قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

كانت شهد في موقف لا تحسد عليه، هربت من منزل قاتل لتقع في منزل مشبوه، ظلت محدقة بهم وعقلها لا يستوعب ما سمعته للتو، كانت تتنفس بصعوبة شديدة، ابتلعت ريقها بخوف ثم هتفت قائلة بتشنج..
هآآ لأ لأ انا عايزة امشي من هنا
نظرت لها عفاف شرزاً ثم ردت بتهكم..
هو انتي مفكرة دخول الحمام زى خروجه ولا اية يا حلوة
ظلت شهد تهز رأسها نافية بخوف واصبحت الدموع في عيونها، حاولت اخراج الكلمات بصعوبة قائلة..

يعني اييية، يعني انا هأشتغل هنا بالعافية ولا اية!
كانت الفتاة والرجل يتابعونها بعيونهم وهم يبتسمون بشماته وحقد، مطت عفاف شفتيها ثم قالت ببرود..
انا عرضت عليكي الشغل وانتي وافقتي، يبقي خلاص وانا كرماً مني هأسيبك فترة براحتك لحد ما تاخدى على الجوو، لكن بعد كدة هاتشتغلي زيك زيهم
صاحت شهد بأستنكار: عرضتي عليا ووافقت!، ايوة انا وافقت على شغل بس ماعرفش إنه كدة.

بدأت في البكاء ثم نظرت لها بخوف واردفت بتوسل قائلة..
أرجوكي سيبيني أمشي وأوعدك مش هأقول لحد أى حاجة عنكوا
هزت عفاف رأسها نافية وهي تنظر لها بسخرية ثم تابعت بنفس البرود ب:
الكلام إنتهي وياريت ماتتعبيش نفسك
استدارت لتذهب بخطوات باردة ودلال، خلفها تلك الفتاة والرجل، ليدلفوا هم الغرفة بضحكات خليعة وتستدير عفاف لشهد التي كانت تبكي بغلب قائلة بتحذير..

وصحيح، ماتحاوليش تهربي لإني مأمنة كل حاجة ومش هاتعرفي، انا بأحذرك اهو من البداية!
ذهبت عفاف لإحدى الغرف تاركة شهد تبكي بأنهيار وهي تلعن حظها الذي دائما يوقعها في المصائب، اخذت تتذكر عمر وبدأت تحدث نفسها وتلوم نفسها على تركها لعمر، فهناك كانت على الأقل في مكان أمن لا يستطيع اى شخص التعرض لها ولكن هنا، ستصبح فتاة ليل وبأرادتها!.

حاولت تهدأة نفسها وبدأت في ترديد بعض الآيات القرآنية والأدعية وهي مغمضة العينين وقالت بهدوء يشوبه الحزن..
اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه، يااارب نجيني يارب.

في منزل رضوى،.

استيقظت رضوى بتثاقل ونهضت ثم دلفت للمرحاض وتوضأت وخرجت وبدأت ترتدى إسدال الصلاة بعد ان جففت شعرها البني، ادت فريضتها بخشوع وهي تدعو الله ان يوفقها في الخير، ارتدت رضوى ملابسها التي كانت عبارة عن بلوزة طويلة من اللون الأصفر وجيبة جينز طويلة وطرحة من اللون الاصفر والابيض، ولم تضع اى من مساحيق التجميل فهي لم تحتاج من الأساس، اخذت حقيبة صغيرة وهاتفها ومن ثم خرجت من الغرفة، نظر في ارجاء المنزل ولم تجد والدتها، علمت انها ذهبت لجارتها، اتجهت للخارج وخرجت من المنزل بهدوء، واستقلت احدى سيارات الأجرة متوجها للكافيه..

بينما استمعت مها صوت الباب فعلمت ان رضوى ذهبت، نهضت بأبتسامة محدثة نفسها بأرتياح..
رضوى نزلت، يادوب الحق اروح أشوف حسن واعرف في اية قبل ما تيجي!

ارتدت ملابسها بعجلة وألقت نظرة على طفلها بتردد من أمرها، تأخذه معها ام تتركه، قررت ثم هزت رأسها وهي تقول لنفسها اخده فين ماينفعش طبعاً انا هأسيبه وكدة كدة مش هتأخر ، طبعت قبلة حانية على جبينه ثم اطفأت الأضاءة وخرجت من الغرفة بهدوء ثم من المنزل بأكمله واتجهت لمنزل حسن...

في قسم الشرطة،
كان مصطفي يجلس في الحبس ، ينظر بأشمئزاز للرجال الذين كانوا بجواره وهو يتأفف بخنقة، كما لم تختلف نظرات الدهشة والاشمئزاز في اعين هؤلاء الرجال لمصطفي، كان يمسح على شعره بضيق شديد واخذ يتسائل في نفسه اين رجال عبدالله، اخذ نفساً عميقاً واخرجه وهو يتوعد لهم، فُتح الباب ودلف الشرطي وهو ينادى..
مصطفي محمد، تعااالي
هب مصطفي واقفاً بسرعة وهو يقول بلهفة واضحة..
أيوة أيوة انا اهوو يا شاويش.

اتجه له بسرعة، ثم خرجوا سوياً من الحبس واغلق الشرطي الباب مرة اخرى، ثم كبل يدى مصطفي مع يده وساروا متجهين لمكتب الضابط، وصلوا امام المكتب وطرق الشرطي الباب ثم دلف وألقي التحية العسكرية مرددًا بجدية..
مصطفي محمد اهو يا باشا
اومأ الضابط رأسه ثم نظر له قائلاً بجدية:
روح انت ولما احتاجك هأناديك
ألقي الشرطي التحية مرة اخرى ثم التفت وغادر بهدوء، بينما نظر الضابط لمصطفي قائلاً بتساؤل..

قولي بقا يا مصطفي، كنت بتعمل اية في فندق (، ) ساعة ما تم القبض عليك
بلغ التوتر ذروته عند مصطفي، وفكر بسرعة ثم هتف بأرتباك حاول اخفاؤه قائلاً..
انا آآ انا مكنتش أعرف أنه فندق مشبوه يا حضرت الضابط
صمت لبرهه ثم استطرد بثبات مصطنع قائلاً: ثم إني مكنش معايا واحدة يعني، انا في السليم وممعاكوش دليل ضدى
اومأ الضابط رأسه بسخرية ثم تابع بتذمر..
امممم وماله بس وجودك في المكان نفسه يشبهك يا حضرت.

جز مصطفي على أسنانه ليتمالك اعصابه ثم اردف بتفكير قائلاً..
انا من حقي أعمل مكالمة عشان اقول للمحامي بتاعي
الضابط بجدية: تمام أتفضل
مد مصطفي يده وامسك بالهاتف ثم اتصل بعبدالله ووضعه على اذنه هو منتظراً الرد، اجابه عبدالله ببرود قائلاً..
الووو يا مصطفي
عبدالله انا في القسم محتاح محامي ضرورى جداً
امممم حاضر يا مصطفي
بسرعة يا عبدالله
ماشي بس قسم اية؟
قسم (، )، هستني
ماشي، سلامات
سلام.

اغلق الهاتف ونظر للضابط ثم زفر بصدر ضائق وهو يتذكر حديث والده ولكنه بالطبع لن يخبره بما حدث حتى لا يثبت له ان كلامه كان صحيح..!

في منزل عمر،
كان عمر يفكر، شارد تائه حزين، ولكن لماذا!، لماذا لا يريدها ان تبتعد عنه، لماذا يشعر بالضيق عندما لا تكون بجانبه، لماذا يجتاحه الشعور بالذنب لمعاملتها بقسوة، اخرج عمر الهاتف من جيب بنطاله ثم أتصل برقم ما وهو يتنهد بهدوء، اجاب الرجل قائلاً بجدية..
عمر بيه
ايوة يا عمار، انت فين وفي جديد ولا؟
هي فوق طلعت شقة مع واحدة وانا قاعد تحت منتظر
اييية، شقة اية وفين؟
شقة في الهرم هنا بس بعيد شوية.

عايزك تعرفلي موضوع الشقة دة وتكلمني تعرفني كل حاجة بسرعة
حاضر حاضر يا عمر بيه امرك
سلام
سلام
اغلق عمار الهاتف ووضعه في سترته ثم ترجل من سيارته بخطوات سريعة تجاه تلك البناية، نظر بتفحص ليجد الحارس يجلس، اقترب منه ثم تنحنح قائلاً بهدوء..
احم سلام عليكم يا عم الحاج
نهض الرجل الذي كان يرتدى جلباب من اللون الرصاصي ويضع عمه على رأسه، ملامحه هادئة، نظر لعمر ثم اجابه بهدوء..
وعليكم السلام، خير يا حضرت؟

عقد عمار ساعديه وهو يقول بتساؤل..
ممكن اعرف المدام والأنسة إلى طلعوا دول راحوا أنهي شقة؟
عقد الحارس حاجبيه ثم اردف بتعجب..
نعم!، يهمك في اية يا باشا
تنهد عمار بحنق وأتت له فكرة سريعة فقال بضيق مصطنع..
اصلي بدور على بنت عمي وبشبه على الأنسة إلى طلعت من شوية
نظر الحارس حوله ليفكر ثم رد بفتور ب:
دى مدام عفاف والانسة دى اول مرة اشوفها و، آآ
صمت للحظة ثم تابع بهمس وتحذير..

وطلعوا شقة مشبوهه، لو تهمك بنت عمك اطلع الحقها بسرعة
حدق به عمار بصدمة ثم استدار وسار بسرعة دون نطق كلمة اخرى مما زاد دهشة الحارس فكيف يترك ابنه عمه بعد ما قاله له..!
إنطلق عمار إلى سيارته بسرعة واخرج هاتفه واتصل بعمر ليجيبه عمر بعد ثواني قائلاً بهدوء..
عمار حصل ايية قول
الحقنا يا عمر بيه
في اية انطق بسرعة انا على اعصابي
سألت بواب العمارة وقالي إن الشقة إلى طلعوها دى شقة مشبوهه و...

ايييييية، شهد لأ، لااا
وقالي لو تهمك اطلع الحقها بسرعة و..
لم يستمع له عمر لإنه اغلق الخط بسرعة بينما تعجب عمار وزفر بضيق وهو يضع الهاتف في جيبه مرة اخرى.

في حين في الأعلي شهد مازالت على نفس وضعها في احدى الجوانب، تبكي بصمت وهي تردد الادعية والآيات القرأنية وتضم ركبتيها إلى صدرها بخوف، كانت مثل القطة التي حُبست في عرين الأسد، تجلس منتظرة قدرها المحتوم، خرجت لها عفاف ثم نظرت لها لتجدها هكذا، تنهدت ثم زمجرت فيها بغضب قائلة..
يووووه احنا مش هانخلص بقاا.

لم ترد شهد او تنظر لها حتى، حاولت تجاهلها تماماً او بالأحرى لم تكن بوضع يسمح لها بالمجادلة مع سيدة هكذا، ايقنت شهد انها لا تستطيع التفريق بين الناس، فعندما رأت عفاف اعتقدها سيدة خدومة ودودة ولكن اتضح انها تخفي الكثير خلف هذا الوجه البشوش..
تابعت عفاف قائلة وهي تجز على اسنانها بغيظ..
طفح الكيل منك، بقالك ساعة والوقت إلى حددته خلص، دلوقتي لازم تبدأى شغلك.

ابتسمت بخبث واكملت حديثها القاتل بالنسبة لشهد التي كانت لا تقوى على سماع اكثر وهي تشير على احدى الرجال قائلة بدلع..
لأ وعشان تعرفي انك غالية كمان هايبقي اول زبون ليكي اغلي واحد عندنا
نظر لها الرجل وابتسم بخبث ثم نظر لشهد وهو يتفحصها من رأسها حتى امحص قدميها وانصرفت عفاف تاركة الذئب حتى يستطيع الانقاض على فريسته، ثم بدأ الرجل في الاقتراب من شهد التي كانت ترتجف بخوف و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة