ذنبى في حقك وأحس انك راضى عنى، اوعدك يابابا، اوعدك.

طلقنى يافهد وعيش حياتك، انا معنتش قادرة اعيش في العذاب ده اكتر من كدة
نطقت وعد بتلك العبارة ودموعها تتساقط على وجهها، تنهد فهد واقترب منها وأمسك يدها بيده وباليد الأخرى مسح دموعها ثم رفع وجهها اليه لتتقابل نظراتهما وهو يقول:
انتى اللى معذبة نفسك ياوعد، مش قادرة تفهمى انى مقدرش أطلقك ولا أقدر ابعد عنك، فيه حد ينفع يبعد عن روحه، انتى روحى ياوعدى، روحى
امتلأت عيناها بالدموع قائلة:.

وانت اكتر من روحى يافهد، انت حب الطفولة والراجل الوحيد اللى اتمنيته وحلمت يكون لية واكون ليه طول العمر، بس مع الأسف مش كل حاجة بنحلم بيها بتتحقق، أنا فرصتى في الحمل ضعيفة يافهد، فاهم يعنى ايه؟يعنى مش هقدر أجيبلك الطفل اللى بتتمناه، يعنى هتعيش عمرك كله من غير ماتسمع كلمة بابا، لكن لو طلقتنى و...
وضع يده على فمها قائلا:.

ابوس ايدك ارحمينى وانسى موضوع الطلاق ده خالص، انتى مش بس مراتى، انتى بنتى اللى مستعد أستغنى بيها عن العالم كله، انا لو عايز طفل مش هعوزه غير منك انتى، غير كدة مش عايزه، مش عايزه
نظرت الى عينيه بعشق فرفع يده عن فمها وهو يضمها الى صدره قائلا في حنان:
اوعدينى ياحبيبتى اوعدينى تفضلى جنبى طول العمر وتنسى الموضوع ده خالص.

ضمته اليها وهي تغمض عينيها الما ناطقة بكلماتها التى توعده بها، تعلم أنه وعد كاذب ولكن مابيدها حيلة فلا هي تستطيع النسيان ولا هي قادرة على ان تبتعد عن حبيبها فهد فهو نصفها الآخر، فماذا تفعل؟

كانت نيرة تتحدث مع وعد زوجة اخيها على الهاتف عندما استمعت الى زوجها نائل يصرخ بغضب قائلا:
نيرة
أنهت المحادثة مع وعد قائلة في توتر:
هكلمك بعدين ياوعد، سلام دلوقتى
وأغلقت الهاتف لتسرع اليه، كان يبدو في قمة غضبه فقالت بقلق:
خير يانائل، بتزعق ليه؟
أمسكها من ذراعها بقسوة وهو يقول:
كنتى بتكلمى مين؟
تألمت من قسوته ولكنها أجابته قائلة:
كنت بكلم وعد مرات أخويا، آه، سيب دراعى يانائل.

ضغط على ذراعها بقسوة أكبر وهو يقول:
وكنتى بتقوليلها ايه؟
قالت في ألم:
دراعى، سيبنى حرام عليك
هزها بعنف قائلا:
كنتى بتقوليلها اييييه؟
ترقرقت الدموع بعينيها قائلة:
مكنتش بقولها حاجة، هي اللى كانت بتعزمنى على عيد ميلادها، وانا قلتلها ان احنا مش محتاجين عزومة
عقد حاجبيه وهو يقترب من وجهها قائلا في تهديد:
بس كدة؟
أغمضت عينيها الما وهي تقول:
والله العظيم هو ده كل اللى قلناه
قال لها:.

ماشى يانيرة، هصدقك بس تعرفى لو اكتشفت انك بتكدبى مش هقولك انا هعمل فيكى ايه؟
ثم دفعها لتسقط أرضا بقوة، تأوهت فنظر اليها نائل بعدم اهتمام ثم صعد الى حجرته في حين اعتدلت نيرة وهي تضع يدها على رأسها تشعر بالدوار، فأسرعت اليها زينب مديرة منزلها وهي سيدة طيبة في اوائل الخمسيينات من عمرها قائلة في لهفة:
ياعينى عليكى يابنتى، قومى ياحبيبتى، قومى
استندت نيرة عليها لتنهض.

قالت زينب وهي تنظر الى ذراعها قائلة في توتر:
تعالى ياحبيبتى اما احطلك مرهم على دراعك ده، ده صوابعه كلها معلمة عليكى ياحبة عينى
استندت نيرة اليها ومشت معها ثم توقفت فجاة وأمسكت نيرة بيد زينب قائلة برجاء:
عشان خاطرى يادادة متقوليش لحد من اخواتى ع اللى حصل، انتى عارفة هو ممكن يعمل فيهم ايه
أومأت زينب برأسها قائلة في حزن:
عارفة يابنتى عارفة، ربنا يرحمك م اللى انتى فيه.

نظرت نيرة الى السماء قائلة ودموعها تشاركها رجائها قائلة: ياااااارب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة