قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية نصف أنثى للكاتبة رانيا أبو خديجة الفصل الثالث عشر

رواية نصف أنثى للكاتبة رانيا أبو خديجة الفصل الثالث عشر

رواية نصف أنثى للكاتبة رانيا أبو خديجة الفصل الثالث عشر

ظلت ندى تحاول اقناعه بأنه يجب عليه الزواج من اجله واذا لم يكن من اجله فمن اجل والديه وخاصتاً والدته التي لم تكف عن مجيئها يومياً ومهاتفته لاقناعه
عمر بنفاذ صبر: مش هيحصل يا ندى..
ندى: معقوله يا عمر كلامي ومجي مامتك لهنا كل يوم عشان تقنعك وانت لسه بتقولي مش هيحصل
عمر بعصبيه: انا مش عايز اتجوز يا ستي هو انتوا ايه، هتجوزوني بالعافيه.

انا زهقت يا ندى من الكلام في الموضوع دة، مبقاش في حاجه نتكلم فيها غيره.

بمنزل ندى: .
ناديه: انا جيالك في كلمتين وهمشي علطول قبل ما عمر ييجي.
ندى بترقب وحزن: خير يا ماما؟
ناديه بهدوء: ندى، انا يا بنتي مبكرهكيش ولا حاجه زي مأنتي فاكره، ربنا يعلم انا بحبك قد ايه، انا بس أم وخايفه على ابنها، العمر هيجري وفاجأه هيلاقي نفسه لواحده في الدنيا وبطوله، وساعتها هيكرهك انتي عشان هتبقي ساعتها انتي السبب.

ندى بضعف وقلة حيله: طب اعمل ايه تاني اكتر من اني قولتله ان انا موافقه ومش زعلانه، كمان هو اللي طول الوقت رافض ورافض كمان يتكلم معايا في الموضوع
ناديه: انا هقولك ازاي تخليه يوافق
ندى بغصه في حلقها: ازاي
ناديه بمكر: انا عارفه ابني بيحبك ومتعلق بيكي قد ايه
صمتت قليل ثم اردفت: هنقوله ياإما يتجوز، ياتسبيه انتي، وانا عارفه ابني، عمل كل ده عشانك وعشان يبقى معاكي، يبقى دي الحاجه الوحيدة اللي هتخليه يوافق.

ندى بزهول مصاحب لغضب: نعم! انتي عايزاني اقول لجوزي يا يتجوز عليا يإ أسيبه!
ناديه: ده الحل الوحيد، واظن انتي ميرضكيش ان ابني يعيش طول عمره وحيد ودة كله عشان متجوز واحدة متأخذنيش يعني، ناقصه، زيك
هبت ندى واقفه بفزع من كلمتها فهذه ليست أول مرة تسمعها منها فأردفت بحزن و هي تنظر للفراغ بضياع: حاضر يا ماما، اللي تشوفيه انا هعمله.

ناديه بسعادة بعد ان وقفت مقابلها: ايوا كدة يا ندى، ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي، انا همشي بقى قبل ما ييجي عمر وياريت ميعرفش اني جيت اصلا.

دخل عمر المنزل يبحث عنها بعينيه فلم يجدها، فدخل غرفة النوم وجدها جالسه على الفراش وشارده فقترب منها محتضنها ومقبل رأسها ثم اردف بحنان: مالك يا حبيبتي سرحانه في ايه كدة!
ثم تابع بجديه: اوعي تكوني لسه بتفكري في موضوع ماما والجواز، انا مش واعدتك اني عمري ما هعمل كدة ابدا، ولا عمري ابدا ابقى مع واحدة غيرك، يبقى خلاص بقى ولا انتي مش مصدقاني؟
ندى بضعف: ماهي المشكله اني مصدقاك يا عمر.
عمر: قصدك ايه!

ندى بحزن: يعني انا اللي عايزاك تتجوز يا عمر.
عمر بغضب: تاني يا ندى، انا مش فاهم ليه مُصره تعملي فيا وفي نفسك كدة، يا ستي انا راضي ملكوش دعوة بيا بقى
ندى بدموع: راضي دلوقتي بس، لكن بعد كدة هتندم، يوم ما تحس انك لواحدك بسببي.

اقترب منها عمر اكثر في جلسته وامسك يدها وقبلها بحنان ثم اردف بهدوء: ندى، ممكن اعرف انتي ليه مشيله نفسك الهم كدة، انا اكتفيت بيكي في حياتي ومش عايز حاجه تانيه وانا وانتي مع بعض وهنكبر مع بعض ونونس بعض ونفضل مع بعض طول العمر، وانا مش عايز حاجه اكتر من كده.

ثم احتضنها بشده يربت على ظهرها بحنان واردف بحب: والله ما عايز حاجه غيرك معايا وانتي مش هتقدري تتحملي اني اتجوز عليكي، هتتوجعي قوي يا ندى، ووجعك دة هيوجعني، ودة اللي انا مقدرش عليه، عشان خاطري ارحمي نفسك وارحميني بقى من الكلام في الموضوع دة.
وهنا لم تكن تستمع لكلماته، فقط يدور بذهنها كلمات واحده ولم تكن سوا كلمات ناديه:.

العمر هيجري وفاجأه هيلاقي نفسه لواحده في الدنيا وبطوله، وساعتها هيكرهك انتي، عشان هتبقي ساعتها انتي السبب.
وهنا اغمضت ندى عينيها بقوه ثم اردفت بخفوت وعمر مازال محتضنها: عمر!
عمر بعد ان ابتعد عن حضنها ينظر بعينيها مردفأ بصوت حنون: رووح عمر...
قامت ندي، سارت بعض خطوات مبتعده عنه ثم نظرت بعيداً عن عينيه واردفت: قدامك حل من الاتنين، يإما تتجوز وانا معاك وراضيه...

صمتت برهه ثم اكملت بغصه: يإما تطلقني، وبردو هتتجوز وابقى انا ارتحت.
عمر بزهول: يعني ايه يا ندى، انتي عايزاني اطلقك!
ندى وهي تدعي الجمود امامه: ايوا يا تتجوز يا تطلقني، وتسبني بقى في حالي.
عمر بعصبيه: انتي بتهدديني يا ندى، يإما اتجوز عليكي يإما هتسبيني غصب عني!
ففط تنظر له، في صمت
عمربغضب: ما تردي عليا، للدرجادي طلاقنا بالنسبالك مُتاح وسهل، يااطلقك يااتجوز عليكي، في حد عاقل يقول كدة!

فقط خفضت وجهها ارضاً في صمت، تشعر بالندم على ما تفوهت به، فهي حقاً تخشى ان يتركها، فهي اعتادت على قربه ولم تقدر على بعده، لم تقدر على العيش وحيده مره أخرى بعد ان جربت قربه، فاناديه لم يهمها الا ابنها ورؤيت احفادها فقط، بينما تلك المسكينه لم تكن ببالها ولا يشغلها امرها.

نظرلها بغضب ثم اردف بعصبيه: ما بقاش في حاجه نتكلم فيها غير كدة، ضغط منك وضغط من أمي ومن كل ناحيه، انا تعبت، ودلوقتي جايه تقوليلي طلقني!
مازالت تخفض نظرها اسفل تبكي بمراره في صمت
نظر لصمتها بغضب ثم التقت مفاتيحه وهاتفه وسار عدت خطوات ثم التفت نظر لها واردف بغضب حزين: ماااشي يا ندى، بس متبقيش تلوميني بقى بعد كده...
ثم تركها وغادر غالقاً باب الشقه خلفه بقوة افزعتها تاركها مع بكائها المرير.

ناديه بسعادة: يعني انت موافق يا عمر؟!
عمر وهو ينظر للفراغ بعبوس: ايوا يا ماما، موافق
: طب يا حبيبي يعني انت موافق على ايمان كمان ولا تحب تختار انت؟
عمر وهو مازال ينظر امامه بشرود حزين: مش هتفرق ياامي
ثم تركها وتوجه للداخل
: انت رايح فين يا حبيبي؟
عمر وهو يلتفت اليهاا: هبات هنا النهاردة
ثم اكمل بحزن وشرود: مش قادر أروح البيت.
ناديه بسعادة: انتوا اتخانقتوا ولا ايه؟

صمت عمر بشرود حزين فأردفت هي بتبرم: ولا تكنش زعلانه انك هتتجوز، ده بدل ما تبوس ايديها وش وضهر انك مستحملها وهتسبها على زمتك وهي زي قلتها كدة
عمر بغضب: من فضلك ياأمي، مفيش داعي للكلام ده.
ناديه محاوله امتصاص غضبه: طب خلاص يا حبيبي متزعلش
ثم تابعت بفرحه وانتصار: بقولك ايه، متقعد معايا يومين كدة واهو نتمم الموضوع، بما انك يعني وافقت ومبقاش في حاجه تخلينا نستنى.

عمر دون النظر اليها وهو يسير للداخل بتعب: اعملي اللي انتي عايزاه.

وبالفعل باليوم التالي تم كتب الكتاب وقررت والدته انهم يمكثوا معها بالمنزل هي ووالده الذي اعترض في بادئ الأمر على كل ما تفعله زوجته ولكنه بعد اقناعها له وافق على مضض، فهو ايضا يريد ان يرى احفاداً له، فاعمر وحيدهم وليس لهم أخرين يعوضوهم عن ذلك.
ايمان بغضب: طب واخرتها، ابنك من ساعة ما كتب عليا وهو مش طايقني ولا حتى طايق مني كلمه، وعلطول قاعد لواحده في اوضه تانيه.

ناديه: وانا اعملك ايه يعني، غلطتك دي ولا غلطتي، مأنتي اللي مش بت نغشه كدة ولا قادره تقربي منه وتحسسيه بوجودك اصلا.
ايمان بغضب: يعني اعمل ايه اكتر من كدة، بدخله كل شويه وبردو بيتردني من الاوضه.
ناديه: يا بت اتحركي شويه، روحي اقعدي معاه، حاسسيه بوجودك جنبه خصوصاً انه متخانق مع التانيه فا دي فرصتك.
ايمان بحنق غاضب: يعني ادخله عشان يطردني تاني زي ما بيعمل كل مرة.

ناديه بإستهجان: استحمليه يأختي، هو انتي كنتي تطولي جوازة زي دي، دانتي كنتي حايله حتة مندوبة مبيعات تلفي عالشقق والمحلات إشي ملابس حريمي و كريمات ومكياجات مضروبه، لولا انا اللي جوزتك جوازه متحلميش بيها، عمر اللي احسن العائلات تتمنى انه يناسبها.
ايمان بسخريه: وما جوزتهوش لبنات العائلات دول وجتيلي انا ليه يا حماتي.
ناديه بضيق: حظي الاسود هو اللي وقعني فيكي.

ثم تابعت بشرود: كل ما حد يعرف ان عمر متجوز و متمسك بمراته يصرف نظر خالص
ثم نظرت لها واكملت: ما هي العائلات المحترمه مبترميش بناتها.
ايمان بغضب: قصدك ايه يا حماتي، ان انا اللي راميه نفسي عليكوا.
ناديه بتهكم: مقصدش حاجه ياختي، ويلا ادخلي لجوزك، قال جوزك قال اتوكسي.
نظرت لها ايمان بضيق شديد ثم تركتها وتوجهت لغرفت عمر.

بمنزل ندى: .
ندى لنفسها بحزن: بقى كدة يا عمر، اهون عليك تسبني كل ده ومتسألش فيا
ثم اكملت بغضب: ما هو انا بردو اللي زوتها قوي ووصلتله ان طلاقنا سهل بالنسبالي، مع ان غيابه دة هو اللي صعب قوي عليا، طب اعمل ايه ياربي، انا حتى بكلمه علطول قافل موبايله
صمتت برهه بتفكير ثم اردفت: خلاص انا هاروحله عند مامته واصالحه، اه، هاروح، واتأسفله كمان.
ثم همت بتغيير ثيابها وخرجت من منزلها متوجها لمنزل والدته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة