قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل العاشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل العاشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل العاشر

ظلت تصرخ شهد ب عمر وهي تهزه وتصيح بحدة كأنه يسمعها قائلة..
عمر قووم، لا مستحيل يجرالك حاجة، بقولك ماتغمضش عينك قووم، ياااااارب.

بدأت دموعها في النزول بدون صوت وهي تنظر لعمر الملقي بجانبها كالطفل ف حضن والدته، فكرت لثواني قليلة ثم قررت النهوض والبحث عن اى شخص ليساعدها، رفعت رأس عمر بخفة ووضعتها على الأرضية ببطئ ثم نهضت، كادت تخرج من الكوخ ولكنها فجأة توقفت واعادت النظر لملابسها لتجدها كادت تُمزق، حاولت ان تدارى المكشوف منها بقدر المستطاع ثم خرجت وهي تتلفت حولها ك السارق الخائف من كشف احداً ما له، ظلت واقفة في الطريق العام على أمل ان تجد اى شخص، بعد نصف ساعة تقريباً وجدت سيارة قادمة من بعيد، تنهدت وهي تمسح دموعها، ومن ثم تقدمت ووقفت في منتصف الطريق، اقتربت السيارة اكثر وفرملت فجأة، نزل منها رجل كبير بالسن إلى حداً ما ومعه سيدة يبدو عليها الوقار ذات بشرة بيضاء وترتدى حجاب يظهر خصلات شعرها البيضاء التي تزيدها وقار..

نظر الرجل لشهد بتفحص ثم اقترب منها بهدوء، على عكس توقعات شهد التي اخذت شهيقاً وزفيراً استعداداً لتوبيخه، هتف الرجل بصوت رخيم قائلاً..
خير يابنتي واقفة ف نص الطريق لية
ابتلعت شهد ريقها ثم نظرت لنفسها واعادت النظر له مرة اخرى واجابته بتوتر وخوف قائلة: انا آآ اسفة بس آآ عمر مُصاب وهيموت، ارجوك عايز انقله على اقرب مستشفي
نظر لها الرجل وعقد حاجبيه بتعجب ثم أردف بتساؤل..
اهدى بس عمر مين وهو فين؟!

تابعت شهد بسرعة ونبرات راجية وهي تقول: هفهم حضرتك بعدين ارجوك مفيش وقت
نظر الرجل للسيدة التي كانت تجلس في السيارة كأنه يسألها عن رأيها، ابتسمت السيدة واومأت برأسها موافقة فوجه الرجل نظره لشهد و..
طب يلا هو فين بسرعة.

استدارت شهد بسرعة وعادت للكوخ وهو يتبعها، وصلوا للكوخ ومع كل خطوة لشهد يتعجب الرجل اكثر وما كان يحيره هو وجودهم في هذا المكان المهجور، تفاجئ ب عمر ملقي على الأرض ينزف، اقترب منه واتكأ جس نبضه ليتأكد من استمراره على قيد الحياة، تنهد بأرتياح عندما وجده يتنفس، حاول حمله وساعدته شهد بقدر ما استطاعت ثم توجهوا به للخارج حتى وصلوا للسيارة وضعه الرجل في الكرسي الخلفي وركبت شهد من الجهه الاخرى ورفعت رأسه ووضعتها على قدمها، وركب الرجل سيارته وادار المقود متوجهاً لأقرب مستشفي، نظرت شهد لعمر ودققت في معالم وجهه وملست بأصابعها برقة على وجنتيه وعلى جفنه المغلق وامسكت بيده الخشنة وهي تتحسسها، هبطت دموعها دون ان تشعر وهي تتذكر كل مناقرتهم مع بعض ومساعدته لها..

وصلوا امام المستشفي وترجل الرجل من السيارة وفتح الباب الخلفي ونظر للأمن ثم هتف بصوت عالي قائلاً..
محتاجين ترولي بسرعة
نهض رجل الأمن واخبر الممرضات بخفة وجاء بعض الممرضات والامن وحملوا عمر ووضعوه على الترولي، وشهد ظلت ملازمة له حتى دلفوا ورأه الطبيب وتفحصه سريعاً ثم نظر للمرضة بصوت آمر..
جهزوا اوضة العمليات بسرعة.

توجهوا بعمر إلى غرفة العمليات وبدأو اعداد غرفة العمليات وكادت شهد تدخل معه إلا ان اوقفتها الممرضة قائلة بجدية..
ماينفعش حضرتك تدخلي هنا.

زفرت شهد وتركت يد عمر وهي تنظر له بحزن ثم تراجعت ليدلفوا هما بعمر ويأتي الطبيب ويدلف بعدهم وتُغلق غرفة العمليات، جلست شهد على احدى المقاعد وتلقلقت الدموع في عيونها وهي تدعو الله ان يشفي عمر، شعرت انه ينتمي لها، او شخص قريب منها تخشى فقدانه، وضعت يدها على وجهها وهي تنظر للأرضية بخوف...

في منزل رضوى،
في الصالة تجلس رضوى منتظرة شقيقتها ان تأتي بفارغ الصبر لتعلم اين كانت بعد دخول والدتها للنوم بعد إرهاقها في العمل، كم تمنت ان يكون ما تفكر به خاطئ، بعد قليل شعرت بحركة امام الباب، رفعت نظرها نحو الباب لتجد مها تدلف، توترت مها عندما وجدت رضوى جالسة هكذا..
جزت رضوى على اسنانها بغيظ قائلة..
ممكن اسأل كنتي فين يا مها؟!

اغلقت مها الباب ثم اقتربت من رضوى وجلست بجانبها واجابتها بأرتباك حاولت اخفاؤه..
ما آآ ما انتي عارفة يا رضوى إني كنت بأقدم في شغل
ردت رضوى بتهكم قائلة: بجد، شغل اية دة إلى بيقعد من 10 الصبح لحد 10 بليل
شعرت مها انها في مأزق وان رضوى ستعرف حتماً ان لم تخبرها بسبب مقنع، صمتت وظلت تفكر وهي تنظر حولها ثم استطردت بحزن مصطنع..

: اه صح يا رضوى، ما أصل في واحدة صحبتي تعبت ودخلت المستشفي ف انا اضطريت اروح ازورها بس
لوت رضوى شفتيها بتهكم ثم تابعت بسخرية واضحة..
بجد، امممم ماشي يا مها بس ياريت لو في حاجة ماتخبيش عني لأني اختك مش عدوتك واكتر واحدة تخاف عليكي
اومأت مها رأسها بموافقة ثم رسمت على وجهه بصعوبة ابتسامة صفراء، قالت بهدوء: اه طبعاً طبعاً يا رضوى.

هزت رضوى رأسها وهي تنظر ل مها بشك، تلاشت مها نظراتها بقدر المستطاع وهي تحاول ان تظهر انها تخلع حذائها، بينما نهضت رضوى واتجهت لغرفتها دون كلمة اخرى، رفعت مها رأسها وتنفست الصعداء، ثم نهضت واتجهت لغرفتها واغلقت الباب خلفها لتجد طفلها نائم بهدوء، اقتربت منه ثم طبعت قبلة رقيقة على جبنيه ونهضت مرة اخرى لتبدل ملابسها ب ( بيچامة ) وتنام على الفراش بجانب طفلها بأرهاق شديد...

في المستشفي،
بعد ساعة ونصف تقريباً خرج الطبيب من غرفة العمليات والارهاق بادى على وجهه، هبت شهد واقفة ثم نظرت له وهتفت بتساؤل يشوبه الخوف قائلة..
طمني يا دكتور هو بخير؟
اجابها الطبيب بجدية وتعب: ماتقلقيش هو بخير، والجرح عالجناه بقدر المستطاع، هو بس مطلون ان ما يحركش كتفه الفترة دى عشان مايؤديش لتطورات تانية صعبة
اومأت شهد رأسها موافقة بأرتياح ثم اردفت بهدوء قائلة: شكرا جدا يا دكتور.

شعرت شهد انها استردت روحها من جديد، وها هو عمر المتعجرف المغرور بالداخل مُصاب غير قادر على الحركة بحرية حتى، ولكنها تسائلت لماذا خشيت حدوث شيئاً له، لماذا هبطت دموعها خوفاً من ان يصيبه مكروه، اقنعت نفسها ان هذا بسبب مساعدته لها فقط..
في نفس الوقت مرت ممرضة من امامها، فسألتها بسرعة..
هو انا ممكن ادخله امتي؟!
الممرضة بأبتسامة: اول ما يفوق من البينج وننقله اوضة عادية تقدرى تدخلي
شهد بفرحة داخلية: متشكرة.

اومأت الممرضة ثم استدارات وسارت إلى حيث تريد بينما تنهدت شهد تنهيدة طويلة تحمل الكثير بها، بعد دقائق وجدت الممرضات ينقلون عمر لغرفة اخرى بسرير متحرك، لمعت عيناها واقتربت منه لتجده يتمتم بكلمات غير مفهومة، عقدت حاجبيها وهي تحاول الفهم ولكن فشلت، وصلوا إلى احدى الغرف ووضعوه ف الغرفة وعلقت له الممرضة المحاليل ثم خرجت، اقتربت شهد منه وجلبت الكرسي وجلست عليه ثم امسكت يده وركزت في وجهه لتجد ملامحه الصارمة اصبحت هادئة ومُرهقة، ساكن ومعلق له المحاليل، مغلق العينين وظاهر عليه التعب الشديد، لأول مرة تراه شهد هكذا ضعيف منذ ان عرفته، فعمر الذي تعرفت عليه صارم قاسي متعجرف مغرور قوى..

وجدته يتمتم مرة اخرى ولكن هذه المرة اوضح، اقتربت منه لتسمع ما يقول، لتجده يهمس بتعب قائلاً..
مريم، وحشتيني اوى
كأن دلو من الثلج سقطت عليها وجمدت ملامحها وهي تبتعد بدهشة، ظلت ناظرة له، من هي مريم! هل هي حبيبته، أمازال يحبها لهذه الدرجة يقول اسمها وهو غير واعي، أهي سبب معاملته الجافة والقاسية لها، نفضت تلك الافكار من رأسها ثم ربعت يدها وزفرت بضيق وهي تنظر له بتفكير وخنقة..

في منزل مصطفي،
كان مصطفي يرتدى بنطال جينز وتيشرت على غير عادته استعداداً للسفر، كانت حقيبة سفره جاهزة بجانبه، كان يفعل اتصالاته الخاصة بالعمل ويظبط أموره حتى يستطيع السفر بأطمئنان وحتى اذا اضطر للمكوث هناك اكثر من يوم، هبط والده من الأعلي بهدوء ثم جلس بجانبه وربت على كتفه وهتف بصوت أجش قائلاً..
بردو ماعايزش تجولي لية هتسافر يا ولدى بجا ( بقا )؟!

تنهد مصطفي بضيق وعلم انه لا مفر من اخبار والده، نظر له ثم رد بجمود قائلاً..
مسافر اجيب شهد يابوى
هز والده رجله وهو ينظر له بضيق ثم تابع بغضب قليل قائلاً..
يووه احنا ماوراناش غير شهد دي!
جز مصطفي على اسنانه بغيظ مردداً..
: ايوة يابوى ايوة، شهد ماينفعش تكون لغيرى، شهد ليا انا وبس..
زفر والده بضيق شديد ثم خبط على كتفه بقوة إلى حداً ما وزمجر قائلاً..

اتمني ماتعملش اى حاجة متهورة يا مصطفي عشان ماتصرفش تصرف مايعجبكش ابداً
استدار وانصرف وهو يجر جلبابه خلفه بغضب، بينما تنهد مصطفي وهب واقفاً وصاح بصوت آمر..
هاتوا شنطتي ف العربية
خرج وركب سيارته وهو يشعر ان كل شيئ يسير عكس إرادته تماماً ومن ثم اغلق الباب وهو ينظر للخادم الذي يضع حقيبته في الخلف وادار المقود منطلقاً للمطار..

في المستشفي،
دلف ذلك الرجل الذي ساعد شهد ليجدها غفت على الكرسي وهي بجانب عمر، ابتسم بعفوية ثم اقترب منها وخبط على كتفها برفق ليوقظها، فزعت شهد واستيقظت بخوف وصاحت قائلاً..
لااااااا لااااا
تعجب الرجل من صراخها وفزعها ورجع للخلف بخطوات بسيطة حتى لا يخيفها اكثر بينما نظرت له شهد وزفرت بضيق وخوف، مهلاً ف ما مرت به شهد ليس بقليل، فهذه كانت محاولة اغتصاب وليس بالهين ان تنساها بهذه السرعة..

نظرت للرجل ثم تنحنحت بحرج قائلة
: انا أسفة بس آآ غصب عني
ابتسم الرجل ابتسامة صفراء و رد ب..
ولا يهمك يا بنتي، هو عامل اية؟
شهد وهي موجهه نظرها لعمر بهدوء..
الدكتور قال إنه كويس الحمدلله
اومأ الرجل بأبتسامة ثم تابع بأسف قائلاً..
معلش بقا يا بنتي احنا مضطرين نمشي
لا طبعاً يا عمو انا إلى أسفة اوى لأني عطلتكم كل دة
الرجل بنفس البسمة الطيبة: ولا يهمك، سلام يا بنتي.

شهد بهدوء وابتسامة هادئة: مع الف سلامة، شكرى لطنط كمان
استدار الرجل بهدوء وخرج من الغرفة، ليترك شهد وحدها تنظر لعمر لتجده يحاول تحريك يده، اقتربت منه وامسكت يده وهي تقول..
عمر، عمر انت كويس حاسس بإية؟
تمتم عمر بخفوت قائلاً: انا كويس، اية إلى حصل وانا فين؟
اجابته شهد بهدوء وهي تبعد يدها عن يده و..
محصلش حاجة، انت فالمستشفي.

اراد عمر النهوض، فأقتربت منه بتردد ثم حاولت ان تساعده في الجلوس، نظر لها بهدوء وارتبكت هي من نظرته ومن قربها منه لهذه الدرجة، ابتعدت على الفور وجلست على الكرسي مرة اخرى وارجعت خصلاتها خلف اذنها بتوتر بينما اعتدل عمر في جلسته وتآوه بألم من كتفه..
سارعت شهد بسؤاله: انت كويس؟
اومأ عمر برأسه وهو ينظر للجهه الاخرى بضيق، لم تعلم شهد سبب ضيقه وتعجبت، زفرت بضيق وبعد ثواني وجدته يهتف بحدة..
اطلعي برة يلاا.

شهد فاغرةً شفتيها بصدمة: نعممم!
نظر لها عمر وجز على اسنانه ثم تابع بصراخ: قوولت اطلعي برة غورى مش عايز اشوف وشك
انتفضت شهد بفزع وتلقلقت الدموع في عيونها برهبة حقيقة شعرت بها ولأول مرة من صراخ عمر، لا هذا لم يكن عمر الذي رأته منذ قليل..
استدارت بسرغة وركضت من الغرفة وهي تبكي، تنهد عمر ثم مدد جسده بأريحية وهو يتذكر...

بعد مرور ساعات وصل مصطفي إلى مطار القاهرة وحمل حقيبته ثم اوقف سيارة اجرة وركبها وانطلق إلى مكان ما..
بعد مايقرب من النصف ساعة وصل الى المكان الذي اراده ثم نزل من السيارة واخرج النقود من جيبه واعطاها للسائق لينصرف، وزع نظره في المكان وبعد قليل اتي احدى الاشخاص متخفي، اقترب من مصطفي ثم هتف بصوت تجش قائلاً: مصطفي بيه أهلاً
تنحنح مصطفي بجدية قائلاً..
اهلا، فين المكان؟!

الشخص وهو ينظر حوله عسي يكون احداً ما يراقبه: الهرم، شارع ابراهيم سلطان، البيت رقم 20
ابتسم مصطفي ابتسامة نصر ثم ربت على كتفه بفخر واخرج بعض النقود من جيبه واعطاها لذلك الشخص ثم استطرد بأمتنان قائلاً..
خد دول متشكر يا، عطيه!

قررت شهد ان تدلف إلى الغرفة للأطمئنان على عمر بعد مكوثها في الخارج لأكثر من ساعتين، كانت تريد ان تعرف لماذا فجأة تغير هكذا، فهو يظل الذي ساعدها وآواها في منزله بعدما كانت في الشارع هاربة لا تعرف مآوى ولا ملجأ لها، حسمت قرارها ثم دلفت ببطئ وهدوء، لتنصدم بشدة عندما وجدت احد الاشخاص وهو...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة