قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

صُدمت شهد للغاية وحدقت به بصدمة بينما ظل هو ممسك برأسها بين كفي يده وهو ينظر في عيناها بهدوء كأنه يحاول ان يستشف رد فعلها، دقات قلبها تتزايد، شعرت ان صوتها مسموع، بردت أطرافها من كلماته بالرغم من انها تمنت ان يبادلها نفس الشعور، مر امام اعين عمر مشهد موت هند وهي تلتقط انفاسها الأخيرة قائلة بوهن..
أوعي تنساني يا عمر...!

شهد اصبحت نفسها غير منتظم من كثرة التوتر، في حين ابتعد عنها عمر فجأة ونهض ثم اولاها ظهره وهو شارد وبدى الضيق على وجهه، تعجبت شهد ونهضت هي الاخرى ببطئ، بينما هتف عمر بجمود قائلاً..
أنسي اى حاجة قولتهالك
لتاني مرة يصدمها في نفس الوقت، ظلت ناظرة له بذهول فهو منذ قليل من اعترف لها بحبه والان، اكتشفت ايضًا ان في هذه الكلمة لم يكن صادق..

اخذت نفسًا عميقًا واخرجته ببطئ وهي تكبح دموعها التي تود الهطول بغزارة ولكنها عزمت ولن تسمح لنفسها أن تكون ضعيفة معه مرة اخرى، اصبحت نبرتها جادة للغاية وهي تقول بصوت عالٍ..
انا اصلا كنت هأرفض لإني استحالة اكون مرات واحد زيك فعليًا
جز على اسنانه بغيظ وحاول ان يتمالك اعصابه، فالاول مرة يعترف انها لديها الحق تماما، هو من تسرع واعترف لها وخان هند، نعم فهو صب تفكيره على هند فقط ولن يحب غيرها مرة اخرى...!

التفت لها ولم يظهر اى رد فعل ثم اقترب منها ببطئ، نجح في اثارة توترها وكان صدرها يعلو ويهبط من اقترابه منها بهذا الحد، اغمض عيناه وهو يقترب منها ثم تابع بهدوء حذر..
أوعي تنسي تاخدى شاور عشان ريحة البرفان بتاعي فيكي..!
قضبت جبينها بدهشة ممزوجة بالغضب ثم اخفضت رأسها واخذت تشتم رائحتها وبالفعل وجدت رائحة عطره في ملابسها، في حين ابتعد هو واستدار ليغادر في الأعلي وعلى وجهه ابتسامة خبيثة..

دبت على الأرض برجليها بغضب طفولي فقد نجح في تغيير الموضوع بسرعة وكأنه نومها مغنطيسياً، لامت نفسها على ضعفها امامه هو فقط، ثم اردفت بنبرة متذمرة قائلة..
انت مستفز اووى على فكرة...

في منزل رضوى،
كانت رضوى تجلس على فراشها والأوراق الخاصة بعملها متناثرة حولها في كل مكان وترتدى النظارة الخاصة بها وخصلات شعرها على وجهها، كانت تعمل ولكن بدون تركيز، كان كل تركيزها في أمر عبدالرحمن، شعرت انها مشتتة كثيراً، اخذت تسأل نفسها عدة مرات هل توافق ويمكن ان لا يُشفي وتعيش باقي العمر هكذا، ام ترفض وتعيش مع مها وكرهها اللانهائى، شعرت ان عقلها سينفجر حقا من كثرة التفكير..

كانت دائما تلجأ إلى الله والان ايضاً ستلجأ إلى الله، ابعدت الورق ولملمته ببطئ ثم نهضت واتجهت للمرحاض في غرفتها، توضأت وتجففت ثم ارتدت الأسدال الخاص بها وشرعت في الصلاة لتستخير الله..
بعد قليل انتهت وتنهدت بإرتياح، ظلت تفكر لدقائق ولكنها حسمت قرارها وستتحمل عواقبه مهما كانت..

بينما في منزل عبدالرحمن منذ ان عاد وهو جالس في غرفته ينظر للفراغ ويفكر، لم يحبها ولكنها فتاة اى شخص يتمناها، لأول مرة يشعر ان لديه نقص بالفعل، ظهر التقززق والكره على وجهه وهو يتذكر حبيبته السابقة، جعلته يعاني حتى بعد ان تركته، زفر بضيق شديد ومسح على شعره الأسود ببطئ..
فجأة وجد والدته تدلف للغرفة دون ان تطرق الباب ويبدو انها غاضبة، صاحت فيه بغضب قائلة..
بردو عملت إلى في دماغك وقولتلها يا عبدالرحمن.

اغمض عبدالرحمن عيناه بضيق وهو يتنهد ثم رد بصوت رخيم قائلاً..
ايوة يا امي مكنش ينفع اخبي عليها ولما نتجوز لو الحالة جاتلي تكتشف فجأة كنت هبقي خدعتها
ثم صمت وهو يبتلع غصة مريرة في حلقه واكمل ب..
وانا مجرب يعني اية خداع ومش عايزها تشرب من نفس الكاس خالص
جلست والدته بجانبه وجزت على اسنانها بغيظ وادركت ان الغضب لن يفيد مع عبدالرحمن ولابد من استخدام اللين معه واقناعه..
استطردت بهدوء مصطنع قائلة:.

يا حبيبي انا عايزة مصلحتك، رضوى بنت محترمة وكويسة وكل الصفات الحلوة فيها ولو عرفت هترفض ومحدش هيوافق عليك تاني دة احنا ما صدقنا انهم وافقوا، تقوم انت بكل بساطة تقولها
مطت شفتيها بإعتراض ثم اكملت بخبث قائلة: يعني بتقولها ابعدى عني، انما لو كنت ماقولتلهاش كان زمانكوا عايشين احلي حياة وانت اصلا معندكش نقص!

هز عبدالرحمن رأسه نافياً وهو يقنع نفسه ان ما يريده الله فقط هو الذي سيحدث وأنه فعل الشيئ الصحيح..
هز رأسه مرة اخرى كأنه ينفض كلام والدته الغير معقول من رأسه ثم ابتسم ابتسامة هادئة راضية..

في منزل عمر،
كانت شهد تسير ذهاباً وإياباً وتقضم اظافرها وهي تفكر في عمر، كانت مغتاظة منه بشدة، تذكرت وصوله إليها في الوقت المناسب في تلك الشقة..
قررت ان تصعد وتسأله عن كل هذا الغموض في حياته والأشياء التي لم تفهمها ابداً في تصرفاته، تنهدت بعزم ثم اتجهت للأعلي لغرفته بخطوات ثابتة ووصلت امام باب غرفته وزفرت ثم طرقت الباب بهدوء..

كان عمر مستلقي على فراشه بهدوء مغمض العينين ولكنه لم ينام أو لم يستطع ان ينام، نهض عندما سمع طرق الباب بهدوء ثم فتح الباب فجأة لتشهق شهد من المفاجأة، وضعت يدها على صدرها وهي تتنفس بسرعة قائلة بهدوء..
حد بيفتح الباب فجأة كدة خضتني
رفع عمر حاجبه الأيسر ثم ثم هتف بصوت أجش قائلاً..
في اية يا شهد عايزة اية؟!

ارتبكت شهد على الفور بالرغم من انها كانت مستعدة لتلك المواجهه، مواجهه الأسد، الحرب التي تباح الخسائر فيها..
حاولت جمع شتات نفسها وارجعت خصلات شعرها الذهبي خلف اذنها مرددة بإرتباك واضح..
عمر لو سمحت عايزة أتكلم معاك في موضوع كدة
نظر لها عمر بهدوء وصمت ثم خرج من صمته قائلاً بصوت صلب..
أنزلي وانا جاى وراكي
اومأت برأسها بسرعة واستدارت لتغادر كأنها كانت في قفص وصاحبه فتحه لها وسمح لها بالخروج..

نزلت للأسفل وهي تحدث نفسها بغيظ..
يووه يا شهد هو انتي كل ما تكلميه هتتوترى كدة ولا اية
انتي بتكلمي نفسك ولا اية!
هتف عمر بتلك الجملة وهو يقترب منها واضعاً يده في جيب بنطاله يحدجها بنظرات هادئة، تلك التي تشبه هدوء ما قبل العاصفة، رأها وهي تهز رأسها وتنظر امامها كأنها تحدث نفسها..
اجابته بتلعثم قائلة: اكيد آآ لا طبعا
اومأ برأسه وهو يجلس على الأريكة ويقول بهدوء حذر..
قولي كنتى عايزة تقولي اية بقا؟

تنهدت وهي تحمس نفسها للحديث ثم استطردت بثبات قائلة..
انا عايزة أفهم كل حاجة يا عمر
كانت نظراته مُركزة عليها وكانت كفيلة أن تثير توترها مرة اخرى، فركت اصابعها بتوتر ثم نظرت له مرة اخرى وهي تقول بصوت قاتم..
يعني عايزة أفهم ازاى وصلتلي في الوقت المناسب لما لحقتني ولية ودتني الكوخ ولية جيتلي تاني
لمس طرف أنفه بأصبعه الأسمر ولم يندهش ولو قليلاً حتى كأنه كان متوقع أنها ستتحدث عن هذا الموضوع..

ولأول مرة يجيبها بهدوء وتوضيح قائلاً..
انا هشرحلك كل حاجة يا شهد
فلاش باك
بعد حديثه مع شهد تلك المرة خرج من المنزل وهو يفكر كيف يمكن ان يجعلها تظل ولا تحاول الهرب إلى اى مكان، بحكم خبرته ومعرفته لشخصية شهد هي لن تظل ابدًا وحتمًا ستحاول ان تذهب، ولكنها ايضًا شخصية عنيدة لا يريد ان يُجبرها على اى شيئ..

خطرت له فكرة لن تعرفها ولكنه سيكون مطمئن، اخرج هاتفه من جيب بنطاله واتصل بأحدى رجاله وصديقه في الوقت نفسه ووضعه على اذنه ليأتيه صوت عمار قائلاً بهدوء..
الووو عمر باشا
الوو يا عمار، اسمع كويس إلى هقولهولك، انا عايزك تيجي عند بيتي الوقتي حالاً وتمشي ورا واحدة من غير ما تحسسها ولا تعرف اى حاجة وتقولي هتروح فين وهاتعمل اية
مممم تمام تمام
يلا بسرعة ماتتأخرش
حاضر مسافة السكة اهوو.

اغلق معه وتنهد بإرتياح، ستكون تحت عيناه ويطمئن ألا يصيبها مكروه ولن يضايقها ايضًا..
كان عمار يقطن في منزل قريب من منزل عمر وأتي على الفور بسيارته الخاصة وذهب خلف شهد وهو يخبر عمر بما يحدث اول بأول حتى وصلت إلى تلك الشقة وقد حدث ما حدث...
باك
نظرت له شهد نظرات هادئة يشوبها بعض الغضب، حاولت التفكير بعقلها وليس بعواطفها فهذا هو الطريق الصحيح..
اردفت بتساؤل قائلة: وبالنسبة لساعة الكوخ بقا يا عمر؟

نهض عن الأريكة موجه نظره للأعلي ثم تنهد وهو يقول بغموض يشوبه التهكم..
انتي عايزة تعرفي كل حاجة ف وقت واحد، قولتلك كل حاجة بوقتها وماتستعجلييش خالص دورك جاى...!

في منزل حسن،
اقترب حسن منهم بسرعة وهو يحاول ان يبعدهم عن بعضهم ولكن مها كانت غاضبة وبشدة، شعر حسن ان شعر تلك الفتاة سوف يختلع في يد مها من شدة غيظها..
وبعدة محاولات مريرة ابعد مها عن الفتاة بصعوبة كبيرة وهو يتنهد بتعب، نظر له بتعجب ثم هتف بسخرية قائلاً..
اية يا مها انتي بتاكلي اية حرام عليكي.

نظرت له مها نظرات حادة قاتلة والغضب يسيطر على ملامح وجهها ليعطيها مظهر جامد، من يراها يشعر انه بركان سينفجر..
ردت بتوعد شرس قائلة..
بقااا انا بتخوني يا حسن، عشان كدة مابتردش على تليفوناتي الفترة دى انا هوريك انا ميين
ثم نظرت لتلك الفتاة التي احمر وجهها الأبيض من الألم الذي اصابها من ضربات مها الشديدة واصبحت تفرك خصلات شعرها حتى تخفف الألم قليلاً وتآوهت وخصلات شعرها تتساقط في يدها..

حدجتها مها بغضب جامح ثم اكملت بغيظ قائلة..
وانتي هأطلبلك بوليس الاداب يا حيوانة
شهقت الفتاة بخوف وهي تضع يدها على فاهها بصدمة ثم نظرت لحسن لتجده حاله لا يختلف عنها كثيراً، كان حسن يعتقد انها ضعيفة وحتى إن اكتشفته لن تستطيع فعل اى شيئ، ولكنه لم يعمل بالمقولة التي تقول أتقي شر الحليم اذا غضب
حاول تهدأة الوضع بخبث معتاد وهو يقول..
امشي يلا انتي يا مريهان حالاً.

اومأت الفتاة بسرعة ولم تعترض حتى واتجهت للغرفة بالداخل وارتدت باقي ملابسها بهلع ثم خرجت وذهبت من امامهم دون اى كلمة اخرى وتتابعها نظرات مها المفترسة..

في منزل عمر،
استكانت شهد وهي ممدة على الأريكة بهمدان، كانت تتنهد وهي تفكر وكلام عمر يتردد في اذنيها، كان محق فيما فعل بالطبع، ولكن لماذا يفعل ذلك إن كان لا يحبها!، لما يقلق عليها اذا كانت لا تهمه، ظهر شبح ابتسامة على وجهها وقد وصلت لها الفكرة، نعم، هو يحبها وإلا لما كان يفعل ذلك ابداً..

لمحت عمر وهو يسير متجهاً للأسفل وواضع الهاتف على اذنه ويتحدث، اغمضت عيناها على الفور وادعت انها نائمة بمهارة فهي تفعل هذه الحركة منذ الصغر ولا يكشفها اى شخص..
وصل عمر امامها وألقي عليها نظرة سريعة وهو مستمر في الحديث ثم اتجه للمطبخ بهدوء، اتسعت مقلتاها بصدمة وفتحت عيناها وهي محدقة ونظراتها مسلطة عليها عندما سمعته يقول..
تمام اوى، انا هأسلمهالك النهاردة بليل
...
لا لا مين دى إلى احبها انت مجنون
...

انا اتجوزتها بس عشان تطمن بس
...
ههههه ماشي تعالي النهاردة بليل وهأطلقها وخدها دة انت هتريحني منها...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة