قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث عشر

نظر لها عمر بصمت تام، تحبه! كيف ومتي، لم يرغب ذلك ابداً فهو اغلق قلبه عليها ولن يسمح لغيرها ان يتسلل لقلبه مرة اخرى، في حين ظلت هي معلقة بصرها عليه وهي نفسها لم تعلم كيف اعترفت له هكذا، تنحنحت بحرج ونظرت على الأرضية وظلت تفرك اصابعها بتوتر شديد، ثم حاولت اخراج الكلمات بصعوبه من شدة خجلها قائلة..
عمر انا آآ بس ما...
قاطعها عمر وهو ينظر لها بحدة ويشير بيده بمعني اصمتي ثم اردف بصرامة..

مفيش حاجة اسمها حب اصلاً والموضوع دة مايتفتحش تاني
تلقلقت الدموع في عيونها وشعرت انها ستنهار امامه ولكنها عزمت على ان تبقي قوية صامدة، اغمضت عيونها وفتحتها ثم نظرت له وهتفت بجمود مصطنع..
على فكرة انا كان قصدى بحبك يعني زى اخويا مش اكتر
نظر للجهه الأخرى ثم تابع بنبرات حادة..
لو خلصتي كلام ياريت تطلعي وتنادى الدكتور معاكي.

نهضت بتثاقل دون ان تتفوه بكلمة، شعرت انها تحطمت، اصبحت مثل الزجاج الذي انكسر فجأة، دقات قلبها تتسارع بسرعة رهيبة وهي تنظر له، ارادت لو انها تستطيع ان تكتم دقات ذلك القلب الذي جعلها في هذا الموقف المحرج الان، استدارت متجهه للباب ثم مدت يدها لتفتح الباب ونظرت له نظرة سريعة ولامت نفسها على تلك النظرة ايضاً ثم خرجت بسرعة لتنادى الطبيب او الممرضة..

وصلت امام غرفة الطبيب وطرقت الباب بهدوء ليأذن لها بالدخول، فتحت الباب ودلفت لتجد طبيب اخر شاب في اوائل الثلاثينات من عمره ذو ملامح هادئة وجسد رياضي، عريض المنكبين، شعره اسود غزير وعيناه رصاصية واسعة، تعجب قليلاً ولكنها هتفت بسرعة بتساؤل..
هو انا جيت اوضة غلط، انا كنت عايزة دكتور هادى
ابتسم بهدوء ثم نهض من كرسيه وتقدم قليلاً ثم اردف بجدية قائلاً..
انا هابقي مكان دكتور هادى بعد كدة.

عقدت شهد حاجبيها واكملت بفضول..
بجد لية كدة، ودكتور هادى راح فين
اجابها بأبتسامة هادئة: دكتور هادى ساب المستشفي لأسباب خاصة بيه
اومأت برأسها متفهمة ثم نظرت له وتذكرت عمر وتابعت بهدوء وحزن بدى على ملامحها بمجرد تذكره..
طيب، دكتور هادى كان بيتابع حالة آآ عمر و، ويعني هو فاق من شوية وكدة
اومأ برأسه ثم استطرد حديثه بعزم..

منا عارف ودرست حالته ودكتور هادى قالي عليه وكان متوقع انه يفوق طبعاً، ثواني بس وهأجي أشوفه
حاولت رسم ابتسامة صفراء على وجهها ثم تمتمت بخفوت قائلة..
ماشى تمام
استدار الطبيب بخفة وجلب اوراقه واشيائه الخاصة وتقدم مرة اخرى ثم نظر لشهد واردف بتعريف..
بالمناسبة انا اسمي دكتور محمود.

هزت شهد رأسها بهدوء دون ان ترد، وشعر هو بالحرج فأكمل سيره وخرج من الغرفة لتتبعه هي، اخبر الممرضة في طريقه ان تأتي خلفه فأنصاعت لأمره بالطبع وتقدمت معهم بسرعة، وصلوا امام غرفة عمر ودلف هو اولاً ثم الممرضة خلفه تلحقهم شهد، نظر محمود لعمر متفحصاً ثم قال بجدية..
احم، انا دكتور محمود إلى مفروض هتابع حالتك عشان دكتور هادى اعتذر.

انتبه عمر له الذي كان في عالم اخر سارح يفكر في عدة اشياء ويقرر اشياء ايضاً، اومأ برأسه فأقترب الطبيب وبدأ في فحصه بدقة وساعدته الممرضة، انتهي من فحصه وبدأ بكتابة بعض الاشياء في حين اردف عمر بتساؤل قائلاً..
هو انا ممكن اخرج امتي يا دكتور؟!

الطبيب بشرح وجدية: انت تمام بس انا رأى تخليك يومين ولا حاجة عشان الجرح إلى ف كتفك مش بسيط ولو عملت اى حركة غلط فيه ممكن يحصل تطورات جامدة وتدخل في مواويل كتير ومتحركش كتفك تاني
زفر عمر بضيق ثم تابع بحنق قائلاً..
بس انا مابحبش قاعدة المستشفي، طب ممكن اكون ف البيت احسن واعمل كل حاجة هناك
صمت الطبيب لثواني يفكر قليلاً ثم استطرد بتفكير قائلاً..

طيب ممكن تخلي ممرضة معاك ف فترة العلاج وانا ابقي اعدى عليك كل اسبوع لحد ما تخف تماما
اومأ عمر برأسه موافقاً وهو يقول بأرتياح..
تمام كدة احسن طبعاً، اقدر اخرج النهاردة يعني
الطبيب بهدوء: اه هأكتبلك على خروج، بس ياريت ماتنسوش الحساب تحت
رد عمر بصوت أجش قائلاً: طبعاً يا دكتور بس الفلوس معايا وانا زى ما حضرتك شايف
هنا فجأة هتفت الممرضة بأبتسامة وود..
بجد مرات حضرتك كانت خايفة عليك جداً ومنهارة لحد ما فوقت.

نظر الطبيب لشهد بهدوء في حين نظر لها عمر نظرات لم تفهمها ابداً واحمرت وجنتاها من فرط خجلها واستدارت لتدارى وجهها بكفيها وهي تتحسس حرارة وجنتيها، هنا تنحنحت الممرضة بحرج قائلة..
احم آآ ربنا يخليهالك يعني
خرج عمر من صمته قائلاً بصوت قاتم..
شكراً ويخليكي.

تعجبت شهد من رده، فلماذا لم يقل لهم انها ليست زوجته، لماذا لم يبادلها نفس شعورها، هو يراها مجرد فتاة عابرة ولكنها احبته، احبته وبشدة، كم تمنت ان يبادلها نفس الشعور..
ابتسم الطبيب ثم كتب لعمر على خروج واستدار ليغادر ومعه الممرضة، ودت شهد ان تخبر عمر بما حدث معه وهو في الغيبوبة ولكن لا تعرف من اين تبدا، بدت جادة جداً ثم هتف بجدية ايضًا..
على فكرة حصل حاجة وانت نايم لازم تعرفها.

رفع عمر حاجبه الايسر بتعجب ثم سأل بعدم فهم: يعني اية، واية هي؟
اقتربت شهد منه ثم تنهدت واخذت تتذكر ما حدث ثم تابعت بضيق..
كان في واحد ملثم وبيحاول يديك حقنة هواء وآآ..
قاطعها عمر بدهشة: ايييية، ازاى!
تأففت شهد ثم اكملت برتابة: ما انت لو تسيبني اكمل، ولما دخلت فجأة رمي كل حاجة وزقني وطلع يجرى
نظر لها عمر بنصف عين ثم قال بترقب..
بلغتوا البوليس ولا لا؟
تنحنحت شهد ثم اجابته بتوضيح..

لأ انا آآ ماحبتش اكبر الموضوع
هز رأسه موافقاً بهدوء وهو يحدج بالفراغ ثم اخذ يحدث نفسه وهو يعرف وعلى يقين بمن فعل ذلك، توعد له واخذ يدبر لما سيفعله معه في حين رمقته شهد نظرات حانية مترجية...

في منزل رضوى،
استعدت رضوى تماماً وارتدت ملابس تقليدية عادةً ما ترتديها في العمل ولم تضع اى مساحيق تجميل، فهي من الاساس لم تعطي موافقتها على هذه الزيجة، سمعت صوت جرس المنزل يرن فعلمت انهم وصلوا، دلفت مها اليها وهي ترتدى جيبة طويلة سوداء وتيشرت احمر ذو أكمام خفيفة وتضع بعض مساحيق التجميل، دهشت من مظهر رضوى وشهقت وهي تضع يدها على صدرها..
صاحت في رضوى بغضب حقيقي وهي تشير عليها من اسفل إلى اعلي..

ايية إلى انتي مهبباه دة، دة منظر واحدة جايلها عريس
نظر لها رضوى ثم جزت على اسنانها بغيظ وادرفت ببرود نجحت في اظهاره..
اها وهو دة إلى عندى وإلا مش هأطلع
اقتربت مها منها بغل ثم امسكت يدها وضغطت عليها وهي تقول بحنق..
عشان كدة ماكنتيش عايزة حد يدخل غير لما تخلصي والناس يجوا
تألمت رضوى ولكن لم تظهر ذلك فهي معتادة على معاملة مها الجافة والقاسية، فقط اومأت برأسها واكملت بنفس البرود المستفز..

ايوة بالظبط كدة يا برنسيس.

سمعوا صوت والدتهم تهاتفهم للمجيئ، رفعت رضوى اكتافها ببرود في حين نظرت لها مها نظرات نارية وعيناها تشع شرارة غضب، ثم سحبتها من يدها خلفها وتركتها امام الباب ثم فتحت الباب وخرجت وهي ترسم ابتسامة بسيطة على ثغرها وخلفها رضوى تنظر لهم بعبوس وصرامة مما زاد تعجبهم غير مظهرها العادى، كان متواجد العريس ووالدته وشقيقته يرتدون ملابس انيقة جميلة، صُعقت والدتها من مظهرها واخذت تتوعد لها بصمت، نظرت رضوى في الاسفل عندما وجدت انظارهم جميعاً مسلطة عليها، حاولت الام تلطيف الجو قائلة بمرح خفيف..

اية يا جماعة احنا هانفضل ساكتين كدة
ابتسم الجميع ابتسامة صفراء عدا رضوى التي لم تظهر غير العبوس، هنا هتف والد العريس بجدية قائلاً..
طبعاً احنا جايين نطلب ايد الأنسة رضوى لأبني عبدالرحمن
ابتسمت الأم وردت بترحيب قائلة..
واحنا يشرفنا اننا نناسب ناس زيكوا يا استاذ ناصر والله
اكمل الأب بفتور قائلاً وهو ينظر لزوجته..
يبقي نقرأ الفاتحة بقا ولا اية.

بدأوا الجميع في قراءة الفاتحة ورضوى تنظر لهم بغل مكبوت فهي العروس ولم تصلي استخارة، لم تقرأ معهم، لم تبتسم حتى، انتهوا بعد دقيقتان وهنا قالت الزوجة بحماس لزواج ابنها..
نسيبهم يتكلموا مع بعض شوية بقاا
اه اه طبعاً، روحوا يا ولاد في البلكونة
هتفت الام بتلك الجملة وهي تنظر لرضوى بتحذير، فهمت رضوى نظراتها فتأففت بملل ونهضت مع عبدالرحمن متجهين للبلكون وكلاً منهم يفكر في شيئ مختلف.

امام الفندق،.

وصل مصطفي امام الفندق وهو مُضمد رأسه في الصيدلية ويتآوه من شدة الألم، دلف وحاول ان يبدو ثابتاً، نظر له موظف الاستقبال بتعجب في البداية ولكنه سرعان ما ابتسم، نظر له مصطفي دون ظهور اى رد فعلاً ونسي تماماً ما قاله له قبل ان يذهب لمنزل عمر، وصل امام غرفته واخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب ودلف ليجد فتاة ذات شعر اصفر ووجه ابيض وتضع مساحيق تجميل صارخة ترتدى فستان احمر قصير جداً يصل إلى قبل الركبة تجلس على الفراش وهي تأكل العلكة وتضع قدم فوق الاخرى، ما ان رأته حتى هبت واقفة بشهقة وهي تقول..

يالهوووى، انت بتموت ولا اية؟!
حدقها مصطفي بنظرات غاضبة وتذكر عندما اوصي ذلك الموظف ان يجلب له احدى الفتاة ليقضي معها ليلته، خبط على رأسه بخفة ثم نظر لها بتفحص وهتف بصوت أجش..
يلا اطلعي برةة خلاص
وضعت يداها في جانبيها وهي تهتز برفق وتصيح بغضب قائلة..
نعممم، بقا انا سايبة شغلي بقالي ساعة وقاعدة مستنية جنابك عشان ف الاخر يجيلي واحد متخرشم وصعيدى واطلع من المولد بلا حمص!

اقترب منها مصطفي ثم امسك ذراعها وضغط عليها وتابع بحدة قائلاً..
اتكلمي زى الناس يابت وفلوسك هأرميهالك على الجزمة يا جزمة
مطت شفتيها بعدم رضا ثم نظرت له من اسفل إلى اعلي واستطردت ببرود قائلة..
طب يلااا ورايا شغل غيرك.

اخرج مصطفي الاموال من سترته واعطاهم لها وهو ينظر لها بضيق في حين اخذتهم هي ووضعتهم في صدرها وهي تأكل العلكة بطريقة مستفزة للغاية ثم استدارت واخذت حقيبتها الصغيرة وسارت لتخرج من الغرفة بدلال تعمدت اظهاره لإثارة مصطفي...

في المستشفي،
اعطي عمر الاموال لشهد لتدفعهم وبالفعل دفعتهم شهد للحسابات، كانت تنصاع لأوامره دون نطق اى كلمة او مجادلة، لم تعرف لماذا تفعل ذلك ولكنه كان برغبتها، انتهت اجراءات الخروج لعمر واستعد على اكمل وجه، كاد يسير ليخرج من الغرفة فتقدمت منه شهد ببطئ لتساعده فأبعد عمر يده على الفور وهو ينظر لها بحدة ويقول بتحذير..
مش عايز مساعدة، واياكي ثم اياكي تفكرى تقربي من اى مكان اكون فيه.

اومأت شهد رأسها دون نطق اى كلمة، شعرت انها لو تحدثت ستكون مثل القنبلة التي تنفجر بعد حبس وكبت الكثير، سار عمر ببطئ وخرج من الغرفة وهي تتبعه بنظراتها حتى خرج فتحركت هي ببطئ كما امرها هو بالحرف، خرجوا امام المستشفي ووقف عمر وشهد إلى جانبه منتظرين احد سيارات الاجرة، جاءت سيارة فأشار له عمر وركب بجانب السائق وشهد في الخلف واخبره عمر بالعنوان لينطلقوا للمنزل، اسند عمر رأسه واخذ يفكر كثيراً منذ ركوبهم حتى وصلوا امام المنزل وافاق على صوت السائق وهو يقول بجدية..

هنا يا استاذ صح؟
اومأ عمر برأسه بهدوء ثم اخرج المال واعطاه ونزل ونزلت شهد من الخلف وسارت بأتجاه الداخل دون ان تتفوه بحرف وعمر يتابعها بنظره تاركين السائق ينطلق لمحل رزقه..

وقفت شهد امام الباب لان المفتاح كان مع عمر ليأتي عمر ويدلف وهي خلفه، جلس على اقرب اريكة بهمدان ثم تنهد وهو ينظر لشهد، توترت شهد قليلاً من نظراته وابعدت نظرها عنه وجلست على كرسي ليس ببعيد ولكنه ليس قريب ايضاً، كانت تقول لنفسها انها هكذا ستتفادى غضبه والحديث معه إلا للضرورة..
نظر لها عمر بجدية ثم تنحنح قائلاً..
شهد..

التفتت له شهد بهدوء وهي تبتلع ريقها استعداداً لأى توبيخ منه فهي اعتادت عليه يوبخها يغضب منها فقط..
هتف بنبرات هادئة وهو ينظر لها ليدقق في معالم وجهها قائلاً..
تتجوزيني يا شهد...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة