قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي والعشرون

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي والعشرون

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي والعشرون

ظلت محدقة به بصدمة غير مصدقة لما سمعته اذنيها، اغمضت عيناها وامتلأت عيناها بالدموع، اخذت نفساً عميقاً واخرجته ببطئ وهي تضع يدها على صدرها لتهدأ نفسها، اخذت تتسائل هل كان سيتخلي عنها ويبيعها!، ألهذه الدرجة يمقتها، هل فسرت ما حدث خطأ!.

بدأت دموعها بالهطول بغزارة وهي تتذكر كلماته التي كانت تطعنها كالسكين الحاد في حين انتهي عمر من مكالمته وأعد له كوباً من الشاى، واتجه للخارج بهدوء، نظر على شهد ودقق النظر في وجهها، كان ينظر لها بتمعن شديد، كانت تحاول ان تظهر ان نائمة ولكنها كانت ترمش ودموعها تسقط لا اراديًا، اقترب منها عمر ومد يده ليمسح لها دموعها ولكن تراجع باللحظة الاخيرة وابتعد وغادر لغرفته..

كان لا يعرف سبب بكاؤها ولكنه يعرف أنه تأثر بدموعها ولو قليلاً
وصل إلى الأعلي والقي نظرة اخيرة عليها ثم دلف إلى غرفته وهو يفكر..
فتحت هي عيناها وظلت تشهق بصوت مكتوم، والألم يغزو قلبها مما سمعته، حاولت كتم شهقاتها وظلت تتنفس ببطئ وتحاول ان تهدأ نفسها..

ولكن تساءلت اين ستذهب وماذا ستفعل! ليس لها مأوى هنا ابدًا، تمنت لو انها ذهبت مع مصطفى على الأقل ستكون بين اناس تعرفهم، ظلت تفكر لدقائق ماذا ستفعل وقررت ان تتجه وتطلب منه الحل الوحيد وهو، الطلاق
نهضت ومسحت دموعها وهي تنظر للفراغ بتحدى كأنها تنظر له، نظرت للأعلي واتجهت بخطوات واثقة..

وصلت امام غرفته ثم طرقت الباب، لم تجد اجابة، مدت يدها للمقبض وفتحته ودلفت بهدوء وحذر، نظرت لتجده مسطح على فراشه ونائم، اقتربت منه ببطئ وتأملت هيئته تلك، كان هادئ جذاب كالملاك، هزت رأسها لتنفض تلك الافكار وكادت تبتعد إلا انها وجدته فجأة يفتح عيناه ويمسك شهد من معصمها ليجذبها على الفراش وهو فوقها..

توردت وجنتاها خجلًا وتوترت على الفور، اصبحت دقات قلبها وأنفاسها مضطربة وهي محدق بها بعيونه التي تشبه عيون الصقر، كانت أنفاسه تلفح في وجهها، اغمضت عيناها وحاولت اخراج الكلمات بصعوبة قائلة..
آآ ابعد ابعد عني لو سمحت
دقق في عيونها وأقترب منها، اغمضت هي عيونها بسرعة في حين ابتسم عمر ابتسامة عفوية على خجلها ثم هتف بصوت أجش قائلاً..
كنتي عاوزة حاجة ولا اية؟
ردت بأرتباك وهي مازالت مغمضة العينين..

آآ اه قصدى لأ، اه عايزة عايزة بس آآ اوعي عشان اعرف اتكلم
ثبت يده على ساعديها على حافة الفراش ثم اكمل بخبث قائلاً..
وهو حد قالك تيجي تبصي عليا وانا نايم اصلا، انتي إلى جبتيه لنفسك
زادت دقات قلبها بسرعة شديدة واصبحت تخرج انفاسها ببطئ، لم تتفوه بكلمة قط، اقترب منها اكثر ونظر لشفتاها الحمراء وقبلها بنهم، حاولت هي ابعاده بقبضة يدها ولكنه كان أقوى منها، ابتعد عنها بعد ثواني وهو يقول بلؤم..

دة عقابك عشان متعمليش كدة تاني
ابعد يده عن يدها فدفعته بقوة ونهضت بسرعة، تعجب قليلاً ولكن لم يعلق، نظر لها بهدوء ثم اردف بصوت قاتم قائلاً..
خير كنتي عايزة اية؟
صمتت لثوانٍ معدودة وفجأة غيرت مسار حديثها واجابته ب..
انا آآ انا عايزة اشتغل يا عمر
اندهشت من نفسها ولم تعرف لما خانها لسانها، هي قررت وحسمت قرارها وكانت ستطلب منه ولكن لما توقفت ولم تخبره، هل وافقت على بيعه لها واستسلمت بهذه السهولة!.

عقد حاجبيه وهو يحدجها بنظرات هادئة ثم استطرد بنزق قائلاً..
اية، تشتغلي ودة لية ان شاء الله، وماتنسيش انك بقيتي مراتي يعني مسؤلة مني
ظهر شبح ابتسامة على وجهها عند سماعها لكلمته * مراتي *، اخفتها بسرعة ولامت ذلك القلب الذي يستسلم له بسهولة وينسي اى شيئ..
تابعت بجدية قائلة: ايوة بس انا عايزة اشتغل مليش دعوة.

وجدته ينظر لها بحدة، فكرت بسرعة وادركت انه لن يوافق إلا بتقديم مبرر مقنع له، ظلت تنظر حولها وهي تفكر ثم اردفت برجاء قائلة..
معلش يا عمر أنا زهقانة صدقني
هز عمر رأسه نافيًا وهو يرمقها بنظرات صارمة اعتادتها منه، زفرت بضيق شديد ونظرت له وهي تهتف بغضب طفولي..
يوه، كل حاجة لأ لأ، انت رخم اوى.

استدارت لتغادر بسرعة وهي تضع يدها على فمها، استدركت نفسها والكلمة التي قالتها فخرجت بسرعة لتفادى ذلك البركان الذي يمكن ان ينفجر بوجهها..
توقفت عند سماع عمر وهو يقول بجمود..
بليل في ضيوف جايين، جهزى نفسك.

شحب وجهها فجأة وتوقفت، في تلك اللحظات نسيت تماماً ذلك الأمر الذي يؤلمها، يؤلمها وبشدة شعورها انها سلعة تُشترى وتُباع!، ولكن هي من فعلت ذلك، هي من لجأت لشخص لا تعرفه، شعور بالعجز والحزن تملكها وكأن ارجلها قُيدت ولا تتحرك، سارت بصعوبة شديد وبطئ وكلماته تترد في اذنها...!

في منزل حسن،
كانت مها تقف عاقدة ساعديها تنظر لحسن بحدة وغضب وصرامة، كل هذا تجمع في مها كالبركان السائر، تنهد حسن ثم نسح على شعره الخفيف برفق وفكر سريعًا، خرجت مريهان واغلقت الباب خلفها، هنا تنحنح حسن بحرج قائلاً..
مها ممكن نقعد عشان نعرف نتكلم.

جزت مها على اسنانها بغيظ شديد وحاولت تمالك نفسها، سارت معه بترقب حتى وصلوا للصالون وجلسوا وجلس حسن ملاصقاً لها لا يفصلهم سوى بعض السنتيمترات، نظرت مها امامها ولم تنظر له، اردف هو بخبث قائلاً..
معلش يا مها متزعليش مني
رمقته بنظرات حادة ليستدرك نفسه قائلاً..
صدقيني دى كانت لحظة شيطان لكن انتي عارفة إن مفيش في قلبي غيرك.

نهض عن الأريكة وهو يبتسم بلؤم وقرر ان يأخذ هذا الموقف لصالحه، حاول إظهار الحزن في نبرة صوته وهو يقول..
ثم إنك يا مها مابترضيش تيجي تقابليني كتير، وانا آآ وانا راجل وليا احتياجات يا مها
كأنه نجح في إطفاء بعض من الحريق الذي كان يشتعل بداخلها، نظرت له بتفكير وهي تحاول إقناع نفسها، هي شخصيا لا تريد الإبتعاد عنه وتختلق الأعذار دائما له..
هتفت بنبرة متذمرة قائلة: ما انت عارف انه غصب عني يا حسن.

نهضت ثم تقدمت منه حتى اصبحت امامه ومدت يدها وجعلته يستدير لها ثم ابتسمت ابتسامة هادئة وقالت..
خلاص يا حسن، متزعلش وأنسي وانا صدقني هأحاول أجيلك كتير
ابتسم ابتسامة شيطانية خبيثة وقد نجح في مخططه، مد يده وقربها منه واحتضنها بحنان زائف، ضمته هي بشدة وهي مبتسمة، لم يخطر لها أنها فريسة وقد وقعت في المصيدة..!

في الصعيد ( منزل والد شهد )،
كان والد شهد يجلس على فراشه ويبدو التعب على معالم وجهه، يسند ظهره على خدادية صغيرة ويجلس بجواره محسن الذي كان ينظر له بحزن، هتف والده بتعب شديد..
يا محسن انت لية ماعايزش تريحني يا ولدى بجي ( بقي )
تنهد محسن ونظر للجهه الأخرى، لم يخبر والده بما حدث ولم يخبره أنه وجد شهد بالفعل ولكنه ذهب بإرادته، فضل أن يخفي عليه حتى لا يرهقه اكثر..
نظر له بهدوء وهتف بصوت أجش قائلاً..

اريحك كيف طب يابوى، جولتلك ( قولتلك) إني مالاجيتهاش، وإن مصطفى جالي أنه هيدور عليها ويجيبها
في هذه ايضًا كذب، هو لم يلتقي بمصطفي ولم يتحدث معه حتى منذ لقاؤه بعمه اخر مرة وادرك أن مصطفى لن يترك شهد بسهولة ابدًا، هتف والده بحنان قائلاً..
وحشتني جوى ( اوى ) يا ولدى، نفسي اشوفها جبل ( قبل ) ما أموت
محسن مسرعاً: بعيد الشر يابوى ربنا يطول في عمرك.

وضع والده يده على قلبه وهو يشعر بالألم ثم اصدر أنيناً خافتاً وهو يقول بحزن..
آآآه يا شهد، آآآه يابتي لو اعرف ان كل دة هايحصل مكنتش غصبتك خالص
زفر محسن بضيق وود لو يقل له، حُسم الأمر وانتهي، لن يفيد هذا الكلام، مصطفى وضع الهدف الأول والأخير في حياته، أن تصبح شهد له..

في منزل رضوى،
كانت رضوى تقف في الشرفة بهدوء تضع طرحة صغيرة رقيقة لتدارى شعرها الأسود الناعم، وفي يدها هاتفها، كانت مترددة وبشدة من إتخاذها لهذا القرار، اخذت نفساً عميقا واخرجته ببطئ، كانت تنظر من الشرفه على الشارع بهدوء، تستنشق بعض الهواء النقي لعله يفيدها، ودت لو استطاعت أن تتحدث معه لتقنعه برأيها او يقنعها هو بالرأى المعاكس..

فتحت الهاتف وبحثت عن رقم عبدالرحمن واطلقت تنهيدة حارة وضغطت زر أتصال..
فجأة سقط الهاتف من يدها في الأرضية وحدقت في الأسفل بصدمة غير مصدقه لما تراه عيناها، وضعت يدها على فاهها بصدمة شديدة وتجمدت ملامحها..
اخذت تهز رأسها نافية بهيستريا وهي تقول بصدمة..
لأ لأ مستحييييل.

في منزل عمر،
جالس في الأسفل على الأريكة امام التلفاز يفترض انه يشاهد فيلم أجنبي ولكنه غير منتبه له بالمرة، كانت يتنهد كثيراً وهو يفكر، تجلس شهد بجانبه ولكنها بعيدة إلى حداً ما، شاردة، تائهه، حزينة، نظرت لعمر بشرود لم تبالي انه كان منتبه لنظراتها بل ينظر لها نظرات لم تفهمها، هتف بهدوء على عكس حالتها قائلة..
انا اللبس إلى عندى طقمين، مش هاينفع مع ضيوفك ف هاقعد فوق وانت خليك براحتك مع ضيوف.

هز رأسه نافياً ثم قال بإستنكار..
تقعدى فوق!، لأ طبعا مش هايحصل
رفع نفسه قليلاً واخرج الكريديت كارت الخاص به من جيب بنطاله، وامسكه في يده وهو يشير لشهد قائلاً بصوت قاتم..
خدى الكريديت كارت بتاعي وروحي اشترى ليكي هدوم وواحد هيوديكي.

زفرت شهد بضيق حقيقي وأدركت أنه لا مفر من هذه المواجهه، نهضت وتقدمت منه ببطئ ثم مدت يدها واخذت الكارت ليخرج عمر هاتفه من سترته ويتصل بعمار ويرد عليه عمار فيخبره عمر ان يأتي للمنزل ليصل شهد لإحدى الاسواق، وافق عمار واخبره انه سيأتي في خلال دقائق، بالفعل في خلال عشر دقائق وجدوا الباب يدق، ذهبت شهد لتفتح وعمر مازال جالس مكانه، فتحت ونظرت للجهه الاخرى لتتحاشي النظر لعمار، دلف عمار ثم تنحنح بحرج قائلاً..

ازيك يا مدام شهد
اومأت شهد دون ان ترد وحاولت رسم ابتسامة صفراء على وجهها، ليدلف عمار ويصل امام عمر، نظر له عمر بهدوء واردف بجدية قائلاً..
عمار معلش عايزك تودى شهد محل من المحلات الشيك عشان تشترى طقم
اومأ عمار وهو يرد بترحاب قائلاً..
تمام اتفضلي يا مدام شهد
استدارت شهد لتذهب وخلفها عمار، سمع عمر وهو يقول بهمس وتحذير..
خلي بالك منها يا عمار
ماتقلقش خالص يابووس.

قالها عمار وهو يسير خلف شهد متوجهاً للخارج بهدوء، وصلوا معا امام السيارة وتقدم عمار وفتح باب السيارة الخلفي وهو يقول لشهد برسمية..
اتفضلي
ركبت شهد بهدوء واستدار عمار واستقل سيارته واتجهوا لأحدى المول التجارى..

في المول،
وصلوا ثم ترجلوا من السيارة سويا، يسيروا معا، دلفوا للمول وشهد تنظر حولها لتتفقد المول في كل مكان، هي كانت تخرج في بلدها وتشترى وتذهب لمحلات فاخمة ولكن ليس كهذا، نظرت للأسفل وسارت هادئة حتى لا يلاحظها احد، وصلوا لمحل لملابس السيدات ودلفت وخلفها عمار، ظلت شهد تتفقد الملابس وتبحث عن طقم جذاب جميل، على الرغم من انها تعرف انها ترتديه لشاريها الا انها كانت تنتقي بهدوء..

اختارت فستان سواريه من اللون الاحمر، مطرز برقّة، دون اكمام، ضيق من الاعلي لينزل على واسع، له حزام عند الصدر، اختارت معه ( بلرو ) من اللون الاحمر المُشجر، جلبت بعض مساحيق التجميل ايضا، لم تعرف لما تفعل ذلك ولكنها، تفعله، تنهدت بإرتياح ودفعت بالكارت الخاص بعمر وانتهوا ثم خرجوا كما اتوا..

وصلوا امام المنزل وترجلت شهد من السيارة في يدها الفستان ولم تنتظر عمار، طرقت الباب وفتح لها عمر، دلفت واتجهت للأعلي دون نطق اى كلمة ولم تنظر له حتى، تعجب عمر ومط شفتيه بعدم رضا ثم هتف بجدية..
الساعة 7 تكونى لابسة
لم ترد واكملت سيرها، اتي عمار وتحدث مع عمر قليلاً ثم ذهب بعد فترة ليست بكبيرة.

اسدل الليل ستائره، كانت شهد حبيسة في غرفة تود البكاء ولكنها تمنع نفسها بصعوبة شديدة، نظرت للساعة لتجدها السادسة، نهضت واخرجت الفستان وبدأت ترتديه، بعد قليل انتهت من ارتدائه ونظرت لنفسها في المرآة، كانت شهد جذابة من دون اى مساحيق تجميل، صففت شعرها الذهبي بهدوء شديد وبدأت بوضع بعض مساحيق التجميل الرقيقة والخفيفة، نظرت لنفسها قد كانت جميلة بالفعل، ابتسمت بحزن، دقت الساعة السابعة تنهدت شهد وكأنها تعلن سجنها الابدى او اعدامها..

اتجهت للأسفل بخطوات واثقة، وصلت للأسفل لتجد عمر يجلس مع شخص، من يراه يعطيه ثلاثون سنة، يرتدى حلة رسمية، شعره خفيف ملامحه هادئة، لفت انتباهه شهد التي كانت امامهم، نظر الرجل لها بإعجاب شديد ولمعت عيناه، في حين نظر لها عمر بدهشة واعجاب وحب..!
افاق على صوت الرجل وهو يقول بأعجاب صريح..
مووووزة موزة يعني.

نظرت شهد للأرض بخجل من كلمته ولم تعلق في حين احتقن وجه عمر ونظر له بغضب، لم يتحمل ان يبدى اعجابه حتى بها، اذا ماذا سيفعل عندما تصبح لغيره..!
تنحنح الرجل قائلاً بحماس: يلا يا عمر عشان نمشي احنا
اغمض عمر عيناه ليهدأ نفسه وتنهد ثم قال بجمود..
ماشي يا فارس، روحى معاه يا شهد وورقتك هتوصلك ع بيته.

حدقت شهد به بصدمة، كانت تتوقع ان يتمسك بها ولو قليلاً، كان صدرها يعلو ويهبط من التوتر والخوف من نظرات ذاك الرجل الذي كان يأكلها بعيناه..
اقترب منها فارس وامسك يدها برقة مصطنعة، ارادت شهد ابعاد يدها ولكنه ضغط عليها بقوة وابتسامة زائفة مرسومة على وجهه، زفر عمر ولم يبدى اى رد فعل، في حين سار فارس وهو ممسك بيد شهد متجه للخارج و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة