قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الستون

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الستون

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الستون

إتسعت حدقتا عينيه بصدمة بدت جلية عليه، وسقط قلبه ارضًا من الخوف، هرب الدماء من وجهه ليعطيه مظهر مثير للشفقة، شعر ان الدنيا تدور من حوله، سقطت كل الحصون الباردة الجامدة التي يبنيها دائمًا في حديثه وتعابير وجهه، إنقلب المنضدة عليه كما يقولون واصبح بدلاً من الحاكم المحكوم عليه، تجسد امامه كل الفساد الذي سببه، وكل من قتلهم، وكأنهم يعودوا لينتقموا على هيئة ذاك الضابط، بينما كان فارس قد تبلد جسده مكان، كان كالطفل الذي يصعب عليه إستيعاب قدوم الشرطة والسبب مؤكد ومعروف، هتف الضابط امرًا للعساكر من حوله:.

فتشوا القصر، وانتم اقبضوا عليه
افاق حاتم من صدمته سريعًا، ليقول بغضب مصطنع:
انت مجنوون، يقبضوا على مين انت مش عارف انا ميين!؟
اومأ الضابط بلامبالاة، ثم اجابه ببرود:
ايوة طبعًا عارف، حاتم مهران، اكبر تاجر مخدرات وقتال قتلة في تاريخ البلد
حاول الحفاظ على ثباته قدر الإمكان، قبل ان يخدعه ثباته وتنهار حصونه، فتابع بجدية:
عندك دليل على كلامك ده؟
اومأ مؤكدًا، ثم استطردت بخبث:.

يووووه، ده انا عندى دلائل مش دليل واحد بس يا حاتم باشا
إبتلع حاتم ريقه بإزدراء، قبل أن يقول متساءلاً بتوجس:
دلائل اية دى إلى عندك؟
زفر الضابط بضيق مصطنع، بينما هو في الحقيقة يشعر بالتسلية، وكأنه يلعب احدى الالعاب القتالية الشيقة، ثم رفع يده يشير له وهو يقول:.

بص الظاهر ان حبايبك كتيير، حد بلغنا بمكان البضاعة ولاقيناها، ده غير إن لحد دلوقتي اترفع ضدك 3 قضايا، بمجرد ما اتعرف اننا رايحين نقبض عليك، ده غير الفيديوهات إلى اتقدمت ضدك وانت بتأمر رجالة من رجالتك بقتل ناس
صمت لبرهه يتفحص ملامحه قبل ان يردف بصوت اشبه لفحيح الأفعي:
يعني كدة يا باشا اضمنلك الاعدام وبجدارة.

كان كلاً من حاتم و فارس في عالم اخر، لم يدروا أن كل هذا الشر يحيط بهم كالبحر الغدار، ينتظر غفوة منهم حتى يغرقهم دون رحمة!
اقترب بعض العساكر يحيطون بهم ثم اخرجوا السلاسل الحديدية يضعونها في يديهم بهدوء، ثم اتجهوا جميعهم للخارج وسط زهول حراس حاتم، فيما سيطرت حالة من الهلع على فارس الذي اصبح يصيح فيهم بحدة:
سيبونى انتم واخدنى ع فين، سيبونى انا مليش دعوة
رمقه الضابط بنظرات باردة قبل ان يقول:.

هو انا مقولتلكش ان احنا عرفنا انك دراعه اليمين، يا، يا ابو الفراس
هز رأسه نافيًا بسرعة، ثم وجه نظره لحاتم الذي بدى الشرود عليه، وزمجر فيه ولأول مرة غاضبًا:
اية ده انت هتسيبهم يا حاتم هتسيبهم ياخدونا كدة
لم يكن حاتم ليصمت هكذا إلا انه يعلم أنه لم يعد لديه اى شخص يستند عليه سوى فارس الذي اصطحبته الشرطة معه، و، وعمر، هل من امل في مساندة عمر له!؟
نظر لفارس بحدة ليصمت، إلا انه اكمل بغيظ:.

لا ماهو انا مش هقع لوحدى يا باشا
جز حاتم على اسنانه كاملة بغيظ، لا يريده أن يضيع اخر امل في إنقاذهم، ولكن فارس لم يأبه وهو يتابع:
انا هأقولهم، ماهو انا مش هروح انا كبش فدى يعني.

وصلت شهد مع محسن إلى المنزل، كانت في حالة يرثي لها، وكأنها تقريبًا لا تشعر بما حولها، تسير كالمصيرة لا مخيرة، تتنفس فقط لتكمل هذه الحياة التي تعاندها دائمًا، لم تتفوه طول الطريق ببت كلمة، كان وجهها الشاحب وعينيها الحمراء كافية للتعبير عن مدى حزنها وكسرتها، بالرغم من انه على قيد الحياة إلا انه لم يصبح معها مثل سابق، تنهدت بيأس وهي تتجه للداخل، ثم اتجهت لغرفتها على الفور، لم تتحدث مع اى شخص، وبالطبع هم لم يجبروها على اى شيئ الان، اغلقت باب الغرفة خلفها بهدوء ثم إرتمت على الفراش تبكي بحدة، تمسك بالوسادة تدسها بجوار انفها لتشتم رائحته التي اشتاقت لها، تشعر ان عينيها جفت من كثرة البكاء، همست بإشتياق:.

وحشتني اوووى يا عمر، اول مرة تقعد يوم كامل بعيد عني
اصدرت انينًا خافتًا بألم، ثم وضعت يدها بجوار بطنها تتحسسها بأبتسامة هادئة:
كنت متأكدة ان ربنا مش هايخيب ظنى، ومش هيخليك يتيم من قبل ما تيجي.

اومأت بخفة ومن ثم نهضت واتجهت لخزانتها واخرجت منها تيشرت طويل يصل للركبة وبنطال جينز، ثم اتجهت للمرحاض لتغتسل من اثار دماء زوجها الحبيب، وتوضأت لتصلي شكر لله بعد قليل انتهت ثم خرجت مسرعة للعودة مرة اخرى، مرتدية ملابسها ثم جففت شعرها، وعقصته كذيل حصان، ثم اخرجت طرحة صغيرة من خزانتها وبدأت تصلي، تدعو الله بخشوع ان يخرج عمر من محنته سالمًا معافيًا، انتهت من صلاتها ثم خرجت من الغرفة واتجهت للأسفل لتجد محسن يجلس بجوار زوجته بهدوء ينتظرها، وصلت امامهم، لتقول زوجة محسن بعطف:.

معلشي يا حبيبتي، الحمدلله انها جات على كد إكدة، ربنا يجومهولك بالسلامة
تمتمت بخفوت مرددة:
امين يارب
نهض محسن ثم سار بجوارها دون كلمة، حتى وصلوا امام المنزل من الخارج، وقفت شهد متعجبة من تواجد الحرس امام باب المنزل، فعقدت حاجبيها متساءلة بحيرة:
ليه الحراس دول، انا وداخلة ماخدتش بالي منهم
زفر محسن بضيق، ثم اجابها بهدوء حذر:
دول خالك جابهم عشان يحرسوا البيت
اومأت ثم قالت ببلاهة:.

منا عارفة بس ليه جابهم يعني!؟
اردف محسن بجدية:
نبجي نتكلم بعدين يا شهد مش وجته دلوك
هزت رأسها نافيًة بإصرار، واجفلت بتعجب ثم قالت متساءلة ببعضًا من الصدمة:
دول عشان الناس إلى ضربوا عمر
اومأت محسن دون ان يرد، في استطردت هي بحنق:
انتم عارفين مين إلى عمل كدة يا محسن صح؟!
تقدم محسن للأمام بخطى سريعة، ثم قال بنبرة غليظة:
واحنا هانعرف منين يعني، ده احتياط بس يا شهد.

ركضت خلفه تغمغم ببعض الكلمات الحانقة، ثم ركبوا السيارة سويًا، ليدير محسن المقود، ونظر لها جادًا:
هوصلك المستشفى واروح احجز لرضوى بت خالتك وخالتك عشان هيجوا بكرة الصبح
اومأت شهد بأبتسامة مشتاقة، اخذها حنينها لذكرى صديقة طفولتها التي لم تعرف عنها شيئ منذ مدة.

كانت رضوى جالسة على فراشها بهدوء، وعينيها توحى بالحزن على الفتاة التي اعتبرتها شقيقتها يومًا، تشعر انها تود احتضانها وبشدة، تنهدت تنهيدة طويلة حارة ثم امسكت بهاتفها الموضوع بجوارها واتصلت بعبدالرحمن، ثم وضعت الهاتف على اذنها منتظرة الرد، وبعد ثوانٍ اتاها صوت عبدالرحمن الفرح قائلاً:
يااه، رضوى بتتصل بيا مرة واحدة
ضحكت بخفة، ومن ثم اجابته بهدوء:
اه عادى يعني
لا لا ده احنا نولنا الشرف خلاص.

مش للدرجة يعني
هههههه ماشي يا زوجتى العزيزة
لسة
لسة اية؟
لسة مابقتش زوجتك
كلها بكرة بس وتبقي زوجتي وزوجتى ونص كمان
ماهو انا متصلة بيك عشان كدة
خير يا رضوى في اية
احنا مضطرين نأجل كتب الكتاب
اية، ليه يا رضوى قلقتيني حصل حاجة عندك ولا اية؟
لا لا بس شهد بنت خالتي وصديقتي الصدوقة، جوزها في المستشفى وتعبان جدًا وكان مضروب بالرصاص، وانا كنت عايزة اروح لها انا وماما
اه اكيد تمام
شكرًا يا عبدالرحمن.

شكرًا على اية بس، وممكن اجى معاكم كمان عشان متبقوش لوحدكم
لا لا مش عايزة اتعبك
تتعبيني اية بس، انتِ دلوقتي ف حكم مراتى، وانا بصراحة صعيدى ومابخليش مراتى تروح حته من غيرى
احم احم، طب تمام ماشي
ماشي يا حبيبتي، انتم حجزتوا؟
ايوة خالو قال هيحجز من هناك، وهنمشي النهاردة بليل خالص يعني تقريبًا الساعة 12 او 1 كدة
طيب، هحاول احجز معاكم، او نروح بالعربية بتاعتي
شوف إلى يريحك
تمام هأكلمك تاني
ماشي سلام.

مع السلامة يا ملكتي
أغلقت وهي تتنهد من اعماقها، تشعر ان قلبها يكاد يتوقف من كثرة دقاته بسرعة، السعادة والراحة تجتاحها بمجرد الحديث، يذهب حزنها ادراج الرياح بمجرد ان تسمع صوته وكأنهم يهابونه وبشدة..

نهضت متجهة للخارج بخطى ثابتة، لم تجد نبيلة في الخارج ورأت الضوء ينير غرفتها فعلمت انها بها، اتجهت لها ثم طرقت الباب بهدوء لتأذن لها بالدخول، دلفت لتجد الحقيبة الجلدية السوداء، نظرت له قائلة بتعجب من لهفتها:
اية ده انتِ خلصتي شنطتك!؟
اومأت نبيلة بهدوء، ثم جلست على الفراش بجوارها، لتتابع بأبتسامة:
اصلك متعرفيش انا بحب شهد دى ازاى، دى عندى زى مها واكتر كمان.

شعرت رضوى بغصة في حلقها، شعرت انها هي المنبوذة وسطهم، هي من كانت تكرهها فقط، ابتسمت بحزن رغمًا عنها، وكأن نبيلة شعرت بها لتقترب منها وتربت على كتفها بحنو وهي تقول:
وانتِ طبعًا خلاص زى بنتى يا حبيبتي.

من المؤكد ان السعادة تطرق بابها اليوم عن قصد، بعدما قررت اعطاءها بعضًا من هذه السعادة التي لطالما حُرمت منها، عبرت عينيها عن تلك السعادة التي تتقافز داخلها، لتقترب منها نبيلة ببطئ وتحتضنها بحنان، حنان لم يسبق لها ان شعرت به لرضوى، حنان احكمته داخلها بقوة واغلقت عليه منذ زمن، ولكن الان لا تعرف ما يقودها، قد يكون السبب مجهول.

وصلت شهد امام المستشفى، واتجه محسن عائدًا مرة اخرى ليحجز لرضوى و نبيلة بينما كانت شهد تسير بخطوات اشبه للركض، تشعر ان حنينها له هو من يقودها، تلهث اثر انفعالاتها، وصلت امام غرفة العناية المركزة، لتجد خالها ونادى كما تركتهم، تقدمت منهم تسأل مسعد بلهفة واضحة:
الدكتور ماقالكوش اى حاجة يا خالي؟
هز رأسه نافيًا ثم اجابها بجدية:
لا ماجالشي حاجة تاني.

اومأت بهدوء ثم اقتربت من الباب تستند على الزجاج بحزن، تطالع الهيئته التي كرهتها فيه، تشعر انها تود اختراق كل هذه الحواجز وتطير كالفراشة لتحلق فوقه وتحتضنه بأريحية، تنهدت قبل ان تعود لمكانها مرة اخرى، وتكاد تشعر ان صبرها نفذ، وجدت الممرضة تدلف، ظلت تنظر للباب، وبعد دقائق وجدتها تخرج وهي تنادى بصوتٍ عالٍ:
دكتور يا دكتور
اصابها الهلع وانقبض قلبها بخوف، نهضت بسرعة واتجهت لها متساءلة بتوجس:.

في اية، عمر حصله حاجة؟
هزت رأسها نافية ثم قالت مسرعة:
مش عارفة مش عارفة
ثم ركضت بسرعة، تاركة شهد تشعر انها تكاد تختنق من كثرة الخوف، ومن دون تردد دلفت إلى الداخل بسرعة، لتجد الجهاز ينذر بسرعة، وعمر حالته غير مستقرة، اجفلت بخوف، وتلقلقت الدموع في اعينها البنية، لتهمس بألم:
عمر
دلف الطبيب ثم اشار لها بسرعة قائلاً بصوا امر:
اخرجى يا مدام لو سمحتي.

وجدت نادى يسحبها من يدها بهدوء للخارج، ونظراتها متعلقة بعمر الذي بدى كالجثة الهامدة، خرجت فأغلقت الممرضة الباب، ظلت تفرك اصابعها بتوتر وقلق جامح، وهي تسير ذهابًا وايابًا في الممر، دقائق مروا عليها كالدهر، تشعر ان احدًا ما اصابها هي هذه المرة، عاد القلق يجتاحها مرة اخرى بل اصبح مضاعف..
انتهت دقائق الانتظار وخرج الطبيب من الغرفة، لتركض بأتجاهه ثم سألته بخوف:
في اية يا دكتور عمر ماله.

هز رأسه نافيًا ثم اجابها بهدوء حذر:
متقلقيش دى حالة حصلت له فجاة، لكن هو تقريبًا كدة بيبتدى يستعيد وعيه
استردت روحها مرة اخرى، عادت المياة لمجاريها ثانيًا، ارتوت من ظمأها وخوفها، ومن دون وعى سألته:
طب ممكن اشوف يا دكتور؟
اشار لها بتردد:
ولانى شايفك خايفة جدًا، هدخلك بس خمس دقايق وياريت متعمليش ازعاج
ثم اشار للمرضة واكمل بجدية:
هي هتديكي اللبس إلى مفروض تلبسيه.

اومأت شهد موافقة بسعادة انارت وجهها الذي شحب، بدى الفارق بوضوح، سارت مع الممرضة وارتدت كل ما يجب ارتداؤوه، ثم اتجهت لغرفة العناية المركزة وهي تكاد تسير على اطراف اصابعها، وقفت تتأمله عن قرب، تشبع عينيها في التطلع لملامحه الرجولية الجذابة، تهدأ كم المشاعر التي اجتاحتها، جلست على الكرسي بجواره، ثم امسكت بكفه، هبطت دموعها دون ارادة منها، كأنها لن تنتظر الاذن بعد الان، فهي اصبحت بجوار معشوقها، غمغمت بحزن تجلجل في نبرتها المختنقة:.

على فكرة انت عمرك مابعدت عنى كدة من ساعة ما عرفتك، ومش متعودة عليك كدة، قوم بقا انا تعبت والله
وضعت رأسها على يده برفق تبكي، تبكي بحدة، تحاول اخراج كل الحزن من داخلها على هيئة تلك الدموع، فجأة سمعت صوته الذي اشتاقت له يقول بوهن:
انتِ مفكرانى هأسيبك تربي حزمبل لوحدك ولا اية يا شهدى.

كان كلاً من حاتم وفارس يجلسون امام مكتب الضابط، الذي كان يجلس على الكرسي الخاص به على مكتبه ببرود المعتاد منذ ان رآهم، وكأنه يأخذ بثأر كل من اذوهم بجرحه لكرامته، وخاصةً انه يعلم ان حاتم يتكبر ويكره ان يتكبر عليه اى شخص، كان حاتم وجه واجم شارد، يصعب التعبير عن ما يشعر به الان دون ان يبوح به، وفارس اقل ما يقال عنه انه قط خائف مم براثن الاسد، بالفعل هو قط خائف من العدالة والمحاكمة التي تكاد توديه إلى، الموت.

هتف حاتم بصوت هادئ ولكنه غامض:
انا من حقي اتصل بالمحامى بتاعي
اومأ الضابط بسخرية، ثم اشار على الهاتف قائلاً ببرود ثلجي:
ايوة طبعًا، احنا حقانين جدًا
ثم اقترب منه ونظر له بطرف عينيه هامسًا بخبث:
بس مش لما يكون في حد. برة ينفع يساعدك
ابتلع حاتم ريقه بإزدراء ثم سأله بتوتر:
قصدك اية يعني
مط شفتيه بضيق مصطنع، ثم قال:
قصدى ان تقريبًا كدة الدايرة بتاعتك كلها هتلاقيها في التخشيبة معاك جوة.

هنا صاح فارس بأرتباك بدى على محياه:
انا ايش دخلنى انا يعني
نظر له الضابط بحدة، ثم زمجر فيه غاضبًا:
منا قولت لك ان في دليل ضدك انت كمان، اخرسوا بقا عشان هنبدا في التحقيق
ان كان سيقع فلن يقع وحده ابدًا ويتركه سعيدًا بعد كل هذا، ان كان رجاله فشلوا في التخلص منه فالشرطة لن تفشل، وبالقانون..
قال فارس لنفسه هكذا، قبل ان يقول موجهًا حديثه للضابط:
طب انا عايز اعترف على واحد شريكنا اسمه عمر مالك...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة