قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الأول

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الأول

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الأول

صفارة انذار تعلو تلاها وصول المسعفين يحملون ضحية اخرى من ضحايا اعياد الميلاد، قد تكون كسرا في الترقوة او حتى ضحية تصادم فلطالما كانت اعياد الميلاد مليئة بالمفاجئات. هكذا فكرت انجلينا وهي تحرك اطرافها المتصلبة محاولة بكل جهد ان تنفض عنها التعب من جراء عدم النوم لأيام متواصلة قضتها حبيسة جدران المستشفى تقوم بالمناوبات.

انتبهت اخيرا الى وجود مارك الى جانبها والذي كان يرمقها باهتمام قبل ان يضع كوب القهوة على النضدد.
- انه لك، اشربيه مازال ساخنا
- اوه مارك اشكرك، لا تعلم كم كنت في امس الحاجة الى هذه القهوة المنعشة، انت فعلا ملاك قالت أنجلينا بود.
ابتسم مارك وظهرت غمازة قرب عينيه لتزيد من وسامته.
- لا تتعودي على ذلك انجلينا فبعد الليلة قد اصبح اسوء كوابيسك و ربما ستحقدين علي في النهاية.

ارتسمت علامة الدهشة على وجه انجلينا، وهي تقول: - ولما سأحقد عليك يا ترى
- لأنه من اليوم سأصبح المشرف على تدريبك، لقد تحدث الى رئيس الاطباء وناقشنا وضعك الاستثنائي واقترحت ان اقوم بالإشراف عليك شخصيا.
اوه. مارك احقا فعلت؟
سكتت قليلا لتستوعب المفاجئة قبل ان تقول هل تعني أنني ساعود مرة اخرى الى الجراحة هل هذا ما تخبرني به!
هز مارك راسه ايجابا
بينما تلالات عيناها بالدموع وهي تتمتم بكلمات شكر غير مفهومة.

هيا لا داعي لكل هذه الدراما، تشكرينني بان ان تذهبي الان وتستعدي فلدينا الليلة عملية مهمة ويجب ان تكوني ملمة بكل التفاصيل
ابتسمت له بعذوبة قبل ان تركض بسرعة نحو الغرفة المخصصة بالأطباء المنوابين
الركض ممنوع في المستشفى علق مارك وهو ينظر اليها تبتعد بسرعة
اومات براسها مستمرة في الركض دون توقف.

لطالما احبها في صمت، وحتى اليوم وبعد كل سنوات الغياب مازالت مشاعره بنفس القوة لم تتغير، انجلينا كانت امراة من الصعب نسيانها.
وصلت انجلينا اخيرا الى الغرفة الفسيحة والبسيطة من حيث الاثات، اختارت مكان منزويا قبل ان تفتح حاسوبها النقال، وتباشر بدراسة الحالة وتتاكد من انها تحفظ عن ظهر قلب كل ما كتب.

بعد مرور ثلات ساعات من المراجعة المتواصلة غارقة في البحث، انتبهت اخيرا الى ان عليها الاتصال بصوفيا لتخبرها انها لن تعود الليلة كما وعدت. لا تعلم كيف ستشرح للصغيرين سبب غيابها المتواصل وخصوصا اليلة كان من المفروض ان تساعدهما في تزيين شجرة العيد، ولكن بدلا عن ذلك فهي تجلس الان في هذه الغرفة الباردة.
رن الهاتف مرات عديدة قبل ان تجيب صوفية بصوت شبه نائم.

انجلينا الن تعودي بعد، لقد استمرت لوسيا بالسؤال عنك لمدة طويلة قبل ان تنام، واندرياس قرر بعناد انه لن نضع النجمة قبل عودتك
سكتت انجلينا تحس بالحزن كونها سمحت لطموحها ان ينسيها الاهتمام بالولدين، قبل ان تجيب بصوت هامس
يا الهي صوفية، انا اسفة لكني لن اعود الليلة ايضا، هناك عملية مهمة يجب ان احضرها
انتظرت لتسمع جوابا لكن صوفية ظلت صامتة.

نظرت الى ساعتها وعلت وجهها تكشيرة صغيرة، لقد مر الوقت سريعا وعليها ان تذهب، قطعت المكالمة بسرعة وهي تقول:
اعدك انني ساصل في الصباح وحتى قبل ان يستقظا وسنفتح الهدايا معا، ما رايك موافقة
اتفقنا، هيا يجب علي الذهاب الان، تصبحين على خير.
اقفلت انجلينا الخط وخرجت ركضا من الغرفة، لاتريد أي ارتسام سيء في اول يوم لها في غرفة الجراحة، عليها ان تكون جاهزة.

وصلت اخيرا الى غرفة التعقيم، فتحت الماء على يديها المتوترتين محاولة تعقيمهما تحاول تذكر الطريقة الصحيحة لفعل ذلك، فلم تنتبه الى الجسد الفارع والقوي والذي وقف يراقبها بصمت قبل ان يقترب بدوره ليتعقم
الست سعيدة قال مارك بصوت هادئ
رفعت انجلينا راسها لتنظر الى مخاطبها والذي كان يفرك يديه ومرفقيه بطريقة عملية، يداه ثابتان وقويتان خلقتا. يدا جراح دون ادنى شك.
ردت بصوت حاولت باستماتة ان تجعله محايدا.

لا اعرف مارك اشعر انني احرم ولداي من حقهما في الاستمتاع بالأعياد، الست انانية في رايك؟
ابتسم مارك، قبل ان يرد على كلامها بهدوء، انا افهم خوفك انجي، ربما هذا ما جعلني اعزف عن الارتباط، كنت خائفا من ان ولعي بمهنتي قد يدمر أي فرصة في حياة طبيعية، انه خوف مبرر لكن لا تدعي هذا الخوف يسيطر عليك، الاطفال يتاقلمون بسرعة كما انني اظن انا صوفية اصبحت تعيش معك بصفة دائمة وستساعد في ملئ الفراغ. ،.

لقد استقرت فعلا في الولايات المتحدة لكن هذا لا يعني انها ستستمر في العيش معي.
اذا فل تستفيدي جيدا من كل فرصة متاحة الان، على الاقل ولداك ليسا وحيدين ولديهما عمة محبة ترعاهما.
اومات انجلينا براسها ايجابا، معك حق...

لم تكن مقتنعة بتفسير مارك للامور، لكنها كانت مجبرة في كل الاحوال، تعترف انها مولعة بعملها وتحبه، لكن من جهة اخرى تعلم جيدا انه ما سيدر عليها دخلا قارا للاعتناء بصغيريها فور تخرجها، فهي لاتريد بنسا من ليون، ولو كانت قادرة لرمت بكل اعاناته الى الجحيم، لكم تكرهه اليوم، لكم لاتطيق حتى سماع اسمه ولو بالصدفة، كانت صوفية الوحيدة التي بقيت على صداقة معها من كل العائلة المشؤومة والتي كانت السبب في الكثير من العذاب لها، عذاب احتاجت الى ساعات طويلة من العلاج النفسي لتستطيع نسيانه. وتتمكن من دخول مستشفى دون ان تصاب بنوبة هلع.

ذكريات مؤلمة لم يبقى منها سوى الندوب، ندوب قررت التخلص منها جميعا، ندبة واحدة فقط احتفظت بها، طعنة غادرة حصلت عليها من من ظنته يوما ملاكا حارسا، ليظهر انه ليس سوى سفاح، احتفظت بها لكي لا تنسى سبب تركها لليون.
انتبهت جابرييل الى نفسها كانت قد فركت يديها مئات المرات حتى اصبحت محمرة، بينما مارك يتفرسها بفضول
اظن انك تعقمت بما فيه الكفاية، و لعمليات مقبلة ايضا.

ابتسمت انجي ابتسامة باهتة على ممازحة مارك لها، قبل ان تلف يديها في فوطة معقمة وتدخل غرفة العمليات.
اثنا عشر ساعة قضتها واقفة تنظر الى مارك يصنع اعجوبة، لأول مرة ترى جراحة قلب مفتوح بتقنية مماثلة، عاقدة يديها امام صدرها محاولة عدم لمس أي شيء فيضيع تعقيمها، توترت اعصابها فجئة لسماع صوت مارك يطلب منها الاقتراب من الطاولة قبل ان يمدها بملقط الجراحة والمقص بينما علت همهمات حاسدة من ورائها.

غير انها لم تهتم، كل اهتمامها كان منصبا على ما تفعله وتعليمات مارك من ورائها مرشدة اياها في كل خطوة الى ان انتهت من التقطيب، مجرد خياطة سطحية تعلمتها منذ دخولها البرنامج، وعملت بها على العديد من الجروح في غرفة الطوارئ لكن هنا كان الوضع مختلفا شعور غريب من الخوف الممزوج بالإثارة وهي تخيط صدر رجل اعيد الى الحياة من جديد بعد تبريد دام اتني عشر ساعة كاملة، الان فقط تذكرت سبب وجودها هنا، تريد ان تكون طبيبة ترغب ان تكون مكان مارك في يوم من الايام.

وأخيرا انتهت من عملها و تنفست الصعداء وهي تضع ادوات الجراحة في يد الممرضة المساعدة، بينما تنظر الى مارك والذي كان يخلع قفازيه ليرمي بهما في سلة المهملات.

في لندن عاصمة الضباب.

خرج لوشياس من وراء مكتبه عاقدا ذراعيه على صدره القوي يتأمل الجو الماطر والمكفهر من وراء زجاج مكتبه الفخم، مر اليوم 5 سنوات على الحادث الاليم. والذي كان السبب في قطعه لكل علاقة بليون وحتى والده، زفر بعصبية وهو يضع اصابعه في شعره الاسود الكثيف يبعثر خصلاته، ويشعل سيجارته العاشرة ليحرقها كما تحرق اعصابه منذ وقت طويل، تنفس دخان السيجارة قبل ان يزفره بقوة مخرجة سحابة كبيرة، ويعود لمتابعة مناقصته المهمة، خمس سنوات قضاها في هذه البلد الغريبة وحيدا محاولا صنع اسم لنفسه بعيدا عن نفوذ اورليوس وثروة اورليوس وحتى لعنتهم، لعنة قضت على حب اخلص له لوقت طويل.

زفر بعنف محاولا نفض الذكريات المؤلمة والتي تعصف بكيانه وتحرق قلبه، يتذكر ما حصل وكانه البارحة انجلينا تحمل لوسيا وتجر اندي الباكي تتبعها تهديدات ليون وصراخه المرعب الذي يصم الاذان، لكنها لم تهتم كانت عاقدة العزم على الرحيل، على قطع كل علاقة بعائلته التي لم تنصفها والتي اثبت في كل امتحان فشلها في الحكم عليها.

في ولاية ماسشيوستش ببوسطن.

بعد ساعة ونصف من القيادة وسط الثلوج و التي غلفت بوسطن برداء ابيض ناصع، وصلت اخيرا الى المنزل الفخم ذي الطابقين في احد ارقى المناطق السكنية والذي يسكنه ابرز سياسي الولاية، كان ليون من اصر على شراءه رغم معارضتها الشديدة، رافضة أي شيء يكون هو مصدره، لكنه لم يقبل رفضها بل واضافة الى المنزل كان قد وضع تحت امرتها سيارة فاخرة بسائق صرفته في اول مناسبة، تشكر الله لكونها احتفظت بالسيارة، فسيارتها الرباعية الدفع هي من سمحت لها بان تعود بامان رغم حالة الطقس السيئة، تتذكر كيف كانت اخر مرة التقت بليون فيها هنا بالولايات المتحدة بعيدا عن اليونان، خمس سنوات مرت اليوم على رحيلها، كان قد مر شهر على عودتها الى المنزل القديم بنيويورك حين عاد كالمرة الاولى، ليهددها ويرمي بشروطه البغيضة، يامر وينهي وكانه يملك عالمها وله مطلق الحق في التصرف فيه.

انجلينا لا تختبري غضبي، انت لا تعلمين أي سيطرة امارس على نفسي الان لكي لا اصيبك باذى
ضحكت انجلينا باستهزاء وهي ترمقه بنظرات حاقدة
احقا ستفعل، اشعر وانني املك مغناطيسا يجعل كل رجال اورليوس يرغبون بأذيتي، هيا لما لا تحاول ربما تنجح في ما فشل ابن العم فيه.
ضغط ليون على يديه حتى ابيضت مفاصلهما وظهر عرق نابض في صدغه علامة على غضبه المكتوم، قبل ان يصرخ بصوت عال:.

كفي عن استفزازي، تعلمين انني استطيع سحقك بمنتهى السهولة، يمكنني تركك هنا كأي شيء قذر واخذ ولدي معي مجددا سكتت قليلا لتهذا ثورة غضبه قبل ان يكمل بصوت اصبح باردا فجاة،
لكنني لن افعل هذا، اعد انني لن ازعجك مرة اخرى لكن بشرط
وماهو شرطك ردت انجليا ببرود مماثل
اولا لا يمكني السماح بان تعيشي في هذا المكان القذر برفقة ولدي.

همت انجلينا بالاعتراض لكنه اسكتها بطريقته المسيطرة، قبل ان يخرج من جيب سترته ورقة مطوية بعناية وضعها في يدها قائلا:
ستوقعين على هذا بالمقابل
اخذت انجلينا الورقة من يده وقراءتها بسرعة
قبل ان تقفز نحوه محاولة صفعه
ايها الحقير ايها النذل كيف تجرأ، اللعنة عليك، اللعنة على كل عائلة اورليوس من تحسب نفسك لتطلب مني مثل هذا طلب انت مجنون.

امسك يديها اللتان كانتا على وشك تمزيق وجهه. بيد واحدة ودون عناء قبل ان يمسك بدقنها يرفعه ليتامل ملامحها المتعبة بتمعن.
انجلينا توقفي عن هذا، لم تعودي طفلة شروطي واضحة اقبليها او ارفضيها.

اذا قبلت التوقيع اعدك انني سابتعد عنك. سامنحك الحرية بان تعيشي بالطريقة التي ترينها مناسبة ولك مطلق الحق في ان تربي الولدين هنا معك، سكت قليلا ينتظر ردة فعلها قبل ان يكمل، اما في حالة رفضك فاقسم اقسم اني ساجعلك تكرهين اليوم الذي التقيتني فيه.
لا داعي لان تفعل اكرهك، واكره اليوم الذي التقيتك فيه بالفعل، انت لست سوى وغد.

حرر معصميها من يده محاولا تحاشي الرد على هجومها وكلماتها المسمومة والتي طعنت كبريائه
مازلت انتظر جوابك قال بحزم
ساوقع، لكنني اريد وعدا منك، عدني انك لا تقترب مني او من ولدي مجددا
زفر ليون بعنف وظهرت نظرة غريبة في عينيه قبل ان يقول: اعدك انجلينا، اعدك اني سارحل الى الابد.
فل يكن اذا،
اخدت انجلينا قلم ليون الذهبي ووقعت سريعا قبل ان تعيد الورقة اليه.
وتطلب منه الرحيل.

المرة التي التقيا فيها بعد ذلك كان في مكتب محاميه، حيث منحها المنزل وكل ما تملكه اليوم.
انتبهت انجلينا اخيرا الى شرودها، لتترجل من سيارتها وتقترب بخطوات حثيثة نحو باب المنزل وتفتحه بهدوء.

دلفت من الممر، ثم الى الصالة الرئيسية ذات الاثات الناعم، اريكتان بلون كريمي وطاولة منخفضة صفت عليها باقة ورود في مزهرية جميلة، كانت صوفية من ساعدتها في تاثيت المنزل ثم بعد وقت قصير اتت لتستقر معها نهائيا، لم تكن يوما أي كراهية لصوفية فلطالما اعتبرتها كاخت وقررت ان هذا لن ينتهي حتى بعد كل الذي حصل.

استمرت انجلينا تحدق الى المدفئة حيث اصطفت 4 جوارب، وكتبت اسماء كل من اندي، لوسيا و صوفيا وحتى اسمها باحرف بارزة، قبل ان تنبه الى كاس الحليب وقطع الحلوى، والتي بلا شك تركها الولدان هدية لسانتا
ابتسمت وهي تنظر الى الهدايا الموضوعة بعناية تحت شجرة العيد، كان هذا شيئا مبشرا، الولدان لم يستيقظا بعد، اتجهت سريعا الى الطابق العلوي نحو غرفتها لتاخذ حماما سريعا قبل ان تنزل لتحضر لهما الافطار.

على الساعة التاسعة نزلت انجلينا الى المطبخ، بيجامتها الوردية وشعرها الاشقر المعقوص على شكل ذيل حصان والذي جعلها تبدو كفتاة مراهقة وليس كام لولدين،
بدات باخراج كل المحتويات من الثلاجة، بيض وعصير فواكه طازج، قبل ان تقرر مفاجئتهما بصنع البان الكيك، ومع اخر قطعة تضعها في الصحن، علا صراخ اندي ولوسيا وهما ينزلان الدرج بحبور،.

امي اخيرا اتيت قالت لوسيا وهي تركض لمعانقة امها بشوق، بينما وقف اندي ينظر اليها بهدوء دون ان يقترب، كان صورة مصغرة عن ليون نفس العينين ونفس لون الشعر الاسود القاتم وحتى نفس النظرات القوية والمتحفزة، انحنت انجلينا تعانق ابنتها بحب بيد، بينما تركت يدها الاخرى مفتوحة لاستقبال اندي وهي تقول
الن تاتي حبيبي
نظر اندرياس الى امه لفترة، قبل ان يضحك بدوره ويركض في اتجاه اليد المفتوحة معانقا
امي لماذا تاخرت.

اسفة حبيبي قالت انجلينا بحب، اعدك اني لن اتاخر كل هذا الوقت في المستقبل
اما لوسيا فغرست راسها في عنق والدتها وهي تقول، امي لقد طلبت من سانتا ان يعيدك اليوم، واظن اني فتاة عاقلة لذلك حقق سانتا امنيتي
بالطبع صغيرتي، انت اروع طفلة في الوجود ردت انجي وهي تقبل وجنة ابنتها.
واخيرا وصلت، الشقيان كادا يفقدانني عقلي
رفعت انجلينا راسها لتقابل صوفية والتي كانت بدروها بملابس النوم وروب منزلي
صوفية، انا فعلا اسفة.

لا تتاسفي قالت صوفية مازحة، لقد تصرفا كولدين عاقلين لا داعي للقلق
ابتسمت اخيرا وهي ترى عائلتها الصغيرة مجتمعة امامها، يكفي حب ولديها لتنسى كل الم مرت به في الماضي
الن نفتح الهدايا قال اندي متسائلا.
سنفتحها بني، لكن قبل ذلك يجب عليكما تناول الافطار، لقد حضرت لكما البان كيك.
بان كيك صرخت لوسيا بفرح حقيقي بينما اكتفى اندي بهز راسه موافقا.

بعد الفطور، قررت انجلينا وصوفية السماح للولدين بفتح الهدايا بينما جلستا بارتخاء على الاريكة المقابلة، كانت صوفية هي من بدات بالكلام.
انجلينا، تعلمين لقد مرت تلات ايام دون ان تعودي الى المنزل، اتمنى ان يكون هذا وضعا استثنائيا، تعلمين انك كل ما لديهما وانت ترفضين حتى الان السماح لليو.

لم تدعها تكمل، قاطعتها سريعا وهي تقول، صوفية لن يتكرر هذا مرة اخرى، لكن رجاءا لاتحاولي الخوض في الموضوع مرة اخرى، لقد كان قرارنا واتخدناه معا، ولست مستعدة لتغيره تحت أي ظرف.
تنهدت صوفية بضيق قبل ان توجه كلامها الى الولدين محاولة تغيير الموضوع
هل كان سانتا منصفا معكما هذه السنة.

كثيرا قال اندي والذي كان سعيدا بهديته الرائعة والتي كانت اخر اصدار من البلستيشين، مع مجموعة مختارة من الاقراص المدمجة، اما لوسيا فقد كانت تلهو بالفعل بدمية باربي مع كل متعلقاتها.
جاء وقت هدية انجلينا، والذي تشارك الولدان في اختيارها
ابتسمت وهي تنظر الى السماعة الطبية الحمراء، والتي زينت بدب صغير.

فكرنا انك ستحبين الحصول على سماعة، ستذكرك بنا كلما فحصت مريضا، دمعت عيناها وهي تحضنهما بحب، بينما همست شاكرة صوفية والتي حرصت على شرائها.
اما صوفية فقد حصلت على اطار صورة جميل، بينما قدمت لها انجلينا، فستان من اخر اصدارات فيرا وانج
انه خصيصا لحفلة راس سنة، اتمنى ان ينال اعجاب باتريك
اوه كفي عن ذلك انجلينا، انا وباتريك مجرد اصدقاء.

احقا قالت انجلينا بخبث وهي تنظر الى صوفية والتي توردت وجنتاها خجلا، لا اظن ان باتريك يشاركك الراي فهو معجب بك وبشكل كبير.
لما لا ترافقيننا الى الحفل، يمكنك ان تدعي مارك، ستكون حفلة رائعة لن تندمي
اطرقت انجلينا قليلا قبل ان تقول، لا داعي صوفية من الافضل الا ازعجكما، كما اني لا اعرف كيف ستصبح علاقتي بمارك بعد اليوم فهو اصبح المسؤول عن تدريبي ولا اظن ان خروجي معه سيكون غير مقبول بالمرة.

اوه. كفي عن ذلك انجلينا، انا اقول ادعيه الى حفل وليس ان تطلبيه للزواج، هيا كلميه سأحرص على ان تبقى سامنتا مع الولدين الليلة
بعد تردد طويل، وافقت انجلينا
حسنا سادعوه، اما الان فنحن من سيخرج؟! قالت موجهة كلامها لولديها واللذان كان بالفعل مشغولين بلعبهما الجديدة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة