قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي عشر

صُدمت شهد كثيراً عندما رأت احدى الأشخاص وهو ملثم ويحاول ان يقتل عمر..!، كان يعطيه حقنه هواء..

ركضت للداخل لتمنعه من محاولته ثم حاولت ان تصرخ وارتبك هو من ظهورها المفاجئ امامه ثم نظر لعمر بسرعة وألقي ما في يده وتقدم بسرعة وكتم فمها حتى لا يسمعها اى شخص ثم شعر انه اصبح في خطر، دفع شهد بقوة وركض خارج الغرفة، كان عمر مستلقي لا يشعر بما حوله، فزعت شهد ثم نهضت بسرعة والدموع في عيونها، ثم ركضت واقتربت منه كثيراً ثم اخذت تهزه برفق قائلة بصوت مبحوح..
عمر، عمر انت كويس، عمر.

لم يستجيب لها ابداً كأنه في عالم أخر، ابتلعت ريقها بخوف واخذت تتنفس بصعوبة، لم تدرى لماذا ينتابها هذا الشعور بالخوف، استدارت بسرعة ثم خرجت من الغرفة وتلفتت حولها ثم صاحت قائلة..
دكتور ياا دكتور
اتت الممرضة بسرعة ونظرت لها بتفحص ثم هتفت بتساؤل..
: خير خير اهدى، في اية؟
اجابتها شهد مسرعة قبل ان تبدأ دموعها في الهطول بغزارة..
آآ اصل في حد كان، كان جوة وآآ.

اشارت على عمر وشرعت في البكاء بصوت عالي كالأطفال واكملت وسط شهقاتها قائلة: عمر مش بيفوق وكان في حد جوة، ك كان بيحاول يموته.

شهقت الممرضة بصدمة ثم اسرعت امام شهد ودلفت وهي تتفحص المُلقي على الأرض ثم وجههت نظرها لعمر الساكن، لحقتها شهد بسرعة واقتربت منه الممرضة اكثر ثم بدأت في فحصه ومطت شفتيها بعدم رضا وتنهدت ثم استدارت وخرجت من الغرفة وأنطلقت بأتجاه غرفة الطبيب الخاص بمعالجة عمر ووجدته في الطريق إليها، أردفت بجدية بالغة..
دكتور كنت لسة جاية لحضرتك، شكل المريض دخل في غيبوبة..!

نظر لها الطبيب بصدمة ثم زفر بضيق واسرع في خطواته نحو غرفة عمر، دلف وخلفه الممرضة ليجد شهد تجلس بجانب عمر ممسكة بيده وتهذى ببعض الكلام ودموعها تنزل كالمطر، قال الطبيب بصوت أجش..
لو سمحتي ما ينفعش كدة، اتفضلي استني برة عشان نشوف شغلنا.

نهضت شهد دون ان ترد ثم تركت يد عمر ببطئ وهي تنظر له كأنها تترجاه ان ينهض، خرجت من الغرفة واغلقت الممرضة الباب خلفها وبدأ الطبيب في فحص عمر، راقبتهم شهد عبر زجاج الباب بلهفة حقيقية ثم سندت رأسها على الباب وهي تحدث نفسها بخنقة..
ياارب، يارب اشفيه وعافيه يااارب
خرج الطبيب بعد دقائق ثم وقف ونظر لشهد وتنهد، قلقت شهد من معالم وجهه التي يبدو عليها الأسف والضيق، سارعت بسؤاله بلهفة قائلة..

طمني يا دكتور حصله اية؟!
اجابها الطبيب بأسف: دخل في غيبوبة وللأسف مانعرفش ممكن يقعد اد اية
ها هي تتلقي صدمة اخرى، شعرت ان قواها خارت ولم تعد تحتمل الوقوف، اقتربت من المقعد وجلست عليه بدبة، ثم نظرت للطبيب بهلع كأنها لم تستوعب ما قاله للتو وهمست: يعني آآ ي يعني أية!
نظر لها الطبيب بشفقة ثم اعاد كلماته..
انا أسف بس إلى حصل ماكنش متوقع، ادعيله كتير.

استدار وغادر ومعه الممرضة تاركين شهد في وحدتها وخوفها تماماً كالطفل الذي سيفقد والدته ويخاف من مواجهه كل شيئ بمفرده، بكت، بكت كثيراً بحرقة، كانت تعتقد انها لا تخشي حدوث شيئ له وانه واجب ليس إلا، ولكنها الآن تأكدت انها لا تستطيع الاستمرار وحدها..

وصل مصطفي إلى العنوان وقد اعني بالعنوان منزل عمر نعم ف عطيه كل ما يهمه في الحياة هو المال حتى وان كان سيبيع رب عمله ورفيق دربه، نزل من سيارته وهو يشعر بالأنتصار كلما يقترب من منزل عمر، لم يعلم مصطفي ان شهد تعيش مع عمر، لأن عطيه لم يخبره بأى شيئ سوى العنوان، تفقد المكان بعيناه ثم اقترب من الباب وطرقه ببطئ، كان يتوقع ان تفتح له شهد ويرى الرعب يدب اوصالها من رؤيته، ولكن خاب ظنه عندما لم يجد مستجيب، طرق الباب بقوة اكبر وهو بهتف بحدة..

شهد، انا عارف إنك جوة يا شهد يلا افتحي يا شهد يلاااا
ولكن ايضاً لم يفتح له بالفعل، كان يردد اسمها بمفرده دون جدوى حتى انقطع امله، صاح بغضب هادر..
مش هاسيبك يا شهد ومش هارجع البلد إلا معاكي أو مع، جثتك!
صمت لعدة ثوان وشرارة الغضب تشع من عيناه وأكمل بنفس الإصرار..
انتي لو مش هاتكوني ليا يبقي استحالة تكوني لغيرى، ايوة انتي ليا انا وبس!

استدار ثم اتجه لسيارته وركب بضيق واغلق الباب ثم ادار المقوظ متجهاً لأحدى الأماكن...

في المستشفي،
نهضت شهد بعد بكاء مرير واتجهت نحو عمر وارادت الدلوف للغرفة، سبقتها الممرضة التي جاءت فجأة ووضعت يدها امام شهد ثم هتفت بجدية..
ماينفعش تدخلي يا أنسة
نظرت لها شهد برجاء ثم تابعت بصوت يكاد يسمع من كثرة البكاء قائلة..
ارجوكى عايزة أدخل، مش هأطول والله بس لازم ادخل وأتكلم معاه
مطت الممرضة شفتيها بعدم رضا ثم اجابتها بفتور ب..
: ياريت ماتتأخريش، خمس دقايق مش اكتر عشان ماتحصلش مشكلة.

اومأت شهد برأسها موافقة بلهفة ثم مسحت دموعها بطرف التيشرت الخاص بها في حين ابعدت الممرضة يدها لتترك لها العنان، دلفت شهد بسرعة كالمجنون ثم جلبت الكرسي بجوار الفراش وجلست عليه بهدوء حتى لا تزعجه، ما إن امسكت يده الباردة حتى شرعت في البكاء مرة اخرى، فقد كان البكاء هو وسيلتها الوحيدة لتخرج كل ما بداخلها، حسست على يده بأصابعها برفق ليبدو لون يده السمراء بجانب يدها البيضاء غير متناسقان ابداً..

كانت ناظرة ليده بتركيز ثم هتفت بصوت أرهقه البكاء..
عمر، انا صحيح ماقعدتش معاك كتير، يعني كام يوم بس انا خايفة اووى، خايفة اوجهه كل حاجة لوحدى، اتعودت على وجودك في الكام يوم دول طب افرض محسن جه تاني عشان ياخدني، مين هيدافع عني ويحميني، قوم يا عمر بقا ارجوك ماتحسسنيش بالذنب اكتر من كدة، انا مش عارفة دة شعور بالأحتياج ولا لا، بس كل إلى اعرفه إني محتجاك جمبي ومفتقداك جداً.

صمتت وشعرت كما لو انه يسمع لكل كلمة تقولها ويشعر بها، ابتسمت دون وعي منها ثم أستطردت حديثها بنبرات مختنقة..
عارف، احياناً كتير بأحس انك شبه بابا اووى، حنين وقاسي في نفس الوقت، احيانا بأخاف منك ومن زعيقك وبصتك ليا لما بضايقك، واحيانا بأحس انك حنين اوووى وملجأ ليا في عز محنتي، انت اية بالظبط انا مش فهماك خالص.

نظرت لجفنه المغلق بحزن، تمنت لو انه فتح عيناه ونظر لها بغضب كالمعتاد، لو انه يزمجر بغضب في وجهها كما يشاء، ولكن، بالطبع لم يحدث ذلك
نهضت من على الكرسي وابعدته عن الفراش ثم ألقت نظرة اخيرى وتنهدت واستدرات وخرجت من الغرفة لتجلس على المقعد امام الغرفة بتعب.

في احدى البارات،
يجلس حسن على منضدة ما، يرتدى كالمعتاد تيشرت اسود وبنطال جينز، يجلس بجواره شخص ولكنه هادئ، ينظر لحسن بصمت ولوم وحزن على حالته، هتف ذلك الرجل بتساؤل قائلاً..
وبعدين معاك يا حسن، انت مستفاد اية من انك تلعب ب مها
تأفف حسن بملل ثم نظر له واجابه ببرود..
يوووه يا إبراهيم، احنا مش هانخلص من السيرة دى بقا
جز إبراهيم على اسنانه بغيظ ثم أردف ببعض الحدة قائلاً..

لأ مش هانخلص يا حسن غير لما تقولي سبب مقنع من إنك تخلي واحدة متجوزة تتطلق عشان ترضي غرورك بس!
إرتشف حسن من كأس الخمر وبدى عليه السكر والإعياء، تابع بنفس البرود..
اديك قولت اهو بأرضي غرورى، ورغباتي كمان، واحدة لا بتطيق جوزها وتتمنالي الرضا أرضي اقول لا
ثم إرتشف رشفة اخرى وانزل الكأس على المنضدة بقوة وهو يستأنف حديثه البارد كأنه يتحدث عن لعبة..
حد يقول للنعنة لأ، وانا مابقولش لأ بصراحة اكتر.

إبراهيم بحنق: ارجع عن إلى بتعمله يا حسن عشان هاتندم صدقني
حسن بسُكر وكلمات متقطعة: مش هأندم بس أطلع منها انت يا إبراهيم
نهض إبراهيم عن الكرسي ودفعه بنرفزة ونظر له بحدة ثم هتف بأمتغاض..
انا ماشي يا حسن، سلام
لم يعيره حسن أهتمام وظل يشرب من تلك الخمرة التي جعلته غير مسيطر على نفسه واخذ يهذى بكلمات غير مفهومة.

بعد مرور ساعات،
قرر مصطفي ان يعود لمنزل عمر مرة اخرى لعلي تكون شهد قد عادت ويجدها في ذلك المنزل، كان يقيم مصطفي في احدى الفنادق ( المشبوهه )، بدل ملابسه ومازال الضيق بادياً على وجهه ثم ترك حقيبته واخذ هاتفه وخرج من الغرفة وهبط للأسفل، نظر لموظف الاستقبال ثم اقترب من اذنه وهمس له بشيئاً ما، في حين ازادت ابتسامة الموظف وهو يقول..
من عنيااا يا باشا.

ابتسم مصطفي ابتسامة بسيطة ثم استدار وركب سيارته وادار مقوده لمنزل عمر بنفس الاصرار والحماس...

في المستشفي،
نهضت شهد وتذكرت ذلك الرجل الذي حاول قتل عمر وزاد خوفها على عمر وشعرت انه ربما يعود ويحاول ان يقتله مرة اخرى وربما، ربما لا تستطيع انقاذه، اتجهت نحو مكتب الطبيب وترددت قليلاً ولكن تنهدت كأنها تشجع نفسها ثم طرقت الباب، اذن لها الطبيب بالدخول، ففتحت الباب ودلفت ببطئ، نظر لها الطبيب بتساؤل ثم هتف بترحاب قائلاً..
خير اتفضلي يا أنسة، استاذ عمر حصله حاجة ولا اية؟!

هزت شهد رأسها نافية ثم جلست على الكرسى امام المكتب واستطردت بشرح وجدية معاً قائلة..
ماحصلوش حاجة يس ممكن يحصله
عقد الطبيب حاجبيه بتعجب ثم تابع بعدم فهم قائلاً..
مش فاهم، ياريت توضحيلي اكتر
زفرت شهد وهي تتذكر شكل ذلك الرجل الملثم ودق قلبها بخوف شديد واصبحت تفرك اصابعها بتوتر، نظرت للطبيب مرة اخرى وهي تحاول ان تبدو ثابتة وجادة..
يعني انا لما جيت داخلة لعمر لاقيت واحد كدة وشه مش باين كان هيديه حقنة هواء.

حدق بها الطبيب بصدمة ثم اردف بحدة..
ازاى الكلام دة وفين الامن!
رفعت شهد اكتافها بمعني لا اعلم ثم تابعت بحنق وحدة..
مش عارفة يعني لولا ستر ربنا كان زمان عمر، حصله حاجة بعيد الشر، انا جاية لحضرتك عشان تحل الموضوع
اومأ الطبيب برأسه متفهماً ثم ابتسم ابتسامة صفراء وهو يقول..
مش عايزك تقلقي، انا هأنزل للمدير وهاشتكي الأمن وهخليهم يحطوا أمن على اوضة عمر وممكن نبلغ البوليس كمان.

اسرعت شهد وهي تهز رأسها نافية: لأ لأ مش بوليس، يكفي إلى حضرتك هاتعمله بس، وآآ شكراً
الطبيب بأبتسامة هادئة: عفواً
نهضت شهد ثم استدارت وغادرت الغرفة بهدوء وهي تفكر بعمر فهي اصبحت لا فكر غير به، نظرت لملابسها فهي ظلت بها 3 ايام تقريباً وبها اجزاء ممزقة، فكرت قليلاً ثم هتفت محدثة نفسها..
انا لازم اروح البيت اجيب ليا اى هدوم...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة