قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن عشر

سيطرت حالة من الذعر والفزع على شهد واصبحت ترتجف من كثرة الخوف، دقات قلبها في قفصها الصدرى تتزايد بشكل ملحوظ معلنة عن رفضها التام لما يحدث، دب الرعب اوصالها واصبحت تهز رأسها بهيستريا اكثر عندما وجدته يقترب وهو يرمقها بنظرات شهوانية ثم بدأ صوتها يعلو بالصراخ..
لأ لأ ابعد عني أوعي تقرب أوعي.

جثي الرجل على ركبتيه ببرود تام كأن شهد غير موجودة، ثم رفع ناظريه لها ليحدجها بنظرات صارمة، هتف بصوت أجش قائلاً..
ما تهدى بقاا في ايية لدة كله!
حاولت شهد النهوض ولكنها شعرت بتثاقل شديد في جسدها النحيف، بدأت في هز رأسها بقوة كأنها تنهر نفسها على عدم قدرتها عن الدفاع عن نفسها، ثم نظرت له قبل ان تنهض بسرعة قائلة..
نجوم السما اقربلك من انك تمس شعرة مني، يا قذر انت إلى زيك ملعونين.

لم تعرف من اين اتت لها هذه القوة فجأة ولكنها شعرت بطاقة ايجابية تخترق جسدها لتحثها على النهوض والدفاع عن نفسها امام ذلك الذئب..
كان الرجل يحدق بها بنظرات نارية، نهض ثم اقترب منها مرة اخرى ببطئ وحذر متعمداً اثارة توترها وذعرها، ثبت يده على ساعديها ثم اقترب من اذنها وهمس بنبرات اشبه لفحيح الأفعي..
تؤ تؤ تؤ، انا هاخد كل إلى انا عاوزه منك وهأوريكي القذر دة هايعمل فيكي اية يا، يا أنسة.

ركضت شهد بسرعة حتى اقتربت من الباب، اصبحت دموعها تهطل كالمطر، حاولت فتح الباب ولكنه مغلق، تنهدت وشعرت ان قلبها يتمزق، صرخت بكل ما اوتيت من قوة..
ياااااارب، عمررر انت فين انا تعبت.

بدأ الرجل يقترب منها مرة اخرى، نظراتها الخائفة والكارهه له مقابل نظراته الشهوانية الراغبة في الانقاض عليها، سرع من خطواته فجأة وجذبها من شعرها الذهبي لتصرخ هي استنجاد بأى شخص، في الداخل تسمعها عفاف وتبتسم كأن صراخ شهد الحاد يزيد من طاقتها، اوقعها على الأرض وبدأ يحاول تدميرها، لم تستسلم شهد بسهولة وظلت تركل برجلها وهي تدفعه عنها بقوة ولكنه أقوى بالطبع، كانت متلذذ برؤيتها هكذا ومقاومتها الضعيفة تزيده رغبة فيها اكثر، فجأة وجدوا الباب يطرق بقوة حتى كاد يخلع، كُسر الباب بعد ثواني ودلف عمر ليجد الرجل وهو يحاول الاعتداء على شهد، لا يعرف ما الذي اصابه عند رؤيتها هكذا وبدأ يضرب الرجل بحدة ويلكمه والاخر يحاول تسديد بعض اللكمات له ولكن لا يقدر على الدفاع عن نفسه، اصبح يصرخ من شدة ألمه حتى شعر ان نهايته حتماً ستكون على يد عمر، كانت شهد تبكي في ركن بحدة وهي تضع يدها على اذنيها لتمنع صوت الرجل من الوصول اليها..

نظرت لعمر ثم هتفت بضعف من بين شهقاتها قائلة..
عمر هايموت في ايدك كفاية سيبه
ابتعد عنه وهو يزفر بغضب عارم، نظر لها بحنو بالغ، نظرات اطمئنان وحنان بينما رمقته هي بنظرات استنجاد، اقترب منها ببطئ وهو يتفحصها بعيناه كأن عيناه تتلهف لرؤيتها والاطمئنان عليها، جثي لمستواها ثم اخذها في احضانه بحنان، ارتعش جسدها من لمسته ولكنه ضغط بيده على كتفيها لتهدأ، اخذ يربت على شعرها برفق وهو يقول بهدوء وحنان..

أهدى خلاص انتي في أمان طول ما أنتي معايا يا شهد
استكانت في أحضانه وتشبست به معلنة عن خضوعها التام له، التفت يدها حول ظهره وبدأ صوت بكاؤها يعلو مرة أخرى، لم تكن بوضع يسمح لها بالحديث، اكتفت فقط بأن تومأ برأسها وتشدد من قبضتها عليها قائلة بصوت متحشرج..
أوعي تبعد عني تاني يا عمر، أوعي.

أبتسم عمر رغماً عنه بهدوء، لا يعلم لماذا ولكنه يعلم ان قلبه كان يرقص فرحاً من تلك الكلمة، إصرارها على الفرار منه تحول لإصرار على البقاء معه..
مرت عيناه على جثه ذلك البغيض وهو مَلقي على الأرض فاقد للوعي، او ربما فاقد للحياة بأكملها، فضربات عمر لم تكن سهلة ابداً، أبعد شهد بهدوء ثم نهض ونظر على الغرف، فكر لثواني ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وأتصل بالشرطة وبعد ثواني رد بجدية قائلاً..

ألووو بوليس الاداب لو سمحت انا عايز ابلغ عن شقة مفروشة والعنوان (، ) ومحاولة اغتصاب
اسمي عمر مالك سعد
اغلق بعد ثواني وشهد كما هي على نفس جلستها ودموعها لم تكف عن الهطول، نظر لها عمر بهدوء ثم هتف بجدية قائلاً..
يلا يا شهد قومي وظبطي نفسك عشان البوليس زمانه جاى دلوقتي.

اومأت برأسها وحاولت النهوض بصعوبة شديدة، اقترب منها عمر قليلاً وعاونها على النهوض، كانت بالداخل عفاف تنام ولا تشعر بما يحدث بالخارج، لا تعلم انها ستنام في السجن بعد ذلك..!

في أحدى الكافيهات على النيل،
وصلت رضوى للكافيه الذي اخبرها عبدالرحمن ان تنتظره فيه، كانت تجلس على احدى الطاولات المطلة على النيل، تدقق النظر بلونه الأزرق وعلى وجهها ابتسامة رقيقة، تخرج كل ما في قلبها من احاديث، لا يسمعها سواها والنيل!، تمنت لو انها اخرجتها لوالدتها ولكن، ما باليد حيلة كما يُقال..
اقترب منها عبد الرحمن ورأى مدى سرحانها في النيل، جلس على الكرسي ثم تنحنح قائلاً بصوت أجش..

احم، رضوى ازيك عاملة اية؟
باغتته رضوى بأبتسامة هادئة ثم اجابته بلطف قائلة..
الحمدلله بخير، وانت اية اخبارك؟
ابتسم بهدوء واكمل بفتور قائلاً: الحمدلله
نظرت رضوى للنيل مرة اخرى، كانت تتسائل في نفسها عن هذا الموضوع، أكمل عبدالرحمن حديثه بتوتر حاول اخفاؤه..
رضوى انتي في حاجة لازم تعرفيها قبل ما نتمم كل حاجة وليكي حرية الأختيار.

اومأت رضوى بهدوء وهي تنظر له وتحاول ان تستشف ما يريد ان يقوله من عيناه ولكن عبدالرحمن بطبيعته شخص غامض لا يمكنك التنبؤ بما يدور داخله..
هز عبدالرحمن رأسه لينفض الأفكار التي تطارده ان لا يخبرها، اغمض عيناه بحركة مباغته ليحمس نفسه على الحديث، اردف بثباب قائلاً..
رضوى انا عندى شيزوفرينيا ( إنفصام في الشخصية )...!

في قسم الشرطة،
وصل المحامي إلى القسم وكان مصطفي في الأنتظار في مكتب الضابط، يهز رجله بتوتر شديد وهو ينظر للأرضية بينما يتابعه الضابط بعيناه، سأل العسكرى عن مكتب الضابط فأخبره ثم اتجه للمكتب وطرق الباب بهدوء ليأذن له الضابط بالدخول، نظر لمصطفي ثم للضابط واخرج الكارنية الخاص به ثم قدمه للضابط وهتف بجدية قائلاً..
إسلام المحامي، المسؤل عن أستاذ مصطفي محمد.

اومأ الضابط برأسه وهو يتفحص الكارنية، ثم نظر له وقال ببعض من الهدوء..
أتفضل يا متر اقعد
المحامي بصوت قاتم: اولاً انا بأطلب من حضرتك إني اقعد مع موكلي شوية
نهض الضابط وهو ينظر لهم ثم تابع قائلاً بجدية: تمام بس سريعاً
استدار وخرج من المكتب تاركاً إياهم بمفردهم، فتنحنح المحامي قائلاً..
انا من طرف عبدالله بيه اكيد عارف
تنهد مصطفي وهو يهز رأسه ثم اردف وهو ينظر للمحامي بتحذير..

أنا لازم أخرج من هنا في أقرب وقت
اومأ المحامي ثم تابع بتساؤل..
أحكي لي كل حاجة بالتفصيل الممل عشان أقدر أساعدك
بدأ مصطفي يقص عليه كل شيئ منذ تواجده في ذلك الفندق، تعجب المحامي بشدة من معرفة مصطفي أنه مشبوه ومع ذلك لم يتركه ولكن لم يعلق، انتهي مصطفي ليزفر المحامي بقوة ثم استطرد قائلاً بتفكير..
القضية سهلة عشان مفيش دليل اصلاً.

نادى على الضابط ليأتيه ويبدأ المحامي في الدفاع عن مصطفي ويقنع الضابط أنه لم يكن يعلم انه كذلك ولم يكن مع اى سيدة فقد كان بمفرده..
بعد حديث طويل تنهد الضابط ثم قال للشاب الذي يدون خلفه..
أكتب عندك يابني، قررنا نحن وكيل النيابة (، ) الأفراج عن المتهم مصطفي محمد وذلك بضمان محل إقامته.

تهللت أسارير مصطفي عند سماعه ذلك وظهرت الأبتسامة على ثغره وشعر أنه استرد روحه مرة اخرى، تنهد بقوة وهو يمسح على شعره، خرج مع المحامي وبدأ في اعداد اوراق الخروج، بعد فترة ليست بطويلة خرجوا من القسم سوياً، نظر مصطفي للمحامي ثم هتف بأمتنان قائلاً..
شكراً يا متر تعبتك معايا
ابتسم المحامي بهدوء ثم اجابه بفخر ب..
ولا يهمك يا استاذ مصطفي، احنا ف الخدمة.

استدار ليغادر تاركاً مصطفي ليسيطر عليه شيطانه مرة اخرى ويعاود التفكير في كيفية اعادة شهد له مرة اخرى، نظر للفراغ بحدة كأنه تذكر شيئ ما، تحولت حدقتي عيناه إلى جمرتين من النيران ثم عقد ساعديه مرددًا بأصرار غريب..
قربت اجيلك يا شهد اوى بس لازم اعمل حاجة الأول ومش هتأخر...

عند منزل عفاف،
وصلت الشرطة إلى البناية وتعجب الحارس من مجيئهم المفاجئ، استشف سبب مجيئهم وتنهد وهو ينظر لهم بهدوء قائلاً بهمس..
ربنا يستر على ولايااانا
وصلت الشرطة امام المنزل الذي يقطنوا به ثم طرقوا الباب بقوة، تقدم عمر وفتح الباب بهدوء لتدلف الشرطة، نظر الضابط لعمر ثم سأله بجدية..
انت عمر مالك سعد؟!

اومأ عمر بهدوء وهو ينظر له بينما وجه الضابط نظره لجثه الرجل المُلقاة على الأرض ثم عاود النظر للعساكر قائلاً بصوت آمر: فتشوا المكان وهاتوا كل إلى جوة
استداروا متجهين للداخل بسرعة بيتما اتكأ الضابط بجذعه قليلاً ليعرف إن كان حياً ام لا ليجده مازال يتنفس، اخرج الهاتف وأتصل بالأسعاف..
نظر لشهد بهدوء ثم هتف بصوت خشن قائلاً..
أنتي إلى حاول يعتدى عليكي؟

تذكرت شهد وسرعان ما بدأت في البكاء مرة اخرى كأنه فتح ابواب دموعها سامحاً لها بالهطول، حاولت ان تتحدث ولكن شعرت ان حلقها جف ولسانها مقيد، نظر الضابط لعمر ثم كرر سؤاله مرة اخرى ليرد عليه عمر بأقتضاب قائلاً..
ايوة هي يا حضرت الظابط
خرج العساكر في نفس الوقت ومعهم عفاف التي كانت تصرخ بذعر، وشهقت بفزع اكثر عندما رأت الرجل على الارض جثة هامدة مغرق بدمائه، نظرت لشهد بحدة ثم اردفت بتوعد شرس..

منك لله، انتي السبب بس وحياتك ما هاسيبك تتهني ابداً
جز عمر على اسنانه بغيظ كنوع من تنفيث الغضب لوجود الضابط، نظر لها الضابط بغضب ثم زمجر فيها قائلاً..
احترمي نفسك يا ست انتي، انتي إلى مش هاتخرجي من السجن، دة انتي رايحة اداب يا مدام.

مطت عفاف شفتيها بعدم رضا وجاء كل من كان يقطن في ذلك المنزل لتنصدم شهد من مناظرهم وتدير بوجهها للناحية الأخرى بشهقة، في حين اقترب منها عمر قليلاً واخذ يربت على كتفيها برفق لتهدأ هي إلى حداً ما كأنه الدرع الحامي لها والذي يسيطر عليها بأسرع وقت..
وجه الضابط نظرع لعمر ثم قال بدبلوماسية قائلاً..
حضراتكوا مضطرين تيجوا معانا عشان المحضر في القسم
رد عمر بهدوء قائلاً: ماشي تمام.

استداروا جميعاً وهبطوا من المنزل ومن ثم من البناية كلها وجاءت سيارة الأسعاف وتم نقل الرجل لأقرب مستشفي قريبة، وسط نظرات حارس العمارة التي تحمل جميع معاني الشماته وخرجوا من البناية مع الشرطة متوجهين للقسم..

وصلوا القسم وتم القيام بالمحضر وتسجيل محاولة الاعتداء على شهد وبالطبع لم يدان عمر لانها كانت محاولة دفاع عن النفس، وكانت شهد لا تتفوه بكلمة قط، كانت تومأ برأسها او تصمت، انتهوا ثم خرجت من القسم مع عمر في سيارته وركبت بهدوء وعمر يراقبها بنظراته، ادار المقود ثم اتجهوا لمنزله..
وصلوا امام المنزل ثم ترجلوا من السيارة، تقدم عمر اولاً ثم اخرج مفتاحه من جيب بنطاله ودلفوا سوياً..

جلست شهد بهمدان على الأريكة ثم وضعت رأسها بين راحتي يدها، يدور بعقلها كل ما حدث ذلك اليوم، تشعر ان كل ما مر كان حلم لا ليس حلم إنما كابوس مفزع، نظر لها عمر ثم هتف بهدوء..
شهد، ماعدش ينفع نستني أكتر من كدة، انا رايح أجيب المأذون.

اتسعت مقلتاها ونظرت له بصدمة ممزوجة بالدهشة، لم تنطق وٱنما عادت كما كانت كأنها كانت متوقعة ان ذلك ما سيحدث، اخذ عمر نفساً ثم زفره ببطئ، ومسح على شعره بقوة، ف بعمره لم يجبر ان يفعل اى شيئ، ولكن، ولكنه يشعر انه من يريد ذلك إلى حداً ما..
استدار وخرج متجهاً ليجلب المأذون وركب سيارته وادار المقود متجهاً إلى حيث المكان..

بينما ظلت شهد تفكر بهدوء ولكن فرت دمعه هاربة منها، كم تمنت ان تتزوج بعمر ويصبح شريك حياتها وأب لأطفالها ولكن ليس اضطرارياً وإنما برغبته، هزت رأسها برفق كأنها تقنع نفسها ان هذا هو الشيئ الصحيح لحمايتها، نهضت وتقدمت امام المرآة واصبحت تهندم نفسها قليلاً وهي شاردة..

مر بعض الوقت وطرق الباب فعلمت أنه عمر، اتجهت للباب ثم فتحته لتجد عمر مع رجلان والمأذون، ابتعدت ليدلفوا، جلسوا جميعهم وجلست شهد بجانب عمر، بدأ المأذون بكتب الكتاب ثم وجه نظره لشهد قائلاً بتساؤل..
موافقة يا بنتي؟
تنهدت شهد بقوة ثم اغمضت عيناها وردت بصوت قاتم..
اه موافقة.

كرر نفس السؤال لعمر فرد بنفس الرد بهدوء ليكمل مراسم كتب الكتاب بشهادة احد اصدقاء عمر المقربين، ظلت ناظرة لعمر شاردة تائهه حزينة، لا تعرف ما يجب ان تفعله، انتبهت على صوت الشيخ وهو يقول بأبتسامة عذباء..
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في الخييير
هنا تنهد عمر بأرتياح كأن جبلاً ثقيلاً انزاح من صدره ليتركه حر يتنفس بحرية، نظر اصدقاء عمر لشهد بهدوء ثم هتفوا بسعادة..
مبرووك يا أنسة، مبروك يا عمر.

تمتمت شهد بأمتغاض: الله يبارك فيكوا
انتهي الشيخ ثم نهض وغادر بأبتسامة مع اصدقاء عمر تاركين شهد وعمر منفردين كلا منهم يفكر بشيئ على عكس الاخر، شهد تفكر بحزن ان عمر مجبر عليها فقط وتفكر في مصيرها القادم معه بينما عمر يشعر ان انزاح هماً وهذا من اجل حمايتها من اى شخص يحاول ايذاؤها فقط..
مش كنتي تعزميني يا عروسة.

هتف مصطفي بتلك الجملة وهو يدلف للمنزل بأبتسامة شيطانية رسمها على ثغره بأحتراف، ويحدجهم بنظرات حادة متوعدة و...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة