قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

سارت بخطوات بطيئة بأتجاه بوابة الخروج ثم غيرت اتجاهها وعادت بأتجاه غرفة عمر لتجد الممرضة تمر، اوقفتها بهدوء وهي تقول..
لو سمحتي، انا رايحة اجيب حاجات من البيت ومش هتأخر ربع ساعة
اومأت الممرضة برأسها ثم هتفت بجدية..
تمام ماشي
استدارت وسارت ثم خرجت من المستشفي بأكملها، كانت بحوذتها محفظة النقود الخاصة بعمر، استقلت سيارة اجرة واخبرته بعنوان منزل عمر وادار الرجل المقود متجهاً للمنزل...

بعد مايقرب من ساعة وصلت امام المنزل ونزلت من ( التاكسي ) ثم اخرجت النقود واعطتها للسائق فأدار المقود وغادر..

دلفت إلى المنزل ثم اخرجت المفتاح الذي كان مع عمر من الحقيبة ودلفت بهدوء، اتجهت للأعلي لتلك الغرفة التي كانت تجلس بها احياناً وفتحت الباب ودلفت ثم اغلقته خلفها، اتجهت للدولاب واخرجت طقم من الملابس التي جلبها لها عمر سابقاً والتي كانت عبارة عن تيشرت نصف كم من اللون الاصفر وعليه بعض الرسومات الرقيقة وبنطلون جينز ضيق وبلرو جينز، دلفت إلى المرحاض لتغتسل وهي تتذكر كل ما حدث معها منذ مجيئ محسن، اختلطت دموعها مع الماء دون ان تشعر، انتهت ثم خرجت وهي تلف المنشفة على جسدها، ارتدت ملابسها ثم صففت شعرها بسرعة واخذت الحقيبة مرة اخرى وهبطت للأسفل، ألقت نظرة اخيرة على المنزل ثم اتجهت للباب، كادت تفتح إلا انها وجدت الباب يدق بقوة، شعرت بالخوف فهي الان بمفردها وعمر ليس معها ليحميها، دق قلبها بخوف وحاولت ان تشجع نفسها وفتحت الباب، كانت لها الصدمة الكبرى عندما رأت مصطفي امامه وما ان رأها حتى ظهرت تلك الابتسامة المستفزة على ثغره، شهقت شهد بخوف وهي تتراجع للخلف ببطئ، ظل مصطفي يقترب وهي يرى نظرات الخوف والهلع في عيونها التي لطالما احب ان يراها في عيونها، شعرت شهد ان قلبها سيتوقف حتماً من شدة الخوف، تذكرت عمر في تلك اللحظة وتلقلقت الدموع في عيونها، هتفت بصعوبة بكلمات متقطعة..

م مصطفي!
ابتسم مصطفي ببرود ثم اومأ برأسه وأردف بنبرة اشبه لفحيح الأفعي..
ايوة مصطفي وجاى عشان اخدك
ايقنت شهد انها وقعت في مأزق حقاً ولكن حاولت ان تبدو ثابتة، تابعت بسخرية واضحة قائلة..
لا والله، وتاخدني بصفتك مين ولية
مصطفي بأستنكار: بصفتي مين! ولية!
اومأت شهد ببرود مستفز ثم عقدت ساعديها وهي تنظر له بسخرية، في حين استطرد مصطفي بحدة قائلاً..
بصفتي خطيبك وزوجك المستقبلي.

زفرت شهد بضيق ثم ابتلعت ريقها بصعوبة وتابعت بتوتر حاولت اخفاؤه..
لأ انت مش خطيبي
رفع مصطفي حاجبه الأيسر بتعجب ثم مط شفتيه واردف بصرامة..
انتي مش شايفة انك سوقتي فيها ولا بقالك كتير ماشوفتيش الوش التاني
صاحت شهد بضجر: يوووه بقا انت اية يا اخي مش بطيقك مش عايزاك، اية مابتزهقش بقاا.

جز مصطفي على اسنانه بغيظ فكيف لها ان تقول بوجهه انها لا تريده، كان يعلم ذلك ولكنه لم يتوقع ان تتجرأ وتقل له هكذا يوماً ما، اقترب منها اكثر ثم امسك ذراعها بقوة وضغط عليهم بشدة ألمتها ولكنها لم تظهر ذلك، هتف بنبرات جامدة قاسية..
: مش انا إلى واحدة زيك تقولي مش عايزاك، انتي مفكراني عاشق جمالك في الضلمة، لا انا عايز اثبتلك انك زيك زى غيرك بس إلى مانعني من دا عمي عشان كدة هثبتلك بس وانتي مراتي..!

لم تعرف ماذا تقول، حاولت جاهدة تخليص يدها من قبضته، تركها وهو ينظر لها نظرات ارعبتها، لم تشعر بنفسها إلا وهي تقول بتلعثم..
ماينفعش واحدة تتجوز مرتين
صُدم مصطفي وحدق بها مثل الصقر، نظرت للجهه الأخرى ثم اكملت بجدية مصطنعة..
ايوة، انا آآ اتجوزت وآآ
لم تستطيع ان تكمل حين وجدت مصطفي فجأة ينقض عليها ويمسك بفكها وهو يضغط عليه بيده ثم زمجر بغضب قائلاً..

كدااابة، بتقولي كدة عشان اسيبك بس ورحمة امي ما هسيبك يا شهد
لم تجد امامها مفر سوى ان تمسك بالزهرية المجاورة على المكتب ثم خبطت مصطفي بها على رأسه ليتبعد وهو يتألم ورأسه تنزف دماء، ابتلعت ريقها بخوف ولكنها لم تفكر وركضت للخارج بسرعة ثم اوقفت اول سيارة اجرة تقابلها وركبت بسرعة ثم هتفت وهي تلهث..
ارجوك اطلع بسرعة
ادار السائق المقود وسار بسرعة ثم اردف بتساؤل..
خير مالك يا بنتي وعايزة تروحى فين.

نظرت شهد للخلف لتتأكد ان كان مصطفي يلحقها ام لا، تنفست الصعداء عندما لم تجده، نظرت للسائق ثم تابعت بأمتنان..
انا عايزة اروح مستشفي (، )
اومأ السائق برأسه ثم اتجهوا للمستشفي...
نهض مصطفي بسرعة خلفها وهو ممسك برأسه ويسير بصعوبة ولكن رأها تركب السيارة، لم يكن بحالة تسمح له بالأسراع خلفها، ركب سيارته ثم اتجه لأقرب صيدلية ليداوى جروحه..
حدث نفسه بتوعد وغيظ من فعلتها..

ماشي يا شهد، بس على جثتي إني اسيبك حتى لو هضطر إني اخطفك لو متجوزة فعلاً!

في الصعيد ( منزل والد مصطفي )،
فييين مصطفي يا عمي؟!
هتف محسن بتلك الجملة بغضب وهو يحدق بعمه ويبدو الغضب على ملامح وجهه كلياً، في حين يقف عمه في الجهه المقابلة له بكل برود وهو يستند على العصاة الخاصة به، تحول بروده لصرامة وهو يقول..
لما تتكلم مع عمك تتكلم بطريجة احسن من اكدة يا محسن
زفر محسن بضيق شديد وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً، تابع بهدوء مصطنع..

منا بجالي ساعة بسألك فين مصطفي يا عمي وماراضيش تجولي!
اقترب العم من المقعد ثم جلس ووضع قدم فوق الاخرى ثم نظر لمحسن مرة اخرى واردف بجدية..
ما انت عارف هو فين وإلا مكنتش جيت سألتني فجأة كدة
ضغط محسن على شفتيه بأسنانه محاولاً ان يمتص غضبه في حين اكمل عمه بحنق قائلاً..
على العموم هريحك، مصطفي سافر عشان يرجع شهد
كان محسن يتوقع ذلك ولكنه حاول تكذيب نفسه على امل ان يكون شكه خاطئ، هتف بتساؤل..

وعرف مكان شهد منين بجا!
عقد عمه حاجبيه ثم استطرد بشك..
انت اية ماعايزش مصطفي يلاجيها ولا انت لاجيتها ومارضيتش ترجعها ولا تكونش ضحكت عليك بكلمتين عشان تسيبها يا محسن؟
تنهد محسن وتوتر ولكنه نجح في اخفاء توتره وتابع ببرود قائلاً..
لأ يا عمي بس مانسيتش انها اختي!

استدار ليغادر دون ان يسمع رده في حين دب عمه بعصاته على الأرض بغضب واخذ يفكر ماذا قد يفعل مصطفي ان وجد شهد، وماذا، ماذا ان قتلها حقاً!، ستكون مصيبة فعلاً، فهو يعرف اخيه جيداً لا يفرط في ابنائه مهما حدث.

امام المستشفي،
وصلت شهد امام المستشفي ثم نزلت من السيارة واخرجت بعض النقود واعطتها للسائق واستدارت ودلفت وهي تتلفت حولها خوفاً من ان يكون مصطفي يلحقها، اتجهت لغرفة عمر ووجدت امام غرفته رجلان أمن والممرضة تخرج من الغرفة، سارت بسرعة ووقفت امامها ثم هتفت بتساؤل قائلة..
لو سمحتي مفيش اى جديد ف حالته؟
اجابتها الممرضة بجدية معتادة قائلة..

لا في انه تقريباً بيبدأ يستعيد وعيه لاني اما كنت بشوفه لاقيته بيحاول يحرك ايده وكنت رايحة انادى الدكتور
تهللت اسارير شهد وابتسمت بسعادة وهي تقول بفرحة..
انتي بتتكلمي بجد
الممرضة بأبتسامة: ايوة والله
شعرت انها استردت روحها التي سلبت منها مرة اخرى، تكونت الدموع في عيونها ولكنها مسحت عيونها رافضة نزولها في حين استدارت الممرضة وسارت متجهه لغرفة الطبيب...
جلست شهد على المقعد امام الغرفة وهي تتمتم بخفوت..

الحمدلله الحمدلله، انت كريم ياارب
بعد دقائق جاء الطبيب مع الممرضة ثم ألقي نظره على شهد ودلف إلى الغرفة بهدوء وكشف على عمر وما ان انتهي وخرج حتى نهضت شهد وسألته بلهفة..
طمني يا دكتور هيفوق امتي؟
الطبيب بتفاؤل: طبعا محدش يعلم الغيب بس احتمال كبير يفوق النهاردة
تنهدت شهد براحة ثم اردفت بأمتنان...
شكرا يا دكتور
اومأ الطبيب بهدوء ثم استدار ليغادر وخلفه الممرضة، اوقفتهم شهد بتساؤل وقلق..

طب آآ هو انا ممكن ادخله شوية
ابتسم الطبيب رغماً عنه ثم اومأ بموافقة وهو يقول..
اتفضلي بس ياريت ماتزعجيهوش
شهد مسرعة: طبعا طبعا
استدارت في لمح البصر ودلفت إلى الغرفة في حين ضحكت الممرضة على فعلتها وهتفت بأبتسامة..
شكلها بتحبه اووى..!
جلبت شهد الكرسي بجانب الفراش ثم جلست بهدوء شديد وامسكت بيد عمر واخذت تنظر لملامحه بتدقيق شديد ثم همست بخفووت..
عمر، مش ناوى تقوم بقاا، على فكرة، انت وحشتني اوى!

في منزل رضوى،
كانت رضوى تجلس على مكتبها وشعرها مبعثر وهي تتابع عملها بتركيز شديد، قطع تركيزها صوت طرق الباب، اذنت للطارق بالدخول لتجد والدتها، التفتت لها ثم قالت..
اتفضلي يا أمي خير؟!
اقتربت والدتها ثم ردت بجدية قائلة..
كل خير، العريس وأهله جايين النهاردة بعد شوية، يادوب تقومي تجهزى نفسك.

تجمدت ملامح رضوى وهي تحملق بوالدتها غير مصدقة، كانت تعتقد انها نسيت هذا الأمر ولكنها مصره حقاً، حاولت اخراج الكلمات بصعوبة قائلة..
نعم، لا طبعا انا مش موافقة
صاحت والدتها بحدة وهي ترفع يدها في وجهها قائلة..
انا قايلالك من 5 ايام يعني مافاجئتكيش، وبالنسبة لموضوع موافقة ولا لا ف انا قولتلك انا مش هأتحمل نتيجة اختياراتك المتخلفة
كادت تجيب رضوى إلا انها قاطعتها وهي تكمل بغضب قائلة..

مش دة إلى احنا مكناش موافقين عليه وصممتي وقولتي عايزاه، خلاص يبقي تتجوزى إلى انا اختارهولك، مش كل الرجالة زى الزبالة اياه
هبت رضوى واقفة وبدأت دموعها في الهطول واردفت بنحيب قائلة..
انا مش عايزة اتجوز غيرت رأى، انا جايبلكوا الاذى ف اية ما انا بأشتغل ويصرف على نفسي وكمان بتاخدوا مني احياناً، كفاية بقا انا تعبت
تلقت صفعة من والدتها صدمتها، حدقت بها والدتها بغضب هادر ثم زمجرت فيها قائلة..

الظاهر انك عايزة تتربي تاني بس هتتربي في بيت جوزك مش هنا، الناس زمانهم على وصول، اقسم بالله لو ما لبستي زى الناس وطلعتي قابلتي الناس بأبتسامة كويسة ما هتكوني بنتي ولا اعرفك وتغورى من البيت دة..!

استدارت وغادرت بغضب تاركة رضوى تبكي بشدة وتلعن حظها الذي اوقعها في طريق ذلك الذئب الذي جعلها تكره كل الرجال، ظلت تدعو الله ان لا يوافق الشاب على تلك الزيجة، ظلت حوالي نصف ساعة هكذا حتى ارهقت عيناها من كثرة البكاء فنهضت بجمود وهي تمسح دموعها لتجهز نفسها...

في المستشفي،
كانت شهد مازالت على وضعها ممسكة بيد عمر وتحدثه بخفوت كأنه يسمعها، فجأة وهي تنظر له وجدته يحرك يده، انتفضت في مكانها بسعادة ثم هتفت بسعادة غامرة..
عمر عمر انت سامعني!
وجدته يبدأ بفتح عيناه ببطئ لتظهر عيناه السوداويتين، ابتسمت بفرحة في حين بدأ هو في استعادة وعيه تدريجياً، فتح عيناه ليجدها امامه، نظر لها ثم اردف بوهن قائلاً..
شهد.

اومأت برأسها وهي ممسكة بيده وتبتسم بسعادة جلية على وجهها، حاول هو النهوض فأقتربت شهد بدون تردد وساعدته، نظر لها بتعجب ولم ينطق، جلس ببطئ وهو يتآوه بسبب كتفه، فجأة اقتربت شهد اكثر واحتضنته بشغف وهي تقول بحنان و همس..
وحشتني اوى يا عمر
صدم من فعلتها فأبتعدت هي على الفور ونظرت في عيناه التي لطالما عشقتها ثم استطردت بنظرات حانية..
عمر انا بحبك اووووى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة