قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الخامس

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الخامس

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الخامس

قضى ليون ليلة من الارق يتجول بين الصالة الفسيحة والمطبخ الكبير لمنزل انجلينا، صنع لنفسه المزيد من القهوة، كان يشعر باحساس غريب في صدره يجعله عاجزا عن التنفس، ارخى ربطة عنقه بطريقة عصبية قبل ان يصب لنفسه كاسا من السائل الاسود مجددا.
يكفي ليون ستصيب نفسك بقرحة مؤلمة.

انتبه ليون الى الصوت من ورائه، كانت انجلينا قد عادت الى الطابق السفلي للاطمئنان، ومعرفة أي اخبار جديدة عن اطلانتيس، تقلبت في فراشها لساعات قبل ان تعترف انها لن تستطيع النوم وليون يشاركها المنزل، امانها الهش كان قد نسف بسرعة بحضوره. خصوصا وان صوفية قد تركت رسالة مفادها انها لن تعود الليلة.

ضاقت عينا ليون وهو يرمقها بنظرات نارية، كانت رائعة الجمال في روبها المنزلي الصغير، وشعرها القصير المعقوص على شكل ذيل حصان.
اقترب منها تجذبه قوة خفية، رفع يده بهدوء مزيحا مشبك شعرها لينساب كشلال من الذهب، غرس ليون وجهه في شعر انجي وهو يهمس بصوت غلبت عليه المشاعر فخرج مبحوحا، رائحتك رائعة اجابي مو، نفس الرائحة المثيرة كاول يوم لنا في الجزيرة.

كانت انجلينا مغيبة. ورائحة ليون ودفئه المغري يدغدغان حواسها، قلبها يقرع كالطبول، بينما صدرها يعلو ويهبط ليلمس بخفة صدره القوي.

انتبه ليون الى انه لم يكن الوحيد الذي يشعر بالاثارة، كانت انجلينا تحاول ان تصده دون جدوى، قربها الشديد منه كان يفقدها أي شعور بما حولها، مرر ليون اصبعا بخفة حول رقبتها قبل ان ينزل بهدوء ليطبع قبلات دافئة على شراينها السباتي والذي كان ينبض بقوة. استمر ليون يقربها اليه بهدوء حتى صارت جزءا منه وامتزجت انفاسهما وهما ينهلان من الحب اللذان حرما منه لوقت طويل.

خمس سنوات من الحرمان العاطفي، كانت انجلينا تذوب تحت لمساته الخبيرة على جسدها، نسيت بسرعة معاملته القاسية، تهديداته¸كل شيء كان قد اختفى في تلك اللحظة ولا مجال للعودة للوراء، كانت ترغب فيه كما لم ترغب باي رجل من قبل، لم يكن هنالك من يضاهيه كان فنانا في حبه.

استغل ليون، استسلامها المغري ليرفعها بين ذراعيه ويضعها على طاولة المطبخ الرخامية ليطوقها بجسده الفارع، ارتعشت يدا انجلينا وهي تفتح ازرار قميصه بلهفة، انتابتها موجة من الحر الشديد للمنظر الرائع لصدره الاسمر القوي، قبل ان تضع يديها تتحسسه باثارة. ارتعش فك ليون من جراء لمستها المثيرة، قبل ان ياخد شفتيها في قبلة وحشية وهو يهمس، اشتقت لك كثيرا اجابي مو، لا تعرفين مدى توقي الشديد اليك.

ندت عن انجلينا صرخة مكتومة، قبل ان تتعلق برقبته تبادله عناقه بنفس المشاعر القوية متناسية وضعهما.
اصبح الجو مشحونا فجاة، فتح ليون روبها المنزلي وهو يتاملها بعشق. انساب قميصه من على ذراعيه كالسحر وغرقا في بحر الحب.
كانت انجلينا تطوق عنق ليون بقوة، وهو يهمس في اذنها بكلمات ساحرة بلغته الام، فجاة صرخت انجلينا من الرعب وهي تنظر الى الجسد الصغير والذي وقف قرب باب المطبخ ينظر اليهما في استغراب.

قفزت انجلينا سريعا مبتعدة عن ذراعي ليون، لتعيد ارتداء روبها وتربطه بقوة حول خصرها، قبل ان تقترب من ابنها الذي عقدت الدهشة لسانه من المنظر الجديد والذي لم يتعود رؤيتها عليه.
هل انت بخير امي؟
اوه بالطبع انا بخير عزيزي
ماالذي جعل ليون يحملك اذا
يا الهي، قالت انجلينا من بين شفتيها قبل ان تضع يدها في شعرها تعيده الى الوراء، كانت هناك شوكة في قدمي ووالدك كان يحاول ازالتها.

شوكة هتف اندي بمرح، هل يمكنني رؤيتها
لا بني ليس الان ردت انجلينا باظطراب، لكن ما الذي تفعله خارج غرفتك في مثل هذا الوقت
لقد شعرت بالعطش، قال الصبي وهو ينظر الى والدته بقلق، ذهبت الى غرفتك لكن لم تكوني موجودة، والعمة صوفية ايضا، لذلك قررت النزول للبحث عنك.

حسنا قالت انجلينا وهي تنهض من على البلاط الخشبي، لتلتفت الى ليون والذي كان قد اعاد ارتداء قميصه سريعا. كان ينظر اليهما بعقل شارد، ليون اهذا كل ما سيكون بالنسبة الى اندي يوما.
احضرت انجلينا كوب ماء لابنها، ارتشفه وهو يتاملهما، قبل ان يقول هل يمكن ان احصل على قصة قبل النوم
لا بني، لقد تاخر الوقت كثيرا ردت انجلينا معاتبة
من فضلك امي، قال اندي وهو يمسك يدها بتدلل.
حسنا. قصة قصيرة اتفقنا.

اتفقنا، رد الصبي بسعادة، هل يمكن لليون ان ياتي ايضا، نظر الصبي الى ليون والذي عقدت المفاجئة لسانه، كانت الدعوة غريبة بالنسبة اليه خصوصا بعد معاملة اندي المتحفظة.

اخبارهما بانه والدهما بتلك السرعة، لم يكن له نفس الوقع على الطفلين، فلوسيا تقبلت الموضوع بسرور كان من السهل عليها ان تناديه بابا وهي تريه لعبة باربي ومتعلقاتها، بالنسبة لاندي كان الامر مختلفا، لم ينفتح على الموضوع بسهولة ورفض باصرار ان يدعو ليون بابي، ابتسمت انجلينا ابتسامتة باهتة وهي تنظر الى ليون برجاء وتهمس من دون صوت من فضلك.
اذا ستدعوه بليون الى ان تقرر ان تدعوه ابي، ما رايك موافق؟

حرك اندي راسه علامة على الموافقة، قبل ان يولي كل اهتمامه الى لعبته.
بعد وضعهما للولدين في السرير، كانت انجلينا محرجة من البرود الذي عامل به اندي والده، هي تعلم جيدا انها السبب وراء الفجوة الكبيرة بين ليون والطفلين والتي لم تكن لتتخيل انها ستاثر على نفسية ابنها بالمقابل.

ليون ورغم المشاكل التي كان يواجهها بغرق اطلانتيس كان صبورا بشكل كبير وهو يضع لوسيا الصغيرة في فراشها والتي تعلقت برقبته باصرار رافضة تركه، الى ان غفت اخيرا وهو يداعب خصلاتها الذهبية المتموجة الشبيهة بخصلات انجلينا.
وضعها برفق في السرير، قبل ان ينظر الى انجي والتي كانت تتاملهما بقلب مثقل بالندم
لقد نام اندي
جيد قال ليون بصوت بارد، حاول ان يخفي ورائه تاثره الشديد بموقف اندي الرافض له.

انا اسفة ليون، قالت انجلينا بصدق
لاباس، لم اكن اتوقع استقبالا مختلفا، على العكس، كنت ساصاب بالدهشة لو تقبلني بمثل السرعة التي تقبلتني بها لوسيا، علي ان اكسب ثقته اولا وبعدها يمكنني ان اكون والده.

شكرته انجلينا بامتنان قبل ان تتمنى له ليلة طيبة، كانت تنتظر ان يفرض نفسه او ان يطلب مشاركتها السرير، لكن على عكس كل توقعاتها، اقترب ليون منها وطبع قبلة صغيرة على خدها متمنيا لها ليلة هادئة قبل ان ينزل الدرج بخطوات واثقة.
انتبهت انجلينا، انها شردت مجددا بينما اندي يسحب شريط روبها، محاولا الحصول على الرد، هيا امي هل يمكن لليون الصعود معنا.

بالتاكيد ردت انجلينا وفي عينيها نظرت رجاء الى ليون والذي رسم ابتسامة على شفتيه قبل ان يحمل الصبي بخفة متجها نحو الطابق العلوي.
من المفروض ان تحمل امي وليس انا ليون
ولما ذلك سال ليون بدهشة
لانه قدمها مصابة، لديها شوكة مؤلمة
اه تلك الشوكة قال ليون وهو يرمق انجلينا بنظرات ماكرة، جعلتها تحمر من الخجل
اظن ان والدتك قد تعافت بشكل سحري، سنرى بعد ان تنام ما يمكننا فعله لمساعدتها.

نام اندي سريعا وحتى قبل ان تنهي انجلينا سرد القصة التي اختارها للنوم، كان ليون جالسا قرب حافة السرير يتامل انجي والتي وضعت راس الصبي على الوسادة بحنان، قبل ان تعيد الغطاء الذي سقط عنه، وتشير الى ليون بالخروج.

فور وصولها الممر بدأت براعم الشك تنمو بداخل صدرها من جديد يداها متعرقتان من التوثر تشعر وكانها مراهقة مقدمة على خطئ فادح، بوصولهما الباب المغلق لغرفة انجلينا توقف ليون وهو يتاملها بنظرات غلب عليها الشوق، مسد رقبته بعصبية قبل ان يتمنى لها ليلة هانئة ويهم بالنزول.
ليون...
خرج صوت انجلينا مظطربا قبل ان تقول بصوت شبه مسموع، يمكنك البقاء مشيرة بذلك الى باب غرفتها والذي فتحته بيد مرتعشة.

ماذا عن الولدين سال ليون بعدم تصديق للدعوة الصريحة من شفتيها
انهما نائمان الان، ساحرص على ايقاظك باكرا
احقا ستفعلين قال ليون وهو يقترب ليحملها بخفة الى الداخل ومنها الى سريرها وهو يقبل عنقها العاجي بتملك.

وقف ديمتريوس على مدرج الهيليكوبتر على الناقلة العظيمة اطلانتيس، ازاح نظاراته الشمسية السوداء يتامل بحر ايجة بزرقته الخلابة، قبل ان ينزل الدرج سريعا الى حيث كان كبير المهندسين في الشركة ينتظره وقد علت تقطيبة جادة جبينه.
كاليميرا سيد ديمتريوس
ياسو اوكتافيوس رد ديمتريوس باقتضاب قبل ان ياخد الملف الذي كان يحمله الاخير في يده يتامل محتواه بتمعن قبل ان يسال، هل اغلقت جميع الفجوات الى الان.

بالتاكيد. وحصرنا الاضرار ايضا، المحرك ومقدمة السفينة لم يصابا باي ضرر، تمكننا من اصلاح الخلل في الوقت المناسب وقد مكننا هذا من الحد من خسارة كبيرة، . سكت اوكتافيوس يتفرس في ملامح ديم القاسية قبل ان يقول بتردد، هناك شيء اريد اطلعك عليك سيد ديمتريوس
اومئ ديم براسه ايجابا، وعيناه على الملف يدرس محتواياته
محاولة اغراق اطلانتيس كانت متعمدة.

رفع ديم راسه بتمهل وضاقت عيناه وهو يرمق الرجل الواقف امامه والذي كان يرتعد من النظرات الفولاذية والتي وجهها له ديم.
اعد على مسامعي ما قلته لتو، قال ديم بصوت بارد
اقول ان العطل كان متعمدا.
وقف لوشياس مطولا امام الباب الرئيسي للقصر باعمدته الضخمة والتي تشبه الى حد كبير اعمدة البارثنيون، قبل ان يدق الجرس بيد مرتعشة، احاسيس غريبة تغزو قلبه، ما الذي اتى به الى هنا بعد كل تلك السنوات؟

انتظر لمدة قصيرة كان يرغب بكل جوارحه ان يطلق لساقيه العنان مبتعدا عن هذا الجو الخانق، عن تلك الذكريات المؤلمة والتي عصفت به.
فتحت مارتا الباب. قبل ان تصرخ من المفاجئة وتندفع لتضم لوشياس بين ذراعيها
يا الهي لوشياس بني هذا انت، لابد انني احلم. لوشياس عزيزي
كانت المراة المسنة تضم لوشياس بقوة، بينما بقي هو واجما ينظر الى الردهة حيث كانت كانديس واقفة تنظر اليه بذهول.

اخيرا ابتعد عن محيط ذراعيها ودلف الى الردهة بخطوات مثقلة قبل ان يقف امام والدته، ولدهشته الكبيرة لم تقم باي رد فعل، استمرت تحدق اليه، قبل ان تقول بصوت بارد
ما الذي اتت بك الى هنا
حرك لوشياس راسه غير مصدق
ما الذي اتى بي الى هنا، امي حبا بالله انتم من بعثتم في اثري
انا لم ابعث في اثرك مطلقا قالت كانديس بحرقة، قبل ان تدير راسها متجهة نحو الدرج، وقفت اخيرا واستدارت لتقول بنبرة ثلجية.

عد من حيث اثيت لوشياس، فالبنسبة لي ولوالدك، هذه المرة نحن فعلا دفناك.

على الباخرة العظيمة اطلانتيس، وضع ديم المخططات التي احضرها رئيس المهندسين جانبا لينزل الى الداخل يتفقد الاصلاحات بنفسه
هل انت متاكد مما تقوله اوكتافيوس، سال ديميتريوس وهو يتامل التخريب الذي طال معظم البدن الداخلي للناقلة العملاقة بعين خبيرة
كل التاكيد سيدي، محاولة التخريب كان الغرض منها هو اغراق اطلانتيس بسرعة وحتى قبل ان نصل اليها.

اريد تقريرا مفصلا عن الحادث، وكشوفات بكل اسماء الطاقم، المهندسون الذين قاموا بالصيانة قبل الابحار طلب ديم بحده.
اما الان، فسنحاول قطر السفينة والعودة بها الى اليابسة.
بكل تاكيد رد اوكتافيوس وهو يتجه نحو الاعلى ليتصل بخفر السواحل.

في صباح اليوم التالي استيقظت انجلينا بنشوة عارمة من السعادة، نظرت الى الجسد القوى بتفاصيله الرائعة والذي ما زال يغط في النوم من جراء ليلة طويلة من السهاد والمشاعر الملتهبة، تمكن ليون بحبه الرائع من تبديد كل صدى لتجربتها المؤلمة بالفيلا.
ابتسمت للوجه النائم بعذوبة قبل ان تطبع قبلة صغيرة على كتفه وتحاول النهوض، قبل ان تصرخ من الدهشة وترشقه بنظرات نارية
يا الهي ايها الماكر انت مستيقظ،.

بالطبع، قال ليون وهو يداعب بشرتها المخملية، استيقظت منذ فترة لكني لم استطع النزول.
الولدان، هل استيقظا سالت انجلينا بخوف.
لا، لا داعي للقلق مازالا يغطان في نوم عميق، لكنني التقيت بمدبرة منزلك، واظن ان الارتسام على وجهها لن يمحى من مخيلتي في وقت قريب اضاف مازحا
يا الهي، لابد انها استنتجت اشياء سيئة
دعيها تفعل قال ليون وهو يقفز من السرير ليحمل انجي الذاهلة نحو الحمام الرخامي،.

اما نحن فلدينا الكثير لنقوله بعد...
ليون، توقف صرخت انجلينا وهي تضرب كتفيه القويتين
توقف ليون ليتامل عينيها الخضرواين واللتان كان لهما تاثير مغناطيسي على كيانه
ما رايك لو نجعل هذا شهر عسل ثان سال ليون مداعبا انفها المنمش
كانت انجلينا مغيبة التفكير وهي تتامل وجهه الوسيم بحب، موافقة اجابت بصوت هامس قبل ان يشل تفكيرها بقبلة ملتهبة
ويضعها تحت شلال المياه الدافئة.

اعود من حيث اتيت سال لوشياس بذهول، هل حقا تريدين مني الرحيل امي
اقترب منها تاركا مارتا والتي الجمت كلمات كانديس الباردة لسانها.
اتظنني سعيدا بالعودة الى هذا المكان التعس، اتعرفين ما الذي كابدته لكي اتحمل الم العودة مجددا.
يكفي قالت كانديس بقسوة، هي لم تكن عائلتك نحن كنا عائلتك
بالطبع لم تكن عائلتي قاطعها لوشياس بمرارة، كانت كل شيء في حياتي وانتم سلبتموها مني مرة بعد اخرى.

ليون اخد مني حب حياتي وجعلها زوجته، لكني تحملت وقبلت بالوضع رغم الالم الذي لايطاق.
كيف تستطيعين النوم ليلا امي سال لوشياس بصوت خرج مهزوزا ومتالما.
انام بهدوء اجابت كانديس وهي تنظر الى عينيه المليئتين بالاتهام، ربما عليك انت ايضا ان تتعلم الصفح ثم النسيان لتعيش.
احقا رد لوشياس بسخرية مريرة.
احقا امي؟
النسيان، بكل سهولة، اذا كنتم تمكنتم من النسيان انا لم افعل.

لا زلت اتذكر تلك الليلة البشعة وكانها البارحة.
مرت خمس سنوات لوشياس الا تكفيك للصفح حتى الان، والدك يعاني منذ ذلك الحين، لكنك لم تهتم يوما له او لمرضه.
ليس علي ان اقلق فلديه ليون قاطعها بحده
، اما انا فلست سوى الابن الضال لعائلة اورليوس
توقف صرخت كانديس بالم، انت لا تعلم ما الذي عانيته منذ رحيلك، انت لاتفهم ديمتريوس يكون...

جمدت الكلمات على شفتيها وهي تنظر الى سيزار والذي وقف قرب المدخل يتفرسها بملامح قاسية.
في المستشفى العام ببوسطن: جالسا وراء مكتبه الفخم يتامل شاشة حاسوبه، بعقل شارد، لم يصل حتى الان رغم كل الافتراضات التي قام بها، ان يصل الى طريقة امنة لاجراء عملية سيزار المعقدة.
زفر بقوة لينفس عن احباطه الشديد قبل ان ينهض من على كرسي مكتبه ويشتم من بين اسنانه
اللعنة انجي اين انت.

كان كل تفكيره منصبا عليها. اتراها اصيبت بمكروه.
اخد هاتفه واتصل بها مجددا، وككل مرة حولت مكالمته الى المجيب الالي.
وضع مارك الهاتف في جيب معطفه الطبي، قبل ان يخرج من المكتب، محاولا اغراق تفكيره بالعمل عله ينسى الفاتنة الشقراء والتي عصفت بكيانه.

فركت صوفيا عينيها محاولة الاستيقاظ، تشعر بان عضلاتها قد تيبست من كثر ما قامت به من عمل، تبا لكل هذه الاعمال المتراكمة لعنت صوفية وهي تزيح خصلات شعرها البني المسترسل على كتفيها بحرية، لتلفه سريعا على شكل اسفنجة وتثبته ببراعة على راسها بقلم وجدته على المكتب.
علا طرق فجاة على باب مكتبها، مسحت وجهها بباطن كفها، حاولت اعادت بعد الترتيب الى مكتبها الفضوي، قبل ان تاذن للطارق بالدخول.

فتح الباب واطل باتريك بابتسامته الهادئة والتي توحي لها دائما بالامان، قبل ان تتحول الى الذهول وهو ينظر الى صوفية بشعرها البني المرفوع ولباسها الرسمي الاسود والذي اصبح مجعدا.
الم تغادري المكتب سال باتريك غير مصدق.
حركت صوفية يديها محاولة اعادة الليونة اليهما.

، لم يكن بوسعي المغادرة باتريك، احتجت صوفية وهي تتامل مخاطبها والذي كان في اتم لياقته ببدلته الزرقاء الفاخرة والتي التفت حول جسده الرياضي الفارع لتزيده وسامة.
يا الهي، كانت هذه هي المرة الاولى التي ترى باتريك بتلك الطريقة، شعرت بالاظطراب من المشاعر الجديدة والتي اجتاحتها فجاة، حاولت ايقاف تاملاتها الاثمة والتي عزتها الى عدم النوم لفترة طويلة، قبل ان تجيب مخاطبها بعصبية واضحة:.

هناك العديد من الملفات علي تدقيقها بنفسي، اشعر ان هناك شيئا مريبا، لكنني لم استطع كشفه حتى الان.
ضغطت على زر الاستدعاء، لياتي صوت مدبرة مكتبها
قهوة؟ سالت صوفية باتريك دون ان ترفع هذه المرة راسها عن المكتب واللذي كان يحتاج فعلا الى الترتيب. متحاشية بذلك النظر الى عينيه الزرقاوين بلون بحر ايجة الصافي والذي اشتاقت فعلا اليه.

بالتأكيد رد باتريك، قبل ان يجلس على الكرسي المقابل لها وهو يتفرسها بتأن كانت مثالا للموظفة البارعة لم تكن صوفية وجها جميلا فقط بل فتاة ذكية وطموحة الى اقصى الحدود، وهذا كل ما كان يبحث عنه في شريكة حياته.
اريد فنجانين من القهوة المرة باتريسيا
في الحال رد الصوت من الجهة الاخرى.
قبل ان تبتعد صوفية عن محيط المكتب لتفتح الباب المقابل وهي تقول: باتريك امهلني دقيقة، ساعود على الفور.

اوما باتريك براسه، وهو يتامل مشيتها الواثقة الى ان اختفت وراء الباب الماهونجي الكبير.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة