قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثاني

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثاني

رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثاني

توقفت انجلينا طويلا امام غرفة تبديل الملابس تنظر الى ثوب السهرة الشفاف والذي كان يظهر الكثير من المفاتن بقلق، مارك لم يتردد في قبول دعوتها وبل كان سعيدا بتلبية الدعوة مما جعل تملصها من صوفية يصبح امرا مستحيلا، تنهدت باستسلام قبل ان تضع الثوب العاجي والذي اصرت صوفية على ان تقتنيه رغم رفضها الشديد.
وضعته بعناية فوق السرير، قبل ان تدخل لتتمتع بحمام ينعشها ويقلل من ارتباكها ويخفف قلقها الكبير.

بعد نصف ساعة قضتها انجلينا مرتخية تحت شلال المياه الساخنة، خرجت اخيرا لتجرب الفستان والتي لم تكن واثقة بانه يلائمها.
فالفستان كان من الشيفون الرقيق بحمالة صدر واحدة باللون الذهبي، وفتحة واسعة عند الصدر، كانت لتفضل فستانا اكثر احتشاما لسهرتها مع مارك خصوصا وقد تغيرت نظرتها له منذ ان اصبح المسؤول عنها، اخر شيء ترغب فيه هو ان يعتبرها شقراء غبية تحاول اغوائه.

حاولت ان تقفل السحاب دون مساعدة، قبل ان تقع عيناها مجددا على الندوب التي تركها نصل ديمتريوس على جزء مهم من جسدها، ارتعدت فرائصها قبل ان تزم على شفتيها بعنف تحاول طرد الذكريات البشعة والتي عاودتها مجددا تعصف بها دون رحمة
علا طرق على الباب اخرجها من الافكار القاتمة التي بدات تطفو على السطح، قبل ان تدخل صوفية حاملة علبة كبيرة من مستحضرات التجميل
- انجلينا، انت لم تجهزي بعد
قالت صوفية بخيبة امل.

نظرت انجلينا اليها باعتذار قبل ان تغلق السحاب بسرعة وتقترب منها، بابتسامة باهتة:
- انا جاهزة
- حسنا الان، لكن عديني انك لن تتدخلي في عملي
- موافقة
قالت انجلينا قبل ان تغلق عينيها وتترك للصوفية الحرية التامة في الاهتمام بها.
في لندن عاصمة الضباب: اندفع ليون بقوة مزيحا مديرة المكتب من امامه وكان لا وزن لها، ليدخل مكتب لوشياس في ثورة من الغضب الصعب احتوائه.

حدق لوشياس في اخيه ببرود قبل ان يطلب من الفتاة المذهولة والتي حاولت تبرير موقفها الخروج.
اغلق الباب، لكن لا احد من الرجلين كان مستعدا للكلام بعد، استمر الصمت لدقائق، كان ليون يحاول العودة فيها الى اتزانه وهو ينظر الى اخيه الاصغر والذي رفض مقابلته او الرد على أي من اتصالاته قبل ان يتكلم بهدوء:
- هل هكذا اصبحت الامور الان لوك؟ اترفض مقابلتي يا اخي؟!

نظر لوشياس بتمعن الى مخاطبه قبل ان يقترب من النافذة الكبيرة لمكتبه ويتأمل السماء الداكنة، قبل ان يقول ببرود:
- انا لم يعد لدي اخوة ولا عائلة، ما الذي تريده ليونايدس؟
شعر ليون بنصل حاد يغرس بقلبه وهو يستمع لكلمات لوك القاسية، يعرف انه كان السبب في هذا التحول، يعلم جيدا ما فعله به ابتعاد انجلينا ونبدها له، رغم انه لم يكن مسئولا بأي طريقة عما حدث، عصر على يديه بشدة قبل ان يقول:.

- ما الذي تعنيه بأننا لسنا عائلتك، هل اصبت بالجنون اخي؟
- لا، الجنون صفة تركتها لك ولابن عمك فقط. اشكرك جزيلا.
رد لوشياس بسخرية، محاولا اثارة غضب ليون والذي ظل ساكنا دون حراك
- اسمعني لوك قال ليون برجاء
- لا اريد سماع أي شيء خصوصا منك انت، قل لماذا اتيت ثم غادر مكتبي ليس لدي النهار بطوله لاستمع للسخافات.
سخافات أهذا ما يعتبر عائلته الأن؟

ضغط ليون على فكه بقسوة ليبعد الاغراء الشديد الذي انتابه لتسديد لكمة قوية الى الوجه الساخر لشقيقه، قبل ان يتمالك نفسه ويقول بصوت سيطر على نبراته باستماتة
- والدنا مريض.
- وما الجديد، انه عجوز قوي و سيتخطى الامر. رد لوك بجفاف
اندفع ليون نحو لوشيوس ليمسك بتلابيب بدلته الفاخرة، قبل ان يزار في وجهه والغضب يعميه:
- اقول لك ان والدي على وشك ان يموت، وهذا كل ما لديك لتقوله؟

دفعه لوشياس بقوة، لكن هذا الاخير لم يتزحزح ظل ممسكا به قبل ان ينفضه عنه باحتقار،
- انت فعلا لم تعد لوشياس الذي اعرفه، انت حقا لست اخي.
رفع لوشياس راسه وضاقت عيناه وهو يحدق الى ليون قبل ان يقول بصوت غمرته المرارة.

- اكنت دائما بهذه الدرجة من الحقارة ليون؟، اكنت اعمى كل هذا الوقت حين اعتبرتك مثلي الاعلى، بعد كل ما فعلته بحياتي تاتي اليوم دون أي ندم او خجل لتطالبني بالولاء لاسرتي، لاسرة دمرتني ودمرت المراة التي احببت بكل جوارحي؟
- توقف! نهره ليون بقسوة
لا احد كان يقصد تدميرها، هي من فضلت الرحيل
انفجر لوشياس ضاحكا قبل ان يقول: - هل تصدق فعلا ما تقوله. دعني استوضح الامر.

ابتعد عن النافذة واقترب من مكتبه قبل ان يشعل سيجارة اخرى ويكمل بسخرية: - انت تقول ان انجلينا هي من طلبت من السافل ديم ان يطعنها، وهي ايضا من طلبت منه محاولة وقف انعاشها في المستشفى ليتركها تموت.
ضرب على مكتبه بعنف حتى ارتج كل ما عليه.

كان ليون يتامل ردة فعل اخيه بثبات: -لا. انا من قرر، انا من ضحيت بسعادتي قال ليون بمرارة قبل ان يقترب من اخيه وينظر في عينيه محاولا البحث عن لوشياس بداخل الرجل البارد الذي استحال اليه:
- ضحيت بحبي اخي، ضحيت بولدي من اجل العائلة، ضحيت بكل شيء جميل في حياتي ولاء لعائلتي.

- كف عن ذلك ليون صرخ لوشياس بعصبية وهو يلقي بعقب السيجارة التي احرقت يده انت لم تضحي باي شيء لطالما كنت وغدا أنانيا. انا من ضحيت بكل شيء اتفهم؟
انا منحتك انجلينا بيدي، ظننت انها ستكون سعيدة بقربك، فضلت الاحتراق بنار بعدها وحيدا فقط من اجل سعادتكما، لكننك دمرت كل شيء. كل شيء ايها الغبي.
هيا ارحل من هنا، غادر ليون انا لم يعد لدي اخ.
دفعه في صدره محاولا اخراجه.

- بل ستعود معي الى البيت قال ليون وهو يمسك بكتفه ليشل حركته، والدك يحتاج اليك، يحتاج الى ان يطلب الصفح، لا تحاول ان تظهر قسوة ليست بقلبك انه والدك.
انت غاضب الان، فليكن يمكنك ان تغضب مني بالقدر الذي تريده، انا لست ناقما لذلك، لكن والداك لا يستحقان كل هذا الكره.
زفر لوك بالم قبل ان يقول: - لدي شرط لأعود.
- بالطبع قال ليون وهو يرمق اخاه بنظرات مترقبة.

- ابعد ابن عمك الحقير عني، لاني لن اتوانا لحظة واحدة عن اقتلاع قلبه من بين ضلوعه
- موافق قال ليون
قبل ان يتجه نحو الباب ويتوقف ليلقي نظرة اخيرة على اخيه ويقول: اثق بكلمتك لوك
- ساتي كن على ثقة.
رد لوك قبل ان يتهاوى على كرسيه بشعور من التعب المفاجئ
واخيرا انتهيت صرخت صوفية وهي تتامل تحفتها باعجاب
ستذهلين الجميع بجمالك انجلينا، كالعادة ستخطفين مني الاضواء.

فتحت انجلينا عينيها و لتنظر الى انعكاسها في المراة بذهول قبل ان تلتفت الى صوفية معاتبة
صوفية ما الذي فعلته
ما الذي فعلته، اخرجتك من جو المومياء الذي تعيشين فيه، اتعلمين منذ متى لم ارك بهذه الفتنة، اظن منذ كنت انت وليون سويا
تحولت الابتسامة في وجه انجلينا الى كدر شديد وخيمت سحابة من الحزن على عينيها لتظهرهما بلون اغمق.
انا اسفة انجي لم اكن اقصد.

لا داعي للاعتذار، ردت انجلينا وهي تحاول مغادرة الغرفة وكبح الدموع التي بدات تتكون في عينيها
هيا فل نسرع لابد ان مارك وباتريك سيصلان بعد لحظات
نظرت صوفية الى المراة متاملة فستانها باعجاب قبل ان تلحق بانجلينا والتي كانت تتاكد من نوم الولدين، قبل ان تعطي تعليماتها الصارمة لسامنتا
لديك هاتفي ورقم استدعائي ايضا، لا تتواني على الاتصال اتفقنا
اذا شعرت بالقلق يمكنك ايقاظ بيلار في أي وقت.

اتفقنا قالت سامنتا وهي تبتسم لانجي مطمئنة
لاداعي للخوف انجلينا، هي تعرف كيف تعتني بهما
كما ان بيلار قد عادت الان، ولا داعي للخوف
قالت صوفية وهي تضع ساعتها الماسية قبل ان تنزل الى الطابق السفلي
حيث كانت مدبرة المنزل تهم بفتح الباب لمارك والذي اتى لاصطحابهما.
نزلت انجلينا لاستقبال ضيفها والذي كان واقفا ببدلته التكسيدو سوداء والمفصلة بعناية على جسده الفارع والقوي.

كان يبدو اقرب الى الممثليين السينيمائيين منه الى جراح مشهور
ابتسم لها، فظهرت غمازة رائعة بجانب فمه لتزيده وسامة قبل ان يقترب من حيث وقفت انجلينا ويقول بصوت خافت
تبدين فاتنة انجي
ردت انجلينا على مجاملته الرقيقة بابتسامة قبل ان تلتفت الى صوفية والتي كانت ترمق مارك بنظرات اعجاب
الن ننتظر باتريك
لا، لقد اتصل منذ قليل، لديه مشكلة بالعمل يجب عليه حلها شخصيا، سيوافينا الى الحفلة لاحقا.

اذا لا داعي للانتظار اكثر اقترح مارك.
قبل ان يمد يده لانجي مبتسما.
وصلوا اخيرا الى فندق الفور سيزن حيث كانت الحفلة قد بدات بالفعل، احست انجلينا بالضيق فجاة خصوصا وقد تعرف عليها العديد من الضيوف، فقد كانت الملاك في عروض فيكتوريا سيكرت لموسمين.
ابتسم لها مارك وهو يضغط على يدها، محاولا التخفيف من توترها قبل ان ينحني ليهمس في اذنها.

لا داعي لكل هذا التوثر انت لست هنا لكونك عارضة، خدي نفسا عميقا وتذكري من تكونين بالفعل
اخدت انجي نفسا عميقا، قبل ان تبتسم لمارك بعرفان
في أي وقت قال مارك وهو يمر بها وسط القاعة المليئة بالنخبة المخملية نحو حلبة الرقص.

كانت انجي تدير راسها في كل مكان، بحثا عن صوفية والتي اختفت وسط المدعوين، وفجاة شخص بصر انجلينا وامتقع لونها وهي تنظر اليه بقامته المديدة وحضوره القوي والذي لا يضاهيه أي حضور اخر، تاملها بنظراته المستفزة قبل ان تعلو الابتسامة الشيطانية وجهه، مجرد رؤيتها له مرة اخرى اصابتها بالدوار، امسكت بمارك محاولة التشبت بذراعيه القويتين وقد جف حلقها من الرعب
انه هنا، انه هنا.

من سال مارك وهو يمسك بوجهها يرفعه نحوه
، ليون لقد شاهدته لتو
اين سال مارك وهو يدير وجهه يبحث عن سبب رعبها الشديد
فتحت انجي عينيها لتنظر الى حيث كان ليون يقف بابتسامته الشيطانية المتوعدة، لكنها لم تجده
يا الهي اظن انني اتخيل
هل انت على ما يرام سال مارك باهتمام وهو يديرها للجهة المقابلة ويلتقط كاسا من احد الندل، اشربي هذا سيفيدك
ابتلعت انجلينا السائل دفعة واحدة قبل ان تباغتها نوبة سعال شديدة.

احتاج الى الجلوس قالت انجلينا من بين شهقاتها، اخدها مارك الى اول صوفا متوفرة، حيث جلست تستعيد هدوء انفاسها اللاهثة.
قبل ان ياتي صوته المميز من ورائها
هل انت بخير اجابي مو
رفعت انجلينا راسها سريعا وشخص بصرها في ليون يتاملها بعجرفته المعهودة
اظن اننا لم نتعرف من قبل
ادعى.
وقبل ان يتم جملته جاء صوت ليون المتغطرس مقاطعا
مارك كزافير شيبرد، جراح القلب المعروف والمسؤول عن تعليم انجلينا مؤخرا.

ظهرت الدهشة على وجه مارك للمعلومات الدقيقة التي يعرفها غريمه عنه، قبل ان يستمر وابتسامته الواثقة لا تفارق شفتيه
نقوم بالكثير من التبرعات من اجل ابحاث القلب في مستشفاكم، لهذا فانا اعرف جميع العاملين في تلك الابحاث
ابتسم مارك بديبلوماسية قبل ان يقول
انا ايضا على معرفة مسبقة بك
احقا قال ليون بصوت تشوبه السخرية، قبل ان يرمق زوجته بنظرات قاسية، ويضيف.

اظن ان الشهادة ستكون مجروحة في حقي بما ان المصدر هو زوجتي الجميلة
اخرصت الكلمات التي تفوه بها ليون صوت انجلينا فلم تستطع التعليق على كلماته الوقحة والمبطنة.
حاولت النهوض والتحجج بالذهاب الى الحمام، لكن يدا قوية اطبقت على معصمها قبل ان يجذبها اليه لتقابل نظراته الفولاذية القاسية
الى اين تحسبين نفسك ذاهبة زوجتي العزيزة
اتركني فورا ليون قالت انجلينا من بين اسنانها
وماذا اذا قررت عدم تركك.

سافتعل فضيحة قالت انجلينا بصوت واثق
لا اظن ذلك قال ليون وهو يجذبها اكثر اليه ويطوق كتفها بذراعه، قبل ان يلتفت الى مارك بابتسامة ديبلوماسية ويقول
ارجو انك لاتمانع بان اختلي بزوجتي لبعض الوقت
تصلب فك مارك، قبل ان يقول بصوت بارد
بالتاكيد اذا كانت ترغب بذلك، قال وهو يوجه خطابا صامتا لانجلينا، والتي اومات براسها موافقة، تعلم جيدا ما يمكن لليون ان يفعل وهو غاضب، وهي لا تريد الاذى لمارك تحت اي ظرف.

سحبها بهدوء نحو باب الفندق، قبل ان يجرها بعنف ويفتح باب سيارته ليلقي بها، قبل ان يصفق الباب وينطلق بسرعة فائقة.
ما الذي تفعله ايها المجنون،
تحولت عينا ليون من على الطريق ليصوب نحوها نظرة نفذت الى اعماقها، ونشرت الرعب في كيانها، ففضلت عدم مجادلته. لتنزوي في ابعد مكان من المقعد.
ابتسم ليون بسخرية لوضعها دون ان ينبس بكلمة.
واخيرا قرب شاطئ البحر توقف ليون بسيارته، قبل ان يطلب منها الترجل
انزلي من السيارة.

وحين رفضت الامثتال لاوامره. امسك يدها بعنف واخرجها بالقوة، استمر بسحبها الى ان وصلا الى فيلا صغيرة منعزلة، ادار ليون المفتاح في قفل الباب قبل ان يسحب انجلينا وراءه في وسط العتمة
صرخت انجلينا من الرعب، قبل ان تضاء الانوار على صالة كبيرة.
اجلسي قال ليون مشيرا الى الصوفا الجلدية والتي توسطت المكان
افضل البقاء واقفة ردت انجي بعناد، قبل ان تندفع نحوه مهاجمة.

ما الذي اتى بك الى هنا مجددا، أي جزء من لا تقترب مني مجددا لم تستطع الفهم
ضاقت عينا ليون يتاملها من راسها الى قدميها في صندالها الذهبي الرقيق، قبل ان يمسكها ويديرها نحو مراة كبيرة لم تنتبه انجي لوجودها ويقول
احقا تسالين ما الذي افعله هنا، وماذا تفعلين انت بلباس الساقطات هذا وسط حفل يضم جميع معارفنا وبجانب رجل اخر، أي مثال تعطين لاولادك ايتها الام المحترمة.

ايها الحقير كيف تجرا صرخت انجلينا في وجهه وهي تحاول جاهدة التملص منه، لكنها كانت كمن تحرك جلمودا، امسك بها بسهولة ويسر وادارها لتواجهه قبل ان يقبض على وجهها، ويمسح احمر الشفاه الفاقع بانامله ويتاملها مجددا.
هكذا افضل قال بارتياح.

طافت عيناه على الجسد الملتصق به، قبل ان يمسك راسها باحكام وياخد شفتيها المنفرجتين في قبلة متوحشة، حاولت انجلينا التملص والصراخ. لكنه لم يسمح لها، اخرس صرخاتها بتغطرسه المعهود، قبل ان ترتفع حرارة الجو فجاة ليحملها الى الطابق العلوي نحو غرفته.
كانت انجلينا مغيبة وهي تنظر الى بريق عينه، لكنه ما ان مددها على السرير حتى عادت الى وعيها لتنتفض سريعا وتقفز محاولة الفرار.

الى اين ايتها القطة الشرسة، الم تكوني منذ دقائق تتحرقين شوقا الى ان اضمك
في احلامك فقط صرخت انجي وهي تعيد وضع حمالة ثوبها محاولة الفرار
ضحك ليون بصوت عال، قبل ان يقول
الباب مغلق ولا مفر لك مني اليوم انجي، لذا ما رايك ان تهدئي وتسمعي ما جئت لقوله قبل ان تتصرفي كمراهقة ساذجة
توقفت انجلينا لتستدير ببطء وتحدق في ليون بنظرات محتقرة.

انت لن تلمسني ايها الحقير، افضل ان ارمي بنفسي من على الشرفة قبل ان تصل يدك إلى
ابتسم ليون قبل ان يجلس بارتخاء على السرير وهو يرمقها بتسلية
يدهشني انك تمكنت من دخول برنامج مهم لجراحة القلب، فعقلك الصغير بحجم جوزة ملاكي، اعترف ان لقب الشقراء الغبية يليق بك اكثر
كيف تجرا ايها الحقير صرخت انجلينا بوجهه قبل ان تندفع محاولة وشم اظافرها على جسده.

لم يخيل لها ان الحركة الخرقاء التي قامت بها باندفاع ودون تفكير قد تكون لها مثل تلك النتائج الوخيمة، فليون استغل اندفاعها ليمسك بها بثبات ويرفعها لتقابل صدره الرخامي الصلب، حاولت التملص ودفعه بعيدا، صرخت فيه محاولة ابعاده، لكنه لم يبتعد، كانه كان يستمتع بمقاومتها الشرسة له والتي بدات تضعف تلقائيا من الكيمياء التي تجمع جسديهما.

سقطت كفريسة وسط النسيج المخملي الذي كان يلفها به بتمهل نحو شرك حاكه باتقان، واستسلم جسدها الخائن اخيرا للمساته المتمهلة و الخبيرة، قبل ان ياخدها دون مقاومة الى سريره ليبثها الحب الذي حرما منه لخمس سنوات كاملة
لفهما الجو السحري لليلة اكتمل فيها القمر فظهر لها ليون تحت اشعته بلون بشرته البرونزية وكانه خارج للتو من احد كتب الاساطير القديمة.

فظهر لها كايروس وكانت له افروديت، واختفت كل الاصوات من حولهما، فلم يعد يسمع الا صوت انفاسهما الدافئة.
بعد وقت طويل عادا الى الواقع، لتغفو انجلينا سريعا بين ذراعيه من التعب.
استمرليون يداعب بشرتها البيضاء بلون الحليب قبل ان تتقلب بهدوء مبتعدة عن دفئ ذراعيه تبحث عن وضع مريح، ولينزاح الغطاء الحريري عنها كاشفا ندبة غائرة امتدت من اعلى ذراعها وصولا الى منتصف ظهرها.

غلت الدماء في جسده كالجحيم، وهو ينظر الى ما اقترفته يدا ابن عمه في حق زوجته وحبيبته. قبل ان ينهض نحو الشرفة ومنها الى حمام السباحة المتجمد، ليقطع فيه اشواطا محاولا اغراق عذاب الضمير الذي يسيطر عليه لعله بذلك ينسى انه خذلها في الماضي كثيرا واليوم ايضا اتى ليفتح جراحها الغائرة ويخذلها من جديد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة