قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثامن عشر

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثامن عشر

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثامن عشر

استعادت انجلينا وعيها اخيرا من الصدمة التي حولتها الى قطعة من الرخام، لتندفع نحو لوك الذي بقي جالسا في مكانه لبرهة والدم ينزف غزيرا من انفه. اقتربت لتحاول ايقاف النزيف، لكنه منعها باشارة من يده ونهض.
لا داعي انجلينا، ليس بالامر الخطير
لكنك تنزف ردت بصوت مظطرب
اخد لوك محرمة من جيب سترته مسح بها الدم من على فكه وانفه قبل ان يلتفت اليها وقد هاله منظرها المتوتر والخائف.

امسك بيدها التي كانت ترتعش لا اراديا وهو يقول
لاعليك انجلينا، لا تخافي من تهديدات ليون، انا من سيتصدى له ان حاول ايدائك لقد وعدتك، ابتسم محاولا اعادة الاطمئنان اليها فقد كانت متوترة بشكل كبير
والان لنعد الى الحفل قال لوك وهو يعيد اصلاح ربطة عنقه.
اومات انجلينا براسها موافقة، كانت شاردة في ما قد يقدم عليه ليون وسط الجنون الذي يسيطر عليه. فاجئها صوت صوفية وهي تفتح باب المكتب.
كنت ابحث عنك اين اختفيت.

انا هنا صوفية لا داعي للقلق
لاحظت صوفية الجو المتوتر الذي يسود الغرفة لكن خروج لوك المفاجئ منعها من التعليق.
هيا فل نعد الى الحفل اذا قالت صوفية وهي تحرك يد انجلينا التي غرقت مجددا في هواجسها.
اومات انجلينا براسها موافقة واتجها نحو القاعة.
في وسط القاعة الرئيسية.

كانت اولمبيا واقفة تنتظر ليون وهي تطرق بيدها على الطاولة بعصبية، كانت ترغب في الانفجار في وجهه مطالبة بتفسير مقنع لتركها بتك الطريقة، لكن نظرة واحدة الى ملامحه التي استحالت سوداء من الغضب المكبوث الذي يسيطر على حواسه، جعلتها تحجم.
اقترب عائدا اليها محاولا تصنع البرود لكنه كان يغلي من الداخل، لا يتخيل ان تكون انجلينا لغيره، ولو حتى للوك كيف يحيا وهي الى جانب رجل اخر كيف.

عصرعلى فكه بعصبية، قبل ان يلتفت الى اولمبيا التي كانت تحرك ذراعه
ليون، هل انت على ما يرام
انا بخير رد بصوت ثلجي.
التفت يتأمل ملامحها بسخط، كيف أصبح غبيا لدرجة جعلت اولمبيا تتلاعب به بتلك السهولة ما سر السيطرة التي تمارسها عليه، ألم يقم الدنيا حين علم بوجود اندي، الم يجعل حياة انجلينا جحيما وقتها
لم لم يتعامل مع اولمبيا بالمثل، ماالذي يجعلها تسيطرعلى عقله.

زفر بقوة للذكرى التي تعذبه يوميا، اتراه ينتقم من انجلينا مرة اخرى بسبب اخطاء الماضي، قتل الفكرة بالسرعة التي تكونت بها، بالتاكيد انجلينا ليس لها أي يد بالموضوع، وقتها هي ايضا كانت ضحية لبطشه وانتقامه.
ظلت اولمبيا تطرق اصابعها بقلق وهي تنظر الى ساعة يدها، انتبه ليون الى حركتها العصبية باغتها وهو يقول
هل هنالك خطب اولمبيا سأل ليون بضيق، حركتك المتواصلة اصبحت محط الانظار.

انتبهت اولمبيا للطريقة التي تكان تتململ بها، قبل ان ترسم ابتسامة مصطنعة، وتضع يدها بتملك على صدره مغتنمة فرصة عودة انجلينا الى القاعة، هذه الأخيرة بدت وكانها تحلق في عالم اخر، حتى انها لم تهتم للحركة التي قامت بها غريمتها والتي أبدتها بمظهر الساقطة.
سحبت يدها سريعا وهي ترى نظرات الامتعاض والاحتقار في أعين الموجودين والذين لم يبخلوا على انجلينا بدورها ببعض النظرات المتشفية.

كان مخططها ينهار سريعا، عودة انجلينا قلبت كل الموازين، وخطتها في جعل ليون يركع اصبحت اصعب مما خيل لها يوما.
فجاة احست اولمبيا بالالم الضئيل الذي كان ينتابها منذ بداية الحفل قد عاد، امسكت بخصرها محاولة ابعاد الانزعاج والوخز المتكرر و الذي بدا يتضاعف سريعا الى ان اصبح الما مبرحا.

حاولت اولمبيا الانسحاب بهدوء دون اثارة ضجة، فالألم يستدعي فحصا وهو ما حاولت باستماته تفاديه، لكن يد ليون اوقفتها وهو ينظر الى وجهها الشاحب.
هل انت بخير اولمبيا سأل ليون وهو يتفرس ملامحها باهتمام
حاولت ان تبتسم وهي تقول لا شيء حبيبي، انا فقط اشعر بالقليل من التعب فالسهر ليس مناسبا لوضعي.
كادت محاولتها في اقناعه تنجح لولا ان الالم هذه المرة عاودها بقوة. جعلتها تصرخ دون شعور.

وقعت على ركبتيها ونزل ليون على ركبتيه امامها محاولا ان يستوضح سبب الألم المفاجئ.
كانت انجلينا شاردة الدهن، تستعيد كلمات ليون المهددة بشرود، انتبهت الى سقوط اولمبيا، ودون وعي اقتربت منها محاولة اسعافها.
وضعت انجلينا يدها على كتف اولمبيا محاولة معرفة سبب الألم، كانت تحاول تغيير وضعها واجبارها على الاستلقاء، لكن الأخيرة دفعتها عنها بعنف وهي تصرخ:
ابتعدي عني، لا تلمسيني.

تفاجئت انجلينا من تصرف اولمبيا البغيض، تراجعت الى الوراء خطوتين لتصطدم بجسد مارك الفارع والذي اقترب بدوره وارتسمت علامات الدهشة على وجهه.
هل هي بخير سأل مارك
، حركت كتفيها بالنفي: لم تسمح لي بان افحصها.
اقترب مارك من اولمبيا التي كانت تضغط على خصرها بقوة والعرق يتصبب من جبينها.
دعيني افحصك قال مارك بهدوء وهو يربث على كتفيها،.

لا انا بخير، احتاج الى القليل من الراحة فقط اكدت اولمبيا وهي تضغط على اسنانها بعنف.
استمر الألم بالتضاعف
ووسط الحاح ليون ومارك الشديدين، سمحت اخيرا لليون بحملها الى الطابق العلوي بينما تكفل اندريوس بطلب الاسعاف.
ماالذي سنفعله الأن صرخ ليون بعصبية وهو ينظر الى اولمبيا الممدة على السرير والتي كانت شبه فاقدة للوعي.
هي حامل مارك، ايكون الطفل السبب سأل ليون بتخوف.

هز مارك كتفيه علامة على عدم وجود تفسير، فهي لم تسمح له بالاقتراب منها او حتى فحصها.
حقيقة لا ادري ليون، على كل حال. سنعرف بعد ادخالها المستشفى.
المستشفى العام باثينا: ادخلت اولمبيا الى قاعة الفحص، كانت تقاوم باستماته لدرجة جعلت الطبيب يعطيها حقنة مخدرة، ومنها نقلت على وجه السرعة الى غرفة العمليات، بعد ساعتين من الانتظار، خرج الطبيب ليؤكد لليون ان خطيبته بخير.

السيدة كانت تعاني من انفجار الزائدة الدودية وهذا يفسر سبب الألم المفاجئ الذي شعرت به فلا داعي لكل هذا القلق سيد اورليوس.
ماذا عن الحمل سأل ليون بتردد
حمل؟ رد الطبيب وعلامات الاستفهام ظاهرة على وجهه
اخشى انه ليس هنالك حمل على الاطلاق سيد اورليوس، هل كنتما تحاولان الانجاب سال الطبيب مستفسرا وسط ذهول ليون
هل انت متاكد دكتور.

بالتاكيد رد الطبيب قبل ان يقول مطمئنا: على العموم عملية الزائدة الدودية ليست بالامر الخطير، يمكن للمريضة المغادرة بعد وقت قصير ويمكنكما وقتها المحاولة مجددا.
غادر الطبيب تاركا ليون في صدمة.
وضع يده في شعره بعصبية وهو يدور في الرواق كالمجنون، فجاة سدد ضربة قوية للجدار وهو يصرخ:
يا الهي ماذا فعلت، امسك راسه بين يديه وركع على الأرض
، يا الهي ليون ما الذي فعلته. ما الذي فعلته.

بعد ليلة من السهاد، استيقظت على رنين الهاتف، كان المتصل اندريوس يؤكد على ضرورة حضورها لمقابلة رئيس الاطباء
لقد حذته عن رغبتك في الانضمام الى فريقنا وقد بدا مهتما، وهو يطلب حضورك اليوم.
وضعت انجلينا يدها في شعرها تعيد خصلاته المبعثرة، تنهدت بعمق: حسنا اندرياس ساكون هناك بعد ساعة لا تقلق.

بعد مقابلتها والتي انتهت بالموافقة على ابرام عقد مدته سنة، كانت انجلينا تتجول في المستشفى الى جانب اندرياس الذي اهتم باطلاعها على برتوكول العمل، كانا يمران بمعمل التحليل حين علق اندرياس ببعض الكلمات عن حالة اولمبيا الصحية.
الم تعلمي ان اولمبيا قد خضعت للجراحة امس
احقا قالت انجلينا بتوثر اخر شيء ترغب في مناقشته هو حالة اولمبيا الصحية
تنهدت بضيق: ، اتمنى انها على مايرام وكذلك طفلها.

اه بخصوص ذلك سكت اندرياس يجيل نظره في وجه انجلينا البائس قبل ان يعلق بتسلية: لم يكن هنالك طفل على الاطلاق، كانت كذبة اولمبيا كاذبة بارعة
قاطعته انجلينا وهي تقول: فعلا لست مهتمة اندرياس ولا اريد الخوض في هذا الموضوع خصوصا اليوم.

اوقفها اندرياس وهو يقول: اتعلمين انت اكثر شخصية عنيدة ومتكبرة قابلتها في حياتي، لديكما ولدان وانت تحملين طفله، الا يكفي هذا للمحاربة من اجل زواجك، الا يكفي هذا للقيام ببعض التنازلات
الامر معقد بما يكفي، ارجوك لا تحاول اثارة الموضوع اليوم بالتحديد فانا متعبة جدا، ولدي الكثير لافكر فيه عوضا عن التفكير في زواج فاشل سينتهي بعد ايام.

حسنا هز اندرياس كتفيه مثل من يعبر عن يأسه في اقناعها، في كل الاحوال هي في الغرفة 509 في الجناح الغربي، اذا ما اردت زيارتها.
اومات انجلينا براسها، وكأنها يمكن ان تذهب لتزورها قبل ان يكملا جولتهما في المستشفى بصمت.
الجناح الغربي للمستشفى العام.

وقفت انجلينا لمدة طويلة امام الباب دون ان تفتحه، كانت تسال نفسها مرارا ما السبب الذي يجعلها تريد زيارة اولمبيا، وما الذي ستستفيده من مواجهتها، على كل حال لقد اتت ولن تغادر الان.
اخدت نفسا عميقا قبل ان تطرق الباب مرتين وتفتحه.
كانت اولمبيا شبه نائمة، فتحت عينيها بتتاقل وابتسمت للغريبة الواقفة امامها
استغراب انجلينا من رد فعل غريمتها، فاق حدود الوصف فهذه الاخيرة رحبت بها في جناحها بقلب رحب وهي تقول:.

تفضلي انجلينا، كيف حالك
بخير على مايبدو قالت انجلينا بسخرية، كيف حالك انت
انا بخير ردت اولمبيا وهي تلعب بخصلة شعر نافرة.
اقتربت انجلينا من سرير اولمبيا، اخدت ملفها الطبي لتفحصه. ودون ان ترفع راسها عن الملف قالت. اذا لست حاملا
لا لست حاملا ردت اولمبيا بنبرة مبهمة. قبل ان ترفع راسها بهدوء تتامل انجلينا المشغولة بتصفح الملف:
لماذا عدت انجلينا؟

فاجئها السؤال المباشر لاولمبيا حتى انها استغربت من الوضع، فهي من اتت تطالب بتفسير وليس العكس لكن الوضع انقلب بطريقة مضحكة.
عفوا؟ ردت انجلينا باستغراب شديد
اعلم انك مازلت تحبينه، وفي بعض الاحيان اشعر انه يحبك بدوره، كلاكما تحبان بعضكما لكن لا احد قادر على الاعتراف او التنازل من اجل الاخر، انت تركته لسنوات محاولة تعديبه على ذنب لم يقترفه، وهو عاقبك بي.

حاولت انجلينا مقاطعة الحديث الذي كان يفتح اشد جروحها الما، والذي كانت اولمبيا تناقشه بكل بساطة الارض.
لكن الاخيرة غيرت منحى الحديث بسؤال اشد غرابة: كيف عرفت ان ليون هو الاختيار الأنسب، كيف علمت انه حب حياتك
عفوا قالت انجلينا بدهشة؟
اعرف انك تكرهينني ولا تدينين لي باي جواب، كانت اولمبيا تعاني من درجة كبيرة من عدم الاتزان سكتت فجاة:
ماذا كنت اقول
ليون ردت انجلينا بهدوء غريب. كانت مشاعرها مشدودة كالوثر.

اوه ليون، كيف عرفت بانه الرجل الذي ستمضين معه بقية حياتك، الذي ستنجبين معه اطفالا وتعيشان بسعادة الى اخر العمر.
اخدت انجلينا نفسا عميقا وهي تنظر الى اولمبيا التي بدت لها غريبة فجاة.
انا لم اعلم. ، انا فقط سكتت للحظة الامر معقد حياتنا انا وليون كانت معقدة منذ البداية. اشاحت بنظرها نحو النافذة
لا اعلم متى احببته لكنه كان حبا صادقا وظننت وقتها انه احبني بنفس القوة بانه لن يجرحني في يوم من الأيام.

لقد جرحني بعمق يوم اختارك.
كانت اولمبيا تتكلم بغرابة لكن انجلينا ظنت انه من تأثير المسكنات، كان تتحدث الى اولمبيا لكنه كان اعترافا منها لنفسها اكثر منه حديثا
اوه ما كان علي العودة، كان علي البقاء في منزلي حيث كنت اشعر بالاكتفاء وبالقليل من الامل. كان علي ان اكون افضل لاحمي اولادي واحمي نفسي من الالم مجددا
كان علي القيام بالكثير من الاشياء
انا ايضا قالت اولمبيا، كان علي القيام بالكثير.

ابتسمت اولمبيا وهي تتامل انجلينا قبل ان تقول
تعلمين، انا لا اكرهك انجي، وفي ظروف اخرى كنا لنكون مقربتين.
ابتسمت انجلينا وهي تعيد ملف اولمبيا الى مكانه وتهم بالرحيل.
السبب الوحيد الذي يجعلنا نكون صريحتين الى هذه الدرجة اولمبيا، هو انني اعلم جيدا انك لا تتذكري شيئا من حديثنا فور ان يختفي تاثير المسكنات، والان عودي الى النوم فجسدك يحتاج الى المزيد من الراحة.

في قبو مظلم تفوح منه رائحة العفن، فتح باتريك عينيه حاول ان يحرك يديه لكن شيئا كان يعوقه احتاج لبعض الوقت ليعرف انه مقيد الى عارضة اسمنتية ضخمة.
كان يحاول ان يحرر معصميه حين جاء صوت مؤلوف، ليزيد من استغرابه
الى اين تظن انك تحاول الذهاب باتريك.

فتح النور فجاة، اغلق باتريك عيينه بعد ان اغشتهما الاشعة الساطعة من المحول المسلط على وجهه، حين عاد لفتحهما كان ينظر الى وجه ديم الجالس على كرسي امامه ينظر اليه باحتقار.
ديمتريوس قال باتريك بعدم تصديق.
بالتاكيد ديمتريوس قال ديم وهو يفتح علبة سجائرة ويشعل سيجارة لينفخ دخانها امام وجه باتريك الذاهل ويقول.

اعترف انك كنت ذكيا فعلا لاستغفالنا كل هذا الوقت. وضع السيجارة في فمه ليصفق للواقف امامه بطريقة مسرحية.
قبل ان يصوب نظرة مرعبة لباتريك
لكن لماذا؟ لما فعلت ذلك اهذه هي الطريقة التي شكرت بها عائلتي بعد كل هذه السنوات.
ديمتريوس انا. لا اعرف شيئا عن كل ما تقوله
اللعنة باتريك توقف عن الكذب فلقد اكتشفت كل شيء، احنا راسه للحظة قبل ان يرفعه مرة اخرى كانت عيناه قاسيتان.
لماذا اخفيت انك فرد من عائلة كيونيس.

الجمت الصدمة باتريك للحظات، كيف علمت سأل بذهول: ليس امرا صعبا رد ديم بسخرية، الشيء الصعب كان ان اشك بك من الاساس فانت كنت بعيدا عن الشبهات، لكن ذكائك خانك حين قررت استعمال طائرة خاصة باسم كيونيس للعودة الى اليونان.
عصر باتريك على اسنانه بغيض.
بالتاكيد ابتسم ديم بخبث، اتعلم شيئا يقولون ان غلطة الذكي بالف. وانت لم تحسب حساب انني سأكتشف كل مخططاتك الدنيئة بهذه السرعة.

ايا كان ما تصبو اليه، يؤسفني انك اخبرك انني قد افشلته، لكن هنالك سؤال يحيرني مع انني شبه متاكد من الاجابة مسبقا.
ما الذي جعلك تساعد كيونيس في الانتقام منا.
شخصت عينا باتريك وهو ينظر الى ديم دون تصديق.
لا تندهش الى هذه الدرجة لست الوحيد الذي يملك عقلا
، وليس من الصعب في شيء ان اتكهن بالسبب الذي من ورائه يريد كيونيس الانتقام من ليون، فانا اعرف بموت اناركي المؤسف.

لكن انت ماهي اسبابك؟ امن اجل المال الم نكن بالسخاء الذي بدله العجوز، لا تقل لي انه ولاء للعائلة فهذا مثيرا للسخرية؟
اجبني قال ديم وهو يهب من مكانه ويقترب من باتريك مسددا لكمة قوية الى وجهه قبل ان يمسكه من ياقة قميصه بقوة.
اخبرني باتريك. الا تشعر باي ولاء للعائلة التي صنعت منك ما انت عليه اليوم، اشعرت بالولاء فجاة لعائلة اخفتك لسنوات وكانك سر قذر.

تبا لك ولعائلتك كلها قال باتريك وهو يبصق الدماء التي تسيل من فمه. انا لا ادين لكم بشيء ايها السفلة. لست سوى حقير اخر من عائلة اورليوس العظيم.
تظنون ان كل شيء يمكن معالجته بالمال، ايها الحقير لست مختلفا ابدا عن ابن عمك في شيء.

سكت ديم قليلا محاولا التخفيف من عصبيته، ابن عمي لم يكن خسيسا ليقوم بالاعيبكم، على الاقل كان رجلا ليتحمل مسؤوليته ويصارح كيونيس وابنته بدافع عدم الارتباط بها، لم يحك المؤامرات ولا حاول ادخال ابرياء ليس لهم ذنب الى السجن.
لم يكن سيدخل السجن رد باتريك بعد ان استعاد هدوئه، لوك ذكي بما فيه الكفاية ليعرف كيف يخلص نفسه، الاختلاس كان ليضعف اسهمكم في السوق الامريكية، لو لم تكتشف.

خطتي سريعا، كنت ساجعل من اسم شركتكم اضحوكة في البورصة. واعرضكم لمساؤلة اصحاب الاسهم، لم يكن غرضي اضعاف السيولة فانتم تملكون الكثير من المال، لكنني اردت افتعال فضيحة تهز اسمكم في السوق الامريكي.
نفض ديم باتريك قبل ان يعود للجلوس بهدوء يحسد عليه وهو يبتسم بسخرية، وماذا بعد ما الذي كنت تصبو اليه بعد.
لنقل ان الجزء الاخير من مخططي قد باء بالفشل حتى قبل ان يبدا رد باتريك بخيبة امل.

جيد قال ديم بهدوء، لانه لو اقتربت من صوفية كنت لامزق وجهك بيدي.
اندهش باتريك من ذكاء ديم الذي كان ينظر اليه بنفس النظرة الهادئة. قبل ان يبتسم و يقول، لست الوحيد القادر على ان تحيك انتقاما، صدقني انا تعلمت درسي جيدا
والان هيا بنا يا صديقي قال وهو يشير الى حراسه الذين اقتادوا باتريك امامهم. لدينا كثير من الامور علينا توضيحها.
وضع الحراس غمامة على عيني باتريك قبل ان يحصل على ضربة على راسه افقدته الوعي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة