قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع

قبل 5 سنوات
حمل ليون انجلينا بين ذراعيه رغم اعتراضها مجتازا الممر الطويل نحو غرفة نومهما، وضعها على السرير برفق قبل ان يقبل جبينها بحنان كبير.
تاملت انجلينا وجهه الوسيم، كانت لحية ليون نامية وظهرت خطوط تعب وارهاق قرب عينيه.
وضعت يدها على وجهه بخفة تتحسسه وهي تقول، تحتاج الى الراحة حبيبي
ابتسم ليون ابتسامة لم تصل عينيه، وهو يقول لدي الكثير من الاعمال العالقة، نامي الان اجابي مو، ساعود في المساء.

خرج ليون من الجناح واستسلمت انجلينا الى النوم.
في المكتب الكبير لقصر اورليوس
كان ديمتريوس، وسيزار ينتظران لوشياس وليون، فلوك لم يكن يعلم بالموضوع بعد، وكان على ليون التواجد لكبح ثورة اخيه فهو كان الوحيد القادر على السيطرة على غضب لوشياس.
علت طرقات على الباب دخل ليون يتبعه لوشياس والذي علا الاستغراب ملامحه وهو ينظر الى وجه ديمتريويس القلق والملامح المشدودة لوالده،.

لم يكن ليون اقل غرابة منهما، وجه الى والده تحية مقتضبة قبل ان يجلس على صوفا الجلدية، بعيدا عن ديم الذي لم يوجه له أي كلمة.
اقترب لوشياس ليجلس على الكرسي المقابل لديم. وهو يتفرس وجهه باهتمام هل هناك امر لم تطلعوني عليه بعد، ما الذي فعلتماه هذه المرة.
لوشياس
قال سيزار بصوت جعل لوك ينتبه الى ان الامر لم يكن يحتمل المزاح، تحولت نظراته الى الترقب وهو ينظر الى والده الجالس وبيده وثيقة يتاملها باهتمام.

بني انت تعرف ان ليون سيخضع للمحاكمة قريبا
اعلم قال لوشياس بعدم اكثرات، انها مسالة روتينية فقط ابي ولاداعي للقلق ابدا، ساهتم بالامر بنفسي، حالما تستطيع انجلينا السفر ساتصل بالمدعي العام لسماع افادتها فبالتاكيد ليون لم يقم بقتلها قال لوك مازحا.
نعلم ذلك قال سيزار بحدة. ليون لم يكن وراء الحادث الذي تعرضت له انجلينا، لاننا نعرف الفاعل.
هب لوشياس من مكانه كالاعصار وهو يسال والده بثورة غضب.

انتم تعلمون، ما الذي تنتظرونه اخبروني، التفت الى ليون والذي كان يحاول التهداة من غضبه باستماتة عاصرا على قبضته القوية.
ليون ان تعلم من تجرا على لمس زوجتك، ما الذي تنتظره اخبرني
ما الذي تنتظره ديم، لماذا لم تفعلا شيئا.
لم افعل شيئا لانني انا من حاول قتل انجلينا رد ديمتريوس بهدوء.

نهض ليون من مكانه سريعا محاولا ابعاد لوشياس والذي انقض على ديم بوحشية يكيل له اللكمات قبل ان يثبت راسه محاولا كسره بمنفضة الكريستال الكبيرة.
! توقف
صرخ ليون وهو يمسك يد اخيه التي كانت تعتصر عنق ديم بقوة.
دفع ليون لوشياس بعيدا، ليقف بينهما محاولا صد الهجوم الكاسح لاخيه.
قبل ان ياتي صوت سيزار كالرعد، ليوقفهم جميعا.
ما الذي تظن انك فاعل صرخ سيزار في ابنه بحدة.

وما الذي تظنه ابي، ساقتل هذا السافل، ساقتل هذا الحقير حالا اقسم لك
لم اطلب منك شيئا مماثلا قال سيزار مصوبا اليه نظرات قاتلة.
حرك لوشياس راسه بعدم فهم قبل ان يلتفت الى ليون غير مصدق
انني احلم اليس كذلك، انه كابوس مزعج
يكفي قال ليون بغيض،
مطار اثينا
نزلت طائرة ليون اخيرا على الارض اليونان، تنفست انجلينا بعمق وعصرت على يديها بعصبية مرت 5 سنوات منذ ان رحلت عن هذا المكان. اقسمت يومها انها لن تعود.

لكنها هنا اليوم، وككل مرة كان ليون من ابتزها للعودة.
التفتت تتامل ولديها واللذان تعلقا بليون وهما يضحكان بسعادة، كانت رحلة ممتعة بنسبة لهما، عكس شعور عدم الامان والذي ينمو بداخلها
تشجعي انجلينا، ديم لم يعد قادرا على ايذائك انت قوية انجلينا، كانت تحاول تشجيع نفسها، س
انتبه ليون الى منظرها، وضع لوسيا المتشبتة بعنقه بحنان قبل ان يقترب منها وقد علا التوتر ملامحه
انجلينا هل انت بخير.

لا، لست بخير ليون قالت انجي وقد علا الشحوب وجهها وضاق تنفسها،
لا استطيع لا استطيع
كانت تردد بهستيرية. عاقدة يدها بقوة على المقعد الجلدي تعتصره بيدين مرتجفتين
ما بك حبيبتي، اقترب منها ليطوقها بذراعه ويرفع وجهها ليقابل الشحوب الطاغي على ملامحها و نظرات الرعب في عينيها.
انقبض قلبه وقست ملامحه، يعلم سبب كل هذا التوتر
ديم قال من بين شفتيه المزمومتين
يا الهي ليون، اشعر انه في أي لحظة ساجده بقربي مجددا.

لا لن يتمكن ابدا من ايذائك انجلينا، ليس وانا حي، يجب عليه ان يتخطاني اولا ماتي مو
هل تعدني قالت انجلينا وهي تتشبث بقميصه كطفلة تبحث عن الامان.
اعدك انجلينا، بل اقسم بذلك.
في قصر اورليوس
كان لوشياس جالسا وقد شرد بعيدا، شعر بغصة في حلقه يتذكر كيف اخرجته انجلينا من حياتها وكان لم يكن له أي وجود
لا يلومها على ذلك، فهو كليون وقف متفرجا على معاناتها وهي تستنجد به ليساعدها، كل هذا من اجل الحقير ديمتريوس.

يتذكر نظرات الالم في عينيها وهي تجيل بصرها غير قادرة على استيعاب
ان زوجها يطلب منها التنازل عن حقها في مقاضاة ديمتريوس
هل انت مجنون ليون تريدني ان اتنازل
لقد حاول قتلي، مرتين.
اتجد الامر تافها الى هذه الدرجة، اليس هنالك من قيمة لما اشعر به.
ضغط ليون على فكه بعصبية وتحولت نظراته الفولاذية الى نظرات قاتلة صوبها نحوها قبل ان يصرخ بعصبية.
انجلينا انت لا تفهمين.

اتعلم ليون، لم اعد اريد ان افهم انا اريد الرحيل.
تركت يومها كل شيء ورائها، تنازلت على كل ذكرى تملكها وهو كان من بين تلك الذكريات لانه ببساطة انتمى الى الماضي الذي ارادت حجبه ونسيانه.
بداية جديدة بعيدا عن مثلت الحب المجنون والذي لم يجلب لحياتها سوى الاسى.
رفع لوشياس راسه محاول انتزاع نفسه من الذكريات القوية التي اتت لتعكر مزاجه وتزيده تجهما.

كان سيزار واقفا على الشرفة يتامل بحر ايجه بلونه الازرق البراق.
اقترب من حيث كان يجلس، قبل ان يقول مخاطبا لوشياس: اعلم انك لم تسامحني يوما بني.
التفت لوشياس الى والده وابتسم باستخفاف
ومنذ متى اهتممت بان اسامحك ابي، منذ متى اهتممت لاي من اولوياتي
بالطبع اهتممت قال سيزار بصوت مهزوز، انت ابني.
لقد كنت ابنكم قبل ان تقضوا علي، كنت والدي قبل ان تجردني من حياتي.

ضغط سيزار على اصابعه بقوة وظهرت تجاعيد واضحة على جبينه وفكه.
قبل ان يقول بصوت غلب عليه المرض
منذ متى اصبحت بهذه القسوة لوشياس، لم اعهدك قاسيا الى هذه الدرجة
اصبحت قاسيا منذ ان كسرتم الانسانة التي احببت مرة بعد مرة، اصبحت مجحفا حين قتل ليون كل شيء جميل في حياتي، واصبحت بدون عائلة حين قرر ديم ان يبعدها عني الى الابد.
الهذه الدرجة تحبها لوك.

بل اعشقها ابي، اعشقها بكل ما املك من مشاعر، زفر بقوة مخرجا كل الاحباط الذي يشعر به قبل ان يضيف بنبرة طغى عليها الالم:
لكنها اخرجتني من حياتها، لا تريد أي علاقة معي. وانا لا الومها.
وضع سيزار يده على كتفه قبل ان يهم بالرحيل: انجلينا ستعود اليوم. كنت اريد ان اخبرك قبل ان تفاجئ بوجودها.
فتح لوشياس عينيه غير مصدق، كيف تعود بعد الذي عانته، صمت قليلا قبل ان يلعن من بين اسنانه، ليون ايها الحقير ليس مجددا.

في المستشفى العام ببوسطن
كان مارك جالسا وراء مكتبه وعيناه على حاسوبه، اخيرا وجد طريقة جديدة للقيام بعملية سيزار، ابتسم بغروره المعتاد، كان يعلم انه سينجح في النهاية وقد نجح بالفعل.
استند بهدوء على كرسيه واعاده الى الوراء قبل ان يضع ذراعه على جبينه مغمضا عينيه بتعب، مر عليه اليوم اكثر من 3 ايام دون نوم، يشعر بانه قد استنزف كليا. والسبب هو ريتشارد.

تبا لك ايها العجوز المتسلط. شتم مارك من بين اسنانه.
عصبيته الظاهرة لم يكن سببها النوم فهو قد اعتاد على السهر منذ سنوات، ولا ان ريتشارد اجبره على القيام بعملية سيزار رغم اعتراضه الشديد.
كان كل تفكيره منصبا عليها، الملاك الفاتن بجديلتها الشقراء، بانفها المنمهش بعينيها اللتان تشبهان غابة شتاء ماطرة.
انجلينا زفر مارك بقوة.

كانت معه وبقربه طيلة 5 سنوات، هو ساعدها لكي تعود انجلينا الواثقة، هو من اعاد اليها الامل بعد ان سلبه ليون من دون وجه حق، ربما كان هذا سببا رئيسيا وراء عدم مصارحتها بمشاعره. ابدا هي لم تنسى ليون.

كبريائه لم يسمح له يوما بالدخول في معركة خاسرة منذ البداية، لكنه الان مستعد للمجازفة، هي اخبرته قبل رحيلها انها ستعود حرة، ان ليون سيمنحها الطلاق ربما الان بعد أن يخرج ليون تماما من الصورة، ربما بعد كل هذه السنوات قد يستطيع ان يعيد اليها ابتسامتها ان يشعرها بالامان الذي تفتقده، ان يحبها كما اراد منذ سنوات. وربما ستحبه بالمقابل.
علا طرق على الباب اخرج مارك من افكاره، قبل ان يطلب من الزائر الدخول.

صوفية قال مارك بدهشة وهو ينهض من وراء مكتبه ليستقبل زائرته الغير متوقعة.
ابتسمت صوفية ابتسامة باهتة قبل ان ترفع راسها لتتامل وجهه برجاء وهي تقول:
والدي سيموت اليس كذلك مارك.
علت الدهشة وجه مارك وهو ينظر الى صوفية بتمعن، كانت عيناها محتقنتان بالدموع، وجهها شاحب كانها لم تعرف للنوم طريقا منذ ايام
امسك بيدها بحنان قبل ان يقربها من احد الكراسي ويجلس بمواجهتها
من اخبرك قال مارك بلطف.

اتصل والدي منذ يومين، يريدني ان اعود الى المنزل، يقول ان الامر هام وانه سيخضع لعملية مجددا، وانه يحتاج الى رؤيتي.
رفع مارك حاجبه باستغراب: وما الذي جعلك تظنين انه سيموت.
لقد اخبرني انك انت من ستقوم بالعملية. وفي اليونان.
ضحك مارك بصوت عال، حتى ظهرت دموع في عينيه وهو يتصنع خيبة الامل: الهذه الدرجة لا تثقين بإمكاناتي صوفيه، تظنين اني لست قادرا على انقاد والدك؟
لا قالت صوفية وهي تعض على شفتها السفلى.

ليس هذا ما قصدته مارك.
اعني. انا اعرفك جيدا اقصد انجلينا تتق بك كثيرا، اعلم انك طبيب بارع
لكنه والدي، و قد طلب منك انت تحديدا القيام بعمليته، فهذا لا يعني سوى شيء واحد، انها عملية خطيرة
زفر مارك بقوة قبل ان ينهض من على الكرسي ويعود الى مكتبه.
تعلمين انه ليس لدي الحق في مراجعة حالة والدك صوفية
سكت قليلا قبل ان يضيف.

لكن يمكنني ان ااكد لك انني قادر على انقاذ والدك فلا داعي لكل هذا القلق، حدق مارك بتمعن في الوجه المحتقن لصوفية، كان ينظر اليها وكانه يراها لاول مرة. تشبهه الى حد كبير.
انتبه الى انه شرد بعيدا قبل ان يضيف
اهذا كل ما اتيت من اجله صوفية
لا. في الحقيقة والدي هو من طلب مني المجيئ، اراد اخبارك ان طائرته الخاصة ستكون تحت تصرفك منذ اليوم، كما انني ساكون مضيفتك طوال تواجدك في اليونان.

ابتسم مارك وظهرت غمازاته الرائعة لتزيده وسامة قبل ان يقول: اذا بالنهاية اشعر انني ساعجب بهذه الرحلة الغير متوقعة.
انا واثقة من ذلك ردت صوفية وقد اشرقت عيناها ببريق اخاذ.
في فيلا ديمتريوس
وقف ديم على الشرفة ينظر الى البحر بشرود، كان ذهنه غائبا لدرجة انه لم يشعر باقتراب الفاتنة السمراء والتي طوقت جسده باغراء كبير.
انتفض ديم من اللمسة المغرية لبريانا على كتفيه وصدره العاري قبل ان ينفضها عنه بضيق.

ابتعد عن الشرفة وعاد ليجلس ويشعل سيجارة ليدخنها بشراهة
مابك حبيبي سالت بريانا وهي تقترب منه من جديد محاولة لمسه
لا شيئ اريد ان ابقى بمفردي قليلا.
تذمرت بريانا بصوت غير مسموع قبل ان تهز كتفيها بياس وتترك ديمتريوس وحيدا على الشرفة يحرق سجائره تباعا.
وضع ديم السيجارة العاشرة بالمنفضة قبل ان يزفر بقوة
انجلينا. ثيوس لماذا عدت.

شعر فجاة ان الهواء ينسحب من رئتيه بمجرد التفكير في انها قد تكون قريبة منه، ان عليه التعامل مع الماضي بعد كل هذه السنوات.
اللعنة صرخ ديمتريوس وهو يرمي بالمنفضة بقوة لتتهشم الى قطع صغيرة ويتناثر رمادها على الارض، وقعت شظية من الزجاج قرب راحة ديمتريوس، ضغط عليها بحقد غير مهتم للجرح الغائر الذي سببته والذي اصبح ينزف بشدة.

صرخت بريانا وهي تنظر الى منظر الجرح الدامي في يد ديمتريوس، هذا الاخير نهض من مكانه بهدوء، ودخل الحمام غير عابئ بصراخها قبل ان يقفل بابه بعنف.
على طائرة ليون
هدات اخيرا نوبة الهلع التي تملكت انجلينا، شعرت اخيرا انها اصبحت قادرة على الوقوف، استنشقت الهواء بقوة قبل ان تنهض من على المقعد الجلدي لتمسد ثوب الشيفون الرقيق بيدين مرتعشتين.

كان ليون يتاملها وقد ظهر الثوتر جليا على فكه، عيناه غائمتان وكانه يفكر بعمق
انتبه الى انجلينا التي نهضت من مكانها، اقترب منها ليساعدها على النزول، بينما تكفل الحراس بالولدين.
في الطائرة المروحية، كانت لوسيا سعيدة وهي تنظر الى المياه الصافية الزرقاء، اما اندي فاكتفى بابتسامة صغيرة وهو ينظر الى التغير الشديد والذي طرا على والده، لم يستطع ليون الى ان ينتبه الى مدى ذكاء ابنه رغم سنه الصغير.

ابتسم بحزن، يشعر بالالم لمجرد التفكير في انه كان بعيدا عنه طوال هذه السنوات.
ظهرت اخيرا اعمدة الشبيهة بالبارثينون والمميزة لقصر اورليوس تلوح من البعيد.
صرخ اندي بمرح وهو يتامل القصر الكبير، هل هذا هو جبل الاكريبول ليون.
ضحك ليون من السؤال الذكي لابنه وهو يقربه منه ليقول: لا بني ليس هذا جبل الاكريبول وبالتاكيد، منزلنا ليس البارثينون، اذا كان هذا ما تقصده.

احس الصغير بخيبة امل سريعة وحرك كتفيه بملل، قبل ان يبادر ليون بالقول: لكنني اعدك انني ساخذك الى المعبد بنفسي اذا كان هذا سيسعدك
بالتاكيد الرد الصبي وهو ينظر الى والده بامتنان.
ابتسمت انجلينا، ابتسامة باهتة وهي تتامل القصر الكبير، لا تتخيل انها بعد لحظات ستكون في مواجهة الماضي من جديد، تشعر ان اعمدة القصر ستطبق على صدرها وتكتم انفاسها كما تفعل القبور.

اخدت نفسا عميقا، وعدت الى العشرة كما تفعل حين يباغثها التوتر.
جاء صوت ليون والذي امسك بيدها وهو يقول
هل انت مستعدة انجلينا.
رفعت عينيها لتقابل نظراته العميقة والتي حملت العديد من المعاني
قبل ان تقول بصوت هامس
انا مستعدة.
وصلوا اخيرا الى الباب الكبير، حيث وقف كل من سيزار وكانديس ينتظران وصول حفيديها المرتقب.

اقتربت لوسيا واندي من الغريبين اللذان بدا عليهما السعادة الكبيرة برؤيتهما، قبل ان تنزل كانديس على ركبتيها وتاخدهما في عناق طويل.
طوقت لوسيا اليد الممدودة اليها بعفوية، جعلت قلب كانديس يهوي بداخل صدرها، بينما ظل اندي واجما يحدق في الغريبين بنظرات ملئها الفضول قبل ان ياتي صوت ليون من ورائه موضحا.
انهما جداك اندي، هذه تكون جدتك كانديس، وهذا يكون جدك سيزار.

ضاقت عينا سيزار قبل ان ينزل ليتامل الطفل الصغير بتمعن، ليقول: انه يشبه لوشياس كثيرا. ليون
التفتت كانديس الى زوجها وهي تحمل لوسيا بين ذراعيها، يا الهي هذا صحيح انه صورة مصغرة عنه
ابتسم ليون ابتسامة لم تصل عينيه. وهو يتامل انجلينا البعيدة بافكارها عن ما يقال.
كانت تشعر انها الغريبة مجددا وان الكل نسي وجودها.

وضع ليون ذراعه على كتف انجلينا وقربها الى صدره محاولا ازالة البرود وعدم الترحاب اللذان تشعر بهما.
لكنها ظلت واجمة تتامل سيزار بعينين قاسيتين.
انجلينا اهلا بك في منزلك
سيزار كيف حالك قالت انجلينا ببرود
اشعر انني افضل منذ الان قال وهو يمد يده الى الصبي والذي امسك باليد الممدودة وتعلق بها على غير العادة.
اقتربت كانديس والتي كانت لاتزال تحمل لوسيا بين ذراعيها لتقبل وجنة انجلينا بحنان وهي تقول.

اشتقنا اليك انجلينا.
هذه الاخيرة كانت واجمة، تشعر بان احاسيسها ومشاعرها متبلدة.
نظرة واحدة الى البهو الفسيح والذي اعاد اليها الكثير من الذكريات المؤلمة جعلتها تشعر بغثيان مفاجئ.
هل انت بخير سال ليون وهو يمسك بها لكي لا تقع على ركبتيها.
انا بخير لا داعي للقلق قالت انجلينا وهي تزم على شفتيها محاولة طرد الشعور القوي الذي يعصف بها، صوت صغير بداخلها كان يعلو حتى اصبح يهدر بقوة داخل راسها.

اهربي انجلينا، اركضي مازلت امامك فرصة للرحيل.
اصمت اذنيها عن صوت احساسها الداخلي والذي كان ينباها بالخطر.
قبل ان تدلف الى القصر بمشاعر مهزوزة.
وقفت مطولا تتامل البهو الكبير، طرا الكثير من التغير منذ اخر مرة خرجت من هذا المكان هاربة.
تغير السجاد الازرق الذي يغطي الدرج ليحل محله اخر بلون احمر جذاب.
الستائر الحريرية مختلفة، حتى الثريا الكريستالية حلت محلها اخرى جديدة.

نظرت الى ليون، بدهشة كانت تعلم انه كان وراء كل هذا التغيير، اتراه كان يحاول تجنيبها الغوص في مشاعر الالم مجددا.
لكن مشاعر الالم كانت موجودة، ولن يغير واقع انه ظلمها و انه في هذا المكان بالذات وقفت تستجدي به وهو خذلها مرة بعد مرة.
انه في هذه الدرجات نزفت حتى الموت وهي حامل بابنته.
انه هنا بالذات نعتها والد زوجها بالساقطة.
تنهدت بالم ووضعت يدها في شعرها تعيده الى الوراء بعصبية.

انتبه ليون الى ان زوجته كانت تحاول جاهدة المحافظة على هدوئها، سحبها ببطء نحو السلم المؤدي الى الطابق العلوي قبل ان يهمس في اذنها
لا داعي للقلق على الولدين، لقد رتبت والدتي غرفتهما وبالتاكيد ستعتني بهما جيدا.
مارايك لو تصعدين الى غرفتك، وتاخدي حماما دافئا سيشعرك هذا بالراحة.
اومات انجلينا براسها علامة على الموافقة، تشعر بانها استنزفت كليا بسبب هذه المقابلة تحتاج الى ان تجمع شتات حياتها قبل مجيء مارك.

رفعت انجلينا راسها لا شعوريا، وكانها احست بالقادم والذي وقف في اول الدرج يتاملها للحظات
لوك. قالت انجلينا بدهشة وهي تنظر اليه غير مصدقة
نزل لوشياس الدرج، بخطوات هادئة الى ان وصل بمحاذاتهما، خاطب اخاه بكلمات قليلة قبل ان ينزل الدرج متجاهلا وجودها.
شخصت نظرات انجلينا غير قادرة على استيعاب ان لوك، تجاهلها وكانه لم يعرفها يوما.
انسحبت من بين ذراعي ليون وقفزت سريعا للحاق به، جذبت ذراعه وهي تصرخ.

ما الذي يعنيه هذا لوك، ستتجاهلني الان.
التفت لوشياس، وتاملها بوجه بارد قبل ان يقول.
قبل 5 سنوات نبدتني من حياتك الى الابد، واليوم انا من لا رايد تذكرك مجددا.
هذا لا يعد تجاهلا انا لم اعد اعرفك، لهذا لست مجبرا على مخاطبتك.
تركها ونزل الدرج بخطوات ثابتة، نظر الى الولدين بحنان قبل ان يكمل سيره الى البوابة الكبيرة نحو الهيليكوبتر المتوقفة في انتظاره.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة