قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية نصال الهوى الجزء الرابع للكاتبة إسراء علي الفصل الخامس والثلاثون

رواية نصال الهوى الجزء الرابع للكاتبة إسراء علي الفصل الخامس والثلاثون

رواية نصال الهوى الجزء الرابع للكاتبة إسراء علي الفصل الخامس والثلاثون

طبعا فترة الغياب كانت بسبب الظروف الصحية وكل اما أطلع من تعب بدخل ف التاني والله. ف انا نزلت باقي الفصل ومش كامل كمان لأني أقسم بالله وجع ضهري رجع تاني بس هحاول أنزل الفصل بكرة ب المشهدين المتأجلين بعتذر منكوا جدًا
ترجل جاسر من السيارة ليجد روجيدا والجميع معها هم أيضًا أمام البناية القاطن بها يزن و چيلان. ليقطب حاجبيه ب تعجب ثم تقدم منها وتساءل
-بتعملي إيه هنا! وجايبة الكُل معاكِ ليه!

-أجابت روجيدا: نفس اللي بتعمله هنا
-تنهد جاسر وقال: مكنش فيه داعي تيجي المسافة دي كلها
نظرت إليه روجيدا ب حاجب مرفوع ليصمت ضاحكًا ثم ضمها إليه لتهتف ب صوتٍ خفيض
-مالك!..
تحرك جاسر معها إلى داخل البناية ثم أجاب دون أن تظهر مشاعر على وجههِ
-مفيش. أنا كويس
وقفا أمام المصعد خلف جُلنار وشقيقيها لتقبض روجيدا على ساعده ثم سألته ب لُطف
-مش عليا. ديمًا مش بتعرف تكدب قدامي.

نظر إليها جاسر مطولًا قبل أن يضع يده على ذقنها ثم هتف ب صوتٍ بعيد، متوحش
-أنا مسكت سليمان. بقى تحت رحمتي
قبل أن ترد روجيدا كان المصعد قد وصل لتدلف جُلنار وكذلك هما الأثنين وساد الصمت المُرعب بينهما. جاسر و ب صمتهِ المُخيف و روجيدا ب صمتها الخائف.

وصلا إلى حيث الطابق المطلوب ثم إلى الشقة و دق جواد الجرس ب غيرِ تمهل. حتى فتح له يزن وعلى وجههِ إبتسامته العذبة إلا أن فظاظة جواد قد تخطت الحد حينما دفعه ودلف ثم هدر ب صوتٍ جهوري
-چيلان!..
عضت جُلنار شِفاها السُفلى ب حرج ونظرت إلى يزن ب إعتذار ولكنه أومئ ب تفهم ثم إبتعد عن الباب ليسمح لهم ب الدلوف
-إزيك يا يزن!..

إنطلق السؤال من فم روجيدا المُتيبس ب ألم يكاد يفتك بها من شدة ضغط يد زوجها على خصرها ليرد يزن ب هدوء
-چيلان كويسة و تقريبًا نايمة
ثم نظر إلى عيني جاسر المتوحشتين ب جحيم ناري وأكمل ب بُطء يضغط على كل حرفٍ يقوله
-مطلعتش من الأوضة من إمبارح
لمح بريق من الراحة يمر ب عسليتهِ ثم عادت لقساوتهما مرةً أُخرى ولكن كان هذا أكثر من كافي ب النسبةِ له. تنهد ب تعب وهو يلتفت على سؤال جواد المُتهم
-مبتردش ليه!

-ثواني هشوفها
تحرك يزن إلى الممر ليجد خلفه جاسر و جواد ليهو رأسه ب إستنكار إلا أنه لم يُعلق. بل طرق باب غُرفتها ب. نغمة مُعينة وأردف ب حنو
-چيلان! عيلتك هنا
ثانية واحدة فقط ليجد باب الغُرفة يُفتح و چيلان تصرخ ب شوقٍ أوجع قلبه وهو يراها تقفز إلى أحضان جاسر والذي إلتقطها ب رحب. يضمها هو الآخر إليه وتأوه دون أن يأبه لوجود يزن معه بل كُل ما يهمه أنها بخير و ب أحسن حال. وهذا يكفيه.

إبتعد عنها يُبعد خُصلاتهِا التي تشابكت مع ذقنه الغير حليقة ثم همس ب عاطفة عنيفة
-وحشتيني يا قلب أبوكِ. قوليلي أنتِ كويسة! أذاكِ أو قرب منك!..
حركت رأسها نافية ومسحت عبراتها ب ظهر يدها ثم نظرت إليه لتجده يتكئ إلى إطار الباب عاقدًا لذراعيهِ أمام صدرهِ و يبتسم إبتسامة مُهلكة قبل أن يستقيم و يرحل تاركًا المساحة لهم.

شعرت ب يدي جواد تلتف حول خصرها لتستدير إلى و تدفن وجهها ب صدرهِ الواسع وفمه يُشبع رأسها تقبيل وكأنه يعتذر لها عن تقصيره في حمايتها
وهي تتشبث به ب قوة دون الحاجة إلى البُكاء ف صُراخ ضربات قلبه أنهكتها حقًا.

ب الشُرفة كان يُتابع ذلك اللقاء العاطفي المُفعم ب المشاعر القوية. تلك المشاعر التي حُرم منها. والد حقير. والدة لم يتعرف عليها حتى الآن. و توأم أثبت له أنه حقًا وحيد. أما هم. ف يمثلوا دفء لطالما حَلِمَ به وتمناه طويلًا
إستدار إلى سور الشُرفة و نظر إلى يدهِ. كانت تحمل كدمات إرجوانية و زرقاء مكان السلسلة الحديدية والتي كان يقبض عليها ب قسوة لم يكن يمتلكها قبلًا.

خرجت تنهيدة حارة وتذكر تلك الورقة التي أعطته إياها خالته. ليُخرجها من جيب بنطاله الخلفي وفضها
لتدلى قلادة فضية على شكل دمعة. تلك التي يوضع بها الصور الصغيرة ليفتحها. إتسعت عيناه ب ذهول وهو يجد صورته مُرفق معها صورة والدته. نيرة. كانت جميلة و باسمة. بل مُقبلة على الحياة و ضحكتها تلك كانت الحياة ب عينها. لا تُشبه كثيرًا ولكن. ولكنه وقع ب عشقها.

وضع القلادة حول عنقه وأخفاها خلف ثيابه ثم بدأ ب قراءة الأسطر ب حبرًا أسود قد بهت قليلًا لمرور السنوات عليه
عزيزي يزن.

لما هتقرأ الرسالة دي هتكون عرفت الحقيقة ومعرفش إذا كُنت هبقى عايشة ولا لأ. بس اللي مُتأكدة منه إنك هتحبني وهتسامحني لأني عملت اللي أي أم ممكن تعمله عشان تحمي إبنها. شهاب أخوك التوأم للأسف ورث طباعه اللي هربت منها ف يوم. هو أذاني و أذى ناس كتير منهم جاسر الصياد و مراته. مراته كانت ف يوم خطيبته وهو للأسف دبحها
أحس يزن ب ثقل في التنفس ولكنه عاود القراءة ب تمهل.

هربت منه لأني كُنت عوزاكوا ف حياتي. بس خسرتكوا أنتوا الأتنين. المهم أوعى ف يوم جاسر الصياد يعرف هويتك خليك مجهول لأنه أول أما يعرف أنت مين مش هيتردد ثانية إنه يقتلك
آخر حاجة. أنا حبيتك من أول لمحة. و قولت إنك يستحيل تخيب أملي فيك. أنت راجل وعارفة إن مش هيليق بيك غير لقب راجل
والدتك نيرة المُحبة
أسطر باهتة ولكنها حركت به الكثير. ولكنها كانت مُحقة ب شئٍ واحد أنه سيُحبها
-جواب غرامي!

طوى يزن الورقة و وضعها ب جيب بِنطاله الخلفي ثم إستدار إلى جاسر وهتف ب مُزاح
-مش كبرنا على الكلام دا!
-رد جاسر ب تهكم: قول لنفسك
تنهد يزن وإتكئ إلى سور الشُرفة خلفه و جاسر من أمامه يُحدق به ب شئٍ من الغضب المكتوم. ليردف ب هدوء
-خير يا حمايا!
-حُمى لما تشيلك
قهقه يزن ضامًا قبضته ثم وضعها فوق فمه وأكمل ضحكه ليردف بعدها ب مرح وهو يضع يده الأُخرى على صدرهِ
-مقبولة يا حمايا.

رمقه جاسر شزرًا. توقف يزن عن الضحك وأردف ب جدية
-چيلان ف قلبي مش ف عينيا. وأنا مش هقرب منها إلا ب إذنها ولو طلبت هي الطلاق هسيبها غير كدا مش ناوي أبعد عنها حتى لو قتلتني
ظل جاسر يرمقه طويلًا دون تعابير واضحة على وجههِ ولكن ذلك لم يُقلق يزن إلا حين تكلم جاسر خرجت نبرته هازئة
-إيه المُسلسل المكسيكي اللي عايش فيه دا! حد قالك إنك ممكن تكسب جايزة أوسكار على تمثيلك.

كتم يزن غضبه ب أعجوبة وظل مُحتفظ ب هيئته الهادئة ولكنه أضاف إليها إبتسامة ثلجية ينبعث منها صقيع مُهلك. ليُكمل جاسر ب نبرةٍ جامدة ك جمود الصخر، حجرية ب قساوة مُرعبة
-جيت أقولك إن الفرح بعد إسبوع مع فرح أختها
ورحل. ب بساطة مُعيظة رحل جاسر الصياد تاركًا يزن تضربه الأعصاير ما بين ذهول و سعادة تكاد تُوقف قلبه عن النبض.

بعد مرور سبعة أيام
إقتحم حمزة الغُرفة بعد طرق عنيف وأغلق الباب خلفه وإنتظر خروج الأميرة من المرحاض. ولم ينتظر طويلًا ف قد خرجت بعد عدة دقائق ليحبس أنفاسه الهادرة لهيئتها البريئة ب إغواء غير برئ.

كانت ترتدي ثوب سماوي اللون. بسيط للغاية دون بهرجة. غير جرئ بل ينسدل على جسدها ب إتساع طفيف الخصر يحده حزام ماسي رفيع غير مُبرز لمُنحنياتها التي بدأت في النضوج. ب دون أكمام بل ترتدي فوقه سُترة شفافة تنسدل على ظهرها مكونة ذيل طويل يُماثل طول الثوب
خُصلاتهِا جمعتها في عدة جدايل و قامت ب عقدها على هيئة كعكة لطيفة. دون زينة وجه
حينما رأته جويرية شهقت ب فزع وتراجعت ثم هتفت ب صوتٍ خفيض ولكنه حاد.

-حمزة! إيه اللي دخلك أوضتي
-أجاب مأخوذًا ب هيئتها: وحشتيني
وضعت يدها على شفتيها تُخفي إبتسامة خجلة إرتسمت ب وضوح. لم تكن قد رأته مُنذ تلك الحادثة المشؤومة. ظلت ب منزلهِ طويلًا كان بهم نعم الأب قبل الحبيب. أوقات بُكاءها كان يضمها إليه بل يُهدهدها ك طفلة صغيرة رأت حلمًا مُزعجًا.

حمزة هو من أخذ ب يدها لتتخطى تلك المحنة والآن هي تبتسم ب فضلهِ. لم يتركها أبدًا. بل كان يصطحبها يوميًا من وإلى المدرسة. دورسها تحضرها ب إنتظام وهو دائمًا ينتظرها. لقد كان مأواها حين كانت شقيقتها بلا مأوى
أبصرته ينهض وهو يبتسم ب عبثية مُحببة لقلبها ثم أردف مُتفحصًا إياها ب نظرات شاملة
-بس مش أنتِ حلوة زيادة عن اللزوم!
-رفعت حاجبها وقالت: والله!..
أمسك كفيها يُقبلهما ب قوة و إشتياق ثم أردف ب مكر.

-والله والله. وأنا بغير يا بنت الحلال ف خُشي غيري
لمعت عيناها ب شقاوة وهي تدس نفسها ب صدرهِ العريض ثم حاوطت خصره تضمه إليها لتردف ب خُبث أنثوي
-ما أنت هتفقع عين اللي يبصلي
-ورحمة ستي هقتله
-ضحكت وقالت: يبقى أنا كدا ف حمى الحكومة
ضحك حمزة هو الآخر وهو يضمها إليه يتكئ ب ذقنهِ النامية فوق رأسها وكفيه يتحركان على ظهرها ثم أردف ب إبتسامة قوية
-وأي حكومة معندهاش تفاهم ف اللي يخصها.

قبضت على سُترتهِ ب قوة وهمست ب صوتٍ عذب ك صوت عصفور مُغرد
-بحبك يا حمزة. بحبك ومش هعرف أحب حد زيك
إستشعرت تلك المضخة الجبارة أسفل وجنتها لتبتسم لتأثيرها عليه حتى أن يديه ضغطت فوق جسدها أكثر حتى شعرت أنه يطبعها ك وشم على جسدهِ ثم سمعت صوته الأجش ب إنفعال عاطفي حاد
-وأنا مش هسمحلك إنك تحبي حد غيري. أنتِ أنا وأنا أنتِ. مينفعش نكون غير مع بعض
إبتسمت ب إرتياح. هكذا هو حمزة مُتملك ب عشقهِ لها.

ربط صُهيب رابطة العُنق أمام المرآة يُحدق ب عُمق لتلك الندبة الظاهرة ب وجههِ. شوهته أجل ولكنها أضافت إليه وسامة غريبة. من أجلها. كانت من أجلها تركت جُلنار بصمة واضحة ب قلبهِ وأقسمت أن تترك بصمة أكثر وضوحًا على جسدهِ وهو أكثر من سعيد
لأ يُصدق أنها ستكون مُلكه بعد عدة ساعات. لا يُصدق أن جاسر الصياد سيُسلمها له ب تلك السهولة يبدو أنها مزحة وأن جاسر الصياد أعد خطة لقتله.

ولكن حادثة چيلان تركت أثر عميق ب الجميع أولهم جاسر. ذلك الجبل الذي لا ينحني رآه مُنكسرًا، ضعيف ولأول مرة ولكن يكمن خلف ذلك الكسر والضعف قساوة جحيمية أصابت من أصابت
فاق من غمرة تفكيره على صوت هاتفه ليتجه إليه ف وجدها جُلنار إبتسم وأجاب ب صوتٍ حماسي رائع
-كُلها كام ساعة وتكوني ف حُضني
وصله صوت ضحكاتها الصاخبة قبل أن تردف ب وقاحة تروقه كثيرًا
-ويا ترى ب أي وضع!

-أجاب ب وقاحة مُماثلة: ب وضع يناسب وقاحة سؤالك
-على فكرة سؤالي برئ
كان دوره أن يضحك هذه المرة وهو يردف ب نبرةٍ خبيثة
-مش عليا يا بنت جاسر الصياد. بس على العموم
-قاطعته ب صوتٍ مُدلل: بأي وضع!..
تصاعدت أنفاسه الحارقة وهو يضحك إلا أنه أجاب ب صوتٍ مُنفعل
-ب وضع لو جاسر الصياد شافه هيسلخ جلدي وأنا حي
ضحكت جُلنار ب صخب ثم تساءلت ب شوقٍ فاضح
-هتيجي أمتى!
-أجاب سريعًا: هوا.

إلتقط حاجياته الشخصية وإتجه خارج شقته ثم أردف ب كثير من المُزاح
-إقفلي بقى يا بنت المفضوح بدل أما أبوكِ يطب علينا ويلغي الفرح
-إبقى تُف على قبري لو إتجوزتها
تصنم صُهيب وهو يستمع إلى صوت جاسر عبر الهاتف. الحرق حيًا أقل ما يستطيع الشعور به حاليًا وهو يسمع نبرته الهادئة ك المرة السابقة تمامًا. نهايتك يا صُهيب
-جاسر باشا إسمع. ألو أأ ألو.

ولكنه كان يُخاطب الهواء ف قد أغلق جاسر الخط و إنتهى الزفاف قبل أن يبدأ
صعد صُهيب السيارة ثم تمتم ب غيظ وهو يُدير المُحرك
-حظ إيه الإسود دا ياربي. أنا مش عارف هخلص منه أمتى
ضرب المقوّد ثم تحرك ب السيارة وهتف ب نبرةٍ على وشك البُكاء
-يارب أكون بحلم. يارب يكون حلم. لأ حلم إيه دا كابوس
بعد قيادة لم تدم طويلًا وصل إلى ذلك المخزن النائي. لم يحتج لتسلل بل سمح له الحارسين ب الدلوف دون التفوه ب كلمة.

كانت عيناه سوداء ب غضب حارق. وهيئته ك طاغية مُخيفة لعيني المُعلق ب إرهاق. تفنن جاسر الصياد ب تعذيب تلك الجُثة كريهة الملامح
-إزيك يا عمي!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة