قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نصف أنثى للكاتبة رانيا أبو خديجة الفصل الخامس

رواية نصف أنثى للكاتبة رانيا أبو خديجة الفصل الخامس

رواية نصف أنثى للكاتبة رانيا أبو خديجة الفصل الخامس

بعرفة عمر: .
يوسف بعصبيه: عمر أنت متأكد من قرارك دة، انت كده بتتنازل عن كل حاجة عشان خاطرها هي
عمر بهدوء: مش مهم أي حاجه المهم عندي اني ارتحت بعد القرار ده وحسيت بجد اني مش هخسرها وحقيقي انا مستعد اتمازل عن اي حاجه عشان تبقى هي معايا ومتسبنيش تاني للوجع اللي شفته في بعادها طول الفتره دي.

يوسف ومازال عصبي: طب وابوك وامك مفكرتش فيهم، هيوافقوك على وضع زي دة ولا لأ، يابني دول بيتمنوا انك تتجوز مخصوص عشان يشوفوا اولادك ويبقى ليهم احفاد.
عمر: انا مش هقول لماما او لبابا اي حاجة وبعدين يا يوسف دي حياتي انا وانا حر فيها.

يوسف: يا عمر انا منكرش ان ندى بنت جميله وشكلها هادي ومحترمه، كمان هبه كلمتني عنها وقالتلي قد ايه هي انسانه طيبه وجميله من جواها، لكن، لكن متنفعكش يا صاحبي عمرها ما هتعرف تعملك العيله اللي بتتمناها،
ثم اكمل بتحذير: هتعيش وحيد طول عمرك من غير اولاد ولا احفاد ولا عيله ولا اسره ودفا.
عمر بألم: يا يوسف انت مش عارف انا الفترة اللي فاتت دي عدت عليا ازاي.

ثم اكمل بإصرار: انا مش هقدر ابعد عنها تاني وبجد انا مستعد اتنازل عن كل اللي انت قولته دة بس علشانها وعلشان تبقى معايا.
يوسف: انت حر يا عمر انا بس من واجبي اني انصحك واشاورلك على اللي انت مش شايفه.
عمر بلهفه: طب انا عايز منك خدمه
يوسف: خييير
عمر ببتسامة متسعه: هقولك...

بمنزل ندى وهي تهاتف هبه: .
: يابنتي انتي خارجه مع خطيبك أجي معاكي انا بمناسبة ايه
هبه برجاء: عشان خاطري يا ندى، لو انتي مجتيش ماما مش هترضى أخرج معاه لواحدنا.
: بس اشمعنا انا ماتاخدي اي حد
: عشان خاطري يا ندى وبعدين انتي عارفة انك لو مجتيش يبقى مش هخرج معاه خاالص عشان مفيش حد هييجي معايا غيرك.
ندى بقلة حيله: خلاص يا هبه بس بجد اتصرفي في الموضوع ده عشان انا مش هاخد دور العزول دة تاني.

بمكان راقي على النيل يجلس يوسف وبجانبه هبه ومقابلهم ندى.
ندى: معلش بقى يا يوسف بأمر من حماتك المستقبلية لازم يكون في عزول معاكوا.
يوسف ببتسامه هادئه: ولا يهمك يا ندى
وبعدين مين قالك انك عزول دانتي أحلى ما في القاعدة دي.
عمر فاجأه من خلف يوسف: وحياة خالتك هي مين دي اللي احلى واحدة في القاعدة.
يوسف بأندهاش مصتنع: ايه ده عمر! ايه الصدفه اللي مش مقصودة دي.
عمر: ازيك ياانسه هبه
هبه بود: اهلا استاذ عمر.

عمر بهيام: ازيك يا ندى
ندى ومازالت مزهوله من وجودة المفاجئ: الحمد لله
يوسف بهمس لعمر: اتأخرت كدة ليه يا سي زفت، عايز الحق اقعد مع البنت شويه لواحدنا.
عمر بنفس الهمس: اعملك ايه ما سيدتك اللي قولتلي على المكان بعد ما جيتوا يا غبي.
يوسف: طب اتفضل بقى خد الست ندى بتاعتك وهوونا شويه.
عمر: لأ ندي مش هترضى تقوم معايا خد انت هبه وهوونا.
يوسف بصوت مرتفع: طيب ما تيجي يا هبه يا حبيبتي عايزك كدة في كلمتين علي جنب.

هبه بغباء: خير يا يوسف في ايه؟!
يوسف من بين اسنانه بغضب مكتوم: هقولك يا حبيبتي حالا، عن اذنكم يا جماعة.
عمر وهو يجلس مقابل ندى بعد رحيلهم: وحشتيني قوي
ندى بغضب: استاذ عمر لو سمحت بلاش الكلام دة وبعدين حضرتك مش ملاحظ ان الصدف دي بقت غريبه شوية
عمر: والله المرة اللي فاتت مليش ذنب فيها، بس الصراحة المرادي اكيد باينه قوي انها مش صدفه يعني.

ندى: اممممم، طب ممكن افهم حضرتك عايز مني ايه تاني، المفروض بعد أخر مقابله بينا في الجرنال متبقاش عايز تشوفني تاني وتتهرب مني زي اللي قابلك، مش تخلق صدف عشان تقابلني.
عمر بغضب: ندى، اولا انا مش زي اللي قابلي اللي انتي بتقولي عليهم دول، ثانيا بقى مين قالك ان انا مش عايز اشوفك.
ثم اكمل بحب: انتي متتخيليش الفترة اللي فاتت دي عدت عليا ازاي من غير مأشوفك.

ثم تابع بهيام بها: لما كنتي في الجرنال كنت بستنى معاد المحاضرة بتاعتكوا بفارغ الصبر عشان أشوفك ولما بعدتي عني الفترة دي كلها كنت هتجنن عشان بس اشوفك ولو حتى من بعيد.
ندى بحزن: من فضلك حقيقي مفيش داعي خاالص للكلام ده وبعدين انا حقيقي مش فاهمة اخرت كلامك دة ايه
عمر بإصرار: هقولك ايه اخرت الكلام دة...

بمكان بعيد نسبيا عن مكان تواجد عمر وندى
هبه من بين ضحكاتها: يعني انت خلتني أجيب ندى معايا مخصوص عشان استاذ عمر
يوسف: ايوا يا ستي هو اللي طلب مني كدة وقالي انه عايز يتكلم معاها ومغيش حل غير كدة.
هبه: دة شكل صاحبك عمر دة واقع بقى في ندى وانا أخر من يعلم، ويا تري بقى لما اتقابلوا في خطوبتنا كانت صدفه فعلا ولا بردو من تدبيرك.
يوسف بصدق: لأ والله، انا اصلا ساعتها مكنتش لسه اتعرفت على ندى.

ثم تابع بتردد: الا قوليلي يا هبه متعرفيش ندى مرتبطتش لحد دلوقتي ليه مع ان على حسب علمي هي أكبر منك
هبه بتوضيح: اولا هي اكبر مني يدوب بسنه واحده وبعدين بقى هي دايما تقول ان دراستها عندها اهم حاجة ومش هتفكر في اي حاجه تانيه تشغلها عنها
ثم اردفت بشك: بس انت بتسأل ليه، ولا صاحبك هو اللي قالك تقررني عشان يعرف حاجات عن ندى؟!
يوسف بتهكم: لأ اطمني عمر يعرف اللي من الواضح كدة حضرتك متعرفيهوش عن بنت خالتك.

هبه وهي تقطب حاجبيها بأستغراب: قصدك ايه بأنه يعرف اللى انا معرفوش.
يوسف ببتسامه: لا يا حبيبتي مقصدش حاجه، المهم سيبك منهم وخليكي معايا انا
هبه: اممم طب مانا معاك اهو
يوسف بحب: فين دة، وحشتيني مشوفتكيش من يوم الخطوبه ومقضينها فون بس.

ندى بزهول: ايه اللي انت بتقوله دة يااستاذ عمر معقول بعد كل اللي عرفته ده ولسه عايز، عايز..
عمر ببتسامة حنونه: عايز اتجوزك، مش عايزة تقوليها ليه، وبعدين ايه استاذ عمر اللي انتي لسه ماسكة فيها دي
تفتكري ان هي ليقا ومناسبه للى احنا بنقوله دة.
ندى برتباك: اومال عايزني اقول ايه بس.
عمر بحب: تقولي عمر وبس زي مأنا بقول ندى
ندى بجديه: طيب بردو ازاي عايز تتجوزني بعد كل دة.

عمر بإصرار: يعني مش هبعد عنك تاني وعمري ماهكون لحد غيرك وانتي كمان
ثم تابع بحديه: ندى انا فكرت كتير لقيت اني مش هقدر اكمل حياتي مع اي حد غيرك.
ندى: ازاي بس انت عارف معنى كلامك دة ايه يعني يعني عمرك ما هتبقى...

قاطعها عمر: عمري ما هبقى اي حاجه من غيرك عمري ماهقدر أكون عيله او اسرة انتي مش فيها، ندى انا فكرت في كل حاجه ومستعد اتنازل عن كل اللي انتي بتقوليه دة، وبعدين يا ستي انا راضي بقضاء ربنا، افرضي بعد ماتجوزنا كنت انا مبخلفش كنت هعمل ايه ساعتها كانت هتبقى النتيجه واحدة.
ظلت ندى تنظر له في صمت وزهول ولم يستوعب عقلها كلماته.

عمر: ايه ساكته ليه، لازم تتكلمي وتقولي كل اللي في قلبك عشان نقفل الموضوع دة خالص ومنفتحوش تاني.
ندى بعد صمت: صدقني هييجي عليك الوقت اللي هتندم فيه انا متأكدة، وكمان اهلك مش ممكن يوافقوا على كلامك دة.
عمر: اولا انا مش ممكن اندم على أي حاجه غير اني اسيبك عشان حاجة بتاعت ربنا اصلا مش بتاعتنا خالص، وبعدين بقى موضوع اهلي دة سيبك منه دلوقتي خالص هيجيلوا وقته.

ندى: ازاي بس دة لو انا بقيت انانيه وفكرت في نفسي بس ووافقتك على كلامك دة هما مش هيوافقوك ابدا
عمر: محدش هيعرف حاجة خالص عن الموضوع ده لان ببساطه دي حاجه تخصيني انا وانتي وبس وبعدين...
ندى وهي تقاطعه: عمر حتى لو اللي انت بتقوله دة صح انا مش ممكن اوافقك عليه انا مش وحشه كدة، انت مش ذنبك اي حاجة انت تستاهل احسن بنت في الدنيا.

عمر ببتسامة: اولا دي احلى عمر سمعتها في حياتي، ثانيا بقى مين قال انك مش احلى بنت في الدنيا كلها انتي في نظري مش ناقصك اي حاجه بالعكس دانتي كتير عليا كمان.
ندى بخجل: وبعدين معاك بقى انا بتكلم جد والله.

عمر بنفس الابتسامه العاشقه: ومين قال اني بهزر انتي فعلا في عنيا احسن بنت في الدنيا كلها، وبعدين بقى من الاخر كدة مش بمزاجك انك توافقي او ترفضي انتي هتبقى ليا بمزاجك او غصب عنك، لا تقوليلي بقى انانيه ولا وحشه دة من الاخر يعني.
ندى بحزن: انا كنت عارفة وراضيه اني هكمل لواحدي ومعترضتش على حكم ربنا لكن انت جاي دلوقتي تديني امال وانا عارفه في النهايه النتيجه هتبقى ايه.

عمر بتهكم: وايه بقى النتيجه من وجهة نظر حضرتك؟!
ندى: ان مهما الموضوع خد وقته في النهايه كل واحد هيروح لحاله وانت لا هتقدر تواجه اهلك ولا حتى تهرب من نفسك
عمر بنفاذ صبر: ندى انتي تعبتيني قوي، قولتلك ان انا فكرت في كل اللي انتي قولتيه ده
ندى وهي تهم واقفه: وانا عايزة اراوح بعد اذنك هروح اشوف هبه فين عشان نمشي
عمر بعد ان وقف مقابلها: استني بس احنا لسه مخلصناش كلامنا.

ندى: صدقني كل اللي قولناه دة مفيش منه فايدة، بعد اذنك
وغادرت المكان ولم تعطي لنداءاته عليها اي اهتمام.

ندى وهي بطريق العودة مع هبه:
هبه ببتسامة مرحه: مقولتليش قولتوا ايه بقى انتي وعمر؟
ندى بغضب: صحيح يا هبه انتي كنتي عارفه ان عمر جاي عشان كده اصريتي ان انا بالذات اللي أجي معاكي.
هبه: لأ والله يا ندى انا اصلا مكنتش اعرف ان يعني في حاجه بينك وبين عمر
ندى: ولازم تعرفي ان فعلا مفيش اي حاجه بيني وبين استاذ عمر ومش ممكن يكون فيه.

هبه بزهول: ليه كدة يا ندى دانا عرفت من يوسف انه هو اللي عمل كل دة عشان يشوفك ويتكلم معاكي
ثم اكملت بغمزه من عينيها: وصراحه كدة بقى شكله واقع عالاخر.
ندى بعصبيه: ايه اللي انتي بتقوليه دة مفيش الكلام دة خاالص، وبعدين اسكتي بقى خلينا نروح من سكات.
هبه بمكر: مااشي بس متزقيش، ولو ان من الواضح فعلا عليكي ان مفيش حاجه خاالص.

بسيارة عمر
يوسف: مالك يأبني بقالنا ساعة طالعين وانت منطقتش بكلمه
عمر وهو ينظر امامه: مروحتش تراوح هبه وندى ليه؟
يوسف: الصراحه ندى هي اللي اصرت واخدت هبه ومشيت وبعدين كان شكلها ميطمنش كدة فامرضتش اقاوح معاها
ثم اكمل بتسأل: هو ايه اللي حصل بينكم بالظبط
عمر ومازال ينظر للطريق امامه: مش موافقه
يوسف بزهول: نعم يااخويا هي اللي مش موافقه!
عمر بغضب: يوسف اتكلم عنها كويس.

يوسف: والله ماقصدي بس فعلا مش فاهم مش موافقه على ايه بالظبط؟!
عمر بعبوث وهو مازال ينظر للطريق: بتقولي ان هي كدة تبقى انانيه ووحشه، كمان حسيت ان هي مش مصدقاني او مش واثقه في كلامي
يوسف: غريبه دانا قولت ان هي ماهتصدق.
عمر بغضب: مش ندى، مش ندى يا يوسف
ثم اكمل بشرود: ندى مشكلتها انها بتفكر في كل حاجه، حتى اهلي ورد فعلهم لو عرفوا، وهعرف اواجههم ولا لاء.
يوسف بتلميح: بتفكر في كل حاجه عشان عاقله.

عمر: طب مانا فكرت في كل حاجه وفي الاخر وصلت اني مش هقدر أسيبها عشان اي حاجه ولسه عند رأيي
ثم تابع وهو ينظر امامه: بالعكس انا إصراري زاد عن الاول كمان.

بمنزل عمر
يوسف: طب وبعدين اخرت الحوارات دي عشان زهقت.
عمر: مش عارف، بقالي يومين بحاول اكلمها مبتردش عليا وببعت لها واتس مبتفتحش رسايلي اصلا.
يوسف بلامبالا: طب ما خلاص بقى يا عمر وفوكك من الحوار دة كله، عليك من دة كله بأيه يعني
عمر بعصبيه: يوسف! عندك كلمه حلوة قولها معندكش تسكت خالص.
يوسف: خلاص يا عم متزُقش
ثم تابع: طب قولي ناوي على ايه؟
عمر وهو ينظر امامه بشرود: كده مقدميش غير حل واحد.

يوسف بتسأل: وياترى ايه هو؟
عمر ببتسامه ماكره: هقولك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة