قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الخامس عشر

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الخامس عشر

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الخامس عشر

وصلت طائرة مارك اخيرا الى مطار اثينا، تمطى بقوة محاولا اعادة الحياة لعضلاته المتيبسة، فرك عينيه للمرة العاشرة وهو يرمش بقوة قبل ان يحمل الحافضة التي يعلق عليها ال اورليوس الكثير، وينزل الدرج متجها نحو السيارة التي كان سائقها بانتظاره
تحركت السيارة سريعا نحو المستشفى بينما اغمض مارك عينيه محاولا اعادة التوازن الى جسده المتعب، عملية سيزار معقدة وهو يجب ان يكون مستعدا.

في تلك اللحظة رن هاتفه الخليوي، تافف بصوت مسموع وهو يرى هوية المتصل الذي لم يكن سوى اندرياس
هيا اخبرني بالمستجدات قال مارك بتحفز
لا شيء جديد كنت اريد ان اسال عن موعد وصولك
عاد مارك ليتكئ بتعب وهو يقول، لقد الوصلت بالفعل، اريد منك ان تجمع الطاقم وتحضر غرفة العمليات لانني ساصل بعد بضع دقائق
انت تمزح قال اندرياس غير مصدق وهو يضع يده على جبينه.

قم بالفحوصات سريعا اندي، بعد ساعة من الان اتوقع رؤية سيزار على طاولة الجراحة. اه قبل ان انسى حاول ان تجد انجلينا، هاتفها مقفل ولم استطع الوصول اليها اخبرها ان عليها الحضور
بالطبع قال اندرياس وهو يعود ادراجه نحو غرفة سيزار للقيام بتحاليل مخبرية جديدة.
في كافتيريا المستشفى.

ظلت انجلينا واجمة، تفكر بعمق، هل هي فعلا تحمل طفل ليون وفي مثل هذه الظروف تعلم جيدا ما الذي ينتظرها، بدات المخاوف تضرب عقلها بقوة كيف لها ان تربي ثلاث اطفال بمفردها، هل ستترك الجراحة هل ستعود لتكون تحت رحمته ليتحكم بحياتها وليجعل منها عشيقة رخيصة.
امسكت براسها الذي يكاد ينفجر من الالم، تجاهلت الرد على جهاز استدعائها، وتوجهت نحو العيادة النسائية للمستشفى.

ترجل مارك من السيارة سريعا، اتجه راسا نحو غرفة المناوبة حيث كان اندرياس ينتظره بقللق
جال مارك ببصره في الغرفة قبل ان يسال اندرياس وهو ينظر الى اشعة وتحاليل سيزار المخبرية
ودون ان يرفع عينيه عنها سال بصوت بارد أين هي انجلينا
اظطرب اندرياس قليلا وهو يقول، هاتفها مقفل وجهاز استدعائها لا يجيب
تبا قال مارك وهو يضع الاشعة على الطاولة، ليس لدينا متسع من الوقت للبحث عنها، هل غرفة العمليات جاهزة.

بالتاكيد اوما اندرياس براسه،
اذا ما الذي ننتظره لنذهب ونستعد.
في العيادة النسائية: فحصت الطبيبة انجلينا، هذه الاخيرة تحاشت النظر الى الشاشة وتجاهلت بقوة الضربات الصغيرة لقلب جنينها، اعادت وضع ملابسها قبل ان تواجه الطبيبة بصوت جامد
اريد موعدا لانهاء الحمل.

ازالت الطبيبة قفازيها وهي تنظر الى انجلينا بنظرات مشككة، هل انت متاكدة هناك طرق عديدة يمكن اللجوء اليها غير انهاء الحمل، هل فكرت بوضعه للتبني هنالك العديد من الاسر التي قد ترغب في تبنيه
لا قالت انجلينا بتوتر، اريد ان انهي الحمل باسرع وقت
تنهدت الطبيبة بضيق قبل ان تقول، انت لك مطلق الحرية في اتخاد القرار الذي يناسبك على العموم اذا كنت مصرة، لن تحتاجي الى حجز موعد على الاطلاق.

فتحت الطبيبة درج مكتبها واخرجت علبة اعطتها لانجلينا وهي تقول
هل انت متاكدة مما تفعلينه، اعطي لنفسك مهلة قبل اتخاذ أي قرار
اخدت انجلينا العلبة بيد مترددة،
كان ماستقدم عليه امرا بالغ الصعوبة. لكنها مجبرة، الظروف غير مواتية بالمرة خصوصا وان ليون قد اعاد ترتيب حياته من دونها، وعرض لوك كان ضربا من الجنون، سيقتلان بعضهما وستكون الملامة الوحيدة على ذلك.
اجل ردت انجلينا بصوت ملئه الاسى.

حين تعودين الى المنزل، تاخدين قرصين ستشعرين بتقلصات قوية وبعدها ستصابين بالنزيف
ترقرقت الدموع من عيني انجلينا دون شعور اقتربت منها الطبيبة الشابة وقالت بهدوء: لا تبكي، لديك الحق في الاختيار لا احد يلومك هنا
بالطبع انا الملامة، همست انجلينا
بحزن قبل ان تفتح الباب وتخرج من العيادة بقلب مفطور، كانت غائبة في احزانها
لم تنتبه الى الشخص الذي كان يراقبها من بعيد...

قصر اورليوس: توقفت انجلينا امام المغسلة تطرق بيدها بتوتر، سحبت العلبة من حقيبتها وفتحتها، اخدت قرصا من الدواء في راحة يدها حاولت ان تتجرعه لكن الشجاعة خانتها
يا الهي لا استطيع
كانت تنتحب بحرقة والم عيناها محمرتان من الدموع الكثيرة التي ذرفتها طوال الطريق الى القصر، وضعت راسها على المغسلة الرخامية و انتحبت بصوت مسموع
لا استطيع. لا استطيع.

وضعت يدها تتلمس بطنها المسطح والذي لم تظهر عليه أي بوادر للحمل بعد
انا اسفة. لكني على ان اقوم بذلك
شعرت بانقباض قوي في بطنها سحبت نفسا عميقا قبل ان تاخد الكاس من امامها
قربت القرص الى فمها مرة اخرى
سينتهي كل شيء بعد قليل قالت انجلينا من بين شهقاتها
لكنها لم تستطع، لم تقوى على ان تقوم بعمل متهور كقتل جنين بداخلها.

رمت الكاس الذي كانت تحمله ووضعت راسها مجددا على حافة المغسلة محاولة ان تطفئ النار التي تحرق قلبها
يا الهي ساعدني لا استطيع
كانت تصرخ من الالم والدموع تنزل من عينييها امسكت باسفل بطنها وزاد التشنج الذي تشعر به من توترها،
مسدت بطنها بحنان وكانها تعتذر للحياة التي بداخلها
انا اسفة. فجاة احست بالم حاد يمزقها من الداخل صرخت بقوة، وانحنت لتجلس على ركبتيها محاولة التخفيف من الالم المتزايد
في تلك اللحظة.

فتح الباب بعنف وظهر ليون والشرر يتطاير من عينيه نظر الى الكاس ثم الى العلبة الموضوعة باهمال على المغسلة قبل ان يرمقها بكره
ماذا كنت ستفعلين، سال ليون وهو يجز على اسنانه
نهضت انجلينا من على الارضية الرخامية محاولة الابتعاد، كانت فرائصها ترتعش من الخوف وهي تنظر الى ملامحه والتي استحالت شيطانية من الغضب
لا انت لا تعرف لا مستحيل.

قلص المسافة بينهما مقتربا منها وهو يتاملها بنظرات جمدتها وجعلتها عاجزة عن الوقوف
ما الذي كنت تنوين فعله، صرخ بعنف
وهو يمسك بمعصمها ليجعلها تقف امامه، عصر معصمها بين اصابعه بقسوة جعلت القرص يسقط من يدها على الارض
نظرا ليون الى القرص قبل ان يرفع راسه بهدوء جعل فرائص انجلينا ترتعش
ليون، انا
لم يترك لها مجالا للشرح.

انهال على وجهها بصفعة قوية اقرب منها للكمة سقطت على اثرها وارتطم راسها بالارضية الرخامية القاسية.
زحفت انجلينا برعب نحو غرفة النوم محاولة الهرب من الجنون الذي تملك ليون كان يتبعها بخطوات ثابتة،
نهضت على ركبتيها محاولة الهرب، لكنه كان الاسرع اقفل عليها الباب بجسده الفارع غير تارك لها أي فرصة للفرار
شهقت بخوف وهي تنظر الى ملامح وجهه الشيطانية.

وضع ليون يده في شعره بعنف قبل ان يزفر بقوة محاولا امتصاص الغضب الشديد الذي يسيطر عليه، تاملها للحظات كانت علامة الصفعة ظاهرة على وجهها، حاول الاقتراب منها لكنها كانت تحاول الهرب منه نظرت الى الباب المفتوح
لغرفة تبديل الملابس
وكانه فهم ما الذي تنوي عليه قال بصوت هادئ ومتحفز
الى اين انجلينا، لن تفري من امامي اليوم بهذه السهولة اعدك.

احست انجلينا انها تستطيع في هذه اللحظة سماع دقات قلبها تطرق بجنون، تحول الوخز في بطنها الى الم يصعب احتماله
وضعت يديها على بطنها قبل ان تسقط على ركبتيها وتفقد الشعور بما حولها
في المستشفى
تحديدا غرفة العمليات
انتهى مارك من تقطيب صدر سيزار قبل ان يخلع قفازيه ويلقي بهما وهو يزفر بقوة واخيرا، اخيرا انتهينا.

ابتسم اندرياس وهو يقول، اعترف انك جراح مبدع مارك، لم ارى في حياتي شخصا دقيقا مثلك، طريقتك لاعادة القلب الى حياة كانت مذهلة.
ابتسم مارك بغرور، انها تقنية طورتها بنفسي على مدى سنوات، مارايك لو تعود للعمل تحت امرتي اندرياس، ربما تتعلم شيئا جديدا.
رغم ان عرضك كريم للغاية لكنني ساتجاوزه، لقد اسست حياة هنا باليونان، ولا اظنني قادرا على التضحية بها
رد اندرياس بعجرفته اليونانية المعهودة،.

امر مؤسف قال مارك وهو يحرك كتفه المتصلب، قبل ان يدفع الباب ويخرج لمقابلة العائلة المتحلقة في انتظاره.
قبل ساعات: وضع ليون زوجته الفاقدة للوعي، في طائرته المروحية واتجه بها راسا نحو المستشفى، كانت فاقدة للوعي لا تشعر بما يجري حولها.
فور وصوله تحلق العديد من الاطباء لاسعافها، كان ليون فاقدا لاتزانه هاله منظرها المفجع والذي لم ينتبه له بادئ الامر، كانت تنزف بغزارة وكدمات وجهها اصبحت مخيفة.

يا الهي، ليس مجددا، يشعر ان الزمن يابى الا ان يعيد نفسه ويعاقبه من جديد
لماذا انجلينا صرخ ليون وهو يطرق راسه بالزجاج الفاصل لغرفة العمليات حيث ادخلت على وجه السرعة. يا الهي ارحمني
فيلا ديمتريوس
خرج ديم من الحمام بعد ان كال لنفسه كل انواع الشتائم واللعنات، ود لو باستطاعته ان يمحي الليلة السابقة من الوجود، لكنه كان امرا مستحيلا.

نظر الى الغرفة، ملابسها مبعثرة على السجاد باهمال، انتبه الى انها لزالت تغط في نوم عميق، ارتدى ملابسه سريعا، قبل ان ياخد مفاتيح سيارته وهاتفه ويخرج تاركا بريانا في حلمها الوردي.
اتجه ديم راسا صوب المستشفى حيث كانت صوفية ولوك ووالدتهما مجتمعين ينتظرون خروج سيزار من غرفة العمليات بصبر نافذ.

لم يقترب منهم بل انزوى في ابعد ركن في الرواق وهو ينظر الى الباب المقفل بعقل شارد. كان غائبا بذهنه يفكر في كل مجريات حياته في كل الخطط التي ذهبت ادراج الرياح في كل العلاج النفسي الذي لم ياتي باي نتيجة، ها هو الان وبعد مئات الساعات من الجلسات النفسية والاف الدولارات يعود لنقطة البداية. انجلينا تسيطر على كل خلية بداخله يدفعه حبها لان يرمي بنفسه الى الجحيم اذا اقتضى الامر.

تبا لك ديمتريوس شتم من بين اسنانه وهو ينظر الى الباب الذي فتح وخرج منه مارك.
فور خروج مارك الى الرواق، التف حوله كل من لوك وصوفية وكانديس، امسكت كانديس بيده برجاء،
اخبرني انه حي ارجوك
ابتسم مارك بهدوء وهو يقول، لقد كللت عملية سيزار بالنجاح.
يا الهي اشكرك قالت كانديس وهي تعانق صوفية والتي كانت الدموع تنهمر بغزارة من عينيها.
صافح لوك مارك بابتسامة معبرا عن عرفانه.

اما ديم فحالما تاكد من وضع عمه، انسحب بهدوء.
شخصان كانا غائبين، انجلينا وليون، كان الكل يجيل النظر بحثا عنهما.
سالت صوفية بعفوية الم تشارك انجلينا في عملية والدي
اخشى انها لم تكن موجودة رد مارك بقلق، هاتفها مغلق حاول اندرياس ان يتصل بها دون جدوى، على العموم لا داعي للقلق انا متاكد انها ستعود للمناوبة الليلة فعملية والدك لم تكن مقررة اليوم، ربما عادت الى باروس للحصول على بعض الراحة.

ربما قالت صوفية بعدم تصديق، على العموم ساتصل بالقصر لاعرف ان عادت. أشكرك مجددا مارك
ليس هنالك من داعي رد مارك بابتسامة مجاملة قبل ان ينسحب ويترك لهم فرصة السعادة بخبر عودة سيزار للحياة.
مرت ساعات قضاها ليون يجول كنمر حبيس في الرواق وهو ينتظر خروج الطبيب ليخبره بحالتها. فجاة فتح الباب وخرج الطبيب اقترب ليون منه بسرعة وهو يقول كيف حالها:.

لقد نزفت الكثير من الدماء شرح الطبيب وهو ينظر اليه بشك، لقد تمكنا بمعجزة ان نسيطر على النزيف حالتها مستقرة الان لكنها ستحتاج الى وقت لتتعافى
حمدا لله قال ليون وهو يزفر بقوة حمدا لله، كان خائفا ان يسال عن مصير الطفل
بادره الجراح بقوله، انهما بخير لقد تمكنا من انقادهما.
فتح ليون عينيه غير مصدق، اتقصد انهما طفلان، توءمان؟
لاحظ الطبيب الدهشة على وجه ليون، اظن انك لم تعلم بالامر.

اومئ ليون والذي كان في حالة صدمة براسه علامة النفي، هل يمكنني رؤيتها
للاسف ليس من الممكن ان تراها الان، زوجتك سيتم نقلها الى العناية المركزة. وعلى كل حال هي غائبة عن الوعي وقد يستمر هذا لبعض الوقت، انصحك ان تذهب لاخد قسط من الراحة وتعود غذا
مستحيل قال ليون وهو ينظر الى السرير الذي نقل انجلينا الشاحبة شحوب الموتى، سابقى الى جانبها الى ان تستيقظ.

وهو كذلك قال الطبيب وهو يربث على كتف ليون قبل ان يرحل تاركا هذا الاخير في صدمة كبيرة، ايعقل انه كان سيرتكب جريمة في احب انسانة الى قلبه.
يا الهي في أي جحيم انا زفر ليون وهو يغرس اصابعه في شعره بعنف.
رن هاتفه والذي تجاهله لساعات هذه المرة كانت والدته المتصلة، اجاب بصوت فاقد للاتزان
ما االامر امي
اين انت ليون، لقد تمت عملية والدك
ماذا قال ليون بصدمة، لما لم تخبروني.

حاولنا الوصول اليك دون جدوى، هاتفك لا يجيب وحراسك لم يكونوا قادرين على ايجادك
حسنا ساتي حالا قال ليون وهو يقطع الرواق سريعا نحو الطابق حيث يرقد والده
في غرفة انجلينا: فتحت انجي عينيها، تاملت المكان بخوف، بالتاكيد هذه ليست غرفتها، تفكيرها متوقف وجسدها متعب بشكل كبير، حاولت النهوض بسرعة مما جعلها تشعر بالدوار لتعود للاتكاء من جديد.

فتح الباب ودخل الطبيب ابتسم لانجلينا وهو يقترب من سريرها، امسك بيدها ليقيس ضغطها قبل ان يعللق:
اخيرا قررت الاستيقاظ سيدة اورليوس، كيف تشعرين الان
ما الذي حصل لي سالت انجلينا بحلق جاف
لقد تعرضت لحادث، زوجك احضرك امس كنت في حالة صحية سيئة لابد ان السقطة من على الدرج كانت قوية.
عن أي سقطة تتحدث سالت انجلينا وهي تضع يدها على فكها وتحركه باستغراب.

تحولت النظرة في عيني الطبيب الى الريبة ليسال باهتمام: اليس هذا ما حصل معك سيدة اورليوس
اوه اظن ذلك قالت انجلينا وهي تعيد خصلات شعرها المبعثرة الى الوراء بيد مضطربة، اعذرني فلازلت مشوشة قليلا
فجاة احست انجيلينا بطعنة في قلبها، وضعت يدها لا اراديا تتحسس بطنها، احس الطبيب بمدى توثرها بادر الى القول سريعا
انهما بخير لا داعي للقلق سيدة اورليوس.

حمدا لله قالت انجلينا، لم تكن في حالة من الوعي التام لتستوعب ما الذي قصده الطبيب بهما بخير، المهم هو انها لم تفقد جنينها.
، بعد ان عاينها وتاكد من عدم وجود أي ارتجاج، نصحها بالعودة للنوم، استسلمت انجلينا لقرار الطبيب وعادت لاغماض عينيها كانت مرهقة بشكل كبير.

حين استيقظت هذه المرة كان الليل قد خيم على المستشفى، فتحت عينيها بهدوء، ضوء خافت الى جانب سريرها احست بحركة فجاة الى جانبها انتفضت بعنف وهي ترى ليون واقفا الى جانب النافذة يتامل الشارع بشرود.
انتبه الى حركتها، التفت سريعا وابتسم بغموض وهو يقترب منها
بلعت انجلينا ريقها بخوف محاولة ايجاد صوتها وهي تقول
ليون
ششش، قال ليون وهو يضع اصبعه على شفتيها برقة ويهمس بجانب اذنها.

لا اريد سماع أي كلمة منك انجلينا، وضع يده على بطنها يتحسسه باصابعه ليعود ويهمس
المهم ان ولداي بخير، مازالا بامان حيث يجب ان يكونا.
نهض من جانبها واعطاها ظهره وهو ينظر من النافذة نحو البعيد.
قبل ان يقول بصوت بارد: اخبريني انجلينا، مع ماضيك النفسي، ما الذي يمكن للطبيب ان يفعله لو اخبرته انك كنت تحاولين قتل طفلي
ليون. انت
اخبريني سال بصوت قاسي افزعها
سيجزون بي في القسم النفسي مجددا.

ها، لم اسمع قال ليون وهو ينظر اليها بنظرات مرعبة
سيزجون بي في القسم النفسي
تماما، هذا ما سيفعلونه بك قال ليون وهو يقترب منها، حدق بوجهها قبل ان يضع يده على فكها الذي لازال يحمل اثار صفعته ويعصره بقوة جعلتها تصرخ من الالم
ويكمل: سيزجون بك في القسم النفسي ويربطونك كاي حيوان قذر حتى لا تؤذي طفلي مجددا.

نزلت دموع صامتة من عينيها وهي تنظر الى وجه ليون الذي استحال اسودا من الغضب والهالات التي كانت تحيط بعينيه كان خارجا عن السيطرة.
خرج صوتها مرتعشا وهي تقول، ساخبرهم انك من ضربتني قالت انجلينا بخوف
احقا قال ليون وهي يبتسم بسخرية
وماذا عن الطبيبة التي كنت في زيارة لها واعربت لها بكامل ارادتك انك تريدين التخلص من الحمل،
مستحيل قالت انجلينا، كيف علمت.

استقيظي صغيرتي هذه ليست اميركا انت في اليونان لكل شيء ثمنه
كانت عينا انجلينا مثبتتين على ليون وهو يقول باستهزاء هنا انا يمكنني ان ازج بك في القسم النفسي بكل بساطة، يكفي فقط ان يرووا ملفك ليتاكدوا من صحة قراري، انا من اخرجتك من المصح قبل 5 سنوات وانا قادر بكل سهولة ان اعيدك اليه في أي وقت اريد مفهوم
صرخ ليون بقوة جعلت انجلينا ترتعش من الخوف.

لست ندا لي انجي فلا تحاولي ان تستفزيني اقسم لك هذه المرة ان العواقب ستكون وخيمة
اعطاها ظهره فجاة وعصر على فكه بعنف وهو يقول، من الان فصاعدا ستفعلين ما امرك به فقط افهمت.
حين لم يسمع ردا
صرخ بقسوة مفهوم
مفهوم قالت انجلينا، كانت تعلم انها لن تربح شيئا الان وهي ترى الجنون الذي يسيطر عليه، على الاقل ستصبر الى ان تجد طريقة للعودة الى الولايات المتحدة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة