قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية ميراث العشق والدموع الجزء الثالث بقلم رضوى جاويش الفصل الرابع والثلاثون

رواية ميراث العشق والدموع الجزء الثالث رضوى جاويش

رواية ميراث العشق والدموع الجزء الثالث (رباب النوح والبوح) بقلم رضوى جاويش الفصل الرابع والثلاثون

فتح عينيه فى نعاس لازال يسيطر عليه قليلا مع بعض من ألم رأس من جراء مرضه الذى جاء به مترنحا البارحة.. تطلع الى موضع جلوسها ليلة امس و ابتسم عندما تذكر انه بات ليلته بأحضانها و تعجب كيف لم يستشعر رحيلها من جانبه عندما استيقظت و هو كان متشبث بها كطفل متعلق بأمه التى كان يخاف لو غفل عنها قليلا ان تتركه..

توقع انها بالحمام و انتظر قليلا لكن خاب ظنه عندما نهض من موضعه فى تثاقل ليجد باب الحمام مفتوح..
تنهد فى حزن لانها غابت و تركته وحيدا و دخل الحمام يتوضأ و جلس على مصلاه التى مدها بإتجاه القبلة و تناول مصحفه و بدأ فى القراءة لعله يُسكن وجيب قلبه الذى يتسارع كلما تذكرها.. اخذ يقرأ و يقرأ حتى غاب عن الدنيا و دمعت عيناه و هو يتطلع لتلك الآية الكريمة التى تحمل اسمها بسورة المطففين.. و اخذ ينطق ذاك الاسم و تحشرج صوته و هو يتلمس أحرفه بكف مرتجف و أصابع مترددة..

انهى قراءته ونهض من موضعه و اتجه لفراشه يتمدد عليه مغمضا العين ينال قسطا من الراحة و اخيرا سمع حفيف عباءتها تقترب لتفتح الباب حاملة صينية من طعام شهى وتدخل واضعة إياها جانبا ومتوجهة حيث موضعه.. كانت تتوقع انه لايزل مريضا مدت كفها الى جبينه الذى وجدت حرارته طبيعية و رغم ذلك سمعت همسه بأسمها كأنه يهزى.. اعادت وضع كفها من جديد فى تعجب لهزيانه ذاك بلا حمى و اخذ يكرر اسمها فى همس اضناها شوق اليه فهمست بشوق مماثل و بصوت متحشرج تأثرا يخنقه الدمع الحبيس و هى تجلس على طرف الفراش:- نعم يا شيخ.. انا هنا..

كرر همسه:- نوارة..
تجمدت بموضعها و ظلت تحدق به لحظات كتمثال اصم و اخيرا نطقت و عيناها تملؤها الدموع هامسة فى
لهفة و كأنه واع و هى تحدثه فى عتب لذيذ:- جلت نوارة !؟.. لساك فاكر يا مهران !؟..

فتح عينيه و ما عاد قادرًا على التظاهر اكثر من هذا و رفع جزعه مستندا على مرفقه متطلعا الى عينيها التى يعشق هامسا فى شوق فاض حد اللانهاية:- وكيف أنسى !؟.. حد بينسى روحه يا بت عمتى.. محدش يعرف الاسم دِه غيرى و عمر ما حد هيعرفه غيرى.. انى اللى اختارته..فاكرة..!؟
هزت رأسها فى سعادة لانه لايزل يذكر بعض من ذكرياتهما الصغيرة و ازداد دمعها انسكابا لا تقوى على ردعه..

تطلع اليها واقترب بقلب واجف حتى اصبح ما يفصلها عنه مسافة لا تتعدى السنتيمرات حاولت هى التقهقر للخلف فى خجل لكنه اندفع ممسكا بها حتى لا تبتعد عنه من جديد فقد اكتفى بعاد و اكتفى شوقا و اكتفى ألما ووجعا و ما يتمناه اللحظة هو قرب لا نهاية له..

اما هى فقد تذكرت كيف كان يعاملها عندما تطغى احدى نوبات شوقه.. يقترب متلهفا و بالاخير يتركها تعانى مرارات فقده بعد ان ظنت ان الوصل اصبح وشيك و ان غفرانه و عفوه أصبحا قريبا المنال.. لم تعد تقوى على ما يفعله بها و ما عادت كرامتها قادرة على التحمل.. فقررت الابتعاد فورا منتفضة و خاصة عندما ارتفع رنين هاتفه معلنا آذان صلاة الظهر...

جذبها اليه قبل ان تهم بالابتعاد لتجد نفسها مدفوعةعلى جانبها من الفراش و هو يضم خصرها بين ذراعيه هامسا فى مشاكسة متطلعا لشفتيها فى شوق:- اللهم لك صومت و على رزجك أفطرت.
تطلعت اليه فى حياء تحاول التهرب من فخ ذراعاه الذى احكمه حولها:-يا شيخ.. انت هتفطر الضهر !؟...

ابتسم و قد فهم رغبتها فى التخلص منه حياءً ليهتف ممعنا فى مشاكستها:- ما انا مفطرتش من مغرب امبارح...و ادينى بفطر اهو.. و همس فى شوق بالقرب من اذنها.. بفطر على أحلى حاچة.. هعوز ايه تانى!؟..
وتنبهت بكل حواسها و هو يهمس من جديد:- انتِ معرفاش كنتِ بتعملى فيا ايه و انت واخدة راحتك ف الاوضة و انى شوجى ليكى هيموتنى مجهور على حالى!؟..

همست بعتاب و هى ترفع رأسها من احضانه:- ما انت وچعت جلبى جووى يا شيخ.. هونت عليك يا واد خالى !؟..
همس فى نبرة صادقة:- و لا لحظة.. و الله ما هونتِ ابدا.. و انا سامحت يا تسنيم.. سامحت من جبل ما اعرف الحجيجة لانى مجدرتش حتى أفكر انى ممكن ابعد عنيكِ..
هتفت مبهوتة:- عرفت الحجيجة !؟..

اكد بايماءة من رأسه:- ايوه.. من حوالى شهر.. متجوليش كيف و لا ازاى !؟.. لكن حصل.. و كنت ساعتها بنفذ عقاب ربنا و كنت هموت و انى بنفذ عقابى بيدى و انتِ صعبتيه عليا اكتر و اكتر..
همست متعجبة متطلعة لعينيه:- عقاب ايه !؟..

تنهد متطلعا اليها ثم ضمها اليه اكثر هامسا:- لما فجت لحالى و سامحت من جلبى بچد كان لازما أكفر عن مصيبتى اللى عملتها ف حجك.. فصمت شهرين متتابعين.. شهرين يا نوارة جلبى..عشان احرم اعملها تانى.. عشان احرم احرمك على نفسى تانى.. عشان اخد بتارك منى.. و أتعذب فوج العذاب نفسيه مليون عذاب و انى شايفك احلى و اچمل مية مرة من اى مرة اتخيلتك فيها..و كنت هموت و انتِ چنبى و انى مش طايلك و جاعد ادعى ربنا يصبرنى..

همست غير مصدقة و دامعة العينين:- يعنى انت لما كنت بتبعد عنى عشان كنت صايم!؟.. يعنى مش عشان انك كارهنى و لا طايج تجرب منى !؟..
اومأ برأسه ايجابا و تطلع اليها صامتا للحظة و اخيرا همس بأسمها المحبب لقلبه.. اسمها الخاص به وحده:- ايوه نوارة..ف الاول جبل ما أسامح كان لسه عنادى غالبنى لكن بعد كِده.. و الله ما هتجدرى تتخيلى كنت بتعذب كيف و انا بسحب روحى سحب من جصادك..
و تطلع الى عمق عينيها مستطردا فى شجن:- مسمحانى..

تعجبت من نفسها فى سرها و هى تفقد دفاعتها قبالته و تنسى كل حزنها و ألمها و وجعها الذى كان سبب فيه لأيام طويلة..و تتذكر فقط انها بين ذراعيه.. اين ذهبت رغبتها فى الانتقام!؟.. اين ذهب عزمها فى تخليص حقها و حق كرامتها و كبرياءها الجريحة جراء هجره و تجاهله!؟.. كلها ضاعت ادراج الرياح فقط لانها الان بأحضانه حيث تمنت منذ وعت ان لها خافقا بين جنباتها لا يملك زمامه احد سواه..

وهمست اخيرا فى خجل يكسوه عشق لا يمكن مداراته:- ايوه يا مهران..و كيف مسامحش..و انت..
و صمتت حياءً لا تقو على التفوه بحرف.. زاد و جيب قلبه أضعافا و هى تنطق اسمه للمرة الاولى منذ زواجهما و قد حرمها لفظه شاعرا انه يذوب عطشا لسماعه مرار من بين شفتيها فهمس:- انا ايه يا نوارة..

تغلبت على حيائها رافعة ناظريها متطلعة اليه هامسة:- انت.. انت مهران.. روح تسنيم و جلبها..
ابتسم فى سعادة وعينيه تدمع فرحا مقتربا اكثر فى نشوة هامسا من جديد فى عبث:- ومهران چاااااع چوووى.. و شكله مش هايفطر غير على صلاة العشا..
همست تشاكسه فى حياء:- تعچيل الفَطور سُنة يا شيخنا..

انفجر ضاحكا و هو يضمها اكثر فأكثر حتى غابت بين ذراعيه فى شوق طاغ لحنان مهران الذى افتقدته كثيرا حد الوجع و ما عادت قادرة الا على البوح بكل ما يعتمله قلبها من مشاعر ادخرتها له وحده.. و هاهو الان يخبرها ان الدنيا فى بعادها كانت أشبه بِظَلاَّم دامس لا يكسره شعاع ضوء مهما كانت قوته لان نوارته كانت بعيدة عن احضانه و اخيرا عادت موطنها الاصلى.. عادت لتبوح القلوب بما اضناها من عشق..

تطلعت الى شاشة جوالها التى أظهرت عليها رقمه و ترددت هل تتصل به ام لا !؟.. منذ اخر مرة قابلته و تفجرت كل الحقائق دفعة واحدة و هى لم تره و لا سمعت له حسا.. حتى سيدة وجدتها ليست بعشتها كما توقعت.. فقد اخذها بعيدا لا تعلم الى اين !؟.. لكنها كانت على يقين انه سيفعل بعد علمه بانها امه ما كان من المنطقى تركها هنا فى تلك العشة الوضيعة و هى ام سيد الهوارى.. لكن الى اين اخذها !؟.. و اين اختفى !؟..

لا علم لها و هذا ما يؤرقها.. ليتها تعلم على الاقل ستشعر بالراحة عندما تدرك انه ابتعد عن النجع و أهله و تمنت ان يكون ظهور امه فى حياته جعله يتراجع عما كان مقررا له فعله تجاه الهوارية و ثأره المزعوم ذاك..
تطلعت للرقم من جديد و تنهدت فى ضيق و قد قررت الا تتصل.. فقد يكون نسى الامر و نسيها هى ايضا و سيكون هذا افضل للجميع..

دمعت عيناها و انتفضت من موضعها تغلق الهاتف و تلقى به بعيدا عن موضع يدها حتى لا يصبح فى مجال نظرها و تظل تفكر فى ذاك الغائب و الذى يتمنى عقلها ان يغيب بلا رجعة على خلاف رغبة قلبها..

قدماها ما عادت قادرة على حملها و هى تخطو الى داخل المشفى مع باسل اخيها و زوجته فاخيرا استطاعت إقناع باسل بان يصطحبها معه للقاهرة فى رحلته للتسرية عن سندس قليلا بعد حادثها الاخير الذى فقدت فيه جنينها و خاصة بعد ما فجرت خبر رغبتها فى إنهاء خطبتها لحمزة و اشتعال الدار و انقلاب ابيها عليها بسبب تلك الرغبة و الدار بعدها اصبح لا يطاق فكان لابد لها من الأبتعاد و ها قد جاءت الفرصة لكن ما كان لا يمكن تخيله هو أمنيتها التى تمنتها ذات ليلة و دمعها ينساب و همس دعائها لاجله لم ينقطع و التى كانت تظنها دربا مستحيل تراها تتحقق اللحظة و قد قرر باسل اصطحابهما لزيارة حازم..

اصبحت قدماها كالهلام حرفيا فهى غير قادرة على استيعاب انها ستراه خلال دقائق فقط.. شعرت بشوق جارف اليه.. شوق لا تعرف من اين لها به !؟.. و لا كيف اصبح بهذه القوة الجارفة!؟..
انها تحبه.. نعم هى تعترف لنفسها بهذا لكن ماذا عنه !؟.. انه بالفعل مرتبط بإمرأة اخرى و على وشك الزواج بها على حد علمها..

كما انه يعلم انها كذلك خطيبة بن عمه و كانوا على وشك عقد القران لولا حادثته التى عطلت كل شئ لحسن الحظ..
اضطربت و هم بالمصعد على وشك الوصول للطابق الذى يضم غرفته التى انتقل اليها منذ فترة بسيطة..
و اقرت.. هى لا تعلم ما وضعها بالضبط بحياته لكن هى تدرك تماما انها ما احبت يوما الا أياه.. هى.. تسبيح التى كانت تملأ الدنيا صياحا و مرحا و ما كانت تلقى لأمور القلب هما و لا بالا اصبحت عاشقة..

ترددت الكلمة بين جنبات روحها.. عاشقة.. نعم عاشقة..
فتح باسل باب الغرفة بعد عدة طرقات و اذن بالدخول من صوت افتقدته كثيرا و كاد سماعه يوقف خفقان قلبها بين اضلعها.. فكرت فى الهرب قبل ان ينفرج الباب لكن الى اين !؟.. و ما المبرر !؟.. و لما أتت من الاساس اذا لم تدخل للاطمئنان عليه !؟..

تسمرت موضعها و عيناها تقع على محياه عندما دفع باسل الباب اولا و دخلت من خلفه زوجته ملقية التحية و الدعاء بالعافية.. اما هى فما تفوهت حرفا و ما عادت قادرة على رفع نظراتها اليه و الا فقدت وعيها خجلا.. و تساءلت لما لا يوجد منظم ما لضربات القلب فى مواقف كهذه تحمينا التعرض لمثل هذا الاضطراب و التيه!؟..

حتى هو كانت نظراته زائغة يحاول السيطرة عليها و توزيعها على كل ضيوفه بالغرفة دونها لكنه بذل جهدا جبارا ليفعل و لم يستطع.. فقدت فشلت كل محاولاته فى السيطرة علي نظراته المتمردة تلك و هى تحيد عن الجميع عاداها لتسقط على محياها الذى يعشق و الذى اشتاقه بشكل هو نفسه لا يستطيع ادراكه..

حاول مداراة الامر فسألها كنوع من انواع الدردشة:- ازيك يا آنسة تسبيح!؟.. اخبارك ايه!؟..
رفعت رأسها رغما عنها حتى لا يشك من بالغرفة فيما يعتريها و همست:- الحمد لله تمام.. و حمدالله على سلامتك..
هتف بدوره:- الله يسلمك.. أُمال فين حمزة !؟.. مجاش معاكم ليه !؟..

كانت هذه هى القشة التى قسمت ظهر بعير تحملها لتضطرب فى جلستها و خاصة عندما صمت الجميع و لم يعقب احد حتى هتف باسل متنحنحا فى احراج:- حمزة و تسبيح كل واحد راح لحاله.. ربنا يرزج كل واحد فيهم اللى يسعده..
هتف حازم فى عدم تصديق:- راح لحاله ازاى !؟..
اكد باسل:- يعنى مفيش نصيب يا حازم.. فسخوا الخطوبة..

لم ينبس حازم بحرف و على قدر شعوره بالصدمة لما حدث و الذى لا يعلم ملابساته على قدر شعوره بسعادة غامرة أورثته شعورا بالذنب و جعلته يشعر بالدناءة.. شعر بالضيق لهذه المشاعر المضطربة و ظهر هذا جليا على وجهه على غير العادة و لاحظه الجميع مما دفع باسل للنهوض هاتفا فى مودة:- طب احنا جلنا مينفعش نكونوا ف مصر و منطلش عليك..حمد لله بالسلامة يا واد خالى.. و نشوفك جريب ف النچع احنا سمعنا انك خلاص طالع م المستشفى جريب..

ابتسم حازم.. و هتف فى رزانة معتادة:- الله يسلمك يا باسل و سلامى للجميع لحد ما ربنا يأذن و ارجع ان شاء الله عن قريب..بس بقولك ايه و اول حاجة عايز ادوقها ف النجع هى البسبوسة..
و تطلع لتسبيح لتغض الطرف و قد شعرت ان الارض ستنشق حتما و تبتلعها.. ليهتف باسل مهللا:- يا سلاااام.. انت چيت ف چمل يعنى.. جوم بالسلامة بس من رجدتك دى و احنا نفتح لك محل بسبوسة يا سيدى و نوجف فيه البت تسليح تسترزج..

انفجر الجميع ضاحكين حتى هى بعد ان كانت تعترض على مزاح باسل اصبح متقبلا لديها و ما رأت غضاضة فى القيام بما تعهد به اخيها فى سبيل رجوع حازم للنجع سليما معافى..
كانت ضحكاتها منتشية و سعيدة حتى دق الباب و انفرج عن فتاة رقيقة ابتسمت فى وداعة و ألقت التحية
ليهتف حازم فى اعتيادية:- اهلًا يا نهلة.. اتفضلى..

تغير حالها فى لحظة و انقلب الفرح الغامر بداخلها لحزن جارف حتى كادت تبكى و قد ادركت انها خطيبته المزعومة التى سمعت بها دوما و لم ترها يوما و ها قد جاء ذاك اليوم الذى تقابلها فيه وجها لوجه..
تقدمت نهلة من الفراش و همست برقة:- ازيك دلوقتى يا حازم.. يا رب احسن !؟..
اكد فى ألية:- الحمد لله.. استنى اما أعرفك.. دوول اهلى مش اغراب..

ده باسل بن عمتى سهام و مراته الاستاذة سندس..و اخته الدكتورة تسبيح..
اومأت نهلة فى تأدب بإبتسامة على شفتيها:- اهلًا و سهلا.. تشرفنا.. كان نفسى أتعرف عليكم فى ظروف احسن من كده..
اكدت سندس:- الشرف لينا و اكيد هنتعرف على بعض اكتر بعد ما تيجى بقى مع حضرة الظابط و تنورى بلدنا بعد جوازكم ان شاء الله..
صمتت نهلة و لم تعقب و لكنها نظرت لحازم نظرات لها مغزى مفادها:- ألم تخبرهم بعد بإن ما بيننا قد انتهى!؟.. و تأكدت انه لم يفعل فصمتت و لم تنبس بحرف لا بالنفى و لا بالإيجاب..

ليهتف باسل من جديد:- نمشوا احنا بجى عشان منبجاش عازول و اهو حد چه يبجى معاك بدل ما تجعد لحالك.. و الف سلامة عليك يا بطل..
ألقى باسل التحية و خرج تعقبه زوجته و اخيرا جاء دور تسبيح لتخرج و تغلق الباب خلفها لكنها ما استطاعت ان لا تلقى بنظرة اخيرة على سارق القلب ذاك الذى تتركه ينعم بصحبة غيرها و لا حيلة لها سوى ان تغلق باب غرفته و هى بحضرته دونها.. كادت تموت غيرة و قهرا و هى تجذب الباب ليُغلق بعنف رغما عنها.

لتتطلع نهلة للباب المغلق للحظات و تعاود التطلع لحازم من جديد لتجد نظراته معلقة بالباب كأنما افتقد شيئا غاليا خرج منه و لن يعود..
ابتسمت فى شجن رغما عنها و قد ادركت ان تلك الفتاة هى التى حركت ذاك القلب المتحجر الذى فشلت هى فى استمالته اليها..
اتسعت ابتسامتها و هى تتطلع له يحيد بناظريه اخيرا عن الباب و همست مشاكسة اياه:- هى دى !؟..
هتف حازم متعجبا:- هى دى ايه !؟..

هتفت نهلة بابتسامة:- اللى خطفت قلب حضرة الظابط..
اضطرب رغما عنه و هتف متصنعا الضيق:- خطفت ايه و قلب ايه !؟.. انتِ عارفة يا نهلة انى مليش ف الكلام ده..
ابتسمت من جديد و هى تجلس قبالته على احد المقاعد التى كان يحتلها باسل و من معه:- يا حضرة الظابط بطّل مكابرة بقى.. ايوه بتحبها و ده واضح عليك جدا على فكرة..

انتفض حازم هاتفا:- واضح ازاى !؟.
انفجرت نهلة ضاحكة:- زى الناس يا سيادة النقيب.. هو اللى بيحب بيعرفوه ازاى !؟..
اكد حازم فى نفاذ صبر اعتادته:- معرفش و الله.. انا مش خبير ف الامور دى..
ابتسمت رغما عنها و همست:- على فكرة.. هى كمان بتحبك..
تبدل كليا و اندفع هاتفا فى لهفة:- صح !؟.. انتِ بتتكلمى بجد !؟..

قهقهت نهلة لردة فعله:- اه و الله بجد.. و جد قووى كمان..
ساد الصمت للحظات لتقطعه هى بصوت يملؤه الشجن:- مضيعش الفرصة دى من ايدك يا حازم.. مفيش اروع من الارتباط بحد بيحبك قووى كده..
هتف حازم متعجبا:- و انتِ ضيعتيها ليه يا نهلة !؟.. ليه فضلتى السفر على جوازنا..

اكدت بلسان ناضج يفوق عمرها:- عشان كل واحد ف الدنيا دى لازم يرتب أولوياته صح يا حازم عشان ميجيش يندم بعدين..
و تنهدت مؤكدة:- انا مكنش ممكن ألاقى معاك سعادتى لان المشاعر من طرف واحد بس.. يمكن لو كنت لقيتك بتبادلنى نفس المشاعر كان اولوياتى اتغيرت تماما..

تطلع اليها حازم مبهورا بشجاعتها فى الإفصاح عن مشاعرها و ذاك النضج فى قرارتها.. هى رائعة بحق لكن ليس لرجل مثله.. تمنى من صميم قلبه ان تقابل من يقدر تلك العقلية و ذاك التفهم و يكون عونا لها فى حياتها و يهديها الحب الذى تستحق..
تطلعت هى اليه من جديد و نهضت مؤكدة و هى تتطلع لساعة يدها:- انا اتاخرت قووى على ماما.. بتسلم عليك بالمناسبة.. و هتيجى معايا المرة الجاية.. اسيبك بقى..

ابتسم حازم:- سلميلى عليها.. و متشكر ع الزيارة.. تعبتك..
ابتسمت دون ان تنبس بحرف و هى تغلق باب الغرفة خلفها مودعة بايماءة من رأسها لتتركه مع فكره و ظنونه التى اثاره كلامها عن تسبيح..
هل حقا تحبه !؟.. هل يمكن ان تتحقق أمنية قلبه !؟.. و هل هذا يجوز بعد ان كانت يوما خطيبة بن عمه الذى يعتبره اكثر من اخ و صديق غال !؟..

صعدت نعمة لشقتهما بعد ان تأكدت انه غادرها لورشته اخيرا..
اندفعت تحتضن شيماء فى سعادة ما ان فتحت لها الباب هاتفة فى نبرة مازحة:- عفارم عليكِ يا شوشو.. و الله ما طلعتيش هينة يا بت..
طأطأت شيماء رأسها حياء بينما انفجرت نعمة مقهقهة فى سعادة و استطردت مشاكسة بلهجة ماجنة:- احكيلى حصل ايه بقى !؟..
تطلعت اليها شيماء فى حياء:- يعنى.. عملت اللى قولتيلى عليه ياما.. و بس..
قهقهت نعمة:- و بس !؟.. طيب..

همست شيماء فى خجل:- أصل هقولك ايه !؟..
زمجرت نعمة موبخة:- لا هو انتِ كنتِ هتقولى صح و لا ايه يا بت !؟.. متخلنيش أقوم عليكِ و انتِ لسه عروسة.. اوعى يا بت تحكى كلمة م اللى بيحصل بينك و بين جوزك.. الراجل و مراته زى القبر وأحواله فاهمة يعنى ايه يا عين امك.. يعنى مهما يجرى بينكم لا تحكى لحبيب يفرح و لا لعدو يشمت.. اللى بينكم يفضّل بينكم.. و ربنا يهدى سركم يا بنتى..و اشوف عوضكم عن قريب..
همست شيماء فى عشق:- بس ده ناصر طلع حنين و طيب قوى ياما..

هتفت نعمة بفخر:- ناصر.. و الله ما فى حد ف حنيته و طبته.. انت كان بيخيل عليكِ الشوتين بتوعه و الشخط و النطر دوول لكن و الله بيحبك قووى..
همست شوشو فى عشق:- و انا كمان بحبه قووى ياما..

تعالت ضحكات نعمة من جديد هاتفة:-لااا.. انا مليش قاعدة هنا انا انزل شقتى احسن و انتِ قومى اجهزى ياختى للباشا ده ممكن يطب لك ف اى وقت..
ما ان خرجت نعمة تهبط لشقتها حتى كادت تصطدم بناصر فى سبيله للصعود لشقته متسللا.. كتمت ضحكاتها بأعجوبة هاتفة:- تعالى يا ضنايا اطلع.. تلاقيك نسيت حاجة و رجعت تاخدها..

اكد ناصر مضطربا:- ايوه ياما صح.. انا طالع اخد حاجة من فوق..
دخلت نعمة شقتها و اغلقت بابها و ما عادت قادرة على كتمان قهقهاتها على مظهر ولدها.. و دعت له بالسعادة..
وصل ناصر لباب شقته و دفعه تاركا اياه مفتوحا باحثا عنها فى شوق و ما ان وجدها بالمطبخ حتى ضمها اليه فى لهفة هامسا بالقرب من مسامعها:-وحشتينى..

رفعها من خصرها مندفعا بها خارج المطبخ لتشهق ضاحكة على افعاله و هو يحملها كسلة الخضار فى طريقه لغرفتهما..
قبل ان يدلفا للغرفة هتفت شيماء فى صدمة:- ناصر !؟.. باب الشقة مفتوح.. نزلنى اروح اقفله..
هتف فى تعجب:- انزلك ده ايه !؟.. انا اللى هروح اقفله قبل ما امى تعمل علينا كبسة..
قهقهت بدورها و هو يدفع بها على كتفه كجوال طحين و هو يتجه لغلق الباب بإحكام قبل ان يتجه بها لغرفتهما حيث يبثها بعض من حكايا العشق يبوح بها اخيرا بعض ان أخفاها بين طيات روحه لسنوات..

لا تعلم ماذا كان شعورها بالضبط يوم ان علمت بخبر إنهاء خطبته على تسبيح.. كان مزيج عجيب من فرحة و ذنب.. مزيج صعب تخيله و لا كانت تعتقد يوما انها ستخبر هذه المشاعر المعقدة لكن ها هى اليوم تفعل على يديه فمنذ دخل حياتها و ما عادت هدير التى لا تلق للدنيا بالا و لا تضع للأمور وزنا..لكن منذ اللحظة التى تطل فيها من عليائه عندما رأته فى اسطبل الخيول المرة الاولى التى زارت فيها النجع و ما عادت خريطة إدراكها كما كانت ابدا.. ما عاد الشمال شمالا و ما عاد صوابها صوابا..

هبطت فى هدوء غير معتاد حيث ينتظرها للذهاب للشركة بصحبته ككل صباح.. نظرت حولها لكنه لم يكن هناك.. خرجت من باب الفيلا لتراه ينتظرها بالسيارة يبدو عليه نفاذ الصبر.. توجهت مسرعة و ركبت جواره هامسة:- صباح الخير..
رد و هو يدير مفتاح تشغيل السيارة و ما نظر نحوها حتى:- صباح الخير..
حاولت جذب انتباهه فهتفت:- مقلتش ايه رأيك!؟..
هتف بلامبالاة مصطنعة:- ف ايه !؟.

هتفت و قد بدأ تزمرها يظهر للسطح جليا على ملامحها:- بص لى يا حمزة و انت تعرف..
ألقى نظرة سريعة تجاهها و لم يعقب.. كانت قد اختارت ملابس تختلف تماما عن ذوقها المعتاد.. كانت ترتدى قميصا حريريا بأكمام طويلة و تنورة طويلة تميل للاتساع..
هتفت بغيظ عندما لم تنل جوابا:- ايه!؟.. مش حلو !؟..
رد بنبرة باردة:- لاااه.. كويس..

شعرت بالإحباط التام لرد فعله العجيب ذاك.. ألم يكن هو من كان يصر عليها دوما لتغير ذوقها المتحرر فى ملابسها و ها قد فعلت.. لم لم تلق منه الاستحسان الواجب اذن !؟..

امتعضت و عبست و هى تشبك ذراعيها امام صدرها تتطلع من نافذة السيارة محاولة تجاهل ذاك الجليدى الجالس جوارها.. و الذى لم يتجاهلها كما كانت تعتقد بل ظهرت على جانب فمه ابتسامة حاول مداراتها و هو يتطلع اليها فى مظهرها ذاك الذى أظهرها كفتاة صغيرة تحاول لعب دور امها فأرتدت ثيابها..
كان يعلم انه يعاملها ببرود لم تعتده منذ انهى خطبته لتسبيح و كان ذلك متعمد منه.. هو لا يريدها ان تقترب اكثر من هذا و الا احترق..
فلم يأن الأوان بعد على التقدم خطوة نحوها..

الامر يحتاج لبعض الوقت.. و للاسف هذا الترف لا يملكه فبقربها ما عاد قادرًا على السيطرة على مشاعره العجيبة تجاهها فقرر محاولة ابعادها عنه قليلا حتى يستطيع ان يقرر الوقت المناسب لاتخاذ خطوة تجاه ارتباطهما..

وصلا اخيرا فترجلت بسرعة من السيارة و هى لا تزل على عبوسها الطفولى و اندفعت مبتعدة عنه لكنها تعثرت فى تنورتها التى لم تعتد على طولها بعد ليلحق بها هو.. ليجد كفاها بإحضان كفيه.. لعن و اقسم ألف مرة.. لا يعرف على من يلق لعناته او على ماذا يقسم من الاساس !؟... لكن ثورة مشاعره الداخلية كانت كفيلة بإحراقه حيّا.. متى سيقرر ان يبتعد عنها و يظل القرار حيز التنفيذ !؟.. تساءل فى غيظ.. و هو يندفع مبتعدا عن محياها الذى اضحى كظل لروحه..

همس بالقرب من مسامعها و هى تتوسد صدره فى وداعة:- يا سكن.. يا سكن..
رفرفت بأهدابها فى نعاس و تطلعت اليه فى حياء هامسة:- صباح الخير يا مهران..
همس بدوره:- صباح السعادة يا سكنى...
تطلعت اليه مستفسرة:- سكن !؟..

اومأ برأسه مؤكدا:- دِه اسمك الچديد اللى محدش هيعرفه غيرى.. و لا حد هيناديكِ بيه غيرى..
ابتسمت فى حياء و لم تعقب..
فهمس:- عارفة ايه اللى خلانى اختاره.. رؤية..
هتفت متعجبة:- رؤية ايه !؟..

استطرد يحكى:- بعد حادثة ماچد حسّيت الدنيا ضاچت عليا.. و انتِ كنت بعيدة مكنتش جادر أطولك.. رحت سيدى عبدالرحيم الجناوى و م التعب نمت.. شفت كنى تايه و ملاجيش طريج السرايا فين لحد ما لجيت چامع.. جلت ادخل اصلى ركعتين لله يمكن يدلنى ارچع كيف.. فچأة و لجيت لك چدك مهران جصادى..
هتفت تسنيم:- چدى مهران.. ده انت عمرك ما شفته!؟..

اكد مهران:- لكن اول ما وعيت له عرفته طوالى.. بس هو اللى مكنش عايز يبص ف وشى.. و مضايج منى و بيدارى.. كل اما اجرب منيه يزعق و يروح وشه الناحية التانية و يجولى بصوت هزنى.. ضيعت سكنك يا مهران.. ضيعت سكنك يا مهران..
لحد ما صحيت مفزوع.. و لما حكيت للشيخ ف الچامع بعد ما صحيت جالى كلام كَتير و اخر حاچة جالها جبل ما يسبنى و يجوم كانت الأية دى.. بِسْم الله الرحمن الرحيم.." وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون.

ساعتها بس عرفت چدى مهران كان يجصد ايه بضيعت سكنك.. كان چصده عليكِ انتِ يا تسنيم.. انتِ سكنى..
و اقترب منها يلقى برأسه بين ذراعيها هامسا:- انت سكنى و سكينتى يا تسنيم.. أوعاكِ تبعدى تانى.. انى ف بعدك مش مهران..
دمعت عيناها فى سعادة فها هو حلمها بقربه يتحقق بأروع مما تخيلته بمراحل..
طرقات خفيفة على الباب أيقظتهما من دنيا أحلامهما ليجلى مهران صوته هاتفا فى حنق:- مين !؟..

هتفت زهرة من خلف الباب:- الفطار جهز يا مهران.. انت كويس !؟..
لم يجد بدا من النهوض ليفتح الباب لأمه بعد ان اختفت تسنيم فى الحمام حياء هاتفا:- الحمد لله يا ام مهران.. انى زى الفل..
هتفت زهرة:- اصل انت منزلتش من اوضتك من امبارح.. و تسنيم كانت قالت لى انك تعبان شوية.. قلت اطمن يا حبيبى..
و اندفعت مبتعدة و على شفتيها ابتسامة متفهمة هاتفة:- خليك يا حبيبى ف اوضتك مرتاح و انا هبعت لك الفطار لحد عندك..
و نزلت للمطبخ تؤكد على إعداد طعام فاخر لأجل ولدها الذى استشعرت ان حاله اختلف للنقيض تماما منذ البارحة..

عاد مهران لداخل الغرفة باحثا عن تسنيم وجذبها نحو فراشهما هامسا:- جومتى ليه !؟.. انت متتحركيش من هنا الا لما اجولك.. ده انى ما صدجت..
قهقهت تسنيم تتوقف فى منتصف طريقها هاتفة:- طب دلوجت امك تجول ايه !؟ ده احنا داخلين على يومين مخرچناش م الأوضة يا مهران!؟..
هتف مقتربا فى مشاكسة:- ان شا الله سنتين.. محدش ليه عندينا حاچة..

ضمها بين ذراعيه هامسا لها فى عشق:- مهران ما صدج لجى سكنه.. واااه يا بنت عمتى.. بحبك..
تطلعت اليه فى عشق مماثل هامسة بصوت متحشرج و هى تغص بدموعها:- اول مرة اسمعها منك يا مهران..
رفعها بين ذراعيه لتتعلق برقبته فى سعادة و هو يهمس لها فى مرح:- و هتسمعيها كَتير بس انت متخرچيش م الأوضة..
قهقهت فى سعادة و هى تغيب فى خضم حنانه غارقة بمحبة بين ذراعيه..

هتفت سكينة فى حنق:- ايه اللى انتوا عاملينه دِه !؟.. بجى دِه شكل بيت فيه عروسة هنزفوها لبيت عريسها كمان تلت ايّام!؟.. يا دى الحزن.. انا ايه اللى وجعنى مع الناس الكربانة دى!؟...

و عندما لم تجد من اى منهن استجابة لكلامها الا و قد قررت تغيير الواقع بيدها كالمعتاد فجذبت صينية الشاي الموضوعة جانبا على الطاولة المجاورة و بدأت فى الطرق عليها و إطلاق الزغاريد تسعد نفسها بنفسها.. قهقهت كل من بخيتة و عائشة و كسبانة على افعالها بينما ابتسمت هداية فى حياء.. لكن سكينة لم تكن من ذاك النوع الذى ينهزم سريعا بل انها دفعت الصينية لكفى كسبانة أمرة إياها:- خدى دوجى انتِ يا مرت ولدى و انى هرجص..

و انتفضت بالفعل تتمايل فى سعادة ما ان طاوعتها كسبانة و بدأت فى الدق على الصينية لتهتف بخيتة مشاكسة إياها:- يا ولية لساكِ فيكِ حيل !؟.. اتهدى..
هتفت سكينة مشاكسة:- اجعدى ساكتة بدل ما اجومك انت كمان ترجصى..
هتفت بخيتة مقهقهة:- دِه اللى ناجص..

اندفعت سكينة جاذبة إياها بالفعل لوسط حلبة الرقص و بدأت النسوة فى القهقهة و كسبانة زاد حماسها و بدأت فى الدق بنشوة.. و العجيب ان بخيتة لم تتزمر كعادتها بل بدأت تتمايل بالفعل فى سعادة لتتفجر الضحكات هنا و هناك و تهتف عائشة مازحة:- بركاتك يا ستى سكينة..
هتفت سكينة:- امال ايه معلوم.. كلى بركة..

تعالت الضحكات من جديد عندما دخل حامد للدار ليجد النسوة على هذا الحال المنتشى فيندفع فى سعادة لينضم إليهن..وقف وسط دائرة الرقص بعد ان جلست بخيتة و بدأ فى الرقص مع جدته سكينة يهتف فى مرح:- خلفتك ف الملاعب يا ستى..

انفجرت النساء مقهقهات على ما يفعله حامد مازحا مع سكينة حتى عائشة تلك التى دق قلبها فى اضطراب ما ان هل عليها ولمعت عينيها فى سعادة لمرأه اخيرا كما اعتادته قهقهت و مرحت على غير عادتها فى حضرته حتى هو لاحظ ذلك و زاد من جرعات مزاحه فقط لينعم بأكثر وقت ممكن فى حضرتها و هى تشع بهذا القدر من السعادة التى تمنى من صميم قلبه الا تغادر محياها لانها تليق بها كثيرا.. و أمتلأت الدار بالضحكات الا ان هداية نهضت فى هدوء و اتخذت جانبا تفتح تلك الرسالة التى جاءها إشعارها منذ لحظات.. لقد كانت منه.

وجيب قلبها تضاعف ما ان فضتها قارئة فى وله:- " خلاص.. كلها بكرة و بعده..و رنة الفچر اللى بتصحينى بيها كل ليلة هاتبجى حاچة تانى.. هموت من شوجى لحد بعد بكرة.. وااه يا بت العمدة..".

احمرت خجلا و اضطربت حياء و ما عادت تنتمى لعالمنا و ما عادت تلك القهقهات و الضحكات المتتابعة من تلك الدائرة بالقرب منها تدركها.. تنهدت فى عشق.. و ابتسمت فى وداعة تضم جوالها لصدرها فى سعادة لا يمكن ان تصفها احرف الكلام..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة