قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السادس

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السادس

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السادس

بعد اسبوع
على طائرة ليون الخاصة
جلست انجلينا في كرسي معزول تتامل ولديها اللذان لم يتركا لليون ولو فرصة واحدة للعمل، كانا يقفزان بحبور معبران عن السعادة الكبيرة لهذه الزيارة الغير متوقعة، مشاعرها هي كانت مزيجا من الخوف والالم كلما اقتربت اكثر من اليونان حيث ستواجه مجددا ماضيا هربت منه ل5 سنوات طويلة.

معالجته النفسية والتي زارتها بعد عودتها الى المستشفى طلبا لاجازة نصحتها بالذهاب والتحرر اخيرا من هواجس الماضي.
توقفت انجلينا عن تامل الولدين واسترخت على الكرسي محاولة اخد قسط من الراحة، لكن عقلها ابى الا ان يعذبها بالمزيد من الذكريات المؤلمة.
قبل خمس سنوات: فتحت انجلينا عينيها بثتاقل، تشعر باحساس من الالم بكل خلية من خلايا جسدها المنهك، حاولت تحريك يدها دون جدوى، عضلاتها منهكة من التعب.

اجالت نظرها في الغرفة الزجاجية قبل ان تصرخ من الرعب ويشخص بصرها في ديمتريوس الواقف قرب سريرها ينظر اليها بعينين ملئهما الجنون.
اخيرا استيقظت اميرتي، كنت اتمنى لو ان وداعنا الاخير بقي في الجزيرة.
توقفت الكلمات على لسانها وابت ان تخرج وهي تحدق الى ملامحه برعب حقيقي.

اقترب ديم من السرير وامسك يدها حيث تركت ابرة المغذي هالات زرقاء داكنة، مسد اليد الممدودة بهدوء قبل ان يسحب المغذي منها، لتخرج قطرات من الدماء القانية.
عضت انجلينا على شفتيها وانت بالم، قبل ان يخرج صوتها هامسا بضعف: ما الذي تحاول ان تفعله الان ديم
شش شش حبيبتي لا تتكلمي قال ديمتريوس بنبرة هيستيرية وهو يضع يدا مرتشعة امام وجهها الشاحب
حبيبتي انت لن تكوني ابدا لغيري.

استمر ديم في سحب الالات الداعمة لانجلينا، اقترب اخيرا من وجهها ليسحب انبوب التنفس من انفها المنمش، ويطبع قبلة على شفتيها المرتعشتين قبل ان يتاملها للحظات ليضع بعدها وسادة على وجهها مغلقا بذلك عينيها الشاخصتين من الرعب.
لم تتحرك انجلينا، كانت شديدة الضعف حتى لمجرد مقاومته، استمر يضغط على وجها قبل ان ينتفض بعنف، ويرمي بالوسادة بعيدا مقتربا من وجهها.

يا الهي كيف فعلتها انجلينا، ما الذي فعلته لقد قتلتك، انا مجنون انا فعلا مجنون
صرخ ديم بهستيرية قبل ان ينهار على ركبتيه امام سريرها
كانت انجلينا تتامل السقف بشرود وقد تحول وجهها الى الشحوب الشديد.
اقترب منها وامسك بيدها والتي امتللات بالدماء، كانت جروحها تنزف بغزارة.
ارجوك سامحيني انجي، اتوسل اليك انا اعشقك ليس هنالك من يحبك بالقدر الذي احببتك به، لا ليون ولا حتى لوشياس قادران على حبك بنفس القوة.

انت. انت مجنون قالت انجلينا من بين شهقاتها تشعر بانها تفقد الهواء. استمرت تحاول ادخال الهواء الى رئتيها وجسدها المتعب دون جدوى قبل ان تغمض عينيها اخيرا بضعف وتستلم للموت.
صرخ ديم كالمجنون في الرواق مستدعيا الفريق الطبي والذي نقلها الى غرفة العمليات على وجه السرعة.
في المرة التي استيقظت فيها بعدها، كان ليون الذي اطلق صراحه من السجن للتو جالسا الى جانبها، يتامل وجهها الشاحب بعينين غائمتين.

ليون قالت انجلينا بلهفة وهي تتامل وجهه الحبيب
انت هنا. لقد اتيت حبيبي لا تتركنني مجددا اتوسل اليك
اقترب ليون منها بلهفة وامسك يدها وضغط عليها بحنان،
اجابي مو، انا هنا ولن ارحل الى أي مكان اعدك.

تنفست انجلينا بعمق قبل ان تعود لتضع راسها على الوسادة من جراء الدوار الذي انتابها فجاة، تمكنت الان من ان تتامل وجهه والذي علاه الكدر، لحيته كانت نامية وقميصه الاسود مجعد، تاملت بحزن هالاته السوداء والتي اظهرته اكبر سنا مما هو عليه، رغم ان هذا لم ينقص من وسامته ولا غطرسته المعهودة، الى انها كانت قادرة على الشعور بالالم الذي يحاول اخفائه.

من الذي فعل بك هذا اخبريني. قال ليون وعيناه تملائهما الحيرة والتساؤل
سكتت انجلينا وقد جعل الالم فرائصها ترتعد من مجرد الذكرى
انجلينا اخبريني صرخ ليون بعناد.
ديم قالت انجلينا بشفتين مرتعشتين
شاخص البصر يتاملها وقد تحولت نظراتها الى نظرات قاتلة
مستحيل، هذا مستحيل قال ليون غير قادر على الاستيعاب.

نهض من مكانه، كان يجوب الغرفة كنمر حبيس غير قادر على استيعاب الغضب المدمر الذي انتابه، يا الهي ياالهي قال ليون قبل ان يسحب مسدسه
ارتاعت انجلينا من المنظر
ليون ما الذي تنوي فعله.
تامل ليون انجلينا للحظات.
لا ارجوك لا تفعل توسلت انجلينا من بين دموعها والتي انهمرت غزيرة على وجهها الشاحب.

غطت خصلات ذهبية عينيها واللتان اصبحتا بركة من الدموع، اقتر ب منها بلهفة يضمها اليه، عصرها بقوة الى صدره حتى انت من الالم
يجب ان يموت قال ليون من بين زفراته، ساقتله اقسم على ذلك.
لا قالت انجلينا وهي تمسك بيده بتوسل، لا لن تفعل ليون ارجوك لا اريد ان افقدك مجددا.
انتزعها ليون من بين ذراعيه ليتاملها للحظة ازاح خصلاتها الذهبية من على جبينها قبل ان يطبع قبلة رقيقة وينطلق كالسهم بحثا عن غريمه.

انتفضت انجلينا على قرقعة اكواب، كانت شاردة في ذكرياتها، حتى انها لم تسمع اقتراب المضيفة والتي اتت بصينية الطعام.
لا اشعر بالجوع حقا، قالت انجلينا وهي ترد ابتسامة الفتاة اللطيفة
لكن عليك ان تاكلي رغم ذلك قال ليون و والذي اقترب منها بابتسامته الساحرة، والتي بدا انها سجلت هدفا جديدا لانتصارته، فالمضيفة الصغيرة تحولت وجنتاها الى الحمرة القانية وهي تتامله بهيام،.

ابتسمت انجلينا لليون، تعلم ان سحره لا يقاوم.
جلس ليون بمحاذاتها قبل ان يصرف المضيفة باشارة من يده، ويمسك يدها ليطبع عليها قبلا صغيرة
الولدان قد ناما الان، الا ترغبين باستراحة قال ليون وهو يتاملها بنظرات جائعة.
لا قالت انجلينا وهي تتامل قسمات وجهه الجميل بحزن، ارغب بالبقاء هنا، لا اشعر اني بخير.

ضاقت عينا ليون فجاة وقست تقاسيم وجهه، كان يعلم ان المواجهة ستعيد الشرخ العميق بينهما. وقد حاول بكل الجهد ان يؤجل تلك النهاية قدر المستطاع رغم كارثة اطلانتيس، فانجلينا كانت ستبتعد عنه حالما تطأ قدماها ارض اليونان، وهذا ما لم يكن مستعدا له بعد.
شرد ليون بعدها في تاملاته الخاصة وعادت به الذاكرة الى 5 سنوات مضت.

يتذكر عودته الى الفيلا، يحمل مفاجئة سعيدة لحبيبته الصغيرة، ليجدها ملقاة على الارض مدرجة بالدماء، كان شعورا مقيتا وهو يحملها بين ذراعيه جسدا دون روح،
كان يصرخ كالمجنون يحرك راسها المستلقي على صدره باستسلام دون جدوى
قبل ان ياخد الهاتف بيد مرتعشة ويتصل بلوشياس.
وصل الاسعاف اخيرا، ووصل لوشياس الذي انهار على ركبتيه وهو ينظر الى انجلينا بين يدي اخيه وقد سالت دمائها غزيرة لتغطي ارضية المطبخ،.

حاول الاطباء والمسعفون ابعاد يدي ليون دون جدوى، كان يتشبث بجسدها البارد كانه طوق نجاة، واخيرا بعد مجهود جبار تمكن الطاقم من سحبها بعيدا عنه لانعاشها. كان ينظر اليهم بعيني فارغتين وذهن شارد، اصوات بعيدة تصل مشوهة الى مسمعه
ويدان تحاولان اعادته الى الواقع دون جدوى، فجاة نزلت صفعة قوية على وجهه اعادته الى الواقع.

كان لوشياس من صفعه بقوة وهو يصرخ: لم تمت، انجلينا مازالت حية، لا داعي للاستسلام بعد افهمت لن نستسلم الان قال لوشياس وهو يهز كتفي اخيه بعنف.
لحظات بعد ان عاد نبضها نقلت انجلينا في طائرة مروحية الى المستشفى ومنها الى غرفة العمليات على وجه السرعة.
بينما بقى لوشياس وليون جالسين امام الباب المغلق كل في عالمه الخاص.
السيد ليونايدس اورليوس.

هذا انا رفع ليون راسه ليتامل الشخص الذي نطق اسمه بتلك الطريقة المتعجرفة
وقبل ان يفهم ماالذي يحصل اقترب شرطيان من ليون يحاولان تكبيل يديه، بينما تكفل المحقق بتلاوة حقوقه،
سيد ليون اورليوس انت موقوف بتهمة محاولة قتل زوجتك السيدة انجلينا ماريبل ستيفنز، كل كلمة ستقولها الان ستسجل ضدك، يمكنك توكيل محامي، اذا لم تستطع دفع اتعابه ستوكل المحكمة لك محاميا.

كان ليون شاخص البصر غير قادرا على استيعاب انه متهم بقتل انجلينا، دفع بقوة الشرطي الذي حاول تكبيل يديه، بينما ركض لوشياس والذي لازال تحت وقع الصدمة للاستفسار
ما الذي تفعلونه صرخ لوشياس هل اصبتم بالجنون
سيدي، السيد اورليوس متهم بقتل زوجته والى ان يثبت العكس، يجب ان يرافقنا الى مخفر الشرطة.

لن اذهب الى أي مكان صرخ ليون وهو يقاوم الاعتقال، اقترب شرطي ثالت متكاتفين الى ان تبتوا ليون على الارض ليضعوا الاصفاد الحديدية في يديه، ظل ليون يقاوم الى اخر لحظة.
ساتصل بالمحامين قال لوشياس وهي يمسك هاتفه بعصبية، لا داعي للقلق اخي ساخرجك في اسرع وقت.
اقتيد بعدها ليون الى مخفر الشرطة، تاركا انجلينا تحت رحمة القدر.

طوال الطريق، ظل ليون واجما في حالة ذهول، لا يصدق الى الان انه متهم بقتل احب انسانة الى قلبه.
انجلينا. انجلينا. كان يردد دون وعي.
واخيرا وبعد 12 ساعة من التحقيق المتواصل. زج بليون باحد الزنزانات الفارغة وحيدا يتفرس في السماء التي اظلمت في عينيه فجاة، لا يتصور ان يفقدها مجددا.
يومان بعدها اطلق صراح ليون بكفالة ليعود الى جانب حبيبته والتي تتشبث بالحياة باعجوبة.

هل هي بخير، سال ليون الطبيب الذي كان يتامل الليون الشاحب بنظرات مقلقة
سيد ليون اظن انه يجب علينا تاجيل هذا المحادثة الى حين الاطمئنان عليك اولا.
صرخ ليون بهستيرية وضرب المكتب امامه بعنف، ليس هناك ما تطمئن عليه، اريد ان اعرف حالة زوجتي والان ولاحترق انا في الجحيم ان كان هذا سينقدها. سيد اورليوس، حالتها لازالت قيد المراقبة، لقد نزفت لمدة طويلة، انها اعجوبة اننا لم نفقدها الى الان.

عاد ليون الى الجلوس، وابتسم بمرارة وهو يقول، انت لا تعرف انجلينا انها محاربة، لقد نجت من السرطان ومن الغيبوبة وانا متاكد انها لن تموت الان، لن تتركني وحيدا انا متاكد.
اقترب الطبيب من حيث جلس ليون وربث على كتفه قبل ان يقول
ما رايك بزيارتها، قد يشعرك هذا بتحسن.

افضل ان اذهب الى الكنيسة اولا، قال ليون بذهول، فهو لم يقترب من هذا المكان سوى مرتين في حياته، وكانت احداهما يوم زواجهما ويومها كذب متعمدا في بيت الرب متعهدا حمايتها وحبها الى ان يفرقهما الموت.
هنالك كنيسة صغيرة في المستشفى قال طبيب، سارشدك اليها.
مرت ساعتان على ليون جالسا على احد كراسي الكنيسة مطاطا راسه لا يلوي على شيء.

ما الذي يفعله الان سالت كانديس الذاهلة لوشياس والذي وقف بدوره امام باب الكنيسة يتامل ليون الجالس بمظهر منكسر.
انه يصلي قال لوشياس بصوت غلب عليه الالم
يصلي
ليون ليس متدينا قالت كانديس وعيناها على ابنها المنكسر
اعلم ذلك امي، اعلم ذلك رد لوشياس قبل ان يقترب من اخيه، وينزل بدوره على ركبتيه.
اتعلم لم اقم بالصلاة يوما، لا اعرف حتى كيف افعل ذلك قال ليون بابتسامة مريرة.

عقد لوشياس اصابعه امام صدره، واحنى راسه بخشوع قبل ان يقول
ايها الرب الرحيم، نحن ضعفاء امامك نرجوك اليوم ان تساعدنا في مصابنا وتخفف علينا محنتنا فليس لدينا غيرك لنلجئ اليه، ايها الرب العطوف تقبل صلاتنا وازرنا ولا تتركنا ابدا.
رفع لوشياس بعدها راسه لينظر الى ليون الذاهل ويقول
هذا كل ما يتطلبه الامر، اشعر بان الله سيساعدك وتراجاه بكل قوتك هذا كل ما عليك فعله.

نهض لوشياس من مكانه ليترك لليون فرصة ليتلو صلاته بحرية.
اسبوع بعد ذلك استيقظت انجلينا من غيبوبتها، لتخبره باكبر صدمة في حياته، كان ديم ابن عمه واقرب اصدقائه من تجرا على ان يؤذي اهم شخص لديه، زوجته و حبيبته انجلينا.
قصر اورليوس قبل 5 سنوات
ركن ليون سيارته كالمجنون امام باحة القصر الكبير قبل ان يندفع نحو الباب الرئيسي يطرقه بعنف.

ارتعدت اوصال مارتا للطرق العنيف قبل ان تركض لتفتح الباب ولتفاجئ بليون الهائج وهو يصرخ بجنون وبيده مسدسه.
وصل الحارس الشخصي لليون والذي كان يحاول مجارات سياقته المتهورة دون جدوى محاولا الامساك بيده التي كانت تلوح بالمسدس امام وجه مارتا المرتعبة والتي شل الخوف حركتها وافقدها النطق
اين ديميتريوس سال ليون بجنون وهو يدفع حارسه الشخصي قبل ان يلوح بالمسدس امامه طالبا منه الابتعاد.
اين قلت لك اجيبي.

في غرفة المكتب قالت مارتا بصوت مرتعش
انطلق ليون الى غرفة المكتب كالمجنون ليدفع الباب ويفاجئ بديم جالسا الى المكتب بينما والده يقف بشموخه ونظرته الفولاذية يتامل ابنه بنظرات جليدية.
اقفل الباب اللعين وكف عن التصرف كالاطفال ليون، قال سيزار وهو يرمق ابنه بنظرات جليدية.
ليس قبل ان انسف دماغ هذا الحقير رد ليون بصوت كالرعد.
ليون قال ديم بتردد
اخرس ايها السافل ليس هنالك حديث بيننا.

قلت يكفي صرخ سيزار في ابنه بقسوة
اتعرف ما الذي فعله هذا الحقير، اتعلم انه من حاول قتل انجلينا لو كنت تعلم ما كنت حاولت ايقافي الان
اعلم ليون، قال سيزار بصوت بارد، ديم اخبرني بكل شيء
شخصت عينا ليون في والده غير مصدق قبل ان يقول
والان ما الذي تنوي فعله، استدافع عن هذا السافل رغم ذلك ملوحا بمسدسه في وجه ديمتريوس مجددا، والذي لم يرمش له طرف الرغم التهديد الواضح والموجه اليه.

اقترب سيزار من ليون الى ان وصل الى جانبه، كان لسيزار نفس طول ليون، نظر في عيني ابنه مطولا قبل ان يسحب المسدس من يده بقوة، ويلوح به بعيدا.
اجلس علينا التحدث، قال سيزار بنبرة امرة، جعلت ليون المصمم يمثثل لها رغما عنه.
الان وقد جلست اتظن انني ساصفح عن الفتى الذهبي، فقط لانك امرت بذلك
بالتاكيد ستفعل، قال سيزار وهو يامر ديم بالخروج.

خرج ديم من الغرفة ونظرات ليون المشتعلة تلحقه الى ان اغلق الباب الماهونجي، ليعود وينظر الى والده بلوم.
اقترب سيزار من خزانة المكتب يفتحها، ليخرج مغلفا، وضعه امام ليون والذي كان الشرر يتطاير من عينيه
ماهذا الجحيم سال ليون من بين اسنانه
اظنك مازلت تجيد القارئة¸ اذا فل تقرا
اخذ ليون المغلف وفتحه، مجموعة من الصور القديمة، لشابة في مقتبل العمر، تاملها ليون بوجه بارد قبل ان تقع عيناه على اسم ديمتريوس.

كانت شهادة ميلاد باسم ديمتريوس، بيينما وضع في خانة الاب بخط واضح اسم سيزار اورليوس
ما هذا الجنون، سال ليون غير مصدق
ليس جنونا بني، كومودوس لم يكن يستطيع الانجاب يوما
ما الذي يعنيه هذا ابي، سال ليون وقلبه يدق كالطبول، يا الهي ايعني هذا ان.
ديمتريوس يكون اخاك ليون
انتفض ليون من مكانه، وكان عقربا لسعه، مستحيل قال ليون وقد شخص بصره
ارتعش فكه بقسوة علامة على عصبيته قبل ان يقول
مستحيل، هذا امر مستحيل.

انه الحقيقة بني، ديمتريوس يكون اخاك اتريد ان تقتل اخاك في وجودي
كان ليون يضغط على مؤخر رقبته بقوة، يشعر بان العالم قد اظلم فجاة
لكن كيف
لقد كنت على علاقة غير شرعية، والفتاة هربت تاركة ديم طفلا رضيعا.
كنت قد رزقت بك للتو ولم اكن لاستطيع مصارحة امك وقتها، عرض علي كومدوس الاعتناء بالصبي، وقمنا بكل ما يلزم ليصبح ابنا شرعيا له.

انت يجب عليك ان تعدني ليون، انت راس هذه العائلة من بعدي مستحيل ان تاذي احدا من اخوتك، افهمت مستحيل
لا صرخ ليون قبل ان يضرب المكتب العتيق بقبضته القوية الى ان انفجرت شعيرات دقيقة من الدم بباطن كفه.
اتعلم ما الذي تريدني ان اقسم عليه ابي، انت تريدني ان لا اخد بثار انجلينا هذا مستحيل
انجلينا حية، ويمكنكما البدا من جديد، قتل ديم لن يكون سوى خطا كبير.

اقترب سيزار من ابنه ووضع يده على كتفه، حاول اقناع زوجتك بان تتنازل عن أي دعوى تقام ضده وانا اعدك انني سابعد ديم عن طريقكما.
كان ليون غائب الذهن غير مصدق، لكل ما يحدث، ديم يكون اخاه ووالده يطلب منه ان يبتز انجلينا.
انت لا تعلم ما الذي سيفعله هذا بنا ابي قال ليون بالم
اعلم بني قال سيزار، عائلتك هي واجبك انت لن تجعل هذه العائلة تتفكك فقط من اجل الحب، رجال اورليوس اقوياء عظماء ولا يتركون بعضهم ابدا.

زفر ليون بعنف وهو ينظر الى والده بعينين ملئهما الالم
وما الذي تقترحه ابي
اذهب الى انجلينا، ساعدها لكي تتخطى هذه المرحلة العصيبة، واعدها الى المنزل بعدها سيكون لنا حديث مطول.
نهض ليون من على الكرسي ومشى نحو الباب بخطوات ثقيلة، فتح الباب ليفاجئ بديم والذي مازال واقفا ينتظر خروجهما، جز ليون على اسنانه بعنف وارتفعت يده لا شعوريا ليسدد لكمة قوية الى وجه ديم، جعلته يسقط على الارض فاقدا للوعي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة