قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الحادي عشر

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الحادي عشر

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الحادي عشر

حاول ليون اللحاق بانجلينا لكن يد سيزار منعته قبل ان يقول بصوت قوي
دعها بني، أظنك فعل ما يكفي ليوم واحد
ايتها الساقطة الغبية صرخت صوفية وهي ترمق اولمبيا بنظرة احتقار
ليون، الن تقول شيئا سالت اولمبيا بدهشة وهي تنظر الى وجهه والذي اصبح اسودا من شدة عصبيته، كان يضغط على فكه بقوه، لكي لا يمسك بها ويرمي بها من الشرفة المفتوحة.

نظر مارك الى ساعته، قبل ان يقول، بعد قليل ستأتي الممرضة لتجهيزك سيزار، هل هنالك ما تريد ان افسره قبل الجراحة
لا قال سيزار بصوت منفعل، فلننتهي من هذا الوضع سريعا هذا كل ما اريده
أومئ مارك برأسه. علامة على تفهمه قبل ان يخرج ليترك المجال للعائلة لكي تنفس عن غضبها.
حاولت اولمبيا ان تمسك بيد ليون، لكنه أوقفها بإشارة من يده.

كانت هنالك غصة كبيرة تمنعه من الكلام، تذكر فجأة أن لوك قد ذهب في اثر زوجته، شتم بصوت مسموع قبل ان يخرج من الغرفة كالرعد، لوك كان قد حذره انه لن يتنازل عن ملاكه بعد ألان، وهو بما فعله قد قدم له انجلينا على طبق من ذهب.
في كافتيريا المستشفى
أخذت انجلينا رشفة من قهوتها المرة، وجلست تتأمل جهاز استدعائها بضيق.
فجأة أحست بظل طويل من ورائها قبل أن يأتي صوت مألوف
هل يمكنني الجلوس.

بالطبع ردت انجلينا بابتسامة باهتة قبل ان تعود لترشف من قهوتها بصمت
هل انت بخير انجلينا سال لوك وهو يتأمل ملامحها الهادئة
كانت ردة فعلها غريبة، حتى بالنسبة إليه يشعر وكأنه لم يعد يعرفها، الملاك الحساس الذي احبه في الماضي قد تبخر
انجلينا التي امامه كانت شديدة الاختلاف، كانت غاضبة وحزينة واشد ما في الامر انها اصبحت غامضة يصعب التكهن بمشاعرها.
انا في احسن احوالي ردت انجلينا دون ان تحاول النظر الى عينيه.

كانت مشاعرها متبلدة
حاول لوك الكلام مجددا: اعلم كم هو صعب عليك.
قاطعته انجلينا بهدوء ورفعت راسها لتتأمل تقاسيم وجهه المتوترة، كان يشبه أخاه بشكل كبير.
ليس صعبا ردت انجلينا، على العكس انه امر بسيط
ليون قرر ان يعيش حياة طبيعية
وجد فتاة تحبه، خطبها وهي حامل هذا ليس صعبا
اعلم ان الجميع سعيد من اجله
لا مستحيل قال لوك مقاطعا.
في تلك اللحظة علا رنين جهاز استدعاء انجلينا، نظرت الى الرقم قبل ان تنهض من على كرسيها.

لكني لست سعيدة من اجله، ولا أتمنى له الخير.
تنهدت محاولة التخفيف من المها قبل ان تقول: علي الذهاب عملية والدك ستبدأ بعد قليل، تمنى له الحظ. اوه نسيت انت لا تؤمن بالحظ
لا قال لوشياس. لكنني اؤمن بك.
رحلت انجلينا وتركت لوك جالسا في مكانه يفكر بصمت، وضع أصابعه في شعره وشد عليه بقوة، كانت مهمة استعادتها اصعب بكثير مما كان يتصور.
في غرفة العمليات،.

وقفت انجلينا لترتدي رداء الجراحة بعقل شارد، حتى انها لم تشعر باقتراب مارك والذي اخد الشريطين من يديها المتوترتين ليعقدهما بمهارة، نظرت انجلينا اليه بامتنان وشكرته بعبارة يتيمة
اقترب اندرياس من طاولة العمليات حيث كان ممرضان، يهتمان بوضع سيزار على الطاولة، اقترب مارك منه واعطاه نظرة تشجيع قبل ان يامر ببذا عملية التخدير.

هيا لنلوث يدينا بالقليل من الدماء قال اندرياس محاولا التخفيف من الثوتر الذي سيطر على الغرفة
بالتاكيد رد مارك قبل ان ياخد مشرط الجراحة ويبدا بعمل شق واسع، امام نظرات انجلينا المرتعبة
ما كان علي الحضور، قالت انجلينا بهمس
بالعكس، انها تقنية جديدة، من المستحيل عليك اهدار فرصة مماثلة.

كانت العملية صعبة للغاية، حتى ان مارك رفض أي مساعدة من اندرياس، كان الوضع دقيقا للغاية، تصببت قطرات من العرق على جبين مارك، بينما ظلت انجلينا تراقب وهي تضغط على شفتيها بعصبية بالغة.
اللعنة شتم مارك من بين اسنانه
يا الهي ما كل هذا قال اندي وهو ينظر الى قلب سيزار
انه لم يعد قلبا.

للاسف اجاب مارك وهو يحاول وضع رقعة جديدة على القلب المهترئ، انها مجرد عضلة مخربة وعديمة الفائدة، وضع عقدة اخرى قبل ان ينفجر الدم بغزارة ليغطي كلا من اندرياس وانجلينا،
ارتفعت اصوات الاجهزة منذرة بالخطر
مارك صرخت انجلينا وهي تنظر الى المؤشرات الحيوية لسيزار والتي انخفضت سريعا.
كان مارك يبحث عن مصدر النزيف وهو يحرك قلب سيزار بيديه في كل الاتجاهات
مارك ما الذي تفعله سالت انجلينا برعب.

فجاة عادت مؤشرات سيزار للارتفاع بنفس السرعة التي انخفظت بها، مسببة لانجلينا شعورا بالذهول
اهدئي انجلينا، قال مارك بعصبية انها مجرد دماء، لا اظنك كنت تنتظرين هدية حين فتحنا صدر سيزار.
تصور قال اندرياس بسخرية وهو يمد له مجموعة من المناشف المعقمة
كان هادئا عكس انجلينا والتي كانت يداها ترتعش رغما عنها، علق اندرياس على ذلك بمكر.

او تعلمين شيئا انجلينا ايادي الجراحين باردة وثابتة، اما يدك فهي تتحرك كنابض سرير قديم.
رمقته انجلينا بنظرة قاتلة حاولت الرد، لكن مارك اجابه مازحا.
ليست افضل من يديك حين كنت طبيبا مقيما، اظن ان هذا كان تعليقي يومها على ادائك، انفجر مارك من الضحك وابتسمت انجلينا في وجه اندرياس بتشفي
قبل ان تعود الى متابعة العملية لتتامل يدي مارك الخبيرتين واللتان كانتا تعملان بدقة.

مرت ساعتان من العمل، قبل ان يقرر مارك ان قلب سيزار، لم يعد صالحا بالمرة
هل سنغلق الجرح.
للاسف نعم، الاشعة المقطعية لم تظهر كل الحقيقة، كنا ننظر الى جبل جليدي فوق الماء، لم نرى سوى قمته
ما الذي سنفعله الان سال اندرياس بارتباك، انت لا ترجح ان نتركه يموت
قطعا لا اجاب مارك بحدة، سنطالب بوضعه على راس قائمة الزرع، وانا سارحل الليلة الى نيويورك لاباشر ذلك بنفسي
ماذا سالت انجلينا، هل ستترك سيزار وحيدا.

تنفس مارك بعمق قبل ان يزيل قفازيه ويرمي بهما، لا هنالك اندرياس، وانت انجلينا، على العموم لن اغيب لفترة طويلة
خرج مارك من غرفة العمليات يتبعه اندرياس وانجلينا ليفاجئوا بالعائلة مجتمعة تنتظرهم بقلق.
قبل ساعات: كان ليون يبحث عن انجلينا في اروقة المستشفى كالمجنون، توجه الى الكافتيريا، كان لوك جالسا يتامل الفراغ. اقترب منه قبل ان يقول:
اين هي سال بحدة
رفع لوك حاجبة بسخرية.

اولمبيا، لا اعلم لقد رايتها معك اخر مرة
لا تتحاذق لوشياس أي هي زوجتي
ضحك لوك حتى بانت غمازته قبل ان ينهظ ليصبح بمحاذات اخيه ويقول
الا تخجل من نفسك، أأنت دائما بهذه الحقارة ليون، تحضر اولمبيا معك لتتبجح بانها حامل، ثم تاتي لتسالني عن انجلينا
حياتي الشخصية لا تعنيك في شيء لوك
انت محق في هذا اخي، يمكنك الذهاب الى الجحيم، لكن على عكسك انجلينا تهمني كثيرا وساسعى بكل ما اوتيت من قوة للاستعيد حبها.

اوه حقا، اجاب ليون وقد تحولت نظراته الغاضبة الى نظرة مبهمة
سنرى كيف ستتمكن من الحصول على زوجتي وانت وراء القضبان
رمى ليون تصريحه الغريب في وجهه، ورحل من المكان تاركا لوشياس في حيرة كبيرة.
وقفت انجلينا بعيدة عن مارك واندرياس واللذان تكلفا باعلام العائلة بوضع سيزار الصحي.
انهمرت دموع غزيرة من عيني صوفية وانتحبت بصوت مسموع بين ذراعي لوك والذي كان يتامل انجلينا بردائها والذي غطته دماء والده بغزارة.

استجمعت انجلينا ما بقي من شجاعتها لتقترب من صوفية وتقول
لا داعي للبكاء حبيبتي، زراعة القلب ليست بالسوء الذي تظنينه، حالما يجد مارك قلبا لوالدك سيعود ويصبح افضل.
رفعت صوفية عينيها لانجلينا بنظرة رجاء
لن ترحلي الان انجلينا اليس كذلك.
تنفست انجلينا بقوة قبل ان تقول
سابقى لحين شفاء والدك الكامل
ابتسمت صوفية لانجي من بين دموعها.
لم تكن انجلينا لترفض لصوفية طلبا، صوفية التي وقفت الى جانبها لسنوات.

ليون كان غارقا في الحديث مع مارك تاملت فكه المشدود ويديه اللتان كانتا تتحركان بعصبية، انتبهت اخيرا الى ديمتريوس الواقف في الزاوية وحيدا.
اتجهت نحوه في طريقها الى الخارج، وقالت بصوت واثق
سينجو
اعلم ذلك رد ديم بهدوء غريب، انه وغد قوي
ابتسمت انجلينا بضعف قبل ان تضع يدها على كتفه، لا تبدو بحال جيدة ديم، ربما عليك ان ترتاح قليلا
انت من يحتاج الى الاهتمام بنفسه انجلينا اجاب ديم.

كفي عن الاهتمام بالاخرين قال وهو ينظر الى الهالات السوداء والتي تكونت تحت عينيها، كانت شاحبة ومتعبة.
انا بخير ردت انجلينا ببرود قبل ان تتركه، تحتاح الى حمام دافئ والكثير من النوم.

لم تنتبه انجلينا الى النظرات الحانقة و التي كانت مصوبة نحوهما، دفعت الباب الرئيسي ومنه الى خارج اسوار المستشفى، اخذت هاتفها النقال من حقيبتها الرياضية واتصلت بمارتا لتركب السيارة متجهة نحو مقر شركات اورليوس حيث تنتظرها طائرة مروحية.
فور رحيلها عاد ديميتريوس للوجوم، كان يتامل لوك بينما سرح عقله بعيدا يحاول ايجاد تفسير مقنع يجعله يختلس منهم، لم يكن هنالك سبب مقنع في النهاية.

زفر بعنف، قبل ان ينسحب نحو الكافتيريا، اختار مكانا بعيدا وانزوى يتامل قهوته السوداء.
كان لوك وليون الوحيدين اللذان بقيا ليستمعا باهتمام لمارك والذي كان يشرح لهما سبب انهيار حالة والدهما السريعة
لماذا لم تفكروا في الزرع من قبل سال ليون حانقا
حرك مارك حاجبه بانهداش
والدك على قائمة الزرع منذ سنوات، الم يخبرك
تحولت نظرة ليون الى صدمة كبيرة قبل ان يقول بصوت متوتر
لا، اخشى انني لم اكن على علم بذلك.

حالة والدك ساءت بشكل كبير مما يجعله على الان عل راس القائمة والمستفيد الاول من أي قلب متوفر، ليست سوى مسالة ساعات قليلة قبل ان يجدو له قلبا.
ولماذا سترحل اذا كانت المسالة، مسالة ساعات سال ليون باستغراب
لانني لا اثق بانهم قادرون على الحفاظ عليه بالشكل الذي اريده
امسكت كانديس والتي كانت تنصت باهتمام بيد مارك
لا اريده ان افقده
لا داعي للقلق سيدة اورليوس، سافعل ما في وسعي.

حالما رحل مارك، اخد ليون هاتفه واتصل بهاتف انجلينا، حاول مرات عديدة دون جدوى قبل ان يتصل بحارسه الشخصي والذي اعلمه بمغادرتها الى الجزيرة، اقفل ليون هاتفه وعاد الى جانب والدته ليهمس في اذنها بكلمات قليلة قبل ان يرحل مسرعا.
في قصر اورليوس
كانت مارتا قبل وقت قصير وبمساعدة العديد من الخدم قد حولت كل متعلقات انجلينا الى جناحها القديم، الجناح الذي سجنها لشهور طويلة منذ سنوات.

دخلت انجلينا الجناح، ذهلت لانه اصبح مختلفا، ظنت لوهلة انه ليس جناحها، سرير مختلف واثاث جديد حتى زخارف السقف واطارات الشرفة قد تغيرت.
ذلفت انجلينا الى الداخل ومنه الى الحمام، كان الحمام بدوره قد تغير، تحولت جدرانه الزرقاء كما تتذكرها الى اخرى باللون الكريمي تتخللها الوان ذهبية مشرقة.

الهذه الدرجة اهتم ليون بتغيير كل ذكرى، لكن الذكرى كانت بقلبها، تحتاج فقط الى اغلاق عينيها ليعصف بها الالم، هي حتى لاتحتاج الى ذكريات، ليون سدد لها صفعة قوية من جديد. خبر اولمبيا كان صفعة لكرامتها وسببا جديدا لتتشبث بقرارها في الانفصال.
اغراها منظر الحمام الرائع، خلعت انجلينا ملابسها المتسخة والتي لم تجد وقتا لتغييرها، وارتمت تحت شلال المياه الدافئة لتبعث الراحة في جسدها المتصلب والمتعب.

استمرت المياه تنزل على جسدها وتبعث فيها الراحة، انسابت دموعها غزيرة على وجنتيها
فجاة شعرت انجلينا بان الاشياء اصبحت ضبابية، حاولت ان تتشبث بالمقبض امامها، لكن جسدها خانها وسقطت في الحمام غائبة عن الوعي، بينما المياه تتساقط على جسدها المسجى بغزارة.

بعد ساعة وصل ليون الى القصر وارتقى الدرج سريعا نحو جناحه، فتح الباب بقوة، لكنها لم تكن هناك، بحث عنها في الحمام في غرفة تبديل الملابس، ولدهشته الكبيرة حين لاحظ ان ملابس انجلينا قد اختفت.
للحظة احس بالم كبير يعصر صدره، هل رحلت قال ليون بذهول، يشعر بان قدماه تخذلانه، جلس لبرهة على الاريكة الموضوعة بجانبه تنفس محاولا ادخال الهواء باستماته.
قبل ان ينهض بقوة ويخرج للبحث عن مارثا
اين هي سال ليون بثورة غضب.

من سيدي
انجلينا ومن غيرها
سكتت مارتا محاولة ايجاد كلمات مناسبة، فليون كان ثائرا وهي الادرى بثورته والتي لم يكن يحمد عقباها منذ الصغر
لقد فضلت العودة الى جناحها القديم بني.
افترت اسارير ليون وهدات ثورة غضبه والتي كانت تضفي على تقاسيم وجهه معالم شيطانية، قبل ان يزفر بارتياح
هل هي هناك الان.
اومات مارتا براسها ايجابا قبلل ان تعود لعملها.

تامل ليون الطبق الذي كانت مارتا تحضره، كان عبارة عن خبز محمص بطريقة فرنسية، ابتسم للذكرى فانجلينا لطالما احبته وصنعته له في شهر عسلهما.
ربما قد تقدمين لي صحنا بعد قليل قال ليون وعلى وجهه بوادر ابتسامة
بالطبع بني، هل ستشارك انجلينا الفطور
اظن ذلك قال ليون قبل ان يبتعد بخطوات واسعة نحو جناح انجلينا، عليهما التحدث ولديهما الكثير ليوضحاه.
في المستشفى وبالتحديد في غرفة الاشعة.

كان مارك ينظر الى اشعة سيزار باهتمام
فاجئه اندرياس من ورائه وهو يقول
هل اتصلوا
ليس بعد رد مارك دون ان يدير راسه، اخذ هاتفه من معطفه الطبي واتصل بريتشارد للمرة العاشرة، تبا لك ريتشارد شتم مارك من بين اسنانه.
في كافتيريا المستشفى كان الاخوة الاعداء جالسين كل بعالمه الخاص، صوفية الى جانب لوك وديمتريوس وحيدا ينظر صوبهما بعقل شارد.

بماذا تفكر الان ايها الحقير، جز لوك على اسنانه وهو يتامل ديم بحقد بالغ، هذا الاخير كان غائب الذهن يحاول ترتيب الاوراق امامه، يحاول ان يجد طريقة لمعرفة سبب تورط لوك في اختلاس كبير كالذي اكتشفه.
هل يا ترى يكون لوك بمثل تلك الخسة، اهناك وجه اخر لابن عمه لم يعرف بوجوده من يدري، اخرجه صوت هاتفه النقال من تاملاته، نظر الى الشاشة قبل ان يقفل الخط من جديد.

كانت بريانا تحاول منذ الامس الاتصال به، لكنه لم يكن ابدا في مزاج ليرد على اتصلاتها، منذ عودته الى اليونان يشعر ان قلبه يخفق لها من جديد، للملاك الذي عذب ايامه لسنوات طويلة.
اللعنة علي شتم ديمتريوس قبل ان ينهض من على الكرسي بقوة ويرحل من الكافتيريا ومن المستشفى باسرها، ما كان علي العودة الى هنا، انجلينا اتوسل اليك ابتعدي عن تفكيري.
في قصر اورليوس.

طرق ليون جناح انجلينا لمدة طويلة قبل ان يقرر الدخول كانت الغرفة تسبح في الظلام، ظن لوهلة انها قد غادرت، لكن حقيبتها الملقاة على الصوفا بإهمال الى جانب حذائها ينبئان بالعكس.
انصت الى صوت المياه الاتية من الحمام، ابتسم بطفولية قبل ان يجلس على جانب السرير، كان يحب ثورتها الصغيرة حين تتحول ملامحها الملائكية الى الحنق ويتجعد انفها المنمش الصغير. انتظر لدقائق طويلة قبل ان يطرق باب الحمام دون جدوى.

شعر ليون بصدره ينقبض فجاة، فتح باب وتسمر في مكانه من الصدمة.
انجلينا
صرخ برعب قبل ان يقترب من الجسد العاري والمسجى تحت شلال المياه المتدفقة
رفعها ليقربها الى صدره غير عابئ بالمياه التي تبلله محركا راسها لتستيقظ دون جدوى
مشاعر غريبة ومؤلمة تعصف بقلبه، انجلينا مسجاة دون حياة بين ذراعيه للمرة الثانية
لا لن اتحمل، انجلينا ماذا فعلت بي لا انجي أجيبيني حبا بالله.

نزلت دموع صامتة على وجه ليون وهو يحرك رأسها المتكئ على كتفه باستسلام.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة